السبت، 11 يونيو 2011

من هم التكفيريون ؟؟؟


سليمان بن صالح الخراشي

يقول أهل الباطل : إذا أردت تقرير شبهة بين الناس لاحقيقة لها ... فأكثر من تردادها .

وهذا ماقام به خصوم دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - الإمام المجدد ؛ حيث كذبوا عليه بأنه يكفر ((( المسلمين ))) ويقاتلهم ، وطاروا بهذه الكذبة في الآفاق .

ولكن العاقل الموفق لا يحكم على دعوة أو شخص من خلال أقوال خصومه ؛ وكما هو معلوم أن العلماء يردون شهادة مثل هذا . وإنما يحكم عليه من خلال أقواله وأفعاله بعد عرضها على ميزان الكتاب والسنة .

وقد تفاجأ كثير من العقلاء عندما اطلعوا على أحوال الشيخ ودعوته أن خصومه هم من بدؤه (( بالتكفير )) و((القتال )) !! بغير حق . فكان الأولى بمقولة ( هلا لنفسك كان ذا التعليم ) .

وقد أحببت أن أساهم في دفع هذه الفرية عن دعوة التوحيد بنقل مقتطفات من كتاب الشيخ ناصر العقل حفظه الله ( إسلامية لا وهابية ) ( ص : 151،180،213،219،241،339،316) حول هذا الأمر - بتصرف يسير -

- ( لقد اتخذ أشراف مكة موقفاً عدائياً من دعوة الشيخ محمد والدولة السعودية على حد سواء منذ البداية. فقد سجن أحد أولئك الأشراف الحجاج التابعين للدولة السعودية سنة (1162هـ) . ( ابن بشر، ج1، ص (37)).

وأصدر قاضي الشرع في تلك البلدة المقدسة فتوى بتكفير الشيخ محمد وأتباعه.(أحمد بن زيني دحلان، خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام، القاهرة، 1305هـ، ص :227-228) .

ولذلك مُنِعوا من أداء الحج سنوات طويلة. وكم كانت فرحة الشيخ عظيمة عندما تلقى رسالة من الشريف أحمد بن سعيد عام (1185هـ)، طالباً منه بعث عالم نجدي لشرح الدعوة التي نادى بها. وقد أرسل إليه الشيخ تلميذه عبدالعزيز الحُصيِّن. وبعث معه رسالة تنبئ عبارتها بما كان يختلج في نفسه من مشاعر طيّبة تجاه ذلك الشريف، وما كان يملأ جوانحه من آمال في مناصرته لدعوة الحق.

قال الشيخ: "بسم الله الرحمن الرحيم. المعروض لديك، أدام الله فضل نِعَمه عليك، حضرة الشريف أحمد بن الشريف سعيد –أعزَّه الله في الدارين، وأعزَّ به دين جده سيد الثقلين-، أن الكتاب لما وصل إلى الخادم وتأمَّل ما فيه من الكلام الحسن رفع يديه بالدعاء إلى الله بتأييد الشريف لما كان قصده نصر الشريعة المحمدية ومن تبعها، وعداوة من خرج عنها. وهذا هو الواجب على ولاة الأمور... فلا بدَّ من الإيمان به –أي بالنبي صلى الله عليه وسلم- ولابد من نصرته لا يكفي أحدهما عن الآخر، وأحق الناس بذلك وأولاهم أهل البيت الذين بعثه الله منهم، وشرَّفهم على أهل الأرض، وأحق أهل البيت بذلك من كان من ذريته صلى الله عليه وسلم".(تاريخ ابن غنام ، 2 / 80-81) .

على أن هذه الرسالة اللطيفة لم تُجن منها الثمار المرجوَّة؛ ذلك أن الشريف أحمد نفسه لم يبق في الحكم أكثر من سنة، فتلاشى ما دار في ذهن الشيخ من أمل، واستمر منع أنصاره من أداء الحج، ومع مرور الأيام لم يكتف أشراف مكة بذلك المنع؛ بل بدأوا بمهاجمة الأراضي النجدية التابعة للدولة السعودية عام (1205هـ/1790م). وكانت النتيجة أن انتصر السعوديون في نهاية المطاف على أولئك الأشراف حتى دخلت الحجاز تحت حكمهم.

- يقول زيني دحلان القبوري وكان أهل الحرمين يسمعون بظهورهم – أي الشيخ محمد وأتباع دعوته - في الشرق وفساد عقائدهم ولم يعرفوا حقيقة ذلك، فأمر مولانا الشريف مسعود أن يناظر علماء الحرمين العلماء الذين أرسلوا فناظروهم فوجدوهم ضحكة ومسخرة كحمر مستنفرة فرت من قسورة، ونظروا إلى عقائدهم فإذا هي مشتملة على كثير من المكفرات ، فبعد أن أقاموا عليهم البرهان والدليل أمر الشريف مسعود قاضي الشرع أن يكتب حجة بكفرهم الظاهر ليعلم به الأول والآخر وأمر بسجن أولئك الملاحدة الأنذال، ووضعهم في السلاسل والأغلال فسجن منهم جانباً وفرَّ الباقون ووصلوا إلى الدرعية وأخبروا بما شاهدوا ،فعتى أمرهم واستكبر، ونأى عن هذا المقصد وتأخر، حتى مضت دولة الشريف مسعود وأقيم بعده أخوه الشريف مساعد بن سعيد، فأرسلوا في مدته يستأذنون في الحج فأبى وامتنع من الإذن لهم فضعفت عن الوصول مطامعهم ،فلما مضت دولة الشريف مساعد وتقلد الأمر أخوه الشريف أحمد بن سعيد أرسل أمير الدرعية جماعة من علمائه كما أرسل في المدة السابقة.

فلما اختبرهم علماء مكة وجدوهم لا يتدينون إلا بدين الزنادقة فأبى أن يقر لهم في حمى البيت الحرام قرار ،ولم يأذن لهم في الحج بعد أن ثبت عند العلماء أنهم كفار، كما ثبت في دولة الشريف مسعود. فلما أن ولي الشريف سرور أرسلوا أيضاً يستأذنونه في زيارة البيت المعمور فأجابهم: بأنكم إن أردتم الوصول آخذ منكم في كل سنة وعام صرمة مثل ما نأخذها من الأعاجم وآخذ منكم زيادة على ذلك مائة من الخيل الجياد ،فعظم عليهم تسليم هذا المقدار وأن يكونوا مثل العجم فامتنعوا من الحج في مدته كلها، فلما توفي وتولى سيدنا الشريف غالب أرسلوا أيضاً يستأذنون في الحج فمنعهم وتهددهم بالركوب عليهم ،وجعل ذلك القول فعلاً ،فجهز عليهم جيشاً في سنة ألف ومائتين وخمسة، واتصلت بينهم المحاربات والغزوات إلى أن انقضى تنفيذ مراد الله فيما أراد وسيأتي شرح تلك الغزوات والمحاربات بعد توضيح ما كانوا عليه من العقائد الزائغة التي كان تأسيسها من محمد بن عبدالوهاب).

إلى أن يقول معترفًا : (والحاصل أنه – أي الشيخ محمد - لبَّس على الأغبياء ببعض الأشياء التي توهمهم بإقامة الدين، وذلك مثل أمره للبوادي بإقامة الصلاة والجماعة ومنعهم من النهب، ومن بعض الفواحش الظاهرة كالزنا واللواط، وكتأمين الطرق والدعوة إلى التوحيد، فصار الأغبياء الجاهلون يستحسنون حاله وحال أتباعه).

- ويقول عبد الرحمن الجبرتي في تاريخه عن جيش ابراهيم باشا عدو الدعوة : (ولما وصلوا بدراً واستولوا عليها وعلى القرى والخيوف، وبها خيار الناس، وبها أهل العلم الصلحاء : نهبوهم وأخذوا نساءهم وبناتهم وأولادهم وكتبهم فكانوا ..يبيعونهم من بعضهم لبعض ويقولون :هؤلاء الكفار الخوارج ).(تاريخ الجبرتي ، 3/341-343 ).

- قال الإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - مبينا ظلم خصومه له : (وأما: ما صدر من سؤال الأنبياء، والأولياء الشفاعة بعد موتهم وتعظيم قبورهم ببناء القباب عليها والسرج، والصلاة عندها واتخاذها أعياداً، وجعل السدنة والنذور لها، فكل ذلك من حوادث الأمور التي أخبر بوقوعها النبي صلى الله عليه وسلم وحذر منها، كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تقوم الساعة، حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان" .

وهو صلى الله عليه وسلم حمى جناب التوحيد، أعظم حماية وسد كل طريق يوصل إلى الشرك، فنهى أن يجصص القبر، وأن يبنى عليه كما ثبت في صحيح مسلم، من حديث جابر، وثبت فيه أيضاً: أنه بعث علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- وأمره أن لا يدع قبراً مشرفاً إلا سواه، ولا تمثالاً إلا طمسه؛ ولهذا قال غير واحد من العلماء: يجب هدم القبب المبنية على القبور، لأنها أسست على معصية الرسول صلى الله عليه وسلم.

فهذا: هو الذي أوجب الاختلاف بيننا وبين الناس، حتى آل بهم الأمر إلى أن كفرونا، وقاتلونا واستحلوا دماءنا وأموالنا حتى نصرنا الله عليهم، وظفرنا بهم ، وهو الذي ندعو الناس إليه ونقاتلهم عليه، بعدما نقيم عليهم الحجة من كتاب الله وسنة رسوله وإجماع السلف الصالح من الأئمة ؛ ممتثلين لقوله سبحانه وتعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)، فمن لم يجب الدعوة بالحجة والبيان، قاتلناه بالسيف والسنان، كما قال تعالى: (لقد أرسلنا رسلنا بالبيّنات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز).

- وقال الشيخ عبد الله بن الإمام محمد: (وهذا الدين الذي ندعو إليه، قد ظهر أمره وشاع وذاع، وملأ الأسماع، من مدة طويلة، وأكثر الناس بدّعونا، وخرّجونا، وعادونا عنده، وقاتلونا، واستحلوا دماءنا وأموالنا، ولم يكن لنا ذنب سوى تجريد التوحيد، والنهي عن دعوة غير الله والاستغاثة بغيره، وما أحدث من البدع والمنكرات، حتى غُلبوا وقُهِروا، فعند ذلك أذعنوا وأقروا بعد الإنكار) . ( الدرر السنية (1/274)).

قال الشيخ العقل : ( 1-إن خصومهم هم البادئون بالقتال بإعلان الحرب المسلحة وغير المسلحة على الدعوة ودولتها وأتباعها، بل أعلنت قوى الشر استعمال القوة والقتال للشيخ وأتباعه قبل وصوله الدرعية وقبل أن يكون لهم كيان ،حيث هدده سليمان بن محمد الحيدي في الأحساء (من بني خالد) وأنذر عثمان بن معمر –أمير العيينة- إن لم يتخذ موقفاً حازماً ضد الشيخ الإمام وكذلك فعل ابن شامس العنـزي. ( انظر : حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، لخزعل ، ص 142).

- ثم لما استقرت الدعوة في الدرعية بدأها بالحرب دهام بن دواس أمير الرياض آنذاك.

2- إن الخصوم كانوا كثيراً ما يغدرون بأتباع الدعوة من الدعاة القضاة والعلماء وطلاب العلم والمعلمين الذين كان يبعثهم الشيخ محمد والولاة والمشايخ –المؤيدين للدعوة- للقرى والبادية والأقاليم لتعليم الناس دينهم وإجراء الأحكام الشرعية بينهم ،بل كثيراً ما يعلنون العصيان على الحاكم الإمام محمد بن سعود، وينقضون البيعة والعهد، ويخرجون على الجماعة والإمام، وهذا ما يحرمه الإسلام، ويأمر بتأديب من يفعله.

3- وكان حكام الحجاز غالباً يعلنون العداء لدعوة التوحيد وأتباعها وكانت عداوتهم متنوعة عقدية وسياسية وإعلامية ثم عسكرية، وأحياناً يقتلون بعض العلماء والدعاة بل والرسل الذين يبعثهم أهل الدعوة إليهم.

4- وكانوا يمنعونهم من حقوقهم المشروعة كإبلاغ الدعوة، وكأداء فريضة الحج، فقد منعوهم منه سنين طويلة ثم أذنوا فيه سنة (1197هـ)، ثم الشريف غالب منعهم من الحج مرة أخرى منذ سنة (1203هـ) وما بعدها ثم غزا معتدياً، فقد بدأ الشريف غالب وغيره من حكام الحجاز الحرب على الدعوة وأتباعها قبل أن يبدؤوهم. وأعلن الحرب المسلحة ضدهم، وقد اعترف خصوم الدعوة بذلك وذكره مؤرخوهم معتزين به. (انظر : خلاصة الكلام لدحلان ، ص 228-229). – وقد سبق شيئ منه - .

- ولم يكن موقف زعماء بني خالد من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب والدولة السعودية أقل عداوة من موقف أشراف مكة) .

وعلى هذا فإنه عند التحقيق العلمي المتجرد يثبت قطعاً أن ما يقال عن الإمام وعلماء الدعوة وحكامها (آل سعود) وأتباعها حول التكفير واستحلال قتال المسلمين ودمائهم كلها مما لا يصح ،أو مما قد يكون له وجه شرعي معتبر قام عليه الدليل الشرعي، ذلك أن تكفير من يستحق التكفير شرعاً وسب من يستحق السب شرعاً ليس من التكفير والسب المذموم ولا القسوة، بل مما هو مطلوب شرعاً في الدين الإسلامي بشروطه وضوابطه التي يعرفها الراسخون في العلم.

إذن فقد ثبت أنهم لم يبدأوا القتال ولم يقاتلوا ابتداء إنما بدأ القتال خصومهم. ثم إنه من الطبيعي أن اختيار منهج القوة والحزم والقتال عند الضرورة هو الحل الأمثل في كثير من الأحوال ،ومنها الحال التي وصلت إليها الدعوة مع خصومها.

ونظراً لقوة الباطل والهوى وتمكنه من قلوب كثير من الناس وحياتهم لم تقبل نفوسهم الحق ولم تذعن لأهله. كما أن الناظر لحال كثيرين من الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها تشنيعاً على الدعوة وأتباعها في شبهة التكفير يجد العجب من تحيزهم ضد السنة وأهلها في هذه المسألة (وغيرها) وإغفالهم لأهل البدع الخلص الذين يكفرون خيار الأمة؛ فيكفرون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزاوجه أمهات المؤمنين، ويكفرون السلف الصالح.

بل إن أكثر مزاعم التكفير والتشدد التي ألصقت بالدعوة وإمامها حدثت من الرافضة الذين يكفرون خيار الأمة ويستنقصونهم، ومن أشياعهم الذين يشاركونهم في بدع المقابرية والقباب والمشاهد والمزارات البدعية، والطرق الصوفية والموالد والأذكار المحدثة، ومن المعلوم لدى كل باحث ومحقق: أن أصل هذه البدع ومنشأها كان من مكفّرة الصحابة والسلف الصالح، فأين العدل والإنصاف والتحقيق الذي يدّعونه؟، وأين الغيرة على الحق والدين وعلى الأولياء والصالحين التي يزعمونها؟ وهم يهينون الصالحين ببدعهم. وأين النصح للمسلمين الذي يتظاهرون به؟! وهم يروجون البدع وينصرونها).

شهادة علماء مكة ، وموافقتهم للدعوة السلفية :
وحين اطلع علماء مكة وغيرهم على الدعوة ومنهجها عن كثب وحاوروا علماءها وأميرها سعود بن عبدالعزيز، وعرفوا أنها هي الدين الحق، واعترفوا بهذه الحقيقة قالوا: (نشهد –ونحن علماء مكة، الواضعون خطوطنا، وأختامنا في هذا الرقيم- أن هذا الدين، الذي قام به الشيخ: محمد بن عبدالوهاب –رحمه الله تعالى -، ودعا إليه إمام المسلمين: سعود بن عبدالعزيز، من توحيد الله، ونفي الشرك، الذي ذكره في هذا الكتاب، أنه هو الحق الذي لا شك فيه ولا ريب. أشهد بذلك، وكتبه الفقير إلى الله تعالى: عبد الملك بن عبد المنعم القلعي، الحنفي، مفتي مكة المكرمة، عفي عنه، وغفر له.

ثم شهد به كل من: محمد صالح بن إبراهيم، مفتي الشافعية بمكة، ومحمد بن محمد عربي، البناني، مفتي المالكية بمكة المشرفة، ومحمد بن أحمد المالكي، وعبدالحفيظ بن درويش العجيمي، وزين العابدين جمل الليل، وعلي بن محمد البيتي، وعبدالرحمن جمال، وبشر بن هاشم الشافعي).

وشهد بذلك وأقر به الشريف غالب وكان من ألدّ أعداء الدعوة قائلاً: (الحمد لله رب العالمين، أشهد: أن هذا الدين، الذي قام به الشيخ: محمد بن عبدالوهاب، ودعانا إليه إمام المسلمين: سعود بن عبدالعزيز، من توحيد الله عز وجل، ونفي الشرك له، وهو الدين الحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وكتبه: الشريف غالب بن مساعد، غفر الله له آمين؛ الشريف غالب) . (انظر : الدرر السنية ، 1/314-316 ).

انتهى النقل من الشيخ ناصر العقل - وفقه الله - .

وعند كتابة هذه المادة للساحة اطلعت على مقال يتحدث عن موضوع لهذا الموضوع للأخ أبي حميد الفلاسي - وفقه الله - ؛ وهو عن شبهات خصوم الدعوة حول مسألة التكفير والقتال ؛ فأحببت وضعه هنا . http://saaid.net/monawein/sh/15.htm

متي ينتهي هذا السجال بين السلفية وعلي جمعة؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!

اريد ان اعرف متي ينتهي هذا السجال والصراع الذي نشأ بين الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية والحركة السلفية ؟؟؟؟!!
ان هذا الجدال والعداء والمناوشة لا تليق بحركة كنا ننشد منها كل خير ، وكذلك لا يليق بعالم كبير ندخره لكل مهمة تلم بالمسلمين
ارجو من شباب السلفية على النت ان ينتهوا عن سب الشيخ او التعريض به
وان يتقوا الله فيه
وانا اعلم ان كثيرا منهم سيسمع لكلامي
وهم يعلمون اني لا ابغي لهم سوى الخير
وعلينا ان نتجه للدعوة والاشتغال بها
والاصلاح بين الناس
فالامة تنتظر من شباب السلفية الكثير
وهو ما لن يتحقق في ظل هذه الاحن والصراعات الجانبية
اما الشيخ على جمعة فلنا عليه حق
ولذلك اناشده ان لا يتعرض للحركة السلفية
بقدح يعد اليوم ولعل الشباب ان ينتهوا عما بدا منهم
والله يولي من يصلح وهو يهدي الى سواء السبيل
ارجو الله ان يجمعكم على الخير ونفع الامة والدفاع عن مصالحها
امام عبد الله

الوهابية لم تتعاون مع الانجليز والفرنسيين


سعود عبدالله القحطاني
على سؤال فحواه: ما هو حكم الصلاة في المسجد الذي فيه ضريح؟ أجاب الشيخ (علي جمعة) مفتي مصر بأن الصلاة في هذا المسجد جائزة. إلى هنا والقصة تبدو طبيعية، فالشيخ عالم أزهري مجتهد، ومن حقه أن يخالف غيره في اجتهاده. غير أن الذي أثار استغرابي فعلاً هو أنه أرجع سبب تحريم الصلاة في هذه المساجد إلى الحركة الوهابية، وقال: إن مبرر الوهابيين في ذلك هو الخروج على الخلافة العثمانية!. أي أن الوهابيين جعلوا من بناء الخليفة العثماني للمساجد على القبور حجة لتكفيره، ومن ثم الخروج عليه.

فالمبرر في نظر فضيلة المفتي لا يرجع إلى أسباب دينية، ولكنه يعود - كما يدعي - لمبرر سياسي محض!. ثم أضاف إلى هذه الطامة، طامة (تخوينية) كبرى، وهي قوله بالنص: (وخرجوا على الدولة العثمانية، وتعاونوا مع الإنجليز والفرنساوية)!.

وأنا هنا لن أناقش الشيخ في وجهة نظره حول الصلاة في المساجد التي فيها أضرحة، فهناك من هم أعلم مني في هذا الشأن، وأقدر مني على تفنيد حججه؛ كما لن أتحدث عن تلك اللغة المتدنية، والعامية الساخرة، التي كان يجب أن ينأى بمقامه ونفسه عنها، طالما أن الحديث يتعلق بأمر من أمور الدين، غير أن الكتاب لا يُقرأ من عنوانه فحسب، وإنما من لغته أيضاً، ولله في خلقه شؤون!.

أما الذي يهمني في كلام المفتي المصري فهو الجزئية المتعلقة بالخروج على الخلافة، والتعاون مع الإنجليز والفرنسيين، وما كان هذا الاهتمام فقط لأنه يفتقر إلى الدقة التاريخية إلى درجة التدليس، بقدر ما هو - أيضاً - لأسباب موضوعية وكذلك وطنية؛ فالوهابية كانت هي الأساس الذي قامت عليه وحدة هذه البلاد، فشرعية التأسيس هي وهابية بالإجماع، وشرعية الاستمرار - في تقديري - تعود الى الإنجاز بكافة صوره.

وإذا حاولنا تحليل كلام المفتي في هذه الجزئية، فإننا سنخلص بأنه يترتب على كلامه: أن الخلافة العثمانية كانت هي القوة المسيطرة على منطقة نجد (منطلق الحركة الوهابية)، وأن الوهابيين جاؤوا، أو تمسكوا بفكرة تحريم الصلاة في المسجد الذي فيه ضريح، بغرض تكفير هذه السلطة والخروج عليها.

وهذا زعم لا أساس له من الصحة. فالعثمانيون - كما يعلم أي قارئ مبتدئ للتاريخ - لم يكونوا مسيطرين على منطقة نجد، ولم يكن ذلك الحيز الجغرافي من الوطن العربي داخل ضمن نفوذهم العسكري أو السياسي أو الاقتصادي، بل كانت هذه المنطقة - في ذلك الحين - عبارة عن إمارات ومراكز قوى مستقلة، حتى جاء الإمام محمد بن عبدالوهاب وتحالف مع الإمام محمد بن سعود، وأخضعا المنطقة لسلطة الدولة السعودية الأولى، ثم توسعت هذه الدولة حتى خرجت من النطاق النجدي وشملت أغلب أرجاء الجزيرة العربية.

إذن فلا حاجة لأن يبحث الوهابيون عن مبرر لتكفير الدولة العثمانية كي يبنوا دولتهم المستقلة، ذلك لأنه لا وجود للعثمانيين من الأساس في منطقة نجد، وإذا زال المسبب بطل السبب كما هو معلوم.

وإذا استبعدنا هذا الاحتمال الذي يتبناه فضيلة المفتي لعدم واقعيته، فضلاً عن أنه لا يمت لتاريخ هذه الحركة بأية صلة، نستطيع القول بشيء من العلمية الموثقة تاريخياً، أنهم جمعوا بين إيمانهم الديني ووعيهم وطموحهم السياسي، فانطلقوا لتصحيح معتقدات الناس، وفي الوقت ذاته ضم أقاليم الجزيرة العربية إلى دولة واحدة تؤمن بمبادئ الدعوة.

أما ما ادعاه المفتي عن علاقة الوهابيين بالإنجليز والفرنسيين، وتوظيفهم لهذه العلاقة في خروجهم عن الدولة العثمانية، فهو أيضا زعم واه، ومتهافت، يعوزه الدليل، فالإنجليز والفرنسيون لم يكن لهم أي اتصال بالدولة السعودية الأولى بأي شكل كان؛ كما أن هذه الدول، وبالذات البريطانيين، لم يكن من صالحها - في ذلك الوقت - تفتيت الخلافة العثمانية. والشيخ يعرف بالتأكيد من قراءته للتاريخ المصري، على افتراض أنه يقرأ التاريخ، أن محمد علي باشا و الي مصر في ذلك الزمان، وهو تابع رسمي للدولة العثمانية، قام بالخروج على الدولة العثمانية، وحاربها حرباً ضروساً، حتى اضطر الخليفة العثماني أن يستنصر بالقوات الروسية لحماية الدولة العثمانية من جيش محمد علي باشا بعد معركة (قونية) عام 1833، والتي هزم فيها الجيش المصري جيش العثمانيين، وبالفعل وصل الأسطول الروسي إلى البوسفور بغرض حماية الخلافة العثمانية من (واليها) الثائر، وتدخلت أوروبا بكل طاقتها لوقف الزحف المصري على عاصمة العثمانيين، مما دفع بمحمد علي باشا لأن يحاول الاكتفاء بطلب الاستقلال الكلي عن الدولة العثمانية، وأن تكون حدود دولته المستقلة في كل المناطق التي بلغتها جيوشه، غير أن مصالح أوروبا، وفكرة توازن القوى لم تكن تسمح بتقسيم الرجل المريض في ذلك الحين، وقفت في وجه هذا المشروع بقوة.

من هذا العرض نخلص بما يلى:

أولاً: الدولة السعودية الأولى بدأت من الصفر ولم تكن المناطق التي بدأت منها وحدتها راضخة للعثمانيين.

ثانياً: أن الدولة السعودية الأولى لم يكن لها أي اتصال أو مصالح مع الإنجليز أو الفرنسيين، بل على العكس من ذلك كان الإنجليز مستائون من سطوة القواسم الوهابيين على مصالحهم في الخليج.

وفي ذلك يقول محمد جلال كشك في كتاب السعوديون والحل الإسلامي: (كانت حكومة الهند تتابع باهتمام بالغ أنباء الدولة السعودية والأحداث المتعاقبة بعد غزو إبراهيم باشا وسقوط الدرعية فقررت إرسال "سادليير" لداسة الموقف، وقد حددت المذكرة السرية التي كلف بها سادليير بالمهمة واجباته في 15نقطة). وأهم ما يعنينا من هذه النقاط:

أ - بحث إمكانية التنسيق للقضاء على الوهابيين.

ب - التعرف على نوايا إبراهيم باشا المقبلة بعد إخضاعه للساحل العربي.

ج - إذا كان إبراهيم باشا ينوي استئصال القواسم (الوهابيين) فما هي المساعدة التي يمكن أن نقدمها له من خلال أسطولنا وقواتنا؟

ويعلق الأستاذ كشك بعد ذلك ويقول: (فهي مهمة تجسس بريطانية ودراسة للوضع وإعداد لحملة استئصال الوهابيين وبالذات القواسم).

ثالثاً: أن مصر كانت تابعة رسمياً للدولة العثمانية، بل أن واليها - الألباني الأصل - محمد علي باشا لم يأت إليها إلا عن طريق الجيش العثماني، وكانت ولايته على مصر بمباركة العثمانيين، وكانت تبعيته لهم رسمية، ومع ذلك خرج عليها وحاربها وكاد أن يهدمها، لولا أن الخليفة اضطر للاستصراخ بأعدائه في الأمس كي يقفوا بوجه (عامله) الذي خرج عليه. أي أن زعم المفتي في (شجب) خروج السعوديين على العثمانيين ينطبق عليه المثل القائل: رمتني بدائها وانسلت!.

رابعاً: محمد علي باشا كانت له اتصالات واسعة مع الإنجليز والفرنسيين والروس، ومن ذلك مثلاً ما قاله المؤرخ الوطني المصري الشهير عبدالرحمن الرافعي عن أن ابراهيم بن محمد علي باشا في حملته على معقل الوهابية في الدرعية: (استعان بخبرة الأوروبيين في الحروب فاصطحب معه في الحرب الوهابية طائفة من الإفرنج منهم الضابط الفرنسي فيسيير أحد ضباط أركان الحرب، وهذا أمر لم يكن مألوفاً ولا سائغا بين قواد الشرق في ذلك العهد)!. والمسألة التي تستحق البحث - حقيقة - هي عن أثر هذه الاتصالات في خروجه على العثمانيين، وهل كانت المسألة برمتها فخاً سار فيه الباشا؟ أم أنها كانت خطة للضغط على العثمانيين؟ أم أن المسألة كما تبدو على ظاهرها مجرد محاولة للخروج على الدولة؟

وبمناسبة كون المفتي مهتما بدراسة العلاقات مع الإنجليز والفرنسيين في تلك الفترة، فليته يبحث لنا ويحدثنا عن احتلال هاتين الدولتين لمصر، وكيف كان الناس يتعاملون مع هذا الاحتلال، ومن كان من العلماء الأزهريين (الأبطال) في مواجهتهم، خصوصاً في وقت ثورة القاهرة على الفرنسيين. وفي المقابل، ليته يحدثنا أيضاً عن (خيانات) ضعفاء النفوس في تلك الفترات القاحلة، ويستخلص لنا من هذه القصص الدروس والعبر، وليبدأ لنا بذكر قصة الشيخ البكري وابنته على سبيل المثال لا الحصر، في هذه القصص فائدة للأمة، خصوصاً أن الشيخ - حفظه الله - مهتم بقضاياها، فهو يعيب - مثلاً - في شريطه المذكور على علماء الوهابية بأنهم لا يدعون لإخوانهم في العراق وفلسطين، ورغم أن هذا الزعم غير صحيح، يعرف عدم صحته كل مصل بالمساجد السعودية، إلا أنه على كل حال يدل على غيرة وحرص على الإسلام والمسلمين.

وبمناسبة هذه الغيرة وما رافقها من حمية للأزهر، فليت شيخنا الفاضل يحدثنا - ايضاً - عن قصة استقبال شيخ الأزهر للسفير الإسرائيلي وحاخام إسرائيل الأكبر وما رأيه في هذه الزيارة؟

وليحدثنا فضيلته عن أساتذة الأزهر الذين سافروا إلى إسرائيل!!، وتعاونوا مع جامعاتها، مثل: د. نبيل ذكر الله الأستاذ بكلية طب الأزهر، ود. رضا محرم الأستاذ بهندسة الأزهر، ود. عبد الموجود عبدالفضيل الأستاذ بكلية أصول الدين، ود. عبدالصبور فاضل الأستاذ بكلية اللغة العربية، وغيرهم من أساتذة الأزهر (الذين لم يجدوا حرجاً من السفر إلى الكيان الصهيوني في مخالفة واضحة لكل الأصول الشرعية وقرارات اتحاد الجامعات العربية بمنع التعاون الأكاديمي مع إسرائيل) (عبدالرحمن سعيد/ مجلة السنة/ العدد 111).

ويبقى التأكيد على أن دفاعنا عن الوهابية لا يعني بأنها حركة منزهة عن الأخطاء والمثالب، ومن المؤكد أنه توجد فئة غير قليلة من السعوديين ترى أن الوهابية ليست فوق النقد، متى ما كان هذا النقد موضوعياً وعلمياً وموثقاً ودقيقاً، أما إذا كان الكلام عن الوهابية لمجرد السخرية والتطاول، فهذا وبكل المعايير يكون أمراً غير مقبول، ولا أظن أن إخواننا العقلاء في مصر يرضونه أيضاً.

إن الوهابية هي التي حققت لهذه البلاد وحدتها بعد طول تشتت وتحزب وتحارب وصراع، والوهابية هي الحركة الدينية الوحيدة في العالم العربي التي بنت دولة مستقلة، والوهابية هي الحركة الدينية الوحيدة التي حققت وحدة سياسية بين خمسة أقاليم عربية في دولة واحدة اسمها اليوم المملكة العربية السعودية.

وأكبر مثال على ذلك أنه حين غزاهم إبراهيم بن محمد علي باشا كانوا كلهم وكما قال شاعرهم، فيصل بن سعود بن عبدالعزيز:

د. العثمان ينفي التكفير عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

د. العثمان في مقال له ينفي الدعاوي التكفيرية عن شيخ التيار الوهابي محمد بن عبد الوهاب
وهذا ما نعتقده في هذا الرجل المصلح ، اما ما اعتري التيار الوهابي من تكفير على يدي بعض المعاصرين فنعتقد براءته منه ، وها هي مقالته
سلفية لا وهابية لا ظاهرية لا قطبية لا حرورية



د. حمد بن إبراهيم العثمان



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:

فان الامام محمد بن عبدالوهاب، رحمه الله، ولد سنة 1115هـ، وتوفي سنة 1206هـ.

كل دعوة، اذا أردنا تقييمها ونقدها والحكم عليها، فان الدعوة نفسها وما تقوم عليه من اعتقاد ومنهج هو أولى ما ينبغي النظر فيه، وهذا المعيار يجب إعماله حتى في دعوة النبيين، فان براهين صدق النبي صلى الله عليه وسلم وشواهد دعوته، هي دعوته نفسها، وهذا أكمل طريق لهداية الناس، قال ابن القيم «طرق الهداية متنوعة رحمة من الله بعباده ولطفا بهم لتفاوت عقولهم، فمنهم من يهتدي بنفس ما جاء به، وهو أولى وأعظم عند أولي الألباب والحجى من مجرد خوارق العادات، وان كان انتفاع ضعفاء العقول بالخوارق في الايمان أعظم من انتفاعهم بالدعوة نفسها».

اذا استعرضنا دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب، رحمه الله، وجدناها دعوة الاسلام الذي بُعث به نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، كتبه كلها قائمة على الاستدلال بالكتاب والسنة بفهم السلف.

نشأ، رحمه الله، في بيئة فقيرة، وكذلك كانت دعوة النبي، صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يضرها في شيء. ينسب الإمام محمد عبدالوهاب والسلفيون الى الجمود في تفسير القرآن والسنة والاقتصار على ألفاظها فقط، وهذا في الحقيقة إنما هو عمل فرقة الظاهرية التي ظهرت بعد القرن الثاني الهجري، ورؤوس هذه الفرقة داود الظاهري وأبو محمد ابن حزم.

والسلفيون وسط بين جمود الظاهرية على اللفظ وبين الفرق المبتدعة التي جعلت أهواءها وفهومها الفاسدة حاكمة على الأدلة الشرعية.

وإذا نظرت الى مسائل الشريعة. فالأخبار والغيبيات يجب تصديقها، والعبادات يجب أداؤها على الصفة التي أداها النبي، صلى الله عليه وسلم، والمعاملات والعادات بابها واسع لا يضيّق الا ما حرمه الشارع، وأما السياسة فالسلفيون أنفهسم توارثوا ما قاله ابن عقيل الحنبلي في تعريف السياسة بأنها فعل الأصلح وإن لم يكن فيه نص من قرآن ولا سنة، كما نقله عنه ابن القيم في بدائع الفوائد، مع التزام أحكام الله الشرعية، وأما القتال فما اعتدى الإمام على أحد، وإنما قاتل ودافع الصائلين عليه وعلى دعوته كما ذكر رحمه الله.

وأما دعوته فقبلها الناس طوعا لا كرها، فقد عُرضت على علماء مكة وشهدوا بأن دعوته هي الحق، وكتب هؤلاء العلماء ذلك في وثيقة مازالت محفوظة الى الآن وعليها أختام علماء مكة، وكذلك علماء المدينة، والوثيقتان مطبوعتان في الدرر السنية 1/ 34 ـ 317.

وحسبي أن أنقل كلام الاستاذ خير الدين الزركلي وهو ليس بسعودي حيث كان منصفا وبيّن عالمية دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب وكيف تلقاها العلماء في كل الأقطار بالقبول حيث قال «محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي النجدي زعيم النهضة الدينية الاصلاحية الحديثة في جزيرة العرب..، وكانت دعوته، وقد جهر بها سنة 1143هـ ـ 1730، الشعلة الأولى لليقظة الحديثة في العالم الإسلامي كله، إذ تأثر بها رجال الاصلاح في الهند، ومصر، والعراق، والشام، وغيرها».

انظر الاعلام 6/ 257.

والذي يدل على عالمية دعوة الشيخ هو أن بعض شيوخه من خارج نجد كالمجموعي، رحمه الله، وهو من علماء العراق، ومحمد حياة السندي وهو أعجمي.

فالحاصل ان دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب، رحمه الله، هي دعوة الاسلام، وإنما نجتنب ونمنع تسميتها بالوهابية لأن هذا هو اصطلاح المستشرقين wahhabism ومن يريد التنفير عن الدعوة فينسبها الى الامام وكأنها دعوة جديدة محدثة، ولأن هناك فرقة خارجية قبل دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب بسبعة قرون تُسمى بالوهابية الرسمية، ظهرت في المغرب العربي، أنظر المعيار المعرب 11/ 168.

ولعله من نافلة القول ان أذكر ما قاله أحد المستشرقين وهو ديفيد كوبر بهذا الخصوص عن دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب حيث قال «ولم يكن في دعوة الشيخ جديد لأنه كان يرى علاج المشكلات جميعا في العودة الى سنة النبي محمد وأصحابه من السلف الصالح».

Travelers Accounts As A source for the study of Nineteenth century wahhabism.

وأما الدعوات المعاصرة فبعضها نسبتها اليها حقيقية، وهي توافقها عقيدة ومنهجا، قال تعالى «إن أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه»، وبعضها غير حقيقية كالقطبية، والتكفيرية التي عبثت بكلام الامام محمد بن عبدالوهاب، وهذا لا يلزم الامام شيء منه، وقد وقع التحريف لكلام الله ووضعه في غير مواضعه، فكيف بما سواه من الكلام.

ولا أحسب أني وفيت الإمام حقه لكن مقام الصحيفة يقتضي الاختصار.

والله أعلم.

منقول عن القبس


د. حمد بن إبراهيم العثمان
موقع الشيخ عثمان الخميس (المنهج)

محمد بن عبد الوهاب

هو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان آل مشرف التميمي (1703 - 1791) عالم دين وداعية ومصلح سني، ومجدد الإسلام في المئة الثانية عشرة الهجرية بحسب رأي الدكتور وهبه الزحيلي[1][بحاجة لتأكيد] .

محتويات [أخف]
1 نسبه
2 مولده ونشأته
3 رحلته وطلبه للعلم
4 عقيدته
5 تحالفه مع محمد بن سعود
6 شروط التحالف بين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب
7 مؤلفاته
8 وفاته
9 أولاده
10 المصادر
11 المراجع
12 مقالات ذات علاقة
13 وصلات خارجية

[عدل] نسبههو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن محمد بن بريد بن مشرف بن عمر بن معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبه بن سنيع بن نهشل بن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعه بن ابي سود بن مالك بن حنظله بن مالك بن زيد مناه التميمي من المشارفه من المعاضيد من ال ريس من قبيلة الوهبه من بني تميم، أما والدة محمد؛ فهي بنت محمد بن عزاز بن المشرفي الوهيبي التميمي، فهي من عشيرته الأدنين، فيقال: (المشرفي) نسبة إلى جده مشرف وأسرته آل مشرف، ويقال: (الوهيبي) نسبة إلى جده وهيب جد الوهبة، والوهبة يجتمعون في محمد بن علوي بن وهيب، وهم بطن كبير من حنظلة.

[عدل] مولده ونشأتهولد محمد بن عبد الوهاب سنة 1115 هـ (الموافق من 1703م)، وذلك في مدينة العيينة قرب الرياض[2]. تعلم القرآن وحفظه عن ظهر قلب قبل بلوغه عشر سنين، وقرأ على أبيه في الفقه،[3]. وتذكر مصادر الترجمة أنه كان مشهوراً حينئذ بحدة ذهنه وسرعة حفظه وحبه للمطالعة في كتب التفسير والحديث وكلام العلماء في أصل الإسلام، حتى إن أباه كان يتعجب من فهمه ويقول: لقد استفدت من ولدي محمد فوائد من الأحكام[3]..

وهكذا نشأ محمد بن عبد الوهاب فأبوه القاضي كان يحثه على طلب العلم ويرشده إلى طريق معرفته، ومكتبة جده القاضي سليمان بن علي بأيديهم، وكان يجالس بعض أقاربه من آل مشرف وغيرهم من طلاب العلم، وبيتهم في الغالب ملتقى طلاب العلم سيما الوافدين باعتباره بيت القاضي، ولا بد أن يتخلل اجتماعاتهم مناقشات ومباحث علمية يحضرها محمد بن عبد الوهاب.

[عدل] رحلته وطلبه للعلمتوجه محمد ابن عبد الوهاب للرحلة في طلب العلم فرحل إلى مكة والمدينة والبصرة غير مرة، طلباً للعلم. ولم يتمكن من الرحلة إلى الشام، ثم عاد إلى نجد يدعو الناس إلى التوحيد. ولم يثبت أن محمد بن عبد الوهاب قد تجاوز الحجاز والعراق والأحساء في طلب العلم. فتفقه على المذهب الحنبلي وتلقاه على يد والده بإسناد متصل ينتهي إلى الإمام أحمد بن حنبل. كما تلقى علم الحديث النبوي ومروياته الحديثية لجميع كتب السنة كالصحاح والسنن والمسانيد وكتب اللغة والتوحيد وغيرها من العلوم عن شيخيه: العلامة عبد الله الفرضي الحنبلي والمحدث محمد حياة السندي وأسانيدهما مشهورة معلومة.

أما ما قيل من أنه سافر إلى الشام كما ذكره خير الدين الزركلي في الأعلام، وإلى فارس وإيران وقم وإصفهان كما يذكره بعض المستشرقين ونحوهم في مؤلفاتهم، فهذه الأشياء غير مقبولة؛ لأن حفيده عبد الرحمن بن حسن وابنه عبد اللطيف وابن بشر نصوا على أن محمد بن عبد الوهاب لم يتمكن من السفر إلى الشام، أما ما يذكر من أنه سافر إلى فارس وغيرها من البلاد، فإن أغلبهم قد اعتمدوا على كتاب لمع الشهاب لمؤلف مجهول، قال حمد الجاسر: ولا تفوت الإشارة إلى أن كثيراً ممن كتبوا عن محمد انخدعوا بما جاء في كتاب لمع الشهاب،... إلى أن قال: وهذا الكتاب الذي لا يصح التعويل عليه. وبالإجمال؛ فقد حرص مترجموا محمد على تدوين كل ما يتصل برحلاته وبأسماء العلماء الذين تلقى العلم عنهم، وبذكر البلاد التي زارها، ويكادون يتفقون على عدم صحة ما ورد في كتاب لمع الشهاب[4].

أما ما زعم أنه درس اللغتين الفارسية والتركية، والحكمة الإشراقية والفلسفة والتصوف ولبس جبة خضراء في أصفهان؛ فليس بثابت، بل إنه أمر مستبعد، إذ ليس في مؤلفاته وآثاره ما يدل على شيء من هذا، ثم إن من ذكر ذلك عنه كان ممن انخدع بمثل كتاب لمع الشهاب.[5]

بعد مضي سنوات على رحلته عاد إلى بلدة حريملاء التي انتقل إليها والده بعد أن تعين على العيينة أمير جديد يلقب بخرفاش بن معمر والذي لم يرق له بقاء عبد الوهاب في القضاء، فعزله عنه، فغادرها عبد الوهاب إلى حريملاء وأقام بها وتولى قضاءها. فأقام محمد في حريملاء مع أبيه يدرس عليه.[6].

[عدل] عقيدتهكان محمد بن عبد الوهاب يدعو الناس إلى عقيدة التوحيد، ولذلك سمى أتباعه هذه الدعوة بالدعوة السلفية نسبة إلى السلف الصالح. وكانت جل دعوته إعادة الناس إلى تحقيق التوحيد ونبذ الشرك الذي كثر آن ذاك مثل التعبد بالقبور والتقرب بالأصنام والأشخاص والبناء على القبور والتعامل بالسحر وغيرها من مظاهر والتي هي بحسب رأيه تنافي عقيدة التوحيد في دين الإسلام والتي ختمها آخر الأنبياء وتبعه بها الخلفاء الأربعة والصحابة والتابعين ومن بعدهم، ودعوة الناس لنبذ ما يخالفها من الأفكار التي كانت قد تفشت في ذلك العصر حسب اعتقاده.

يقول في الإيمان ما قاله السلف أنه قول وعمل يزيد وينقص. يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، هذا من عقيدته، وليس له في ذلك مذهب خاص كما يقول. وإنما أظهر ذلك في نجد، وما حولها ودعا إلى ذلك ثم جاهد عليه من رفضه، وعانده، وقاتلهم، وكذلك هو على ما عليه من الدعوة إلى الله، وإنكار الباطل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر ولكن محمد بن عبد الوهاب وأنصاره يدعون الناس إلى الحق، ويلزمونهم به، وينهونهم عن الباطل، وينكرونه عليهم، ويزجرونهم عنه حتى يتركوه.

وقد شهد له أبرز علماء الشيعة بالاجتهاد: إنه "آية الله العظمى" البرقعي، حيث يقول عن حكومة الخميني:

ليعلم القارئ أن هذه الدولة حعلت الناس أعداءً لنا، فإن كل من جرى على لسان كلمة لبيان العقائد الموافقة للقرآن، فإن نظام الخميني يتهمه بأنه "وهابي" مع أنه لا يوجد في الدنيا مذهب اسمه "الوهابية"، وإنما هم لغرض استعداء الناس وتنفيرهم. نعم! من حيث العقيدة هم يسيرون على عقائد محمد بن عبد الوهاب، ولكنه لم يأت بمذهب جديد، وإنما هي آراء ابن تيمية وابن القيم، وهذان أيضا لم يفعلا شيئاً سوى محاربة الخرافات والبدع، ودعوة الناس إلى الرجوع إلى القرآن.[7]

[عدل] تحالفه مع محمد بن سعوديروي ابن بشر في تاريخه أن الشيخ أخرج من العيينة طريداً، وكان سبب إخراجه من العيينة هو أن ابن معمر أمير العيينة خاف من حاكم الإحساء من أن يقطع عنه المعونة، فأخرج الشيخ من العيينة. فتوجه إلى الدرعية، وقد افتقد كل حظ من حظوظه الدنيوية المباحة؛ افتقد ثقة الأمير وثقة الناس من حوله به وبما يدعو إليه، وافتقد المسكن والمكانة وجميع الحظوظ النفسية والغايات الدنيوية ومشى وحيداً أعزل من أي سلاح ليس بيده إلا مروحة من خوص النخيل. لقد سار من العيينة إلى الدرعية يمشي راجلاً ليس معه أحد في غاية الحر في فصل الصيف لا يلتفت عن طريقه ويلهج بقول القرآن {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب} ويلهج بالتسبيح. فلما وصل الدرعية قصد بيت ابن سويلم العريني، فلما دخل عليه؛ ضاقت عليه داره وخاف على نفسه من محمد بن سعود، فوعظه الشيخ وأسكن جأشه وقال : سيجعل الله لنا ولك فرجاً ومخرجاً[8].

ثم انتقل الشيخ إلى دار تلميذ الشيخ ابن سويلم الشيخ محمد بن سويلم العريني، وهناك بدأ التزاور بين خصائص أهل العلم من الدرعية، ولما اطلعوا على دعوة الشيخ أرادوا أن يشيروا على ابن سعود بنصرته، فهابوه، فأتوا إلى زوجته موضي بنت محمد بن عبد الله بن سويلم العريني وأخيه ثنيان، فأخبروها بمكان الشيخ وصفة ما يأمر به وينهى عنه، فاتبعا دعوة الشيخ وقررا نصرته[9].

دخل محمد بن سعود على زوجته فأخبرته بمكان الشيخ وقالت له:

"هذا الرجل ساقه الله إليك وهو غنيمة فاغتنم ما خصك الله به

فقبل قولها ثم دخل على أخوه ثنيان وأخوه مشاري، فأشارا عليه بمساعدته ونصرته. أراد أن يرسل إليه، فقالوا: سر إليه برجلك في مكانه وأظهر تعظيمه والاحتفال به، لعل الناس أن يكرموه ويعظموه، فذهب محمد بن سعود إلى مكان الشيخ ورحب به وأبدى غاية الإكرام والتبجيل وأخبره أنه يمنعه بما يمنع به نساءه وأولاده. وقال له: أبشر ببلاد خير من بلادك وأبشر بالعزة والمنعة، فقال الشيخ: وأنا أبشرك بالعزة والتمكين وهذه كلمة لا إله إلا الله من تمسك بها وعمل بها ونصرها؛ ملك بها البلاد والعباد، وهي كلمة التوحيد وأول ما دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم وأنت ترى نجداً وأقطارها أطبقت على الشرك والجهل والفرقة وقتال بعضهم بعض؛ فأرجو أن تكون إماماً يجتمع عليه المسلمون وذريتك من بعدك[10].

[عدل] شروط التحالف بين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهابشرط الأمير محمد بن سعود على محمد بن عبد الوهاب شرطين :

أن لا يرجع عنه إن نصرهم الله ومكنهم.
أن لا يمنع الأمير من الخراج الذي ضربه على أهل الدرعية وقت الثمار.
فقال محمد بن عبد الوهاب:

"أما الأول: الدم بالدم، والهدم بالهدم. وأما الثاني: فلعل الله يفتح عليك الفتوحات، وتنال من الغنائم ما يغنيك عن الخراج"[11].
[عدل] مؤلفاته لدى ويكي مصدر نص أصلي يتعلق بهذا المقال: محمد بن عبد الوهاب
أما عن مؤلفاته فهي كثيرة جداً نذكر بعضاً منها، فقد قام بتأليف عدد من الكتب والرسائل، منها:

كتاب التوحيد: وهذه الرسالة هي من أشهر مؤلفاته، والاسم الكامل هذا الكتاب هو: كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد. وذكر فيه معتقده حول حقيقة التوحيد وحدوده، والشرك ومفاسده.
كتاب كشف الشبهات: ونستطيع أن نسميه تكملة لكتاب التوحيد، والحقيقة أن جميع كتبه تتعلق بمحور واحد ويمكن أن يقال أنها كلها تكملة لكتاب التوحيد.
كتاب الأصول الثلاثة: وهي معرفة الرب، ومعرفة دين الإسلام، ومعرفة الرسول.
كتاب شروط الصلاة وأركانها: وقد شرحت هذه الرسالة شروط الصلاة وهي: الإسلام، والعقل، التميز، رفع الحدث وإزالة النجاسة، وستر العورة ودخول الوقت واستقبال القبلة، والنية، وذكرت أركان الصلاة وواجباتها.
كتاب القواعد الأربع: حيث ذكر في هذه الرسالة اعتقاده في بعض مسائل التوحيد.
كتاب أصول الإيمان : وبين أبواب مختلفة من الإيمان بالأحاديث النبوية. ويظهر من عبارة في بداية الكتاب أن بعض أولاد الشيخ قد أضاف إليه.
كتاب فضل الإسلام: وقد وضح فيه معتقده حول مفاسد البدع والشرك، وشروط الإسلام.
كتاب الكبائر: ذكر فيه جميع أقسام الكبائر، واحدة واحدة، مفصلة في أبواب، وقد دعمت الأبواب كلها بنصوص الكتاب والسنة.
كتاب نصيحة المسلمين: وهذا كتاب مستقل قد جمع فيه أحاديث تتعلق بجميع نواحي التعليمات الإسلامية.
كتاب ستة مواضع من السيرة: وهي رسالة مختصرة توضح ستة أحداث من السيرة النبوية، والمواضع الستة هي:
ابتداء نزول الوحي.
تعليم التوحيد والرد على الكفار.
قصة تلك الغرانيق العلى.
ختام أبي طالب.
منافع الهجرة وعظاتها.
قصة الارتداد بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
كتاب تفسير الفاتحة: وهو تفسير موجز جداً لسورة الفاتحة.
كتاب مسائل الجاهلية: وذكر فيه مئة وإحدى وثلاثين مسألة خالف الرسول صلى الله عليه وسلم فيها معتقدات أهل الجاهلية.
كتاب تفسير الشهادة: وهو تفسير لكلمة "لا إله إلا الله"، مع ذكر أهمية التوحيد.
كتاب تفسير لبعض سور القرآن: وهي مجموعة لبعض تعليقاته على آيات وسور مختلفة من القرآن.
كتاب السيرة: وهو ملخص من كتاب السيرة لابن هشام.
الهدي النبوي: وهو ملخص لكتاب زاد المعاد لابن القيم.
وله عدة رسائل صغيرة أخرى يوجد بعضها في كتاب روضة الأفكار المجلد الأول الفصل الثالث والرابع[12].

[عدل] وفاتهفي عام 1206 هـ الموافق 1791م توفي محمد بن عبد الوهاب في العيينة بقرب من الرياض، قال ابن غنام في الروضة (2/154): كان ابتداء المرض به في شوال، ثم كان وفاته في يوم الاثنين من آخر الشهر. وكذا قال عبد الرحمن بن قاسم في الدرر السنية (12/20)، أما ابن بشر فيقول: كانت وفاته آخر ذي القعدة من السنة المذكورة. عنوان المجد (1/95). وقول ابن غنام أرجح لتقدمه في الزمن على ابن بشر ولمعاصرته له وشهوده زمن وفاته وتدوينه لتاريخه. وكان بلغ من العمر نحو اثنتين وتسعين سنة، وتوفي ولم يخلف ديناراً ولا درهماً، فلم يقسم بين ورثته مال. هو انظر: روضة ابن غنام (2/155).

[عدل] أولادهلمحمد بن عبد الوهاب 6 أولاد هم:

حسين بن محمد بن عبد الوهاب، وقد توفي في حياة الإمام محمد بن عبد الوهاب.
عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب.
علي بن محمد بن عبد الوهاب.
حسن بن محمد بن عبد الوهاب.
إبراهيم بن محمد بن عبد الوهاب توفي ولم يعقب.
عبد العزيز بن محمد بن عبد الوهاب توفي ولم يعقب.
[عدل] المصادرحياة محمد بن عبد الوهاب وحقيقة دعوته، تأليف الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الحقيل ,الطبعة الأولى، 1999م
محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه، الأستاذ مسعود الندوي، ترجمة وتعليق عبد العليم عبد العظيم البستوي، مراجعة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي، 1420 هجري
تاريخ العرب الحديث والمعاصر، دكتور عبد الرحيم عبدالرحمن عبد الرحيم، الطبعة الخامسة 1990م.
محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفيه ودعوته الإصلاحيه وثناء العلماء عليه، أمر بطباعة الكتاب الملك فيصل آل سعود، 1395 هـ.
العبد اللطيف، عبد العزيز بن محمد بن علي (1989). دعاوى المناوئين لدعوة محمد بن عبد الوهاب: عرض ونقض. جدة: دار طيبة
[عدل] المراجع^ كتاب "مجدد الدين في القرن الثاني عشر" للدكتور وهبه الزحيلي
^ انظر: روضة الأفكار لابن غنام (1/25).
^ أ ب انظر: روضة ابن غنام (1/25) وعنوان المجد لابن بشر (1/6).
^ انظر : مجلة العرب (ج 10، السنة الرابعة، ربيع الثاني عام 1390هـ، (ص 943 944).
^ وقد رد على هذه الاشياء حمد الجاسر انظر: نفس المرجع السابق (ص 944).
^ انظر: الدرر السنية (12/5).
^ سوانح الأيام (أيام من حياتي). للبرقعي: ص 308 = باختصار
^ انظر: عنوان المجد لابن بشر (1/11).
^ روضة ابن غنام (1/3).
^ عنوان المجد (1/11 12).
^ كتاب "محمد بن عبد الوهاب عقيته السلفيه ودعوته الاصلاحيه وثناء العلماء عليه"، أمر بطباعته الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، 1395 هـ.
^ انظر أيضاً حول مؤلفات الشيخ كتاب: محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم مفترى عليه (ص 135-144). ونظر أيضاً كتاب : عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1/ 191 235)، وقد فصل في خلالها القول في هذه الكتب وتحدث أيضاً عن الكتب التي نسبت إلى الشيخ مثل كتاب: أحكام تمني الموت، وكتاب: نصيحة المسلمين بأحاديث خاتم المرسلين، كذلك رسالة: أوثق عرى الإيمان.

[عدل] مقالات ذات علاقةعبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ
عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ
محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ
عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ
سلفية.
وهابية.
محمد بن سعود.
الدولة السعودية الأولى.
[عدل] وصلات خارجية لدى ويكي مصدر نص أصلي يتعلق بهذا المقال: محمد بن عبد الوهاب
محمد بن عبد الوهاب بقلم الشيخ محمد مسعد ياقوت
سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - أحمد بن يوسف الدعيج- محاضرة صوتية
محمد بن عبد الوهاب – حسن بن صالح المنجد- محاضرة صوتية
محمد بن عبد الوهاب – صالح بن عبد العزيز آل الشيخ- محاضرة صوتية
دروس وعبر من سيرة الدعوة محمد بن عبد الوهاب - صالح بن عبد العزيز آل الشيخ- محاضرة صوتية
لمحة عن حياة محمد بن عبد الوهاب – أحمد الكيال- محاضرة صوتية
سلفية لا وهابية
موقع مدينة الرياض وتاريخها
تم الاسترجاع من "http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%87%D8%A7%D8%A8"

السبت، 4 يونيو 2011

الصادق النيهوم

http://alrased.net/site/topics/view/2215

13-
أسامة الهتيمي

خاص بالراصد

لما كانت الكتابة الهجومية المباشرة ضد الإسلام وقِيمه تثير الكثير من اللغط والانتقاد الشديد ضد أصحاب هذه الكتابات من قبل قطاعات المسلمين والمؤمنين حتى أؤلئك الذين لا يفقهون من دينهم إلا اليسير، فقد عمل البعض منهم على أن يسلكوا سبلاً ملتوية وماكرة فيقدموا كتاباتهم وقد احتوت على ما ينضح حسرة وحزناً على ما آل إليه حال الإسلام وأمته ومن ثم إطلاق الدعوات التي تحث على تحقيق النهضة والخروج من المأزق التاريخي الذي يعيشه المسلمون، وهي الدعوة التي بلا شك تستميل الأفئدة والعقول فتنسى أو تتجاهل معها ذلك السم الذي دسه هؤلاء الكتاب بين سطور كتاباتهم والتي تسعى بشكل مخطط إلى أن ترسخ في ذهنية القراء الربط بين حالة التخلف والتراجع من ناحية وبين هذه القيم الإسلامية من ناحية أخرى.

وتأتي كتابات الدكتور الصادق النيهوم، الكاتب والمفكر الليبيي المقيم بأوروبا، كإحدى أهم النماذج للتدليل على هذه النوعية من الكتابات إذ هو يحرص دائما على التأكيد على أن ما يصلح للغرب لا يصلح للشرق وأن في الثقافة الأصيلة للأمة الإسلامية الكثير مما يصلح حالها وينهض بها إن عاد إليه المسلمون وأخذوا به غير أن دعوته هذه مرهونة بحسب كتاباته بضرورة تخلي المسلمين عما يعده قيما سلبية وموروثا ثقافياً متخلفاً يحتاج إلى الإصلاح بل إلى ثورة.

المولد والبداية

ولد الصادق النيهوم عام 1937 في مدينة بنغازي شرق ليبيا وقد أتم بها كل مراحل تعليمه الابتدائي والثانوي ليلتحق بعد ذلك بكلية الآداب والتربية (قسم اللغة العربية) بالجامعة الليبية والتي تخرج فيها عام 1961م بتفوق وهو ما أهله للتعيين كمعيد بالكلية.

بدأت علاقة النيهوم بالكتابة مبكراً وقبل تخرجه في الجامعة إذ كان ينشر بعض مقالاته الأدبية والنقدية والتحليلية في جريدة بنغازي بين عامي (1958 – 1959).

انتقل النيهوم للقاهرة للحصول على درجة الدكتوراة التي كانت أطروحتها حول "الأديان المقارنة" وبإشراف الدكتورة عائشة عبد الرحمن "بنت الشاطئ" غير أن النيهوم انتقل بعد فترة إلى ألمانيا ليكمل الإشراف على رسالته عدد من المستشرقين الألمان في جامعة ميونيخ والذين منحوه الدرجة بامتياز.

لم يتوقف النيهوم عند هذا الحد حيث انتقل إلى جامعة أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية ليواصل دراسته في نفس المجال لمدة عامين آخرين لينتقل بعدها إلى فنلندا حيث عمل أستاذا مساعدا لمادة الأديان المقارنة بقسم الدراسات الشرقية بجامعة هلسنكي من عام 1968 إلى 1972.

وربما يعود سبب انتقال النيهوم إلى فنلندا لزواجه من فنلندنية عام 1966 وإنجابه منها لولده كريم وابنته أمينة وهو الزواج الذي لم يدم كثيرا حيث تزوج النيهوم زيجته الثانية من السيدة أوديت حنا الفلسطينية الأصل بعد أن انتقل للإقامة في مدينة "جنيف" السويسرية عام 1976م.

وتشير بعض المصادر إلى أن النيهوم كان يجيد إلى جانب اللغة العربية اللغات الآتية: الألمانية، الفنلندية، الإنجليزية، الفرنسية، العبرية، الآرامية المنقرضة.

مات النيهوم عام 1994 في جنيف، ودفن بمسقط رأسه بمدينة بنغازي.

كتبه ودراساته

كما أشرنا آنفا فقد بدأت علاقة النيهوم بالكتابة عبر نشر مقالاته في الصحف الليبية ومن بينها:

سلسلة مقالات (هذه تجربتي أنا)، الحديث عن المرأة، عاشق من أفريقيا، دراسة لديوان شعر محمد الفيتوري.

وله عدد من الروايات منها: روايته من مكة إلى هنا، صدرت عام 1970م.

وله عدة كتب منها: الرمز في القرآن، محنة ثقافة مزورة، فرسان بلا معركة عام 1973م، صوت الناس عام 1990م، الإسلام في الأسر 1991م، إسلام ضد الإسلام عام 1995م، طرق مغطاة بالثلج وقد صدر بعد وفاته عام 2001.

وله عدة موسوعات متنوعة، وترجمات وإنتاج تلفزيوني.

أوضاع مزرية

يتبنى الصادق النيهوم منهج العديد من المفكرين والمثقفين العرب الذين استوطنوا أوروبا فصبوا جام غضبهم على الوضع العربي مُرجعين ذلك إلى الثقافة المتخلفة التي تبناها العرب والمسلمون، ففي كتابه "الإسلام في الأسر ومن سرق الجامع وأين ذهب يوم الجمعة؟" لا يترك النيهوم سلوكاً عربياً كبيراً أو صغيراً إلا وتناوله بالنقد الشديد والوصف اللاّإنساني.

يقول النيهوم عن وضع الطفل العربي: "فالطفل في ديمقراطيتنا المطوعة مواطن مسؤول ينشد الأناشيد الحماسية ويرتل آيات القرآن قبل أن يتجاوز العاشرة من عمره إنه محروم من حقه الشرعي في أن يكون طفلاً ومحروم من حقه الشرعي في أن لا يهتم بما لا يعنيه وملزم بأن لا يتجاوز طفولته ويصبح دائما أكبر من عمره لكي يرضي والده ومعلمه اللذين يعتقدان لسبب يعلمه الله أن الطفولة أمر مشين".

أما المراهق فيقول عنه النيهوم: "المراهق في ديمقراطيتنا العربية مواطن تحت الرقابة الدائمة مثل مريض في الحجر يطارد مواطنة مريضة مثله ويلتقي بها في السر لكي يفترق عنها في الجهر ويمشي كلاهما في شوارعنا متظاهراً بأنه ليس هو ويكلمنا كلاهما بلغة نعرف أنها ليست لغته لكن ذلك لا يحرك شيئا في ثقافتنا المعادية للمراهقين لأن صيغة الديمقراطية التي نعرفها لا تعترف بشرعية هذا العداء فحسب بل تعتبره واجباً أخلاقياً مقدساً بشهادة من رجال الدين".

ثم يتطرق النيهوم لوصف وضع العجوز في المجتمعات العربية فيقول: "العجوز في ديمقراطيتنا العربية مواطن آخر في الحجر الصحي يمنعه القانون من ممارسة العلم العام ويمنعه العرف من ممارسة أي نشاط إنساني شخصى سوى أن يكون عجوزاً وقوراً في انتظار الموت إنه لا يملك نصيباً من ميزانية الدولة ولا أحد يمثل مصالحه في جهاز الإدارة".

وبالطبع تمثل المرأة العربية في منهج النيهوم مادة خصبة وثرية للنقد وإثبات تخلف الثقافة العربية والإسلامية فيخصص للحديث عن وضعها عشرات الصفحات من كتابه ومن بين ذلك قوله: "إن إجهاض مبدأ السلطة الجماعية وليس الإسلام هو الذي أتاح للفقهاء أن ينوبوا عنها عن ملايين النساء في اتخاذ قرار لا يخص فقيهاً واحداً ويفتوا بوضع المرأة في كيس أسود مغلولة اليدين من دون أن يلاحظ أهل الفتوى أن قرار الفقهاء نفسه غير دستوري لأنهم لا يمثلوا المرأة أمام الله ولا يحق لهم شرعاً أن ينوبوا عنها".

حقيقة إن النيهوم وبطريقة فيها الكثير من المكر يتفادى الربط بين ما يعيبه على الثقافة العربية وبين القيم الإسلامية غير أن هذا يظهر وبشكل واضح إذا ما تطرق نقده إلى ما يمكن اعتباره من صلب الثقافة الإسلامية فحديثه عن آراء الفقهاء المسلمين فيما يخص زي المرأة المسلمة والذي اعتبره افتئاتاً على حق تقرير المرأة لمصيرها يعني بشكل صريح رفضه لآراء الفقهاء حول حجاب المرأة وكأن ما طرحه الفقهاء على اختلاف رؤاهم والتي لم يتنازل أيسرها – إن جاز التعبير- عن حرمة كشف أي جزء ما عدا الوجه والكفين مجرد رؤى شخصية أو اجتهادية وكأنها لا تستند إلى أدلة شرعية من القرآن والسنة النبوية الشريفة.

وعليه فإن هذا يدفعنا إلى الاعتقاد بأن انتقادات النيهوم للموقف من الطفل والعجوز والمراهق والمرأة في الثقافة العربية ليس إلا انتقاداً للتوجيهات الإسلامية وإن تضمنت هذه الثقافة في الحقيقة أيضا بعض السلوكيات العرفية التي ينبذها الإسلام ذاته ويرفضها.

ويؤكد ذلك أيضا ما ذهب إليه النيهوم فيما يخص الموقف من المراهق والمراهقة فهو يرفض أن يكون المراهق تحت رقابة والديه أو المسئولين عنه واصفا واقع المراهق في هذه الحالة بالمريض الذي يطارد مريضة مثله يقصد فتاة مراهقة حيث يلتقي بها سراً إذ الواجب في نظر النيهوم أن يكون لقاء المراهق والمراهقة أمراً مباحاً، وهي بالطبع محاولة للترويج للثقافة الغربية في الاختلاط بين الشباب والفتيات والقفز فوق التعليمات الإسلامية التي تمنع مثل هذه العلاقات في السر كما في العلن أيضا وبالتالي فالأمر ليس متعلقاً بموقف شخصي لِمن أسماهم برجال الدين ولكنه نابع عن رؤية شرعية حددت مجموعة من القواعد لتقنين العلاقات بين الرجال والنساء.

ولا يخلو حديث النيهوم ونقده لوضع الطفل العربي من تلميح خاص بحرص الكثير من الآباء على تحفيظ أبنائهم لكتاب الله عز وجل وتعليمهم في سن مبكرة للمبادئ الأولية للقراءة والكتابة وبعض آداب المعاملات في الإسلام منطلقا في ذلك من تصوره عن وضع الطفل في البلدان الغربية برغم كون هذا الوضع جزءاً من منظومة غربية متكاملة لا يمكن تجزئتها فالطريقة التي يتم بها التعاطي مع الطفل الغربي في المدرسة والبيت وغيرها من المؤسسات تتناغم مع وضع حياتي ومستوى معيشي مختلف تماما لما هو عليه الوضع العربي ومع ذلك فإن التعاليم الإسلامية حرصت وبشدة على أن يتم التعاطي مع الطفل بالكثير من الرحمة والرأفة وأن تعليمه للصلاة التي هي عمود الإسلام وصلبه يبدأ من السابعة في حين أن معاقبته لا تكون إلا بعد العاشرة من عمره مصداقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرّقوا بينهم في المضاجع".

هذا فضلاً عن أن لدينا نماذج كثيرة لدول ديمقراطية تحترم الإنسان وحقوقه تقوم على تعليم الأطفال في سن مبكرة لصناعات يدوية وأحيانا صناعات دقيقة كـ "الريموت كنترول" وساعات اليد وهو ما يحتاج إلى جهد كبير من هؤلاء الأطفال ومع ذلك ما سمعنا عن نقد أو لوم يوجه لمثل هذه الدول.

الموقف من الديمقراطية

يستكمل النيهوم دائرة نقده للوضع العربي فيلفت النظر إلى خطورة النقل الحرفي لأساليب ونظم الحكم الغربي والتي بحسب اعتقاده لا تصلح مطلقاً للبيئة العربية بل إنه يرفض الاستخدام العربي لبعض المفاهيم الغربية ومن ذلك كلمات الحرية والصحافة والدستور والديمقراطية والأحزاب.. إلخ.. فعن الصحافة يقول النيهوم: "كلمة الصحافة تعني في وطنها الأصلي أن المنشورات تصدر في بيئة الاقتصاد الحر التي نشأت عن ظهور الديمقراطيات الرأسمالية في غرب أوروبا فهذه بيئة تقوم أساساً على حرية النشر والإعلان وتعتبر الصحافة سلطة دستورية رابعة لها حق القرار والتنفيذ لكن نقل هذا المصطلح إلى واقع مختلف يعني فقط أنه كلمة من غير واقع وأن الصحافة نفسها حرفة مستحيلة لا يعترف لها أحد بالسلطة ولا يضمن أحد حقها في القول".

وعن الديمقراطية يقول النيهوم: "كلمة الديمقراطية تعني في وطنها أن جميع القرارات يتم اتخاذها بعد إحصاء الأصوات فالمجتمع الرأسمالي الذي يتداول المصطلح مجتمع قام منذ عصر أثينا على مبدأ تحكيم السوق وإخضاع الإدارة لرغبات الزبون وهو مبدأ يعمل تلقائياً لخدمة رأس المال ويتجه لاسترضاء الأغلبية بجميع السبل بما في ذلك سبل التضليل لكن الكلام عن الديممقراية في مجتمع من دون عمال ومن دون رأسمال مجرد كلام غير ضروري بين ناس غير ضروريين لا أحد يريد أن يسترضيهم ولا أحد يهمه أمرهم وليس لهم صوت وليس لصوتهم ثمن".

وعلى الرغم من أن موقف النيهوم من الديمقراطية ربما يتفق معه فيه الكثير من الكتاب الإسلاميين إلا أن ثمة اختلافاً كبيراً في منطلقات موقف كل من الطرفين إزاء الديمقراطية، غير أن الأهم في طرح النيهوم هو ما يحتويه على تناقض كبير في داخله، ففي الوقت الذي ينتقد فيه النيهوم وضع الطفل والمراهق والعجوز والمرأة العربية الذين يعيشون جميعاً وضعاً غير شرعي صودرت خلاله حرياتهم وحرموا من أدنى حقوقهم مقارنة بما هو عليه نظراؤهم في المجتمعات الغربية في الوقت الذي ينتقد فيه على العرب محاولة نقلهم للمفاهيم الفكرية والنظم السياسية في إدارة شئون الحياة والحكم وهي كما يتضح تجزئة لا معنى لها سوى أن الأمر خاضع من أوله لآخره لهوى النيهوم وأن منهجه لا يقوم على أسس عقلية ومنطقية إذ كيف يقبل العقل أن يستجيب لرؤية النيهوم الرافضة لاستخدام مصطلحات غربية النشأة لعدم ملاءمتها مع الواقع العربي في حين يرى الرجل أن أزمة الإنسان العربي أنه لا يتمتع بحقوقه بالكيفية التي يعيش عليها الإنسان الغربي وهي الكيفية التي ربما تصطدم بعض تفاصيلها مع قيم العربي الدينية والمجتمعية.

إن ما يمكن قبوله هو أن تكون فكرة النيهوم قائمة على أن تكون المنظومة القيمية لأي مجتمع متناغمة مع طبيعة هذا المجتمع وهو ما لم يوفق إليه النيهوم.

من ناحية أخرى فإن الكثير مما تم نقله للبيئة العربية لم يكن بفعل العرب أو المسلمين الذين كانت لهم نظمهم وطرقهم في إدارة شئونهم غير أنه ولما تعرضت أغلب البلدان العربية والإسلامية للاستعمار الغربي فقد حرص هذا الاستعمار عندما استشعر أن القوة العسكرية لن تستطيع البقاء أبدا أن ينقل منظومته السياسية التي بها يمكن أن يحقق اختراقا يضمن له طول البقاء من دون قوته العسكرية.

قواعد الإسلام

من عجائب كتاب النيهوم أنه خصص فصلاً تحت عنوان "قواعد الإسلام ليست خمساً" خلاصته أنه يعيب على الفقهاء أنهم حصروا قواعد الإسلام في الأركان الخمسة المعروفة وهي: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام، ويعتبر أن هذا الحصر ثغرة واسعة جداً في تعاليم الفقه الإسلامي ذلك أن القواعد لم تتضمن قاعدة واحدة لها علاقة بشؤون الحكم.

ويستند النيهوم في رؤيته إلى أن هذه النظرية لا تستند إلى نص قرآني وإنما إلى حديث "رواه صحابي يدعى أبو هريرة وقد اتيح لها التطبيق العملي طوال أربعة عشر قرنا حتى الآن قضاها بلايين المسلمين يصلون ويصومون ويزكون ويحجون محاذرين أن تنهدم قاعدة واحدة من قواعد الإسلام".

ويعني هذا لدى النيهوم أن الترويج لنظرية القواعد الخمس هي مجرد خطة استبدادية روج لها الحكام منذ الدولة الأموية التي استخدمت الفقهاء ورجال الدين في ترسيخ حكمها وقهر المعارضين لها.

وقبيل الخوض في الرد على فهم النيهوم القاصر لنظرية القواعد الخمس فإن سؤالاً ملحاً يفرض نفسه حول هذه الرؤية وكان من الواجب أن يقدم له النيهوم إجابة واضحة وهو أنه إذا كانت نظرية القواعد الخمس صنيعة أموية استهدفت إسكات المعارضة فلماذا صمتت المعارضة على هذه الفضيحة ولماذا أقرتها برغم وصولها لسدة الحكم زمن الدولة العباسية بل لماذا أقرها بعض علماء الإسلام وفقهائه ممن أبى أن يقدم أية تنازلات لدرجة أن عرض حياته للموت؟

الحقيقة أن النيهوم يحاول بشتى الطرق أن يضع الفقهاء الإسلاميين باستمرار في قفص الاتهام فهم الذين حرفوا في إجراءات صلاة الجمعة لصالح الحاكم الأموي فبعدما كان الحوار مفتوحا بين الإمام والمصلين في صلاة الجمعة روج هؤلاء الفقهاء إلى أن الواعظ هو من يتكلم فقط وعلى المصلين الاستماع دون الكلام أو الحركة! والفقهاء هم من وضعوا قواعد كيفية الصلاة.

والفقهاء هم من أصلوا للرضا بقهر وظلم الحكام، والفقهاء هم من ظلموا المرأة، وأخيراً هم من قالوا بنظرية القواعد الخمس استناداً لحديث رواه شخصية تدعى أبو هريرة – هكذا بشيء من الاستخفاف بمثل هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه.

ويبدو أن النيهوم يتحدث في الفراغ فكأنما حالة من الاتفاق العام بين جميع الفقهاء للتواطؤ على أمر محدد يرضي الحاكم حتى لو كان تزييفاً أو تحريفاً وعليه فإننا نسأل النيهوم إن صحت حقيقة قيام الفقهاء بتحريف إجراءات صلاة الجمعة فمن أين لك بالصورة الصحيحة التي يكون فيها الحوار بين الإمام والمصلين؟ وما هو الموقف من تلك الأحاديث النبوية التي حددت الهيئة التي يكون عليها المسلم في صلاه الجمعة؟

وعودة لحديثنا عن القواعد الخمس فإن ما انكشف بجلاء أن النيهوم لا يعي المعاني الحقيقية لهذه القواعد الخمس وهو بذلك كان أقل فطنة ووعياً من كفار ومشركي قريش الذين وفور أن طالبهم الرسول صلى الله عليه وسلم بإعلان الوحدانية لله عز وجل بقول "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وهي القاعدة الأولى من القواعد الخمس أدركوا أن الأمر ليس بسيطاً إذ أن هذا يعني كلمة تحرير للعباد من رق عبودية المخلوقات وهي بمعناها الحق الحرية المتسعة اتساع هذا الكون المرتفعة بالإنسان إلى كرامة العبودية لخالق هذا الكون.

إنه لم يكن لمؤمن حقيقي بوحدانية الله وألوهيته أن يرضى بظلم ظالم أو مستبد يريد انتهاك كرامة الإنسان وحريته كما أنه لن يرضى مطلقا بمن يفرض على المسلم عبادة غير الله أيا كان شكل هذه العبادة.

ولا تخلو هذه المعاني أيضا من بقية القواعد الخمس فالصلاة التي هي حركات يؤديها المسلم تقربا من الله عز وجل لا تنتهي بمجرد تأديتها بل إنها لا بد أن تفعل مفعولها في المسلم فإذا لم تنهه عن الفحشاء والمنكر فكأنها لم تكن لقوله صلى الله عليه وسلم: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له".