السبت، 15 يناير 2011

أطعموا شعوبكم قبل أن تأكلكم

من سلمان العودة إلى الرئيس زين العابدين بن علي الداعية السعودي سلمان العودة يوجه رسالة إلى الحكام تفاعلاً مع أحداث تونس:


أطعموا شعوبكم قبل أن تأكلكم..!



طالب اليوم الداعية السعودي المعروف الدكتور سلمان العودة حكام العرب والمسلمين بالاستفادة من الأحداث الجارية حالياً في تونس ومحاربة الفساد المالي والإداري محذراً من التباطؤ في الاستجابة إلى مطالب الشعوب لأن الوضع ينذر بالخطر والعدوى تنتقل من تونس إلى الجزائر إلى بلاد أخرى.



ولخص العودة دعوته للحكام بقوله: "أطعموا شعوبكم قبل أن تأكلكم ! إن لقمة الخبز، و ثورة الجياع قضية معروفة من عهد مصر الأولى إلى تونس نفسها التي تشهد شيئاً مشابهاً إلى كثير من الدول الأوربية التي عاشت مثل ذلك".



وأضاف عبر برنامجه في قناة mbc: حاربوا الفساد المالي والفساد الإداري، وأهم وجبة يجب أن تقدّم للشعوب هي وجبة الحرية؛ لأنه ليس فقط بالخبز وحده يحيا الإنسان، فالناس يطالبون بقدر من الحريات التي يجب أن توفر لهم.



وأشار إلى ما أسماه بـ "جمهورية المُهمّشين " ويقصد به الإعلام الالكتروني الجديد ؛ ومواقع الفيس بوك ، وتويتر ، والمدونات، وأنها أصبحت ذات تأثير، ليس فقط في التواصل بين الناس لكنها غيّرت قناعات وأفكار الكثير من الفتيات والشباب.



وأكد العودة أن شعوبنا العربية أصبح لديها ثورة التطلعات والآمال وعلى الأقل يريدون أن يكونوا مثل غيرهم من الناس.



وأنه يجب أن نفكر بهذه التحولات التي تطرأ على شعوبنا ليس في تونس فقط بل في مصر الجزائر وفي الأردن، وفي دول الخليج، وأن نتعامل مع هذا المتغير بجدية قبل أن تقع الواقعة.

http://news-sa.com/snews/2790-2011-01-14-15-10-38.html



هذه رسالة مواطن تونسي للشيخ سلمان قبل أيام من الأحداث..


فضيلة الشيخ الدكتور سلمان العودة

السلام عليكم

أكتب إلى فضيلتكم، وأنا مواطن تونسي بسيط .. ليس لي طموح كبير .. وغاية مرادي أن أعيش حياة كريمة، أصلي فيها الصلوات الخمس في المسجد دون وجل من عيون النظام التي ترصد كل حركة.

وأن أستر زوجتي وبناتي بالحجاب الذي أمر الله به نساء المؤمنين.

وأن أحظى بمصدر رزق يسد رمقي !!!

ولقد استبشر المظلومون في بلادي بزيارة فضيلتكم لتونس، علها تكون نقطة تحول؛ لرفع الظلم، أو وقف الحرب على الدين، التي تجاوزت كل الحدود ..

لكن صدمنا بأنك صافحت قادة النظام مسروراً، ثم كلت لهم المدح بلا جدود، حتى ليخيل لمن استمع إلى مدحك أن تونس أصبحت مكة !!!

أقصد مكة قبلة المسلمين، لا مكة المنطقة التي عطلت تحفيظ القرآن، وابتذلت اسم أمنا خديجة رضي الله عنها، وتبارت حفلات المجون فيها مع مهرجان قرطاج.

فضيلة الشيخ ! ما أقبح الظلم، الذي بدأ بعد نزول أبينا آدم عليه السلام !

لكن القبح الذي ليس وراءه قبح: أن يقوم ورثة الأنبياء بالدفاع عن الظالم، وتزيين الجلاد، وتجميل الفظائع !!!

هل تعلم - يا صاحب الفضيلة – أن زيارتك ومدحك لنظام يترنح، قد أعطاه من الزخم والحيوية ما استقوى به على ظلمنا ؟!

ففتك بنا، وسحق أهلنا، وشرع سجون تونس؛ لتصبح تونس أكبر سجن مفتوح في العالم.

فضيلة الشيخ ! أنت رجل قارئ ومثقف، ألم يصادفك - أثناء اطلاعك – قول الرجل الذي تسعى لتخلفه في رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والذي بسبب كرسيه أثقلت على شيوخ بني تميم في قطر، ألم تقرأ رأيه بأن تونس تحتاج إلى فتح جديد؟!

فضيلة الشيخ ! ألم تقرأ رأي شاكر نابلسي في مقاله ( لا ليبرالية بلا سلطان ) بأن نظام تونس امتداد لأتاتورك، ورمز يحتذي؟!

أليس من المخجل أن يصطف الشيخ الأزهري مع المظلومين، ويقف عالم من بلاد الإمام محمد بن عبدالوهاب مع الجلاد ؟!

فضيلة الشيخ ! إن العالم بأسره شاهد التوانسة وهم يقتلون أنفسهم حرقاً بأبشع وسيلة من شدّة الظلم والقهر، فلا سلم لهم دينهم، ولا بقيت لهم كرامتهم، وهم يهيمون في فقر مدقع وبطالة فاشية.. !!!

فيما السيدة (الكوافيرا ) الأولى تتربع على عرش إمبراطورية مالها من نظير، ويلعب أخوها بمقدرات تونس، وإذاعة الزيتونة للقرآن - التي أرادها النظام لستر فضائحه – لعلها الواجهة التي يستضاف أصحاب الفضيلة عبرها؛ ليقوى النظام ويشتد في قمعه وإرهابه.

وأخيراً ، أعتذر ، فقد أطلت على فضيلتكم، ولعلي عطلتكم عن موعدكم مع كاميرات (mbc) التي قال عنها فضيلة الشيخ الدكتور عائض القرني: "ما اجتمع شيخ بكاميرا إلا كان الشيطان ثالثهما".

ولقد استفتيت أحد علماء تونس الأتقياء في مصافحتكم لرموز نظام تونس، فأفتاني بأن على فضيلتكم أن تغسلوا أيديكم "سبع مرات إحداهن بالتراب".



ثم استفتيته في مدحكم للنظام، فقال: اصبر – يا بني – حتى يسقط النظام، وستسمع من الشيخ سلمان ما يفرحك من قدح النظام .. فهذا دأب دوار الشمس.





وهذا مقال كتبه الشيخ سلمان عن زيارته لتونس قبل 21 شهراً


الإسلام والحركات
زرت بلداً إسلامياً, كنت أحمل عنه انطباعاً غير جيد، وسمعت

غير مرّة أنه يضطهد الحجاب، ويحاكم صورياً، ويسجن ويقتل، وذات مؤتمر أهداني أخ كريم كتاباً ضخماً عن الإسلام المضطهد في ذلك البلد العريق في عروبته وإسلاميته.ولست أجد غرابة في أن شيئاً من هذا القيل حدث ذات حين؛ في مدرسة أو جامعة, أو بتصرف شخصي, أو إيعاز أمني, أو ما شابه.بيد أني وجدت أن مجريات الواقع الذي شاهدته مختلفاً شيئاً ما ؛ فالحجاب شائع جداً دون اعتراض، ومظاهر التديّن قائمة، والمساجد تزدحم بروّادها من أهل البر والإيمان، وزرت إذاعة مخصصة للقرآن؛ تُسمع المؤمنين آيات الكتاب المنزل بأصوات عذبة نديّة، ولقيت بعض أولئك القرّاء الصُّلحاء؛ بل وسمعت لغة الخطاب السياسي؛ فرأيتها تتكئ الآن على أبعاد عروبية وإسلامية، وهي في الوقت ذاته ترفض العنف والتطرف والغلو، وهذا معنى صحيح، ومبدأ مشترك لا نختلف عليه.استوحيت من التفاوت الذي أدركته بين ما شاهدته وبين ما كنت أسمعه أهمية الانفتاح بين الأمصار الإسلامية, وضرورته في تصحيح الصورة الذهنية المنقولة، كضرورته في تغيير الأوضاع القائمة, وإحداث التأثير الإيجابي المتبادل، وأنه في جو العزلة والانغلاق تشيع الظنون، وتكبر الأحداث الصغيرة، وتتسع الهوّة والفجوة، ويفقد الناس المعلومات فيلجؤون إلى الشائعات، أو الحقائق الجزئية ليعتمدوها في تكوين النظرة الكلية.لست أعني أنني وجدت عالماً من المثل والكمالات والفضائل، وقد لا تخطئ عينك أو أذنك همساً يسأل بتردد وخوف، وكأنه يحاذر عيوناً أن تراه وآذاناً أن تسمعه.بيد أن الصورة كانت مختلفة شيئاً ما، وهذا ما حدا بي إلى أن أقول لجلسائي إن علينا أن نفرّق بين الإسلام وبين الحركات الإسلامية.قد يضيق نظام حكم ما بالحركات الإسلامية؛ بسبب الخوف وعدم الاطمئنان, أو المغالبة السياسية أو المزاحمة، وقد يقع لبعض الحركات أن تنفتح نحو السياسة وتضخم دورها وأهميتها، وكأن الإمساك بأزمتها يعني نهاية المشكلة والمعاناة، وهي رؤية ضيقة تجاوزتها حركات كثيرة؛ أدرَكَتْ أن التغيير يجب أن يستهدف سلوك الفرد وعقله, ومنحه الخبرات والمهارات والمعارف والأفكار الصحيحة، وليس أن نتصارع على الكراسي والمناصب بإقصائية متبادلة، وكل طرف يقول: أنا أو الدمار.والعاقل يدرك اليوم أن الاقتصاد يمثل قوة ضغط لا يستهان بها، وقُل مثل ذلك في الإعلام، أو في التعليم، أو في مؤسسات المجتمع المدني، ومعاناة الأمة ليست في ساستها فحسب، بل في أنماط تفكيرها، ومسالك عيشها بما يتوجب معه اعتماد نظرة أوسع أفقاً، وأبعد عن المصادرة والأحادية والإقصاء والتصارع على السلطة، وأكثر هدوءاً وإدراكاً لإمكانيات الإصلاح والتغيير.أسلوب المغالبة السياسية ضَيّقَ على كثير من المناشط, وحرمها من حقها المشروع في الحياة والمشاركة.وهذا له حديث خاص قادم بإذن الله..ما أردت قوله: أن من المجتمعات والأنظمة ما يضيق ذرعاً بحركة إسلامية تزاحمه في سلطته, أو تعتمد معارضة صرفة قد لا يحتملها، ولكن قد لا يضيق ذرعاً بالإسلام ذاته، بل ربما تقبله بقناعة، أو تقبله على أساس الأمر الواقع، أو حاول أن يعوض ويمنع الدعاية السلبية ضده باعتماد مدرسة إسلامية قد تكون ملونة باللون الذي يحب ويختار، ولكنها تستجيب لحاجة التدين في النفوس.ليس إِدّاً من القول أن نصرح بأن الإسلام أكبر من الحركات وأبقى, والحركات هي محاولة بشرية يعتريها الخطأ, وتفتقر إلى التصحيح والاستدراك الدائم, ومحاربة روح التعصب والإصرار والإمعان، وقبول المراجعة، وتعاهد الناس بالتفريق بين التدين بالإسلام الذي هو حق الله على عباده؛ كما في محكمات الكتاب والسنة، وبين رؤية ظرفية اجتهادية, قد يحتشد حولها جمع من الناس فيصيبون ويخطؤون.الإسلام أكبر من الدول والحكومات و المؤسسات، وكل أوعيته تذهب وتجيء ويبقى الإسلام, (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر/9].وللحديث أطراف ذات أهمية؛ سأستكمل عرضها في مناسبات قادمة بإذن الله.

(المصدر: موقع الشيخ سلمان العود’ بتاريخ 11 أبريل 2009)

http://www.islamtoday.net/salman/artshow-28-111116.htm

ليست هناك تعليقات: