الخميس، 31 ديسمبر 2009

التفكير الايجابي

هذه دعوة للامل والتفاؤل والايجابية
ارجو ان تعجبكم
المقال منقول وجزى الله صاحبه كل خير
وهيا بنا نفكر في الخير
التفكير الايجابي
التفكير الايجابي هو التفاؤل بكل ما تحمله هذه الكلمه من معنى ، و النظر الى الجميل في كل شيء.و للتفكير الايجابي اثر فعال و قوي في نفسياتنا و امور حياتنا اليومية و المستقبلية .
و من التفكير الايجابي ان تتأمل في نفسك جيدا و ستجد الكثير من المواهب والقدرات التي وهبك اياها الله تعالى,لكن للاسف كثير من الناس تصر على رؤية العيوب وتضخيمها سواءاً كانت عيوبه أو عيوب غيره,و انا لا اقصد هنا العيوب الخَلقية و انما العيوب الاخرى.
قال تعالى:( فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) (19)سورة النساء
سبحانك يا ربي,,,
كم من كتاب كُتب عن التفكير الايجابي و لخصه الله عز و جل في اية,
فلو كان هناك أمر ما و رآه الشخص سوداويا و كان ينبثق منه ومضة نور فعلى الشخص ان يتوجه و ينظر الى تلك الومضة فتلك الومضة هي الجانب الايجابي للموضوع.
لا تكره ما يحدث لك ,و اِن تتال حدوثه فلا تتذمر و تقول(لما كل ذلك يحصل لي انا بالذات, لما حياتي كلها نحس…الخ)
مهما يحدث لك من امور لا تعجبك لا تنظر اليها و تقف,ابحث عن الجانب المنير في حياتك و ان كانت ومضة ضوء فهي التي ستنير طريقك لتعمل على معالجة الامور التي لا تعجبك, هذا الجانب المضيء سيعطيك القوة للتغلب على اي امر,.
و انا لا اقول انه اذا حصل لك امر محزن او مأساوي ان لا تتأثر او تتألم,اعطي كل شيءٍ حقه,ما أقصده ان تتخطى الامر و تنظر و لا تجعله يؤثر عليك سلباً.
انا أؤمن بان الايمان بالله من اعماقك يغير نظرتك للامور,عندها سترى ان كل ما اعطاك اياه الله جميع
و ساعطيكم بعض الامثلة:
قد يتذمر البعض انه لا يملك السيارة التي يحلم بها,قل الحمد لله انه لديك واحدة غيرك لا يستطيع ان يملكها,
و الذين يتذمرون انهم لا يملكون سيارة قل الحمد لله هناك من لا يملك قدما يسير عليها و هكذا…
عندما تُحرم شيئا فان الله يعوضك في اشياء اخرى,كمن يحرمه الله نعمة النظر يكون مبدعا في ناحية اخرى..
و في الحياة امثلة كثيرة.
و حتى لو كان هناك من لا يملك شيئا اقول له يكفيك الايمان بالله و الرضا
و هذا ما اريد ان اصل اليه.. الرضا, اذا كنت راضيا بما لديك فانت بذلك ملكت العالم..,
قال تعالى: ( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)سورة المائدة آية 119
في تفسير الجلالين: رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ" بِطَاعَتِهِ "وَرَضُوا عَنْهُ" بِثَوَابِهِ "ذَلِكَ الْفَوْز الْعَظِيم".
فاذا رضوا بما من عند الله فذلك هو الفوز العظيم.
اما اذا نظرت الى الجانب السلبي(الجانب المظلم) فانك لن تستطيع الحراك في الظلمة التي تحيطك و ستبقى على ما انت عليه بل و اسوء لانه عندها سترى الجانب السلبي من كل امر,
و اليك بعض الامور التي تساعدك على التفكير الايجابي:
- الهدوء والاسترخاء أمر ضروري ومهم لاستعادة التوازن النفسي والذهني والعاطفي.
- عليك مراقبة افكارك بان تستأصل منها الامور السلبية لانك لو استمريت في الخوض في مجرد التفكير فيها فانها ستصبح عادة و تلتصق بك و تؤثر على امورك الحياتية الاخرى,ان ذلك يتطلب وقت فعليك المحاولة و الثبات ,
- لابد من وجود اهداف سامية علمية وعمليه تسعى للوصول اليها.
- شارك في دورات علميه ومهارية تكتسب منها مزيدا من الثقافة والعلم في مجال فن النجاح وفن التفكير الايجابي.
- اياك والانطواء على الذات,نعم يحتاج الفرد منا للحظات مع نفسه اجعلها اجابية لا تودي بك للانطواء.
- اياك والاسترسال مع الانفعالات واحذر من الغضب وتماسك قبل ان تقدم على أي تصرف حتى لا تعيش رهين افكار نشأت من ردات فعل متسرعه , راجع نفسك دائما وقومها واعرف ما لها وما عليها وما هو من طاقتها وما هو فوق ذلك.

-ابدأ صباحك بعد ذكر الله بابتسامة ملؤها الرضى والحيوية فلذك أثر قوي.

-احرص على نفع الاخرين ومساعدتهم ومد يد العون لهم فان صدى هذا الخير يرجع اليك وأثره ينالك لا محاله.
-اذا اجتاحتك الافكار السلبية او خاطرة تشاؤميه ابق هادئا واسترخ وتأملها بعين الموضوعيه حتما ستجد انك كنت تبالغ وتعطي الموضوع اكبر من حجمه
-تذكر ان التفاؤل سبيل عظيم نحو السعادة الداخلية فلا تحرم نفسك اياه فقط انظر الى الجانب المشرق والجميل في الاشياء
-تعلم فن التجاهل للافكار السلبية قل دائما ( وليكن,لا بأس) امض في طريقك ثابتا هادئا , الامر ليس سهلا لكن الوقت باذن الله كفيل ان يوصلك الى هذا الانسجام الداخلي الرائع.
- الحياة قد تفرض علينا ظروفا سلبية لكن القدرات التي خلقها الله تعالى لنا يمكنها تجاوز هذه الظروف للوصول لحياة مستقرة ناجحة.
- لا تيأس بعد أول محاولة غير ناجحة في الاتجاه الايجابي ، و كرر المحاولات فستنجح.
إن التفكير الايجابي منهج حياة قائم بذاته.
و من لديه اضافة فليفدنا, و شكرا.

iimaamm_001@yahoo.com
171942755

الاثنين، 28 ديسمبر 2009

مناشدة السيد الرئيس بالسماح لقافلة شريان الحياة بالمرور

عاجل الى السيد الرئيس محمد حسني مبارك
المناشدة الثانية
سيدي الرئيس
ناشدتك التدخل المباشر من سيادتكم
والسماح لقافلة شريان الحياة ان تعبر الاراضي المصرية، بسمي وبسم كل الشرفاء من المثقفين والعلماء والمفكرين والحقوقيين في مصر والعالم اجمع، ومازالت القافلة في العراء بالعقبة وقد اشرفت اعياد الميلاد على المجيء ومن جاء لرفع المعاناة عن ابناء غزة صاروا في معاناة ؟؟
فللمرة الثانية اناشدك التحرك السريع واتخاذ القرار بالسماح لهم بالعبور
وها هى رسالتي الاولى


مناشدة السيد الرئيس بالسماح لقافلة شريان الحياة بالمرور
نناشد السيد الرئيس محمد حسني مبارك السماح لقافلة شريان الحياة بالمرور عبر الأراضي المصرية ، والمساهمة في رفع بعض المعاناة عن إخواننا الفلسطينيين بعدما أجهدتهم المعاناة والحصار.
سيدي الرئيس عرفناك مشاركا في نصرة الشعب الفلسطيني ، وأبناء هذا الشعب يناشدونك اليوم بسم الأطفال والنساء والشيوخ والمرضي والشهداء ان تذلل العقبات التي تواجه مرور القافلة المباركة ، وعدم المشاركة في المؤامرة الصهيونية الأمريكية في تركيع وإهانة الشعب الصابر الصامد، فما يحدث يسيء لمصر وتاريخها العربي والإسلامي، ولا يصب إلا في مصلحة إسرائيل ، ولو استمرت الأمور على ما هو عليه سيترك أثرا بالغا في تاريخ العلاقات المصرية مع إخوانها ، وسيؤثر في سمعة مصر الدولية وسيدين مصر على يد المؤسسات الحقوقية، فضلا عن كون عرقلة مرور القافلة مناقضا للأعراف الدولية والمعاهدات ونصوص منظمة الأمم المتحدة بهذا الشأن.
سيدي الرئيس برجاء الاستجابة لنداء شعب مصر والذي تمزقه صور القتل والحصار وسياسة التجويع والتصفية للشعب الفلسطيني، والذي يتعرض لأبشع أنواع الإبادة وإهدار حقوق الإنسان ، والعروبة والإسلام يناديانك ومحمد صلى الله عليه وسلم يدعوك لمد يد العون لإخوانك وإخواننا بغزة ، وكل طفل وامرأة وشيخ يعيش القهر والحصار والسماح للقافلة بالمرور وتجاوز هذه المرحلة بسلام .
قال تعالى: " كنتم خير امة أخرجت للناس ".
وقال تعالى : "إنما المؤمنون إخوة".
وقال تعالى : "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ".
وقال صلى الله عليه وسلم المسلم : (للمسلم كالبنيان المرصوص.......... وكالجسد الواحد ......... وكأسنان المشط).
وقال : ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ......... والراحمون يرحمهم الله).
سيدي الرئيس ما أنا إلا مسلم وجب عليه النصح لدينه وأمته وأئمة المسلمين ، ونحن جميعا نصطف خلف قيادتك الرشيدة.
ولذلك نرجوك النظر في موقف مصر من قافلة الحياة ومن حصار الشعب الفلسطيني المسلم في غزة
والله الموفق للصواب.
وفقكم الله وقاد على طرق الخير والحق خطاكم.
مناشدة
أرجو وأناشد الإخوة العلماء والأدباء والمفكرين والمثقفين والمعنيين بالشأن الفلسطيني والحقوقي الإنساني وضع توقيعهم على هذه الرسالة ، والتي أناشد فيها سيادة الرئيس السماح لقافلة شريان الحياة بالمرور عبر الأراضي المصرية
توقيعك لا أكثر
1- د.إمام حنفي سيد عبد الله
2- ......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
برجاء نشر هذا الرابط علي مواقعكم، وفي كل مكان يراه المثقفون وأصحاب النخوة والشهامة من المسلمين
ودعوة الجميع للتوقيع على الخطاب
ومحاولة المساهمة بإيجابية وفاعلية في تفريج كرب إخواننا في فلسطين.
قال صلى الله عليه وسلم : (من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة).
دعاء
اللهم فرج كروبنا
اللهم أصلح أمرنا
اللهم وحد كلمتنا
اللهم قد على طريق الحق والخير خطانا
اللهم عليك بأعداء الأمة
اللهم ارحم إخواننا في غزة وكل فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وفي كل مكان من الأرض
آمين آمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
اتصل على الموقع أو على هذا الإيميل /
iimaamm_001@yahoo.com

السبت، 26 ديسمبر 2009

مناشدة السيد الرئيس بالسماح لقافلة شريان الحياة بالمرور

مناشدة السيد الرئيس بالسماح لقافلة شريان الحياة بالمرور
نناشد السيد الرئيس محمد حسني مبارك السماح لقافلة شريان الحياة بالمرور عبر الأراضي المصرية ، والمساهمة في رفع بعض المعاناة عن إخواننا الفلسطينيين بعدما أجهدتهم المعاناة والحصار.
سيدي الرئيس عرفناك مشاركا في نصرة الشعب الفلسطيني ، وأبناء هذا الشعب يناشدونك اليوم بسم الأطفال والنساء والشيوخ والمرضي والشهداء ان تذلل العقبات التي تواجه مرور القافلة المباركة ، وعدم المشاركة في المؤامرة الصهيونية الأمريكية في تركيع وإهانة الشعب الصابر الصامد، فما يحدث يسيء لمصر وتاريخها العربي والإسلامي، ولا يصب إلا في مصلحة إسرائيل ، ولو استمرت الأمور على ما هو عليه سيترك أثرا بالغا في تاريخ العلاقات المصرية مع إخوانها ، وسيؤثر في سمعة مصر الدولية وسيدين مصر على يد المؤسسات الحقوقية، فضلا عن كون عرقلة مرور القافلة مناقضا للأعراف الدولية والمعاهدات ونصوص منظمة الأمم المتحدة بهذا الشأن.
سيدي الرئيس برجاء الاستجابة لنداء شعب مصر والذي تمزقه صور القتل والحصار وسياسة التجويع والتصفية للشعب الفلسطيني، والذي يتعرض لأبشع أنواع الإبادة وإهدار حقوق الإنسان ، والعروبة والإسلام يناديانك ومحمد صلى الله عليه وسلم يدعوك لمد يد العون لإخوانك وإخواننا بغزة ، وكل طفل وامرأة وشيخ يعيش القهر والحصار والسماح للقافلة بالمرور وتجاوز هذه المرحلة بسلام .
قال تعالى: " كنتم خير امة أخرجت للناس ".
وقال تعالى : "إنما المؤمنون إخوة".
وقال تعالى : "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ".
وقال صلى الله عليه وسلم المسلم : (للمسلم كالبنيان المرصوص.......... وكالجسد الواحد ......... وكأسنان المشط).
وقال : ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ......... والراحمون يرحمهم الله).
سيدي الرئيس ما أنا إلا مسلم وجب عليه النصح لدينه وأمته وأئمة المسلمين ، ونحن جميعا نصطف خلف قيادتك الرشيدة.
ولذلك نرجوك النظر في موقف مصر من قافلة الحياة ومن حصار الشعب الفلسطيني المسلم في غزة
والله الموفق للصواب.
وفقكم الله وقاد على طرق الخير والحق خطاكم.
مناشدة
أرجو وأناشد الإخوة العلماء والأدباء والمفكرين والمثقفين والمعنيين بالشأن الفلسطيني والحقوقي الإنساني وضع توقيعهم على هذه الرسالة ، والتي أناشد فيها سيادة الرئيس السماح لقافلة شريان الحياة بالمرور عبر الأراضي المصرية
توقيعك لا أكثر
1- د.إمام حنفي سيد عبد الله
2- ......................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
برجاء نشر هذا الرابط علي مواقعكم، وفي كل مكان يراه المثقفون وأصحاب النخوة والشهامة من المسلمين
ودعوة الجميع للتوقيع على الخطاب
ومحاولة المساهمة بإيجابية وفاعلية في تفريج كرب إخواننا في فلسطين.
قال صلى الله عليه وسلم : (من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة).
دعاء
اللهم فرج كروبنا
اللهم أصلح أمرنا
اللهم وحد كلمتنا
اللهم قد على طريق الحق والخير خطانا
اللهم عليك بأعداء الأمة
اللهم ارحم إخواننا في غزة وكل فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وفي كل مكان من الأرض
آمين آمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
اتصل على الموقع أو على هذا الإيميل /
iimaamm_001@yahoo.com

الجمعة، 25 ديسمبر 2009

التنصير في العالم العربي.. معركة انتزاع الهوية

التنصير في العالم العربي.. معركة انتزاع الهوية

الجمعة 25 ديسمبر 2009

تحقيق أسامة الهتيمي

لم يعد خافيا على أحد ذلك التوسع المخيف في النشاط التنصيري في العديد من البلدان العربية والإسلامية والتي كانت وما زالت هدفا مهما في المخطط التنصيري الذي يسعى إلى إبعاد المسلمين عن دينهم وعقديتهم وإفقادهم لهويتهم ليكونوا فريسة سهلة يمكن السيطرة عليها.

وعلى الرغم من أن هذا النشاط التنصيري يعود تاريخيا إلى قرون ماضية فهو ليس وليد الفترة الحالية إلا أن التنصيريين تمكنوا وبكل أسف من تحقيق بعض النجاحات الجزئية في المرحلة الحالية حيث استغل هؤلاء الظرف السياسي السيئ الذي تعيشه الأمة العربية والإسلامية التي أضحت ضعيفة ومنكسرة أمام قوى التجبر العالمي بعد أن وجهت جحافل جيوشها المتسلحة بأحدث الأسلحة الفتاكة من أجل القضاء على أية محاولة لاستنهاض هذه الأمة وابتعاث حضارتها.

في محاولة من "شبكة رسالة الإسلام" للكشف عن أبعاد النشاط التنصيري في بلداننا العربية والإسلامية ومشاركة في البحث عن أسباب تزايده وكيفية مواجهته كان هذا التحقيق الذي استند إلى مجموعة من الدعاة والمتخصصين في شئون التنصير.

الاستقواء بالخارج

في البداية يقول الباحث المتخصص في الشأن القبطي حاتم أبوزيد إن النشاط التنصيري ليس جديدا فقد بدأ في مصر مع الاحتلال الإنجليزي ولما فشل في دعوة المسلمين توجه إلى النصارى وهذا هو سبب وجود طوائف نصرانية لم تكن موجودة من قبل في مصر وقد زعزع هذا النشاط الطائفة الأرثوذكسية والتي تتمتع بأغلبية في وسط النصارى مما حدا بهم في ذلك الحين وبالتحديد عام 1931م أن يطلب النصارى بتنظيم بناء الكنائس لأن الجمعيات التنصيرية كانت مرتبطة بالمحتل خاصة وبالأجانب عموما وكان لديهم تمويل بلا حد يمكنهم من بناء الكنائس وإغداق الأموال على الأتباع لذا وبناء على رغبة النصارى المصريين أصدرت وزارة الداخلية في ذلك الحين قرارا بتنظيم بناء الكنائس والذي أطلق عليه فيما بعد "الخط الهمايوني".

وأضاف أبو زيد أن النشاط التنصيري فشل في الماضي واستمر في ذلك الفشل حتى بدأ يظهر من جديد مؤخرا لكن الخطورة أن هذا النشاط أصبح مرتبطا بأجندة سياسية وبجهات خارجية يستقوي بها وهؤلاء في الحقيقة لا يغضبون لدين ولا يبحثون عن حق ولكنهم يسعون لتحقيق هدف سياسي بأية طريقة حتى ولو كان بالتحالف مع الشياطين وإلا فإن النصرانية ومريم قد تعرضتا للسب والازدراء على يد اليهود فلم نر منهم رد فعل.

وأوضح أبو زيد أن تزايد النشاط التنصيري مرتبط بحالة الضعف التي يمر بها النظام العربي عامة وبخاصة في البلدان التي يكثر فيها عدد النصارى ومن ذلك مثلا مصر والدليل على ذلك هو ردود الفعل على الأزمة الأخيرة الخاصة بكتاب " تقرير علمي" للدكتور محمد عمارة.

وأشار أبو زيد إلى أن ما يسمى بالحوار والتقارب بين الأديان كان الهدف منه إحراج المؤسسات الرسمية الدينية المسلمة وإجبارها على تقديم تنازلات قد تصل إلى ما لا يرضى عنه العقلاء وهذه التنازلات يتم النفاذ من خلالها إلى المجتمع المسلم الذي هو المستهدف في النهاية وهي في الحقيقة تشبه حوارات السلام مع "إسرائيل" فهم غير مؤمنين بحوار مع الآخر كما يسمونه ولا بالآخر ولا حتى بحقه في مجرد الوجود ولكنه نوع من استدراج للآخر حتى إذا وصلوا لنهاية اللعبة قلبوا الطاولة.. فالخطورة على المجتمع من مثل هذه الحوارات هي ما يقدم من تنازلات.

ولفت أبو زيد إلى خطورة الضغوط التي تمارسها بعض الجهات على الدعاة ومواجهي التنصير لمنعهم من المواجهة فعلى سبيل المثال ورد إلي أن أحد الأفاضل طلب من المسئولين في إحدى القنوات الفضائية الدينية أن يخصصوا حلقة للحديث حول دعوى "ظهور العذراء" فرفضوا إذ تمارس على القناة ضغوط وبالتالي فإن حل ذلك يتمثل في المخلصين ممن لديهم أموال إذ يجب أن يتم إنشاء قناة إعلامية تبث من على قمر غير مصري حتى ترفع الحرج عن المؤسسة الرسمية تكون وظيفتها الدفع ودعوة المسلمين ولا تبدأ النصارى بالمناقشة أو المجادلة فمن يتتبع كتابات علماء المسلمين يجد أنهم لم يبدأوا النصارى ولكنهم كانوا يردوا على أقوالهم فـ "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" لابن تيمية كان ردا على رسالة وصلته وكتاب الإمام القرافي المالكي "الأجوبة الفاخرة على الأسئلة الفاجرة" كان ردا كذلك وهكذا يكفينا عرض الإسلام دون التعرض لأحد فنحن لسنا دعاة فتنة أو تحريض.

وأكد أبو زيد أن على العلماء ألا يلزموا الصمت فهذه ليست وظيفة العلماء وإنما وظيفتهم كما قال تعالى: "وإذ أخذ الله ميثاق الذين أتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه" فهذا هو ميثاق العلم والدين وإن كان سيصيبهم في هذا أذي فهذا بلائهم واختبارهم فالمرء يبتلى على قدر دينه والله خيرا حافظا.

وأوضح أبو زيد أنه ومع ضعف العلم الشرعي الذي عليه المسلمين إضافة إلى ما يحاوله الإعلام لاسترضاء مفتعل للنصارى مستغلا ما ورد في النصوص الشرعية من تكريم وتشريف للمسيح عليه السلام وأمه الصديقة رضي الله عنها - وهذا حق لا مرية فيه - يجد التنصير له مدخلا فضلا عن استغلالهم لحالة الفقر والعوز التي يعاني منها المسلمون ولذلك فإن الدور الاجتماعي لا يقل أهمية في مثل هذه الظروف عن الدور التعليمي والدعوي.

يضاف إلى ذلك قلة ثقافة أئمة المساجد في هذا الموضوع إذ ينبغي أن يكون لديهم علم حتى إذا وقعت لمسلم عادي شبهة في هذا الباب وذهب ليسألهم يجد عندهم الجواب الشافي الوافي وأخيرا احتفال المسلمين بأعيادهم من مثل تعظيمهم بابا نويل وما شاكل ذلك.

ويرى أبو زيد أن نشر العلم الشرعي هو سبيل الوقاية من جميع الشرور سواء كان تنصير أم تطرف أم تحرش أو غير ذلك...."إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم".

وأضاف أن العمل الاجتماعي وكفالة أولئك المعوزين والدعوة لإنقاذ ذلك الشباب الذي يهدر عمره فيما لا طائل تحته من جلوس على المقاهي إلى النت إلى غير ذلك من أمور لا تعود عليه بنفع.فضلا عن الإسلام على غير المسلمين كما قال تعالي :"بالحكمة والموعظة الحسنة" فهذا من شأنه إن لم ينتفع به المدعو فيدخل في دين الله أن يكف شره عن الداعي فيخنس صاحب الشبهة.

وكذلك مواجهة هؤلاء المتربصيين من تنظيمات التمويل الخارجي المسماة بالمنظمات القبطية فحقيقة الأمر أن هؤلاء يبحثون عن مصائب للأقباط حتى يقيموا المأتم لأنه إن لم يكن هناك فرح وراقصة فليس هناك نقوط. فلا بد من البحث عن مشكلة حتى تظل هناك حالة من الإثارة وحالة من الهياج ويظلوا هم المدافعين عن الحقوق.

إستراتيجية المواجهة

أما الأستاذ خالد حربي المتخصص في شئون التنصير فيقول إن التنصر أصبح موضة العصر ولعله من الملاحظ ذلك الاصطفاف العلماني الليبرالي تحت الراية الصليبية التي يرفعها الأعداء في الداخل والخارج بل إنه ليس اصطفافا وحسب ولكنه تبادل للأدوار فالتنصير تخطى مرحلة (أكل عيش واسترزاق لبعض الكنائس) إلى مرحلة إعلان هوية واصطفاف تحت راية صليبية في حرب ضروس ضد الإسلام يتكون جناحها الفكري من ثالوث الجهل والإباحية والتنصير.

وأضاف حربي أن التنصير قديما كان مجهود فردي من بعض النصارى بدافع التعصب الديني أما الآن فأصبح أحد أهم الأجنحة المقاتلة في الحرب العلمية ضد الإسلام.. ولا شك أن العقيدة القتالية لأي جيش مقاتل هي التي تحدد مقدار ثباته وصموده وفرصه في النصر وراية الحرب الصليبية التي رفعتها أمريكا وأعوانها في الغرب أحد أهم أهدافها هي كسر العقيدة القتالية للمسلمين بهدف كسرهم في المعركة الدائرة فهل يمكن لمسلم أن يضحى بنفسه وهو يشك في عصمة القرآن أو في نبوءة الرسول مثلا؟ ..بالطبع لا..لذلك ارتكز الغرب الصليبي بطبيعته على إثارة الشبهات حول الإسلام وتقديم النصرانية- عقيدة العدو- كبديل عن الإسلام وهذا ما نسيمه التنصير وهو خطة دولية تلبي احتياجات أمريكا العدو المسلح المباشر وأوروبا المهددة ديمغراجفيا بالإسلام وإسرائيل التي تخوض معركتها بالأساس مع معتقد مليار مسلم حول الأقصى وأخيرا الأقليات النصرانية المهددة بالانقراض في العالم الإسلامي.

وأوضح حربي أن دعاوي الحوار تمثل مصادرة خبيثة على رد الفعل المطلوب ولك أن تتخيل عندما خرج بندكت الفاتيكان يسب الرسول والإسلام ما هو رد الفعل الطبيعي؟..لم تر رد فعل طبيعي سوى على بعض مواقع الانترنت لكونها خارج الرقابة لكن ردود الفعل الرسمية تركزت حول الدعوة للحوار! وهي الدعوة التي تقطع على أهل الإسلام طريق المواجهة الفكرية مع من يتطاول على الإسلام.

وقال حربي "أذكر إني كنت أتحدث مع أحد أصحاب القنوات الفضائية في كيفية الرد على الافتراءات التي يثرها النصارى على الإسلام وتطرقت إلى أهمية إيضاح الفرق بين الإسلام كديانة تملك المعيار الحضاري لقيادة البشرية وبين النصرانية باعتبارها تمثل محاولة لتغيب العقل والجهد البشري المثمر في هذا العالم وبالتالي لا تصلح للمقارنة الحضارية مع الإسلام ففوجئت بالرجل ينتفض ويرفض هذه المقارنة باعتبارها خطر أمني أو بتعبير أخر مثيرة للفتنة الطائفية".

وأوضح حربي أن إحجام المؤسسات الرسمية عن مواجهة التنصير ليس مشكلة لنا فالإسلام ديننا ودين آبائنا وأبنائنا وبالتالي نحن المطالبون بالدفاع عنه ولو قام كل مسلم بسد الثغرة التي يقوم عليها فسوف نكون صفا كالبنيان المرصوص الذي لا يستطيع أحد اختراقه.

وأشار حربي إلى أن المال والشهوات كانا أكبر سببين للتنصر قديما أما الآن وبعدما ارتكز التنصير على مؤسسات وأجهزة استخبارات دولية ومجموعات ضغط والية إعلامية رهيبة أضيف إليهما عامل الشبهات وهو نتيجة طبيعية لسياسية تجهيل المسلمين بدينهم التي تبنتها الدول الإسلامية لفترة طويلة بينما حصرت المؤسسات الإسلامية خطابها في دائرة نخبوية محدودة..والآن وبعد القنوات الفضائية والسماوات المفتوحة المشكلة زادت تعقيدا فبينما أصبح صوت المنصريين يصل للقرى والنجوع ويتحدثون في دقائق الإسلام لا تزال غالبية الفضائيات ووسائل الإعلام حبيسة أحاديث الرقائق والدار الآخرة والخطاب السطحي وإذا جاء ذكر الآخر لن تجد سوى الدعوة للحوار التي فسرها المنصرون على أنها علامة ضعف وراحوا يعايرون بها المسلمين.

ويرى حربي أن النشاط التنصيري له ثلاثة أركان:

الركن العلمي: وهو الذي يتناول بث الشبهات والتشكيك في الإسلام وهذا يحتاج لجهد علمي جماعي وليس فردي وهو دور العلماء وأهل الفكر.

والركن الإعلامي: وهو الذي يسوق لهذا الضلال بشقيه الطاعن في الإسلام والداعي للنصرانية وهم يستخدمون قاعدة يهودية في الدعاية تقول (كذبة في إطار من ذهب) وقد وصفها ربنا تبارك وتعالى بقوله: {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} وهنا يأتي دور الإعلام الإسلامي وهو كثير ومنتشر لكنه للأسف لا يتبني هذه القضية خوفا أو جهلا .

أما الركن الثالث: فهو العمل الميداني الذي يعتمد على رصيد مالي ضخم مخصص من قبل الكنائس وأجهزة الاستخبارات المعادية وتبرعات متعصبي النصارى وهذا يضمن لهم فتح مجالات واسعة للحركة والاحتكاك بالمسلمين في أكثر من مجال.. فالكنيسة الإنجيلية مثلا أقامت مدينة رياضية في مدينة 6 أكتوبر كلفت 25مليون جنيها ولك أن تتصور هذه المدينة الرياضة كم سيدخلها من المسلمين وكيف ستستغل الكنيسة تواجدهم؟!

واختتم حربي كلامه بقوله: "للأسف هناك متفرغون في كل كنيسة لتنصير المسلمين بينما المتصدين للتنصير كلهم متطوعون يعني عليهم التغلب على إشكاليات الحياة ومتطلباتها ثم التصدي لجحافل ممولة ومدعمة ومتخصصة ورغم كل المصائب التي يراها الناس من المنصريين إلا أنهم لم ينتبهوا لضرورة تدعيم العمل المقاوم لهذه الظاهرة.. لهذا فإنه لابد من تحديد إستراتيجية خاصة بكل قطر ودراسة مواطن القوة وأسباب الضعف. نحن نحتاج إلى نهضة قائمة على دارسة وعلم وتقدير صحيح.

التنصير العسكري

أما الأستاذ خالد المصري الكاتب المتخصص في شئون النصارى فيقول إن التنصير نشط في العالم العربي والإسلامي بدرجة لا يتصورها عقل في العشر السنوات الأخيرة إذ ارتبط باحتلال أمريكا للعراق وأفغانستان حيث رافق جيش الاحتلال جيش آخر من المنصرين تعدى الـ 13 ألف منصر في العراق و الـ9 آلاف منصر في أفغانستان كما ارتبط التنصير بحرب دارفور في السودان بين الشمال والجنوب وارتبط بتسونامي الكارثة التي حدثت في شرق أسيا تحت مظلة المساعدات الاجتماعية والطبية.. كذلك فقد زادت في العشر سنوات الأخيرة ميزانيات التنصير من الفاتيكان ومن مجلس الكنائس العالمي ومن منظمة كاريتاس لأكثر من سبع أضعاف ميزانية التسعينات..أما في مصر فقد أصبح التنصير في العلن وتحت السمع والبصر من كل الكنائس بجميع طوائفها فقد أعلن أكثر من كاهن يتبع الكنيسة المصرية مثل القمص الهارب مرقس عزيز أن التنصير حق مكفول لابد أن يمارسه كل كاهن مصري بل تطور الأمر للدرجة التي جعلت الكنيسة المصرية لا تخشى السلطات ولا تخشى مشاعر المسلمين وتعلن ذلك على الملأ.

وأضاف المصري أنه لا توجد - للأسف - جهات لا رسمية ولا أهلية في العالم تتصدى للتنصير وإنما من يقف على هذا الثغر بعض الشيوخ وطلاب العلم المهتمين بالأديان وهم معدودين ومعروفين في الوطن العربي بالاسم.

وأوضح المصري أن من يقع في التنصير هم كثر ولكن أشهرهم:

* شاب مريض يرغب في السفر للغرب.

* شاب غررت به فتاة نصرانية وهو أسلوب تتبعه الكنيسة.

* رجل فقير ولا يجد مسلم يمد له يده بالمساعدة ويجد الكنيسة تغدق عليه بالمال.

* فتاة سمعت كلام معسول من شاب نصراني وأخبرها أن السبيل للزواج هو التنصر.

* شخص مسلم نصب عليه شخص مسلم آخر كان في نظره قدوة ومثل أعلى في الإسلام ولما وجد منه النصب والاحتيال كره الإسلام كله بسببه.

ويرى المصري أن سبل مواجهة هذا النشاط تتمثل في الآتي:

أولاً: إنشاء قناة إسلامية واحدة فقط يكون هدفها هو مقاومة التنصير - للأسف كانت توجد قناة الأمة ولكنها أغلقت في الوقت الذي تتواجد فيه 40 قناة تنصيرية موجهة فقط للمسلمين و120 محطة إذاعية تنصيرية موجهة للمسلمين بكل لغات الدنيا وهي لا تبشر بالنصرانية بقدر ما تشكك في الإسلام وتحط من قدر النبي صلى الله عليه وسلم في حين لا يوجد برنامج واحد في قناة واحدة تقاوم التنصير على الرغم من وجود مئات القنوات التي يملكها مسلمون ولكنها لا تهتم إلا بالأغاني والأفلام وسفاسف الأمور ولله الأمر من قبل ومن بعد.

ثانياً: تبني مؤسسات رسمية أو حتى غير رسمية يملكها مسلمون شرفاء نجباء لديهم الغيرة على هذا الدين لموضوع مقاومة التنصير من خلال نشر دوريات بصفة مستمرة لتوعية الناس بخطر التنصير ومن خلال زرع الأخلاق الإسلامية العظيمة في قلوب الشباب ومن خلال إيجاد وسيلة فعالة للرد على كل افتراءات المنصرين التي يطلقونها ضد الإسلام وضد أشرف خلق الله صلى الله عليه وسلم وهذا يحتاج من هؤلاء الرجال الشرفاء أن يبذلوا أموالهم في سبيل الدعوة لدين الله تبارك وتعالى من ناحية ومقاومة التنصير من ناحية أخرى.

ثالثا: عمل دورات تثقيفية للشباب من الجنسين بهدف تعريفهم بحقيقة التنصير وخطورته وكيفية مواجهته وهذا بدأ بالفعل منذ فترة في مصر من خلال الأكاديمية الإسلامية لعلوم مقارنة الأديان الذي أشرف بأن أكون واحدا من المحاضرين فيها ويشرف عليه مجموعة من الباحثين المتميزين وهي قادرة على إيجاد أجيال من الشباب قادر على الرد على أي افتراء يثار حول الإسلام وقادر بفضل الله على مناقشة أعلم علماء النصارى في دينهم بالحجة والبرهان.

الشبهات المتهافتة

أما الأستاذ محمد عبد العزيز الهواري الباحث المتخصص في الفرق والأديان والمسئول عن زاوية التنصير بمجلة البيان السعودية فيقول إن المتأمل في واقع أمتنا والمراقب عن كثب للنشاط التنصيري يستطيع أن يؤكد أنه وصل لذروته في هذه الأيام فبالأمس كان منتهى طموح الكنائس في العالم العربي هو الحفاظ على رعاياها من تسرب أفرادها للإسلام رغم تقصير المسلمين في واجب دعوتهم بل مع قلة علم المسلمين أنفسهم بأمور دينهم وقلة الوعي الديني في العالم الإسلامي بصفة عامة حيث كان حكرًا على من انتسب إلى المؤسسات الدينية كالأزهر مثلا في مصر.

وأضاف الأستاذ الهواري أنه وفي الوقت الذي انحسر فيه دور المؤسسات الدينية الرسمية عن القيام بدورها في هذا المناخ وجد التنصير الفرصة مناسبة للعمل ليمطروا المسلمين بوابل من الشبهات المتهافتة التي لا تجد للأسف من يردها ويزيل عن الأمة جهلها ومع وقوع ضعيفي النفوس تحت نير التنصير من خلال هذه الشبهات تارة واستغلال فقر البعض ووقوعهم تحت إغراء المال تارة أو بعض من ترنو نفسه لأن تسلط عليه الأضواء تارة أخرى.

وأكد الأستاذ الهواري أن هناك عدة عوامل ساعدت القائمين على النشاط التنصيري ومنها:

1- ضعف الأنظمة العربية وترهلها وخضوعها الكامل للغرب الذي تحركه المنظمات التنصيرية وسكوت هذه الأنظمة عما يحدث في الداخل خشية الضغط الخارجي من الدول الغربية.

2- استغلال حالة الاحتقان التي أصيب بها الشارع الإسلامي من تعالي أصوات الكنيسة وخضوع الأنظمة لها بشكل مجحف أدى لردة فعل تتمثل في بعض الصدامات الطائفية التي استغلها هؤلاء المنصرين للترويج لقضية الاضطهاد الديني.

3- استغلال الواقع السياسي في بعض الدول مثل الضغط بورقة أقباط المهجر للترويج لفكرة الاضطهاد الديني في مصر.

وأوضح الأستاذ الهواري أنه وفي ظل غيبة المؤسسات الرسمية فإن هناك مؤسسات بديلة يعول عليها مهمة القيام بمواجهة التنصير ومنها:

1- الفضائيات الإسلامية إذ لابد أن يكون لها دور في هذه المواجهة فهي تصل للكثير من بيوت المسلمين المعرضين لحملات التنصير.

2- الدعاة المتصدرين للدعوة والذين يشار لهم بالبنان ويأتمر بكلامهم جموع المسلمين.

3- المنظمات والجمعيات والجماعات الإسلامية القائمة على الدعوة إلى الله فهذه في استطاعتها التصدي للمنصرين.

4- وأخيرًا يأتي دور كل مسلم غيور على دينه وقد يستغرب البعض إذا قلت إن القائم بالدور الأكبر في مواجهة التنصير ليس الفضائيات الإسلامية ولا الدعاة أو المنظمات والجمعيات والجماعات الإسلامية بل هم قلة من الشباب الغيور على دينه نفروا للدفاع عن الدين الحق والحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم- وبحمد الله يحققون الكثير من النجاحات والتي تعد من قبيل الكرامات التي يجريها الله على أيديهم لما يراه الله من إخلاصهم وبذلهم لدين الإسلام.

وأشار الأستاذ الهواري إلى أن من أهم أسباب وقوع بعض المسلمين في براثن التنصير هي:

1- استغلال الفقر والمرض والعِوَذ ولك أن تزور المستشفيات التي يزورها هؤلاء المنصرين ويقدموا فيها الهدايا باسم يسوع ولك أن تزور منطقة مثل الكيلو4 في مصر وتسأل أهلها عن زيارة رجال الكنيسة لهم وإغرائهم بالمال من أجل تنصيرهم.

2- ضعف العلم الشرعي لدى عموم هذه الأمة.

3- رغبة بعض ضعيفي النفوس في الشهرة وتسليط الأضواء ولفت الأنظار.

4- الهجرة وترحيب الغرب النصراني بهؤلاء المتنصرين وتوفير الملاذ والمأوى والمال لهم في الوقت الذي أصبح فيه الإسلام مرادفًا للإرهاب ويشار فيه إلى المسلم العربي في هذه البلاد بأصابع الاتهام والشك والريبة لمجرد أنه مسلم.

وحول كيفية وسبل المواجهة قال الهواري إن أهمها هو نشر الوعي بين المسلمين بضرورة مواجهة هذه الحملة الضارية على الإسلام وأهله وذلك مع التحلي بالحكمة في هذه المواجهة فالإسلام لا يرغم أحدًا على الدخول فيه وفي نفس الوقت ليس معنى تسامح الإسلام هو التهاون في الدفاع عنه ونصرته.

رسالة الاسلام

الخميس، 24 ديسمبر 2009

تفجيرات العراق... من يقوم بها...؟؟

عزيزي القارئ كثيرا ما تتساءل منالذي يقوم بالتفجيرات الآثمة والعشوائية بالعراق الشقيق والمحتل من ست سنوات، ومن المستفيد من وراء زعزعة الامن والنظام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لعل في قراءتك لهذا المقال كشف لغموض الموقف وحل للغز
والذي جاء على النحو التالى

تفجيرات العراق... من يقوم بها...؟؟
(أسعد العزوني)
أولا وقبل كل شيء، فإن المقاومة العراقية بريئة من تفجيرات العراق الارهابية براءة الذئب من دم يوسف، اذ لا يعقل أن تعمد حركة مقاومة الى قتل شعبها الا في أضيق الحالات وهذا مشروع كما فعلت الثورة الجزائرية البطلة عندما كان الثوار ينسفون قرية بكاملها ترفض الكشف عن عميل الاحتلال.

ما يحدث في العراق أمر مختلف، وهو أن التفجيرات الارهابية تطال المدارس والأسواق والمساجد والكنائس، وهذا له مغزى وهو القضاء على الأمل بالاستقرار حتى تبقى حالة العنف مستمرة، وبالتالي يصبح وجود الاحتلال مطلبا لكل من تآمر مع الاحتلال على العراق.
من هنا أقول أن من ينفذ التفجيرات معروف لدى الفاهمين لعلم المنطق، ليس بالأسماء والأوزان والأطوال بالطبع لكن بالهوية من تداعيات هذه التفجيرات، وقائمة المستفيدون منها تضم الاحتلال نفسه وأذنابه.

في حين أن المستفيد الأول هو اسرائيل التى ورطت المجنون بوش في عدوانه على العراق من خلال اقناعه بأن من ينتصر على العراق سينتصر في حرب هرمجودن المعروفة.
تأتي استفادة اسرائيل من استمرار الغرق الأمريكي في المستنقع العراقي من كونها ترغب في ابقائها متورطة هناك ومكبلة بالتداعيات، وبالتالي لا تمتلك واشنطن القدرة على التدخل في القضية الفلسطينية وفرض حل لها بعيد عن التصور الاسرائيلي.

أما الاحتلال فان مصلحته تكمن في استمرار وتكثيف الابتزاز على أذنابه من العراقيين الذين صدقوا أنفسهم أنهم اصبحوا حكاما للعراق، اضافة الى تعميق الانقسام بين صفوف الشعب العراقي من خلال القول أن السنة يقتلون الشيعة والشيعة يقتلون السنة وهكذا دواليك لتعميق الكراهية بين الأطياف العراقية.
وتستفيد الحكومة وأحزابها الطائفية من التفجيرات، من خلال البقاء مسلحة بالاحتلال بحجة الانفلات الأمنية وعدم الخوض في التنمية وحاجات المواطن لأن حاجة الأمن تصبح سيدة الحاجات.

الغريب في الأمر هو أن أمريكا كانت تقول ابان الحرب الباردة انها تمتلك تقنيات تجسس تستطيع كشف النملة في الشوارع، وتحديد ان كانت ذكرا أو أنثى، ومع ذلك لم نسمع أن قوات الاحتلال الأمريكية اكتشفت عملية تفجير واحدة قبل تنفيذها.
وهناك حكومة المالكي ومن سبقها من صنائع الاحتلال الذين لم يكشفوا لنا عن مجرم واحد نفذ التفجيرات وتقديمه للمحاكمة، ومع ذلك نجد المالكي وعلى الفور يتهم البعثيين بأنهم وراء التفجيرات ، دون أن يظهر ولو دليل واحد.

وأنا هنا لا أستغرب من أتهامات المالكي فقد سبقه الى مثلها ولي نعمته المنصرف بوش الصغير اثر تفجير البرجين في الحادي عشر من أيلول 2009 حين أعلن للعالم أن القاعدة هي التى تقف وراء التفجيرات وأن لديه أدلة على ذلك وهي جوازات سفر المتنفذين التى تم العثور عليها تحت أنقاض البرجين علما أن النيران المشتعلة صهرت الفولاذ ولا أدري كيف لم تصهر جوازات السفر المصنوعة من الورق.
أنا شخصيا أستغرب من البعثيين الذين لم يفجروا المعبد على من فيه حتى يومنا هذا لوضع حد لهذه المهزلة.
والسؤال الملح: لماذا لا تطال التفجيرات المحتلين ؟؟ الذين ينتشرون علانية في كل أركان العراق من شماله الى جنوبه ؟؟

الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

العرب ما بين قمة المناخ وقمة المواقف المتناقضة

ورد في موقع الاسلام اون لاين نت هذه المقالة والتي تتحدث عن مخاطر التلوث البيئى على الارض وموقف الحكومات العربية
وهي على النحو التالى
العرب ما بين قمة المناخ وقمة المواقف المتناقضة

بقلم - د. وحيد محمد مفضل




معا لنتجنب ويلات تغير المناخ
أخيرا وفي ظل نشوة الصحوة المتأخرة، توصلت حكومات العالم العربي بعد طول تمنع وتردد، أن عليها التحرك بسرعة من أجل محاولة الحد من آثار ظاهرة الاحتباس الحراري، ومشاركة من ثم الجهود العالمية الدائرة حاليا بقمة كوبنهاجن للمناخ، من أجل تحقيق هذا الغرض.

بحساب الأرقام، فقد أرسلت غالبية الدول العربية بالفعل ممثلين عنها للمشاركة في القمة، وهو ما يعد أمرا جيدا وجديرا بالاعتبار، لكن لغة الأرقام، التي قد تأتي خادعة، لا يمكن أن تعبر -وحدها- عن جدية وفعالية المشاركة.

وبحساب التوجه فقد اشتركت الدول العربية في المفاوضات الدائرة برؤية موحدة وبورقة عمل واحدة، تقوم على رفض تحميلها أي جزء من فاتورة الاحتباس الحراري، بل ومطالبة الدول المتقدمة بمساعدة الدول العربية الفقيرة على مواجهة مخاطر التغير المناخي المتوقعة، ومطالبتها كذلك بتعويض الدول النفطية عن الخسائر المنتظرة نتيجة فرض ضرائب الكربون والانخفاض المتوقع في استهلاك الوقود الحفري.

لكن الغياب اللافت والواضح للقادة العرب عن فعاليات هذه القمة، وترك أمور التفاوض لمسئولين وزاريين، لا حول لهم ولا سلطان بالنسبة لإمكانية اتخاذ القرار النهائي، فضلا عن عدم وجود سياسات علمية أو آليات محددة يمكن من خلالها الحد من الانباعاثات الغازية في غالبية البلاد العربية، يثير في الحقيقة شكوكا كبيرة بشأن جدية المشاركة العربية وبشأن ورقة العمل المقدمة، كما يثير تساؤلا كبيرا وذا مغزى، مفاده هل الهدف من مشاركة العالم العربي هو دعم الجهود العالمية القائمة بالفعل والمساهمة في إنقاذ كوكب الأرض والمنطقة من براثن التغير المناخي، أم أن الهدف يتمثل فقط في الخروج من المفاوضات الدائرة بأكبر مكاسب ممكنة أو بالأحرى بأقل خسائر ممكنة؟.

ثم هل يعني عدم مساهمة الدول العربية إلا بخمسة في المائة فقط من جملة الانبعاثات الغازية العالمية، التبرؤ أو التنصل مسبقا من أي التزامات تحاول فرضها الاتفاقيات الدولية الداعية للحد من الاحتباس الحراري؟.

الإجابة على الأسئلة المطروحة سابقا، ليست سهلة في الواقع وتستلزم إلقاء الضوء أولا وبشكل سريع على الآثار والمخاطر المتوقعة للتغير المناخي على المنطقة العربية، ومدى استعداد الدول العربية لمواجهتها.

تهديدات وسلبيات قائمة
في تقرير حديث عن هذا الموضوع، صادر منذ أسابيع قليلة عن المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد)، تتكرر الإشارة إلى أن البلاد العربية ستكون من أكثر المناطق تعرضًا للتأثيرات ومخاطر التغير المناخي المحتملة.

وفي هذا يذكر التقرير أرقاما وإحصائيات مقلقة عن حجم الخسائر المتوقعة، منه أن ارتفاع مستويات البحار بمقدار متر واحد فقط سوف يؤثر بشكل مباشر على 41 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الساحلية العربية، كما سيؤثر بشكل مباشر على 3,2 % من سكان البلدان العربية. وأن أكثر التأثيرات خطورة ستكون في مصر وتونس والمغرب والجزائر والكويت وقطر والبحرين والإمارات.

كما يشير تقرير "أفد" إلى أن حوالي 75 % من المباني والبنى التحتية في المنطقة سوف تتعرض هي الأخرى لخطر تأثيرات تغير المناخ، وتحديدا الارتفاع المتوقع في مستويات البحار وازدياد حدة العواصف والتداعيات الأخرى. وهذا فضلا عن تأثيرات وتداعيات أخرى تمس الأمن الغذائي والاستقرار الاجتماعي وموارد المياه والزراعة والصحة والتنوع الحيوي.

الخطر إذن داهم ومحدق بما يفترض معه اتخاذ الدول العربية لاسيما المهددة الأكثر من غيرها إجراءات حثيثة وجادة من أجل التعامل مع هذه المخاطر والاستعداد لها، لا بالبدء في بناء السدود والحواجز البحرية، ولا بهجر المناطق الساحلية وتهجير ساكنيها منها حماية من مخاطر الغرق، كما أفتى بذلك بعضهم، وهو ما لا نقر بصحته أو نعتبره ذا جدوى أو ينطوي على واقعية في التعامل مع المخاطر المتحملة. إنما بأخذ السبل الواقعية الأخرى والتي تحتملها هذه المرحلة، مثل سن القوانين اللازمة من أجل الحد من الانباعاثات، والتوسع في استخدام التقنيات النظيفة وتدوير النفايات، وتشجيع جهود البحث العلمي في هذا الاتجاه، وترشيد سلوك الأفراد والجماعات بما يقلل من الضغوط الواقعة على الأنظمة البيئية وحدة التلوث الناتجة.

هذا هو السبيل الأمثل المفروض اتباعه في التعامل مع هذه المشكلة، وهذا هو المتبع في الدول المتقدمة التي تنطوي إدارة الأمور فيها، على فكر ثاقب ومنظومة عمل قوية وتشريعات نافذة ووعي كامل بحجم المشكلة وتداعياتها المستقبلية.

لكن إذا نظرنا إلى واقع غالبية الدول العربية وسبل تعاملها مع تهديدات التغير المناخي، فسوف نجد أنها تأخذ بمبدأ القول دون العمل، وأن عددا كبيرا من هذه الدول لم يبذل أي جهد حقيقي من أجل إصحاح شئون البيئة والقضاء على مشاكل التلوث وغيرها من المشاكل البيئية المتفاقمة فيها. وليس أدل على هذا من استمرار ظاهرة السحابة السوداء وفشل الجهات المعنية في بلد الكنانة في التعامل مع هذه المشكلة أو حتى الحد منها طوال السنوات السبع الماضية.

نفس الأمر ينطبق على استمرار ظاهرة ردم المناطق الساحلية وما بها من موائل وكائنات قاعية عالية الإنتاجية في دول الخليج، ومشكلة التلوث الناتجة عن معاصر الزيتون في لبنان، ومشكلة التخلص من النفايات والمخلفات الصلبة في الكويت وغير ذلك. وليس أدل عليه أيضا من خسارة الاقتصاد العربي لما يقدر بـ5% من الناتج القومي سنويًّا بسبب التدهور البيئي، ومن محدودية الميزانية المخصصة للمشاريع البيئية بما لا يتعدى 1%.

المشهد العربي والتناقض البيئي
فضلا عما سبق، هناك أكثر من نقطة تضاد واضحة بين مواقف الدول العربية المعلنة وبين ممارساتها البيئية والإجراءات الواقعية التي اتخذتها أو أقدمت عليها لمواجهة تأثيرات التغير المناخي وبقية المشكلات البيئية، مما يؤكد تردد العرب في التعامل مع قضايا البيئة المصيرية، ووجود حالة من الانفصام بين ما تعلنه وتنادي به، وبين ما تطبقه أو تعمل به، ومن ذلك:

إنه في حين صدر عن الدول العربية -ممثلة في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية- منذ عامين تقريبا إعلان مبادئ هاما يوضح الموقف العربي حول قضية التغير المناخي، لم تترجم للآن هذه المبادئ إلى خطة عمل أو إجراءات حقيقية تنبئ بإيمان العرب بهذه المبادئ واهتمامهم بمواجهة المخاطر المستقبلية المحتمل وقوعها.

أنه في حين أقر إعلان المبادئ العربي السابق برأي اللجنة الدولية للتغير المناخي في أسباب التغير المناخي ومسئولية الأنشطة البشرية عن هذا التغير، ذهب عدد من المفاوضين العرب إلى القمة الحالية بكوبنهاجن، برؤية مخالفة، تقوم على التشكيك في مشكلة الاحتباس الحراري، والتنصل المسبق من الالتزامات المقرر فرضها على جميع الأطراف.

أنه في حين اتفق وزراء البيئة العرب غير ذات مرة على تبادل المعلومات والبيانات والخبرات بين الدول العربية وبعضها من أجل تعظيم جهود محاربة الاحتباس الحراري وتقييم مخاطر التغير المناخي، لم يتم للآن تفعيل ما تم الاتفاق عليه ولو على مستوى ثنائي.

أنه في حين يكثر حديث وزراء البيئة والبحث العلمي العرب عن ضرورة دراسة آثار التغير المناخي على السواحل العربية والموارد البشرية والطبيعية الأخرى المتاحة بها، لم نسمع عن أي مبادرة حقيقية أو جادة تدعم جهود البحث العلمي في هذا الاتجاه، أو عن تبني برامج علمية مشتركة لرصد وفهم ما يجرى في المنطقة من تغيرات وتداعيات.

أنه في حين تنادي أكثر من دولة عربية بتنويع مصادر الطاقة وضرورة إيجاد مصادر بديلة، حماية من تقلبات المستقبل واحتمال نضوب النفط قريبا، لم تسع أي منها، باستثناء بعض المحاولات الخجولة في الإمارات والسعودية ومصر، لتطوير أو استغلال المقومات الطبيعية المتاحة بكثافة فيها مثل الشمس والرياح والأمواج البحرية في تطوير مصادر وطنية بديلة ونظيفة للطاقة.

حلول واجبة
بطبيعة الحال لا تعد المتناقضات السابقة في صالح الدول العربية ولا في صالح المفاوضات العسيرة المنتظر أن تخوضها في قمة كوبنهاجن والقمم الأممية الأخرى اللاحقة لها، وبديهي أنه يتعين على العالم العربي أن يبرهن أولا على صدق قناعاته البيئية وقدرته على حل مشاكله البيئية المتفاقمة، قبل أن يقدم على مطالبة الدول الغنية بتعويضه مقدما عن آثار التغير المناخي المستقبلية، وعن قضية بيئية لازلت تحتمل الجدل ولازال يكتنفها بعض الشك لاسيما فيما يخص مسئولية الأنشطة الصناعية والبشر عن التسبب فيها.

من نافلة القول أيضا أن على جميع المعنيين في العالم العربي، سواء كانوا أفرادا أم وجماعات، جمعيات أهلية أم حكومات، العمل على تصحيح كل النقائص والنقائض السابقة، من أجل زيادة قدرتنا على مواجهة مشاكل البيئة المتداعية علينا ومن بينها مشكلة التغير المناخي، وهذا بدوره لن يتأتي إلا من خلال تضافر الجهود واتباع السلوك الرشيد وزيادة الحس البيئي، وتفعيل القوانين القائمة، فضلا عن دعم وتشجيع البحث العلمي في هذا الاتجاه، وإقرار سياسات وآليات محددة وقابلة للتنفيذ للتعامل مع قضايا البيئة المختلفة.

ولعل ظهور أكثر من مبادرة بيئية جيدة وممارسات أخرى إيجابية مؤخرا في أكثر من قطر عربي، ينير مشهد التناقض والانفصام العربي البيئي السابق ولو قليلا، كما يعطي بادرة مشجعة على إمكانية تحقيق تقدم في هذا الاتجاه. ومن تلك المبادرات المضيئة، البدء في إقامة مناطق مستدامة بيئيا ونظيفة، من أبرزها مدينتي "مصدر" الخالية من انبعاثات الكربون بدولة الإمارات، و"المدينة المنورة" التي تم إعلانها كأول مدينة إسلامية صديقة للبيئة، والإقبال على استخدام مصادر الطاقة النظيفة، وبدء انتشار مفاهيم "الاقتصاد الأخضر" و"التنمية لمستدامة" في أكثر من بلد عربي.

بمثل هذا النهج القويم، يمكن إذن مواجهة تأثيرات التغير المناخي القادمة وحل جميع مشاكلنا البيئية وغير البيئية، كما يمكن أن نكون ذا ثقل وأطرافًا فاعلة في قمة كوبنهاجن وجميع المفاوضات الأممية المقبلة.. أما دون ذلك، فلا أمل في أن يُجاب لنا مطلب أو تقوم لنا قائمة.



--------------------------------------------------------------------------------

دكتور باحث بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد – الإسكندرية، مصر. ويمكنك التواصل معه عبر البريد الإلكتروني الخاص بالصفحة oloom@islamonline.net.

عقد تفكيك العرب..فهمي هويدي..الشروق.

عقد تفكيك العرب..فهمي هويدي..
الشروق..22/12/2009
حزب الوسط الجديد- الثلاثاء 22 ديسمبر 2009
يتفاءلون فى العالم الغربى بالعام الجديد، لكننا فى العالم العربى لا نكاد نجد سببا للتفاؤل نتعلق به، لأن المستقبل أمامنا يبدو معتما ومحفوفا بالمخاطر.
(1)
ثمة مراهنات فى العواصم الغربية على إمكانية عبور مرحلة الخطر فى الأزمة الاقتصادية. ويتوقع الرئيس باراك أوباما أن يكون العام الجديد «سنة الحسم والاستحقاق» فى أفغانستان والعراق والشرق الأوسط. وسواء صدقت تلك التوقعات أم خابت. فالقدر الثابت أن الذين يطلقونها يراهنون على مؤشرات توفر لهم بصيصا من الأمل يرونه فى العام الجديد. والمشكلة عندنا فى العالم العربى أن المؤشرات التى نراها بأعيننا تقلقنا على المستقبل بأكثر مما تطمئننا عليه، ومن ثم فإنها تشيع بيننا الإحباط واليأس بأكثر مما تجدد فينا الأمل أو تقوى من العزم.
لعلى لا أبالغ إذا ما قلت إن الأمة الإسلامية إذا كان انفرط عقدها فى بدايات القرن العشرين، بإلغاء الخلافة وسقوط فكرة الجامعة الإسلامية، ومن ثم بروز فكرة الجامعة العربية والدعوة إلى القومية العربية، فإن القرن لم يكد ينتهى حتى تم تفكيك الرابطة العربية بدورها. وإذا بنا ندخل إلى القرن الواحد والعشرين وقد انحلت تلك الرابطة وانهارت فكرة الجامعة العربية وتبخر معها حلم الوحدة العربية. وفى العشرية الأولى من القرن الجديد وجدنا أنفسنا أسرى فكرة القطرية، التى رفعت شعار «أنا أولا» فى أغلب عواصم العرب، ووصلنا فى التردى إلى درجة جعلتنا نحاول جاهدين الحفاظ على وحدة الأوطان ذاتها. التى صارت كياناتها فى خطر كما سنرى بعد قليل.
ومن مفارقات الأقدار وسخرياتها أننا ونحن نمر بمرحلة ما بعد تحلل الجامعة العربية (أرجو أن تلاحظ أننى أقصد الرابطة العربية وليس المنظمة القائمة فى مصر) نكرر مشاهد ما بعد سقوط الجامعة الإسلامية، رغم أن هناك خلافا فى الشكل والتفاصيل بين الحالتين. ذلك أن صفحة الجامعة الإسلامية كانت قد طويت من الناحية السياسية حين ألغيت الخلافة الإسلامية التى كانت رمزا لتلك الجامعة بقرار معلن من الحكومة التركية فى عام 1924. أما فى الوقت الراهن فلا تزال الجامعة العربية قائمة، لكنها تحولت من رابطة تجمع شعوب الأمة، إلى منظمة قائمة تحمل الاسم ومعطلة الوظيفة.
بعد إلغاء الخلافة أعلن الشريف حسين ملك الحجاز فى العام ذاته نفسه خليفة للمسلمين، وأيدته فى ذلك الأردن والعراق وفلسطين وسوريا، فى حين عارضته مصر لأن القرار لم تستشر فيه الدول الإسلامية. ودخل الأزهر على الخط حين رشح الملك فؤاد للخلافة ودعا إلى مؤتمر حضره 30 مندوبا يمثلون الشعوب الإسلامية، ولكن المؤتمر لم يتوصل إلى اتفاق حول الموضوع، واقترح عقد مؤتمر موسع لهذا الغرض، لكن الاقتراح لم ينفذ مما أدى إلى موت الفكرة وإغلاق الملف.
هذه الخلفية تذكرنا بالاستقطاب الحاصل الآن فى العالم العربى، منذ استقالت مصر عمليا من موقع القيادة فى العالم العربى حين عقدت صلحها المنفرد مع إسرائيل فى كامب ديفيد عام 1979، الأمر الذى أدى إلى انفراط العقد العربى وتعطيل مؤسسة القمة العربية. وبمضى الوقت لم يعد العرب أمة واحدة. وإنما صاروا أمما شتى. فى المشرق أصبح لدينا متصالحون مع الولايات المتحدة وإسرائيل تقدمتهم مصر، وممانعون تقدمتهم سوريا. ومحتلون فى العراق وفلسطين. وفى المغرب آثر بعضهم الانعزال كما فى المغرب وتونس، والهروب إلى الإطار الأفريقى كما فى ليبيا. وكانت النتيجة أننا حافظنا فى الشكل على هيئة الأمة التى حاصرناها فى مقر الجامعة بالقاهرة. ولم نسمح لها بالخروج إلى الشارع العربى. الذى مزقته القطرية حتى أصبح شوارع عدة. متقاطعة فيما بينها ومتعاركة أحيانا.
(2)
مع دخول القرن الواحد والعشرين سقط مصطلح «العمل المشترك» من قاموس الخطاب السياسى العربى. وتحولت كل صياغاته إلى أضغاث أحلام غير قابلة للتحقيق، من السوق العربية المشتركة إلى الدفاع المشترك. أستثنى من ذلك ميدانا واحدا هو الأمن، الذى أصبح التعاون العربى فيه من ضرورات تأمين الأنظمة. بمعنى أن الدول العربية اضطرت إلى التنسيق فيه حيث لم يكن أمامها خيار آخر. وينتابنى شعور بالخزى حين أضيف أن بعض الدول العربية مدت جسورا للتنسيق مع إسرائيل والولايات المتحدة فى هذا المضمار أيضا، باسم الضرورات الأمنية.
حين غاب المشترك فإن «الانكفاء» صار سيد الموقف وعنوانا رئيسيا لمرحلة ما بعد التفكيك التى كرست الظاهرة القطرية وأدت إلى إضعاف الجميع. ومن ثم استصحبت الفواجع التى نشهدها الآن، جراء الاستفراد بكل قطر على حدة. وكانت النتيجة التى يراها كل ذى عينين الآن. أن الكلمة العليا فى العالم العربى ــ بل والأخيرة أيضا ــ أصبحت للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. صحيح أن موازين القوى الدولية تغيرت بعد سقوط الاتحاد السوفييتى وانتهاء الحرب الباردة، مما مكن الولايات المتحدة من الاستقواء وبسط هيمنتها على عالم الضعفاء بوجه أخص. لكن العامل الذى لا يقل أهمية عن ذلك أننا بدورنا تغيرنا، ومن ثم أتحنا فرصة التمكين لقوى الهيمنة والاستعلاء، المدهش أن ذلك حدث متزامنا مع تنامى القوة الاقتصادية للعالم العربى، الأمر الذى إذا لم يوفر لقياداته القدرة على الضغط لتحصيل الحقوق، فإنه يمكنها على الأقل من الثبات والصمود أمام رياح التفكيك والاقتلاع. وهو ما لم يتحقق على هذا الصعيد أو ذلك.
فى ختام السنوات العشر الأولى من القرن الجديد برزت فى خريطة العالم العربى المعالم التالية:
< الغياب التام للمشروع العربى مع تنامى حضور المشروعين التركى والإيرانى.
< تراجع أولوية القضية الفلسطينية التى سلم ملفها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذى أطلق يد إسرائيل فى الاستيطان والتهويد والاستعلاء.
< التهوين من شأن الخطر الإسرائيلى والدفع باتجاه ترشيح إيران لتنصيبها عدوا للعرب وخطرا أول يهدده.
< استهجان مقاومة العدو الإسرائيلى واستمرار محاولات إضعافها والقضاء عليها، بالتنسيق الأمنى مع إسرائيل حينا، والقمع والملاحقة الداخليين فى أحيان أخرى كثيرة. وهذا الاستهجان وصل إلى حد اشتراك بعض الدول العربية فى حصار المقاومين فى غزة وتجويعهم.
< اتساع نطاق الخصومات بين بعض الأنظمة العربية: فمصر أصبحت فى خصومة مع سوريا ومع الجزائر مؤخرا. وعلاقاتها مع قطر يسودها توتر لم تهدأ وتيرته منذ بداية العام. والقطيعة مستمرة بين الجزائر والمغرب بسبب قضية الصحراء. والاشتباك قائم بين سوريا والعراق بعد اتهام دمشق بالضلوع فى تفجيرات بغداد. والتوتر يسود العلاقات الكويتية ــ العراقية بسبب قضية التعويضات. وثمة توتر مكتوم بين دولة الإمارات والسعودية بسبب الحدود.
< الصومال شاعت فيه الفوضى وانهارت الدولة. وهناك أقطار عربية أخرى مهددة بالانفراط. فالحديث جاد عن استقلال جنوب السودان عن شماله والأكراد استقلوا عمليا عن العراق ولم يتبق غير الإشهار القانونى. واليمن فى مأزق، بسبب الاضطرابات الداعية إلى الانفصال فى الجنوب، وقتال الحوثيين المستمر منذ خمس سنوات فى الشمال، والذى تورطت فيه السعودية مؤخرا، حتى أصبح البعض يتحدث عن «صوملة» اليمن وانفراطه إلى عدة دويلات.
< إرهاصات الفتنة تلوح بين الحين والآخر، بين الأقباط والمسلمين فى مصر، وبين الشيعة والسنة فى أكثر من قطر عربى، وبين العرب والبربر فى الجزائر والمغرب، وبين الفلسطينيين والأردنيين فى الأردن، الذى يعيش وضعا سياسيا يفتقد إلى الاستقرار.
(3)
منذ صار العالم العربى سفينة بلا ربان، فإنه ضل طريقه وراح يتخبط ذات اليمين وذات الشمال. ولا أعرف صلة ذلك كله بحكاية «الفوضى الخلاقة» التى تحدثت عنها كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة يوما ما، لكن الذى لا يساورنى شك فيه أن دعاة تلك الفوضى لم يعودوا بحاجة لكى يبذلوا أى جهد لتحقيق مرادهم، لأن ما يفعله المسئولون العرب بأنفسهم وبقضاياهم يغنيهم عن بذل ذلك الجهد ويستجيب لما تمنوا أن يشيعوه بيننا من شرور ومفاسد.
ما يثير الانتباه فى هذا الصدد أنه بعد تمام التفكيك وفى ظل الاطمئنان إلى انهيار النظام العربى فإن قوى الهيمنة التى أسعدها ما حل بنا ما برحت تتلاعب بمصير الأمة وتتحايل على تكريس انفراطها وطمس هويتها. وكانت فكرة الشرق الأوسط الجديدة تارة والكبير تارة أخرى من تلك الصياغات المفخخة التى تضرب عصفورين بحجر واحد. فهى من ناحية تستبعد الهوية العربية والإسلامية للأمة، ومن ناحية أخرى، تفتح الباب لإقحام إسرائيل وتعزيز شرعيتها فى المنطقة. (الشرق الأوسط «الجديد» فكرة إسرائيلية أطلقها شمعون بيريز و«الكبير» تطوير أمريكى لها دعت إليه إدارة الرئيس بوش بعد أحداث 11 سبتمبر)، بعد ذلك ظهرت فكرة الشراكة الأورومتوسطية لتشكل بابا آخر من أبواب الغواية، وأخيرا خرج علينا الرئيس ساركوزى فى عام 2007 بمشروعه «الاتحاد من أجل المتوسط»، الذى ضم 43 دولة بينها تسع دول عربية.
فى حين لا يملون من محاولات تكريس التفكيك والشرذمة، فإن الجهد العربى بدا متخبطا وهزيلا. فمؤتمرات حوار الأديان والحضارات التى رعتها السعودية استغلت سياسيا لغير صالحنا سواء حين حضرها الإسرائيليون واعتبرت بابا للتطبيع، وبعدما وجدنا تنامى الشعور المعادى للمسلمين فى أوروبا والولايات المتحدة الذى بدد أثر ذلك الجهد وأثبت فشله. وهو ما تجلى فى حظر المآذن بسويسرا، ومنع الحجاب فى فرنسا والترحيب بمثل هذه الإجراءات فى بقية دول القارة.
لم يكن ذلك هو الفشل الوحيد الذى منينا به، لأن محاولات رأب التصدعات العربية لم تحقق ما كان مرجوا من نجاح. وهى التى قامت السعودية بدور محورى فيها. أقصد اجتماع المصالحة الرباعى الذى دعا إليه العاهل السعودى فى الرياض. عقب إفشال مؤتمر القمة الذى دعت إليه قطر بسبب العدوان الإسرائيلى على غزة. وحضره الرئيسان المصرى والسورى وأمير الكويت، ولم يدع إليه أمير قطر. وكذلك المصالحة السعودية ــ السورية التى مررت الحكومة اللبنانية، والمصالحة السعودية ــ الليبية التى أسفرت عن فض الاشتباك بين البلدين.
(4)
أختم بملاحظتين على كل ما ذكرت. الأولى أن كلامى كله منصب على الأنظمة بالدرجة الأولى، التى أثبتت الأحداث أنها على مسافات كبيرة من شعوبها، التى لايزال الأمل فيها قائما. فالتفاف الشعوب حول المقاومة لا شك فيه، وموقفها من حصار غزة يشهد لها باليقظة والوعى وحتى إذا كان وعى البعض قد تم تشويهه، فذلك راجع إلى فساد التعبئة الإعلامية التى تحترم سياسات العزلة والانكفاء.
الملاحظة الثانية ليست من عندى، ولكنى أقتبسها من نص محاضرة ألقاها فى لندن المثقف اللبنانى البارز الدكتور غسان سلامة، أمام مؤتمر الشرق الأوسط دعت إليه صحيفة هيرالد تريبيون فى شهر أكتوبر الماضى. إذ ذكر أنه رغم أن النداءات لتوحد العرب أصبحت فارغة فراغا رهيبا، والكلام عن وحدتهم بات من التاريخ. مع ذلك فإننا حين ننظر بتمعن نجد تحت كل هذا الانقسام يختبئ قدر كبير من الاندماج الثقافى فالكتب الأكثر مبيعا فى بيروت ألفها كتاب مغربيون والمغنون اللبنانيون معروفون فى القاهرة والجزائر والعرب يشاهدون الشبكات التليفزيوية الفضائية الـ500 نفسها ومعظمهم يحبذ رجال الدين أنفسهم، من ناحية أخرى، القاعدة هى ظاهرة إقليمية على غرار غالبية التكتيكات المناهضة لها. وأبدا لم تقسم السياسة العرب بقدر ما تقسمهم اليوم، لكن الثقافة العربية التى تحركها وتعممها الوسائل الإعلامية الجديدة لم تجمعهم من قبل بشكل عميق كما هى الحال اليوم، لذلك يمكننا ان نقول ان السوق السياسية العربية منقسمة تماما والسوق الاقتصادية مندمجة جزئيا، والسوق الثقافية والفكرية متكاملة إلى حد كبير يفوق السوق الثقافية الأوروبية حتى.
هذه خلاصة أوافق عليها الدكتور غسان سلامة. وقد وجدتها شهادة إدانة للنظام العربى، من حيث إنها تعنى ان الوفاق العربى تحقق فى الفضاء بأكثر مما تحقق على الأرض. ولا فضل للأنظمة العربية فى ذلك، لأن ذلك الوفاق حدث على صعيد بعيد عن سلطانها. والمؤكد أنها لو طالته
للاتصال بالدكتور إمام حنفي سيد
موبايل/0171942755
او عن طريق الاميل/iimaamm_001@yahoo.com

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

الأحد، 6 ديسمبر 2009

حركة العلماء المجاهدين لنصرة القدس و المسجد الأقصى د محمد عمارة chunk 2

حركة العلماء المجاهدين لنصرة القدس و المسجد الأقصى د محمد عمارة chunk 2
http://www.youtube.com/watch?v=2wvRtRTyiIw



رحم الله من ينشر هذه الروابط لنصرة المسلمين ولو بالمؤازرة والاعلام وفضح اعداء الامة


للتواصل مع د. امام حنفي سيد
0171942755
اميل
iimaamm_001@yahoo.com

حركة العلماء المجاهدين لنصرة القدس و المسجد الأقصى د محمد عمارة chunk 3

http://www.youtube.com/watch?v=lUMbBoHhy00

حركة العلماء المجاهدين لنصرة القدس و المسجد الأقصى د محمد عمارة chunk 1

رابط يتحدث فيه دكتور محمد عمارة عن المقدس والمقدسيين
ويناصرهم ويحث المسلمين على الوقوف معهم
ومعاونتهم
وتحت هذا العنوان ستجد الرابط

http://www.youtube.com/watch?v=63odGkZ41dY

سماحة المسلمين وما تعرضو له من غدر وخيانه .د محمد عماره

رابط لبيان
سماحة المسلمين وما تعرضو له من غدر وخيانه .د محمد عماره

http://www.youtube.com/watch?v=aXGdjYEA4z8


لأننا نواجه هجمة شرسه ومسعوره تحاول النيل من تاريخنا الإسلامي وتحاول تصويرنا علي أننا وحوش وغير أدميين يحاول علماء مسلمين مخلصين من أمثال المفكر الإسلامي د. محمد عماره كشف ...
لأننا نواجه هجمة شرسه ومسعوره تحاول النيل من تاريخنا الإسلامي وتحاول تصويرنا علي أننا وحوش وغير أدميين يحاول علماء مسلمين مخلصين من أمثال المفكر الإسلامي د. محمد عماره كشف الحقيقه وإعادة الإعتبار لتاريخنا المتهم زورا وبهتانا وكشف زيف وكذب أعداء الإسلام وطابورهم الخامس المشبوه والملوث
ونحن إمتنانا وشكرا لرجال عظام مثل الدكتور عماره ومحاولة منا لصد حملات الكلاب الضاله التي لم يعد لها من هم إلا الهجوم علي الإسلام عقيدة وتاريخا فإننا ننشر هذه الماده لتنوير الأمه وإعادة وعيها المفقود
أحمد خفاجي
Category: News & Politics

Tags: د.محمد عماره تاريخ الأقباط خيانة وعماله مصر إسلام المعلم يعقوب الحمله الفرنسيه أحمد خفاجي إخوان أمه


للتواصل ب د. امام حنفي سيد
محمول 0171942755

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

تحذير من دعاة السوء(1)

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تحذير :
أخواني واحبابي المسلمين هذه دعوة لوجه الله تعالى وصرخة تحذير، احذركم فيها من الدعاة المتأسلمين الذين لم يدرسوا الاسلام في معاهده المعروفة، ولاأخذوا العلم على يد علماء مشهود لهم بالعلم، ولا حصلوا القدر الكافي منه الذي يؤهلهم للخروج على الناس دعاة ربانيين في القنوات الفضائية المنتشرة على الاقمار الصناعية والتي تدخل كل بيت ، والتي مامن شك انها تقدم خيرا كثيرا جدا، ولكن تقع فريسة لهؤلاء الدعاة اصحاب العلم المنقوص او الاهواء المغرضة والمذاهب الفاسدة، والادهى والامر انهم يخلعون على انفسهم الالقاب العلمية المختلفة، والتي يعاقب عليها القانون، ومن ينتحلها يقع تحت طائلته ؛ للغش والتزوير الذي ارتكبه.
كما ان هؤلاء المدعين يتصدون للفتوى والدعوة بغير علم، ويوهمون العوام بأنهم مأمرون بذلك من الله ، والله بريء منهم ومن وعظهم وارشادهم ، ولو صدقوافي دعواهم لتعلموا العلوم الشرعية ثم علموا الناس بعد ذلك على هدى وبصيرة ، مع العلم انه قد لا يصلح كثير من الذين يتعلمون العلوم الشرعية ان يجلسوا مجالس العلم والفتوى والوعظ والارشاد ، وهذه الامور قد يبرع فيها البعض ولا يبرع في غيرها وهكذا.
فيا ايها الشباب المسلم اتق الله ربك ان كان تدينك لله وحده لا لدنيا ترغب في جمعها او لجاه او هوي او سلطان، فلا يجوز على الاطلاق تشويه الدين بهذا الشكل الذي نراه اليوم
حتى صار الاسلام مرتعا لكل ناعق وسوقا رائجة لكل بائع
فالله الله في دينكم وامتكم وبلادكم
ولعلمي ان الكلام ينسي بعضه بعضا سأتابع التحذير من هؤلاء الدعاة الذين يقودون الناس الى الهاوية وبعضهم اصحاب دعوات مغرضة ومذاهب فاسدة وعقول مجنونة ونفوس خربة او باع نفسه لدولة معادية او عمل في مؤسسات لا تريد الخير للاسلام ولا لأهله
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد
د.امام حنفي

السبت، 21 نوفمبر 2009

مناسك الحج مصورة

بسم الله الرحمن الرحيم

مع إقتراب شهر الحج المبارك ومع تزايد التساؤلات حول الحج والعمره وصفتها إليكم ...

الفيلم التعليمي الإرشادي دليل الحاج والمعتمر

فيلم يصور مناسك الحج

اضغط على الوصلة الآتية للتحميل

http://www.islamway.com/arabic/image...lHajj_VIDEO.rm

نسخة اكروبات : http://www.saaid.net/rasael/alhaj/haj.pdf

نسخة باوربوينت : http://www.saaid.net/rasael/alhaj/haj.pps

نسأل الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال ...

بعض تساؤلات الحج

السؤال الأول :
امرأة أحرمت ولما وصلت مكة حاضت ورجعت مع رفقتها ولم تصنع شيئاً ولها الآن سبع سنوات ، هل هي باقية على إحرامها إلى الآن – علماً أنها جاهلة – وماذا تصنع هل تمسك عن المحظورات إلى حين أدائها للعمرة مرة أخرى، وفي هذا مشقة ؟

الجواب :
نعم هي باقية على إحرامها، لأن الدخول في النسك ملزم بإتمامه كما قال جل وعلا :"وأتموا الحج والعمرة لله" ، وعلى هذا فعليها اجتناب المحظورات حتى تؤدي العمرة، وما فعلته منها فمعفو عنه لجهلها وعليها مع ذلك أن تبادر بإبراء ذمتها . والله الموفق




السؤال الثاني :
طواف الحج للمتمتع هل للحاج أن يؤجله ليكون آخر أعمال الحج لديه فيكون لطواف الحج ولطواف الوداع؟
الجواب :
للحاج أن يؤخر طواف الإفاضة ركن الحج حتى يكون آخر عهده بالبيت وعلى هذا يكفيه عن طواف الوداع ، لأنه إذا اجتمع عبادتان من جنس واحد فإنها تدخل الصغرى في الكبرى . والله الموفق



السؤال الثالث :
هل هناك مانع من تقديم السعي والطواف على بعضهما في الحج والعمرة ؟
الجواب:
الأصل تقديم الطواف على السعي لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ، وقوله : "خذوا عني مناسككم"، ولكن لو قدم السعي على الطواف صح النسك لحديث أسامة : سعيت قبل أن أطوف، فقال صلى الله عليه وسلم: افعل ولا حرج.




السؤال الرابع:
هل يصح من الأدعية شيء في الطواف والسعي غير ما يقوله الساعي عند الصفا والمروة ؟
الجواب:
صح قوله صلى الله عليه وسلم:" ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة "، بين الركنين.




السؤال الخامس:
هل الوقوف بعرفة نهاراً يجزيء عن الليل ؟
الجواب:
إذا وقف نهاراً لا بد أن يمكث إلى غروب الشمس لفعله صلى الله عليه وسلم ، وقوله "خذوا عني مناسككم" ، فإن انصرف قبل غروب الشمس لزمه دم عند جمع من أهل العلم




السؤال السادس:
رجل قال أنه وقف بعرفة دقائق معدودة نحو العشرة من النهار ثم غادرها إلى مكة من غير ضرورة فقط حبا للسعة والراحة . هل عمله وحجه صحيح ؟
الجواب:
الحج صحيح لكن خالف السنة لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف إلى غروب الشمس وقال:" خذوا عني مناسككم "، ويلزمه إن كان انصرافه قبل غروب الشمس دم عند بعض العلماء




السؤال السابع:
متى يبدأ الوقوف بعرفة ومتى ينتهي، وهل هناك وقت فاضل ووقت مفضول، أم كله متساوي ؟
الجواب:
يبدأ الوقوف من طلوع الشمس من يوم عرفة وينتهي بطلوع الفجر ليلة النحر، وأفضل أوقاته من الزوال إلى غروب الشمس لفعله صلى الله عليه وسلم .





السؤال الثامن:
رجل يريد السفر إلى جدة لغرضين السياحة وعمل العمرة ، ويريد أن يقدم السياحة أولاً ثم العمرة ،كيف يصنع هل يحرم طوال إقامته من جدة أو يحرم من جدة إذا نوى ؟
الجواب:
يحرم من ميقاته قبل وصوله إلى جدة ويمكث محرماً إلى أن يؤدي العمرة ؛ لكن إن وصل جدة ومكث فيها غير محرم لزمه الرجوع إلى ميقاته إذا أراد أن يؤدي العمرة ، فإن لم يفعل وأحرم من جدة فعليه دم عند الجمهور . والله أعلم




السؤال التاسع:
رجل ذهب إلى جدة وكان الداعي الأساسي لسفره هو التجارة ، وكان من عادته إذا وجد وقتاً ومتسعاً بعد إنهاء أمور تجارته يذهب للعمرة ، إذا أراد العمرة من أين يحرم ؟
الجواب:
إذا لم يكن الباعث على السفر أداء النسك فإنه لا يلزمه الإحرام إلا إذا أراد العمرة فإنه يحرم حينئذٍ من محله.



السؤال العاشر:
الطفل الصغير دون التمييز إذا أراد أهله له العمرة كيف يصنعون به من جهة المحظورات والنية عنه والتحلل ، وهل له عمرة ؟
الجواب:
ينوي عنه وليه ويفعل ما يفعل الكبير ويمنعه من ارتكاب المحظورات ، وإن لم يكن مميزا ، فإذا طيف به وسعي وحلق أو قصر حل . والله أعلم




السؤال الحادي عشر:
هل المحرم للعمرة لا يتحلل إلا بالحلق أو التقصير أم أن الحلق علامة على التحلل وليس هو . فيجوز للمحرم عمل المحظورات بعد الانتهاء من السعي ؟
الجواب:
الحلق والتقصير نسك واجب سواء كان في الحج أو العمرة فمن تركه حتى خرج من مكة لزمه دم عند جمع من أهل العلم . والله أعلم




السؤال الثاني عشر:
هل للصلاة في داخل الكعبة مزية وفضل ؟
الجواب:
دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت وصلى فيه ، وندم على ذلك لئلا يحرج أمته فإن تيسر الدخول والصلاة من غير مشقة فبها ونعمت وإلا فلا حرج . وبالله التوفيق




السؤال الثالث عشر:
هل الملتزم صح فيه شيء، وأين مكانه ؟
الجواب:
لم يثبت في الملتزم – وهو ما بين الركن والباب – شيء مرفوع ، وفيه آثار عن بعض الصحابة كابن عمر وابن عباس . والله أعلم




السؤال الرابع عشر:
هل لبس الشراب للمحرم جائز ، وإذا كان يجد النعلين هل يجوز له لبسه ، وهل يجوز له لبس الخف ، وإذا قطعه إلى دون الكعبين هل يجوز لبسه مع وجود النعلين ؟
الجواب:
لبس الشراب للمحرم إن كان ذكراً لا يجوز له لأنه مخيط على قدر عضو أي محيط به ، وإذا وجد النعلين لا يجوز له لبس الخف، ولو كان مقطوعاً لأن لبسه مع القطع مقيد بعدم وجود النعل وقطعه إضاعة للمال وقد نهي عنه . وبالله التوفيق




السؤال الخامس عشر:
المبيت بمنى هل من تركه كله عليه عن كل يوم كفارة أم واحدة تكفي ؟
الجواب:
ترك المبيت بمنى محظور واحد وكفارته واحدة




السؤال السادس عشر:
من لم يجد في منى إلا السكن على الأرصفة والجلوس عليها هل هذا عذر له في تركها والمبيت بالعزيزية ومكة ؟
الجواب:
إذا كان لا يتضرر ولا خطر عليه بسبب المبيت على الأرصفة لزمه المبيت بمنى ولو كان على الأرصفة ، أما إذا خشيت الضرر عليك فلا حرج في المبيت خارج منى، وكلما قرب من الحجاج كان أولى . والله أعلم





السؤال السابع عشر:
المسعى هل هو من المطاف سواء في الطابق الأعلى أم الأرضي، ومن طاف فيه ماذا عليه؟
الجواب:
المسعى خارج المسجد فلا يجزئ الطواف فيه ولو قل ويستوي في ذلك الأعلى والأرضي . والله المستعان




السؤال الثامن عشر:
صلاة ركعتي الطواف بماذا يبدأ في الركعة الأولى بالإخلاص أم الكافرون ؟
الجواب:
يبدأ في الركعة الأولى بسورة الكافرون وفي الثانية بسورة الإخلاص على ترتيب المصحف ، وكونه جاء ما يدل على تقديم سورة الإخلاص فالعطف في الخبر جاء بالواو وهي لا تقتضي الترتيب . والله أعلم




السؤال التاسع عشر:
هل دل دليل على وجوب الكفارة ( الدم ) على من ارتكب شيئاً من محظورات الإحرام غير الصيد.؟
الجواب:
يستدل العلماء على إيجاب الدم على من ترك واجباً أو ارتكب محظوراً بخبر ابن عباس موقوفاً عليه . وعلى هذا فالورع أن يفتي بالأحوط من غير إلزام . والله أعلم




السؤال العشرون:
ما هو أفضل كتاب يبين مناسك الحج على القول الراجح ؟
الجواب:
منسك الشيخ ابن باز رحمه الله المسمى التحقيق والإيضاح منسك مختصر مفيد أعتمد فيه الشيخ على الدليل ومن أراد البسط في مسائل الحج فعليه بكتاب المناسك من فتح الباري لابن حجر وشرح المهذب للنووي والله الموفق




السؤال الحادي والعشرون:
أحياناً يكون هناك زحام في منى ولا يستطيع الحاج المبيت بها هل يرخص له المبيت بالعزيزية ؟
الجواب:
الأولى أن يبيت بقرب الحاج ليتحقق له بعض المنافع المترتبة عل هذا الاجتماع العظيم لكن لو بات بعيداً عنهم في العزيزية أو غيرها من أحياء مكة فلا شيء عليه . وبالله التوفيق




السؤال الثاني والعشرون:
هل يكفي الوقوف في نهار عرفة بدون جزء من الليل ؟ وما حكم ذلك ؟
الجواب:
وقت الوقوف الأصلي هو النهار ولزوم الوقوف حتى غروب الشمس يلزم منه الوقوف ليلاً ولو يسيراً إذا تحقق الغروب لأنه مما لا يتم الواجب إلا به كإمساك جزء من الليل في الصيام وغسل شيء من الرأس تبعاً لغسل الوجه في الوضوء ومن انصرف قبل غروب الشمس لزمه دم عند جمع من أهل العلم وهو الأحوط ، لكن إن لم يصل إلى عرفة إلا بعد غروب الشمس وقبل طلوع فجر يوم النحر أجزأه الوقوف ولا شيء عليه .والله الموفق




السؤال الثالث والعشرون:
هلا بينتم لنا فقه هذا الحديث : عن أم سلمة يحدثانه ذلك جميعاً عنها قالت كانت ليلتي التي يصير إلي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم مساء يوم النحر ...............السؤال بطوله ؟
الجواب:
هذا الحديث يدل على أن الحاج يتحلل التحلل الأول بمجرد رمي الجمرة ويلبس المخيط ويتمتع بكل شيء سوى ما يتعلق بالنساء إلا أنه إذا لم يطف طواف الزيارة قبل غروب الشمس يوم عيد النحر فإنه يعود محرماً كما كان قبل رمي الجمرة هذا ما يفيده الحديث إلا أن الحديث شاذ لمخالفته لحديث عائشة رضي الله عنها كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم وكذلك قبل أن يطوف بالبيت ومع ذلك فلفظه لا يخلو من نكارة . والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد




السؤال الرابع والعشرون:
ما حكم امرأة لم تطف طواف الإفاضة ورجعت إلى بلدها ولم تستطع أن ترجع إلى مكة إلا بعد سنوات لتعقيدات الحصول على تأشيرة وغلاء النفقات ، فهل لا تزال على إحرامها ؟ وفي ذلك من الحرج ما لا يخفى عليها وعلى زوجها ؟وما الذي يلزمها لتتحلل ؟ ثم إذا قدرت عل السفر إلى مكة هل تحرم بعمرة أم تحرم وتطوف فقط ؟ افتونا مأجورين .
الجواب:
هذه المرأة لا تزال محرمة لا يجوز لزوجها أن يقربها حتى تعود إلا مكة وتطوف للإفاضة ولو مكثت سنين ما لم يثبت عجزها عن الرجوع فتوكل حينئذ من يطوف عنها لأن العاجز عن الحج بالكلية له أن يوكل من ينوب عنه فكذلك العاجز عن بعضه وفي صورة السؤال لا يمكن أن تتحلل إلا بالرجوع ، ثم إذا قدرت على السفر فليس عليها إلا طواف الإفاضة فإن رجعت بعده مباشرة أجزأها عن طواف الوداع . وإن تأخرت لزمان تطوف للوداع أيضاً . وبالله التوفيق




السؤال الخامس والعشرون:
ماهو القول الحق والذي يدل الدليل عليه في المبيت بمنى في هذه السنوات من كثرة الزحام وعدم وجود مكان للمبيت بمنى إلا في الطرقات وعلى الأرصفة وهل يجب أن يدخل الحاج إلى منى لتحقق من وجود مكان وهل قال به أحد من السلف
الجواب:
المبيت بمنى واجب من واجبات الحج لا يجوز للحاج تركه إلا لعذر فإن تركه من غير عذر لزمه دم عند كثير من أهل العلم هذا مع تيسر المكان في منى أما إذا بحث عن مكان في منى ولم يجد فهو معذور فيبيت حينئذ في أقرب مكان من منى قرب الحجاج ليتحقق بذلك بعض المنافع المترتبة على هذه المناسك وإن بات بعيداً عنهم في مكة فلا أرى ما يمنع من ذلك وإن تحمل الحاج فبات في الطرقات أو الأرصفة مع أمن الخطر عليه فهو أحوط وأبرأ للذمة . والله أعلم




إالسؤال السادس والعشرون:
إذا انقطع طواف المعتمر بسبب انتقاض الوضوء بعد ثلاثة أشواط فهل يبدأ من جديد بعد الوضوء أو يكمل الأشواط الباقية
الجواب:
يكمل أربعة أشواط إلا إذا طال الفصل فعليه أن يستأنف . والله أعلم



السؤال السابع والعشرون:
هل يجوز لمن طاف بسطح الحرم أن ينزل حين الزحام في الطواف إلى المسعى الذي في السطح ويمشي بعض الأمتار فيه ثم يعود إلى مكان الطواف
الجواب:
لا يجوز أن يطوف داخل المسعى سواء كان في السطح أو في الدور الأول أو الأرضي لأن المسعى خارج المسجد فإن فعل فعليه الإعادة والله أعلم




السؤال الثامن والعشرون :
متى يبدأ الوقت المشروع للدخول في عرفة ؟
الجواب:
يبدأ الوقوف بعرفة من طلوع الشمس يوم عرفة إلى غروبها هذا عند الحنابلة لكن لا يشرع ذلك إلا بعد زوال الشمس لفعل النبي صلى الله عليه وسلم فإن وقف بعد طلوع الشمس وانصرف قبل الزوال فوقوفه صحيح عند الحنابلة ويلزمه دم ولا يصح هذا الوقوف عند كثير من العلماء لأن وقته لا يبدأ عندهم إلا بعد الزوال وهو أحوط . والله أعلم .




السؤال التاسع والعشرون:
في رمي الجمار هل لابد من رمي الحصى للشاخص ، أم فقط لا بد أن تسقط في الحوض ؟ وهل هناك أحد قال بهذا القول وهو رمي الحصى للشاخص ؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المطلوب الرمي سواء أصاب الشاخص أو وقع في الحوض – والمرمى هو الحوض – والشاخص علامة على الموضع فإذا أصاب الشاخص عرفنا أنه أصاب الهدف وكذلك إذا وقع الحصى في الحوض . وهل يجزي إذا وقع في الحوض ثم تدحرج فيه أولاً قولان لأهل العلم والذي يظهر أنه لا يلزم مكثها في الحوض فالمقصود إصابة الموضع في الرمي . وبالله التوفيق




السؤال الثلاثون:
يوكل بعض الحجاج شخصاً آخر ليرمي عنه الجمرات لعذر حصل له
السؤال / إذا جاء اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة وأراد الموكل التعجل فهل يجوز للموكل أن يطوف للوداع بعد صلاة الظهر ولو لم يفرغ الوكيل من الرمي
الجواب:
من وكل في الرمي لعذر لا يجوز له أن يطوف للوداع قبل رمي وكيله فلا بد من تحقق رمي الوكيل ليكون آخر العهد بالبيت الطواف . وبالله التوفيق




السؤال الحادي والثلاثون:
كثيرا من الحجاج والمعتمرين القادمين من مصر وبلاد المغرب بالطائرة يمرون بالميقات غير محرمين وينزلون بجدة ، ثم يستقلون طائرة أو حافلة إلى المدينة لزيارة المسجد النبوي ولما يحرموا بعد ثم يحرمون من ذي الحليفة هل عليهم بأس في ذلك ؟
الجواب:
من تجاوز ميقاته دون إحرام يلزمه كثير من العلماء بدم وإن أحرم من ميقات معتبر والذي يظهر لي من الصورة المذكورة في السؤال أنه لا شيء عليهم إذا أحرموا من ذي الحليفة لأنه ميقات معتبر شرعا
وهو ميقات لأهل المدينة ولمن مر عليه من غير أهلها كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح من حديث ابن عمر وغيره . وبالله التوفيق




السؤال الثاني والثلاثون:
رجل اتجه من الرياض إلى جدة وفي نيته أمران : العمرة وزيارة قريب له مريض بجدة ، وهو محتاج إلى المكث في جدة عدة أيام قبل أن يذهب إلى مكة فهل يلزمه أن يبقى محرماً بجدة هذه الأيام رغم ما في ذلك من الحرج علي ؟ أم هناك حل بديل ؟
الجواب:
من سافر من الرياض إلى جدة يلزمه الإحرام من الميقات قبل الوصول إلى جدة ولو لزم على ذلك المكث في الإحرام عدة أيام ، لكن إن دخل جدة غير محرم ومكث فيها ما شاء ثم رجع إلى الميقات فأحرم منه فلا شيء عليه وإن أحرم من جدة لزمه دم على القول المفتى به لأن جدة ليست ميقاتاً . وبالله التوفيق

هذه كانت أجوبة الشيخ د/ عبدالكريم الخضير عن بعض تساؤلات الحج
ولمزيد من الاستفسارات يرجى الاتصال على الموقع او المحمول رقم/0171942755

التعصب الكروي إلى أين؟

لاشك أن التعصب مقيت غاية المقت ومرفوض ولا داعي له في اي شيء من الاشياء، وما رأيناه في اللقاء الكروي الاخير بين مصر والجزائر امر محزن ويؤسف له، فقد خرج التشجيع عن حدود المسموح به من الروح الرياضية والتنافس المشروعوالاخلاقي والشريف في ساحة الرياضة الى التنازع المحرم والذي طال الشعوب والاوطان والمصالح المشتركة والخوض في الاعراض والاديان والسياسة ووصل لقطع ارزاق العباد.
ومع رفضي لمناقشة من المخطيء ومن صاحب الحق
الا ان الملوم الحقيقي هو الاعلام التجاري في كلا البلدين والتعصب والخلط بين المواقف السياسية والرياضة وعلاقة الشعبين العظيمين، وكذلك التوجه السياسي الذي فرط في تربية الاجيال المعاصرة على الدين والقومية وحب العروبة والاسلام وتعزيز مشاعر الاخاء بين الشعوب العربية والاسلامية
فالعلاقات بين الشعوب ليست لعبة في يد الاعلام ولا بين ارجل اللاعبين ولا الجمهور المتعصب
ولان الموضوع له تداعيات خطيرة اراها امامي راي العين على جميع المستويات وارى الصائدين من كل اتجاه
احذر وانذر قومي في مصر والجزائر من التصعيد السياسى والاعلامي وغيره
وادعو عقلاء الامة العربية والاسلامية الى احتواء الموقف وتفويت الفرصة على المغرضين
وعاشت مصر حرة وعاشت الجزائر حرة وعاشت العروبة والاسلام
قال تعالى " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" صدق الله العظيم
وللحديث بقية
د.امام حنفي

الخميس، 1 أكتوبر 2009

العلمانيون العرب والتغريب ........أبو رية نموذجا

بادر أبو رية بالحديث عن التراث الإسلامي في مؤلفاته فتجاوز الموضوعية والمنهجية، وأخذ ينسب للصحابة ما هم براء منه وما هو لائق به وبأمثاله من المستغربين ، وجعل نفسه عرابا للمفترين من المستشرقين فقال ما لم يجسروا على قوله وافترى ما لم يقدروا على افترائه، وصار نموذجا للعلماني العربي الطليعي الذي يهدم البيت من الداخل ويأتي على قواعده تمهيدا لاستأصاله، مدعيا العقل والمنطق والصدق وهو عراء من كل ذلك !!!!!!
هذه المقالة التي أضمها اليوم لمدونتي ستكون -أن شاء الله - نواة لعدة مقالات نكتبها عن الكتاب الذين انحرفوا بفكرهم عن جادة الطريق وانقادوا وراء دعاوا التغريب والعلمانية، ومنهم من باع نفسه للتنصير والاحتلال وحل عرى اسلام عروة عروة وحاول كغيره من اخوانه ولكنه فشل وخاب وخسر
نسأل الله عز وجل أن ينصر دينه ويرد كيد كل خائن عنه
لن تجدَ أضلَّ وأتعسَ وأشقى من القومِ الذين يدّعونَ العقلنةَ ، وهم في دواخلِهم من دعاةِ التغريبِ ، وبوّاباتِ الفكرِ العلمانيِّ ، بل هم حماتهُ ومنظّروهُ ، وميناؤهُ الذي ينقلُ أولئكَ عبرهُ بضائعهم
هؤلاءِ – العقلانيينَ – ليسَ لديهم من العقلِ إلا ما يوجبُ قيامَ الحُجّةِ عليهم ، ولا من الفهمِ إلا ما تستقرُّ بهِ لوازمُ الشريعةِ في رِقابِهم ، أوتوا حظّاً من الجلادةِ والصبرِ ، فصرفوها في مُحاربةِ دينِ اللهِ وسنّةِ رسولهِ - صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ - ، فغدتْ بلادةً وجهلاً .
أبغوني عقلانيّاً فتحَ للنّاس ِ بابَ الدخولِ إلى الإسلامِ ، أو خدمَ دينَ اللهِ تعالى ، أو ازدادَ إيماناً وسكينةً ووقاراً وثباتاً ، بعدَ أن تعقلنَ وتعصرنَ ! ، كلّهم ينكصونَ على أعقابِهم ويرتكسونَ وينتكسونَ ، بعدَ أن كانوا أربابَ صلواتٍ وخلواتٍ ، وبدلاً من تقريبِ النّاسِ إلى دينِ اللهِ – تباركَ وتعالى – يأخذونهم إلى أقاصي الأفكارِ ، ومهاوي التأويلاتِ ، فيُدنونهم من الشبهِ والباطلِ ، ويتركونهُم في حالةٍ من الحيرةِ والتخبّطِ ، ويفتحونَ لهُم بابَ الرّدِّةِ والكفرِ ، ويهوّنونَ عليهم أمرَ المعاصي والمُنكراتِ .
وبعدَ اللّحى الوقورةِ ، والثيابِ المُستنّةِ ، ومسحةِ العِبادةِ ، ومظهرِ الخيرِ ، وإدمانِ النوافلِ ، يستبدلونَ ذلكَ بالحلقِ والتنعيمِ والإسبالِ ومظاهرِ النكوصِ على السنّةِ ، وتعودُ ليالي العبادةِ سهراً على الباطلِ ، وتزدانُ المجالسُ بذكرِ الأسماءِ الأعجميّةِ والفكرِ الوافدِ ، ولا تجدُ في قاموسِهم موضعاً للسنّةِ والقرءانِ ، فقد صارا للذّكرى والبركةِ .
تفٍّ على هكذا فكرٍ .
وتعساً لهم ، ما أضلَّ أعمالَهم وأشقاهم ! .
من قبلُ : عندما كفرَ إسماعيلُ بنُ أدهمَ كفرةً صلعاءَ ، وخرجَ من الدينِ من أوسعِ أبوابهِ ، تمنطقَ بالعقلِ والعقلانيّةِ فأعلنَ الإلحادَ ، فجاءهُ من اللهِ – تباركَ وتعالى – ما لم يكنْ في حُسبانهِ ، ورماهُ بالحيرةِ والقلقِ والاضطرابِ ، فلم يُطقْ على نكالِ اللهِ في الدّنيا صبراً ، وانتحرَ مُغرقاً لنفسهِ في مياهِ البحرِ الأبيضِ المتوسّطِ ، وفي جيبِ معطفهِ ورقةٌ يُطالبُ فيها أهلهُ بعدمِ دفنهِ مع المسلمينَ ، وبحرقِ جُثّتهِ ، وأنّهُ انتحرَ يأساً من الدّنيا .
وهذا عليُّ بنُ عبدِ الرازقِ ، ذلكَ الشيخُ المُعمّمُ الأزهريُّ الضالُّ ، الذي تبنّى – عاملهُ اللهُ بما يستحقُّ – كتابَ " الإسلامِ وأصولِ الحكمِ " ، ووضعَ اسمهُ عليهِ ، وصرّحَ فيهِ بأنَّ الإسلامَ لا علاقةَ لهُ بالحكمِ ، وقرّرَ العلمانيّةَ وأصّلَ لها بما ظنّهُ أدلّةً شرعيّةً ، فانبرى لهُ أسْدُ اللهِ من جهابذةِ أهلِ العلمِ ، وفنّدوا شُبههُ ، وكسروا حُججهُ ، حتّى آواهُ المبيتُ بعدَ فترةٍ من عمرهِ إلى القلقِ والخوفِ ، فصرّحَ – كما نقلَ أنورُ الجُنديُّ – بأنَّ لعنةَ كِتابِ " الإسلامِ وأصولِ الحكمِ " قد أدركتهُ ، وأمرَ بعدمِ طِباعتهِ .
وهذا فهدٌ العسكرُ ، شاعرٌ ماجنٌ هالكٌ ، بدأ مؤذناً فإماماً في الكويتِ ، ثُمَّ قرأ في كتبِ التوسعةِ الفكريّةِ ، وفتحَ لنفسهِ آفاقَ الحرّيةِ العقليّةِ ، فدعاهُ ذلكَ إلى الحيرةِ والقلقِ والشكِّ ، ولم يُطقْ على ذلكَ صبراً ، فشربَ الخمرةَ ، ورافقَ البغايا واتخذهنَّ أخداناً ، بعدَ أن كانَ القرءانُ سميرهُ وأنيسهُ ، حتّى عميَ بصرهُ لفرطِ شُربهِ للخمرِ بعدَ أن عميَ قلبهُ ، وصرّحَ بالكفرِ والتشكّكِ في شعرهِ ، فماتَ خاسئاً في أحدِ المشافي ، ولم يُصلِّ عليهِ أهلهُ لكفرهِ .
وأمّا من نحنُ بصددهِ ، فهو رجلٌ سلكَ ومشى على طريقةِ العقلانيينَ حذوَ القذّةِ بالقذّةِ ، وانتحلَ منهجهم ، وعظّمَ رجالهم ، وكتبَ وغامرَ وزاحمَ ، فأتى بما لم تستطعهُ الأوائلُ ، ولكنْ خزياً وعاراً .
إنّهُ محمود أبو ريّة .
ذلكَ المصريُّ الكاتبُ في مجلّةِ الرسالةِ ، والذي بدأ حياتهُ مُتسكّعاً على شيخِ الأدبِ وإمامهِ : مُصطفى صادق الرافعيِّ ، يقتاتُ على فتاتِ مائدتهِ ، ويستطعمهُ الفائدةَ ويستجديهِ المسائلَ ، ويغترفُ بقايا معينهِ ، حتّى أدّاهُ ذلكَ إلى أنْ صارَ شيئاً يُشارُ إليهِ بالبنانِ ! .
ثُمَّ دخلَ عالمَ التصنيفِ ، وكانَ مُبتدأُ أمرهِ تلخيصَ الكُتبِ واختصارها ، فاختصرَ منها جملةً ككتابِ " المثلِ السائرِ " و " ديوانِ المعاني " واختارَ نُخبةً من أخبارِ " الأغاني " وغيرِها ، حتّى انتهى إلى التأليفِ والتصنيفِ الخاصِّ بهِ .
وكانَ من أمرهِ أنْ سوّدَ – سوّدَ اللهُ وجههُ وقد فعلَ – مجموعةً من الصفحاتِ بكتابٍ غايةٍ في السوءِ والغلِّ ، ألا وهو كتابهُ " أضواءٌ على السنّةِ المُحمّديّةِ " ، هاجمَ فيهِ السنّةَ النبويّةَ ، وخلصَ إلى أنّها غيرُ ملزمةٍ لأحدٍ في العملِ بها ، وتطاولَ كذلكَ على الصحابةِ الكِرامِ ، وخصَّ من كتابهِ جزءً كبيراً في الهجومِ على الصحابيِّ الفقيهِ الإمامِ الربّانيِّ : أبي هريرةَ – رضيَ اللهُ عنهُ - ، وكتبَ فيهِ ما لم يكتبهُ كثيرٌ من علوجِ المُستشرقينَ ولا ضُلاّلِ الروافضِ من الهجومِ على الصحابةِ ، ولم يبقَ وصفٌ من صفاتِ السوءِ والدناءةِ إلا حطّهُ على أبي هريرةَ – رضيَ اللهُ عنهُ - ، وكانَ من جملتها اتهامهُ بالكذبِ صراحةً ، وبوضعِ الحديثِ واختلاقهِ .
وقد استقى كتابهُ السالفَ من مجموعةٍ من المراجعِ ، وكانَ على رأسِها كتابٌ لأحدِ علماءِ الرافضةِ ، وهو الشيخُ : عبدُ الحسينِ شرفُ الدّينِ ، وكتابهُ هو " أبو هريرةَ " ، وفي هذا الكتابِ خلصَ المؤلّفُ الرافضيِّ – عاملهُ اللهُ بما يستحقُّ – إلى أنَّ أبا هريرةَ – رضيَ اللهُ عنهُ – كانَ منافقاً كافراً ! ، ألا لعنةُ اللهِ على الظالمينَ .
وأمّا الفيصلُ الذي كانَ يُحاكمُ السنّةَ الصحيحةَ إليهِ في كتابهِ ، فهو العقلُ ، فالعقلُ – كما زعمَ – هو الحاكمُ والميزانُ العدلُ في نقدِ السنّةِ ، وبيانِ صحيحِها من سقيمِها .
وقد أحسنَ العلاّمةُ الشيخُ : مُصطفى السباعيُّ – برّدَ اللهُ مضجعهُ – في وصفِ أبي ريّةَ وكِتابهِ هذا ، عندما قالَ : " هذا هو أبو ريّةَ على حقيقتهِ ، جاهلٌ يبتغي الشُهرةَ في أوساطِ العلماءِ ، وفاجرٌ يبتغى الشهرةَ بإثارةِ أهلِ الخيرِ ، ولعمري إنَّ أشقى النّاسِ من ابتغى الشهرةَ عندَ المنحرفينَ والموتورينَ بلعنةِ اللهِ والملائكةِ والنّاسِ أجمعينَ " .
إنَّ من أعجبَ العجبِ أن يشتهرَ كتابُ أبي ريّةَ ، فيصلَ إلى جميعِ جامعاتِ أوروبّا وأمريكا ، وتنتهي طبعتهُ الأولى ثُمَّ الثانيةِ في فترةٍ وجيزةٍ جدّاً ، ثُمَّ يموتُ الرّجلُ ، ولا تجدُ لهُ ترجمةً واحدةً ولو يسيرةً في كتبِ التراجمِ ! ، وقد نقّبتُ فيها ، وبحثتُ واستعنتُ بأهلِ الخبرةِ والبحثِ ، فلم أقفْ لهُ على أثرٍ في كتبِ التراجمِ مُطلقاً ، فانظرْ كيفَ عاملهُ اللهُ بنقيضِ قصدهِ ! ، وأخملَ ذكرهُ بعدَ إمعانهِ في طلبِ الشّهرةِ والبحثِ عن المنزلةِ والمكانةِ ! .
ولم يكتفِ بهذا الكتابِ فقط ، بل زادَ إلى كنانتهِ سهماً آخرَ من سِهامِ الجهلِ والضلالِ ، عبرَ كِتابهِ " دينُ اللهِ واحدٌ " ، والذي خلصَ فيهِ إلى دخولِ اليهودِ والنّصارى للجنّةِ مع المُسلمينَ ، وأنَّ الإيمانَ باللهِ تعالى ووجودهِ – وحسب – كافٍ في النّجاةِ من النّارِ والدخولِ إلى الجنّةِ .
كلُّ ذلكَ لم يُغنِ عنهُ شيئاً ! ، بل كانَ عليهِ وبالاً وسوءاً ، ووقعتِ الواقعةُ التي فضحتْ قصدهُ وكشفتْ خبيئهُ .
إنّها لحظةُ الموتِ وسكراتِهِ ، حيثُ لا يخفى شيءٌ من الحالِ ، وصدقَ الإمامُ أحمدُ – أعلى اللهُ درجتهُ في الجنّةِ - : " قولوا لأهلِ البدعِ بيننا وبينكم الجنائزُ " .
فكانتْ هذه خاتمتهُ ونهايةَ أمرهِ في الدّنيا :
سمعتُ من شيخي العلاّمةِ : مُحمّدِ بنِ مُحمّدٍ المُختارِ الشنقيطيِّ – متّعهُ اللهُ بالعافيةِ – في مجالسَ مُتعدّدةٍ ، أنَّ أبا ريّةَ عندما كانَ في وقتِ النزعِ الأخيرِ ، وساعةِ الاحتضارِ ، حضرهُ نفرٌ من النّاسِ ، ورأوهُ وقد اسودَّ وجههُ – والعياذُ باللهِ – وكان يصرخُ مرعوباً فزِعاً بصوتٍ عالٍ ، وهو يقولُ : آه ! ، آه ! ، أبا هريرةَ أبا هريرةَ ، حتّى ماتَ على تلكَ الحالِ .
اللهمَّ إنّا نعوذُ بكَ من الخذلانِ والضلالِ .
إنَّ اللهَ ليغارُ على أوليائهِ .
ومن حاربهُ في أوليائهِ ، أو بارزهُ فيهم ، فإنَّ أجلَ اللهِ لهُ بالمرصادِ ، والخاتمةُ السيئةُ لمن هذا حالهُ أقربُ من شِسْعِ نعلهِ ، فمن أطلقَ لسانهُ في أولياءِ اللهِ وأصفياءهِ ، فإنَّ جُندَ اللهِ من الأقدارِ مُجهّزةٌ ، وطوارقُ الشرِّ لهُ بالمرصادِ ، هذا في الدّنيا ، وأمّا في الآخرةِ فلا يعلمُ أمرَ ذلكَ إلا اللهُ سُبحانهُ وتعالى .
هذه بعضُ مصائرِ العقلانيينَ ، فهل من مُعتبرٍ ! .
واللهِ إنَّ حياتهم حيرةٌ وقلقٌ وتخبّطٌ ، لا يعلمونَ من الحقِّ إلا قليلاً ، وبقيّةُ دينِهم يحتذونَ فيهِ من غلبَ وبزَّ .
هذه أسفارهم ومقالاتُهم ، هل تجدونَ فيها نوراً من أنوارِ الكتابِ والسنّةِ عليها ؟ ، واللهِ إنّها ظلماتٌ بعضُها فوقَ بعضٍ ، تُقسّي القلبَ ، وتُغضبُ الرّبَّ ، وتفتحُ أبواباً كانتْ موصدةً تؤدّي إلى الزندقةِ والضلالِ .
تبّاً لمن كانتِ الشريعةُ خصمهُ ، وسُحقاً لمن حاربَ اللهَ في كتابهِ ، وبُعداً لمن نابذَ النبيَّ الكريمَ – صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ – في سنّتهِ وهديهِ .
من سيماهم تعرفونهم ، فهل هؤلاءِ سيماهم وصفاتُهم هي من سماتِ أهلِ الخيرِ والصلاحِ ؟ ، هل هم من أربابِ المساجدِ والصلواتِ وقيامِ الليلِ والبرِّ والصدقةِ والعفافِ والصلةِ ؟ ، هذا هو دينُ اللهِ تعالى ، علمٌ وعملٌ ، وأمّا دعواتُ هؤلاءِ الممسوخينَ فهي التمرّدُ على الدينِ باسمِ القراءةِ الجديدةِ للتراثِ ، وتارةً باسمِ التفكيكِ للمنهجِ السلفيِّ ، وأخرى باسمِ الفهمِ الجديدِ للدّينِ .
هذه بعضُ القصصِ التي وقعتْ لهم ، لتعلموا كيفَ يُقاسونَ ويُعانونَ ، ومن أصدقُ من اللهِ قيلاً : (( ومن أعرضَ عن ذكري فإنَّ لهُ معيشةً ضنكاً ، ونحشرهُ يومَ القيامةِ أعمى ، قالَ ربِّ لمَ حشرتني أعمى وقد كنتُ بصيراً ، قالَ كذلكَ أتتكَ آياتُنا فنسيتَها ، وكذلكَ اليومَ تُنسى )) .
ملاحظةٌ : إذا وقفَ أحدُكم على ترجمةٍ لأبي ريّةَ ولو مُقتضبةٍ ، فلْيراسلني - كرماً منهُ وتفضّلاً - على بريدي ، فقد أضناني البحثُ ولم أجدْ شيئاً ، ووجدتُ قديماً ترجمةً لكاتبِ اسمهُ : جمال محمود أبو ريّة ، لهُ مجموعةٌ من المؤلّفاتِ في قصصِ الأطفالِ ، ولا أدري هل هو ابنهُ ، أم تشابهٌ في الأسماءِ ؟ ، فمن كانَ عندهُ بقيّةٌ من خبرٍ ، أو أثارةٌ من علمٍ فلْيُغثنا .
دمتم بخيرٍ
منقول من منتدى التوحيد

الجمعة، 4 سبتمبر 2009

يهزلون في موضع الجد

يهزلون في موضع الجد







* فهمي هويدي



الكاتب و المفكر الاسلامى فهمى هويدى

مؤتمر حركة فتح الذي انعقد في بيت لحم يثير من علامات الدهشة والإحباط أكثر مما يثير من أسباب الثقة والتفاؤل، ذلك أنه من عجائب عالم السياسة أن تعقد حركة تحرير مؤتمرها تحت مظلة الاحتلال، وبموافقة العدو، بل وتذهب إلى أبعد، فتنتخب مجلسا «ثوريا» وتتحدث في بيانها عن حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الأشكال.







وهو كلام كبير، إذا أخذ على محمل الجد، فإنه يعني إطلاق شرارة المقاومة فور انتهاء جلسات المؤتمر، خصوصا أن الظرف مهيأ تماما لذلك. فلا المفاوضات أوصلت إلى شيء. ولا الاستيطان توقف. ثم إن عملية تهويد القدس مستمرة يوما بعد يوم، أما الحكومة الإسرائيلية الراهنة، فقد أغلقت الأبواب أمام أي احتمال للتفاهم حول أي عنوان من عناوين القضية، وتلك ملابسات توفر للمجلس «الثوري» فرصة نموذجية لكي يؤدي واجبه ويثبت جديته وشرعيته، لأنه إذا تشكل ثم سكت فمن حق أي مواطن أن يسأل: إذا لم يثر أعضاؤه في هذه الظروف، فمتى يثورون إذن؟





لست أبالغ. فمثل هذه التوقعات تُعد ترجمة عادية جدا للكلام الذي صدر عن المؤتمر، يخطر على بال المرء إذا أحسن الظن به، وتصور أنه يعني حقا ما يقول.





لكن هذا الأمل لا يلبث أن يتراجع حين يفتح المرء عينيه على حقيقة الرعاية الإسرائيلية للمؤتمر، والجهد الحثيث الذي تبذله أجهزه السلطة «الوطنية» لملاحقة المقاومين واعتقالهم وتعذيبهم، إضافة إلى التنسيق الأمني مع الإسرائيليين، لإحكام عملية الملاحقة والاعتقال، فضلا عن إجهاض أي عمليات فدائية، وهو ما يدعونا إلى القول إن حكاية مقاومة الاحتلال بكل الأشكال كانت تعبيرا إنشائيا وليست موقفا حقيقيا، وأن المجلس الثوري لا يراد له أن يفعل أكثر مما يفعله مجلس الأمومة والطفولة في مصر!







من العجائب أيضا أن يعقد مؤتمر حركة فتح للمرة الأولى منذ عشرين عاما، دون أن تعرض عليها أي وثائق أو تقارير عن الأنشطة المختلفة خلال الفترة السابقة، وهذا تقليد معمول به في جميع التنظيمات السياسية والمؤسسات الأهلية، من الأحزاب السياسية إلى التعاونيات والاتحادات الطلابية، وقد قرأت أن خمسة أو ستة تقارير أعدت بالفعل، ولكنها استبعدت جميعا، واعتبرت كلمة رئيس السلطة في افتتاح المؤتمر هي الوثيقة التي يتعيّن على المشاركين أن يهتدوا بها في مناقشاتهم وتحديد مواقفهم.





وهو ما ذكرنا بالتقليد المتبع في أنظمتنا الذي بمقتضاه يتحول كلام أي رئيس إلى خطاب تاريخي وخطة عمل، وفي غيبة تقرير سياسي حقيقي يقدم إلى المؤتمر، فإن اللقاء فقد عموده الفقري، وتحول مؤتمر الحركة إلى شيء أقرب إلى مجرد كلمة موسمية.







من العجائب كذلك أن الأعضاء الذين حضروا مؤتمر الحركة، جرى حشد أعداد كبيرة منهم بواسطة الأجهزة الأمنية، التي تخيرت أناسا بذاتهم للوصول إلى نتائج محددة سلفا، في مسلك هو صورة طبق الأصل لمؤتمرات الاتحاد الاشتراكي في مصر ومؤتمرات اللجان الثورية في ليبيا،







وفيما علمت، فإن لجنة تحضيرية للمؤتمر تشكلت في عمان، كان يفترض أن تتولى مسائل العضوية والتقارير التي ستعرض على «كوادر» الحركة، ولكن السيد أبومازن ألغى اللجنة بعدما بدأت أعمالها بالعاصمة الأردنية، واستبدلها باجتماع عقد برئاسته في رام الله لطبخ مسألة العضوية وفتح الباب لتحضيرها. وكانت النتيجة أن المؤتمر الذي كان يفترض أن يشارك فيه ما بين 1200 و1600 عضو، حضره أكثر من 2250 عضوا، لم يعرف أحد من أين جاءوا ولا من الذي رشحهم للعضوية، وإزاء ذلك لم يكن مستغربا أن ترتفع أصوات شككت في هوية أعداد كبيرة من الحاضرين، كما شككت في دوافع اختيارهم.







العجيبة الرابعة أن المؤتمر الذي يفترض أن يضم كوادر «فتح»، كان طوال الوقت تحت مراقبة صارمة من الأجهزة الأمنية، التي لم تتردد في قمع أي عضو يشك في تجاوبه مع المخطط المرسوم، وكلمة «قمع» هذه لا مبالغة فيها، لأن الأخبار تحدثت عن قيام عناصر الأجهزة البوليسية بالاعتداء بالضرب على شخصيات مهمة محسوبة على خط أبومازن. ومن هؤلاء اللواء توفيق الطيراوي رئيس المخابرات السابق والعميد أبوحسن الشيوخي (75 سنة) والعميد ماجد حيمور الذي قدم من الأردن، وقد نقل الثلاثة إلى المستشفى لتلقي العلاج من آثار الضرب المبرح، الذي ما كان يخطر على بال أحد.







في ظل استمرار هذا الوضع أخشى أن يعاني الفلسطينيون مما عانيناه في أغلب الأقطار العربية، حين ذهب الاستعمار الأجنبي وحلت محله نخبة «وطنية» كانت أسوأ منه، ما جعل كثيرين يتحسّرون على زمن الاحتلال، وها هي سلطة رام الله التي مازالت تتمسح في التحرر الوطني، تبشرنا بما تمارسه من «قمع وتدليس» بأنها بصدد تكرار السيناريو البائس الذي خبرناه.





إن أحلامنا لم تعد تؤجَّل فحسب، وإنما أصبحت تُجهَض واحدا تلو الآخر.



http://fahmyhoweidy.blogspot.com/2009/08/blog-post_2134.html







*مفكر اسلامي مصري

جريدة الرؤية الكويتية

12/8/2009

الاثنين، 17 أغسطس 2009

سلسة الرد على شبهات دعاة التكفير

كتاب الكتروني/سلسة الرد على شبهات دعاة التكفير

--------------------------------------------------------------------------------




بسم الله الرحمن الرحيم

سلسة الرد على شبهات دعاة التكفير
صورة الكتاب



عناصر السلسلة


البداية
المقدمة
الشبهة الأولى:
تكفيرهم بمسألة الحكم بغير ما أنزل الله بدون تفصيل !
الشبهة الثانية:
الرد على إستدلالهم بخروج الزبير والحسين رضي الله عنهما
الشبهة الثالثة:
إستدلالهم بقصة تروى عن أحمد بن نصر الخزاعي
الشبهة الرابعة :
زعمهم بأن تحيكم القوانين كفر أكبر مخرج من الملة بالإجماع ولو بدون استحلال
الشبهة الخامسة:
زعمهم بأنه لا يوجد عالم ألبتة أعتبر تحكيم القوانين كفر أصغر إلا بالإستحلال
الشبهة السادسة:
قولهم"سلمنا لكم بوجوب الإستحلال في التكفير ولكن حكامنا اليوم إستحلوا ما فعلوه بدليل أنهم شرعوا هذه القوانين وحكموا بها بين الناس"
الشبهة السابعة:
إستدلالهم ببعض أقوال أهل العلم الذين اعتبروا تحكيم القوانين كفر أكبر
الشبهة الثامنة:
تكفيرهم الحكام بدعوى أنهم طواغيت !
الشبهة التاسعة :
قياسهم القوانين الوضعية بقانون الياسق
الشبهة العاشرة:
إستدلالهم بفتوى العلامة ابن ابراهيم رحمه الله
الشبهة الحادية عشر:
إستدلالهم بإحدى فتاوى العثيمين
الشبهة الثانية عشر :
إستدلالهم بفتوى الشيخين الأخوين شاكر(أحمد ومحمود)
الشبهة الثالثة عشر:
إستدلالهم بإحدى فتاوى العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
الشبهة الرابعة عشر:
إستدلالهم بمقولة(ومن لم يلتزم هذا فهو كافر)
الشبهة الخامسة عشر:
إستدلالهم بقوله تعالى({فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤمِنُونَ حَتَى يُحَكِّمُوكَ فِيْمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجَاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}،
الشبهة السادسة عشر:
إستدلالهم بقوله تعالى { وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}
الشبهة السابعة عشر:
إستدلالهم بقوله تعالى({أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ}
الشبهة الثامنة العشر:
إستدلالهم بقوله تعالى{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً}
الشبهة التاسعة عشر:
إستدلالهم بقوله تعالى(ولا يشرك في حكمه أحدا).
الشبهة العشرون:
إستدلالهم بقوله تعالى( وما اختلفتم فيه من شيءٍ فحكمه إلى الله)
الشبهة الثانية والعشرون :
إستدلالهم بسبب نزول قوله تعالى ) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ (
الشبهة الثانية والعشرون :
إستدلالهم بسبب نزول قوله تعالى ) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ (
الشبهة الثالثة والعشرون:
استدلالهم بقوله تعالى(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون)
الشبهةالرابعة والعشرون
:إستدلالهم بقوله تعالى({إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}
الشبهة الخامسة والعشرون:
إستدلالهم بأثر ابن مسعود
الشبهة السادسة والعشرون:
إستدلالهم بقصة الرجل الذي نكح زوجة أبيه
الشبهة السابعة والعشرون:
إستدلالهم بمقاتلة الصحابة رضوان الله عليهم لمانعي الزكاة
الشبهة الثامنة والعشرون:
تفرقتهم بين الحكم في الواقعة(المسألة) وبين الحكم في التشريع العام.
الشبهة التاسعة والعشرون:
قولهم بكفر الإعراض
الشبهة الثلاثون:
تنابزهم بالألقاب ورميهم لأهل السنة بالإرجاء

رابط تحميل

http://www.salafishare.com/arabic/26...IC/U10U2N3.rar

الكتاب من عمل
اخوكم في الله
بشير
مصنوع من موضوع اخونا
جمال البليدي
في البيضاء العلمية
بعد الاستئذان منه
هدانا الله وإياكم إلى سواء الصراط

فتنة التَّكفير

فتنة التَّكفير
لقاء مع قناة المجد
[على إثر تفجيرات الرياض]
للشيخ
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ

[مفرّغ]

بسم الله الرحمن الرحيم
راشد الزهراني (مقدِّم): الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الإخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وأهلا ومرحبا بكم في لقاء متجدد في ملفات خاصة والتي تستضيف في هذا اللقاء معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ....
معالي الشيخ .... أولاً أول الأسئلة التي تتبادر إلى الذهن: هل هذه الأحداث وهذا العنف الذي يقع سواء في بلادنا أو في غيرها من البلاد الإسلامية يكون وراءه أفكار أعني معينة أم أنه يهدفون من ورائها إلى إصلاح أو قضايا أخرى؟
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فلا شك أن تاريخ الانحراف في تاريخ المسلمين قديم، هو ابتدأ في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين خرج رجل يتَّهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه لم يعدل في قسمته، آل الأمر إلى خروج طائفة تسمى طائفة الخوارج يتعبدون الله جل وعلا بالقتال غير المشروع للمسلمين ولغير المسلمين، وهذه الطائفة –حسب معتقدها وحسب ظنها وحسب ما تريد- ترمي إلى إحقاق الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان من ذلك في ظنهم قتل عثمان بن عفان وقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وهما صاحبا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وممن شهد لهما النبي صَلَّى الله عليه وسلم بالجنة، فقتلوهما يريدون من ذلك الأجر والثواب.
فأحيانا يأتي الشيطان إلى المتلبس بالدين الراغب في نصرة الدين يأتيه من هذه الجهة؛ من جهة غيرته، من جهة ديانته، من جهة حبه للإسلام للمسلمين حبه لكتاب الله، حتى يحرفه من هذه الجهة فيقوده إلى الغلو والانحراف.
فإذن هذه الأحداث الأخيرة ليست جديدة في الواقع على الأمة الإسلامية وإن كانت في تصويرها وهيأتها وشكلها وعُنْفها فيها بشاعة كبيرة ربما قلت أن مرت على الأمة الإسلامية؛ لكن أساساتها وهي الفكر المنحرف الغالي الخارج عن طريقة أهل السنة والجماعة الذي ينحو إلى التكفير؛ تكفير المسلمين أو تكفير أصحاب المعاصي أو تكفير الحكام أو تكفير الدول، وينحو إلى الغيرة غير المنضبطة بضوابط الشرع هذا الانحراف الكبير والجرأة أدى إلى مثل هذه الأعمال الكبيرة، فنحن حينما ننظر إليها ننظر إلى تاريخ لأمثال هؤلاء وليست وليدة اليوم ولا البارحة.
راشد: أحسن إليكم معالي الشيخ يعني أترون أن من الأسباب التي كان بسببها هذه التفجيرات هي قضية أن بعض من فعل هذا يحمل فكر التكفير يا شيخ؟
الشيخ: لاشك أن الأحداث هذه سبقتها أحداث في الرياض من سبع سنوات، وقد قابلوا الذين فجروا في الرياض من سبع سنوات وبيَّنوا أنهم يدينون بالتكفير حتى تكفير العلماء فضلا عن تكفير غيرهم.
فهذا الأمر مستقر وإن لم يظهروه؛ لأن كون الإنسان يقدم على مثل هذه الأعمال الإجرامية البشعة لابد أن يكون عنده دافع يبرر له ما فعل، وهذا التبرير لا يكون إلا بتكفير الناس أو تكفير بعضهم، ذلك يؤول إلى عدم قبول العلماء وعدم الرضا عن المجتمع أوالرغبة في الجهاد بحسب ظنه الجهاد -غير المكتمل الشروط الشرعية-.
راشد: وهذا ما يفسر معالي الشيخ حينما كنتم نائبا لوزير الشؤون الإسلامية بعقد دورة بعد أحداث الرياض في مدينة الرياض عن التكفير والوسطية؟
الشيخ: هذا صحيح لأن موضوع التكفير دائما متجدد في الأمة هو مرتبط بفكر الخوارج على العموم، والنبي صَلَّى الله عليه وسلم حينما تحدث على الخوارج قال «لا يزالون يخرجون حتى يقاتِل آخرُهم مع الدجال» فظهور الخوارج ليس مقتصرا على الزمن الأول، (لا يزالون يخرجون) لكن في أثواب جديدة، ويجمعها أنّهم يذهبون إلى الغلو، الغلو في مجالات ومنها قضية التكفير، فمسائل التكفير هذه هي السبب الذي يُقنع به الشباب هؤلاء أو من ينحو هذا المنحى يقنع به نفسه أن تصرفه سليم، فهو ينحو إلى شيء يريد تبريرا له، وهذا الذي نحى إليه هو من جهة نفسية يكون إما من واقع المجتمعات الإسلامية، أو تسلُّط غير المسلمين على المسلمين في أنفسهم أو في بلادهم، أو من حيث كثرة المنكرات الموجودة، أو من حيث تَعَطُّل بعض أنواع الجهاد ونحو ذلك.

راشد: أحسن الله إليكم، معالي الشيخ مسائل التكفير يعني واضحة وبينة في كتاب الله وسنة رسوله، ويعني في مناهجنا التعليمية والحديث على هذا الموضوع وخطورته؛ لكن مع هذا كله وقع بعض الانحراف ما هو السبب معالي الشيخ؟
الشيخ: أولا أحب أن أقدم أن التكفير حكم؛ التكفير معناه أن تكفر مسلما، والتكفير أتى في كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى الله عليه وسلم، تكفير من كفره الله جل وعلا أو تكفير المسلم الذي ارتد عن دينه هذا حكم موجود في الكتاب والسنة يقول الله جل وعلا ﴿وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ﴾[التوبة:74]، وقال ﴿كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ﴾[آل عمران:86، 90]، وقال ﴿مَن يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾[المائدة:54]، والنبي صَلَّى الله عليه وسلم بين أن من المرتدين «التَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلجَمَاعَةِ».
فإذن حكم التكفير موجود، ومنهج أهل السنة والجماعة أن الردة قد تعرض على المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إما بقول أو فعل أو اعتقاد أو شك، وهذا هو الذي دونه أهل العلم في كتب التفسير وكتب العقائد وكتب الفقه من أتباع الذاهب الإسلامية جميعا؛ لكن هذا الأمر الذي هو موجود في التفاسير وموجود في الأحاديث وموجود في الشروح وموجود في كتب الفقه حتى لا يوجد مذهب إلا وهناك باب خاص في هذا الأمر اسمه باب حكم المرتد.
هذا التكفير مع صعوبته وكونه من أواخر أبواب الفقه خاض فيه من لا يعرف أحكام الصلاة التفصيلية ولا أحكام الزكاة التفصيلية، وهو أصعب الأبواب من جهة الفهم وجهة التطبيق.
باب التكفير على العموم لا يليه أفراد الناس، إذا كان الحكم في مسائل البيوع الموجودة في كتب الفقه يليه أو يتولاه من هو متخصص في البيوع، أحكام الشركات من هو متخصص في الشركات، أحكام الأوقاف والوصايا والمواريث من هو متخصص في الفرائض والوصايا والمواريث، الجنايات من يحكم بأن هذا يقتل وهذا يقتص منه وهذا يعطى الدية وهذا إلى آخره من الأحكام الشرعية؟ من هو مختص في أحكام القضاء أو من أهل الفتوى، فكيف بالحكم على مسلم بالردة، لاشك أن هذا الأمر من أصعب ما يكون من جهة الفتوى ومن جهة الحكم، ولذلك الحكم فيه ليس للأفراد، وليس هو مما يطالب كل مسلم أنه يطبقه، أو أنه يقول أنا أحكم على فلان وفلان بحسب ما أرى، هذا مرتبط بوجود شروط ووجود موانع ووجود أحكام تفصيلية له، فلهذا أهل العلم يجعلون أبواب التكفير مُوكَلَة إلى القضاة فقط وليست إلى عامة الناس، ولا حتى أفراد طلبة العلم أنه يقول فلان ارتد وفلان خرج من دينه هذا كافر ونحو ذلك، هذا حكم مختص بالقاضي، القاضي هو الذي يحكم، أو المفتي الذي اجتمعت فيه شروط القضاء، المفتي الذي يحسن القضاء يعني إثبات الشروط وإثبات انتفاء الموانع.
لهذا نقول: إنّ التسارع الذي حصل في هذه المسائل، أنا لست مع من ينفي هذا الحكم الشرعي، لاشك أن هذا خطورة أنه نقول: إنه لا يوجد باب اسمه باب ردة، ولا يوجد أن المسلم يمكن يرتد، ولا يصح أن نكفر. حتى هناك من قال: لا تكفروا اليهود والنصارى لا تكفروا غير المسلمين، هذا مناقضة لأحكام الله جل وعلا في كتابه وأحكام النبي صَلَّى الله عليه وسلم؛ لكن المسألة الحكم موجود في الكتاب والسنة؛ لكن من يلي هذا الحكم؟ أهل العلم ذكروه، لكن من يلي هذا الأمر؟ هنا يأتي ضبط المسألة، فإذن المسألة من جهة فقهية ومن جهة عقدية موجودة.
المسألة تعرض لها في كتب العقائد -مسائل التكفير- وعرضها في كتب العقائد من جهة الاعتقاد لا من جهة الحكم؛ لأن الأحكام في الواقع هذه مرتبطة بالفقه، العقيدة فيها بعض أنواع التكفير لتعتقدها؛ يعني من هو الذي يكفر؟ ما هي الأعمال المكفرة ما الصفة؟ حتى يحذر منها المسلم ويعتقد ما قاله الله جل وعلا وقاله رسوله صَلَّى الله عليه وسلم.
من هنا بدأ الخلل بعد التفجيرات التي ذكرتها سابقا في الرياض وعلى إثرها عقدها في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عدة محاضرات ودورات تتعلق بإيضاح مسائل الغلو والدعوة إلى الوسطية وإيضاح مسائل التكفير، ومنها الدورة التي ذكرتها في مطلع السؤال.
هذه الدورات تهدف إلى بيان ما يتصل بهذه المسألة وتحذير الشباب من أن يتعاطوا هذه المسألة، وأنا بحكم قربي من طائفة كبيرة من الشباب وطلبة العلم من قديم أجد أنّ كثيرا من الشباب يرومون الخوض في هذه المسائل ويأنسون لها، وهذا خلاف ما يجب عليهم الواجب عليهم أن يدخلوا ويبحثوا على المسائل التي تنفعهم في دينهم أما المسائل التي هي من اختصاص القضاء أو من اختصاص المفتي أو نحو ذلك ما فيه أحكام كبيرة، هذا ليس من الحسن أن يدخل فيه أفراد الناس؛ بل يسبب ضلالا وانحرافا في الطريق، الحظ أيضا أن دخول الناس في هذه المسائل سيؤول إذا لم يُحَدّ منه إلى أن يكفر بالهوى يعني شخص ما أعجبته تصرفات شخص آخر أو قال أن هذا التصرف يلزم منه أنه يكره الدين، هذا التصرف يلزم منه أنه يفعل كذا، فيكفِّر باللازم، وهذا وجد في بعض البلاد الإسلامية بعض الفئات والجماعات تكفر باللازم؛ يعني يقول يلزم من كلامه أنه يكون كذا وكذا وكذا، وكما يقول أهل العلم من الأصوليين وغيرهم لازم المذهب ليس بمذهب وناقل الكفر ليس بكافر، قد يكون بعض الكلام الذي قد يؤاخذ صاحبه عليه لكن لا يبلغ به هذا المبلغ.
من المسائل أيضا التي أدت إلى فكر التكفير بشكل عام الخوض في مسائل الحكم بغير ما أنزل الله، وهذا الحكم بغير ما أنزل الله معروف تفاصيل الأحكام عليه في كتب أهل العلم في العقيدة والحديث والفقه والتفسير أيضا منذ القديم، تكلم فيه ابن عباس رضي الله عنهما وتكلم فيه أئمة الإسلام؛ لكن الآن تجد الشاب بعض الفئات خمسة عشر، سبعة عشرة سنة، عشرين، خمسة وعشرين سنة ما عرفوا أحكام الفقه ولا أحكام العقيدة تجد أنه يجادل في مسائل الحكم بغير ما أنزل الله فجعلت هدفا لإحياء قضايا التكفير عند بعض الجماعات والفئات.
راشد: السبب معالي الشيخ؟ يعني هؤلاء الشباب في هذا السن يتركون العلوم الواضحة البيِّنة ويقدمون على مثل هذه الأشياء؟
الشيخ: أتصور أن نفسية الشاب وحبذا أيضا في هذا المقام أنه لو يستعان بأطباء أطباء النفس طبيب متخصص طبيب نفسي في عرض وجهة النظر؛ لماذا يجنح الشاب إلى أصعب الأمور، إلى التكفير، إلى قتل النفس، إلى هذه المسائل التي فيها انحراف وجرم كبير لماذا يلجأ إليها.
أنا في تصوري من واقع التجربة أن الشاب عنده رغبة في إثبات نفسه، وإثبات غيرته على الدين، وعنده رغبة في أن يقول للصّح صح وللغلط غلط بمنظوره هو، فيندفع في وجهته في هذا صح وهذا غلط يؤديه بأن هذا إيمان وهذا كفر، فالشاب يريد الإثبات يريد التميز، فالآن تصرفات الشباب بشكل عام، حتى الشباب الذي عنده تصرفات شهوانية أو أشباه ذلك في ملابسه مثلا أو في سلوكه أو في أعماله أو في هيئاته أو نحو ذلك، هو يبحث عن التميز، هذا صراع نفسي في داخله، يبحث عن التميز، لفت النظر إلى آخره، هذه قد تلبس أيضا ثوب الدّين، فيذهب إلى هذه المسائل الصعبة التي يَبرز فيها بحسب ظنه ويترك المسائل التي تنفعه في دينه لأنها لا تُبْرِزه؛ تجعله شخص غير صاحب رؤية مثلا، أو كذا؛ لأنه يتكلم، إذا بحث في مسائل العقيدة العامة في الإيمان وأركان الإيمان ونحو ذلك مسائل الصلاة، العبادة، الطهارة، العبادات، أحكام بعض المعاملات؛ العِشْرَة، التعامل، الاجتماعيات؛ البر، طريقة التعامل؛ الصلة، الحقوق؛ حقوق نفسه عليه، حقوق والديه، حقوق أقاربه، حقوق ولاة الأمر، حقوق أهل العلم، حقوق المسلمين، يجد أن هذه مسائل تفرض عليه أشياء ولكن لا تعطيه تميُّزا، فلذلك يجنح إلى شيء يثبت به صحة إيمانه وغيرته على الدين وصحة محبته للإسلام، فيجنح إلى أشياء صعبة مثل قضايا التكفير أو الجهاد الذي لم تكتمل شروطه الشرعية.
راشد: ذكرتم معالي الشيخ في لقائكم بما يتعلق بالتكفير أنه هناك شروط وموانع؛ يعني كون إنسان قد ينتقل من الإسلام للكفر هذا ثابت كما في كتب الفقه؛ لكن ما هي الشروط التي يأخذ بها القاضي أو الفقيه أو العالم حتى يحكم على إنسان بالكفر.
الشيخ: أولا نعرِف أن أحكام الشريعة في تحقيقها منوطة بشروط ومنوطة بموانع، هذا والأصوليون يجعلون من الأحكام الوضعية السبب والشرط والمانع إلى آخره، فهي مرعية في جميع الأحكام، إذا نظرنا للطهارة نقول شروط صحة الوضوء كذا، الصلاة شروط الصلاة كذا، النواقض الوضوء هذا، مبطلات الصلاة فيه عدة أشياء، وهكذا في الحج، في الزكاة، في مسائل كثيرة، حتى البيوع له شروطه النكاح له شروط أركان إلى آخره، كيف هذه المسألة العظيمة مسألة إخراج مسلم من دينه، أو الحكم على إنسان بأنه ليس بمسلم ليس بمؤمن، هذا ما فيه شك أنه سيحتاج إلى قواعد شرعية، الشريعة إذا كانت مسائل العبادات التي لا تؤدي إلى صراع بين الناس جعلت لها قواعد وشروط وموانع، فكيف بهذه المسألة العظيمة.
لهذا أهل العلم قالوا: إنه لا يجوز إخراج؛ لا يحل إخراج مسلم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الهم من دينه إلا ببينة في الوضوح بمثل البينة التي دخل بها إلى الإسلام. هو دخل بشيء واضح أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإخراجه من هذه الشهادة لابد أن يكون بشيء واضح في ذلك، ولذلك جعلوا هناك شروط وهناك موانع لابد من الانتباه لها.
من الشروط أن يكون فيما أتى من قول قاصدا للقول، قاصدا للفعل، أن يكون عنده علم بما يقول، ما يكون مثلا جاهل، ما يكون مثلا نشأ في مكان بعيد لا يعرف الأحكام، ما يكون عنده شبهة، أيضا لابد من إزالة الشبه التي عنده في الحكم عليه؛ لأنه احتمال عنده تأويل، احتمال عنده فهم خاطئ، احتمال احتمال، احتمال، فإذا وردت الاحتمالات على قول أو فعل أو سلوك فلابد من أن يكون هناك مرجعية، القاضي يستفسر منه، أن فيها إثبات أو المفتي يستفسر منه ويجاوبه.
كذلك أن التكفير يكون بمجمع عليه التكفير ما يكون بالمسائل الخلافية، فإذا كان هناك مسألة اختلف فيها العلماء من المسائل.
شخص يقول أن هذا الأمر مكفر والآخر يقول لا، ولا دليل واضح من الكتاب والسنة ينصر أحد القولين، فإذن المسألة صارت اجتهادية في الحكم على مسألة بالردة هذا لا تكفير فيها؛ لأن المسألة التكفير إخراج من الدين فلابد أن يكون بشيء واضح مجمع عليه متفق عليه، أما المسائل المختلف فيها فكما هو معلوم أنه لا تكفير على ذلك.
العلماء؛ علماء الدعوة السلفية بشكل عام خاصة فيما تأصل من المدرسة عن شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والإمام محمد بن عبد الوهاب ومن تبعهم رحمة الله على الجميع لحظوا هذا في توسع الكتب الفقهية في أحكام الردة، إذا نظرت مثلا إلى كتب فقهاء السادة الحنفية تجد أن باب حكم المرتد طويل وفيه تفصيلات حتى إنهم يحكمون بالكفر على من صغر المصحف فقال: مُصَيْحَف، أو صغّر المسجد فقال: مُسَيْجِد، أو قال لفظا أو عمل عملا يوهم أو يُظنه امتهان أو إهانة للإسلام أو عدم تعظيم الواجب، كذلك فقهاء السادة الشافعية، كذلك فقهاء السادة المالكية، وفقهاء الحنابلة رحمة الله على الجميع، توسعوا في أبواب الفقه في هذا الأمر.
جاءت أئمة الدعوة السلفية لحظوا هذا الأمر، وهم الآن يأتون يعني بعض من لا يفهم حقيقة المذاهب وحقيقة أئمة الدعوة السلفية خاصة شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب ومن تبعهم يظنون أنهم هم الذين وسعوا التكفير، وفي الحقيقة هم الذين ضيقوه؛ لأنك إذا وجدت الشروط تجد الذي يفصل في الشروط والموانع تجد فيها شيخ الإسلام ابن تيمية، حتى أنه نفى أن يكون هناك تكفير لمتأول أو أن يكون هناك تكفير بما ليس بمجمع عليه.
هنا لما جاء الفقهاء وجعلوا من نواقض الإسلام من شك في كفر الكافر، جاء بعض الناس وقالوا كفر الكافر هذا يعني إذا حكمت على واحد بالكفر وشكّ في كفره أحد فالذي شك هو كافر، بيَّن شيخ الإسلام ابن نيمية وابن القيم وأئمة الدعوة أيضا بينوا على أن الكافر الذي أراده العلماء بهذه اللفظة من هو؟ هو الكافر الذي كفّره الله وكفّره رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالنص أو كان تكفيره مما هو مجمع عليه مما هو معروف معلوم من الدين بالضرورة أن يكون خارجا من الملة، فأما من كان اجتهاديا الحكم عليه أو حكم عليه البعض وترك البعض فهذا ما يدخل في مثل هذه القواعد.
إذن علماء الدعوة ضيقوا الدائرة، إذا نظرت مثلا إلى كتاب ابن حجر العلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي، الفقيه الشافعي المعروف له كتب مشهورة وكان مفتيا في مكة، له كتاب خاص بالمكفرات كبير جدا عنوانه (الإعلام بقواطع الإسلام)، تكلّم فيها على المكفرات وعن أنواع النواقض؛ لكن لما أتى علماء الدعوة ضيَّقوا ذلك في المشهور وبعد وجود الشروط وانتفاء الموانع، وذكر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، طبعا ابن حجر الهيتمي في القرن التاسع والعاشر الهجري.
بعد ذلك بينوا أن المسألة لابد أن تضيق ليست لكل أحد.
فإذن موجود في تراث الفقه الإسلامي وفيما نص عليه الفقهاء موجود سَعَة فيما يكون به المسلم مرتدا، جعلوا التكفير بالقول بالفعل بالاعتقاد بالشك، فيه أشياء كثيرة.
لما أتت الدعوة السلفية ولاحظت هذا الأمر وكان مقصدها الأصل هو في توحيد العبادة، توحيد العبادة عبادة الله جل وعلا وحده وعدم صرف الدعاء لغير الله جل وعلا والاستغاثة بغير الله أو الذبح لغير الله ونحو ذلك، أتوا إلى مسائل مشابهة فوجدوا أنه يُخشى من التوسع في هذا الأمر فضيقوا الخناق، بعض الأتباع نجده في بعض البلاد الإسلامية أو حتى في هنا ما مضى ربما نحوا إلى هذا المنحى فيردهم أهل العلم، فلذلك أهل العلم الراسخون المتحققون بفهم الكتاب والسنة وبفهم ما كان عليه سلف الأمة لا يوسعون دائرة التكفير بل يضيقونها من أجل أن إثباتها ليس بالأمر السهل.
راشد: ترتب عليها أحكام؟
الشيخ: ترتَّب عليها أحكام شرعية، وفي إقامة الحكم عليه، وفي أحكام أهله إلى آخره، حتى وجد أن من يجعل بعض المسائل الخلافية تترتب عليه الأحكام.
مثلا مسألة ترك الصلاة، ترك الصلاة كما هو معروف عندا الراجح من أقوال أهل العلم أن تارك الصلاة تهاونا أو كسلا أنه يكفر لأجل الحديث «من تركها فقد كفر»، المسألة خلافية تعرف الشافعية لا يكفرونه وهناك مناظرة، وكذلك الحنفية وغيرهم، وهنا أتى من طرد هذا الأمر إلى أن قال: من ترك الصلاة فإنه ينفسخ نكاحه تلقائيا، رتّب عليه أحكام، وهذا ليس بجيد؛ لأن:
الأحكام تترتّب:
• إما بمُجْمَع عليه.
• أو بحكم حاكم شرعي أو بحكم قاض هو الذي يرتب؛ لأنه ينبني على الحكم أنه لابد يزيل عليه الشبهة.
لذلك الفقهاء حتى فقهاء الحنابلة رحمهم الله حينما تكلموا عن مسألة تارك الصلاة متى يكفر ومتى يحكم عليه، جعلوها قالوا: يستتاب ويدعى إلى الصلاة فإن أصر حتى ضاق وقت الثانية عنها، ثم قالوا: إنه يدعوه إمام أو نائبه ويستتيبه ثلاثا فإن تاب وإلا قتل.
إذن المسألة هنا واحد يجيء ثلاثة أيام ويقال له: صلّ وإلا-جُليت عنه الشبهة- هذا ليس عنده تأويل ثم بعد ذلك صل ثلاثة أيام وإلا ترى السيف، ثم يختار هذا الأمر الصعب على الصلاة، فهنا رجع إلى شيء في نفسه بين أنه يكره هذا الأمر أصلا أو يجحده، أو أنه لا شبهة عنده وإنما هو استكبار وعدم التزام بالحكم الشرعي.
أنا أقصد من هذا المنحى أن مسائل الشروط والموانع هذه هي التي فصل فيها علماء الدعوة السلفية بشكل خاص، وهم الذين بيَّنوا الكثير من الضوابط على أحكام الفقهاء.
ولهذا لابد من الانتباه إلى أن ما ينسب إلى دعوة الإمام المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى والتي يسميها أعداؤها بالدعوة الوهابية هذه الدعوة هي التي ضيقت ما هو موجود في كتب الفقهاء من أتباع المذاهب الأربعة ولم توسعه في مسائل التكفير، وإنما نظرت إلى ما هو متفق عليه بين أئمة المذاهب دون ما هو مختلف فيه، والشيخ محمد بن عبد الوهاب له رسالة في هذا الأمر، وكذلك الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب له رسالة، وعلماء الدعوة بشكل عام، شيخ الإسلام وابن القيم رحمهم الله تعالى ورحم علماء المسلمين جميعا أيضا لهم تفاصيل في هذا الأمر.
فإذن هناك شرط وهناك موانع لابد من استيفائها، لا تكفير إلا بمجمع عليه، المتأول الذي له تأويل سائغ المقابل له يرى أن فعله أو قوله أو تصرفه أنه كفر، الآن الخوارج على شدة ما قاموا به قتلوا عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقتلوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وحاربوا المسلمين وأحدثوا فتنة إلى اليوم، العلماء اختلفوا في تكفيرهم للعلماء في تكفيرهم قولان، ولما سئل عنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه أكفار هم قال من الكفر فروا؛ يعني رأى التأويل الذي لديهم في هذه المسألة.
فتلخيص الكلام أن هذه الشروط والموانع لابد من وجودها لابد من استيفاء الشروط للحكم التكفير وانتفاء الموانع، وهذه ليست لآحاد الناس وإنما يقوم بها القاضي أو المفتي الذي ولي القضاء أو يصلح أن يلي القضاء.
راشد: بما يتعلق دعوة محمد بت عبد الوهاب ذكرت أنها ضيقوا قضية التكفير مع اعتنائهم الشديد بالتوحيد، ما هو السبب؟
الشيخ: السبب التوحيد تخليص للنفس من عبادة غير الله جل وعلا، والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى له في موضع كلام يقول حينما سئل هل تكفرون من يعبد البدوي أو يعبد من هو عند قبة الكواز أو أو يعني ممن يعبدون غير الله قال: لا، لا نكفرهم لأجل عدم وجود من ينبههم. ونفى أن يكون حكم عليهم، ولما سئل أنك أنت تحكم على الناس بأنهم كفار قال: سبحانك هذا بهتان عظيم. فهم من أهل العلم الذين جعلوا هذه الدائرة فيما نُصّ عليه في الشرع حكم الله جل وعلا حكم رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما أجمع عليه أهل العلم، أما ما اختلفوا فيه فإنهم لا يكفرون؛ بل هناك مسائل هي أقل ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله مثلا في موضع -وأنا أطلت هنا على الدعوة لأجل كثرة ما يقال عنها في هذا الزمن مما هو متصل بها الموضوع-، لما أتى إلى بعض المسائل مثل بعض مسائل التوسل بالأحياء أو التوسل بالجاه أو بالحرمة أو نحو ذلك، قال: أنا ما تكلمت في هذه المسائل. في أول دعوته رحمه الله، قال: أنا ما تكلمت في هذه المسائل أنا ما تكلمت إلا فيما أجمع علماء المسلمين على حرمته، أما المسائل المختلف فيها فأنا ما تكلمت فيها. وهذا من فقهه رحمه الله في أول دعوته حتى يبين للناس أنه ليس كل ما نرومه في الدعوة أننا نقوله في كل مكان وفي كل زمان، الدعوة لابد أن تترتب على حسب فقه الأولويات وحسب المكان والزمان إلى آخره، فليس كل مسألة هي حق في نفسها أن تقال في كل زمان وفي كل مكان، لابد من ترتيب الأمور مسائل التكفير لاشك أن الدعوة بحكم دراستي لها ومعرفتي -للدعوة السلفية بالعموم- أنها ضيقت ما في كتب المذاهب، والمجال مفتوح للباحثين والدارسين أن ينظروا، بس كتاب واحد الإعلام بقواطع الإسلام أو باب حكم المرتد في كتب الحنفية رحم الله الجميع، وينظروا هل الدعوة وسعت أو ضيقت.
راشد: شيخ بعض الشباب يقولون: أنتم الآن تقولون لا تشتغلوا بالتكفير وما يتعلق به، مع أن من الأشياء المقررة عندنا قضية أنه لا يتم تحقيق التوحيد إلا بالكفر الطاغوت، فأنا حتى يتحقق توحيدي لابد أن أكفر بالطاغوت وأن أبيِّن كفره للناس، فكيف الجواب عن هذا؟
الشيخ: هنا ما هو الطاغوت؟
الطاغوت هناك شيء معنوي -يعني نعبر عنها بما يناسب المقام-، معنوي وهناك ذاتي، الطاغوت هو عبادة غير الله جل وعلا﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾[البقرة:256] (مَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ) هذا معنى لا إله، (وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ) هذا فيها الإثبات إلا الله.
فمن يكفر بالطاغوت يكفر بعبادة غير الله؛ يعني لما تأتي لهذه القضية تقول: ما تقول في عبادة الأوثان؟ ما تقولا في عبادة الأصنام؟ ما تقول في التوجه إلى بشر أو حجر أو جني بالعبادة من دون الله جل وعلا؟ لابد نقول: نكفر بعبادة غير الله جل وعلا، هذا هو الكفر بالطاغوت، الطاغوت هذا لابد الكفر به، هذا ما يكفر به معنى.
ما يكفر به ذاتا –مثل ما ذكر الأئمة – قالوا الطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة:
هنا من دعا إلى عبادة نفسه، واحد يقول للناس تعالوا اعبدوني، هناك من دعا إلى عبادة نفسه.
أو دعا إلى عبادة غير الله جل وعلا قال أعبدوا الصنم هذا، اعبدوا الوثن، أعبدوا فلانا من الناس، أعبدوا الجني الفلاني إلى آخره.
أو من الطواغيت مثل ما يذكر الأئمة في هذا الحاكم الجائر المغير لأحكام الله جل وعلا، أتى حاكم في بلد ما وقال: لابد أن أمسح آيات الربا من القرآن. يغير حكم الله، أحاديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي تتكلم عن حرمة الزنا أنا أريد أن أشطبها، ما فيه كلام في القرآن على اليهود أنا أريد أن أحذفه، كيف يخرج لنا قرآن مختصر، هذا مغير لأحكام الله جل وعلا، مغير لأحكام الله من جهة –لاحظ كلمة مغيّر- مغير لحكم الله يريد أن يلغي حكما من أحكام الله جل وعلا الذي هو في القرآن.
أما من يأتي يقول: أنا والله أعرف أن هذا حكم؛ لكن أنا أعمل غيره، هذا ما صار مغير، هو ما قال ألغي هذا الحكم هو يقول أنا لن أغيره هو حكم موجود؛ لكن يأتي ويتأول ويقول الزمن فيه كذا وأنا أعمل كذا، والظروف تقتضي أني لا أعمل بهذا وأن أجله وصعب علي تطبيقه ونحو ذلك، فهذا يدخل في منحى آخر قد يكون فيه معذورا وقد لا يكون معذورا بحسب الحال.
أقصد من هذا الكلام أن العقيدة الإيمان بالله والكفر بالطاغوت هذه عقيدة نفسية قلبية، فأنت تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره أليست هذه هي أركان الإيمان؟ فإذن الإيمان بهذه الأركان الستة يتحقق به الإيمان، فنأتي إلى الكفر بالطاغوت أيضا هو كفر بما يعبد بعبادة غير الله لا إله يعني لا إله لا معبود مستحق للعبادة إلا الله جل وعلا، المعبودات كثيرة فيهم من عبد الشمس والقمر ومن عبد الإله الفلاني والإله الفلاني أو الشيخ فلان أو حتى الأنبياء أو بعض الملائكة أو نحو ذلك كما هو معروف في التاريخ وفي الواقع، لابد أنه يكفر بكل معبود سوى الله جل وعلا بعبادة غير الله جل وعلا؛ يعني من أتى يقال له أنت تؤمن أو تسهّل في عبادة غير الله إذا قال لك والله ما فيه مانع الناس يعبدون كل واحد زَيْ ما يبغى، فهنا لم يؤمن حقيقة بالله ولم يكفر بالطاغوت، والله جل وعلا بيّن في كتابه هذه المسألة أتم بيان وسيما في سيرة إبراهيم الخليل كما قال جل وعلا في سورة الزخرف ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ(26)إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ(27)وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾[الزخرف:26-28] هذا الأمر هو المنوط بكلمة التوحيد لا إله إلا الله.
راشد: معالي الشيخ ذكرتم في أكثر من مناسبة أنه عند الاختلاف في قضية من القضايا يُرجع إلى الأمر العتيق وإلى كلام السلف قبل أن تقع الفتنة، الشباب يذكرون في قضية الولاء والبراء وهي جانب من الجوانب التي أيضا أنشأت قضية التكفير كالتعامل مع الآخر، مع اليهود والنصارى ونحو ذلك يعني حينما نرجع إلى كلام العلماء، كلام بين وواضح في قضية من والى المشركون ومن والى اليهودي والنصراني، هل فعلا يا شيخ الكلام واضح وبين في مسألة الولاء والبراء؟
الشيخ: الولاء والبراء هذه قضية تحتاج إلى جلسة طويلة أو إلى حلقة مستقلة لأن أهل العلم يفهمون هذه المسألة بلا شك، وهي مفصلة في الكتاب والسنة وفي كلام أهل العلم؛ لكن الناس خاضوا فيها من قبيل الغيرة، فرعوا الواقع فأثر الواقع عليهم فضخموا أو اعتقدوا أشياء أكثر مما أذِن بها الشرع.
فمثلا مسألة الولاء والبراء هذه الولاء، ما هو؟ والبراء ما هو؟
أولا لفظ الولاء والبراء موجود في الكتاب والسنة؛ يعني بعض الناس يقول هذا محدث جاء من الخوارج وبعدين جاء في الدعوة الإصلاحية دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، هذا موجود في الكتاب والسنة ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالذِينَ آمَنُوا﴾[المائدة:55]، ﴿إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ(26)إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ﴾[الزخرف:26-27]، الولاء والبراء موجود؛ لكن الولاء ما معناه؟
الولاء للدّين يعني أن تعطي محبتك ونصرتك وولاءك -الولاء الداخلي- لدين الله جل وعلا لله ولرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هذا أصل الدين أن تعطي ولاءك لله محبتك ونصرتك، ما معنى أن أسلمت وأمنت؟ ولاءك وحبتك وانتماءك لهذا الدين.
البراء هو كرهك وبغضك لما ينافي هذا الدين من الاعتقادات الكفرية والمذاهب الكفرية والمذاهب الضالة، فهنا تتبرأ من عبادة غير الله جل وعلا، وتعطي الولاء لعبادة الله جل وعلا.
فإذن الولاء والبراء أو الحب والبغض أو الموالاة والمعاداة هذه ألفاظ يستعملها العلماء في هذا المقام وهي متساوية، والولاء والبراء والحب والبغض؛ الحب في الله والبغض في الله، الموالاة في الله والمعاداة في الله، هناك رسائل وكتب كثيرة في هذا الموضوع.
راجعة في الأساس إلى حب الدين وبغض الكفر لأنها عقيدة، الولاء معناه مولاة الدين في الله جل وعلا حب الله جل وعلا حب رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبغض الكفر، يتضمن ذلك أنه يحب من أحب الله جل وعلا ويبغض من أحب الكفر ومن أبغض الله جل وعلا، يتضمنه، يتضمن عقيدة أنك تحب الله وتكره الكفر تكره عبادة غير الله تحب من يحب الله جل وعلا وتكره من يكره اله جل وعلا أو يحب الطواغيت أو عبادة غير الله جل وعلا أو ما أشبه ذلك.
فإذن هذه متضمنة أما مسألة موالاة غير المسلم فهذه لها تفصيلات كثيرة، ليست كل علاقة ومعاملة مع غير المسلم أو مع اليهودي أو مع النصراني أنها تعتبر مولاة، النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتاه النصارى واستضافهم؛ استضافهم في المسجد، أتى اليهودي وزاره وقَبِل دعوة اليهودي في بيته، ولما مرض غلام يهودي كان يرجو عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ إسلامه زاره في بيته.
فإذن المسألة؛ مسألة التعامل لها أحكامها التفصيلية، كذلك مسألة الإجارة، مسألة أنه يعمل وتستأجر غير المسلم هذه لا علاقة لها بالموالاة، من تزوج امرأة غير مسلمة -يعني كتابية- فأحبها هل يمنع منه، الشريعة أباحت أن يتزوج المسلم غير المسلمة بشروطها المعروفة في كتب أهل العلم، والآية في سورة المائدة كما هو معروف، هل من أحب امرأته النصرانية يعتبر مواليا للنصرانية، مواليا لدين النصرانية، أو والى النصارى أو نحو ذلك؟ لا، لأن هذه مسائل محبة طبيعية، عامَل تاجر من التجار ونفعه في بلاد أي ملة كانت ونفعه وصار في قلبه له شيء من المودة الدنيوية في قلبه لأنه نفعه، طبيب بفضل الله جل وعلا أنقذ مسلما فتعلق به، هذه مسائل التعامل ليست قادحة في الولاء والبراء؛ بل هذه من المقتضيات الطبيعية، لكن إذا كانت المودة راجعة للدين فهذه هي القادحة؛ يعني يود يهودي ليهوديته، يحب امرأته النصرانية ما لأنها معه أو لأنها جميلة أو لأنه ارتاح معها لا، لأنها نصرانية لنصرانيتها، فإذن رجع هذا من محبة لشيء وصار محبة للدين، فهنا إذا دخلنا في الأمور الدينية العقدية انتقلنا إلى الموالاة والمعاداة الشرعية أو الدينية.
راشد: وهذا أي يفسر كلام محمد بن عبد الوهاب في النواقض، حينما ذكر أن من نواقض الإسلام المعاونة للمشركين ونحو ذلك؟
الشيخ: هذه لها تفصيل معاونة المشركين في الناقض الثامن من نواقض الإسلام لها تفصيل آخر، أنا قصدي هنا التعامل نوعية التعامل كيف تكون هذه لا علاقة لها بالموالاة.
انظر مثلا إلى قصة حاطب رضي الله عنه حاطب لما سمع بأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيذهب إلى مكة غازيا كتب بسر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أهل مكة، كتب بالسر أن محمدا بن عبد الله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ سيأتيكم فخذوا حذركم الآن أعد العدة سيأتيكم، هذا نوع موالاة ما فيه شك موالاة لهم؛ لكن هل هذه صارت مكفرة له؟ أو يعتبر أعان المشركين على المسلمين إعانة كفرية؟ هنا نأتي إلى الحديث لما أكتشف أمره أتى به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا فإنه قد نافق، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يا حاطب ما حَمَلَكَ على هذا؟» المسألة فيها اشتباه أن يكون لقصد الدنيا أو لقصد الدين:
إذا كان هو أفشى بالسر رغبة في الدين أو لحماية دين المشركين أو لحماية ملتهم أو لحماية بلدهم أو نحو ذلك هذا له شأن.
وإذا كان قصده نفسه أنه ينقذ نفسه أو دنياه أو ماله أو نحو فهذا له شأن.
فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استفصل منه فدل على أن مثل هذه المسائل حتى في الموالاة موالاة المشركين تحتاج إلى استفصال وليست كفرا كما يزعم بعض الناس أن كل أنواعها كفر، لا، تحتاج إلى استفصال.
فقال هنا «يا حاطب ما حَمَلَكَ على هذا؟» فقال: يا رسول الله والله ما حملني على هذا محبة للكفر بعد الإسلام؛ لكن وما من أصحابك أحد إلا وله يد يدفع بها في مكة عن أهله وماله وليس لي يد فأردت أن يكون لي بها يد أدفع بها عن مالي في مكة. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «صدقكم» ثم قال «إن الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم»، نزلت فيها أول سورة الممتحنة كما هو معروف في قوله جل وعلا ﴿يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالمَوَدَّةِ﴾[الممتحنة:1] في حاطب فهنا الحظ في الآية أنه قال (لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ) فأثبت فعله نوع موالاة ثم قال (تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالمَوَدَّةِ)، (تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ)، فهذا الفعل الذي فعله حاطب إلقاء بالمودة؛ لكن مع ذلك قال أهل العلم من المفسرين وعلماء التوحيد قال ناده باسم الإيمان قال (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا) قال ﴿ لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الحَقِّ﴾[الممتحنة:1] الآيات، فإذن لم يمنع هذا الفعل من بقائه على اسم الإيمان فهو لازال مؤمنا في ذلك؛ لأجل الاستفصال الذي استفصل منه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فإذن مسائل التعامل الولاء البراء ما يصلح الخوض في التكفير بها؛ لأنها مسائل تفصيلية، وتنبني على مقاصد، ولابد من القصد كما ذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قصة حاطب استفصل منه، الاستفصال ما فائدته؟ الظاهر معروف، الاستفصال لأجل القصد، ما الذي حملك على هذا؟ هذا سؤال عن النية وعن القصد في ذلك، إذا كان ينوي دفع ماله، ينوي حماية نفسه، ينوي كذا وكذا، فضعف من هذا الباب هذا له حكم من أحكام الموالاة والمودة لا تخرجه من الدين.
راشد: البعض يا شيخ يقول أنا رأيت فلان، والعلماء لا يكون في أن هذا العمل كفر، ومع ذلك يقول العلماء أن فاعل الكفر قد لا يكون كافرا، هل هذه القاعدة مع إطلاقها معالي الشيخ؟
الشيخ: هناك ثنائية معروفة عند أهل العلم في الأصول وفي العقائد وفي الفقه في أصول الفقه والفقه والعقائد، وهي ثنائية الكفر والكافر، الكفر والتكفير، الفسق والفاسق، البدعة والمبتدع، فليس كل من قام به الكفر كافر، ولبس كل من قامت به البدعة مبتدعا، وليس كل من قام به الفسق فاسقا؛ لأن إثبات هذه الأحكام هذه قضية ثانية، فهناك الآن قول أو فعل أو شك أو إلى آخره مما يعمله الإنسان فيقع في البدعة أو يقع في الفسق أو يقع في الكفر، يعني فيكون فعله بدعة أو يكون فعله فسقا أو يكون فعله كفرا، هنا من يرتب الحكم هذا يحتاج مثل ما قلنا إلى اجتماع الشروط وانتفاء الموانع، فيأتي واحد يعمل ببدعة هو يعرف أنها بدعة، أو عنده تأويل فيها ليس مطّرحا، تأويلا قد يكون مقبولا، مثل -لأن التأويلات مثلا في البدع منها ما هو مقبول ومنها ما هو مطرح- مثل مثلا التعريف في الأمصار يوم عرفة التحريف في الأبصار قال به بعض الصحابة قال به بعض التابعين يعني أوش معنى التعريف أننا نجلس في المساجد يوم عرفة و الناس في عرفة نحرم ونجلس في المساجد مشتركة لهم؛ مشاركة للحجاج، هذا عامة أهل العلم على أنه بدعة؛ لكن قال به البعض مشاركة في ذلك متأولا في هذا؛ لكن في حقيقته أنه بدعة، لكن ما نحكم على من قال به من الصحابة ومن التابعين على أنه [مبتدع]؛ لأجل وجود بعض الاشتباه في هذا، مثل قيام ليلة النصف من شعبان عندنا مثلا الصحيح أنه لا يسوغ لأنه محدث ولم يثبت على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا الخلفاء الراشدين ولكن فعلها بعض التابعين وهنا نقول الصحيح أنها بدعة؛ ولكن هل كل من فعلها هو مبتدع ؟ لا.
فإذن هناك مسائل غير متفق عليها التأويل فيها سائغ، فهنا يختلف الأمر.
فمثلا بعض المسائل الفسق ممكن ترك النوافل شخص مستديم على ترك النوافل، طائفة من أهل العلم يقول: من استدام على ترك النوافل فهو فاسق، كيف يستديم دائما على ترك نوافل العبادات؛ لا يصلي الصلوات الراتبة، لا يصلي الوتر، لا يصوم صيام التطوع، دائما لا يفعل أي شيء تطوع، بعض العلماء قال من استدام على ترك النوافل فهذا من الفسق؛ لكن هذا فيه نظر أيضا طائفة من أهل العلم يأخذون بحديث الأعرابي الذي أتى للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لما علّمه الفرائض الخمس قال: والله لا أزيد على هذا وأنقص فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أفلح إن صدق» فدل على عدم اعتبار مثل هذا الكلام، طبعا العلماء الذين قالوا بهذا الأمر يريدون التحذير من ترك النوافل؛ لكن هنا أيضا ثنائية بين الفسق والتفسيق.
فهناك مسائل لو نطرد فيها –بمعنى نجري فيها – كل ما قال فيه أهل العلم أنه كفر فمن قال به فهو كافر أو أنه فسق فمن قال به فهو فاسق أو أنه بدعة فمن قال به فه مبتدع، هنا لم يستقم لنا شيء لأجل كثرة خلاف العلماء في هذه المسائل؛ ولكن هنا نركز على أشياء:
أولا أن يكون الكفر مجمعا عليه، أو الخلاف فيه مطرح لا اعتبار له عند عامة أهل العلم.
الثاني أن يكون الفسق مجمعا عليه أو أن يكون الخلاف فيه مطرحا لا اعتبار له أو في مناقضة الدليل.
أن تكون البدعة متفق عليها أو أن يكون الخلاف فيها مطرحا لأجل عدم وجود ما يدل عليه من فعل السلف الصالح.
طبعا ما نرى هنا ما انتشر في القرون الأخيرة هذه المسائل، نرى في الخلاف والفواق في ما كان في القرون المفضلة.
راشد: معالي الشيخ للتعاطي مع الأزمة، أنا معي فتوى هيئة كبار العلماء حول حادث التفجير الذي وقع في الرياض( ) ووقّع عليه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في حينه يقول:
ولذا فإن الهيئة تقرر أن هذا الاعتداء آثم وإجرام شنيع، وهو خيانة وغدر، وهتك لحرمات الدين في الأنفس، والأموال، والأمن، والاستقرار، ولا يفعله إلا نفس فاجرة مشبعة بالحقد والخيانة والحسد والبغي والعدوان، وكراهية الحياة والخير، ولا يختلف المسلمون في تحريمه.
يعني التعاطي يا شيخ مع هذه الأحداث يمثل هذه الكلمات يعني البعض يقول أين نحن من قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه إخواننا بغوا علينا، فماذا عن هذا يا شيخ؟
الشيخ: أولا إذا وقعت مثل هذه الأحداث ومثل هذه الجرائم فلا يجوز أن يكون الدفع؛ دفعها بأمر سهل لا يوازي شناعة الفعل؛ لأنه إذا صارت الكلمات التي تنكر بها على هذا الفعل أو على الفاعلين إذا كانت خفيفة فإن هذا يغري الآخرين بالتساهل في الأمر أو يوقعهم في شبهة بأن هذا الفعل فيه تأويل ممكن أنه يكون من جهة أخرى.
فواجب أهل العلم أن يبينوا هذا العمل ومن قام به هل هو عمل إصلاحي أو إجرامي، كونه يكون إصلاحي هذا له شأن، وكونه يكون إجرامي هذا له شأن.
لذلك أهل العلم فيما وقع من أحداث من قديم تجد أن عباراتهم شديدة مثل هذا، مثل كلام مجموعة من أهل العلم في هيئة كبار العلماء، وكان برئاستها في ذلك الوقت سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى، لابد أن يكون الرد قويا، أما الذي يأتي ويقول والله نحن تكلم على الفعل ولا نتكلم على الفاعل، أو نقول هذه أفعال صحيح سيئة وأن فيها اعتداء ولكن من فعله يريدون الخير ويريدون كذا، هذا ليست طريقة أهل العلم وليس فقيها ولا عالما من يستعمل هذا الأسلوب، وإنما هذا عنده شبهة في نفسه فيجب عليه أن يزيل الشبهة عن نفسه أولا، ثم يجب عليه أن لا يغش المسلمين بألفاظه الهينة السهلة.
هذه جريمة ما حصل جريمة وكما قال هنا لا تفعلها إلا نفس مشبعة بأمور من الكبائر والمنكرات.
الذي حصل جمع أنواعا من الموبقات:
أولا فيه قتل للنفس، والنفس، قتل لنفس الإنسان فجر نفسه ليقتل مسلمين ومعهم غير مسلمين قتل نفسه لأجل ذلك، والله جل وعلا حرم قتل النفس قال ﴿وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾[النساء:29]، ﴿وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾[البقرة:195]، إذا كان هذا في الإنفاق فكيف بقتل النفس صراحة، وقتل النفس من قتل نفسه بحديدة عذِّب بها يوم القيامة.
الأمر الثاني أن في هذا الفعل قتلا للمسلمين، وقتل المسلم كبيرة من الكبائر العظيمة، يعني بعد الشرك بالله قتل النفس قتل المسلم، والله جل وعلا يقول ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا﴾[النساء:93]، هو يقتل مؤمنا وهو يعرف أنه سيقتل مؤمنا متعمدا فهذا ذكر الله جل وعلا قال(فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا)، هذا النوع الثاني قتل المسلمين.
الثالث قتل لمن لا يستحق القتل شرعا من المعاهدين، أو المستأمنين، أو أهل الذمة، أو من لهم أمان بتأمين ولي الأمر، أو بتأمين المسلمين لهم، أو قدموا لغرض من الأغراض، والمسلمون يسعى بذمتهم أدناهم، فضلا عمن أمّنته الأمة وأمّنته الدولة وأمنه ولي الأمر أو جاء بكفالة أو ذلك هذا لا يسوغ الاعتداء عليه، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول «من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة»، كذلك حكم المستأمن والذمي والمعاهد، فمن بيننا وبينه عهد يجب أن نوفي بالعهد ﴿ يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالعُقُودِ﴾[المائدة:1]، وقال جل وعلا ﴿وَأَوْفُوا بِالعَهْدِ إِنَّ العَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاَ﴾[الإسراء:34]، حينما قدِم هل هو قدم على أنه سيُقتل؟ لو علم هذا ما أعطانا هذا الأمر لكن أعطيناه عهدا أنه سيأتي لعمل أو يأتي لشيء وهو سالم، فلا يجوز لمسلم ولا يحل له أن يخفر العهد، وخيانة العهد من خصال المنافقين ليست من خصال المسلمين، فآية المنافق ثلاث ومنها وإذا عاهد غدر، فالغدر في العهد فهذا ليس من سمة المسلم بل من سمة المنافقين.
كذلك فيها الاعتداء على أموال المسلمين، الآن هذه الأرواح التي أزهقت والموال التي أتلفت ونحو ذلك، أموال من؟ أموال المسلمين هي في دور مستأجرة لمسلمين إلى آخره فأصابها ما أصابها من الدمار وحرمة المسلم في دمه وماله وعرضه معروفة، وأكدها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خطبته يوم عرفة، إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا كما في الصحيحين من حديث أبي بكرة رضي الله عنه.
كذلك فيها سلب للأمن ورفع للأمن الذي جعله الله جل وعلا من مقاصد الشريعة، من مقاصد الالتزام بالإسلام عقيدة وشريعة تحقيق الأمن في حياة الناس، وهذه منَّ الله جل وعلا بها على عباده في قوله تعالى في سورة النور ﴿وَعَدَ اللهُ الذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمْلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾ ثم جاء بالنتيجة ﴿يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾[النور:55] إذن تحقيق الأمن مقصد من مقاصد الشريعة، الشريعة جاءت لتحقيق الأمن، الذي ينتج عنه عبادة الله جل وعلا وحده لا شريك له، وينتج عنته الخيرات وإزالة المنكرات وانتشار الدعوة وانتشار الخير والإصلاح ونماء الأمة وقوة الأمة وما أشبه ذلك، لهذا الحظ في قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «والله ليتمن الله هذا الأمر حتى تسير الضعينة من العراق إلى مكة لا تخشى إلا الله» لاحظ أنه علّق الأمن بإتمام الأمر (والله ليتمن الله هذا الأمر حتى) النتيجة إيش هي؟ الأمن، لهذا جاء حد الحِرَابة في الشريعة، نقول حد الحِرَابة، كثير من الناس ما يفهم ليش سمي حد الحرابة ؟ الله جل وعلا يقول ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِيَن يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا﴾[المائدة:33] الآية، لماذا جعل الإفساد في الأرض إخافة السبيل تنظيم جماعة من الناس على فعل ما جعل حرابة؟ ليش كان بنص القرآن حرب لله جل وعلا ولرسوله؟ لأنه حرب للأمن الذي هو هدف ومقصد من مقاصد الله ورسوله في إنزال الشريعة، فهو حرب للأمن، ومحاربة الأمن حرابة لمن جعل الأمن مقصدا وهو الله جل وعلا ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فإذن حد الحرابة سمي حد الحرابة، يجيء واحد مثلا في طريق يقول: والله أنا مجرد وقفت سيارة بالقوة ونزّلت صاحبها وضربته وأخذت منه بعض المال كيف أصير أنا محارب لله ولرسوله نقول نعم هو محاربة لله ورسوله؛ لأن مقصد الشريعة هو الأمن، الأمن في إيش؟ الأمن على الناس في دماؤهم في أعراضهم في أموالهم ونحو ذلك فإذن هذه الأفعال الإجرامية يجب أن تصد بقوة كبيرة جدا في اللفظ وفي المعنى وإيضاح أحكام الشريعة دون مضاربة.
فأنا الحقيقة أنتقد بعض تعرض لهذا الموضوع انتقاد شرعي من تعرض لهذا الموضوع بعبارة خافتة باهتة، مثلا يقول هذا الفعل سيئ بس الفاعلين متأولين ويقول مثل هذا العبارات التي لا تدل على علم بكتاب الله جل وعلا وبكتاب رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبقواعد الشريعة وأحكام الفقه، أو يقول لا يصلح لنا أن نستجرّ هذه المعركة إلى بلاد المسلمين أو نحو ذلك من الألفاظ التي ليست ألفاظا شرعية.
هذه مسائل فيها إجرام كبير وخيانة عظيمة، مثل هذه التفجيرات وأشباهها، فكون عبارات بعض طلبة العلم وبعض الدعاة باهتة خافتة في الإنكار هذا لاشك يغري ولا يحقق مقصود الشارع في إنكار هذه المنكرات والموبقات العظيمة.
راشد: معالي الشيخ أخيرا في ما يتعلق الآن بكلمة توجيهية للشباب، البعض يقول هو محب لعلمائه؛ لكن يقول حينما أقرأ بعض الأشياء في الإنترنت وكتب وأشرطة ونحو ذلك يقول سبحان الله يعني أحد الإخوة من طلبة العلم يقول قرأت موقع في أحد الإنترنت فأحسست بشيء في قلبي تجاه العلماء ثم استغفر الله سبحانه وتعالى. كيف يحصن الشاب نفسه وهو يرى هذه الفتنة مثل هذه الأحداث العظيمة؟
الشيخ: أولا الإنترنت وسيلة من الوسائل التي حدثت كغيرها من الوسائل، فيجب أن تستثمر في الخير، ويجب أن لا نجعلها حجة علينا هذه منة من الله جل وعلا، من استخدمها في شيء فعليه وزرها، ومن استخدمها في حسن فله أجرها مثل أي وسيلة من الوسائل.
ما ينشر في الإنترنت يفتقد الكثير من الآداب الشرعية، إذا نظرت أنا للحوار الذي يجري في الإنترنت الواحد يبدي ما في نفسه طيب ما فيه شيء، تبدي ما في نفسك أو تنتقد بعض الأشياء أو تستفسر ولو كان الاستفسار فيه غلظة هذا ليس فيه إشكال من هذه الجهة لكن يتأدب بآداب الشريعة يأتي واحد ينتقد وضع لكنه يهاجم عالم من العلماء المسلمين، أو يستعدي الناس على واقعهم أو على علمائهم أو على دولتهم أو يسمه بأوصاف الكفر أو نحو ذلك، فهذا كله خوض في أمور بلا علم، والهأ جل وعلا يقول ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾[الإسراء:36]، إذا كان الذي يكتب يَكتب بدون ظن منه أنه سيلقى الله جل وعلا ويحاسبه على ما كتب هذه مصيبة عظيمة، وإذا كان يكتب أو يشارك في الإنترنت وهو يعلم أنه محاسب وهو ليس كحديثه مع زميل له، أنت الآن تنشر ليقرأها آلاف من الناس أو مئات الآلاف أو ربما أكثر، فكيف إذا كان بسبب كلمة قلت أنه حصل وهو ما حصل، أو قلت فلان فيه كذا من الأفعال وهو ليس فيه، أو سمعت كلاما ونشرته على أنه حقيقة وأنت ما تثبت منه، وانتقل بين الناس على أنه حقيقة ثابتة.
مثل عُزِي إلي في الإنترنت مقال أن فلان صالح آل الشيخ أنه يقول لا يجوز الدعاء على اليهود والنصارى، وطنطنوا عليها وكثّروا هل يقول أحد من أهل العلم أو ممن عرف بعض أحكام الشريعة فضْلا على أن يكون عرف كثيرا منها وعلم كثيرا منها أنه يقول لا يجوز الدعاء -بهذا الإطلاق- لا يجوز الدعاء على اليهود والنصارى، ما فيه أحد، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان بآخر حياته قال «لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» واللعن الطرد والإبعاد من رحمة الله جل وعلا وهو الدعاء عليهم، فنسب هذا الأمر مع أن كلامي أنا في هذا الموضوع كان قبل سبع سنوات، نقله أحد من لا يفهم نقله من احد الدروس ثم أُوِّل أو صنف على ذلك وهو الكلام إنما كان في قضية -أنا أستطرد فيها بس لأجل المناسبة-، كان في قضية محددة وهي أن لا نعارض حكمة الله جل وعلا في وجود الكفار وجود اليهود وجود النصارى، ندعو عليهم مثلا بالهلاك العام بالاستئصال، نحن نعلم أن اليهود والنصارى سيبقون إلى آخر الزمان، يأتي واحد ويقول اللهم أبدهم الآن أجمعين، أنت تعارض حكمة الله جل وعلا، تعارض ما أخبر الله جل وعلا في كتابه، فمن دعا بدعاء نعلم أنه مستحيل أو أن الشرع أخيرنا بخلافه أو نعلم أنه لن يكون هذا اعتداء في الدعاء من أسباب رد الدعاء.
وشيخ الإسلام ابن تيمية ذكر في الفتاوى كما ذكره غيره أن من أسباب الاعتداء في الدعاء ورد الدعاء أن يدعو بدعاء نعلم من الشريعة أنه ليس متحققا.
فنعلم أن اليهود والنصارى سيبقون إلى زمن عيسى ابن مريم، ويأتي واحد ويدعو عليهم بالهلاك جميعا الآن وأن يدعو على جميع الكفار الآن أو يدعو على أطفالهم وعلى نسائهم هذا الدعاء العام بالاستئصال والهلاك العام هذا ليس من الشرع لاشك وهو اعتداء في الدعاء لهذا الأمر لمناقضته لحكمة الله جل وعلا ولما أخبر الله جل وعلا في كتابه قال سبحانه ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ﴾[الزخرف:61]، فأولوا الأمر وصار ت المسألة على أن فلان لا يجيز الدعاء على اليهود والنصارى بهذا الإطلاق، وجاء أناس آخرين وعلَّقوا، سبّوا وشتموا.
هو ليس عليَّ وحدي فقط بل على كثير من أهل العلم وعلى كثير من الولاة نسبت أقوال أحيانا وأفعال لم يفعلها الإنسان البتة، ويستغرب كيف جاء الافتراء ثم جاء الانتشار بعد ذلك.
أيضا هناك مسألة تتعلق بالإنترنت في آداب الحوار.
راشد: لو سمحت لي معالي الشيخ بما يتعلق بالدعاء بالهلاك يبدو أن هذا هو أيضا هو هدي السلف؟
الشيخ: هذا يعني يكاد يكون ما أعلم أن أحدا نص على الإجماع لكن ما أظن يكون فيه خلاف أصلا، الذِينَ يُقَاتِلُونَ أَوْلِيَاَءَكَ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ؛ يعني الدعاء المقيد أنت قصدك.
آداب على الإنترنت، النشر على الإنترنت لها آداب وأخلاق؛ لأنها حوار والسلف وضعوا آداب البحث والمناظرة، كيف تبحث مع إنسان وترد عليه، هذا يسب هذا وهذا يشتم هذا؛ بل أتوا إلى أشياء هداهم الله إلى أشياء شخصية، يتكلم عن الإنسان على عائلته، يتكلم عنه في بيته، طيب من تلقى كيف يثبت له أن هذا صحيح أو غير صحيح، والناس عندنا مولعون بشيء، هو من تركيبة المجتمع العربي بعامة مولعون بالشك، الأصل عندهم دائما عندهم الشك، بداية يقولون واحد والله فعل هذا الفعل يصدقون؛ لأن الأصل عندهم الشك هذا ربما مرتبط بالبيئة القبلية أو البيئة البدوية أو الظروف القديمة نمت عند الناس الحذر والشك في أي تصرف؛ لكن هذا ليس شرعيا الأصل في المسلم السلامة واحد يأتسي ويقول قول في الإنترنت يتهم فيه فلان ويذكون أشياء في الأسر أو يتعلق، هذه أمور سيئة، أو يستخدمون الإنترنت بحوارات هابطة وسباب وشِتَام، هذا يترفع العاقل عنها فضل عن مسلم يخشى الله جل وعلا ويعلم أنه غدا سيحاسبه الله جل وعلا ﴿مَا يَلْفِظْ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾[ق:18].
وأنا أرجو أن تخصص حلقة في قناة المجد لآداب الحوار في الإنترنت؛ يعني يشارك فيها بعض المعروفين بالاهتمام بهذا المجال من طلبة العلم الشرعي أو الدعاة، كيف نحاور على الإنترنت كيف نستثمر هذه الوسيلة، ما الأشياء التي تنشر، ما الأشياء التي لا تنشر التحذير من اتهام الناس الدعوة إلى الإنصاف والعدل في هذا الأمر.
راشد: معالي الشيخ جزاكم الله خيرا على استجابة هذه الدعوة مع كثرة أعمالكم ومشاغلكم، ونسأل الله عز وجل أن يجعل هذا في ميزان حسناتكم.
الشيخ: أنا أشكر لقناة المجد إتاحة هذه الفرصة، ونرجو لها إن شاء الله التقدم المطرد، فهي تقوم برسالة اليوم مهمة، وأشكر لكم أيضا الأخ راشد لهذه النقاط المهمة التي تعرضتم لها، وأرجو الله تعالى أن يكون فيما تحدثت به فتح لبعض الأبواب وإلا فالموضوعات كما ترى موضوعات كبيرة وحية ومتوسعة، وأنا رميت في الحديث أن يكون الحديث حديث مجالس يعني ما نحينا فيه إلى ناحية التأصيل الشرعي المفصل بدقة لأجل أن يناسب ما ينشر في مثل هذه القنوات، داعيا للجميع بالتوفيق وأن يوفق الله جل وعلا ولاة أمورنا إلى ما فيه الرشد والسداد وأن يجعلنا وإياهم من المتعاونين على البر والتقوى، وأن يوفق علماء المسلمين لنشر كلمة الله جل وعلا لبيان الحق وإرشاد الناس وتبصير الجاهل.
كما أسأله سبحانه لهذه الأمة أمر رشد يعز فيها أهل الطاعة، ويعافى ويهدى فيها أهل المعصية إنه سبحانه جواد كريم.
أعدَّ هذه المادة: سالم الجزائري