الثلاثاء، 31 مايو 2011

الصحوة الاسلامية بين الجحود والتطرف

الموضوع : دعوة وتربية ، التاريخ : Wednesday ، 19 February

الرابط نحو هذا المقال هو :
http://www.rayah.info/browse.php?comp=viewArticles&file=article&sid=53

قراءة: عبد الله بن ميارة


03/02/03 هذا الكتاب هو كشف بالأشعة على العقل الإسلامي المعاصر.. وهو رحلة فكرية وعلمية ممتعة مع ظاهرة التطرف والجحود التي توصم بها الصحوة الإسلامية المعاصرة وعبر أربعة فصول يناقش المؤلف مختلف جوانب الظاهرة. الفصل الأول بعنوان "التطرف بين الحقيقة والاتهام " عرض لمعنى التطرف لغة واصطلاحا وفصل منهج الإسلام باعتباره منهج وسط في التصور والاعتقاد والتعبد والنسك والأخلاق والمعاملات والوسطية إحدى خصائص الإسلام العامة . والنصوص الإسلامية تعبر عن التطرف بالغلو والتنطع والتشدد حديث ابن عباس إياكم والغلو ) ، وحديث ابن مسعود (هلك المتنطعون ) والإسلام شرع العبادات ليزكي الفرد روحيا وماديا وبالجماعة على أساس الوحدة والأخوة والتكافل ورفض الرهبانية التي تفرض العزلة عن الحياة وسنة الإسلام التوازن وقد شدد على أصحاب النزعات المتطرفة والمتشددة وذكرت السنة النبوية الكثير من الأحاديث المحذرة من التشدد والتطرف والغلو (أفتان أنت يا معاذ ) البخاري، (إن منكم منفرين ) (.. فلا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى ) والرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالقصد والاعتدال (إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه).
ولتحديد مفهوم التطرف ينبغي إبراز ملاحظتين مهمتين
قراءة: عبد الله بن ميارة


03/02/03 هذا الكتاب هو كشف بالأشعة على العقل الإسلامي المعاصر.. وهو رحلة فكرية وعلمية ممتعة مع ظاهرة التطرف والجحود التي توصم بها الصحوة الإسلامية المعاصرة وعبر أربعة فصول يناقش المؤلف مختلف جوانب الظاهرة. الفصل الأول بعنوان "التطرف بين الحقيقة والاتهام " عرض لمعنى التطرف لغة واصطلاحا وفصل منهج الإسلام باعتباره منهج وسط في التصور والاعتقاد والتعبد والنسك والأخلاق والمعاملات والوسطية إحدى خصائص الإسلام العامة . والنصوص الإسلامية تعبر عن التطرف بالغلو والتنطع والتشدد حديث ابن عباس إياكم والغلو ) ، وحديث ابن مسعود (هلك المتنطعون ) والإسلام شرع العبادات ليزكي الفرد روحيا وماديا وبالجماعة على أساس الوحدة والأخوة والتكافل ورفض الرهبانية التي تفرض العزلة عن الحياة وسنة الإسلام التوازن وقد شدد على أصحاب النزعات المتطرفة والمتشددة وذكرت السنة النبوية الكثير من الأحاديث المحذرة من التشدد والتطرف والغلو (أفتان أنت يا معاذ ) البخاري، (إن منكم منفرين ) (.. فلا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى ) والرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالقصد والاعتدال (إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه).
ولتحديد مفهوم التطرف ينبغي إبراز ملاحظتين مهمتين
أولاهما أن مقدار تدين المرء والمحيط الذي يعيش فيه أثر في الحكم على الآخرين تطرفا أو توسطا والثانية أن ليس من الإنصاف اتهام إنسان بالتطرف بمجرد أن اختار رأيا من الآراء الفقهية المتشددة ما دام يعتقد أنه الصواب والأرجح وساق أدلة مثل ستر المرأة المسلمة جميع بدنها ما عدا الوجه والكف وهو رأي الجمهور ورأي البعض بتغطية الوجه والكفين (النقاب ) وكذلك آراء العلماء في الموسيقى.
ومن مظاهر التطرف التعصب حيث عدم الاعتراف بالآخرين وجمود المتطرف دون النظر لمقاصد الشرع ومصالح الخلق ويستخدمون العصا الغليظة وهذا هو الإرهاب الفكري، ومن مظاهره كذلك التزام التشدد دائما مع قيام موجبات التيسيير وإلزام الآخرين به كمحاسبة الناس على النوافل والسنن كأنها فرائض وعلى المكروهات كأنها محرمات.. والتشد في غير محله مثل خارج ديار الإسلام أو قوم حديثي عهد بالإسلام أو حديثي عهد بالتوبة منه كذلك الغلظة والخشونة في الأسلوب والدعوة وسوء الظن بالناس والاتهام، وأخيرا السقوط في هاوية التكفير الذي حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم.
الفصل الثاني تحدث فيه عن أسباب التطرف وناقش الأسباب الكاملة للتطرف وضعف البصيرة بحقيقة الدين والاتجاه الظاهري في فهم النصوص والاشتغال بالمعارك الجانبية عن القضايا الكبرى والإسراف في التحريم والتباس المفاهيم واتباع المتشابهات وترك المحكمات وأخذ العلم من الصحافة وضعف المعرفة بالتاريخ والواقع وسنن الكون والحياة حيث من السنن المهمة التدرج وسنة الأجل المسمى وغربة الإسلام في ديار الإسلام والتآمر الخفي والهجوم العلني على الأمة الإسلامية ومصادرة حرية الدعوة والإسلام الشامل واللجوء إلى العنف والتعذيب وهذا كله لا يقاوم التطرف بل يخلقه ويشجعه وهكذا فالتطرف لم يأت اعتباطا ولم ينشأ جزافا فله أسباب ودواعيه فما هي أسبابه؟ إن النظرة المتوازنة والمتكاملة ترى أن ظاهرة التطرف ظاهرة متشابكة ومتداخلة، منها ما هو ديني ومنها ما هو سياسي ومنها هو اجتماعي واقتصادي ومنها ما هو نفسي وفكري، وأهم أسبابه ضعف البصيرة وقلة البضاعة في فقهه والتعمق في أسراره.. إلخ .
ومنها الاشتغال بالمعارك الجانبية عن القضايا الكبرى مثل حلق اللحية وإسبال الثياب واقتناء الصور في الوقت الذي تنتشر فيه الماركسية والعلمانية والصليبية والصهيونية، وينتشر فيه الفقر والمرض بين المسلمين المستهدفين.
ومنه الإسراف في التحريم مع ذم الله سبحانه وتعالى لذلك (النحل 116) وهذا ما أدى إلى إلتباس المفاهيم الإسلامية واضطرابها كالإيمان والإسلام والكفر والنفاق ومنها أيضا اتباع المتشابه وترك المحكم.
والمتشابه ما كان محتمل المعنى غير منضبط المدلول، والمحكم البين المعنى الواضح الدلالة.
وسبب هذا الغول الجهل بالشريعة ومقاصدها وضعف البصيرة وإساءة الفهم والاستنباط أو القراءة أو هما معا ولهذا أعرض الشباب الملسم عن العلماء الذين اقتربوا من السلطان وأصبحوا في مواضع الاتهام، ومنهم من يحتج بالأحاديث الموضوعة ويترك الأحاديث الصحيحة ويستدل بالإسرائيليات والقصص والحكايات ويروج البدع. ومن ضعف البصيرة بالدين إلى ضعف البصيرة بالواقع والحياة والتاريخ والسنن كسنة التدرج وسنة الأجل المسمى فالأولى سنة كونية وسنة شرعية، والثانية مكملة للأولى حيث لكل شيء أجل سواء في الماديات والعنويات.
وغربة الإسلام في ديار المسلمين تؤدي إلى التطرف والغلو حيث سيادة العلمانية واستشراء الفساد وشيوع الباطل وسيطرة اللبرالية والنصرانية وتحرر المرأة وانتشار الفسق والفجور وإبعاد الإسلام عن الحياة وسيادة المادية مع غربة الإسلام والتآمر على الدعوة على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتضييق على الدعوة الإسلامية بالمنع والإرهاب، والاقتصار على إسلام الدراويش والبدع وعلماء السوء والنزاعات والطرق الضالة والزعامات الفاسدة المارقة عن الدين والخارجة عن الملة.
وأخيرا اللجوء إلى العنف والتعذيب مما يؤدي إلى شيوع التطرف والنزعات الشاذة غير السوية وتحالف العلمانية والصهيونية لوأد أي تجربة إسلامية ناهضة .
الفصل الثالث بعنوان "في سبيل العلاج " ويعرض لموضوعات أساسية مثل دور المجتمع المسلم وأهمية التزامه بالإسلام عقيدة وشريعة والاحتكام إليه في كل مناحي الحياة، ونبذ العلمانية والتعامل مع كل العاملين للإسلام مع اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وضرروة معاملة الشباب المسلم بالحسنى وعدم الإفراط في التطرف واحترام حرية الرأي وحرية التدين والالتزام وعدم مقابلة التطرف بتطرف مثله أو التكفير بكفر يقابله.
أما واجبات الشباب فهي كثيرة ومنها: معرفة الدين الصحيح على بصيرة ومراعاة الجزئيات في ضوء الكتاب والسنة، والفقه في مراتب الأحكام والعلم بقيم الأعمال ومراتبها كالواجب والمندوب والمستحب وضرورة إتقان فروض الكفاية التي أهملها المسلمون والشباب خاصة كالتخصص الدقيق والتفوق الصناعي والحضاري ومقاومة الظلم الاجتماعي والسياسي، أما المنهيات ففيها مراتب مثل المكروه، وكذلك المشتبهات والكبائر أيضا لها مراتب..
والناس متفاوتون في ذلك فمنهم الظالم لنفسه ومنهم المقتصد ومنهم السابق بالخيرات ولهذا لا بد من تقدير ظروف الناس وأعذارهم ومعرفة فقه سنن الله في الخلق.. إلخ.
الفصل الرابع بعنوان "نصائح أبوية إلى شباب الإسلام " بعد أن عرض لسلبيات الصحوة الإسلامية إلا أنه اعتبرها ظاهرة صحية وطبيعية لأنها عودة إلى الفطرة ورجوع إلى الأصل الذي هو الإسلام وبالتالي فهي أمل الحياة وحياة الأمل ونور الطريق وطريق النور وقوة الروح وروح القوة.
ومن أبرز وصاياه لشباب الإسلام:
-احترام التخصص
- أخذ العلم من أهل الورع والاعتدال العلماء الذين يجمعون بين سعة العلم والورع والاعتدال - التيسير وعدم التعسير، والبعد عن الغلو والتشدد، والتزام الاعتدال واليسر .
- الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنى.
- مراعاة حقوق الأبوة والأمومة والرحم والسن والسبق في أدب الدعوة والحوار.
- معايشة جماهير المسلمين خاصة الفقراء والاحتكاك بهم ومحاولة حل مشاكلهم.
- أخيرا حسن الظن بالمسلمين لاعتبارات ثلاث:
1- لأنهم بشر وليسوا ملائكة ولا شياطين.
2- أن المسلم مطالب بالحكم بالظواهر وأن يكل السرائر إلى الله سبحانه وتعالى.
3- أن كل مسلم لا يخلو من خير في أعماقه.
وبعد فهذه سياحة سريعة في كتاب "الصحوة الإسلامية" الذي هو دستور الدعوة الإسلامية المعاصرة للعلامة القرضاوي الذي يجمع بين السلفية والتجديد والأصالة والمعاصرة، بين دقة الفقيه وحرارة الداعية وإشراقة الأديب ونظرة المجدد.




ليست هناك تعليقات: