السبت، 24 أبريل 2010

خبراء :التدريس بالإنجليزية من الحضانة إلى الجامعة مؤامرة تستهدف "العربية"

خبراء :

التدريس بالإنجليزية من الحضانة إلى الجامعة مؤامرة تستهدف "العربية"

محيط – علي عليوة
المؤتمر السادس عشر لتعريب العلوم

حذر الدكتور إمام حنفي سيد عبد الله أستاذ الفلسفة الإسلامية من الاتجاه السائد حاليا من استبعاد اللغة العربية خاصة في الحضانة وجعل اللغة الأجنبية هي لغة التعليم الأولي من الحضانة إلي الجامعة.
ولفت إلي أن هذا من شانه جعل اللغة العربية غريبة في وطنها أو لغة التعليم للمواطنين من الدرجة الثاني وضرب هوية أبناءنا وانتماؤهم العربي في مقتل.
وأضاف أمام المؤتمر السادس عشر للجمعية المصرية لتعريب العلوم الذي عقد تحت عنوان (مسيرة تعريب العلوم : الأمل والعمل) الذي اختتم أعماله أمس الخميس بأن هذا الوضع سيخلق أوضاعا اجتماعية طبقية تهدد السلم الاجتماعي حيث سيكون لدينا خريج للجامعات الأجنبية أمامه فرص العمل وارتقاء المناصب العليا وخريج لجامعة تدرس بالعربية يجد الأبواب موصدة أمامه .
وشدد علي أن التعليم باللغة القومية يلعب دورا مهما في ترسيخ الهوية وقيم الانتماء الوطني وهذا ما تشير إليه البحوث فالإحساس القومي لدي الإسرائيليين الذين يدرسون بلغتهم العبرية منذ الحضانة حتى نهاية التعليم الجامعي يتمتعون بحس قومي عال وانتماء لدولتهم
ولافت إلي إنه علي النقيض من ذلك سيكون أبناؤنا الذي تربوا علي اللغات الأجنبية ولم يتقنوا لغتهم القومية وثقافتها بلا انتماء قوي لامتهم العربية الإسلامية .ومن جانبه أوضح الدكتور عبد الحافظ حلمي العميد الأسبق لكلية العلوم جامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لتعريب العلوم انه من الضروري صدور قرار سياسي يجعل تعريب لغة التعليم في مصر واجبا فالتعريب أصبح ضرورته ملزمة ومنفعته مؤكدة والاعتراضات عليه تم تفنيدها وان التسويفات التي تطرح هي تسويفات مفتعلة .
وطالب حلمي المجلس الاعلي للجامعات في مصر إصدار قرار يلزم أساتذة الجامعات بالتدريس باللغة العربية إعمالا للوائح الجامعية المعطلة في هذا الشأن خاصة بعد أن تبين أن الطلاب والأساتذة علي السواء لايتقنون الحديث باللغة الانجليزية وان استخدام الانجليزية في التعليم يقلل نسبة استيعاب الطلاب للمادة العلمية وبالتالي يؤخر مستواهم العلمي والمهني .
جامعاتنا خارج المنافسة عالميا
الدكتور محمد يونس الحملاوى
وقال الدكتور محمد يونس الحملاوي أستاذ الحاسبات بكلية الهندسة جامعة الأزهر والأمين العام للجمعية المصرية لتعريب العلوم إن جميع الأمم تدرس العلوم الطبية والهندسية بلغاتها القومية حتى إسرائيل تدرس العلوم في جامعاتها باللغة العبرية التي كانت لغة ميتة .
واشار إلي أنه من المفارقات المحزنة ان يكون لاسرائيل التي تدرس العلوم في جامعاتها بلغتها العبرية ثلاث جامعات تم تصنيفها ضمن أفضل خمسمائة جامعة علي مستوي العالم في حين عجزت الجامعات المصرية جميعها التي يصر أساتذتها علي التدريس بغير العربية من أن تكون من بينها ولو جامعة واحدة مصرية او عربية ضمن هذا التصنيف الدولي لأفضل جامعات العالم .
ونبه إلي أننا الوحيدون الذين نسبح ضد التيار بالتدريس بغير لغتنا القومية في جامعاتنا مؤكدا إننا لن نستعيد دورنا الحضاري ونتجاوز التخلف إلا بالعودة للغتنا العربية لتكون هي لغة التعليم في مراحل التعليم المختلفة خاصة الجامعي .
وتساءل إذا كان المتمسكون بالتدريس باللغة الانجليزية يقولون أنها لغة العلم والحضارة المعاصرة فماذا سيفعلون في عام 2020 عندما تصبح الصينية هي لغة العلم الأولي في العالم كما يؤكد ذلك عدد من الدراسات ؟؟.
وكشف النقاب عن أن الدراسات الحديثة التي أجريت على نتيجة امتحان المجلس الطبي للأطباء الأجانب فى أمريكا (الذي يعطي الترخيص بمزاولة مهنة الطب لهم ) أشارت إلى أن الأطباء الذين درسوا بالعربية (حالة سوريا) قد حصلوا على معدل علامات أعلى من المتوسط العام للأطباء المتقدمين للامتحان من مختلف أنحاء العالم
ويواصل الحملاوي قائلا : كما أن دراسات أخري حديثة تشير إلى أن التفوق من كان من نصيب الدارسين باللغة القومية فى المرحلة قبل الجامعية والمرحلة الجامعية على حد سواء، وأن سرعة القراءة باللغة العربية تزيد عن سرعة قراءة نفس المادة باللغة الإنجليزية بنسبة ثلاثة وأربعين بالمائة.
استبعاد العربية من اسباب تخلفنا
وأضاف بأن الدراسات أكدت أيضا أن مدى الاستيعاب لنص بالعربية للطلاب يزيد عن مدى الاستيعاب النص بالإنجليزية بنسبة خمسة عشر بالمائة. وهذا يعنى أن التحسن فى التحصيل العلمى فى حالة الدراسة بالعربية يزيد عن حالة الدراسة بالإنجليزية بنسبة ستة وستين بالمائة.
التدريس بالانجليزية خطر يهدد هوية ابناءنا
وشدد علي ان قضية التعريب قضية ترتبط عضويا بقضية التنمية مؤكدا انه لن تكون هناك تنمية حقيقة بدون استخدام لغتنا القومية كلغة للتعليم مع استخدام تقنيات المعلومات بصورة علمية تتضمن النظرة الاقتصادية والاجتماعية والتربوية وتتعدى صورة ما نشاهده من ممارسات غير علمية فى العديد من برامج التعليم.
ومن جانبها شنت المترجمة نجوى فوزي عضو جمعية المترجمين العربية هجوما حادا علي مدارس اللغات وأقسام بعض الكليات التي تدرس بالانجليزية معتبرة إن انتشار تلك المدارس وتلك الأقسام بهذا الشكل الهستيري ما هو الامؤامرة علي اللغة العربية ومخطط للقضاء عليها واستبعادها من مجال التعليم ومن الحياة وهي جريمة في حق هوية أبناءنا والأجيال القادمة .
ولفتت إلي أن تدريس اللغات الأجنبية في سن الحضانة جريمة أخري لان الطفل في هذه السن سيحدث لديه تشوشا لغويا كما يقول التربويون وعلي رأسهم الدكتور حامد عمار شيخ التربويين العرب .
كما ان الدراسات كشفت أيضا أن بعض الأطفال المصريين من الملتحقين بالحضانات التي تدرس باللغات الأجنبية يكتبون العربية من اليسار إلي اليمين وأحيانا بحروف انجليزية وهذه كارثة بكل المقاييس .وأكدت أن التعريب لايعني العداء للغات الأجنبية فيمكن تعليم الطلاب اللغات الأجنبية ولكن بعد أن يتقنوا لغتهم القومية وهذا ما تفعله كل دول العالم المتقدم التي لاتدرس اللغات الأجنبية لابناءها إلا بعد أن يتقنوا لغتهم القومية أي بعد سن الحادية عشر وليس في سن الحضانة كما نفعل نحن وهذا معناه تعريض هويتهم العربية للخطر الداهم.

تاريخ التحديث :-
توقيت جرينتش : الجمعة , 23 - 4 - 2010 الساعة : 11:58 مساءً
توقيت مكة المكرمة : السبت , 24 - 4 - 2010 الساعة : 2:58 صباحاً
http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=368079 موقع محيط

الاثنين، 19 أبريل 2010

لصوص الفكر قد تبجحوا وتجاوزوا كل الحدود!......د. امام حنفي سيد

لصوص الفكر قد تبجحوا وتجاوزوا كل الحدود!
عزيزي د. ادريس.......
تحياتي واسفي لهذا العدوان السافر الذي تعرضت له، ويبدو لي ان اللصوص في بلادنا والعالم من حولنا قد تبجحوا واستباحوا كل شيء ولم يقتصر الامر على سرقة الاموال والاراضي وغيرها مما اعتدنا سرقته في بلادنا ولكنهم تجاوزوا ذلك لسرقة الافكار والابداع ، ولم تعد الاخلاق والقوانين تردعهم، اقول لك ذلك وقد تعرضت لسرقة كتاب من كتبي الهامة والمؤثرة في مجال الدراسات الفلسفية والاسلامية على السواء، فقد فوجئت بناشر عراقي يفتح دارا للنشر في ألمنيا ينشر عملي المحقق المعروف والمشهور في الاوساط العلمية والذي نشرته من عدة سنوات والمعنون ب" البحث عن ادلة التفسيق والتكفير" لأبي القاسم البستي، وهو من علماء المسلمين في القرن الخامس الهجري420هـ ،باسم محقق الماني !!!!
وذلك بعد حذف المقدمة العلمية والدراسة الوافية التي كنت قد صدرت بها تحقيقي للكتاب وحذف كل الهوامش العلمية التي توثق نصوص الكتاب نصا نصا وتؤكد صحتها وامانة الكاتب في الاستشهاد والاستدلال. مما اخل بالنص وجعله مهلهلا، ولا يصح الاعتماد عليه علميا.
ومن المضحكات المبكيات ان الناشر المصري الذي نشر كتابي تعجل صدوره فأغفل الفهارس العلمية ، التي قد الحقتها بالتحقيق، لحاجة الدارسين لهذا الكتاب النفيس، ولكنه اعتذر بعد ذلك للقراء وانزل الفهارس في مكانها من الطبعة الشرعية بعد ذلك واكد براءتي من هذا الخطأ.
ولكن اللص لم يجد في الطبعة الاولى الفهارس فأصدر طبعته التي نشرها بدون فهارس كذلك ، يعني نشر الكتاب بلا مقدمات علمية ولادراسة للمخطوط ولا فهارس!!!!!!!!!!
هذا ولله الامر من قبل ومن بعد
وان كنت قد اصدرت الكثير من المؤلفات والدراسات والاعمال المحققة في مجال الدراسات الاسلامية والفلسفية والتربوية ، الاان هذا العمل الخسيس اصابني بحالة من الاحباط والحزن
فلك عزائي ، وما ضاع حق وراءه مطالب، ولذلك فسوف اقاضي هذا الناشر والمحقق المزور صاحب الجنسية الالمانية في المحاكم المصرية والالمانية حتى اجعله عبرة ومثلا
ولله في خلقه شئون.
iimaamm_001@yahoo.com
0171942755

الثلاثاء، 13 أبريل 2010

السيد المسيح بين اليهودية والمسيحيه والإسلام...للأخت مندولينا

السيد المسيح بين اليهوديةوالمسيحيه والإسلام
مارس 30, 2009 بواسطة Mandolina

موضوع النظر فى رؤية كل من اليهود والمسيحيين والمسلمين لهذا الشخص الذى ظهر بشكل اعجازى تقبله البعض ورفضه الاخرون وقبله بعضهم لكن بصورة مختلفه لا اظن ان شخصا ظهر فى التاريخ دار حوله كل هذا الجدل واثار ما اثار السيد المسيح من نقاشات واختلافات بين من امن به و من لم يؤمن والغريب فى الامر ان الجميع امن بوجود هذا الشخص. فلنرى كيف يراه الجميع كيف يراه المؤمنون به وغير المؤمنين ينتناول الموضوع من عدة مراحل ميلاده وحياته وموته وصعوده الى السماء هذه التدوينه ستكون عن ميلاده فقط لان الوقت لا يسعفنى بسبب انشغالى فى المذاكره على جمع الموضوع كاملا.

ملاحظه تجردت او حاولت التجرد فى هذا الموضوع او البحث من اى انتماء وحاولت قدر الامكان ان اكون محايده
ميلاده
اليهود
لهم نظرتهم الجسديه فى ميلاد السيد المسيح بمفهومهم الجسدى الذى ترجم رفضهم له فلم يروا في ميلاده
اعجازا فقد نسبوه الى الزنا رغم تناقض ذلك مع كتبهم ومع المنطق فلو كان من علاقه محرمه لكانت مريم امه قد احرقت لانها كانت بنت كاهن وبنت الكاهن حينما تزنى كانت تحرق.
المسيحيين:
تكلمت اربعة من الاناجيل عن السيد المسيح له كل المجد
انجيل البشير متى
تكلم عن ميلاد السيد المسيح وكتب نسبا بشريا له
وبداه باول عدد ( كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم).
وبعد ذكر النسب تكلم عن الميلاد المعجز عن طريق بشارة الروح القدس لام المسيح مريم.(18 اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا.لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس)
انجيل البشير لوقا
تحدث عن ميلاد المسيح بشكل تفصيلى اكثر (26 وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها ناصرة 27 الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف.واسم العذراء مريم. 28 فدخل اليها الملاك وقال سلام لك ايتها المنعم عليها.الرب معك مباركة انت في النساء. 29 فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى ان تكون هذه التحية. 30 فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لانك قد وجدت نعمة عند الله. 31 وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. 32 هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه. 33 ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية)
انجيل البشير مرقس
لم يذكر فى بدايته شيا عن ميلاد السيد المسيح
انجيل البشير يوحنا
تناول حياة المسيح بجانبها اللاهوتى اكثر فبدا باول الاعداد (في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. 2 هذا كان في البدء عند الله. 3 كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. 4 فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس. 5 والنور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه).
وجهة النظر المسيحيه للميلاد المعجز للسيد المسيح وسبب الميلاد الاعجازى باختصار هى كالاتى
ولد من امراءه فقط ليتم ما كتب فى النبوءات وليتم ما تحدث عنه الله من ان نسل المراه يسحق راس الحيه وليكون فداءا طاهر نقيا لنا لنخلص من الخطيه
المسلمين:
يتفق المسلمين مع المسيحيين فى ان ميلاده كان معجزا لكن يختلفون مع المسيحيين فى سبب ان الميلاد اعجازى ولكن يتفقون ايضا فى انه قبل ان يولد من مريم كانت هناك بشارة لمريم بانها ستلد ابنا بدون ان تتزوج.
(
آل عمران
45
إِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاۤئِكَةُ يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ )

فالمسلمون يرون ان السيد المسيح ولد بشكل اعجازى من امراءه بدون رجل اما السبب فقد ان ميلاده اعجازى ولما ولد بام بدون اب فقد ظهرت روايات كثيره لتفسير ذلك
اول الروايات واكثرها انتشارا ان الله اراد ان يظهر قدرته على كل انواع الخلق فقد خلق ادم من تراب بدون اب او ام وخلق حواء من رجل بدون ام فكان لزاما ان يرينا قدرته على خلق رجل من امراه بدون اب
وروايه اخرى تقول ان اليهود كانوا فى هذا الزمن ماديين يحسبون كل امور حياتهم بقوانين الطبيعه فاراد الله ان يريهم ان هناك قدرات غير طبيعيه لكى يعودوا الى الروحانيات مره اخرى ويعرفوا ان قدرة الله اكبر من قوانين الطبيعه
ورؤيه اخرى اكثر فلسفه وان كانت اظرف ( فيها ما لا اخفى عليكم اطلق عليه فكاهه) وقد سمعتها من شيخ ولم اسمعها مره اخرى
وهى معقده بعض الشيئ لذا تحتاج الى الانتباه
يبنى الشيخ فكرته على ان هناك رسول اخر سيأتى بعد السيد المسيح وان هذا الرسول سيكون على غير العاده من قوم اخرون غير اليهود
ففى وجهة نظره السيد المسيح مرحله بين مرحلتين مختلفتين فكان لابد ان يكون ميلاده بشكل معجز لكى يكون كعلامة لفت انتباه اذا جاز لنا ان نقول على حد قول الشيخ. وحاول زيادة التأكيد على المعنى فشبهه بقاعدة فى اللغه العربيه وهى كسر الإعراب أى ان يخطئ الشخص فى كلمة اعرابيا لكى يثير انتباه المستمع لما يليها .وهى طريقة عربية على حد زعم الشيخ وضرب لها أمثلة لا اتذكرها الان .
قد اعدل على هذه المقاله بعض الشيئ او اضيف او احذف منها فهى خاطرة وردت على ذهنى وسط نقاش معين وكتبتها سريعا لكى لا تضيع فكرة الموضوع من راسى ولكن هو موضوع للبحث يستحق بذل مجهود اكثر.
منقول:
http://mandolina.wordpress.com/

من مدونة الاخت المهتدية مندولينا........مقالة المسيح بين اليهودية والمسيحيه والاسلام

مقالة المسيح بين اليهودية والمسيحيه والاسلام
ديسمبر 7, 2009
التعديل بتاريخ 6-12-2009

ذكرت من قبل انى قد اعدل على المقالة او اضيف او احذف منها

وكأننى كنت اتنبأ

الحمد لله كما ينبغى له له كل الحمد حتى يرضى

فلحظة واحده يقضيها الانسان بدون رضى الله هى كألف حياة يحياها فى الجحيم لمن كان له عقل ويستطيع الإدراك

كان ايمانى حينما كتبت هذا الموضوع من شهور ايمان تربيت عليه كنت اقتنع به احيانا ويرفضه عقلى احيانا

فقرات وبحثت وطلبت العون من الله

فارسل عونه عبر اشخاص ساظل مدينة لهم دائما انهم حملوا شموعا اضائت لى الطريق وفى محاولاتهم تلك تحملوا كثيرا سخافاتى

والحمد لله ان هدانى للاسلام ولولا نعمته عليا ما اهتديت

واساله سبحانه وتعالى ان يثبتنى وان يعيننى على اى مصاعب قد تواجهنى

احببت ان اترك الموضوع كاملا مع التعليق فى اخره

تعليقى مختصر جدا على امل ان اكتب موضوعا اخر ان شاء الله اوضح فيه كيف تحول ايمانى فى المسيح من لاهوت او الله الظاهر فى الجسد الى الايمان الصحيح الذى يرضى الله ويرضى المسيح عنى وهو رضى احسه منذ ايقنت انه بشرا وغاية عظمته انه بشرا

فمن الظلم للانسان ان تنسب له ماليس فيه

اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله واشهد ان المسيح رسول الله انسان ليس لاهوتا او صورة الله فى الارض حاشا لله ان يتخذ جسدا فانيا ليظهر لنا

فان ذلك ضعف والله قوى قادر لا يحتاج التجسد لينفذ مشيئته

بل امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون

الله ليس خاضع لكى يخضع لخطوات لابد من تنفيذها لينفذ مغفرة او محو خطايا

الله ان اراد ان يدخل الناس جميعا الجنه لم يعجز عن ذلك

واذا اراد ان يهلكهم جميعا لا يستطيع احد ان يرده عن مشيئته

فلما يتجسد فهو قدوس لا يختلط ببشر

ولا ياخذ شكل جسد

هذا هو ايمانى باختصار وهو ايمان قبله عقلى واستراح له قلبى

فالحمد لله ان هدانى بعد ان كنت تائهه

وانار لى ظلمة طريقى بعد ان كنت فى ظلام

ودلنى على الطريق بعد ان كنت ضائعه

مندولينا

الاخت مندولينا ورحلة البحث عن اليقين

2009
رحلة البحث عن اليقين(2)
الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة ولو لم يكن لنا الا هى لكفتنا

كلمة كنت اسمعها كثيرا من اصدقائى المسلمين . وكنت لا أعيرها بالاً . ولكن بعد ان عرفت هذه النعمه إستطعت أن أدرك مقدارها
هناك حكمة معروفة تقول" الصحة تاج على رؤوس الاصحاء لا يراه الا المرضى " . وهذا طبيعى فالنعم المحسوسة عندما نمتلكها لا نحس بها
لا يحس بها الا من فقدها . كالصحة والمال والاطفال وما الى ذلك من نعم جسديه ينعم الله علينا بها.
اما النعم الروحيه والعقلية لا يحس بها الا من امتلكها . سبحان الله
فنعمة الهداية لا يحس بها وبمتعتها الا من هداه الله . ونعمة العقل لا يحس بها الا من انعم الله عليه الله بالعقل . ونعمة العلم لا يحس بها الا من انعم الله عليه بالعلم .
ونعمة الاسلام لا يحس بطعمها الا من انعم الله عليه بها .
اسلمت منذ احد عشر يوما (يوم الاحد فجرا اخذت القرار واعلنت الشهادة) ومن يومها ادركت معانى اخرى لكلمة الحمد لله ادركت لها معانى جعلتنى وانا اقولها احس بها كانها ترتقى بروحى للسماء.
سابقا كنت اقول الحمد لله دائما ولكن حينما اقولها يتبادر الى ذهنى النعم الماديه التى انعم الله على بها من مال وصحه وعائله وبيت وما الى ذلك
اما الان وانا انطق بها فقد ادركت لها معانى روحية لا يحسها الا من كان تائها واهتدى .
مررت بفتره كان حالى فيها اشبه بإنسان سقط فى بحر متلاطم الامواج فى ليلة مظلمة شديدة البرودة لا يعرف اتجاها ولا يرى نورا يبشره بان هناك من يحاول انقاذه. جائعه مرتعبه . وفى قمة الياس من النجاة ينعم الله عليك بان ينقذك . ساعتها ستقول كلمتين فقط (الحمد لله)
هذه هى اللحظه اللتى تكون حياتك معادلة لكلمتين فقط فالكلمتين لو يعلم الناس كبيرتين.
كنت قد نويت باذن الله ان اكتب عن رحلتى فى البحث عن اليقين .
وهى رحلة استمرت سنتين . وفيها من التفاصيل الكثير . ولولا انى ارى ان كتابتها هى نوع من الحمد لله على نعمته ما كتبتها لانى لا احب كتابة التجارب الشخصية. فالانسان قد يستطيع التعبير عن كل شيئ بسهوله ويقف عاجزا عن التعبير عما يدور فى نفسه.
ولكن سنبدا باذن الله وارجو ان يوفقنى فى التعبير وان يجعل كلامى وتجربتى . تشجيعا لمن يريد ان يرضى الله ان يبحث فلن يخسر شيئا فبحثه وقراءاته لو صدقت نيته ستوصله لمرحلة اليقين من ايمانه وهو شعور كلنا نبحث عنه ان نكون متيقنين مما نؤمن.
كانت البداية معرفة تلقينيه عن الله ككل البشر بداية معرفتنا جميعا بالله. فكلنا نتلقى اول معلوماتنا عن الله من الاهل . وفى الاغلب من الام لانها اكثر قربا للاطفال .
ومنها تلقيت اول معارفى عن الله . كنت اسمع الكلمه احيانا الله وغالبا يسوع . ولاحظت منذ الصغر انه طبقا لرواية امى فان كل الاشياء الجميله فى حياتى لها مصدر واحد هو يسوع. من اول قطعة الشيكولاته اللتى اجدها صباحا تحت الوسادة الى العابى اللتى العب بها مرورا بالصحة والبيت والطعام والاهل وكل شيئ.
كيف لا تحب شخصا كهذا ؟ أحببته جدا وبعقلى الطفولى ادركت اننى اذا احتجت شيئا فقد عرفت المصدر(يسوع) ويسهل عليا ان اطلب منه ولانى فى الغالب لم اكن احتاج الكثير فالشيكولاته اجدها دائما تحت الوسادة وان نسى يسوع ان يضعها تحت الوساده فلابد انها فى الثلاجه.
والالعاب موجوده فكنت اشكره على ما قدمه لى وكنت فى سن لا يتيح لى ان افكر فى اكثر من ذلك ان اطلب تعريفا اكثر من ذلك.
لكن عقولنا تكبر واقدامنا تزداد قوة فنتحرك اكثر وعيوننا ترى اكثر واكثر فتزيد علامات الاستفهام . وظهر اول تساؤل حقيقى عن يسوع
فماذا كان اول تساؤل ولماذا كان هذا التساؤل فى تلك الفتره؟
فى تدوينه قادمة ان شاء الله استكمل
مندولينا


مرسلة بواسطة Mandolina في 07:40 ص 245 التعليقات
07 ديسمبر, 2009
العــــــودة
العودة
عدت الى التدوين مره اخرى الحمد لله
لكن بروح جديدة وعقل صافى أسأل الله ان يديمها وكل نعمه على
كنت قد كتبت مقاله من قبل عن السيد المسيح فى اليهوديه والمسيحيه والاسلام
كنت قد نشرتها على هذه المدونه ومدونتى الاخرى ولانى قد محوت الموضوع من هنا مع كل المواضيع السابقه فى فتره كنت قد احترت فيها ووصلت الى مرحله ضاع منى يقينى بما ولدت عليه من ايمان كنت اظنه صحيحا
فقد اردت ان ابعد عن نفسى اى ضغوط حتى لو كانت موضوعات قد كتبتها بنفسى وابتعدت حتى عن النقاشات الدينيه حتى اعطى لنفسى مساحه من الوقت استطيع فيها ان افكر بصفاء لاتخذ قرارا اراه الاهم فى حياتى
والحمد لله فى هذه الفترة هدانى الله للطريق الذى كنت ابحث عنه من فتره

وان شاء الله سوف اكتب عن هذه الرحله بالتفصيل قريبا
ولكنى اردت ان اضع التعليق على المقال السابق هنا
وساضع لينك للموضع فى مدونتى الاخرى على الوورد بريس
http://mandolina.wordpress.com/

التعديل بتاريخ 6-12-2009
ذكرت من قبل انى قد اعدل على المقالة او اضيف او احذف منها
وكأننى كنت اتنبأ
الحمد لله كما ينبغى له وله كل الحمد حتى يرضى
فلحظة واحده يقضيها الانسان بدون رضى الله هى كألف حياة يحياها فى الجحيم لمن كان له عقل ويستطيع الإدراك
كان ايمانى حينما كتبت هذا الموضوع من شهور ايمان تربيت عليه كنت اقتنع به احيانا ويرفضه عقلى احيانا
فقرات وبحثت وطلبت العون من الله
فارسل عونه عبر اشخاص ساظل مدينة لهم دائما انهم حملوا شموعا اضائت لى الطريق وفى محاولاتهم تلك تحملوا كثيرا سخافاتى
والحمد لله ان هدانى للاسلام ولولا نعمته عليا ما اهتديت
واساله سبحانه وتعالى ان يثبتنى وان يعيننى على اى مصاعب قد تواجهنى
احببت ان اترك الموضوع كاملا مع التعليق فى اخره
تعليقى مختصر جدا على امل ان اكتب موضوعا اخر ان شاء الله اوضح فيه كيف تحول ايمانى فى المسيح من لاهوت او الله الظاهر فى الجسد الى الايمان الصحيح الذى يرضى الله ويرضى المسيح عنى وهو رضِى اُحِسهُ منذ ايقنت انه بشراً وغاية عظمته انه بشرا
فمن الظلم للانسان ان تنسب له ماليس فيه
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله واشهد ان المسيح رسول الله انسان ليس لاهوتا او صورة الله فى الارض حاشا لله ان يتخذ جسدا فانيا ليظهر لنا
فان ذلك ضعف والله قوى قادر لا يحتاج التجسد لينفذ مشيئته
بل امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون
الله ليس خاضع لكى يخضع لخطوات لابد من تنفيذها لينفذ مغفرة او محو خطايا
الله ان اراد ان يدخل الناس جميعا الجنه لم يعجز عن ذلك
واذا اراد ان يهلكهم جميعا لا يستطيع احد ان يرده عن مشيئته
فلما يتجسد فهو قدوس لا يختلط ببشر
ولا ياخذ شكل جسد
هذا هو ايمانى باختصار وهو ايمان قبله عقلى واستراح له قلبى
فالحمد لله ان هدانى بعد ان كنت تائهه
وانار لى ظلمة طريقى بعد ان كنت فى ظلام
ودلنى على الطريق بعد ان كنت ضائعه
مندولينا

مرسلة بواسطة Mandolina في 01:54 م 148 التعليقات
03 ديسمبر, 2009
رحلة البحث عن اليقين (1)
اليقين : هوالإدراك الجازم الذي لا تردد فيه. هذا هو معنى كلمة اليقين ولكن لها جانب اخر وهو الشعور الذى ينتاب من يصل الى حالة اليقين . هو شعور من اجمل المشاعر اللتى قد تمر على الانسان فيملء صاحبه بالثقه والراحه والقوة .
كان لابد من تعريف معنى الكلمه لان قصتى مع اليقين بصحة الاسلام هى موضوع مقالتى
فكيف وصلت الى هذا اليقين وبماذا كنت احس قبلها هى رحله كامله من حق اصدقائى القدامى ان يعرفوها لانهم سالونى كثيرا اسئله من نوعية لماذا تركتى المسيح؟ لما سقطى ؟ لما انهار ايمانك فقد كان قويا كالصخر؟ هم اصدقائى وهذه الصداقه تعطيهم الحق فى ان يسالونى ولهم حق فى ان اجيبهم على اسئلتهم
فقد تشاركنا الكثير من اللحظات ولنا الكثير من الذكريات .
واليهم ولكل من عرفنى اكتب حلقه من حلقات رحلتى الى اليقين
فى حياتنا نخوض الكثير من الرحلات ولعل الاهم من هذه الرحلات فى حياتى هذه الرحله فى البحث عن اليقين اللتى ساكتب عنها كيف بدات والى ماذا اوصلتنى .
هذه مقدمة لموضوع احببت ان يكون مفصلا ساكتفى بالمقدمه فى هذه التدوينه وساوالى نشر باقى الرحله على حلقات لكى تشمل كل التفاصيل اللتى قد تهم من يتابعها
مندولينا
مرسلة بواسطة Mandolina في 05:18 ص 164 التعليقات
الاشتراك في: الرسائل (Atom)

Alienware Coupons


أرشيف المدونة الإلكترونية
▼ 2009 (3)
▼ ديسمبر (3)
▼ ديس 10 (1)
رحلة البحث عن اليقين(2)
◄ ديس 07 (1)
العــــــودة
◄ ديس 03 (1)
رحلة البحث عن اليقين (1)

Mandolina
Mandolina
احببت المسيح فقادنى حبه للبحث لانى اتبعت تعاليمه وفتشت الكتب فقادنى حبى له الى الله فأمنت وزاد يقينى فى الله فأمنت واخترت ما اختاره الله لى حيث قال فى كتابه العزيز (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ) فصرت مسلمة لله فربحت المسيح واتمنى ان اربح رضى الله
عرض الوضع الكامل الخاص بي


أضافها hamedp4 @ 12:09 ص

خبّر عن هذا المقال:

(2) تعليقات
منقول:
http://hamedp4.jeeran.com/archive/2009/12/984116.html

مبادئ التربية السياسية في الفكر الإسلامي....د. عادل عامر

مبادئ التربية السياسية في الفكر الإسلامي :

--------------------------------------------------------------------------------

مبادئ التربية السياسية في الفكر الإسلامي :

تنبع التربية السياسية في الإسلام، من العقيدة الإسلامية، ومن مبادئ الإسلام وأصوله، ومن أحكام الشريعة الإسلامية ومقاصدها. فليست التربية السياسية في المنظور الإسلامي، خارجةً عن سياق المنهج الإسلامي وعن روح الإسلام، وعن فلسفته العامة التي هي جوهرُ رسالته وجماع تعاليمه، وإنما هي جزءٌ أصيلٌ لا يتجزأ من المنظومة الشاملة المترابطة المتكاملة، التي تشكّل القيمَ والمقوّماتِ الأساسَ للتعاليم الإسلامية الهادية إلى أقوم السبل في الحياة، على المستويين الفردي والجماعي.
وشمولية الإسلام ورحابتُه اللتان تجعلان منه منهجاً متكاملاً للحياة، تقضيان بأن تكون التربية السياسية أحد العناصر المكوّنة لمفهوم التربية على وجه العموم، في دلالاته العميقة وفي مجالاته المتعددة، بحيث لا يجوز، بل لا يمكن إطلاقاً، الفصل، في المنظور الإسلامي، بين التربية السياسية، وبين التربية الأخلاقية، بين تربية الفرد، وبين تربية المجتمع، لوحدة المنهج الإسلامي، ولشمولية الرؤية الإسلامية إلى الإنسان وإلى المجتمع، وإلى الكون بصورةٍ أعمق وأشمل.
وقد ترتَّب على هذا المبدأ، مبدأ التكامل والترابط بين عناصر منظومة القيم التربوية في الإسلام، أن قام مفهومُ السياسة في الفكر الإسلامي، على المبادئ الإسلامية الخالدة، والتي يمكن أن نذكر في هذا المقام، ما يتصل منها بالنظرية السياسية، بوجه عام :
أولاً : إن الإسلام عقيدة وشريعة، دين ودنيا، إيمان وعمل، أخلاق وسلوك. وقد وضع الإسلام القواعد الكلّية التي تشمل جميع مجالات الحياة، ولا تقتصر على مجال واحد. ولهذا فإن الإسلام لا يقبل مقولة : (ما لله لله وما لقيصر لقيصر)، لأن ذلك يتعارض مع منهاج الإسلام ومقاصد شريعته، فكلّ ما في هذا الكون لله ؛ الإنسان لله، والحياة لله، والكونُ جميعُه لله.
ثانياً : لم يترك الإسلام الدنيا سدى والمجتمع بلا ضوابط تحكم مساره وبلا قواعد تثبّت كيانه، فلقد أحكم الإسلام تنظيم العلاقات الاجتماعية على مستوى الأسرة الواحدة، وعلى مستوى الجماعة المحدودة، وعلى مستوى المجتمع الواسع. وفي هذا المناخ أقام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم القواعد للمجتمع الإسلامي الأول، فأنشأ الدولة الإسلامية الرائدة، التي شرَّع لها القرآن الكريم الأحكام العامة، وفصَّل الرسول صلى الله عليه وسلم نُظُمَها من هدى الوحي أولاً، ثم من خبرة الحياة ومن حكمة المجتمع الإسلامي عند نشأته الأولى، وكان يجمع سلطات سياسية وإدارية ومالية وقضائية، فهو مؤسس الدولة، وقائدها، فضلاً عن نبوته ورسالته التي بلغها عن ربّه. وكانت تجربة الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، مثالاً اقتدى به المسلمون عبر العصور المتتالية.
ثالثاً : إذا كان الإسلام قد أتى بمنهج متكامل للحياة، فإنه لم يأت بالقواعد المفصلة لسياسة الدولة ونظامها الاجتماعي والاقتصادي والإداري، وإنما جاء الإسلام بالمبادئ العامة وبالأحكام الشرعية وبالتوجيهات الهادية إلى الصلاح والسعادة في الدنيا والآخرة. فالإسلام كفل للإنسان حريتَه في التفكير والتنظير والتخطيط، وفي تسيير شؤون حياته العامة، وفي تدبير أمور المجتمع والدولة، على هدي تلك الأحكام والمبادئ والتوجيهات. وكان في ذلك التيسيرُ على الإنسان، والتكريمُ له، وتوجيهُه نحو الاجتهاد والإبداع والتجديد والتطوير، بمقتضى ظروفه، وبحسب إمكاناته وموارده، وعلى ضوء ملابسات الحياة التي يحياها والمحيط الذي يعيش فيه.
لقد استطاع النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يكوّن أمةً واحدةً في دولة موحدة، وأصبحت الأسس التي وضعها لهذه الدولة، من القواعد الدستورية لنظام الحكم بعده، حيث قام خلفاؤه، صلى الله عليه وسلم ، بوضع نظم سياسية متممة ومكمّلة لنظم الرسول في حكم الأمة الإسلامية.وبتراكم الخبرة الميدانية المستندة إلى مبادئ الشريعة الإسلامية، نشأت النظرية السياسية الإسلامية.
رابعاً : انطبع المنهج الإسلامي للحياة بالمرونة التي تنسجم مع الفطرة الإنسانية ؛ فلا الإسلام فرض نظاماً جامداً لتدبير شؤون المجتمع، ولا هو أقام هيكلاً ثابتاً لا يتغيّر للدولة، ولا هو وضع حدوداً ضيّقة لا يجوز تجاوزُها عند إنشاء الأنظمة وإقامة الدول وتأسيس الحكومات، وإنما وضع الإسلام ما يمكن أن نصطلح عليه بــ (الإطار العام) للمجتمع، أو بــ (النظام العام) للدولة، اللذين يقومان على المبادئ الثابتة للشريعة الإسلامية المستمدّة أساساً من القرآن الكريم ومن السنة النبوية الصحيحة، وهي العدل، والشورى، والمساواة في الأحكام والحقوق والواجبات. وترك الإسلام للإرادة الإنسانية الحرة، الحقَّ في التصرف لتحقيق المصالح للفرد وللمجتمع، على حدّ سواء، في ضوء هذه المبادئ.
ولذلك فإن القواعد الدستورية لنظام الحكم في الإسلام، ليست جامدةً، شأن قواعد الحكم في الأنظمة الشمولية التي تغلق أبواب الاجتهاد أمام المواطن، وتحجر عليه التفكيرَ في صياغة حاضره وبناء مستقبله وتدبير أمور معاشه. وهذا يقتضي أن يكون الفكر السياسي الإسلامي، فكراً حيّاً، متحركاً، مسايراً للتطور، وإن كان في الإطار العام للمنهج الإسلامي.
تأسيساً على هذه المبادئ، فإن النظرية السياسية في الإسلام، قوامها تحقيقُ العدل في المجتمع الإسلامي، وهي مع ذلك مصطبغة بالصبغة الإنسانية، ومتسمة بالمرونة وبالتفتّح، وبالقدرة الذاتية على التجدّد ومسايرة تطوّر الحياة على هذه الأرض. ولقد اتفق العلماء والمفكرون المسلمون الذين اشتغلوا بتأصيل النظرية السياسية في الإسلام وتقعيدها وتفريعها والتأليف فيها، وهم كُثْرٌ، على أن يطلقوا على هذه النظرية مصطلح (السياسة الشرعية)، التي تحقق مصالح العباد والبلاد في المعاش والمعاد. وقالوا بأن السياسة الشرعية تدور حول المصلحة العامة حيث دارت. وذهب بعض الفقهاء المسلمين إلى تأصيل نظرية (المصالح المرسلة)، واعتبروها مصدراً من مصادر التشريع، على أساس أنه كلما ثبتت مصلحةُ الأمة وتحقَّقت في أمر من أمور الحياة، فثمة شرعُ اللَّه. فالمصلحة هي مناط الأمر في البدء والانتهاء. وهذا مفهومٌ إنسانيٌّ وواقعيٌّ ومتفتّحٌ للسياسة في المنظور الإسلامي.
ونجد التأصيلَ الإسلاميَّ للنظرية السياسية في مؤلفات كثيرة سَبَقَ بها مصنّفوها العرب والمسلمون، نهضةَ التأليف في هذا الحقل من العلوم الإنسانية التي عرفتها أوروبا. ونذكر من هذه المؤلفات (الإمامة والسياسة) لابن قتيبة، و(الأحكام السلطانية) للماوردي، و(الأحكام السلطانية) أيضاً لأبي يعلي الفراء ، و(السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعيّة) لابن تيمية، و(الطرق الحكمية في السياسة الشرعية) لابن قيم الجوزية، و (سراج الملوك) للطرطوشي، و(التبر المسبوك في نصيحة الملوك) للغزالي، و(الفخري في الآداب السلطانية) لإبن الطقطقي، و(بدائع السلك في طبائع الملك) لابن الأزرق(3). أما ما كتبه ابن خلدون في المقدمة، عن السياسة، ففيه من الدقة العلمية والحكمة العقلية وعمق الرؤية، ما يرقى به إلى مصاف رواد الفكر السياسي والاجتماعي والعمراني في العالم كلِّه. وإذا كان الفكر السياسي الإسلامي قد عرف غزارة في التأليف، فإنه عرف أيضاً تعدّد المدارس وتنوّع الاتجاهات والاجتهادات، خاصة فيما يتصل بموضوع الخلافة واختيار رئيس الدولة، وما يتفرع عن هذا الموضوع من قضايا كَثُر فيها الكلام وتشعَّب الجدل. ولكننا ننظر إلى هذه الظاهرة التي طبعت التاريخ الإسلامي، من زاوية تختلف عن تلك التي ينظر منها إلى هذه القضية كثيرٌ من الباحثين، سواء من العرب أو من المستشرقين، فنرى أن الاختلاف في الرأي في مجال الفكر السياسي، الذي أدَّى إلى تعدّد المذاهب السياسية في إطار الفكر الإسلامي، هو مظهرُ صحةٍ وعافيةٍ في الكيان الإسلامي، لأنه مسلك يعبّر عن حيوية العقل المسلم، وعن حركية المجتمع الإسلامي، بأوضح صورة، وهو الأمر الذي ينفي عن المجتمع المسلم صفةَ الجمود والقعود عن التطوّر العقلي. ولعلّ من باب الإفاضة المطلوبة والمستحبة في تبيان مبادئ الحكم وقواعد السياسة التي قامت عليها الدولة الإسلامية الأولى على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن نستشهد في هذا المقام، بطائفة من أقوال علماء الاستشراق، ومنهم جماعة منصفة من العلماء الألمان، حول هذا الموضوع.
يقول الدكتور (فتزجرالد Dr. V. Fitzgerald)(4) :
> ليس الإسلام (ديناً) فحسب (Religion)، ولكنه (نظام سياسي أيضاً) (Political system). وعلى الرغم من أنه قد ظهر في أواخر القرن العشرين الميلادي بعض أفراد من المسلمين، ممن يصفون أنفسهم بأنهم (عصريون) يحاولون أن يفصلوا بين الناحيتين ــ فإن صرح التفكير الإسلامي كلِّه قد بُنِيَ على أساس أن الجانبين متلازمان، لا يمكن أن يُفصل أحدهما عن الآخر<. وقد تراجع أكثرهم عن آرائه فيما بعد.
ويقول الأستاذ (نللينو C.A. Nallino)(5) :
> لقد أسس (محمد) في وقت واحد : ديناً (Relgion) ودولة (State)، وكانت حدودهما متطابقة طوال حياته <.
ويقول الدكتور (شاخت Dr. Shacht)(6) :
> على أن الإسلام يعني أكثر من دين : إنه يمثّل أيضاً نظريات قانونية وسياسية ؛ وجملة القول إنه نظام كامل من الثقافة يشمل الدين والدولة معاً <.
ويقول الأستاذ (ستروثمان R.Strothmann)(7) :
> الإسلام ظاهرة دينية : إذ أن مؤسسه كان نبياً، وكان سياسياً حكيماً، أو(رجل دولة) <.
ويقول الأستاذ (ماكدو نالد D.B. Macdonald)(8) :
> هنا ــ أي في المدينة ــ تكوَّنت الدولة الإسلامية الأولى، ووضعت المبادئ الأساسية للقانون الإسلامي <.
ويقول السير (توماس أرنولد Sir, T, Arnold)(9) :
كان النبي، في الوقت نفسه، رئيساً للدين ورئيساً للدولة <.
ويقول الأستاذ (الياس جب E. Gibb)(10) :
> عندئذ صار واضحاً أن الإسلام لم يكن مجرد عقائد دينية فردية، وإنما استوجب إقامة مجتمع مستقل، له أسلوبه المعيَّن في الحكم، وله قوانينه وأنظمته الخاصة به <.(11).
وهذه شهادات من طائفة من كبار علماء الغرب، تؤكد جميعُها، على أن الإسلام دين ودولة. ولا يمكن أن تكون دولة بلا نظرية سياسية تطبق في واقع الحال، لها قواعدها الدستورية، ولها أيضاً تربيتُها السياسية التي ينشأ عليها المجتمع.

منقول
http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=47478

مبادئ التربية السياسية في الفكر الإسلامي

مبادئ التربية السياسية في الفكر الإسلامي :

--------------------------------------------------------------------------------

مبادئ التربية السياسية في الفكر الإسلامي :

تنبع التربية السياسية في الإسلام، من العقيدة الإسلامية، ومن مبادئ الإسلام وأصوله، ومن أحكام الشريعة الإسلامية ومقاصدها. فليست التربية السياسية في المنظور الإسلامي، خارجةً عن سياق المنهج الإسلامي وعن روح الإسلام، وعن فلسفته العامة التي هي جوهرُ رسالته وجماع تعاليمه، وإنما هي جزءٌ أصيلٌ لا يتجزأ من المنظومة الشاملة المترابطة المتكاملة، التي تشكّل القيمَ والمقوّماتِ الأساسَ للتعاليم الإسلامية الهادية إلى أقوم السبل في الحياة، على المستويين الفردي والجماعي.
وشمولية الإسلام ورحابتُه اللتان تجعلان منه منهجاً متكاملاً للحياة، تقضيان بأن تكون التربية السياسية أحد العناصر المكوّنة لمفهوم التربية على وجه العموم، في دلالاته العميقة وفي مجالاته المتعددة، بحيث لا يجوز، بل لا يمكن إطلاقاً، الفصل، في المنظور الإسلامي، بين التربية السياسية، وبين التربية الأخلاقية، بين تربية الفرد، وبين تربية المجتمع، لوحدة المنهج الإسلامي، ولشمولية الرؤية الإسلامية إلى الإنسان وإلى المجتمع، وإلى الكون بصورةٍ أعمق وأشمل.
وقد ترتَّب على هذا المبدأ، مبدأ التكامل والترابط بين عناصر منظومة القيم التربوية في الإسلام، أن قام مفهومُ السياسة في الفكر الإسلامي، على المبادئ الإسلامية الخالدة، والتي يمكن أن نذكر في هذا المقام، ما يتصل منها بالنظرية السياسية، بوجه عام :
أولاً : إن الإسلام عقيدة وشريعة، دين ودنيا، إيمان وعمل، أخلاق وسلوك. وقد وضع الإسلام القواعد الكلّية التي تشمل جميع مجالات الحياة، ولا تقتصر على مجال واحد. ولهذا فإن الإسلام لا يقبل مقولة : (ما لله لله وما لقيصر لقيصر)، لأن ذلك يتعارض مع منهاج الإسلام ومقاصد شريعته، فكلّ ما في هذا الكون لله ؛ الإنسان لله، والحياة لله، والكونُ جميعُه لله.
ثانياً : لم يترك الإسلام الدنيا سدى والمجتمع بلا ضوابط تحكم مساره وبلا قواعد تثبّت كيانه، فلقد أحكم الإسلام تنظيم العلاقات الاجتماعية على مستوى الأسرة الواحدة، وعلى مستوى الجماعة المحدودة، وعلى مستوى المجتمع الواسع. وفي هذا المناخ أقام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم القواعد للمجتمع الإسلامي الأول، فأنشأ الدولة الإسلامية الرائدة، التي شرَّع لها القرآن الكريم الأحكام العامة، وفصَّل الرسول صلى الله عليه وسلم نُظُمَها من هدى الوحي أولاً، ثم من خبرة الحياة ومن حكمة المجتمع الإسلامي عند نشأته الأولى، وكان يجمع سلطات سياسية وإدارية ومالية وقضائية، فهو مؤسس الدولة، وقائدها، فضلاً عن نبوته ورسالته التي بلغها عن ربّه. وكانت تجربة الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، مثالاً اقتدى به المسلمون عبر العصور المتتالية.
ثالثاً : إذا كان الإسلام قد أتى بمنهج متكامل للحياة، فإنه لم يأت بالقواعد المفصلة لسياسة الدولة ونظامها الاجتماعي والاقتصادي والإداري، وإنما جاء الإسلام بالمبادئ العامة وبالأحكام الشرعية وبالتوجيهات الهادية إلى الصلاح والسعادة في الدنيا والآخرة. فالإسلام كفل للإنسان حريتَه في التفكير والتنظير والتخطيط، وفي تسيير شؤون حياته العامة، وفي تدبير أمور المجتمع والدولة، على هدي تلك الأحكام والمبادئ والتوجيهات. وكان في ذلك التيسيرُ على الإنسان، والتكريمُ له، وتوجيهُه نحو الاجتهاد والإبداع والتجديد والتطوير، بمقتضى ظروفه، وبحسب إمكاناته وموارده، وعلى ضوء ملابسات الحياة التي يحياها والمحيط الذي يعيش فيه.
لقد استطاع النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يكوّن أمةً واحدةً في دولة موحدة، وأصبحت الأسس التي وضعها لهذه الدولة، من القواعد الدستورية لنظام الحكم بعده، حيث قام خلفاؤه، صلى الله عليه وسلم ، بوضع نظم سياسية متممة ومكمّلة لنظم الرسول في حكم الأمة الإسلامية.وبتراكم الخبرة الميدانية المستندة إلى مبادئ الشريعة الإسلامية، نشأت النظرية السياسية الإسلامية.
رابعاً : انطبع المنهج الإسلامي للحياة بالمرونة التي تنسجم مع الفطرة الإنسانية ؛ فلا الإسلام فرض نظاماً جامداً لتدبير شؤون المجتمع، ولا هو أقام هيكلاً ثابتاً لا يتغيّر للدولة، ولا هو وضع حدوداً ضيّقة لا يجوز تجاوزُها عند إنشاء الأنظمة وإقامة الدول وتأسيس الحكومات، وإنما وضع الإسلام ما يمكن أن نصطلح عليه بــ (الإطار العام) للمجتمع، أو بــ (النظام العام) للدولة، اللذين يقومان على المبادئ الثابتة للشريعة الإسلامية المستمدّة أساساً من القرآن الكريم ومن السنة النبوية الصحيحة، وهي العدل، والشورى، والمساواة في الأحكام والحقوق والواجبات. وترك الإسلام للإرادة الإنسانية الحرة، الحقَّ في التصرف لتحقيق المصالح للفرد وللمجتمع، على حدّ سواء، في ضوء هذه المبادئ.
ولذلك فإن القواعد الدستورية لنظام الحكم في الإسلام، ليست جامدةً، شأن قواعد الحكم في الأنظمة الشمولية التي تغلق أبواب الاجتهاد أمام المواطن، وتحجر عليه التفكيرَ في صياغة حاضره وبناء مستقبله وتدبير أمور معاشه. وهذا يقتضي أن يكون الفكر السياسي الإسلامي، فكراً حيّاً، متحركاً، مسايراً للتطور، وإن كان في الإطار العام للمنهج الإسلامي.
تأسيساً على هذه المبادئ، فإن النظرية السياسية في الإسلام، قوامها تحقيقُ العدل في المجتمع الإسلامي، وهي مع ذلك مصطبغة بالصبغة الإنسانية، ومتسمة بالمرونة وبالتفتّح، وبالقدرة الذاتية على التجدّد ومسايرة تطوّر الحياة على هذه الأرض. ولقد اتفق العلماء والمفكرون المسلمون الذين اشتغلوا بتأصيل النظرية السياسية في الإسلام وتقعيدها وتفريعها والتأليف فيها، وهم كُثْرٌ، على أن يطلقوا على هذه النظرية مصطلح (السياسة الشرعية)، التي تحقق مصالح العباد والبلاد في المعاش والمعاد. وقالوا بأن السياسة الشرعية تدور حول المصلحة العامة حيث دارت. وذهب بعض الفقهاء المسلمين إلى تأصيل نظرية (المصالح المرسلة)، واعتبروها مصدراً من مصادر التشريع، على أساس أنه كلما ثبتت مصلحةُ الأمة وتحقَّقت في أمر من أمور الحياة، فثمة شرعُ اللَّه. فالمصلحة هي مناط الأمر في البدء والانتهاء. وهذا مفهومٌ إنسانيٌّ وواقعيٌّ ومتفتّحٌ للسياسة في المنظور الإسلامي.
ونجد التأصيلَ الإسلاميَّ للنظرية السياسية في مؤلفات كثيرة سَبَقَ بها مصنّفوها العرب والمسلمون، نهضةَ التأليف في هذا الحقل من العلوم الإنسانية التي عرفتها أوروبا. ونذكر من هذه المؤلفات (الإمامة والسياسة) لابن قتيبة، و(الأحكام السلطانية) للماوردي، و(الأحكام السلطانية) أيضاً لأبي يعلي الفراء ، و(السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعيّة) لابن تيمية، و(الطرق الحكمية في السياسة الشرعية) لابن قيم الجوزية، و (سراج الملوك) للطرطوشي، و(التبر المسبوك في نصيحة الملوك) للغزالي، و(الفخري في الآداب السلطانية) لإبن الطقطقي، و(بدائع السلك في طبائع الملك) لابن الأزرق(3). أما ما كتبه ابن خلدون في المقدمة، عن السياسة، ففيه من الدقة العلمية والحكمة العقلية وعمق الرؤية، ما يرقى به إلى مصاف رواد الفكر السياسي والاجتماعي والعمراني في العالم كلِّه. وإذا كان الفكر السياسي الإسلامي قد عرف غزارة في التأليف، فإنه عرف أيضاً تعدّد المدارس وتنوّع الاتجاهات والاجتهادات، خاصة فيما يتصل بموضوع الخلافة واختيار رئيس الدولة، وما يتفرع عن هذا الموضوع من قضايا كَثُر فيها الكلام وتشعَّب الجدل. ولكننا ننظر إلى هذه الظاهرة التي طبعت التاريخ الإسلامي، من زاوية تختلف عن تلك التي ينظر منها إلى هذه القضية كثيرٌ من الباحثين، سواء من العرب أو من المستشرقين، فنرى أن الاختلاف في الرأي في مجال الفكر السياسي، الذي أدَّى إلى تعدّد المذاهب السياسية في إطار الفكر الإسلامي، هو مظهرُ صحةٍ وعافيةٍ في الكيان الإسلامي، لأنه مسلك يعبّر عن حيوية العقل المسلم، وعن حركية المجتمع الإسلامي، بأوضح صورة، وهو الأمر الذي ينفي عن المجتمع المسلم صفةَ الجمود والقعود عن التطوّر العقلي. ولعلّ من باب الإفاضة المطلوبة والمستحبة في تبيان مبادئ الحكم وقواعد السياسة التي قامت عليها الدولة الإسلامية الأولى على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن نستشهد في هذا المقام، بطائفة من أقوال علماء الاستشراق، ومنهم جماعة منصفة من العلماء الألمان، حول هذا الموضوع.
يقول الدكتور (فتزجرالد Dr. V. Fitzgerald)(4) :
> ليس الإسلام (ديناً) فحسب (Religion)، ولكنه (نظام سياسي أيضاً) (Political system). وعلى الرغم من أنه قد ظهر في أواخر القرن العشرين الميلادي بعض أفراد من المسلمين، ممن يصفون أنفسهم بأنهم (عصريون) يحاولون أن يفصلوا بين الناحيتين ــ فإن صرح التفكير الإسلامي كلِّه قد بُنِيَ على أساس أن الجانبين متلازمان، لا يمكن أن يُفصل أحدهما عن الآخر<. وقد تراجع أكثرهم عن آرائه فيما بعد.
ويقول الأستاذ (نللينو C.A. Nallino)(5) :
> لقد أسس (محمد) في وقت واحد : ديناً (Relgion) ودولة (State)، وكانت حدودهما متطابقة طوال حياته <.
ويقول الدكتور (شاخت Dr. Shacht)(6) :
> على أن الإسلام يعني أكثر من دين : إنه يمثّل أيضاً نظريات قانونية وسياسية ؛ وجملة القول إنه نظام كامل من الثقافة يشمل الدين والدولة معاً <.
ويقول الأستاذ (ستروثمان R.Strothmann)(7) :
> الإسلام ظاهرة دينية : إذ أن مؤسسه كان نبياً، وكان سياسياً حكيماً، أو(رجل دولة) <.
ويقول الأستاذ (ماكدو نالد D.B. Macdonald)(8) :
> هنا ــ أي في المدينة ــ تكوَّنت الدولة الإسلامية الأولى، ووضعت المبادئ الأساسية للقانون الإسلامي <.
ويقول السير (توماس أرنولد Sir, T, Arnold)(9) :
كان النبي، في الوقت نفسه، رئيساً للدين ورئيساً للدولة <.
ويقول الأستاذ (الياس جب E. Gibb)(10) :
> عندئذ صار واضحاً أن الإسلام لم يكن مجرد عقائد دينية فردية، وإنما استوجب إقامة مجتمع مستقل، له أسلوبه المعيَّن في الحكم، وله قوانينه وأنظمته الخاصة به <.(11).
وهذه شهادات من طائفة من كبار علماء الغرب، تؤكد جميعُها، على أن الإسلام دين ودولة. ولا يمكن أن تكون دولة بلا نظرية سياسية تطبق في واقع الحال، لها قواعدها الدستورية، ولها أيضاً تربيتُها السياسية التي ينشأ عليها المجتمع.