الأربعاء، 25 مايو 2011

تا بع مقومات الرؤية الإسلامية كإطار مرجعي لعمل الإدارة التربوية الساعية للجودة الشاملة

والإسلام عندما يقرر محاسبة الناس على أعمالهم بمقتضى الإرادة الممنوحة لهم ، فإنه في الوقت نفسه يعترف بمواقع الضعف في الطبيعة الإنسانية وغلبة الشهوات عليها رغم مغالبتها قال الله تعالى:]الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً[(الأنفال: 66).ومن ثمّ فالإنسان الرباني في التصور الإسلامي،ليس هو الإنسان الملاك الذي لا يقع في خطيئة ولا خطأ، فهذا لا وجود له إلا في عالم الخيال أو المثال،إنما الإنسان الرباني هو الإنسان "الأوَّاب" الذي يشعر بالتقصير كلما زلَّ،ويرجع إلى الله كلما أذنب([93])،قال الله تعالى:]فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً[(الإسراء:25)،وهذا الوعد بالغفران مع شرط الصلاح والأوبة بعد الأوبة([94])،يجعل الإنسان أكثر دافعية ومسارعة للتوبة ولتعديل سلوكه وإحسان عمله.
وفي الإسلام معيار التفاضل بين الناس هو التقوى وحدها، قال الله تعالى:]إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ[(الحجرات:13) ، حيث لا وزن ولا قيمة ولا اعتبار لأسباب التفاوت والتفاضل الأخرى –الجنس،اللون،الطبقة...-إن الإسلام قرر وحدة الجنس البشري في المنشأ والمصير، وفي المحيا والممات،وحث الناس على التعارف والتعاون والعمل الإنساني المشترك دون أن يكون لاختلافهم في الجنس واللغة واللون أي أثر في المَسِّ بهذا الهدف الذي يعود بالنفع العام عليهم جميعاً.([95])
وفي حين لا يقر الإسلام بأن أحداً يولد ملوثاً بالخطيئة،فإنه يعترف بأثر البيئة وخطرها وبخاصة البيئة الأسرية ، حتى أنها لتشكل عقيدة الطفل واتجاهه الديني الأولي([96])ولهذا حَمَّل الإسلام الآباء تبعة توجيه أولادهم وحسن تربيتهم،قال الله تعالى:]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ[(التحريم:6).
وهكذا تتضح واقعية التصور الإسلامي في تعامله مع "الإنسان"،فهو يتعامل مع الإنسان الذي هو كائن واقعي،له خصائصه،وله مشخصاته،وله فاعليته،وله انفعاله،وله تأثره وله تأثيره..لا مع معنى مجرد أو فرض من الفروض لا رصيد له من الواقع.([97])
وتنعكس نظرة التصور الإسلامي للطبيعة الإنسانية على فعاليات الإدارة الناهضة لتحقيق الجودة الشاملة من خلال :
- تعميق النظرة المتكاملة للطبيعة الإنسانية،فالإسلام يريد من المسلم أن يبلغ الكمال المقدور له بتناسق وفي جميع شئونه،فلا يُقبل على جانب واحد أو عدة جوانب ويبلغ فيها المستوى العالي من الكمال،بينما يهمل الجوانب الأخرى حتى ينزل فيها إلى دون المستوى المطلوب([98])،والقرآن عندما يخاطب الإنسان يخاطب عقله وقلبه ووجدانه في آن واحد.
- تحقيق التوازن بين الحوافز المادية والحوافز الروحية والمعنوية للعمل.
- توفير المناخ الملائم للعمل،ليس من الناحية المادية فحسب،ولكن من حيث الجو الروحي والإيماني الذي يشبع الحاجات الوجدانية للإنسان.
- احترام كرامة الإنسان وإرادته الحرة ، وبما يتوافق مع طبيعة هذه الإرادة.
- إتاحة الفرص أمام العقل للتفكير والتدبر والبحث والنظر ، مما يولد الأفكار ويكشف الحقائق الجديدة.
- تأكيد مسئولية الإنسان الفردية عن أعماله ومسئوليته عن إقامة المجتمع الحق النظيف والمتقدم.
- تأكيد أهمية بناء الضمير الخلقي الذي يراقب الإنسان ويحاسبه ذاتياً، مع تأكيد دوره في الرقابة على المجتمع.
- تحقيق التوازن بين شخصية الفرد المستقلة وشخصيته كعضو في جماعة.
- التأكيد على أهمية التعاون بين العاملين، وعلى أهمية العمل الجماعي.
- مراعاة طاقات الإنسان واستعداداته عند تكليفه بالأعمال، ومراعاة الفروق الفردية بحيث يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
- التأكيد على أهمية التدريب المستمر على العمل للارتفاع بالمهارات والاستعدادات إلى أقصى درجاتها.
- وضع إطار للمحاسبية والثواب والعقاب عن الأعمال والأفعال ، على أن توضع معايير الأخلاق والدين في الصدارة جنباً إلى جنب مع معايير القدرة والمهارة.
- مرونة النظم المحاسبية وإعطاء الفرص للأفراد للأوبة والعودة إلى الطريق الصحيح، مما يدفعهم إلى الجدية والإبداع في العمل.
- تحقيق العدل والمساواة في معاملة العاملين، وأن لا يكون للاختلافات التي لا إرادة لهم فيها دوراً في محاسبتهم والتعامل معهم: كالجنس واللون والطبقة.
رابعاً : نظرة الإسلام إلى "المعرفة والعلم" :
المعرفة مصدر للفعل عَرَف– بتخفيف الراء–والذي يدل على السكون والطمأنينة للشيء المعروف،لأن من أنكر شيئاً توحش منه ونبا عنه([99])،ويذكر صاحب "لسان العرب" أن:عَرَفَ يَعرفُه وعرفاناً ومعرفةً تعني العلم([100])،ويؤيده في ذلك صاحب "القاموس المحيط"([101])والذي عَرّف أيضاً "العلم" بالمعرفة،حيث قال عَلمهِ:عَرفَه حق المعرفة. ([102])
وهذا يشير في الإطلاق اللغوي إلى أن العلم والمعرفة مترادفان ، حيث عُرّف كلاً منهما بالآخر ، وهما بهذا يعبران عن حالة السكون والطمأنينة التي تنتاب العارف حيال الشيء المعروف.
والمعرفة في الاصطلاح القرآني لم ترد بصريح اللفظ، ولكن وردت لها اشتقاقات كثيرة فجاءت بصيغة الماضي مثل قوله تعالى:) تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَق(ِّ(المائدة:83)،وجاءت بصيغة المضارع،مثل قوله تعالى:)يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا((النحل:83)،وذلك في ست وعشرين آية ، "والمعرفة إذا جاءت في القرآن فعلاً صادراً من الإنسان تعني إدراكاً للشيء بتفكر وتدبر لأثره".([103])فالمعرفة حالة تقتضي التفكير والتدبر.
أما العلم فقد ورد هو ومشتقاته في القرآن الكريم في نحو تسعمائة موضع ، الأمر الذي لم يكن لغيره من الحقائق التي ورد لها ذكر في كتاب الله([104]) ، ولقد بين "الراغب الأصفهاني" أن المقصود بالعلم في القرآن : إدراك الشيء بحقيقته،وهو ضربان،الأول:إدراك ذات الشيء،وهو المتعدى إلى مفعول واحد،كقوله تعالى:)لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُم((الأنفال:60) والثاني:الحكم على الشيء بوجود شيء هو موجود له أو نفي شيءٍ هو منفي عنه ، وهو المتعدي لمفعولين كقوله تعالى:)فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ((الممتحنة:10).([105])
والمعرفة والعلم يختلفان بذلك في الاصطلاح القرآني فيما يدلان عليه "فالراغب" يقول بأن المعرفة قد تقال فيما تدرك آثاره وإن لم تدرك ذاته،والعلم لا يكاد يقال إلا فيما يدرك ذاته ولهذا يقال:فلان يعرف الله ولا يقال:يعلم الله، لما كانت معرفته تعالى ليست إلا معرفة آثاره دون معرفة ذاته،وأيضاً،فالمعرفة تقال فيما لا يعرف إلا كونه موجوداً فقط،والعلم أصله أن يقال فيما يعلم وجوده وجنسه وكيفيته وعلته،ولهذا يقال الله تعالى عالم بكذا ولا يقال عارف به،لما كان العرفان يستعمل في العلم القاصر...ويضاد العرفان الإنكار،والعلم الجهل([106]).
والعلم في الإسلام يحتل مكانة بارزة،فكفى بالعلم تنويهاً ورفعاً لقدره وقدر أهله أن كان صفة من صفات الله تعالى،فهو جل شأنه:عالم وعليم وعلام([107])،وكفى بأهل العلم شرفاً وفضلاً وجلالاً ونبلاً أن بدأ سبحانه وتعالى بنفسه وثنى بملائكته وثلّث بأهل العلم،وذلك في قوله تعالى:)شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ((آل عمران:18)،فالله تعالى يمنع المساواة بين العالم والجاهل،قال تعالى:) قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ((الزمر:9)،وذلك لما قد خُصّ به العالم من فضيلة العلم،فالعالم هو الذي يعقل أمر الله ويفهم زجر الله،قال تعالى:) وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ((العنكبوت:43).
ويكفي تمجيداً للعلم وأهله أن يكون أول أمر إلهي نزل به القرآن الكريم هو"القراءة" فالقراءة عنوان العلم ومفتاحه ومصباحه([108])،وأن تتكرر كلمة "اْقرَأْ" مرتين في آيات ثلاث... وأن ترد كلمة "عَلمَ" ثلاث مرات،وأن يشار بالحرف إلى القلم:الأداة التي يتعلم بها الإنسان، ذلك كله في الآيات الخمس الأولى للوحي([109])،قال الله تعالى:]اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ((العلق:1-5) وأن تسمى ثاني سورة نزلت من القرآن الكريم بسورة"القلم"وأن يُقسم الله تعالى في مطلعها بهذه الأداة الصغيرة في حجمها الكبيرة في أثرها:"القلم"،فقال تعالى:) نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ((القلم:1).([110])
وعبر الاثنتين وعشرين سنة لتنزل القرآن ينهمر السيل وتتعالى نداءات القرآن المنبثقة من فعل القراءة والتفكر،والتعقل،والتفقه،والتدبر،والنظر،والتبصر،وال تذكر،والمنبثة في نسيج كتاب الله لتعميق الاتجاه نحو التحول المعرفي الذي أراده الدين.([111])
ولقد بيّن الرسول(r)فضل العلم وأهله في أحاديث كثيرة منها قولهمن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)([112])،وقوله(r)فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب،وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً،وإنما ورَّثوا العلم،فمن أخذ به أخذ بحظ وافر)([113])،وقوله لا حسد إلا في اثنتين:رجُلٌ آتاه الله مالاً فسلَّطَهُ على هلكته في الحق،ورجُلَّ آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويُعلمها)([114])،وقوله(r)إذا مات ابن آدم انقطع عَمَلُهُ إلا من ثلاث:صدقة جارية،أو علم يُنتفع به،أو ولدٍ صالح يَدْعُو لهَ)([115]).
ولما كان العلم بهذه الدرجة من الفضل والتكريم،لذلك حث الإسلام على تعلم العلم وطلبه والسعي إليه،فيقول الله تعالى:)فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ((التوبة: 122)،ويقول تعالى:)فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ((النحل:43)،وفي أهمية طلب العلم يقول الرسول(r)من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً،سهل الله له به طريقاً إلى الجنَّة)([116]) ، وقال: (من خرج في طلب العلم،كان في سبيل الله حتى يرجع)([117]).
وحث الإسلام على نشر العلم،وعلى تعليم الناس الخير من كل علم صالح نافع يُقرب الناس من الله ويحقق لهم عمارة وفلاح الآخرة،قال الله تعالى)وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ((التوبة:122)،وقال تعالى:)وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً((فصلت:33)،وقال تعالى:)ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ((النحل:125) ، وفي ذلك يقول الرسول(r)من دعا إلى هُدى كان له من الأجر،مثل أجور من تبعه لا يُنقص ذلك من أجورهم شيئاً)([118])،وقالنضّر الله امرأً سمع مقالتي فبلغَّها،فرب حامل فقهٍ غير فقيه، ورب حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه). ([119])
وطلب العلم وتعلمه في الإسلام عملية مستمرة ما دامت الحياة قائمة، فالعلم لا نهاية له لذلك أمر الله تعالى نبيه(r)بالازدياد من العلم،فقال:)وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْما((طـه:114) ، وأرشد–جل شأنه–الناس إلى أن ما حصّلوه من العلم قليل،حيث قال:)وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً((الإسراء:85)،لذلك يقول"الماوردي":إن من ظن أن للعلم غاية فقد بخسه حقه، ووضعه في غير منزلته التي وصفه الله بها،وقال بعض العلماء:لو كنا نطلب العلم لنبلغ غايته–نهايته–لكنا قد بدأنا العلم بالنقيصة،ولكنا نطلبه لننقص في كل يوم من الجهل،ونزداد في كل يوم من العلم،وقال البعض الآخر:المتعمق في العلم كالسابح في البحر،ليس يرى أرضاً ولا يعرف طولاً ولا عرضاً.([120])
ولقد حرّم الإسلام كتمان العلم وذم الذين يكتمونه ولا يبلغونه للناس،فقال الله تعالى:]وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ((آل عمران:187)،وقال تعالى: )وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ((البقرة:146)،وقال الرسول(r)من سُئِلَ عن علمٍ فكتمه، أُلجمَ يوم القيامة بلجام من نارٍ)([121]).
والمعرفة في الإسلام مكتسبة،ذلك لأن الإنسان يولد بدون معرفة ، ومطلوب منه أن يُحصّلها بنفسه بما منحه الله من أدوات وقدرات معرفية مختلفة،يقول الله تعالى:)وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ((النحل:78)،"ولقد منح الله تعالى الإنسان القدرة على معرفة كثيرٍ من الأشياء والموجودات إذا ما سلك السبل المؤدية إلى المعرفة...وقد جاءت آيات كثيرة تحث الإنسان على التفكر والتدبر والنظر من أجل معرفة الأشياء المبثوثة في الكون من حوله...ولو لم تكن المعرفة ممكنة لكان الأمر بالنظر والتدبر والتفكر لغواً باطلاً،والله منزّهٌ عن ذلك".([122])
والمعرفة في الإسلام مستقلة عن العقل الذي يدركها وتختزن فيه،وأن للأشياء حقائق ثابتة، وأن لها وجوداً مستقلاً عن الأذهان...وأنه عندما يحاول العقل إدراك هذه الحقائق، فإنه لا يوجدها،وإنما يحاول اكتشافها وإظهارها فقط...كما أن إدراك العقل لهذه الحقائق ليس بشرط أن يكون مطابقاً لما هي عليه في الواقع. ([123])
والعقل في الإسلام ليس هو المصدر الوحيد لكل ضروب المعرفة الإنسانية كما هو في المذهب العقلي وليست التجربة وما تدركه الحواس وحدها هو مصدر المعرفة كما في المذهب التجريبي،ولكن المعرفة في الإسلام تأتي من مصادر أخرى كالوحي والتقوى أو الحدس،وفي ذلك إثراء للمعرفة وتعضديد لها. ([124])
إن المعرفة والإدراكات الحسية الناشئة عن الحواس الخمسة لا تستقل بتحصيل المعرفة العلمية،وإن كانت تشكل الأساس الذي تقوم عليه، فالحس- وحده –غير كاف في إقامة هذه المعرفة،بل لابد من العقل الذي يتلقى مادة المدركات التي هيأتها له الحواس،فيقوم بترتيبها وتنظيمها ثم استنتاج دلالاتها المعنوية.لذلك كان تعقيب الله على ذكر آياته في الآفاق وفي الأنفس،مما يدركه الإنسان بحواسه بألفاظ مثل:يعقلون،يتفكرون،ونحوها كما جاء في قوله سبحانه:)إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ( (آل عمران:190)،وقوله:)وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ((النحل:12). ([125])
وفي ضوء ذلك احتل العقل مكانة بارزة في المنهج الإسلامي لعظمة دوره في اكتساب المعرفة العلمية ، لذلك لا يُذكر العقل في القرآن الكريم إلا في مقام التعظيم والتنبيه إلى وجوب العمل به والرجوع إليه،ولا تأتي الإشارة إليه عارضة ولا مقتضبة في سياق الآية،بل هي تأتي في كل موضع من مواضعها مؤكدة جازمة باللفظ والدلالة،وتتكرر في كل معرض من معارض الأمر والنهي التي يحث فيها المؤمن على تحكيم عقله أو يلام فيها المُنكر على إهمال عقله وقبول الحجر عليه([126])،يقول تعالى:)تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ((الحشر:14)،ويقول:) قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ((العنكبوت:63)، ويقول تعالى:)إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ((الرعد:4).
وبجوار الحواس والعقل هناك الحدس والإلهام والوحي كمصادر أخرى للمعرفة لمن صفت نفوسهم وطهرت قلوبهم وأصبحت مستعدة لتلقي الفيض الإلهي والعلم الإشراقي أو العلم اللدني. وأعلى مراتب هذه المصادر الثلاثة الأخيرة هو الوحي الذي اختص الله به أنبياءه ورسله ليرشدهم ويرشد من بعثوا إليهم عن طريقه إلى الصراط المستقيم ، قال الله تعالى: )وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ((الأنبياء:73)،والضمير في"جعلناهم"يعود إلى الأنبياء والرسل.([127])
وبهذا يمكن القول أن الوحي والعقل هما من أكثر المصادر تأثيراً في البنية المعرفية للعقل المسلم،حيث تتحرك التجربة والإدراكات الحسية في إطار التحليل العقلي لها،وأن الحدس والإلهام محصولهما المعرفي لا يتأتى إلا للخواص من الناس.وهنا تبدو إشكالية العلاقة بين الوحي والعقل،والتي لم تشق فيها العقلية المسلمة،بل استطاعت التوفيق الذي يضمن للعقل تكريمه ويحفظ للوحي قداسته وتعظيمه.
إن دور الوحي الرباني هو في إمداد العقل المسلم بحاجته من علم عالم الغيب، وتوضيح غايته الخيرة من خلق الإنسان في عالم الشهادة، ودوره في خلافة الأرض،ودور العقل المسلم هو السعي في عالم الشهادة وإقامة الخلافة في الأرض على نور من توجيه الوحي والرسالة الربانية. ([128])
وبذلك توحدت المباحث العلمية والدينية لدى"العقل المسلم"وأنتجت هذا "النسيج المعرفي" المحكم الذي لا يفصل الوحي عن العقل والحس ، أو يفصل العقل والحس عن فهم الوحي... وهذا هو الفارق الأساسي بين التصور الإسلامي للمعرفة والتصور الحديث الذي يعزل المعرفة عزلاً كاملاً عن الوحي،بل والذي يرى أن الوحي ضد العلم،وأنهما طريقان مختلفان لا يمكن الجمع بينهما.([129])
وهذه الرؤية الإسلامية القويمة التي يتكامل فيها الوحي والعقل والكون،ويصرف فيها العقل المسلم إلى النظر والتدبر في عالم الشهادة وشئونه كما يوجهه الوحي،هي التي مكنت السلف الأول ناصية الإبداع،وفتحت أمام العقل المسلم أبواب التجريب والنظر والتنقيب في سنن الحياة والكائنات، وفتحت للإنسانية آفاقاً جديدة في مجال الحضارة.([130])
والمعرفة بهذا تنقسم إلى قسمين:معرفة قائمة على المشاهدة الحسية والتجربة العقلية.وهي معرفة قابلة للتغير والتطور في ضوء مدركات عقلية جديدة.وهذه المعرفة المادية مطلوبة للإنسان طلب وسائل لا طلب الغايات، فهي تعين الإنسان على الحياة،وتيسر له سبلها وتختصر له الزمان وتطوي له المكان...ولكنها وحدها لا تستطيع ضبط حركة البشر وإسعادهم،ولهذا كان الإنسان في حاجة ماسة إلى "المعرفة الدينية" المنبثقة من الوحي الإلهي وهي معرفة يقينية جازمة تقتضي التسليم لها والعمل بمقتضاها،وهذه المعرفة تنمي الإيمان وتحيي الضمائر وتغرس الفضائل فتعصم المعرفة العلمية من الانحراف.([131])
والإسلام يلغي كل ما يفصل بين العلم والإيمان،فالقرآن والحديث لا يفتآن يمجدان العلم ويحثان على البحث العلمي وهذا ما يفسر دور الإسلام المخصب والتجديد العلمي الذي حصل في كل مكان بفضل انتشاره([132])،فالقرآن الكريم يعتبر العلم الحق داعية إلى الإيمان ودليلاً عليه،قال تعالى):وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ((الحج:54)،والإيمان الحق هو الذي يفسح مجالاً للعلم،فهما إذاً شريكان متفاهمان بل أخوان متعاونان،قال تعالى:)وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْأِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ ((الروم:56)([133])،والإسلام يلغي كذلك كل ما يفصل بين العلوم استناداً إلى مبدأ التوحيد،وهو مبدأ ترابط العلوم فيما بينها فليس هناك فاصل بين علوم الطبيعة وعلوم المرئيات من جهة واللاهوت أو الفن من جهة أخرى،كما وأنه ليس هناك حاجز منيع بين مختلف العلوم من الرياضيات وحتى الجغرافيا،وهذا ما يفسر عدد العبقريات الموسوعية في الثقافة الإسلامية والذين أبدعوا في عدة علوم في آن واحد. ([134])
وفي الإسلام كل معرفة صحيحة هي معرفة قرآنية إسلامية،فالمعرفة التي يتوصل إليها الإنسان بعقله بصورة قطعية لا يمكن أن تتعارض بأي حال من الأحول مع المعرفة الخالدة التي توجد في القرآن الكريم والحديث الصحيح،فصريح المنقول لا يتعارض مع صريح المعقول...ومن ثم فالمعرفة العقلية الصحيحة لا تقع خارج دائرة المعرفة التي تدعو إليها الشريعة([135])،وعليه أقبل العقل المسلم على علوم الآخرين ولم يستنكف أن يأخذ منهم،ولكن أخذ الناقد الخبير.([136])
ولقد حدد الإسلام شروط تكوين العقلية العلمية الموضوعية التي تضمن سلامة الوصول إلى المعرفة الحقة،ولقد وضّح القرآن والسنّة المعالم الأساسية التي تقوم عليها هذه العقلية العلمية،وهي: ([137])
· ألا تقبل دعوى بغير دليل مهما يكن قائلها،والدليل هو البرهان النظري في العقليات:قال الله تعالى:)قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ((النمل:64)،والمشاهدة أو التجربة الحسية في الحسيات،قال الله تعالى:)وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ ((الزخرف:19)،وصحة الرواية وتوثيقها في النقليات،قال الله تعالى:)ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ((الأحقاف:4).
· رفض الظن في كل موضع يطلب فيه اليقين الجازم،والعلم الواثق ولذا رد القرآن الكريم مزاعم المشركين في آلهتهم بقوله:)وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً((النجم:28)،وجاء في الحديث قال الرسول(r)إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث).([138])
· رفض العواطف والأهواء والاعتبارات الشخصية، حيث يطلب الحياد والموضوعية وحيث يكون التعامل مع طبائع الأشياء وقوانين الوجود،أيّا كانت نتائجها، قال الله تعالى لنبيه(r):)فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىمِّنَ اللَّهِ((القصص:50).
· الثورة على الجمود والتقليد والتبعية الفكرية للآخرين،فجوهر العلم التفقه والنظر والتدبر والتعقل والتفهم ولا يكون ذلك إلا بالنظر في الأدلة واستيفاء الحجة دون التقليد لأن التقليد لا يثمر علماً ولا يفضي إلى معرفة وقد ذم الله التقليد في غير موضع من كتابه قال الله تعالى:)اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ ((التوبة:31)،ذلك أن التقليد إبطال لمنفعة العقل، لأنه إنما خلق للتأمل والتدبر.
· الاهتمام بالنظر والتفكير والتأمل في الوجود وما به من مخلوقات وأشياء،قال الله تعالى:)أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْء((لأعراف:185) وفي سير التاريخ البشري ومصاير الأمم وسنن الله في الاجتماع الإنساني ، قال الله تعالى:)قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ((آل عمران:137) .
· التواضع أمام جلال الله في اكتشاف الحقيقة، فالمسلم يعلم أنه مهما بلغت معارفه كما وكيفاً تنوعاً واتساعاً،فما يعرفه الإنسان وما سوف يعرفه لا يمثل شيئاً يُذكر في علم الله قال الله تعالى:)وَمَا أتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً((الإسراء:85)،ومن ثم على المسلم أن يدعو ربه دائماً بأن يزيده من العلم،قال تعالى:)وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً((طـه:114).
والعمل في الإسلام شرطه الضروري العلم،لكي يصح ويستقيم على أمر الله، سواء كان هذا العمل عبادة لله أم معاملة للناس،قال الله تعالى:)فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ((محمد:19)،فجاء العلم قبل العمل،وذلك لأن الإنسان إذا فقه عمل وأحسن ما عمل.
كما أن المعرفة الصالحة في الإسلام يجب أن تقود إلي العمل الصالح النافع،وتهدي إليه وتوضح سبله وتؤدي إلي الالتزام بالعمل بمقتضاها . ولا قيمة لمعرفة أو علم لا ينتج عنه ويتبعه عمل بمقتضاه([139]) ، ولا قيمة لمعرفة أو علم لا ينتج عنهما سمو في أخلاقيات الإنسان وقدراته ومعرفته بربه ورقي المجتمع وتقدمه،ولقد نعت الله من لا ينتفع بعلمه بالحمار الذي يحمل الكتب،حيث لا ينتفع منها بشيء،قال الله تعالي:)مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً ((الجمعة: 5)،ولذلك كان الرسول يتعوذ من العلم الذي لا ينفع فيقول اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع )([140])،ويدعو ربه أن يزيده علماً نافعاً ، فيقول:(اللهم انفعني بما علمتني،وعلمني ما ينفعني وزدني علماً )([141])،إن غاية العلم والمعرفة في الإسلام تمكين الإنسان من إقامة الدين وعمارة الأرض وفق منهج الله .
مما سبق يتضح أن المعرفة والعلم يحتلان في الإسلام مكانة بارزة،وتتنوع مصادرهما وتتكامل بين الحس والعقل والوحي ، وبهذا التنوع والتكامل تتنوع المعارف وتتكامل بين معارف عقلية حسية ومعارف دينية،والعلم والمعرفة في الإسلام يتحرران من الظن والتقليد والهوى ويستندان إلي عقلية علمية موضوعية تُسخر العلم لتحقيق مقام الخلافة في الأرض، والعلم في الإسلام يتبعه العمل،والعمل في الإسلام أخرق دون العلم،وكل معرفة يقينية أنتجتها عقلية علمية موضوعية هي معرفة إسلامية،حيث لا تناقض بين العلم الصحيح والدين.
وتنعكس الرؤية الإسلامية للمعرفة والعلم علي ممارسات الإدارة التربوية والتعليمية وذلك من خلال :
- ضرورة توافر المؤهلات العلمية للقيادة الفعالة وكذلك للعاملين معها .
- ضرورة الحفاظ علي صلاحية هذه المؤهلات لكل جديد ومستحدث في نظم الإدارة،وذلك من خلال التعليم والتدريب المستمر للقيادات والعاملين حتى تجاري متطلبات العمل ومن ثم تحقيق جودة الأداء .
- تعويد العاملين علي انتهاج الأسلوب العلمي في التفكير،واستخدام الاستدلال والقياس والاستنباط والتجريب العلمي والسعي لتكوين عقلية علمية موضوعية تتسم بالدقة والتثبت وبالبعد عن الظن والهوى والتقليد .
- الاهتمام بالأطر التطبيقية والعملية للمعارف والعلوم .
- التأكيد علي مبدأ وحدة المعرفة وتداخل وتكامل العلوم،فلا انفصال بين علوم الدين وعلوم الدنيا،وإلغاء الحدود الفاصلة بين التخصصات المختلفة وإنتاج علوم بينية تحقق متطلبات العصر .
- الاستفادة من علوم وتجارب وخبرات الآخرين طالما لا تخالف الشرع والدين،وطالما جاءت من خلال عقلية علمية موضوعية .

1- محمد عبد الرازق شفيق : الأصول الفلسفية للتربية – فلاسفة التربية من سقراط إلى برتراند راسل ، الكويت، دار البحوث العلمية، 1974، ص257.

2- عماد الدين خليل : حول تشكيل العقل المسلم ، ط(5)، السعودية، الدار العالمية للكتاب الإسلامي ، 1995، ص 53.

3- أحمد المهدي عبد الحليم : إعادة بناء التعليم، لماذا وكيف؟! ، مرجع سابق، ص 138.

1- أبو الحسين أحمد بن فارس زكريا : معجم مقاييس اللغة ، ط (3) ، تحقيق عبد السلام هارون، ج(1) ، القاهرة ، مكتبة الخانجي ، 1981، ص 127 .

2- أبو القاسم جار الله الزُمخشري : أسـاس البلاغـة ، لبنان ، دار بيروت، 1965، ج(1) ، ص20.

3- محمد قطب : جاهلية القرن العشرين ، القاهرة ، دار الشروق، 1989 ، ص 204.

4- سيد قطب : في ظلال القرآن ، ط (17)، القاهرة، دار الشروق، 1992، م(2) ، ص ص 1005 – 1009.

5------- : مقومات التصور الإسلامي ، ط(5) ، القاهرة ، دار الشروق ، 1997، ص190.

1- أبو بكر الجزائري : منهاج المسلم ، ط(2)، القاهرة، دار البيان العربي ، د –ت ، ص ص 15 – 16.

2- محمد عمارة:الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده،ج(3)،بـيروت،المؤسسة العربية للدراسات والنشر،1972، ص ص280.

3- سيد قطـب : مقومات التصور الإسلامي ، مرجع سابق، ص 202.

4- عباس محمود العقـاد : الله – كتاب في نشأة العقيدة الإلهية ، ط(6)، القاهرة، دار المعارف، 1969 ، ص 14 .

5- سيد قطـب : مقومات التصور الإسلامي ، مرجع سابق ، ص 203 .

1- أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي : تفسير القرآن العظيم، القاهرة ، مكتبة الدعوة الإسلامية ،1980،ج(4) ،ص235.

2- عباس محمود العقاد : مرجع سابق، ص 155.

3- سيد قطـب : مقومات التصور الإسلامي ، مرجع سابق ، ص 243.

4- المرجع السابق ، ص244.

1- سيد قطـب : مقومات التصور الإسلامي ، مرجع سابق، ص ص 245 - 247

2- محمد قطـب : رؤية إسلامية لأحوال العالم المعاصر، القاهرة، مكتبة السنّة، 1991، ص 123.

3- احمد بن تيمية : اقتضاء الصراط المستقيم ، ط(5)، الرياض، دار المسلم ، 1994، ج(2) ، ص 844.

4- سيد قطـب : في ظلال القرآن، م(1) ، مرجع سابق، ص 406 .

5- احمد بن تيمية : العبودية في الإسلام، ط(4) ، القاهرة ، المطبعة السلفية، 1994، ص53.

6- المرجع السابق ، ص 18 .

7- سيد قطـب : في ظلال القرآن ، م(2)، مرجع سابق، ص 1006.

1- أبو الأعلى المودودي : الحكومة الإسلامية ، القاهرة ، المختار الإسلامي، 1980 ، ص ص 71-74.

2- عبد القادر عودة : الإسلام وأوضاعنا السياسية ، بيروت، دار الرسالة، 1981 ، ص 74.

3- محمد الغزالي : الغزو الثقافي يمتد في فراغنا، القاهرة ، دار الصحوة، 1987 ، ص 68.

4- سيد قطب : مقومات التصور الإسلامي ، مرجع سابق ، ص 292.

5- مصطفى محمود منجود :"الأبعاد السياسية لمفهوم الأمن في الإسلام"، سلسلة الرسائل الجامعية (26)، القاهرة، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، 1996، ص 115.

6- المرجع السابق ، ص119.

7- أحمد المهدي عبد الحليم :"محاضرة بناء الشخصية المسلمة بين الإبداع والإتباع"، القاهرة، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، مايو 1994 ، ص 2.

1- عماد الدين خليل : مرجع سابق ، ص ص 137 – 138.

2- سيد قطب : مقومات التصور الإسلامي ، مرجع سابق، ص290– 291.

3- مصطفى محمود منجود : مرجع سابق ، ص 117.

4- نصر محمد عارف : مرجع سابق ، ص 209.

5- روجيه جارودي : الإسلام دين المستقبل ، ترجمة عبد المجيد بارودي، بـيروت، دار الإيمان ،1983 ، ص ص 88 – 91

1- نصر محمد عارف : مرجع سابق، ص ص 205 – 207.

2- سيد قطب : مقومات التصور الإسلامي ، مرجع سابق، ص296.

3- أبو الحسن الندوى : ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ،ط(14) ، الكويت ، دار القلم ،1992،ص 96.

1- عبد الجواد السيد بكر : فلسفة التربية الإسلامية في الحديث الشريف ، القاهرة ، دار الفكر العربي ، 1983، ص 16 .

2- سيد قطب : مقومات التصور الإسلامي ، مرجع سابق ، ص 324 .

3- المرجع السابق والصفحة.

4- عمر التومي الشيباني : فلسفة التربية الإسلامية ، ليبيا ، الدار العربية للكتاب. ، 1988 ، ص 45 .

1- علي أحمد مدكور:منهج التربية في التصور الإسلامي، ط(2) ، القاهرة ، دار الفكر العربي ، 2002، ص ص 140–142

2- عمر التومي الشيباني : مرجع سابق ، ص 42.

3- محمد قطب : حول التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية ، القاهرة ، دار الشروق ، 1998 ، ص34 .

4- علي أحمد مدكور : مرجع سابق ، ص ص 140 - 142.

5- عمر التومي الشيباني : مرجع سابق ، ص 49 .

6- أبو عبد الله محمد بن أحمد (القرطبـي) : الجامع لأحكام القرآن،تحقيق (عماد البارودي،خيري سعيد)،القاهرة،المكتبة التوفيقية ،د.ت، ج(13)،ص 196 .

1- سيـد قطـب : مقومات التصور الإسلامي ، مرجع سابق ، ص 335 .

2- المرجع السابق ، ص 342.

3- سيـد قطـب : العدالة الاجتماعية في الإسلام ، ط(7) ، القاهرة، دار الشروق، 1967، ص ص 22-23.

4---------: مقومات التصور الإسلامي ، مرجع سابق، ص351.

5- عمر التومي الشيباني : مرجع سابق ، ص53.

1- عبد الرحمن النقيب :"مدخل لدراسة الاتجاه الحرفي والمهني في التربية الإسلامية"،في كتابه:"بحوث في التربية الإسلامية –3" سلسلة من آفاق البحث العلمي في التربية الإسلامية،الكتاب الخامس،القاهرة،دار الفكر العربي، 1987، ص121.

2- عبد الغني عبود :"الإسـلام والـكون"،سلسلة الإسلام وتحديات العصر،الكتاب الثالث،القاهرة،دار الفكر العربي،1977 ص147.

3- المرجع السابق ، ص117.

1- عمر التومي الشيباني : مرجع سابق ، ص39.

2- عبد الغني عبود : التربية ومشكلات المجتمع، مرجع سابق ، ص26.

3- على خليل أبو العينين :"نقد المعرفة التربوية المعاصرة – الأهداف والأطر"، مرجع سابق، ص 46.

4- محمد قطب : جاهلية القرن العشرين، مرجع سابق ، ص213.

5-عبد الحميد أبو سليمان : الإنسان بين شريعتين،القاهرة ، المعهد العالمي للفكر الإسلامي ، دار السلام للنشر،2003 ص ص 38 - 39.

6- محمد قطب : جاهلية القرن العشرين ، مرجع سابق ، ص 213.

7- يوسف القرضاوي : الخصائص العامة للإسلام، ط(6) ، القاهرة ، مكتبة وهبة ، 2003 ، ص ص 11 – 12.

1- عبد الغني عبود: "الإنسان في الإسلام والإنسان المعاصر"، سلسلة الإسلام وتحديات العصر، الكتاب الرابع،القاهرة، دار الفكر العربي، 1978، ص130.

2- عباس محمود العقاد :الإنسان في القرآن الكريم، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب -مكتبة الأسرة ، 1996، ص 20.

3- سيد قطب : مقومات التصور الإسلامي ، مرجع سابق، ص 369.

4- يوسف القرضاوي : الخصائص العامة للإسلام ، مرجع سابق ، ص 9 .

5- سيد قطب : مقومات التصور الإسلامي ، مرجع سابق ، ص 373.

6- عبد الحميد أبو سليمان : الإنسان بين شريعتين ، مرجع سابق ، ص ص 7 – 10.

1- أبو الحسين مسلم بن الحجاج : صحيح مسلم ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ، القاهرة ، دار إحياء الكتب العربية ، 1955 ك. الفضائل ، ج(4) ، ص 1836.

2- أبو عيسي محمد بن عيسي الترمذي : سنن الترمـذي ، تحقيق كمال يوسف الحوت ، بيروت ، المكتبة الثقافية ، د.ت ك. العلم ، ج(5) ، ص 49.

3- عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري: صحيح البخاري ، القاهرة ، دار مطابع الشعب، د.ت ، ك. القدر ، ج(8)، ص 153.

4- تفسير ابن كثير ، مرجع سابق، ج(3)، ص 432.

5- سيد قطب : مقومات التصور الإسلامي، مرجع سابق ، ص 370 .

1- عائشة عبد الرحمن : مقال في الإنسان - دراسة قرآنية، القاهرة ، دار المعارف، 1969، ص 101.

2- علي خليل أبو العنين: أصول الفكر التربوي الحديث بين الاتجاه الإسلامي والاتجاه التغريبي ، مرجع سابق،ص ص60-70

3- سيد قطب : خصائص التصور الإسلامي ومقوماته ، مرجع سابق ، ص 141 .

4- عبد الحميد أبو سليمان:" أزمة العقل المسلم "، مرجع سابق، ص 131 .

5- يوسف القرضاوي : الخصائص العامة للإسلام ، مرجع سابق ، ص 74 .

1- محمد قطب : الإنسان بين المادية والإسلام ، القاهرة ، دار الشروق ، 1995 ، ص 91 .

2- المرجع السابق ، ص ص 96 – 97.

3- صحيح البخاري : مرجع سابق، ك. الأحكام ، ج(9) ، ص77.

4- محروس سيد أحمد:التربية والطبيعة الإنسانية في الفكر الإسلامي وبعض الفلسفات الغربية،القاهرة ، دار المعارف ، 1988 ص 308.

5- سيد قطب : مقومات التصور الإسلامي ، مرجع سابق، ص 377.

6- محمد قطب : الإنسان بين المادية والإسلام ، مرجع سابق، ص ص 83 – 85.

7- سيد قطب : في ظلال القرآن ، مرجع سابق، م(1)، ص 131.

1- صحيح مسلم : مرجع سابق، ك. الإيمان ، ج(1)، ص 69.

2- أبو داود سليمان الأزدى : سنن أبو داود ، القاهرة ، دار إحياء السنّة النبوية ، د.ت ، ك. الملاحم ، ج(4) ، ص 122 .

3- سيد قطب : في ظلال القرآن ، مرجع سابق ، م(1) ، ص ص 208 – 209.

4- المرجع السابق ، ص 284.

5- محمد قطب : جاهلية القرن العشرين ، مرجع سابق، ص 213.

1- يوسف القرضاوي : الخصائص العامة للإسلام ، مرجع سابق، ص 15.

2- تفسير القرطبي : مرجع سابق، ج(10) ، ص203.

3- عمر عودة الخطيب:نظرات إسلامية في مشكلة التمييز العنصري، ط(2)،لبنان،مؤسسة الرسالة،1978، ص ص 151.

4- يوسف القرضاوي : الخصائص العامة للإسلام ، مرجع سابق، ص 155.

5- سيد قطب : خصائص التصور الإسلامي ومقوماته، مرجع سابق، ص204.

6- عبد الكريم زيدان : أصـول الدعـوة، ط(8)، لبنان، مؤسسة الرسالة، 1998 ، ص73.

1- أحمد بن فارس زكريا : معجم مقاييس اللغة، مرجع سابق، ج(4)، ص 281.

2- ابن منظور : لسان العرب المحيط ، بيروت ، دار لسان العرب ،1970، ج(2) ، ص 745.

3- مجد الدين بن يعقوب الفيروز آبادي : القاموس المحيط ، بيروت ، دار الجيل ، د.ت ، ج(3) ، ص 178.

4- المرجع السابق ، ج(4) ، ص 155.

1- محمد مرتضى الزبيدي : تاج العروس من جواهر القاموس، بيروت، مكتبة الحياة العلمية، 1886،ج(6) ، ص 193.

2- عمر التومي الشيباني : مرجع سابق ، ص 185.

3- الراغب الأصفهاني : المفردات في غريب القرآن ، تحقيق وائل عبد الرحمن، القاهرة، المكتبة التوفيقية، 2003، ص 347

4- ---------- : الذريعة إلى مكارم الشريعة، تحقيق أبو اليزيد العجمي ، القاهرة، دار الصحوة ، 1985، ص180.

5- عمر التومي الشيباني : المرجع سابق، ص185.

1- يوسف القرضاوي : الرسـول والعـلم ، القاهرة ، دار الصحوة، 1984 ، ص16.

2- عماد الدين خليل : مرجع سابق، ص56.

3- يوسف القرضاوي : الرسـول والعـلم ،المرجع السابق، ص16.

4- عماد الدين خليل : مرجع سابق ، ص56.

5- صحيح البخاري : مرجع سابق، ك. العلم ، ج(1)، ص27.

6- سنن أبو داود : مرجع سابق، ك. العلم ،ج(3)، ص317.

7- صحيح البخاري:مرجع سابق، ك. العلم ، ج(1) ، ص 28.

8- صحيح مسلم : مرجع سابق، ك. الوصية ، ج(3) ، ص 1255.

9- صحيح البخاري : مرجع سابق، ك. العلم، ج(1) ، ص 27.

10- سنن الترمذي : مرجع سابق، ك. العلم، ج(5) ، ص 29.

1- صحيح البخاري : مرجع سابق، ك. العلم، ج(1) ، ص 37.

2- الحافظ أبو عبد الله بن يزيد القزويني : سنن ابن ماجة،القاهرة،دار الفكر العربي ، د.ت ، المقدمة ، ج(1) ، ص 84.

3- أبو الحسن الماوردى: " أدب الدنيا والدين" ، تحقيق مصطفى السٌقا، سلسلة الذخائر(127) ،القاهرة ، الهيئة العامة لقصور الثقافة ، 2004 ، ص 43.

4- سنن أبو داود : مرجع سابق، ك. العلم ، ج(3) ، ص321.

5- عبد الرحمن بن زيد الزبيدي : مصادر المعرفة في الفكر الديني والفلسفي - دراسة نقدية في ضوء الإسلام،السعودية،مكتبة المؤيد، 1992 ، ص 69.

1- عمر التومي الشيباني : مرجع سابق ، ص ص 207 – 208.

2- عبد الرحمن النقيب :"منهج المعرفة في القرآن والسنّة–دراسة تحليلية مقارنة"، في كتابه : بحوث في التربية الإسلامية –3، مرجع سابق، ص 56.

3- عبد الرحمن بن زيد الزبيدي : مرجع سابق ، ص497.

4- عباس محمود العقاد : التفكير فريضة إسلامية ، القاهرة ، دار نهضة مصر، مهرجان القراءة للجميع، 1998 ، ص 9.

1- عبد الرحمن النقيب : الفكر التربوي عند ابن سينا، القاهرة، دار الفكر العربي، 2002، ص 116 .

2- عبد الحميد أحمد أبو سليمان : أزمة العقل المسلم، مرجع سابق ، ص 120.

3- عبد الرحمن النقيب : منهج المعرفة في القرآن والسنّة ، مرجع سابق، ص ص 50 –51.

4- عبد الحميد أحمد أبو سليمان : أزمة العقل المسلم ، مرجع سابق ، ص 122.

5- يوسف القرضاوي : الرسول والعلم : مرجع سابق ، ص 15.

1- روجيه جارودي : مرجع سابق ، ص 88.

2- يوسف القرضاوي : الرسول والعلم : مرجع سابق ، ص 14.

3- روجيه جارودي : مرجع سابق ، ص 90 .

4- على أحمد مدكور : مرجع سابق ، ص 50 .

5- عبد الرحمن النقيب : منهج المعرفة في القرآن والسنّة ، مرجع سابق، ص47.

6- يوسف القرضاوي : الرسول والعلم : مرجع سابق، ص ص 38 – 40.

1- صحيح البخاري : مرجع سابق ، ك. الآداب ، ج(8) ، ص 23.

2- عمر التومي الشيباني : مرجع سابق ، ص 217 .

1- سنن ابن ماجة : ك. الدعاء ، مرجع سابق ، ج (2) ، ص 1261 .

2- المرجع السابق ، ص 1260 .



http://adel-amer.catsh.info/vb/showthread.php?t=9305

راجع

ليست هناك تعليقات: