الثلاثاء، 25 نوفمبر 2008

مصباح العلوم فى معرفة الحي القيوم تحقيق/ د.إمام حنفي سيد عبدالله

مصباح العلوم فى معرفة الحي القيوم
لأبى الحسن أحمد بن محمد بن الحسن الرصاص
(ت656هـ)

تحقيق وتعليق ودراسة
د/ إمام حنفي سيد عبد الله
دكتوراه في الفلسفة الإسلامية
وعضو هيئة التدريس بجامعة قار يونس – بنغازي

العام الجامعى
2005/2006
تقديـــم

هذه الرسالة لأحد أبرز علماء الزيدية، الذين درسوا المذهب الاعتزالى وتأثروا به أيما تأثير، فكتبوا وألفوا فيه وكان لهم منهجهم المتميز وأسلوبهم الواضح، وهو الشيخ أحمد بن الحسن الرصاص، وقد سبق وحققنا له كتباه الرائع فى علم الكلام "الخلاصة النافعة"، وهذه الرسالة التى نحن بصدد الحديث عنها جاءت تحت عنوان "مصباح العلوم فى معرفة الحى القيوم"، وهى الأخرى فى علم الكلام وتأتى أهميتها فى أنها جاءت معبرة عن أصول المذهب الاعتزالى، بعدما عادت مدرسته للنشاط والإنتاج والعمل فى اليمن السعيد، وقد خبت أضواؤها ونكست أعلامها فى الشرق0

وقد رأينا أن من الفائدة تحقيق هذه الرسالة لتلحق "بالخلاصة النافعة"، فينتفع بها الدارسون ويتيسر تراث هذا الشيخ الكبير بين أيديهم، وأيضا لما لهذه الرسالة من أهمية علمية إن فى منهجها أو أسلوبها، فنحن نعتقد أن الشيخ كان يقوم بتدريسها على طلابه، وهم يحرصون على دراستها وحفظها، واعتبرها من الأصول النفيسة فى العقيدة، والشيخ وإن كان قد نحا فى اتجاه المذهب الاعتزالى فتأثر به إلا أن أصول المذهب الزيدى ظلت واضحة المعالم فى فكره وآرائه لم يتخل عنها، وتجلت فى احتفاظه بآرائه فى الإمامة، والتى خالف فيها المعتزلة واتبع مذهب الزيود فيه بكماله وتمامه، وسلك فيه طريقة الهادى يحيى بن الحسين وأبنائه، وهو ما سيبدو واضحاً للقارئ0

وهذه الرسالة ثابتة لصاحبها فقد ذكرها كل من ترجم له قديماً وحديثاً، ومن ذلك ما جاء فى "كشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون" لحاجى خليفة، ص 329 بالمجلد الرابع، من ذكر للكتاب ونسبته لصاحبه، وكذلك فى كتاب "مفتاح السعادة ومصباح السيادة فى موضوعات العلوم"، لطاش كوبرى زادة بالمجلد الثانى ص 579، فضلاً عما جاء فى كتاب "السلوك فى طبقات العلماء والملوك"، لأبى عبد الله يوسف بن يعقوب (ت 723هـ)0

فى وصف المخطوطيـن :
حققت هذه الرسالة بعد أن اصطفيت من عدة نسخ نسختين، هما أقدم وأوثق ما وقع تحت يدى، وإحدى هاتين النسختين أظن أنها كتبت بخط المؤلف نفسه، وبيانات هذه النسخة على النحو التالى :
هى مصورة عن المخطوط الأصلى بمعهد المخطوطات العربية تحت رقم 148 يمن شمالى، وعدد أوراقها 13 لقطة، وبياناتها على النحو التالى :
1- صورت من مكتبة الجامع الكبير 78 علم الكلام (كتب الوقف)0
- فـ 93 – ك 508 0
- العنوان : مصباح العلوم فى معرفة الحى القيوم0
- المؤلف : أبو الحسن أحمد بن الحسن بن محمد بن أبى بكر الرصاص0
- أوله : الحمد لله ذى المن والإفضال الحكيم ... فاعلم أن الذى يجب على كل مكلف أن يعرف الله تعالى وتوحيده وعدله0
- وآخره : أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب تم المصباح0
- وصف المخطوط : نسخة القلم معتاد0
- تاريخ النسخ : سنة 623 (انظر مقاود الإنصاف)0
- الملاحظات عليها : بالنسخة تقطيع قليل0
- المخطوط : ضمن مجموعة (الكتاب الثالث)0
- عدد أوراقها : 10 ورقات0
- أرقامها فى المجموعة من 97 إلى 106 0
- عدد السطور : 18 سطرا0
- مساحة الصفحة 12 × 16.5سم
ولذلك اعتبرناها أصلا وأعطيناها الرمز (أ)

والمخطوط الثانى أيضا ضمن مصورات معهد المخطوطات، وبياناته ووصفه على النحو التالى :
1- مكتبة الجامع الكبير بصنعاء – كتب الوقف – 87 مجاميع، كتاب 137 0
2- فيلم 24 0
3- العنوان (مصباح العلوم فى معرفة الحى القيوم)0
4- المؤلف : لجمال الدين أبى الحسن أحمد بن محمد الرصاص0
5- أوله : اعلم أن الذى يجب على المكلف أن يعرف الله تعالى وتوحيده وعدله وصدق وعده ووعيده، وهذه الجملة تشتمل على ثلاثة فصول0
6- وآخره : ... أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب0 تم والحمد لله وحده0
7- نسخة بقلم نسخى، مهمل النقط أحيانا0
8- ضمن مجموعة كتبت سنة 721هـ0
9- وكتبت العناوين بالحمرة0 وبأوراقها تقصف ورطوبة وترميم، ضمن مجموعة الكتاب الأولى من ورقة 1-11 0
10- المخطوط : ضمن مجموعة الكتاب الأول من ورقة 1-11 0
11- العدد 11 ورقة0
12- عدد السطور 19 سطرا0
13- الصفحة 12 × 17سم
تاريخ التصويـر :
- الاثنين 8 من شعبان المكرم 1394هـ الموافق 26 من أغسطس 1974م0 وقد أعطيتها الرمز (ب)0
- وهناك نسخة أخرى تحت رقم 147/78 علم كلام اطلعنا عليها، وهى لا تزيد عن النسختين اللتين اعتمدنا عليهما فى شئ، وجدنها فى دفاتر المخطوط العربية اليمنية بمعهد المخطوطات "علم كلام – وأصول فقه"0

وقد ورد "بفهرس المخطوطات العربية فى الأمبروزيانا" بميلانو الجزء الثانى ما يلى : "138- P. 358 " مجموع فيه :
1- كتاب فى الأصول، وأسئلة وأجوبة ورسائل لأمراء المؤمنين فى اليمن 60 ورقة، القرن الحادى عشر0
2- "المصباح"، تعليقة لحى القاضى عز الدين محمد بن حمزة بن مظفر فى صفات الله تعالى، وشرحه للشيخ أحمد بن الحسن الرصاص (621هـ-1224هـ)، (انظر : مطالع البدور 1 : 148)، 125 ورقة تقريبا كتب سنة 1074هـ0

وصــف الغــلاف :
1- كتاب مصباح العلوم فى معرفة الحى القيوم0
2- بجواره ختم المكتبة العامة المتوكلية0
3- يتلو ذلك "بسم الله الرحمن الرحيم ...
هذا من وقف سيدى المولى : محمد بن الحسن - رضوان الله عليه – وقد أمر أمير المؤمنين، مولانا الإمام المتوكل على الله – حفظه الله وأحيا به معالم الدين بوضعه فى المكتبة العامة الجامعة لكتب الوقف بمحروس جامع صنعاء وحرر بتاريخه شهر رجب سنة 1343هـ وكتبه الحافظ حسن يحيى .. عفا الله عنه"0
يتلوه ختم المكتبة العامة المتوكلية0
بعرض الصفحة مكتوب توثيق للنسخة (نسخة كتبت فى العشرين من شهر جمادى الأول من شهر (سنة 721هـ)..، روحه الله وسامحه وجعله من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون والصلاة والسلام على محمد وآله وسلم0
المؤلـــف
هو أحمد بن محمد بن الحسن الرصاص، فقيه يمنى أصولى من أعيان الزيدية، خالف الإمام أحمد بن الحسين، وطعن عليه فى سيرته إلى أن قام الناس على أحمد، وقتلوه سنة 656هـ0 وتوفى المؤلف بعد سبعة أشهر من مقتله فى نفس السنة0
مؤلفـاته :
1- مصباح العلوم فى معرفة الحى القيوم0 حققناه
2- الخلاصة النافعـة0 حققناه
3- جوهرة الأصـول0
4- تذكرة المنحول فى علم الأصول0
5- الشهاب الثاقب فى مناقب على بن أبى طالب0
مصادر ترجمتـه :
1- الزركلى الأعلام، 1/219 0
2- عمر رضا كحالة، معجم المؤلفين، 1/257 0
وعنهمـا :
3- بروكلمان 1/403 0
4- مجلة المورد : المجلد 3 – عدد 1 /229 0
5- أنباء الزمن فى تاريخ اليمن – خ0
6- ميلانو 2/35، 95 0
7- جامعة الرياض، 6/136 0
8- وفى Catalogo Ambro siaha 262 (أحمد بن الحسين بن محمد بن الحسن)0
9- وانظر فهرس المخطوطات العربية فى الأمبروزيانا بميلانو ج 2/القسم الأول، ص 77، وصنعه د/ صلاح الدين المنجد 1960 0

نماذج من المخطوطتيــ
نــص رسالة
(مصباح العلوم فى معرفة الحى القيوم)
لأبى الحسن أحمد بن محمد بن الحسن الرصاص
(ت 656هـ)
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

الحمد لله ذى المن والإفضال، الحكيم فى الأفعال، الصادق فى الأقوال، الذى عصمنا عن الاعتزال (الاعتصام) بأهل الضلال، والانخداع بزخارف كل محتال، ووفقنا لإيثار الأدلة والبراهين على تقليد الرجال، وألهمنا بما أنفذنا له من تحصيل العلم من أدواء الجهل والجهال0 وصلواته على نبيه الوافى من الشرف فوق ذروة الكمال، محمد المصطفى، وعلى آله خير آل0
فى بيان شرف علم التوحيد :
أما بعد ..؛ فإن العلم بالله تعالى هو رأس العلوم، وأولاها بالإيثار والتقديم، لما رويناه بالإسناد الموثوق به إلى النبى r وآله، أن رجلاً قال له يا رسول الله علمنى من غرائب العلم0 فقال r، : "وماذا صنعت فى رأس العلم حتى تسألنى عن غرائبه ؟!" قال : وما معرفة الله حق معرفته؟ قال r: "أن تعرفه بلا مثل ولا شبيه، وأن تعرفه واحداً، أولاً آخراً، ظاهراً باطناً، لا كفوء له ولا مثل"0
وقال r : "التوحيد" ثمن الجنة([1])0 فإذا ثبت أنه أفضل العلوم، وجب على العاقل أن يجتهد فى طلبه؛ ليفوز يوم القيامة بسببه، لقول النبى - r - : "اطلبوا العلم ولو بالصين؛ فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم"([2])0
ومن ترك العلم لأن صاحبه فقيراً أو أصغر منه سناً فليتبوأ مقعده من النار، وإذ قد تقرر ذلك فاعلم([3]) أن الذى يجب على كل مكلفٍ أن يعرف الله تعالى، وتوحيده، 97ظ – وعدله وَصِدْقَ وعده ووعيده، وهذه الجملة تشتمل على ثلاثة فصول، أولها: التوحيد، والثانى : العدل، والثالث : الوعد والوعيد0

فأما([4]) مسائل التوحيد([5]) فهى عشر مسائل :
1- أولهـا : أن لهذا العالم صانعاً صنعه([6]): والدليل([7])على أن هذه الأجسام([8]) محدثة، لأنها لم تخلُ من الأعراض التى هى الحركة والسكون والاجتماع والافتراق وهذه الأعراض محدثة([9])؛ لأنها تعدم وتزول، والجسم باقٍ، فلو كانت قديمة لما جاز عليها العدم؛ لأن القديم واجب الوجود فلا يجوز عليه العدم، فإذا ثبت حدوث الأعراض بما قدمنا، وجب أن تكون الأجسام محدثة أيضا؛ لأنه لا يجوز أن يوجد الجسم والعرض معاً([10])0 ويكون أحدهما قديماً والآخر محدثاً؛ لأن القديم يجب أن يتقدم على المحدث تقدماً لا أول له، فإذا ثبت أن الأجسام محدثة فلابد لها من محدث وهو الله تعالى؛ لأن العباد لا يقدرون على فعل لله منها، فيجب أن يكون محدثها الله تعالى([11])0ألا ترى([12]) أفعالنا لما كانت محدثة وجب أن تحتاج إلينا؛ لأجل حدوثها، فثبت بهذه الجملة أن لهذا العالم صانعاً0
2- المسألة الثانية أن الله تعالى قادر ([13]): وحقيقة القادر هو من يمكنه الفعل، والدليل على أن الله تعالى قادر أن الفعل الذى هو العالم قد وجد منه تعالى، فلو لم يكن قادراً على إيجاده لما أوجده([14])؛ لأن الضعيف العاجز لا يمكنه إيجاد الفعل، وقد وجد العالم من جهة الله تعالى (فدل) على وصفه([15]) بأنه قادر0
3- المسألة 98و/ الثالثة : أن الله تعالى عالم ([16]): وحقيقة العالم هو من يمكنه الفعل المحكم، والدليل على أن الله تعالى عالم، أن الفعل المحكم قد وجد منه تعالى، وذلك ظاهر([17]) فى السماوات والأرض وما بينهما من الحيوانات، فإن فيهما من الترتيب والنظام ما يزيد على كل صناعة محكمة فى الشاهد([18]) من بناء وكتابه([19]) وغيرهما، فإذا كانت الكتابة المحكمة تدل على أن فاعلها عالم، فلا شك أن ترتيب([20]) هذه المخلوقات أبلغ من ترتيب الكتابة المحكمة فيجب أن يدل ترتيبها على أن الله تعالى عالم0
4- المسألة الرابعة أن الله تعالى حى ([21]): وحقيقة الحى هو من يصح أن يعلم ويقدر، والدليل على أن الله تعالى حى أنه قادر عالم على ما تقدم بيانه، وإذا ثبت أن([22]) الله تعالى قادر عالم وجب أن يكون حيا0 ألا ترى أن الميت والجماد لا يصح أن يكونا([23]) قادرين، ولا عالمين، وليس ذلك إلا لأنهما([24]) غير حيين، وقد ثبت أن الله تعالى قادر([25]) عالم فيجب وصفه بأنه حى0
5- المسألة الخامسة : أن الله تعالى سميع بصير ([26]): وحقيقة السميع البصير هو من يصح أن يدرك المسموع والمبصر، والدليل على أن الله تعالى سميع بصير، أنه حى لا آفة به، والدليل على أنه حى قد تقدم بيانه([27])، والذى يدل على أنه لا آفة به أن الآفات هى فساد الآلات، وذلك لا يجوز إلا على من كان([28]) جسما، 98ظ –والله تعالى، ليس بجسم0 على ما يأتى بيانه، فثبت أنه([29]) تعالى حى لا آفة به، وإذا([30]) ثبت أنه([31]) تعالى حى لا آفة به وجب أن يكون سميعاً بصيراً0 ألا ترى أن الواحد منا، إذا كان حياً لا آفة به تمنعه من إدراك المسموعات والمبصرات، فإنا([32]) نصفه بأنه سميع بصير، فثبت أن الله تعالى سميع بصير0
6- المسألة السادسة : أن الله تعالى قديم ([33]): وحقيقة القديم هو الموجود الذى لا أول لوجوده، والدليل على أن الله تعالى قديم، أنه قد ثبت أنه موجود؛ لأنه أوجد العالم فلو كان معدوماً لما أوجده؛ لأن المعدوم لا يصح منه إيجاد شئ أصلا، وذلك معلوم عند كل عاقل، فإذا([34]) ثبت أنه تعالى موجود وجب أن يكون قديماً([35])0 لأنه لو كان محدثاً، لاحتاج إلى محدث يحدثه0 كما أن الأجسام لما كانت محدثة احتاجت إلى محدث؛ ولو كان الله تعالى يحتاج إلى محدث؛ لكان الكلام فى محدثه كالكلام فيه، فإن احتاج إلى محدث، أدى ذلك إلى ما لا نهاية له، وذلك محال0 وإن انتهى الحال إلى محدث لا يحتاج إلى محدث، فهو الذى نريد إثباته من القديم، وهو الله تعالى، فثبت بهذه الجملة أن الله تعالى قديم0 / فصل : وإذا ثبت أن الله تعالى قادر عالم حى موجود، فإنما يستحق هذه الصفات لذاته([36])، فلا يحتاج فى ثبوتها له إلى فاعل، ولا ([37])إلى معان توجب له هذه الصفات0
99و- والدليل على ذلك أنه لو لم يستحقها([38]) لذاته، لافتقر فى ثبوتها إلى فاعل يجعله تعالى على هذه الصفات، أو يحدث له معان توجب([39]) هذه الصفات، كما أن الواحد منا لما لم يستحق هذه الصفات لذاته افتقر إلى فاعل أوجد ذاته، وأوجد له معان أوجبت له سائر الصفات، وهى القدرة والعلم والحياة، وقد ثبت أن الله تعالى قديم فلا يحتاج فىثبوت هذه الصفات (له) ([40]) إلى فاعل، ولا إلى معان محدثة([41])، توجب له([42]) هذه الصفات، (ولا يجوز أن يستحقها (لمعان) قديمة لأنه كان يجب أن تكون أمثالاً لله تعالى؛ لمشاركتها له فى القدم الذى به فارق سائر المحدثات، وقد ثبت أنه تعالى لا مثل له)، فثبت أن الله تعالى يستحق هذه الصفات لذاته([43])0

وإذا ثبت ذلك وجب أن تكون ثابتة له تعالى فيما لم يزل وفيما لا يزال، ولا يجوز خروجه عنها بحال من الأحوال؛ لأنه لا مخصص يقتضى ثبوتها له تعالى فى حال دون حال0
7- المسألة السابعة : أن الله تعالى لا يشبه شيئا من المحدثات ([44]): والدليل على ذلك أنه لو أشبهها؛ لوجب أن يكون محدثا مثلها؛ وإلا([45]) وجب أن تكون قديمة مثله؛ لأن المثلين لا يجوز أن يكون أحدهما قديماً والآخر محدثاً، وقد ثبت أن الله تعالى قديم، وأن الأشياء سواه محدثة، فلا يجوز أن يكون مشبها لشئ منها0
8- المسألة الثامنة : أن الله تعالى غنى([46]) : وحقيقة الغنى هو الحى الذى ليس بمحتاج، والدليل على أن الله تعالى غنى أنه([47]) قد ثبت أنه حى([48])، فلا يخلو إما أن يكون غنياً أو محتاجاً0

99ظ – ولا يجوز أن يكون الله تعالى محتاجاً؛ لأنه لو كان محتاجاً لوجب أن يوجد الأشياء المحتاج إليها دفعة واحدة، لعلمه بأن له فى إيجادها نفعاً خالصاً، ولذة كاملة، وهو (تعللى) ([49]) قادر على إيجادها وغير ممنوع من ذلك، كما أن الواحد منا إذا كان محتاجاً إلى شئ وهو قادر على إيجاده، وغير ممنوع منه، فإنه يوجده لا محالة؛ لأجل حاجته إليه0
وفى([50]) علمنا بوجود الأشياء المحتاج إليها شيئا بعد شئ دلالة على أنه([51]) تعالى ما أوجدها لحاجته إليها، وإنما أوجدها تعالى([52]) لمصالح العباد، فثبت أنه تعالى غنى0

9- المسألة التاسعة : أن الله تعالى لا يرى بالأبصار فى الدنيا ولا فى الآخرة([53]) : والدليل على ذلك أنه لو صح أن يرى فى حال من الأحوال، لوجب أن نراه الآن؛ لأن حواسنا سليمة، والموانع من رؤيته مرتفعة؛ لأن الموانع المعقولة من الرؤية هى : البعد والقرب([54]) المفرطان والرقة واللطافة، والحجاب الكثيف، وأن يكون المرئى فى خلاف جهة الرائى، وأن يكون محله فى بعض هذه الأوصاف؛ (وعدم الضياء المناسب للعين) ([55])0 فإن هذا هو المانع([56]) من رؤية اللون، ولا شك أن هذه الموانع لا تمنع إلا من رؤية الأجسام والألوان، وهو تعالى ليس بجسم ولا لون على ما تقدم بيانه ذلك0

وقد ثبت أن الله تعالى موجود؛ فلهذا قلنا : لو صح أن يرى فى حال من الأحوال، لوجب أن نراه الآن، ولا شك أن لا نراه الآن، فيجب أن لا يرى فى حال من 100و /الأحوال، وقد قال - تعالى - : (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، وهو اللطيف الخبير) ([57])، فنفى تعالى بهذه الآية أن تدركه الأبصار، وذلك يستغرق جميع الأوقات0 فثبت بهذه الجملة أنه لا يجوز أن يرى فى الدنيا ولا فى الآخرة0
10- المسألة العاشرة : أن الله تعالى واحد لا ثانى معه([58]) يشاركه فى القدم والإلهية([59]) : وحقيقة الواحد هو المتفرد بصفات الإلهية([60])، وهى كونه قادراً على جميع أجناس المقدورات، عالماً لجميع([61]) المعلومات حياً قديماً0 والدليل على أن الله واحد أنه لو كان معه قديم ثان يشاركه فى هذه الصفات التى قدمنا([62])، لوجب أن يكون مثلا له تعالى([63])، ولو كان له، تعالى، مثل ثم قدرنا أن أحدهما أراد إيجاد جسم متحرك، وأراد الآخر إيجاده ساكناً، لم يخل الحال إما أن يوجد ما يريدانه([64]) معاً فيكون الجسم متحركاً ساكناً فى حالة واحدة، وذلك محال، وإما أن لا يوجد ما أراداه([65]) فيخلو الجسم من الحركة والسكون معا وذلك محال، (وفيه دليل على عجزهما) ([66])، وذلك محال أيضا([67])، وإما أن يوجد مراد أحدهما، ولا يوجد مراد الآخر ففى ذلك دليل على عجزه من حيث لم يوجد ما أراده، وذلك محال0 وقد أدى إلى هذه المجالات القول بالقديم الثانى فيجب القضاء فساده0 ويدل على ذلك قول الله تعالى([68]) : قل هو الله أحد([69])، وقوله : وما من إله إلا الله واحد([70])، 100 ط – فأخبر، تعالى أنه لا إله غيره([71])، وخبره، تعالى، يجب أن يكون صدقا فهذه جملة ما يلزم0 المكلف معرفته من التوحيد0

وأما مسائل العدل فهى عشر مسائل :
1- المسألة الأولى : أن الله تعالى عدل حكيم ([72]): وحقيقة العدل هو الذى لا يفعل القبيح كالظلم والعبث والكذب وما أشبه ذلك، ولا يخل بالواجب (كالتمكين للمكلفين، والبيان للمخاطبين، والعوض للمؤلمين .. للمتعبدين، وقبول توبة التائبين والثواب للمطيعين) ([73])0وأفعاله كلها حسنة، والدليل على أن الله تعالى عدل؛ أنه قد ثبت أن الله تعالى عالم بقبح القبيح([74])، وغنى عن فعله([75])، وعن الإخلال بالواجب وكل من علم قبح([76]) القبيح واستغنى([77]) عن فعله، وعن الإخلال بالواجب فإنه لا يفعل القبيح ولا يخل بالواجب وهذا معلوم فى الشاهد عند كل عاقل0
فإذا ثبت أن الله - تعالى - أعلم العلماء بقبح القبائح وأغنى الأغنياء عن فعلها؛ وجب أن لا يفعل شيئا منها فثبت أنه تعالى، عدل حكيم0

2- المسألة الثانية : أن أفعال العباد حسنها وقبيحها منهم لا من الله تعالى ([78]): والدليل على ذلك أنها لو كانت من الله سبحانه([79]) لم يحسن أمرهم بالطاعات منها ولا نهيهم عن المعاصى، كما أن ألوانهم لما كانت خلقاً لله([80]) تعالى فيهم لم يحسن أمرهم بشئ منها ولا نهيهم، فلما علمنا أن الله سبحانه قد أمرهم 101و- بالطاعات ونهاهم عن المعاصى([81])0 دل ذلك على أن أفعاله منهم لا من الله تعالى0
وقد أضاف الله تعالى أفعال العباد إليهم فى كتابه الكريم فقال تعالى : (... لم تقولون مالا تفعلون) ([82])، وقال : (جزاء بما كانوا يعملون) ([83])، وقال : (هل تجزون إلا بما كنتم تعملون) ([84])، وقال تعالى : (وتخلقون إفكاً) ([85])، وذلك يدل على أنها منهم لا منه تعالى0

3- المسألة الثالثة : أن الله تعالى لا يثيب أحداً إلا بعمله ولا يعذبه إلا بذنبه([86]) : والدليل على ذلك أن المجازاة بالثواب لمن لا يستحقه يكون قبيحا من حيث أنه يكون تعظيما لمن لا يستحقه، ولا شك أن تعظيم من لا يستحق التعظيم قبيح عند كل عاقل؛ وكذلك فإن المجازاة بالعقاب لمن لا يستحقه يكون قبيحاً من حيث أنه يكون ظلماً، ولا شك أن الظلم قبيح0 وقد ثبت أن الله تعالى لا يفعل القبيح، فثبت أنه تعالى لا يثيب أحداً إلا بعمله ولا يعذبه إلا بذنبه، وقد قال تعالى : (ألا تزر وزارة وزر أخرى، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) ([87])0
4- المسألة الرابعة : أن الله تعالى لا يقضى بالمعاصى([88]) : والدليل على ذلك أن لفظة القضاء مشتركة بين ثلاثة معان :
· أحدها : بمعنى الخلق، قال الله تعالى : (فقضاهن سبع سماوات فى يومين) ([89])، معناه أتم خلقهن0
· وثانيها : بمعنى الأمر، قال الله تعالى : (وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه..) ([90])، (معناه أمر ألا تعدبوا إلا إياه)0
· 101ظ – وثالثها : بمعنى الإخبار والإعلام، قال الله تعالى : (وقضينا إلى بنى إسرائيل فى الكتاب لتفسدن فى الأرض مرتين...) ([91]) معناه أخبرنا([92]) بحالهم0
ولا يجوز أن تكون المعاصى بقضاء الله تعالى بمعنى الخلق؛ لأنه لو خلقها فيهم لما حسن منه تعالى أن يعاقبهم على شئ منها، كما أن ألوانهم لما كانت خلقا لله تعالى فيهم، لم يحسن منه تعالى([93])، أن يعاقبهم عليها ولا يجوز أن تكون بقضائه([94]) تعالى بمعنى الأمر؛ لأنها قبيحة والأمر بالقبيح قبيح([95])، وقد قال تعالى : (إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون..) ([96]) ، وقال تعالى : (والله يقضى بالحق) ([97])، ولا شك أن المعاصى باطلة، فلا يجوز أن تكون من قضائه([98])0

5- المسألة الخامسة : أن الله تعالى لا يكلف أحداً من عباده ما لا يطيقه([99]) : والدليل على ذلك أن تكليف ما لا يطاق قبيح عند كل عاقل، وقد ثبت أن الله تعالى لا يفعل القبيح على ما تقدم بيانه، وقد قال تعالى : (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) ([100])، والوسع دون الطاقة فثبت أن الله تعالى لا يكلف أحداً من عباده ما لا يطيقه0
6- المسألة السادسة : أن جميع الأمراض والنقائص (من) ([101]) فعل الله تعالى وأنها حكمة وصواب([102]) : والدليل على أنها من فعل الله سبحانه([103])، أنها محدثة؛ لأنها من جملة الأعراض الضرورية، وقد بينا أن هذه الأعراض([104]) محدثة، (وإذا ثبت أن هذه الأعراض محدثة) ([105])، فلابد([106]) لها من محدث، وهو الله تعالى؛ لأنه لا يقدر على فعل الأعراض الضرورية إلا الله تعالى0 وإذا ثبت أنها فعل الله تعالى([107]) وجب 102و-أن تكون حكمة وصوابا؛ (لأنه قد ثبت) ([108])، أن الله تعالى([109]) عدل حكيم، والحكيم لا يفعل إلا الحكمة والصواب، ولابد فيها من العوض والاعتبار وإلا كانت قبيحة، ويدل على ثبوت العوض قول النبى r([110])، "يتمنى أهل البلاء فى الآخرة لو كان الله تعالى زادهم بلاء يعظم ما أعد لهم فى الآخرة"0 ويدل على ثبوت الاعتبار فى هذه الآلام([111]) قول الله تعالى : (أو لايرون أنهم يفتنون فى كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون) ([112])، والمراد بالفتنة المذكورة فى هذه الآية الامتحان بهذه الأمراض أو غيرها([113])، فأخبر الله تعالى أنه([114]) يمتحنهم بها([115])، وأن غرضه أن يتوبوا ويذكروا0

7- المسألة السابعة : أن الله تعالى لا يريد شيئا من معاصى العباد (ولا يرضاه) ([116]) ولا يحبه([117]) : والدليل على ذلك أن الله تعالى، لو أراد شيئا منها لما حسن منه تعالى أن يعذبهم عليه0 كما أنه لما أراد منهم الطاعات، لم يحسن منه تعالى أن يعذبهم على فعلها، بل وجب عليه أن يثيبهم على فعلهم للطاعات، لما بيناه([118]) أنه تعالى لا يخل بشئ من الواجبات، وقد قال تعالى (وما الله يريد ظلماً للعباد) ([119])، وقال تعالى: (ولا يرضى لعباده الكفر) ([120]) ، وقال تعالى([121]): (والله لا يحب الفساد)([122])0
8- المسألة الثامنة : أن القرآن الذى بيننا كلام الله تعالى([123]) : والدليل على ذلك أن المعلوم ضرورة من دين النبى r([124])، أنه كان يخبر بأن القرآن الذى جاء به كلام الله تعالى، وأنه ليس بكلام له r، وهو عليه السلام لا يخبر إلا بالصدق على ما تبيناه([125])، وقد قال الله تعالى([126]) : (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع 102ط – كلام الله([127]) ..) ([128]) 0 ولا شك أن الذى سمعه المشرك من النبى r، هو الذى بيننا، والذى نتلوه0
9- المسألة التاسعة : أن القرآن محدث غير قديم([129]) : والدليل على ذلك أنه مرتب منظوم يوجد بعضه فى إثر البعض([130])، وذلك معلوم ضرورة، فإن قوله تعالى : (الحمد لله رب العالمين) ([131])، حروف([132]) قد تقدم بعضها على بعض، وما تقدمه غيره وجب أن يكون محدثا؛ لأن القديم لا يجوز أن يتقدم عليه غيره، ويدل على ذلك قول الله تعالى : (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون)([133])، فوصف الله سبحانه([134]) الذكر وهو القرآن بأنه محدث0 وإذا ثبت أنه محدث فلا شك أن الله تعالى هو الذى أحدثه؛ لأنه قد ثبت أنه كلامه، والكلام فعل المتكلم، فثبت بهذه الجملة أن القرآن محدث غير قديم0
10- المسألة العاشرة : أن محمداً r نبى صادق([135]) : والدليل على ذلك أن المعجز، الذى هو القرآن، قد ظهر على يديه عقيب دعوى([136]) النبوة0 وذلك معلوم ضرورة عند كل من بحث عن أخبار([137]) النبى r([138])، فإنه يعلم أن محمداً([139]) r، جاء بالقرآن، وتحدى العرب الذين هم النهاية فى الفصاحة([140])، أن يأتوا بمثله أو يعترفوا بصدقه فيما ادعاه0 ولا شك أن العرب لم يأتوا بشئ مما([141]) تحداهم به r، بل([142]) عدلوا إلى محاربته لما لم يقدروا على معارضته، فثبت بذلك أن القرآن معجز قد ظهر على يديه r([143])، وإذا ثبت ذلك([144]) ثبت صدق محمد r([145])، فيما ادعى([146])103و / من النبوة؛ لأنه لو كان كاذباً لما صدقه الله بالمعجز الذى هو القرآن؛ لأن ذلك يكون تصديقاً للكاذب وذلك قبيح، والله تعالى لا يفعل القبيح؛ لما تقدم بيانه فى أول مسائل العدل، فثبت لهذه الجملة نبوة محمد r([147])، ووجب علينا تصديقه فيما أخبر به([148]) من نبوة غيره من الأنبياء - عليهم السلام-0 فهذه جملة مسائل العدل0



وأما مسائل الوعد والوعيد فهى عشر مسائل :
1- المسألة الأولى ([149]): (وعد الله المؤمنين بالجنة) ([150]): أن من وعده الله تعالى بالثواب من المؤمنين، فإنه متى مات على إيمانه، صائر إلى الجنة، ومخلد فيها خلوداً دائما فى ثواب لا ينقطع0
2- والثانية : (وأوعد الله الكفار بالنار) : أن من توعده([151]) الله تعالى بالعقاب (من الكفار)([152])، فإنه متى مات مصراً([153]) على كفره صائر إلى النار ومخلد فيها خلوداً دائما فى عقاب لا ينقطع([154])0 والدليل على صحة ما نذهب([155]) إليه فى هاتين المسألتين أن المعلوم ضرورة من دين محمد r([156]) وعلى آله([157])، أنه كان يدعو الخلق إلى طاعته، ويعدهم على ذلك الجنة التى عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، ويتوعد من خالفه وكفر بما جاء به، بالنار([158]) التى وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين، وقد ثبت أنه r، لا يدين إلا بالحق، ولا يخبر إلا بالصدق، فصح ما ذهبنا إليه فى هاتين المسألتين0
3- المسألة الثالثة : (وأوعد الفساق بالنار خالدين فيها) ([159]): أن من توعده الله تعالى بالعقاب من الفساق، فإنه متى مات مصراً على فسقه فإنه يدخله النار، 103ط – ويخلده فيها خلوداً دائماً، والدليل على ذلك قول الله تعالى (ومن يعص الله ورسوله فإنه له نار جهنم خالد فيها أبداً) ([160])، ولا شك أن الفاسق من جملة من عصى الله سبحانه، فيجب أن يدخل النار، ويخلد فيها؛ لأن الله تعالى لا يخبر إلا بالصدق، وقد قال تعالى: (ما يبدل القول لدىّ وما أنا بظلام للعبيد)([161])0
4- المسألة الرابعة : (فى تسمية أصحاب الكبائر فساقاً) ([162]) : أن أصحاب الكبائر من هذه الأمة، كشارب الخمر والزانى ومن جرى مجراهما يسمون فساقاً ولا يسمون كفاراً، كما يقوله الخوارج؛ لأنهم لو كانوا كفاراً لما جاز دفنهم فى مقابر المسلمين،ولا مناكحتهم ولا موارثتهم، فلما علمنا أن ذلك كله([163]) جائز، دل ذلك على أنه لا يجوز أن يسموا كفاراً، ولا يجوز أن يسموا مؤمنين؛ لأن المؤمن([164]) فى الشريعة الشريفة يجب مدحه وتعظيمه، والفاسق لا يجوز مدحه ولا تعظيمه، فلا يجوز([165]) أن يسمى مؤمناً، فلم يبق إلا أنهم يسمون فساقاً، ولا يجوز أن يطلق عليهم اسم الكفر ولا اسم الإيمان0
5- المسألة الخامسة : (فى الشفاعـة) ([166]) : أن شفاعة النبى - r([167]) يوم القيامة لا تكون إلا لمن يدخل الجنة، فيزدهم الله بها نعيماً إلى نعيمهم وسروراً إلى سرورهم، والدليل على([168]) ذلك قول الله تعالى : (ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع) ([169])، ولا شك أن الفاسق ظالم بلا خلاف بين أمة محمد r([170])، فلا يجوز 104و-أن يشفع النبى r([171])، لأحد من الفساق فإذا([172]) لم يجز أن يشفع لهم، لم تبق شفاعته r إلا للمؤمنين، وقد قال تعالى : (وما للظالمين من أنصار..)([173])، فلو شفع النبى r([174])، لأحد من الظالمين؛ لكان ذلك نصرة له، وذلك لا يجوز؛ لأنه يكون([175]) تكذيبا لكلام الله تعالى0
6- المسألة السادسة : (الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر) ([176]): أنه يجب على المكلف أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر متى قدر على ذلك، وإن لم يكن([177]) أمره ولا نهيه([178]) يؤديان إلى منكر([179]) آخر أو ترك([180]) معروف غير([181]) الذى أمر به0 والدليل على ذلك قول الله تعالى : (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) ([182])0 ووجه الاستدلال بهذه الآية أن الله تعالى أمر أن يكون فينا من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وما أمر الله تعالى به كان واجبا لا يجوز تركه لقول الله تعالى : (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) ([183])0 ولا شك أن العذاب لا يصيب إلا من ترك ما أوجبه الله عليه0
7- المسألة السابعة : أن الإمام بعد([184]) النبى r وعلى آله وسلم([185])، علىّ بن أبى طالب عليه السلام([186]) : والدليل على إمامته قول النبى r له يوم غدير خم وقد اجتمع أصحابه : "ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : بلى يا رسول الله0 قال : فمن كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وآل من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله"([187])0 ووجه الاستدلال بهذا الخبر على إمامته – عليه السلام -، أن النبىr([188])، جعله مولاً للكافة([189]) كنفسه، والمولى هو المالك للتصرف، كما يقال : هذا مولى الدار، ويراد به الذى يملك التصرف فيها0 104ط – فإذا ثبت أن علياً – عليه السلام – مالك للتصرف([190]) على الأمة كان إماماً؛ لأن الإمام هو من يملك التصرف على الناس بأمر الله تعالى، فثبت بذلك إمامة على – عليه السلام-، وأنه أحق بالأمر ممن تقدم عليه من الصحابة0
8- المسألة الثامنة : أن الإمام بعد على – عليه السلام – ابنه الحسن ([191]):
9- المسألة التاسعة : أن الإمام بعد الحسن أخوه الحسين بن على – عليه السلام-: والدليل على صحة ما ذهبنا إليه فى هاتين المسألتين قول النبى r وآله([192])، "الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، وأبوهما خير([193]) منهما"([194])0 وهذا الخبر يدل على ثبوت الإمامة لهما فى كل وقت إلا أنا أخرجنا زمان النبى r([195])، وزمان أبيهما بإجماع الأمة، فإنهم أجمعوا على أنه لم يكن لهما – عليهما السلام – ([196]) ولا لغيرهما أمر فى زمان النبى r([197])، ولا فى زمان أبيهما، وكذلك لم يكن للحسين بن علىٍّ أمر([198]) فى زمان أخيه الحسن بن على – عليه السلام –([199]) فبقى ما عدا ذلك داخلاً تحت النص من النبى r([200]) 0 فثبت بذلك إمامتهما – عليهما السلام – على هذا الترتيب، وأنهما أحق بالأمر ممن أخذه منهما، كمعاوية ويزيد – لعنهما الله([201])0
10- المسألة العاشرة : (خروج الأئمة من آل البيت والدعوة لأنفسهم) ([202]): أن الإمامة بعد الحسن والحسين – عليهما السلام -، فيمن قام ودعا الخلق إلى طاعة الله تعالى، وكان من ولد الحسن والحسين – عليهما السلام – وهو جامع لخصال الأئمة([203])، التى هى العلم بما([204]) تحتاج إليه الأمة، فى أمور دينها، والورع عما 105و-حرم الله عليه0 والفضل فى الدين، بحيث يكون([205]) أفضل أهل زمانه، أو من جملة أفضالهم، والسخاء بوضع الحقوق فى مواضعها التى أمره([206]) الله بها، والشجاعة بحيث يكون معه من قوة القلب ما يصلح معه لجهاد أعداء الله، والقوة على تدبير أمر الأمة([207])، بحيث (يكون) سليماً فى بدنه من الآفات المانعة له من القيام، كالعمى وغيره0 ويجب أن يكو معه من جودة الرأى ما يصلح أن يفزع إليه فى المشورة، والرأى السديد0 ولا خلاف بين الأمة([208]) فى أن الإمام يجب أن يجمع هذه الخصال([209])، فمتى تكاملت فيه ودعا الخلق إلى طاعة الله سبحانه، وجب عليهم إجابة دعوته والجهاد معه0 والدليل على ذلك قول النبى r وعلى آله([210]) : "من سمع داعيتنا أهل البيت ولم يجبها كبه الله على منخريه فى نار جهنم"0 وإنما حصرنا الإمامة فى أولاد الحسن والحسين – عليهما السلام -؛ لأن الأمة قد أجمعت على جواز الإمامة فيهم بعد بطلان قول الإمامية بالنص على جماعة من ولد الحسين – عليه السلام- ولو كان ما ادعوه من النص صحيحاً؛ لوجب أن يكون ظاهراً مشهوراً عند جميع المكلفين، فلما لم يكن معلوماً وجب نفيه([211])0 فثبت أن الأمة أجمعت على جوازها فيهم، واختلفت فيمن سواهم، فقالت : المعتزلة : إن الإمامة جائزة فى جميع قريش، وقالت الخوارج : إنها جائزة فى جميع الناس، ولا شك أن أولاد الحسن والحسين من خيار قريش (ومن خيار) ([212]) الناس، فقد أخذنا بما أجمعت عليه الأمة، وتركنا ما اختلفت فيه، لأنه([213]) لا دليل عليه، وإجماع الأمة حجة 105ط- واجبة الاتباع لقول النبى r : "لن تجتمع أمتى على ضلالة"([214])، وإن([215]) لم تجتمع على ضلالة كان ما أجمعت عليه هو الحجة والحق، وقد أجمعت على جواز الإمامة فى أولاد الحسن والحسين([216])، فثبت أن الإمامة محصورة فى أولاد الحسن والحسين0 فهذه جملة مختصرة([217])، فيلزم([218]) كل مكلف أن يعرفها، ويتدبر([219]) أدلتها، ولا يجوز له أن يقلد فيها([220])؛ لأن التقليد فى أصول الدين قبيح عند كل عاقل، وقد قال النبى r وعلى آله([221]) وسلم : "من أخذ دينه عن التفكر فى آلاء الله وعن التدبر لكتابه([222]) والتفهم لسنتى، زالت الرواسى ولم يزل، ومن أخذ دينه عن أفواه الرجال وقلدهم فيه ذهب به الرجال من يمين إلى شمال، وكان من دين الله على أعظم زوال"([223])0 وصدق r، إن([224]) المكلف إذا قلد فى دينه لم يأمن من أن تذهب به من طريقة([225]) النجاة التى هى منزلة أصحاب اليمين إلى طريق الهلاك([226]) التى هى منزلة أصحاب الشمال0 فيجب على كل مكلف أن ينظر فى صحة دينه؛ لأن النبى r([227]) يقول : "من رق فى الدين نظره جل يوم القيامة خطره"([228])0 فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من القوم (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولوا الألباب) ([229]) تم المصباح، والحمد لله (فالق الإصباح، منزل الغيث ومنشئ الرياح، وخالق الخلق وقابض الأرواح)([230])، وصلى الله على محمد وآله وسلم([231])0







([1]) رواه ابن عدى بلفظ : "ثمن الجنة لا إله إلا الله"، وابن مردويه عن أنس وعبد بن حميد فى تفسيره عن الحسن البصرى، انظر : فيض القدير 3/338، والجامع الصغير، ص 143، ومسند الفردوس للديلمى 2/164، بهامشه : "ت0ق : "أسنده عن أنس وهو عند ابن عدى"...
([2]) الحديث بمسند الفردوس ج1/101، وفى تسديد القوس مكتوب بهامشه "أبو يعلى عن أنس بقوله: طلب العلم .. إلى آخره، وأسنده بعلو من روايته أبى عن أنس" 1هـ0 ذكره فى الموضوعات 1/215 واللآلئ 1/193، وتنزيه الشريعة 1/258، والمقاصد، ص 63، والتمييز ص 24، والكشف 1/154، وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 1/7 والميزان 1/107، وفوائد الشوكانى، ص 272، وتذكرة الموضوعات، ص 17، وفيض القدير 1/542، وتاريخ بغداد 9/364، ومختصر المقاصد، ص 61، وضعيف الجامع 1/290، وذكره السيوطى فى الجامع الصغير، ص 44، وعن العقيلى فى الضعفاء وابن عدى فى الكامل والبيهقى فى شعب الإيمان، وضعفه0
([3]) من هنا تبدأ النسخة ب : اعلم0
([4]) فى ب : فأما0
([5]) انظر : موقف المعتزلة من التوحيد : أحمد صبحى : فى علم الكلام 1/125، 126 .
([6]) انظر : الجوينى : الشامل، 1/34 وما بعدها0 وأيضا : التفتازانى : شرح العقائد النسفية، 1/68.
([7]) انظر تعريف الجسم : التعريفات : الجرجانى، ص 67 0
([8]) هناك رطوبة فى باقى الصفحة فى ب 0
([9]) انظر تعريف "العرض" : التعريفات الجرجانى،ص 170 .
([10])انظر القاضى عبد الجبار : شرح الأصول الخمسة، ص 93 .
([11]) انظر القاضى عبد الجبار : المصدر السابق، ص 118 0
([12]) بداية الصفحة الثانية من (ب) وعليها تملك لابن المؤلف0
([13]) انظر القاضى عبد الجبار : المصدر السابق، ص 151، والباقلانى، التمهيد، ص 48 .
([14]) فى (ب) : وصف0
([15]) فى (ب) : فيجب وصفه0
([16]) انظر القاضى عبد الجبار : شرح الأصول الخمسة، ص156 .
([17]) ليست فى : ب 0 ومحلها : ما0
([18]) مطموسة فى: ب0
([19]) جاءت الكلمتان معرفتين فى :ب0
([20]) ليست فى : ب0
([21]) انظر القاضى عبد الجبار : المصدر السابق، ص 160 .
([22]) فى ب : أنه قادر0
([23]) فى ب : يكون0
([24]) فى ب : إلا أنهما0
([25]) ليست فى : ب0
([26]) انظر القاضى عبد الجبار : المصدر السابق، ص 167 . وقارن الباقلانى : التمهيد، ص 46 .
([27]) فى ب : أن الله تعالى حى قد تقدم0
([28]) فى ب : كل من كان0
([29]) فى ب : أن الله
([30]) فى ب : فإذا0
([31]) فى ب : أن الله
([32]) فى ب : فإنه
([33])انظر : الجوينى : الإرشاد، ص 31، والغزالى : الاقتصاد، ص 38 .
([34])فى ب : وإذا
([35])فى ب: حيا
([36]) انظر القاضى عبد الجبار : شرح الأصول الخمسة، ص 182 0
([37]) كررت (إلى) فى : أ
([38]) فى ب : يستحق0
([39]) فى أ : توجب
([40]) من : ب
([41]) ليست فى : ب
([42]) ليست فى : ب
([43]) ما بين القوسين ليس فى : ب
([44]) انظر موضوع "التشبيه" فى : الباقلانى : التمهيد، ص 24، 25، الجوينى : الإرشاد، ص 34- 39 ، القاضى عبد الجبار : شرح الأصول الخمسة،ص 221 ، وانظر أيضا الشهرستانى : الملل والنحل 1/137-144 وغيرها0
([45]) فى ب : ولا
([46]) انظر القاضى عبد الجبار : المصدر السابق، ص 213 0
([47]) ليست فى : ب0
([48]) فى ب : زيادة : عنـى0
([49]) زيادة من : ب0
([50]) فى ب : وقد0
([51]) فى ب : أن الله0
([52]) فى ب : ما أوجده لحاجة0
([53]) انظر القاضى عبد الجبار : شرح الأصول الخمسة، ص 232، وانظر أيضا المغنى 4/33، والمحيط بالتكليف، ص 208، وانظر أيضا الآمدى : غاية المرام فى علم الكلام، ص 159-178 ، والأشعرى : الإبانة عن أصول الديانة،ص 35-62 وغيرها0
([54]) فى ب : القرب والبعد0
([55]) زيادة من : ب0
([56]) فى ب : هى الموانع0
([57]) سورة الأنعام، الآية/103 .
([58]) فى ب : له 0
([59]) انظر القاضى عبد الجبار : شرح الأصول الخمسة، ص 284، وانظر أيضا الماتريدى : التوحيد، ص 19 وما بعدها، والشهرستانى : نهاية الاقدام فى علم الكلام، ص 90-102، والتفتازانى : شرح العقائد النسفية، ص 193، 194، وغيرها من كتب الكلام0
([60]) فى ب زيادة : على حد لا يشاركه فيها مشارك0
([61]) فى ب زيادة : أعيان0
([62]) فى ب زيادة : ذكرها0
([63]) ليست فى : ب 0
([64]) فى ب : أراداه0
([65]) فى ب : مرادهما0
([66]) ليس فى : ب0
([67]) العبارة من أول "وإما أن لا يوجد" .. مكررة فى : ب0
([68]) سقط من أ : قل لو كان معه آلهة كما يقولون ... إذاً لذهب كل إله بما خلق، ولعلا بعضهم على بعض وهو خلط لآية الإسراء /42 بآية المؤمنون /91 0
([69]) سورة الإخلاص : الآية الأولى0
([70]) سورة المائدة الآية/73 0
([71]) سقطت هذه العبارة من : ب0
([72]) انظر القاضى عبد الجبار : شرح الأصول الخمسة،ص 301 0
([73]) زيادة من : ب0
([74]) فى ب : القبائح0
([75]) فى ب : فعلها0
([76]) فى ب : يقبح0
([77]) مكررة فى : ب0
([78]) انظر المسألة عند : القاضى عبد الجبار : المغنى جـ8، المخلوق، وفى شرح الأصول الخمسة،ص 323-390 ، وكذلك المحيط بالتكليف، ص 340-379، وانظر الجوينى : الإرشاد، ص 187-214، والآمدى : غاية المرام، ص 203، 223، وغيرها من كتب علم الكلام0
([79]) فى ب : تعالى0
([80]) فى ب : من الله0
([81]) هذه العبارة ناقصة من : ب0
([82]) سورة الصف الآية/2 0
([83]) سورة الواقعة الآية/24 0
([84]) سورة النمل الآية/90 0
([85]) سورة العنكبوت الآية/17 0
([86]) انظر القاضى عبد الجبار : شرح الأصول الخمسة،ص 613، 614 .
([87]) سورة النجم الآية/38، 39 0
([88]) انظر : القاضى عبد الجبار : المغنى 6/218-255 ، وكذلك شرح الأصول الخمسة، ص 461-464، والجوينى : الإرشاد، ص 237-254، والرازى : المحصل، ص 199،200 وغيرها0
([89]) سورة فصلت الآية/12 0
([90]) سورة الإسراء الآية/23 0
([91]) سورة الإسراء الآية/4 0 وجاءت كاملة فى أ .
([92]) فى ب : أخبرنا وعلمنا0
([93]) زيادة من : ب0
([94]) فى ب : من قضائه0
([95]) فى ب : والله تعالى لا يأمر بالقبيح، بدلا من : والأمر ..
([96]) سورة الأعراف الآية/28 0
([97]) سورة غافر الآية/20 0
([98]) فى ب : بقضائه تعالى0
([99]) انظر القاضى عبد الجبار : شرح الأصول الخمسة، ص 397، والأشعرى : اللمع، ص 107 وما بعدها، الشهرستانى : نهاية الإقدام، ص 410، 411، الإيجى : المواقف، ص 330 وغيرها0
([100]) سورة البقرة الآية/286 0
([101]) لم تأت فى : ب0
([102]) انظر القاضى عبد الجبار : شرح الأصول الخمسة، ص 485، الإيجى : المواقف، ص 536 .
([103]) فى باب : فعله تعالى0
([104]) فى باب : أن الأعرض0
([105]) لم تأت فى : ب0
([106]) فى ب : ولابد0
([107]) فى ب : عز وجل0
([108]) سقطت من : ب0
([109]) سقطت من : ب0
([110]) فى ب زيادة : وسلم0
([111]) فى ب : الأمراض0
([112]) سورة التوبة الآية/126 0
([113]) وردت فى الأصل هكذا : وغيرها 0
([114]) فى ب : بأنه 0
([115]) سقطت من : ب0
([116]) سقطت من : أ0
([117]) انظر القاضى عبد الجبار : المغنى 6/218-255 .
([118]) فى أ : بينا0
([119]) سورة غافر الآية/31 0
([120]) سورة الزمر الآية/7 0
([121]) سقطت من : ب0
([122]) سورة البقرة الآية/205 0
([123]) انظر القاضى عبد الجبار : شرح الأصول الخمسة، ص 530 0
([124]) فى ب : عليه وسلم0
([125]) فى ب : بيناه0
([126]) فى ب : قال تعالى0
([127]) فى ب زيادة : ثم أبلغه مأمنه0
([128]) سورة التوبة الآية/6 0
([129]) انظر المسألة عند : القاضى عبد الجبار : المغنى جـ7، مسألة خلق القرآن، والمحيط بالتكليف، ص 306-339، والجوينى : العقيدة النظامية، ص 25-31، والآمدى : غاية المرام، ص 88-120 وغيرها0
([130]) فى ب : بعض0
([131]) سورة الفاتحة : الآية الأولى0
([132]) سقطت من : ب0
([133]) سورة الأنبياء الآية/2 0
([134]) فى ب : تعالى0
([135]) انظر القاضى عبد الجبار : شرح الأصول الخمسة،ص 585، والقاضى عياض : الشفاء، 1/166 وما بعدها، والبيهقى : دلائل النبوة، 1/12 0
([136]) فى ب : دعوة0
([137]) جاءت فى الأصل : الأخبار، وصحيحه فى : ب0
([138]) فى ب : عليه وسلم0
([139]) فى ب : النبى0
([140]) جاءت فى الأصل : الفصاح0
([141]) فى ب : فما0
([142]) سقطت من : ب0
([143]) فى ب : عليه وسلم0
([144]) سقطت من : ب0
([145]) فى ب : عليه وسلم0
([146]) فى ب : ادعاه0
([147]) فى ب : عليه وسلم0
([148]) سقطت من : ب0
([149]) فى ب : الأولى والثانية0
([150]) انظر القاضى عبد الجبار : شرح الأصول الخمسة، ص 611، 687، 695، 718، والجوينى : الإرشاد، ص 381، 393، والتفتازانى : شرح العقائد النسفية، 1/168، 173 0
([151]) فى ب : وعده0
([152]) سقطت من : ب0
([153]) فى ب : مصيـر0
([154]) فى ب : دائـم0
([155]) فى ب : ذهبنا0
([156]) فى ب : عليه وسلم0
([157]) سقطت من : ب0
([158]) فى ب : النار0
([159]) انظر فى ذلك القاضى عبد الجبار : شرح الأصول، ص 701، وما بعدها، والخياط : الانتصار، ص 104 0
([160]) سورة الجن الآية/23، وسقطت من ب : أبداً0
([161]) سورة ق : الآية/29 0
([162]) سقطت من : ب0
([163]) سقطت من : ب0
([164]) فى ب : المؤمنين0
([165]) فى ب : ولا يجوز0
([166])انظر : القاضى عبد الجبار : شرح الأصول الخمسة، ص 687-693، والشهرستانى : نهاية الاقدام فى علم الكلام، ص 470، التفتازانى : شرح العقائد النسفية، 12/173-175 وغيرها0
([167]) فى ب : عليه وسلم0
([168]) فى ب : ويدل على
([169]) سورة غافر الآية/18 0
([170])فى ب : عليه وسلم0
([171]) فى ب : عليه وسلم0
([172]) فى ب : وإذا0
([173]) سورة المائدة الآية/72 0
([174]) فى ب : عليه وسلم0
([175]) سقطت من : ب0
([176]) انظر الجوينى : الإرشاد، ص 311-312، والقاضى عبد الجبار : شرح الأصول الخمسة، ص 142-742 0
([177]) فى أ : لم أمره0
([178]) سقطت من : ب0
([179]) فى ب : منكره0
([180]) فى ب : منزل0
([181]) فى ب : خيـر0
([182]) سورة آل عمران الآية/104 0
([183]) سورة النور الآية/63 .
([184]) فى ب : من بعد0
([185]) فى ب : عليه وسلم0
([186]) انظر الشريف المرتضى: الشافى فى الإمامة، ص 79، ابن المطهر الحلى : منهاج الكرامة، ص 147 وما بعدها، الرازى : الأربعين ، ص 465، القاضى عبد الجبار : المغنى 200 ق 1/142 وغيرها0
([187]) الحديث رواه أحمد بن حنبل فى مسنده فى مواضع مختلفة منها 1/84، 118، 119، 4/281، 5/347، 350 وغيرها وذكره السيوطى فى الجامع الصغير، ص 180، والعجلونى فى كشف الخفاء جـ2 /379 0
([188]) فى ب : عليه وسلم0
([189]) فى ب : مولى الكافة0
([190]) فى ب : مالك التصرف0
([191]) انظر : الصاحب بن عباد : نصرة مذاهب الزيدية، ص 92 وما بعدها0
([192]) فى ب : عليه وسلم0
([193]) فى أ : خيراً0
([194]) فى ب : عليه وسلم، الحديث ابن حجر : الصواعق المحرقة، ص 189 0
([195]) فى ب : أبيهما عليه السلام
([196]) سقطت من : ب0
([197]) فى ب : عليه وسلم0
([198]) فى ب : أمراً0
([199]) سقطت من : ب0
([200]) فى ب : عليه وسلم0
([201]) سقطت من ب0
([202]) انظر فكرة الخروج وإبطالها عند : النونجتى :فرق الشيعة، ص 54، الصاحب بن عباد : نصرةمذاهب الزيدية 111، 147 وما بعدها، القاضى عبد الجبار : المغنى، 20ق 1/184، البغدادى : أصول الدين، ص 438، المقالات والفرق وغيرها من الكتب0
([203]) سقطت من ب، فى شروط الإمام انظر : الصاحب بن عباد : نصرة مذاهب الزيدية، ص 118، الماوردى : الأحكام السلطانية للماوردى، ص 6، القاضى عبد الجبار : شرح الأصول الخمسة، ص 573 وغيرها0
([204]) سقطت من : ب 0
([205]) فى ب : أن يكون0
([206]) فى ب : أمر0
([207]) فى ب : الأئمة0
([208]) فى ب : الأئمة0
([209]) فى ب : الأوصاف0
([210]) فى ب : عليه وسلم0
([211]) انظر : الاعتراض أيضا عليه عند : القاضى عبد الجبار : المغنى 20ق 1/114-121، الرازى : الأربعين، ص 459، والآمدى: غاية المرام، ص 371 0
([212]) سقطت من : ب0
([213]) سقطت من : ب0
([214]) رواه ابن ماجه 2/1303 حديث رقم (1950)0
([215]) فى ب : وإذا0
([216]) فى ب : والحسين – عليهم السلام -0
([217]) فى ب : منحصرة0
([218]) فى ب : يلزم0
([219]) فى ب : فيتدبر0
([220]) انظر فى التقليد الشوكانى : القول المفيد فى أدلة الاجتهاد والتقليد، البغدادى : أصول الدين0
([221]) سقط من ب : وعلى آله0
([222]) فى ب : عن كتاب الله0
([223]) فى ب : ذهبت0
([224]) فى ب : لأن0
([225]) فى ب : طريق0
([226]) فى ب : أهل الهلاك0
([227])فى ب : عليه وسلم0
([228])الحديث :
([229])سورة الزمر الآية/18 0
([230])سقطت من : ب0
([231]) فى ب : تم والحمد لله وحده وصلواته على محمد وآله كتاب المصباح0

ليست هناك تعليقات: