الثلاثاء، 15 يونيو 2010

العادات السبع لمؤلفه ستيفان كوفى

السلام عليكم,
أتيحت لى فرصة أن أحضر كورس شيق و هام و غير حياة الكثيرين و غير أسلوبهم فى مزاولة حياتهم اليوميه سواء العملية أو الخاصة , و غير نظرتهم للحياة و جعلها أكثر ايجابية , و ساعدهم على ترتيب أوقاتهم و كل ذلك جعلهم أكثر نجاحا , و لقد كان له أكبر الأثر عليا أنا شخصيا , و بالطبع بما أننا فى انتظار برنامج جديد للدكتور عمرو عن النجاح ,فأقل ما يجب هو أن أشارك فى نشر ترجمة هذا الكورس عليكم اخوتى فى الله حتى أساعدكم على النجاح و حتى أساعد فى تحقيق الشعار المكتوب فى الصفه الاولى " معا نصنع النجاح" .

عنوان الكورس هو " العادات السبع " 7 habits ,لمؤلفه ستيفان كوفى

و هو يتحدث عن عادات سبع لو اتقنتها لتغيرت حياتك و حياة مجتمعك ككل للأحسن و للأنجح .
**و كوفى هو شخص أخذ لمدة 25 سنة يدرس الناجحين و طوال هذه السنين لم يكتب مقالا واحدا عن النجاح انما استمر فى دراستهم , و وجد أن كل الناجحين يشتركون فى 7 عادات كلهم أتقنوها و لا يوجد واحد منهم لم يتحلى بها , و بعد 25 سنة خرج على العالم بهذه العادات و هذا الكورس الذى غير طريقة ادارة كبرى الشركات و المؤسسات فى العالم.

و كوفى يعتبرونه فى أمريكا من أكثر 25 شخصية مؤثرة بسبب هذا الكورس الذى غير حياة الناس للأنجح.

و من أهم المصادر التى أعتمد عليه أيضا فى هذا الكورس شرائط "دعوة للنجاح" للدكتور طارق سويدان و هو يتحدث فيها عن نفس الموضوع.
أسمحوا لى أن أبدأ فى ترجمة الكورس على مرات لضيق وقتى , و سوف أبدأ باذن الله فى ترجمة و كتابة جزء من الكورس كلما سمح وقتى بذلك , فأرجو المتابعه , و أتمنى أن أفيدكم .

ملحوظة: إذا كنت من المتابعين للكورس قراءة ما اضيفه من عادات كل عدة ايام , أما اذا كانت هذه أول مرة , فبمكنك قراءة كل يوم عادة أو مفهوم حتى تتابعنا للنهاية ان شاء الله.

قبل الدخول فى العادات السبع هناك بعض المفاهيم الاساسية يجب أن تعرفوها و هى أساسية فى طريق النجاح

أولا : ما هو الغرض من هذا الكورس ؟!
-أن تقود أنت الحياة , و لا تترك الحياة تقودك .

على أي شيء يركز هذا الكورس ؟
- يركز على تغيير شخصيتك الداخلية ,و ما فيها من مفاهيم و مبادىء و ليس ما يظهر للناس , فأنت مثل جبل الثلج , ما يظهر للناس هو ما فوق الماء , و لكن الجزء الأكبر هو ما تحت الماء , و هذا الجزء هو شخصيتك و ما فيها من مبادىء و قيم تحركك , و هو ما نركز عليه فى هذا الكورس.

و اليك المفاهيم :

Paradigm:
و هو قناعتك الداخليه تجاه موضوع معين و هذه القناعة ناتجه عن ما تعرفه من معلومات حول هذا الموضوع , سواء هذه المعلومات صحيحة أم لا .

Paradigm shift:
هو معلومة جديدة عندما تعرفها تتغير قناعتك الداخلية و رد فعلك و نظرتك للأشياء و بالتالى طريقة تعاملك معها .

ما هذا ؟ نحن لا نفهم شيئا مما تقول !! اليكم مثال توضيحى :

في فيلم lion king بعد أن كان الاسد سيمبا يعتقد انه ضعيف مثل الغزلان , و صلته معلومة جديدة من حكيم الغابة "القرد" , انه أسد و أن والده كان أسد قوى و كان ملك الغابه و لم يكن غزالة ضعيفة ,
و هذه المعلومة كانت كفيلة أن تغير قناعته الداخلية بنفسه و حولته من كائن مستضعف لأسد قوى لا يتهاون فى حقوقه و بالفعل تحول لأسد قوى و استطاع استرداد حقوقه كملك للغابة.
أرأيت كيف أن معلومة صغيرة غيرت نظرته للأشياء و تعامله معها و حولت مسار حياته 180 درجه ؟!
مثال آخر ,طفل صغير مريض و أيامه فى الحياة معدودة , و يتألم من المرض , كان يربى سلحفاة يحبها جدا , فأراد أهله أن يخففوا عنه و يدخلوا السرور لقلبه , فقرروا أن يقيموا حفل عيد ميلاد للسلحفاة , و أرادت احدى قريباته أن تشارك فى اسعاده فقررت شراء هدية للسلحفاة , فاشترت من السوبر ماركت خس و طلبت من البائع أن يلف الخس فى لفة هدية , طبعا نظر لها البائع على أنها مجنونة ! و لكن عندما قالت له معلومة صغيرة و هى قصة الطفل الصغير , تغيرت نظرته تماما و تعاطف معها و قام بلف الخس بحماس.
الخلاصة: قد يكون هناك معلومة صغيرة عندما تعرفها تتغير بها حياتك و تجد فى نفسك قوة و طاقة لم تكن تعرفها فى نفسك , و من مبادىء النجاح أن تبحث عن المعلومة الصحيحة الغير مضلله و التى تجعل نظرتك للأشياء نظرة سليمة غير متسرعة , فى نفس الوقت تثير داخلك طاقات و قوة جديدة .و أن تقتنع أن فى داخلك موهبة أو صفة لم تكن تعرفها فى نفسك من قبل ,
و الناجح هو من يبحث عن هذه المعلومة دائما التى تغير حياته للأحسن و تزيد من ثقته فى نفسه.
-------------------------------
[b]مفهوم آخر ,
الناس فى ادائهم لأعمالهم نوعان :
- Effective
و هو ما يفعل ما يطلب منه بطريقة صحيحة و جيدة.
-Efficient
و هو ما لا يرضى أن يقوم بعمل ألأشياء بصورة جيدة فحسب , و لكن يضيف من عنده لكى يخرج العمل بشكل متقن و متميز.
مثال: اذا طلب منك استاذك فى الجامعة أو رئيسك فى العمل تقرير حول شىء ما , فان الشخص ال Effective يقوم بعمله بشكل صحيح و لكن كما طلب منه بالضبط .
أما ال Efficient فانه يفكر قبل أن يبدأ ما هى أحسن طريقه لاخراج هذا التقرير , و ما هى المعلومات التى لو اجتهدت و جمعتها و أضفتها للتقرير لأضفت له جوانب و أبعاد جديدة مفيدة لم يكن مديرك أو استاذك نفسه يفكر فيها , و لكنها اضافة مؤثرة. و أيضا بدلا من أن يكتبه بخط اليد فانه يكتبه على الكومبيوتر بشكل منظم و مرتب لاضفاء شكل جمالى عليه .
و الآن ما رأيكم ؟ أى التقريرين سيكون أفضل و أكثر ايجابية و تأثير ؟
التقريران سليمان و الشخصان فعلا المطلوب منهما , و لكن أيهما كان أكثر تأثيرا فى عمله و أيهم سيجد تقديرا أفضل من مديره أو استاذه ؟ بالطبع ال efficient , أليس كذلك ؟
يحضرنى هنا درس "الاحسان" للدكتور عمرو , فهو يتحدث فيه عن أتقان العمل و أن ذلك من أساسيات الاسلام .
و بعد أن عرفنا الفرق بين الشخصين سوف تسألون : ماذا نفعل كى نصبح efficient ؟
حتى تصبح كذلك يجب أن تراعى هذا المثلث فى عملك :
-الوقت TIME
-التكلفة Cost
-الأدوات المستخدمة Resources
دون المساس باتقان العمل
ان أكثر الناس نجاحا و أكثرهم efficiency هو من يراعى تقليل هذا المثلث فى عمله , فينجز أعماله بنفس الجودة فى :
- وقت أقل.
-تكلفة أقل.
-أدوات أقل.
مثال:
مهندس يبنى عمارة :
احتاج لكى يتم البناء بشكل سليم مليون جنيه , و مائة عامل يوميا , و انتهى من البناء فى عام.
مهندس آخر : احتاح مليون جنيه, و مائة عامل يوميا , و لكن البناء انتهى فى تسعة أشهر.
أيهم أفضل ؟
ماذا لو أنه احتاج فقط نصف مليون جنيه و مائة عامل يوميا و تسعة أشهر ؟!
لاحظ أن كل هذه المتغيرات بدون المساس بجودة البناء و كفاءته و الا ستكون وفرت المال على حسب المبنى و هى كارثه !!
و لكن أن تنجز نفس العمل بتكلفة , قد يكون هذا من تقليل عدد الجرارات المستخدمة مثلا , و الجرارات هنا هى أحد ال resources فهنا قمت بتقليل الأدوات والمال و الوقت .... و هكذا .
و بالتالى كلما أجدت التعامل مع هذا المثلث كلما أصبحت أكثر نجاحا و more efficient .
لاحظ أن فى بعض الاحيان قد تضحى بأحد أضلاع المثلث لحساب ضلع آخر على حسب أولويات العمل , كأن يكون الوقت هو أهم عامل فيما تقوم به , فتدفع أكثر كى تنجز العمل فى الوقت المطلوب , ولكن يبقى اجادة التعامل مع هذا المثلث هو الفيصل بين شخص و آخر.
[b]ايضا من أهم ما يساعدك على النجاح أيضا مدى حب الناس للتعامل معك و ارتياحهم لك و ثقتهم فيك , فلو شبهنا تلك العلاقة بالبنك , فان رصيدك فيها يزداد باحترامك للناس و صدقك معهم و احترام الوعود ,حسن الخلق , و غيره من الصفات الحميدة التى مرجعنا فيها سيدنا رسول الله(ص) .أيضا تستطيع أن تسحب من رصيدك بالكدب و النفاق و سوء الخلق و مخالفة الوعود و عدم احترام الناس , و عدم الوضوح.... مما يقلل جدا من حب الناس للتعامل معك و من ثقتهم فيك.
[b]-----------------------------------
الموازنة بين الانتاج و مصدر الانتاج [/b]
[color=darkblue]الانسان الناجح هو من يوازن بين هذين العنصرين.أمثلة:
الفلاح الذى كان عنده دجاجة (المصدر) تبيض كل يوم بيضة ذهب (الانتاج) ,جتى أصبح الرجل من الاغنياء و لكن لأنه طمَاع , فقد قرر أن يذبح الدجاجة ليأخذ كل ما فى بطنها مرة واحدة بدلا من انتظار بيضة واحدة يوميا ,فلما ذبحها طبعا لم يجد شيئا و خسر المصدر الذى كان سببا فى ثرائه لأنه استعجل النتائج و أهما المصدر فخسر الاثنين.
مثال آخر:السيارة هى مصدر انتاج و انتاجها أن تستخدمها فى الانتقال فى خروجاتك بصورة مريحة , ماذا لو أنك تقود السيارة فقد بدون عمل أى صياتة لها ؟! أنت تركز على انتاجها و لكن تهمل المصدر , فتزيد أعطال السيارة مما يؤثر على كونها وسيلة انتقال مريحة , بل و ستصبح عبئا عليك لكثرة أعطالها.
و هناك شخص آخر لا يخرج بسيارته , و يظل يوميا بالساعات ينظف فيها و يزينها و يصينها , حتى لم يصبح لديه وقت ليخرج بها أو يستخدمها فى الهدف المصنوعة من أجله , و هو هنا اهتم بالمصدر أكثر من اللازم و أهمل النتائج.
مثال آخر: رجل يجمع المال (المصدر) , من أجل أن يعيش حياة سعيدة مع أسرته و أولاده (الانتاج), و لكنه اهنم بجمع المال و ظل يعمل ليل نهار لجمعه حتى لم يتبقى لديه وقت للاستمتاع بالمال أو الخروج مع أولاده أو حتى رؤيتهم و هم يستمتعون به , فخسر الانتاج.
اذن مرة أخرى , الانسان الناجح هو من يوازن بين الاهتمام بالانتاج و مصدر الانتاج , ليس بأحدهم على حساب الآخر. [/color]
الآن و قبل أن ندخل فى العادات يجب أن تعرف أين أنت و الى أين أنت ذاهب !
فأنت بدون أى عادة من العادات السبع انسان لا يمكن أن يفعل شىء بنفسه و لكن دائما ما يحتاج الى الآخرين لعمل ما يريد , و هو ما نسميه "Dependence"
Dependence: You need others to get what you want
أما اذا استطعت أن تتحلى بأول ثلاث عادات فأنت بذلك تنتقل من مرحلة ال dependence الى مرحلة ال "Independence" و هو القدرة على الاعتماد على نفسك ,و أن تحصل على ما تريد عن طربق نفسك و مجهودك الخاص.
Independence: You get what you want through your own effort
و العادات الثلاث الاولى هى:
1-Be Proactive . المسئولية و أخذ المبادرة
2-Begin with end in mind ابدأ و الصورة النهائية لما تفعله واضحه فى ذهنك.
3-Put first things first حدد أولوياتك.

أما الثلاث العادات الاخرى ( العادات من 4 الى 6 ) ان تحليت بها انتقلت من مرحلة ال "Independence" الى مرحلة ال " Interdependence" , و هى أن تكون شخص مستقل يعتمد على نفسه و أيضا تستطيع أن تتكامل مع الآخرين لأخراج ما هو أفضل للجميع ,
Interdependence: Cooperate together to accomlish what we want
و هذه العادات هى :
4-Think win/win اكسب و اجعل الآخرين ايضا يكسبون.
5-Seek first to understand,then to be understood حاول أن تفهم أولا قبل أن تطلب من الخرين أن يفهموك.
6-ٍSynergize بمعنى التكامل مع الناس لاخراج نتيجة أفضل من العمل الفردى.
و لكن .....
[color=black]هذه فقط ستة عادات , أين العادة السابعه ؟ أليسوا سبع عادات؟ ,نعم .. و العادة السابعة هى
7 -ٍSharpen the saw سن المنشار .
و سوف نأتى لها فى نهاية الكورس ان شاء الله
لاحظ أنك لا تستطيع أن تصل لمرحلة قبل أن تمر على ما قبلها , أى انك لا يمكن أن تكون Interdependent و تتكامل مع الناس بدون أن تكون أولا Independent و هكذا.
[b]لاحظ أيضا الفرق بين ال Dependence , و ال Interdependence هى أن الاثنين له علاقة بالناس , لكن الأولى هى الاعتماد عليهم و التواكل , أما الثانية فهى الانسجام معهم و القدرة على التعاون.أعتقد الآن أن الكل أصبح مشتاق للتعرف على هذه العادات السبع لنصل جميعا و معا للاستقلالية و النجاح و التكامل ,...
سوف نتحدث عن كل عادة من هذه بالتفصيل و كيف نستطيع أن نتحلى .
----------------------

***العادة الأولى: Be Proactive
خلاصة هذه العادة قالها الرسول (ص) في حديثه " لا تكن امَعة"

بمعنى, هل أنت انسان ثابت على مبادئك و أخلاقك و قيمك و طموحك و أهدافك تحت أى ظرف و فى أى مكان "Proactive" أم أنك تتغير بتغير الظروف المحيطة و الاماكن و الافراد و تكتفى دائما أن تكون رد الفعل "ٌReactive" ؟
هل أنت فى الصباح متدين لأن زملائك فى العمل كذلك, و بالمساء بعيد عن الدين لأن أصدقاء المساء بعيدون, أم أنك متدين تحت أى ظرف و مع أى شخص ؟!
الانسان ال Proactive" هو الذى يحيا وفق مبادىء أساسية و أهداف واضحة هى المحرك الأساسى له فى حياته و لا تتأثر أبدا بالآخرين أو بالطروف المحيطه , و من أهم ما يساعدك على ذلك أن تؤمن بما تقوم به و أن يكون لك أهدافا واضحة تسعى لها من خلال قيم أنت متمسك بها.
أمثلة: أنت ذاهب بسيارتك لموعد عمل هام أو لامتحان فى الكلية و فجأة عبرت بجوارك سيارة مسرعة و قائدها شتمك لأنك تسير ببطء , ماذا سيكون رد فعلك ؟!
ال proactive يعرف ماذا يريد و لا يتغير بتغير الظروف المحيطة , فهو كل ما يشغله الموعد الهام أو الامتحان الذى سيبنى به مستقبله , و بالتالى لن يلتفت لما قاله السائق لأن لديه ما هو أهم , و هو يعرف ان هو رد على السائق قد بتطور الأمر لمعركة و يضيع الموعد فيخسر كل شىء.
أما ال Reactive فهو دائما رد الفعل و ليس الفعل , هذا الشخص سيتغير مزاجه سريعا و لن يترك السائق الا و قد رد له الشتائم و كسر عليه بسيارته ضاربا بعرض الحائط موعده أو امتحانه ,مما قد يؤدى الى ضياع الموعد, أو على الاقل يقلل من تركيزه .
هل وضحت خطورة أن تكون Reactive ؟
لاحظ الكلمات التى عادة ما يرددها ال Reactive : " لقد اضطررت ل.." , "لو أن فقد كذا حدث , لكان كذا .." , " لقد جعلنى أفعل هذا .. "
أما كلمات ال Proactive هى : "لقد اخترت أن أفعل كذا " "أنا أتحكم فى.." , " أنا أستطيع أن أفعل كذا ..." .
اذن , هل أهدافك واضحة لك و حددتها بنفسك ؟ أم أنك تحدد أهدافك على حسب ظروف المكان و الناس المحيطة بك ؟ أم أنك من الاصل ليس لك أهداف و تترك نفسك للدنيا تعصف بك يمينا و يسارا و أنت مستسلم لها تماما ؟!
أنا شخصيا لى تجربة فى هذا الموضوع ,عندما بدأت عملى كان زملائى يصلون فرادى ,كل بجوار مكتبه, و حتى من يذهبون لصلاة الجماعة يذهبون فى صمت , فبدأت أولا فى زيادة رصيدى فى بنك العلاقات معهم بحسن المعاملة و اكتساب الثقة و النجاح فى العمل(تذكر بنك العلافات فى أعلى) مما ساعدنى فى أن يستمعوا لى ,و بدأت أطلب ممن يذهبون للجماعة أن يقولوا لمن حولهم أنهم ذاهبون , فقد يكون منهم من يريد الذهاب و لكنه ناسى , و بدأت أنا و هم بأن نقول كلما ذهبنا لصلاة الجماعة أننا ذاهبون بصوت مرتفع , و بدأ عدد المصلين فى الجماعة يزداد شيئا فشيئا...الآن ,و الحمد لله .. الكل يصلى فى جماعة , و لا أحد ينزل فى صمت أنما الكل يدعو الكل و يذكِره ,و أصبح وقت الصلاة و قت ظريف تحدث مفارقات ظريفة أثناء دعوة بعضنا لبعض مما زاد من قوة علاقتنا ببعض و الالفة بيننا.
تخيل لو أننى تتطبعت بطبعهم و بدأت أنا الآخر فى الصلاة فردا بجوار مكتبى و قلت " أنا مضطر , هذه طبيعة المكان هنا ,.." !! , طبعا الفرق واضح بدون شرح زيادة .
تجربة أخرى , أنا دائما ما أسعى لزيادة علمى عن طريق المذاكرة و حصولى على شهادات علمبة قوية فى مجال عملى , و فى عملى عندما حضرت لم يكن أحد يهتم بهذا الأمر الا نادرا جدا , و مع ذلك و الفضل لله وحده لم أتأثر و أستمريت فيما أفعل مما أثار غبطة زملائى و الآن كلهم يحضرون شهادات علمية و ماجيستيرات.
هل أصبح الفرق واضح بين ال Proactive و ال Reactive واضحا ؟!
تعليق اخير , لا تنشر قيما و مفاهيم هدَامة و تفرح بنفسك و تقول ها أنا أؤثر فى الناس !!
كأن تردد عبارات مثل " لا فائدة " , "مهما فعلنا لن ننجح " , "هذا المكان لا أمل فيه " ... و غيرها من العبارات أو الافعال التى تنشر روح اليأس و تهدم و لا تبنى , و لكن كن دائما ايجابيا و انشر أفكار ابجابية بنَاءة , مما يؤثر ايجابا نحو نجاح أفضل و ليس سلبا.






-----------------------------------------------------------------------
العادة الثانية: Begin with end in mind ابدأ و الصورة النهائية لما تفعله واضحه فى ذهنك.

كل الأعمال دائما تتم مرتين, أول مرة ذهنيا و ثانى مرة عمليا , و هذه العادة هى العادة الخاصة بالتخليق و الابداع الذهنى , مثل التصميم و التخطيط و التصور لماذا نريد أن نكون , و ماذا نريد أن نفعل.
هذه العادة تزيد من كفاءتك و من فرصة نجاحك , فأنت تخطط أولا فى ذهنك ماذا تريد و بعد ذلك تنفذ بجسدك ما خططه ذهنك.
و أنت عندما تترك لنفسك فرصة تخيل و تصور نهاية الطريق الذى تسير فيه , سيجعلك هذه لا اراديا تبدل ألافكار الهدَامة و الغير مؤثرة بأفكار بنَاءة و ايجابية. أبسط مثال على ذلك , لو أنك تسير فى طريق السرقة و تخيلت النهاية و هى السجن فى الدنيا و النار فى الآخرة فان ذلك كفيل بأن يطرد الفكرة من بدايتها , و العكس , لو تخيلت نهاية ما تقوم به من مذاكرة و جهد و أتقان للعمل و تعب و سهر بما سوف تصل اليه من نجاح فى الدنيا و رضا الله فى الآخرة ,فان ذلك يقويك ويقوى عزيمتك و يثبتك و يزيدك اصرار.
هل بدأت أهمية هذه العادة تتضح ؟
و لكن ... ما هو المركز الذى تدور حوله النهاية السعيدة بالنسبة لك ؟ أو ما هو المحرك الرئيسى الذى يحركك و تعتبره هدفا سعيدا لك ؟
هذا المركز يختلف من شخص لآخر.. فقد يكون المال هو ما يحركك ,أو النجاح العملى , الشعور بالفرحة, الاصدقاء , الاعداء , الحب , حبك لنفسك... كل هذه أشياء قد يكون أحدها هو ما يحركك فى حياتك و يتحكم فى تخيلاتك للنهاية السعيدة.
و لكن اذا كانت هذه هى الاشياء هى المركز الذى يدور حوله أفكارك , ألست بهذا تترك نفسك لمؤثرات خارجية تتحكم فى أفكارك ؟! فتجعل المال أو الحب أو العواطف تتحكم فى أهدافك , فتصبح انسان Reactive ,(راجع العادة الاولى)
اذن ماذا يجب أن يكون هو المحرك الاساسى اتخيلاتنا و أهدافنا ؟
الاجابة هى المبادىء و القيم التى تؤمن بها , هى التى يجب أن تدور دائما فى فلكها عندما تتخيل و تنفذ.
ضميرك الذى يؤمن بقيم و مبادىء ثابتة هو الذى يجب أن يقودك فى تفكيرك و تخيلاتك و طموحك , و احعل جميع الاشياء الاخرى ( المال , الحب , النجاح العملى....الخ) تدور حول هذا المركز.
لو شبهنا ذلك مثلا بالمجموعة الشمسية , فاجعل المبادىء هى الشمس ( مركز المجموعة) و اجعل جمع المال و الحب و النجاح ..... الخ هم الكواكب التى تدور حول الشمس و لا يمكن أن تستغنى عنها , فان فنيت الشمس انتهت المجموعة من الوجود , و أن بقت الشمس بقيت المجموعة , أما اذا فنى أحد الكواكب فان المجموعة قد تتأثر و لكنها لن تفنى و سوف تستمر لأن الشمس باقية.... هل المعنى واضح ؟!
و الانسان الذى يجعل المبادىء مركز تفكيره فانه :
1- يبعد عن العواطف و المواقف المؤثرة , التى قد تؤثر على مبادئه (مثال: كل ما يسيطر على تفكيرك أن تنتقم من مديرك الذى ظلمك لأنك تشعر بالغضب تجاهه , هذا طبعا لا علاقة له بالمبادىء و صاحبه انسان Reactive )
2-بعد التفكير فى البدائل المطروحة يكون ايجابيا و يختار الانسب له و لمبادئه هو و ليس ما يناسب الناس و الموضة و العصر.
والآن و أنت تفكر فى أهدافك و نهايتك اسأل نفسك دائما هذان السؤالان:
1-على أى شىء أنا مقبل ( هل هو شىء ايجابى مفيد سيعود على بالفائدة و لا يخل بمبادئى أم لا ؟ )
2-على أى من المبادىء التى أؤمن بها أدير أفكارى ؟

الآن أريد من كل واحد منكم أن يمسك بورقة و قلم و يكتب هدفه و تصوره عن كيفية تنفيذه و ما هو شكله النهائى لو تحقق, و هل هذا سيسعده و لا يتعارض مع مبادئه أم لا ؟
أرجو أخذ موضوع كتابة الهدف هذا بجدية , فانك سوف تجد نفسك و أنت تكتب تتخيل أشياء لم تكن تتخيلها من فبل , و ستجد أن الاهداف التى تعتقد أنها مستحيلة أصبحت ممكنة , و ستضع لحياتك (mission ) واضحة تسعى لها بكل قوتك.
ضع هذه الورقة فى مكان خاص بك بحيث لا يراها أو يعرف محتواها غيرك.
----------------------------------------------------------------------------
العادة الثالثة: ترتيب الاولويات (هامة جدا)[
[b[b]]هل تذكرون الورقة التى طلبت منكم كتابتها فى العادة الثانية و التى تكتب فيها هدفك فى الحياة المتوافق مع مبادئك و قيمك و أسلوبك فى الحياة و الذى ان تحدث تجعلك تشعر بالسعادة و الرضا ؟
الآن فى عادة ترتيب الاولويات , فان الاولوية الاولى فى حياتك يجب دائما أن تعطيها للشىء الذى يكون خطوة فى تحقيق هدفك الذى كتبته فى الورقة, و دائما اسأل نفسك ما هى الاشياء التى ان فعلتها سيكون لها مردود ايجابى على تحقيقى لهدفى ؟ و اعطيها دائما الاولوية الاولى فى حياتك.
مثلا: هدفك أن تكون مهندس ناجح, و أمامك شيئان لتفعلهما , المذاكرة فى كتاب علمى سيفيدك فى تنفيذ مشروع أنت مقبل عليه قريبا ان نجحت فيه سيكون خطوة فى نجاحك كمهندس , أو السفر لبلد سياحية ! أيهما ستعطيه الأولوية ؟
طبعا الكتاب العلمى لأنه فى صميم هدفك و سعادتك بعد قراءته و بعد نجاح المشروع لن يضاهيها أى سعادة و ان سافرت الى كل العالم .
أما لو عكسنا الهدف , و كان هدفك فى الحياة هو كثرة الاسفار و رؤية ما استطعت من بلدان , فان السفر طبعا سيكون له الأولوية, لأنه يحقق لك خطوة فى تحقيق هدفك فى الحياة.
اذن أول شىء فى تحديد الأولويات هو معرفة مدى تأثير ما تفعله على هدفك الرئيسى.
ثانى خطوة فى ترتيب الأولويات هى الاهتمام بالاشياء الكبيرة المؤثرة فى حياتك و حياة الاخرين و عدم ترك الاشياء الصغيرة تملأ حياتك بحيث أنها لا تترك مكان للأشياء الهامة و الأعمال العظيمة .
لكن اهتمامك بالاعمال الكبيرة سيجعلك تأخذ خطوات كبيرة فى حياتك , بل و ستجد أن الاشياء الصغيرة أيضا لها مكان فى حياتك بدون أن تشعر.
مثال علمى : لو أنك أحضرت دلو , و عندك كمية من الصخور و كمية من الرمال تريد أن تضعهم فيه , لو أنك بدأت أولا بوضع الرمال فان الدلو سيمتلىء و ان أردت أن تضع الصخور بعد ذلك فانك لن تستطيع الا وضع القليل منها لأن الرمال أخذت أغلب الدلو ,
أما اذا بدأت بوضع الصخور فانك ستستطيع وضعها جميعا فى الدلو , و لكن المفاجأة انك عندما تبدأ فى وضع الرمال بعد الصخور , فان حبيبات الرمال سوف تنفذ من بين الصخور و تملأ الفراغات تحتها و حولها , و ستجد أن الدلو قد احتوى الصخور و الرمال معا , و لكن مع و ضع الصخور أولا.
حتى و ان لم يكفى الدلو فى هذه الحالة, فان ما سيبقى خارجه هو الرمال و ليست الصخور.
الآن الدلو هو حياتك و وقتك , و الصخور هى الأشياء الهامة و الاعمال العظيمة الكبيرة المؤثرة , أما الرمال فهى الاعمال الصغيرة الغير هامة و غير مؤثرة. فان بدأت دائما بالصغير فلن تجد مكان للكبير و ستظل أسير الاعمال الصغيرة و من ثم تبقى مكانك بلا أى خطوة للأمام , أما اذا ملأت حياتك بالهام و الكبير أولا فان وقتك سيتسع لها و ايضا ستجد أنك تقوم بالأعمال الصغيرة أثناء قيامك بالأعمال الكبيرة و وقتك اتسع للاثنين.
مثال من الحياة , شخص كل حياته عبارة عن سماع الموسيقى و التقليب بين برامج التليفزيون, لا يوجد فى حياته مجال لأن يفكر فى نجاح أو عمل أو مذاكرة الا قليلا.
شخص آخر يعرف أولوياته, يهتم باتقان عمله و علمه و مذاكرته و خدمة الناس و المجتمع , فانه يخطو خطوات كبيرة نحو النجاح ,و أيضا وسط أعماله يأخذ راحة لمشاهدة التليفزيون , و هو بذلك جمع بين الاثنين , هل اتضحت أهمية ترتيب الأولويات أكثر من هذا المثال؟!
دعنا الآن ننتقل لمرحلة أخرى و هى كيفية تقسيم الأشياء لهام أو غير هام.
لو أنك رسمت مربع و قسمته لأربعة مربعات متساوية كالآتى:
مربع 1 : هام و عاجل.
مثل:كارثة فى الحياة أو العمل تؤثر فى سير الحياة أو فى سير شركتك بشكلها المعتاد ,لذلك فهى هامة و يجب سرعة التحرك لاعادة كل شىء لطبيعته. أو مثلا ال Deadlines و هو وجوب انهاء شىء قبل وقت معين,مثل أن يكون باقى على الامتحان 3 أيام.

مربع 2 : هام و غير عاجل.مثل الغذاء ,أو العلاقات الاجتماعية أو تطوير نفسك بالتخطيط و الاطلاع و المعرفة و حضور دورات تدريبية , كلها هامة جدا و لكن تحتاج بعض الوقت لاتمامها و ليست ملحة الآن.
مربع 3 : غير هام و عاجل.مثل: اجنماع روتينى غير هام , و لكنه بعد خمس دقائق و عليك حضوره.
أو , جرس الهاتف يرن, فاتك يجب أن ترد الآن سواء المكالمة هامة أو لا فأنت لا تعرف الا بعد الرد.
مربع 4 : غير هام و غير عاجل.
مثل: مشاهدة التليفزيون ( ما عدا طبعا برامج الدكتور عمرو خالد لا يزعل مننا )
أو ,الرغى مع الأصدقاء.

الآن هيا نحلل هذه المربعات:
اذا كنت تجد فى حياتك الكثير من المواقف فى مربع 1 (هام و عاجل) , فأنت تسىء التخطيط لحياتك و دائما تنتظر لآخر لحظه و تنتظر حدوث المشكلة حتى تتحرك ولا تعمل على تجنب حدوثها من البداية, و نصيحتى لك حاول أن تقلل وجود أحداث فى هذا المربع على قدر استطاعتك تكون أكثر تركيزا و اتقانا و نجاحا.
أما المربع الثانى (هام و غير عاجل) , فهو أهم مربع و الانسان الناجح هو من يجعل أغلب حياته فى هذا المربع ,فهو دائما متحكم فى أوقاته يعرف كيف يخطط للأحداث بحيث لا يقابل مفاجآت غير سارة فى حياته و لا يضع نفسه فى مواقف صعبة.
أما المربع الثالث(غير هام و عاجل) , مثل الرد على الهاتف أو حضور اجتماع الآن و لكنه غير هام , هذه أشياء ملحة التنفيذ و لكنها غير مؤثرة بقوة فى حياتنا.( مثل الرمال فى مثال الدلو)
المربع الرابع (غير هام و غير عاجل) , و هو اقل الاشياء أهمية فى حياتك , و هى حبيبات الرمل التى ان تبقت خارج الدلو و لا مكان لها فلن يتأثر أى شىء.
الآن كيف نرتب أولوياتنا على حسب هذه المربعات , نرتبها كالآتى:
الاولوية الأولى: مربع 1 .
الأولوية الثانية : للمربع 2 , و ان حدث أثناء ذلك شىء من المربع 3 نفعله سريعا ثم نعود مرة أخرى لمربع 2 .
آخر أولوية: مربع 4.
أخيرا تذكر أن الانسان الأكثر نجاحا هو من يتقل أغلب أحداث حياته للمربع 2 و يجعل حياته مليئة بأحداث فى هذا المربع .
هنا نكون قد انتهينا من أول ثلاث عادات و التى تنقلك من ال Dependence الى ال Independence , و أنت الآن تستطيع الحصول على ما تريد بنفسك و دون انتظار الآخرين.
أستأذنكم فى التوقف هنا حيث حدث فى حياتى شىء فى المربع 1 (هام و عاجل) , حيث أن المغرب يؤذن و أنا صائم اليوم
-----------------------------------------------------
الآن سوف نبدأ فى العادات التى تساعدك على التعامل و التعاون مع الناس بعد أن استطعت الاستقلال عن حاجتك لهم فى كل أعمالك.

[b][b]العادة الرابعة: اربح و اجعل الآخرين أيضا يربحون:
هذه العادة هى عادة التوازن بين بين العلاقات و الانتاج , فكل شخص مننا الآن له أهداف , من الممكن لأن تصل لأهدافك أن تسحق الآخرين فى الطريق , أو على حساب أسرتك و أولادك و اهمالك لهم. السؤال هنا : هل النجاح هو النجاح المادى فقط ؟ هل اذا نجحت ماديا و عمليا و لكنك خسرت الناس أو فقدت أسرتك و زوجتك هل تعتبر هذا النجاح ؟! لا أعتقد.
العكس أيضا ليس صحيحا , فلا تهتم بالعلاقات العامة و الأسرية أكثر من اللازم على حساب نجاحك و تحقيق أهدافك.
اذن أنجح الناس هو من ينجح و يجعل كل من حوله سعداء بنجاحه و ينعكس ذلك ايجابيا عليهم.
و لكن ما هى صور التعامل مع الناس أثناى السعى لتحقيق الأهداف ؟!

1- أنا أربح /أنت تخسر :
و هذا الشخص أنانى , أهم شىء عنده أن يحقق أهدافه و مصالحه , و تجده دائما لا يحب الحوار و المنطق و يريد فرض رأيه بالعافية ,مثال: المدير المتسلط الذى لا يترك مساحة ابداء رأى أو ابداع لموظفيه و دائما يفرض رأيه , كذلك الزوج الذى يفرض رأيه على زوجته بالقوة , أو الاب الذى يكبت أولاده و دائما يفرض عليهم رأيه. هذا الشخص من الممكن أن يربح ,و لكن هل هو محبوب؟ لا , و الأهم , هل سلطته دائمة ؟ بالطبع لا , فالمنصب قد يزول و الأبن سوف يكبر , و عندها لك أن تتخيل ماذا سيحدث ؟! سينقلبون عليه و يشمتون فيه ,أو تنهار العلاقة .
اذن هذه الطريقة قد تكون صحيحة فى المباريات الرياضية و ليس فى الحياة.

2-أنا أخسر /أنت تربح:
هنا ايثار دائم , تضحية دائمة , و فيها ظلم للنفس , و فى النهاية صاحبها دائم الخسارة بارادته, و لا يوجد مجال للنجاح من الأصل.

3-أنا أخسر/أنت تخسر: ( و هو أسوأهم على الاطلاق)
قد تكون فى صورة متعمدة , بتطبيق المقولة الشهيرة ( عليَا و على أعدائى), و هذا الشخص يقول دائما "أنا لن أخسر وحدى , يجب أن يخسر الجميع معى , أنا فاشل اذن فليفشل الجميع أيضا ", و هذه شخصية سلبية على كل من حولها.
أو أن تكون فى صورة غير متعمدة و لكن فى صورة اهمال , مثال , رجل يهمل عمله و لا يعمل على اسعاد أسرته و لا يوفر لها احتياجاتها المادية , و فى نفس الوقت لا يجلس معهم انما هو طوال الوقت على المقهى مع أصدقاءه , و لا يهتم حتى بدينه , فلا هو فعل شىء لأسرته , و لا لدنياه , ولا حتى لآخرته , و هو هنا قد خسر كل شىء , و أيضا كل من حوله يخسرون بسببه.

4-أنا أربح/أنت تربح:
و هذا هو تفكير الناجحين فى كل المجالات , و هو التفكير فى أن رزق الله واسع و يتسع للجميع , و ليس الاعتقاد بأن كل من يأخذ شيئا فى هذه الدنيا قد أنقص من نصيبى فى الحياة .
من أمثلة الأدعية التى تجد صاحب هذه العادة يدعو بها : " يا رب ارزقنى و ارزق بى " , فهو يحب الخير لنفسه و للآخرين.
هذه العادة هى عادة التفكير فى بديل ثالث , يرضينى و يرضى الآخرين , ويجعل الجميع يربحون , و الاعتقاد بل و اليقين أن هناك دائما بديل ثالث يرضى جميع الأطراف , و هى تتطلب عدم التمسك بالرأى و المرونة فى التفكير و محاولة صادقة لايجاد هذا البديل.
لتحقيق هذه العادة ذلك يتطلب ثلاث أشياء:

1-مواصفات شخصية و هى :
أ- الاستقامة : فهو يراعى ضميره فى المعاملات و لا يرضى أن يخسر الآخرون بسببه.
ب-العقلية الناضجة: حتى يستطيع أن يعبر عن أفكاره بوضوح و يستطيع التعامل مع الناس بتعقُل و وزن جيد للأمور و الظروف.
ج-الاعتقاد فى وجود وفرة للجميع: يؤمن أن رزق الله واسع و يتسع للجميع.

2-العلاقات: و هى دائما زياة رصيدك فى بنك العلاقات ( تذكر ما قلناه عن بنك العلاقات) ,حتى تكسب حب و ثقة الناس فيرحبوا بالتعاون و التفاوض معك لايجاد البديل الثالث.

3-التفاقيات: و هى القدرة على التفاوض و الوصول مع الاطراف الاخرى لافضل البدائل بما يتمشى مع مبادئى و أهدافى و فى نفس الوقت لا يأتى على حساب الآخرين.

هنا نكون قد وصلنا لنهاية العادة الرابعة , و لكن ... كيف نستطيع أن نحسن من قدرتنا على التفاوض و التفاهم مع الآخرين , هذا ما سوف نتناوله فى العادة الخامسة باذن الله.[/b]
_________________
ُ العادة الخامسة: مهارة الاتصال و التوافق

كما سبق و قلنا ان الاعتماد على الناس ضعف , و هو ليس من صفات الناجحين , فأيضا الاستقلال الكامل عنهم ضعف , و القوة الحقيقية ليس فى تمكنك من عملك فقط و لكن جميع الناجحين استطاعوا التكامل ة التعاون مع الناس , و لكى نفعل ذلك يجب أن نفهمهم و يفهمونا و نحاول أن نضع أنفسنا مكانهم لكى نفهم ما يقولونه و لماذا يفعلوا ما يفعلون. و هنا يجب أن نعرف كيف نستمع و كيف نتحدث.

أولا: كيف نستمع ؟!
- لابد من الانصات بدون مقاطعة و هو ما نسميه "الانصات المتعاطف" , فنعطى فرصة للآخر أن يقول ما يريد , و لكن اذا شعرت انك لا تفهم نقطة مما يقول من الممكن أن تستوقفه بهدوء لكى تتأكد أن تفهم ما يقوله , مثلا " بعد اذنك أنا أريد أن أستوضح هذه النقطة فأنا لم أفهم ما تقصد" أو فى شكل أسئلة للتوضيح " هل تقصد من كلامك كذا و كذا ... أم أننى لم أفهم ما تقصد ؟!" مما يجعل المتحدث يشعر باهتمامك لفهم ما يقول.
- لا تستمع ظاهريا بينما عقلك مشغول فى شىء آخر غير ما يقول , و لنا فى رسول الله أسوة حسنة , " كان الرسول اذا تحدث الى أحد أقبل عليه بكليتَه " أى بكل جوارحه و حواسه.

ثانيا: كيف نتحدث ؟!
تجنب ردود الفعل المدمرة. أمثلة ردود الافعال المدمرة :
-لا ترد على النصيحة أو العتاب بنصيحة أخرى . مثلا: صديق ينصحك بأن تتوقف عن عمل علاقات محرمة , لا ترد و تقول " أقلع عن التدخين أولا قبل أن تنصحنى " و لكن اجعل موضوع التدخين هذا فى جلسة أخرى و ليس ردا على نصيحته لك , و لكن ركِز فى هذه الجلسة أن يكون كل الحديث عن نصيحته لك سواء أن تتقبلها أو توضح له أنك لا تقوم بهذه العلاقات و توضح له بعض النقاط ااغير واضحة له.. و هكذا , و لكن لا ترد بهجوم عليه حول موضوع آخر , و لك أن تتخيل ما سوف يحدث حينئذ , سيتحول الحديث الى هجوم و دفاع و تبادل اتهامات من الطرفين و سنصل لطريق مسدود. أيضا بعض الزوجات اذا نصحها زوجها , ترد عليه بأن تذكره بأحد عيوبه , مما يهدم العلاقة بينهم.
- لا تتعالى على من يحدثك , بأن تقول " من أنت لكى تنصحنى ؟!! ألا تعرف من أنا ؟!! أنا أكبر من أن تنصحنى ... "
- لا تصدر أحكاما مسبقة قبل أن تستمع لكل الحديث. بأن تقول فى نفسك " ما هذا المغرور ؟! "
أو " ما هذا الشخص ثقبل الدم " .... و لكن استمع للنهاية ثم كوِن رأيك.
- اعلم أن كلنا بشر و كلنا نخطىء , لذلك لا تتعالى أن تعترف بخطأك, فالاعتراف بالخطأ مطلوب و هو من الشجاعة و الأمانة التى تزيد من ثقة الآخرين فيك . و الا تخيل أنك أنكرت الخطأ ثم عرفوا من مصادر أخرى أنك المخطىء ,ماذا سيكون موقفك؟ و هل سيثقوا فىك بعد ذلك ؟!
و تذكر كما قلنا فى المقدمة أن العلاقات مثل حساب البنك , اذا أردت أن تأخذ دائما و لا تعطى سينفد رصيدك , و تتوقف رغبة الناس فى التعامل معك.
أشهر مثال الزوجة التى تريد من زوجها الحب و العطف و الاهتمام و الهدايا , و فى المقابل لا تعطيه أى شىء و لا حتى تشعره بسعادتها معه ظنا منها أنه بذلك سيبذل جهد أكبر لارضائها و تكون النتيجة انتهاء العلاقة نتيجة شعور الزوج بالاحباط , و النهاية قد تكون فى شكل فتور العلاقة أو انفجار !!!
أراكم فى العادة السادسة باذن الله.
_________________

ليست هناك تعليقات: