الجمعة، 28 يناير 2011

بين التربية وكلمات المربين

إنـنــا عـنــدمــا تـنــمــو في نـفــوســنــا بــذور الحــب لــتـنـمــو بإزائـهــا رغـبـة النـصــح ... لـكــل مســلــم لــن نــكــون عندها في حـاجـة إلى أن نـتــمــلّــق الآخــرين .. لأنـنــا سـنــكــون حـيــنــئــذ .. صــادقــيـن .. مخلـصــيــن
عنـدمـا نســتــكــشــف في نـفــوس من حـولـنــا .. عن كــنــوز من الخـيــر نـثــنــي عـلـيـهــا .. فـنـثـنــي حـيـنـئــذ ونـحــن صــادقــون .. ولـن يُـعـدم إنســان مـزيـة حسـنــة .. تـؤهـلــه لـكــلـمــة طــيــبــة .. ولـكــن .. لا نـطـّـلـع عـليــهــا .. إلا حيـنمـا تـنـمـو أولا .. في نفوسـنــا بـذرة

( ولا تعجز ) فإما التـقـدم .. (( أو يتأخـر )) المدثر37


عندما كان عمره شهرين وقع الفيل الصغير في فخ صيادي إفريقيا،
بيع في الأسواق لرجل ثري يملك حديقة حيوانات متكاملة.
بدأ المالك على الفور بإرساله إلى حديقة الحيوان، وأطلق عليه اسم ‘نيلسون’،
وعندما وصل المالك مع نيلسون إلى المكان الجديد،
قام عمال هذا الرجل الثري بربط أحد أرجله بسلسلة حديدية قوية، في نهايتها كرة كبيرة من الحديد ،
وضع نيلسون في مكان بعيد عن الحديقة،

شعر بالغضب الشديد من جراء هذه المعاملة القاسية،
عزم على تحرير نفسه ،
ولكنه كلما حاول أن يشد السلسلة الحديدية كانت الأوجاع تزداد عليه، فما كان من بعد عدة محاولات إلا أن يتعب وينام،
وفي اليوم التالي يستيقظ ويفعل نفس الشيء لمحاولة تخليص نفسه، ولكن بلا جدوى فيتعب ويتألم وينام.
ومع كثرة محاولاته وآلامه وفشله، قرر أن يتقبل الواقع،
لم يحاول تخليص نفسه مرة أخرى بالرغم من أنه يزداد كل يوم قوة وحجمًا، لكن هذا قـراره .. حيث تروض على هذا الوضع تماما .

في إحدى الليالي عندما كان نيلسون نائمًا ذهب المالك مع عماله وقاموا بتغيير الكرة الحديدية الكبيرة لكرة صغيرة مصنوعة من الخشب،
مما أتاح له فرصا ذهبية لتخليص نفسه، ولكن الذي حدث كان مفاجأة .
إذ تبرمج الفيل وفقا لمحاولاته القديمة - المصحوبة بالفشل والألم -
وكان مالك حديقة الحيوانات يعلم تمامًا أن الفيل نيلسون قوي للغاية، ولكنه كان قد تبرمج على الاعتقاد بعدم القدرة وعدم التفكير مجددا في استخدام قوته الذاتية.
في يوم زار فتى صغير مع والدته وسأل المالك: هي يمكنك يا سيدي أن تشرح لي كيف أن هذا الفيل القوي لا يحاول تخليص نفسه من الكرة الخشبية؟
فرد : بالطبع أنت تعلم يا بني أن الفيل نيلسون قوي جدًا، ويستطيع تخليص نفسه في أي وقت،
وأنا أيضًا أعرف هذا،
ولكن الأهـم هو أن الفيل نفسه لا يعلم ذلك .. ولا يعرف مدى قدرته الذاتية !


قبل خمسين سنة كان هناك اعتقاد أن الإنسان لا يستطيع أن يقطع ميل في اقل من أربعة دقائق ..
وان أي شخص يحاول كسر الرقم سوف ينفجر قلبه !!
هكذا كانت قناعات الناس وقتها !

ولكن أحد الرياضيين سأل هل هناك شخص حاول وانفجر قلبه فجأته الإجابة بالنفي ..!!
فبدأ بالتمرن حتى استطاع أن يكسر الرقم ويقطع مسافة ميل في اقل من أربعة دقائقفي البداية ظن العالم انه مجنون أو أن ساعته غير صحيحةلكن بعد أن رأوه صدقوا الأمر واستطاع في نفس العام أكثر من 100 رياضيأن يكسر ذلك الرقم!!

بالطبع القناعة السلبية هي التي منعتهم أن يحاولوا من قبلفلما أن زالت القناعةحتى استطاعوا أن يبدعوا ..

البـرمجـة السلبيـة :
معظم الناس تبرمج منذ الصغر على أن يتصرفوا بطريقة معينة ويعتقدوا اعتقادات معينة، ويشعروا بأحاسيس سلبية معينة، لم يقـم عليها أدلة حقيقيـة .. أو كانت وفق ظروف معينة اعتقادات لها مايبررها ..

واستمروا في حياتهم بنفس التصرفات تمامًا مثل الفيل نيلسون وأصبحوا سجناء في برمجتهم واعتقاداتهم السلبية التي تحد من حصولهم على ما يستحقون في الحياة.
ــــــــــــ
في احد الجامعات في كولومبيا حضر احد الطلاب
محاضرة مادة الرياضيات وجلس في آخر القاعة
ونام بهدوء وفي نهاية المحاضرة استيقظ على
أصوات الطلاب ونظر إلى السبورة فوجد أن الدكتور
كتب عليها مسألتين فنقلهما بسرعة وخرج من
القاعة وعندما رجع البيت بدء يفكر في حل هذه
المسألتين ..
كانت المسألتين صعبة فذهب إلى مكتبة الجامعة
وأخذ المراجع اللازمة وبعد أربعة أيام استطاع
أن يحل المسألة الأولى وهو ناقم على الدكتور
الذي أعطاهم هذا الواجب الصعب !!
وفي محاضرة الرياضيات اللاحقة استغرب أن
الدكتور لم يطلب منهم الواجب فذهب إليه وقال
له يا دكتور لقد استغرقت في حل المسألة الأولى
أربعة أيام وحللتها في أربعة أوراق .
تعجب الدكتور وقال للطالب ولكني لم أعطيكم
أي واجب !!
والمسألتين التي كتبتهما على السبورة هي
أمثلة كتبتها للطلاب للمسائل التي عجز العلم
عن حلها ..!!
ان هذه القناعة السلبية جعلت الكثير من العلماء
لا يفكرون حتى فيمحاولة حل هذه المسالة ولو
كان هذا الطالب مستيقظا وسمع شرح الدكتور
لمافكرفي حل المسألة ولكن رب نومة نافعة

ومازالت هذه المسألة بورقاتها الأربعة معروضة
في تك الجامعة .
حقاً إنها القناعات ..
في حياتنا توجد كثير من القناعات السلبية
التي نجلعها شماعة للفشل فكثيراً ما نسمع
كلمة : مستحيل , صعب , لا أستطيع …
وهذه ليس إلا قناعات سالبة ليس لها من الحقيقة دليل يدعمها .
كل هذا سببه عدم تغيير الذات، عدم الارتقاء بالذات.

التغـيير حتمي ولا بد:
إن التغيير أمر حتمي ولا بد منه، فالحياة كلها تتغير والظروف والأحوال تتغير حتى نحن نتغير من الداخل،
فمع إشراقة شمس يوم جديد يزداد عمرك يومًا، وبالتالي تزداد خبراتك وثقافاتك ويزداد عقلك نضجًا وفهمًا،

ولكن المهم أن توجه عملية التغيير كي تعمل من أجل مصلحتك أكثر من أن تنشط للعمل ضدك.
إن الفيل قد تغير هو نفسه فازداد حجمًا وازداد قوة، وتغيرت الظروف من حوله فتبدلت الكرة الحديدية الكبيرة إلى كرة خشبية صغيرة، ومع ذلك .. !
لم يستغل هو هذا التغيير ولم يوجهه، ولم يغير من نفسه التي قد أصابها اليأس ففاتته الفرصة التي أتته كي يعيش حياة أفضل.

إن الله تعالى ـ قد دلنا على الطريق إلى الارتقاء {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11].
ورسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد دلنا على الكيفية ‘ومن يستغن يغنه الله ومن يستعفف يعفه الله ومن يتصبر يصبره الله‘.
و ’إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم، ومن يتحرر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه‘.
ماذا نخسـر إن لم نغـير ؟
كلما ازداد فهمك للتغير في نفسك وعقلك أكثر كلما سهل عليك التغير أكثر ،
ولكن من المهم أن تتذكر دائمًا أن التغيير يحدث بصفة مستمرة، و ( ليس علينا أن نتحـكـم في الرياح .. بينما نسـتطـيع تعـديل الأشـرعـة )
وفي المقابل إن لم تستطيع توجه دفة التغير للأفضل فستتغير للأسوأ : {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} [المدثر:37] وليس هناك حالة وسطى تدعى ( يتوقف ) .
إما تقدم أو تأخر، صعود أو هبوط ..

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو كيف أغير من نفسي؟
كيف أتحسن للأفضل؟ إليك أيها الأخ شروط التغيير

شروط التغيير :
الشرط 1: فهم الحاضر:
الفرصة الخاصة بالتغير لا يمكن أن تتواجد إلا في وقتك الحاضر، وهذا يعني أن الشرط الأول من أجل تحقيق تغيير مجدٍ هو أن ترى بوضوح أين توجد الآن
وفي هذه اللحظة. لا تخفِ نفسك بعيدًا عن الحقيقة الراهنة،
فإذا كانت هناك بعض المظاهر التي لا تعجبك، فبوسعك أن تبدأ بتخطيط كيفية تغييرها،
بينما لو تظاهرت بعدم وجودها فلن تقوم بتغييرها أبدًا،
ولذا فكن صريحًا مع نفسك منصفًا في رؤيتك لها على وضعها الحالي.

الشرط 2:
لا تؤرق نفسك بالماضي:
إن الامتعاض بالأخطاء والهموم التي جرت بالأمس أمر مفهوم، لكنه من الخطأ أن تسمح للماضي أن يكون سجنًا لك،
وبذلك فإن الشرط الثاني للتغيير المثمر هو المضي بخفة بعيدًا عن الماضي.
إن الماضي بنك للمعلومات يمكنك أن تعلم منه، لكنه ليس بالشرك الذي يسقطك في داخله.
فخذ ما تشاء من الماضي من فوائد وخبرات ومعلومات،
لكن إياك أن تعيش فيه . أنت الآن شخص جديد أقوى بكثير من الماضي، وأفضل بكثير منن إذ استفدت من تجاربه .

الشرط 3 :
تقبل الشك في المستقبل:
{قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ} [النمل:65].
إن المستقبل بالنسبة لنا أمر غيبي لا ندري ما الذي سيحدث فيه نعم ،
ولكن :
هذا لا يعني ألا نضع الأهداف، وألا نخطط لمستقبلنا، هذا لا يعني :
ألا نتوقع ولا نتقبل الشك فيما قد يحدث لنا وللعالم حولنا لنكون على أهبة الاستعداد له، فعلينا الأخذ بالأسباب المتاحة لنا،
وقد ادخر رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ نفقة أهله لسنة كاملة. ولذا فكي نحقق تغييرًا مثمرًا فإننا بحاجة إلى ترك مساحة للمجهول المشكوك فيه.

فاصل ونواصل ـــــــــــ حياة وأمل:
‘كان همام ذي الأربعة عشر عاما- من جمهورية مصر العربية - في قمة السعادة حينما أيقظته والدته لكي يستعد لسفر لأداء العمرة. وكان سيركب الباخرة مع أهله للنزول في ميناء جدة.
مضى الوقت سريعًا وبدأت السفينة في الإبحار، وفي ذلك الوقت كانت العائلة في المطعم تتناول الغداء،
استغل همام انشغال الجميع وذهب إلى سطح السفينة ليشاهد ويتمتع بمنظر البحر.
وذهب إلى نهاية السفينة وبدأ ينظر إلى أسفل، وانحنى أكثر من اللازم وكانت المفاجأة
وقع في البحر، وأخذ يصرخ ويطلب النجدة ولكن بدون جدوى،

وأخيرًا كان هناك أحد المسافرين ، رجل في الخمسينات من عمره سمع صراخ همام، وبسرعة ضرب جهاز الإنذار ورمى نفسه في المياه لإنقاذ همام.
تجمع المسافرون وهرول المتخصصون وبسرعة ساعدوا الرجل وهمام وتمت عملية الإنقاذ، ونجا همام من موت محقق.
عندما خرج من المياه أخذ الشاب يبحث عن الرجل الذي أنقذه حتى وجده واقفًا في ركن من الأركان، وكان ما زال مبللاً بالمياه
جرى إليه وحضنه وقال:
‘لا أعرف كيف أشكرك لقد أنقذت حياتي من الغرق’.
فرد الرجل عليه قائلاً: ‘يا بني أتمنى أن حياتك تساوي إنقاذها’.


أ.هـ الفاصــل ـــــــــــ
لنفهـم هذا المثل ؟
هل حياتك تساوي إنقاذها ؟
هل تريد أن تترك بصمات نجاحك في الدنيا؟
هل قررت أن تتغير للأفضل وأن ترتقي في حياتك؟

هل نويت أن تتقرب إلى الله وتحرص على محبته ورضاه؟
هل اشتريت الجنة التي خلقت لتسكن فيها؟

ابدأ من اليوم في تغيير نفسك فما الحياة إلا أمل يصاحبها ألم .. ويفاجئها أجل.

من أين تبدأ إذا ؟
لا تحاول أن تجرب عمل الكثير مرة واحدة. ركـز و حدد أي التغييرات التي عليك القيام بها أولاً .. لتحـدث فـرقـاً .. في ذاتك . أو من حولك ؟
ابـدأ .. وكـن أنت التغــيير .. الـذي ترغـب أن تراه في العـالم .. من حــولك


منقول

ليست هناك تعليقات: