الثلاثاء، 25 نوفمبر 2008

إعداد معلم اللغة العربية في ضوء المتغيرات المعاصرة قبل وأثناء العمل

بحـث تحـت عنـوان

إعداد معلم اللغة العربية في ضوء المتغيرات المعاصرة
قبل وأثناء العمل

للمشاركة في أعمال الندوة التي تنظمها كلية المعلمين/جامعة قار يونس بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – الإسيسكو والتي تأتي تحت عنوان(مؤسسات إعداد المعلم في ظل المتغيرات الجديدة وبرامج تدريب المعلمين أثناء العمل).في الفترة من 6-8/نوفمبر/2006م
إعداد د. إمام حنفي سيد عبد الله
دكتوراه الفلسفة الإسلامية
ودبلوم التخصص في التربية الإسلامية واللغة العربية
من جامعة القاهرة
عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين- جامعة قار يونس

العام الجامعي
2006-2007
ملخص البحث
يحظى موضوع إعداد المعلمين وتدريبه ما قبل الخدمة وأثناء الخدمة بالمزيد من اهتمام المسئولين والمربين، في الأقطار المتقدمة والنامية على حد سواء، بالنظر للدور الطليعي الذي سيظل المعلم يمارسه في مجال التربية والتعليم، وفي تحقيق التعليم المجدي لدى كافة أجيال التعليم، ابتداء بمرحلة ما قبل المدرسة حتى التعلم خارج المدرسة، إضافة إلى مسؤوليات التعليم غير النظامي وتنمية المجتمع، والإسهام في تيسير السبل والإمكانات لتحقيق عملية التعليم مدى الحياة، ورسم المعالم الواضحة أمام الأجيال المختلفة لتتعلم كيف تتعلم.ومع انفجار المعرفة والتفجر السكاني والفقرات العلمية والتكنولوجية الهائلة، يصبح دور المعلم اخطر من ذي قبل، إذ لا بد له أن يلم بالكثير من التطورات الجارية وان ينمي لديه نظرة ثاقبة وفاحصة إلى معطيات الحاضر وتطلعات المستقبل، فلقد ولى الزمان الذي كان دور المعلم فيه يقتصر على تلقين ونقل المعارف المقررة والاكتفاء بكظ أدمغة المتعلمين بخبرات ومعارف سالفة، يميلها بطريقته وبات أمرا محتما أن يصبح دوره حافلا بكل معاني التحدي لقابليته أجيال التعلم، فقيادة المعلم في الإطار الجديد قيادة إبداعية إنمائية خلاقة، تعمل على تهيئة أنجع السبل والظروف لنمو أجيال التعلم وإبداعها وتقدمها.(يوسف، 1987).
وتعيشُ الأممُ حاضرَهَا باحثة عن مستقبلٍ أكثرَ سهولة وأكثرَ سعادة ، لأنهُ الحاضرُ في حياة البشر ، وهو الجدير بالاهتمام لأية أمةٍ تخططُ لأهدافها وتسعى لتحقيقها ، فالمستقبلُ ملكٌ لأجيالٍ قادمةٍ ، لكنَّهُ في الوقت نفسِهِ جهدٌ علميٌّ موجهٌ لأجيالٍ تعيشُ الآن .
ومع الاتساع اللامحدود للمعرفة ، وتنامي المعلومات ، والتقدم المطرد في وسائل التعليم والتعلم والاتصال يواجه التعليم عددا من التحديات التي يجب عليه مواجهتها ، والبحث عن الأسلوب الأمثل للتصدي لها ، يأتي في طليعتها : الانفجار المعرفي الرهيب الذي يلاحقه التكدس المماثل للفصول ، يتم ذلك التغير السريع اللاهث لحقائق العلم ، فما نُمْسِي على معرفته كجديد نُصِْبحُ على سِواهُ أحدث .... الأمرُ – إذن – يحتاجُ تغيرا حقيقيّا لكل نظم العطاء والتلقي تعليمًا وتعلمًا، مناهجَ وأدوات، معطياتٍ ومفردات، تلميذًا ومعلمًا ( إسماعيل الدريدي ، 2000، 23) (· ) .
ولقد ظهرت دعوات عالمية ومحلية كثيرة للاهتمام بالمعلم وإعداده ، ويبدو ذلك من خلال الأبحاث العلمية والدراسات التربوية المتعددة ، فعلى المستوى الدولي ذكرت الوكالة القومية للتدريس بالولايات المتحدة أن التحديات الموجودة بالمدارس الآن تتطلب أن يُعَدَّ المعلمون إعدادًا أفضلَ من ذي قبل ؛ فمعلمو القرن الحادي والعشرين يواجهون كثيرًا من المسئوليات والمشكلات التي تتعلق بالأجيال الجديدة ، وكيفية إعدادهم للمشاركة البناءة في المجتمع National Commission on Teaching America's Future, 1996 ) ) و (OR. David Lit University, 2002 ) ومن مظاهر الاهتمام العالمي بإعداد المعلمين وتطوير البرامج المقدمةِ لهم داخل الجامعةِ ما دعا إليه ( Dadour, El. 1999 ) بضرورة أن تحتويَ برامجُ إعداد معلم اللغة على مقررات من أجل المستقبل ، وهذه المقررات لا من أجل التنمية والتطور في المستقبل فحسب ، وإنما لمساعدة المعلمين على تكوين اتجاه إيجابي متفائل نحو التدريس الذي يُعدُّون لممارسته ، أما مؤتمر " صنع التغيير من خلال إعداد المعلم وتربيته " الذي عُقد في " برمنجهام " في الفترة من 14 إلي 17 أكتوبر عام 2002 ، فكانت أهم التوصيات التي توصل إليها : ضرورة الاهتمام بطرق التدريس والتقويم الخاصة بإعداد المعلم
أما على المستوى المحلي : فقد ظهرت في مصر نداءاتٌ كثيرة للاهتمام بإعداد المعلم نتيجة القصور الواضح في مستواهم فمن " غير المعقول أن يكون الإعدادُ الأكاديميُّ للطالب المعلم خلال دراسته ناقصًا ونتوقعُ منهُ أنْ يكونَ من المعلمين البارزين في مادةِ تخصصه ، ومن غير المعقول أيضا أن يكون الإعدادُ التربويُّ له غيرَ كاملِ ونفترض أنه سيأخذ بكل جديدٍ ونافع من النظريات التربوية ، وأنه سيسعى سعيًّا جادًا لتطبيق القواعد التربوية " ( مجدي عزيز إبراهيم ، 1996).

ليست هناك تعليقات: