الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

أهم الكتب الأصولية المؤلفة في المذاهب الأربعة2

المبحث الثاني: أهم كتب أصول الفقه عند الحنفية تمهيد: اختلف العلماء في تسمية أول من وضع قواعد علم أصول الفقه ،فذهب الأكثرون إلى أن واضع أسس وقواعد العلم هو الإمام محمد بن إدريس الشافعي ت204هـ من خلال كتابه القيم"الرسالة". وذهب فريق آخر إلى أن أول من وضع قواعد العلم هو الإمام أبو حنيفة ت150هـ من خلال كتاب سماه "الرأي"، وضع من بعده الإمامان أبو يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني كتابا في العلم ،ولم يصلنا شيئ من ذلك لإثبات هذه الدعوى، وما بين أيدينا الآن هو كتاب الرسالة للإمام الشافعي، إلا أن عدم وجود هذه الأصول مدونة لا يعني أن أبا حنيفة بنى فقهه على غير أصول وقواعد ، ذلك أن تأخر تدوين هذه الأصول لايعني عدم وجودها، يدل على ذلك التراث الفقهي الضخم المنقول عن الإمام وأصحابه ، فهذه الفروع الفقهية يدرك المتأمل فيها أن بينها ترابطا وتماسكا يدلان على أن واضع هذه الفروع الفقهية كان يقيد نفسه بقواعد لا يخرج عنها ، وإلا لظهر التناقض والاضطراب بين هذه الفروع ، ثم إن العلماء الذين جاؤوا فيما بعد ودونوا أصول المذهب إنما استنبطوا هذه القواعد من خلال الفروع المنقولة عن الإمام وأصحابه، وإلا لما جاءت تلك الفروع متناسقة بهذا الشكل . طريقة الحنفية في تدوين أصول الفقه: هناك طريقتان مشهورتان في كتابة أصول الفقه عند العلماء: طرقة الشافعية أوالمتكلمين وطريقة الحنفية وإذا كانت طريقة الشافعية قد تميزت بتقرير القواعد وتحقيقها نظريا، فإن طريقة الحنفية تميزت بكونها طريقة علمية، إذ إنها تأثرت بالفروع وبنيت عليها، فكانت قواعد الأصول خادمة للفروع وليست حاكمة عليها، وهذه أبرز مميزات الطريقة الحنفية في تأليف الأصول إثبات القواعد وتقريرها على مقتضى ما نقل من الفروع عن أئمة لمذهب. الالتزام بالمذهب فيما يتوصلون إليه من قواعد وأصول . كثرة الفروع والأمثلة والشواهد. وفيما يلي عرض لأهم الكتب الأصولية في المذهب الحنفي ثم دراسة بعض منها جرد لأهم الكتب الأصولية في المذهب الحنفي : 1 ـ كتاب الغنية في أصول الفقه المعروف بأصول الشيخ أبي صالح تأليف: منصور بن أي صالح بن أبي حعفر السجستاني ت سنة 290 هـ تحقيق وتعليق: د. محمد صدقي بن أحمد البورنو دار النشر :مطابع شركة الصفحات الذهبية بالرياض.ط الأولى 1410هـ 2 ـ كتاب "الأصـــول" لأبي الحسن الكرخي ت 340هـ 3ـ كتاب "أصـــــول الشاشي" تأليف الإمام أبي علي الشاشي، أحمد بن محمد بن إسحاق، المتوفي سنة 344هـ طبع بدار الكتاب العربي ببيروت 1402 وبهامشه: عمدة الحواشي للكنكوهي 4ـ كتاب " الفصول في الأصول " للإمام أبي بكر أحمد بن علي الجصاص المتوفى سنة 370هـ طبع في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - الكويت 1405 في أربع مجلدات بتحقيق: عجيل النشمي. 5 ـ كتاب "تقــــــويم الأدلة " للإمام القاضي عبيد الله بن عمر بن عيسى الدبوسي البخاري المتوفى سنة 430 هـ حقق الكتاب د. محمود العواطلي في رسالة دكتوراه من الأزهر . وطبعته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالأردن . وحققه الدكتور محمود توفيق العبد الله، سنة 1984م تحت عنوان: (الأسرار في الأصول والفروع ) 6 ـ كتاب أصول البزدوي المسمى " كنز الوصول إلى معرفة الأصول " للإمام أبي الحسن علي بن محمد البزدوي ت 482هـ طبع بمطبعة الصحافة العثمانية /ط الأولى سنة 1308هـ/19890. وطبعته دار الكتاب العربي / بيروت الطبعة الأولى سنة/1991ـ مع كتاب (كشف الأسرار) / تحقيق محمد المعتصم بالله البغدادي. 7 ـ كتاب أصول السرخسي 490 هـ"تمهيد الفصول في الأصول ( طبع بتحقيق أبي الوفا الأفغاني دار النهضة / بيروتـ / سنة1973 8 ـ كتاب "معرفة الحجج الشــرعية" لمحمد بن محمد بن الحسين البزدوي 493هـ. طبع بتحقيق عبد القادر بن ياسين بن ناصر الخطيب، قدم له الدكتور يعقوب الباحسين، مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة الأولى 2000 م 9 ـ كتاب: "أصـــول الفقه "لمحمود بن زيد، أبي الثناء اللاماشي الحنفي طبع بتحقيق: عبد المجيد التركي ،دار الغرب الإسلامي ، بيروت 1995مـ 10 ـ كتاب " منار الأنوار في أصـول الفقه" مؤلف الكتاب: هو الإمام النسفي، حافظ الدين أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود، المتوفى 701هـ. طبع في إسطنبول، المطبعة العثمانية ، دار سعادت، 1326 هـ - 1911مـ ، الطبعة الرابعة ، وطبعت معه حاشية مصطفى أفندي. كشف الأسرار في شرح المنار للإمام النسفي نفسه وشرح هذا الكتاب كثير من العلما دراسة لبعض الكتب الأصولية : 1 ـ كتاب أصول الشاشي : أ ـ ترجمة المؤلف: هو أحمد بن محمد بن إسحاق الشاشي ، الفقيه الحنفي أبو علي الشاشي ، سكن بغداد ودرس بها ،تتلمذ على أبي الحسن الكرخي ، وقد أثنى علي،قال أبو الحسن الكرخي :"ما حاءنا أحد أحفظ من أبي علي " وصار التدريس بعد أبي السن إلى أصحابه، منهم أبو علي الشاشي ، قال الصميري : توفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة . طبعات الكتاب: ـ طبع الكتاب بكانبور في الهند ، مطبعة مجيدي سنة 1388هـ ـ وطبع بدار الكتاب العربي ببيروت سنة 1402هـ ،وبهامشه "عمدة الحواشي شرح أصول الشاشي" لمحمد فيض الحسن الكنكوهي . ـ كما طبع من قبل دار الغرب الإسلامي سنة 1422هـ ،بتحقتق مجمد أكرم الندويفي هذا ا. قيمة الكتاب : يعد الكتاب من المتون العلمية المعتمدة في هذا الفن، تناوله العلماء سلفا وخلفا بالشرح ،وأقبل عليه طلبة العلم بالتحصيل، فذاع صيته، يقول أبو علي في مقدمته :"وبعد فإن أصول الفقه أربعة : كتاب الله ،وسنة رسول الله،وإجماع الأمة ،والقياس، فلابد من البحث في كل واحد من هذه الأقسام ليعلم طريق تخريج الأحكام ". شروح الكتاب : ـ شرح المولى محمد بن الحسن الخوارزمي المتوفى سنة 781هـ .
ـ حصول الحواشي على أصول الشاشي، لمحمد حسن المكنى بأبي الحسن السنبهلي الهندي. ـ عمدة الحواشي ،للمولى محمد فيض الحسن الكنكوهي، طبع مع أصول الشاشي . ـ تسهيل أصول الشاشي ،للشيخ محمد أنور البدخشاني، طبع بإدارة القرآن والعلوم الإسلامية كراتشي ، الطبعة الأولى 1411هـ 2 ـ كتاب الأصول المسمى "الفصـــول في الأصول"لأحمد بن علي الجصاص ترجمة المؤلف: هو الإمام أبو بكر أحمد بن علي الرازي الجصاص ،من الفقهاء المجتهدين، تفقه بأبي الحسن الكرخي، وكان صاحب حديث ورحلة، تخرج به الأصحاب ببغداد، وإليه المنتهى فيمعرفة المذهب الحنفي، توفي سنة 370هـ، ذكر الإمام الذهبي "أنه كان يميل إلى الاعتزال، وفي تواليفه ما يدل على ذلك في رؤية الله وغيرها " من مؤلفاته : ـ شرح الجامع الكبير لمحمد بن الحسن الشيباني. ـ شرح مختصر الطحاوي. ـ أحكام القرآن . طبعات الكتاب : ـ طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت سنة 1405هـ، في أربع مجلدات ، بتحقيق عجيل النشمي، الطبعة الأولى. ـ وطبع بتحقيق وتعليق د. سعيد الله القاضي ،دار النشر : المطبعة العلمية ، باكستان. ـ كما طبع باب الإجماع منه بتحقيق زهير شفيق ، ط دار المنتخب العربي ـبيروت ـ1413هـ قيمة الكتاب : يعتبر الكتاب من التراث الضخم ، ومن أوائل الكتب الأصولية،فمؤلفه من علماء القرن الرابع، وقد احتل مكانة علمية بين كتب الأصول القديمة، فلم يخل كتاب من النقل عنه، وكتب الحنفية على وجه الخصوص مشحونة بذكره، وقد اعتمد عليه من أتى بعدم. ميزة الكتاب : اعتبر الجصاص كتابه هذا مقدمة لكتابه "أحكام القرآن فقال : " قدمنا لهذا الكتاب بمقدمة تشتمل على ذكر جمل مما لا يسع جهله من أصول التوحيد ، وتوطئة لما يحتاج إليه من معرفة طرق استنباط القرآن واستخراج دلائله وإحكام ألفاظه" فهو كتاب عظيم الشأن جليل البرهان، يمتاز ـ كما قال حاجي خليفة ـ بأنه كتاب "محتو على لطائف الاعتبارات بأوجز العبارات ، تأبى على الطلبة مرامه، واستعصى على العلماء زمامه، قد انغلقت ألفاظه زخفيت رموزه" كما يمتاز الكتاب بكثرة الفروع والأمثلة والشواهد ،وإثبات القواعد وتقريرها على مقتضى ما نقل من فروع أئمة المذهب ،على ما هو معروف في طريقة الأحناف. مصادر الكتاب : يمكن حصر مصادر الكتاب في ثلاثة مصادر: شيوخه ، وكتبه ، والكتب الأصولية الموجودة في عصره. 1ـ شيوخه: كان لرجالات الجصاص العلمية وتنقله بين الأمصار،أثر كبير في تكوين شخصيته العلمية والأصولية، وخصوصا أنه تلقى العلم على مختلف المشارب،فأخذ الأصول عن الأصوليين،كأبي الحسن الكرخي، والحديث عن المحدثين كعبد الباقي بن مخلد وعلى الطبري ،وأخذ اللغة عن الزجاجي والفارسي ومحمد ثعلب 2 ـ كتبه : يعتبر كتاب " الفصول في الأصول " من آخر مؤلفات الجصاص، ولذلك كان لباقي مؤلفاته ،من شروح ومختصرات ،أثر كبير في بروز هذا الكتاب،حيث اكتسب مهارة ودراية واسعة بدقائق المذهب الحنفي . 3 ـ الكتب الأصولية الموجودة في عصره : كان الجصاص ينقل عن الجامع الكبير لمحمد بن الحسن الشيباني بعض الوقفات الأصولية، مثل قاعدة" العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب " ويشير إلى كتاب عبد الباقي بن قانع في كتابه المشهور في الطبقات وقد اطلع على كتب شيخه أبي الحسن الكرخي الذي تأثر به كثيرا ،كما اطلع على كتاب الرسالة للإمام الشافعي، ودخل معه في مناقشات طويلة، حادة في بعض الأحيان، كما في "باب البيان" فناقش الشافعي في تقسيمه. 3 ـ كتاب "تقويــــم الأدلة لأبي زيد الدبوسي: أ ـ ترجمة المؤلف: هو القاضي عبيد الله بن عمر بن عيسى الدبوسي، نسبة إلى دبوسية ،قرية بين بخارى وسمرقند ، من فقهاء الحنفية وأصولييهم الكبار، وهو أول من وضع علم الخلاف وأبرزه للوجود، وكان يضرب به المثل في النظر واستخراج الحجج، توفي في بخارى سنة 430هـ من مؤلفاته : "تأسيس النظر" ، و"الأمد الأقصى في الحكم والنصائح" ب ـ بيانات الكتاب : حقق الكتاب د. محمود العواطلي في رسالة دكتوراه من الأزهر سنة 1983هـ، وقد طبع هذا التحقيق وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالأردن في أربعة أجزاء. كما حققه د.محمود التوفيق العبد الله ، رسالة دكتوراه بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة سنة 1984هـ ،تحت عنوان "الأسرار في الأصول والفروع ". ج ـ قيمة الكتاب : يعتبر هذا الكتاب أول تدوين لأصول مدرسة سمرقند الحنفية ، كما يعد الكتاب الأول من حيث التميز في الأسلوب والمنهج، إضافة إلى تدوين الكثير من الأقوال للسابقين، والناظر في هذا الكتاب يرى أنه كتاب اجتهاد في الأصول، بين فيه الإمام الدبوسي آرائه واتجاهه في أسلوب سديد ،وتأليف محكم . د ـ منهج الكتاب : من خلال موضوعت الكتاب الكثيرة الواسعة ،يستطيع الباحث أن يتبين منهج المؤلف ،والخطوط العارضة لتقسيماته دون عناء : أولا : التزامه الموضوعية فموضوع الدراسة هو الأدلة ،أو الحجج بقسميها : النقلية والعقلية. بدأ بعرض ودراسة أنواع الحجج الشرعية ، وما يتصل بها من مباحث ،مقدما لها على الحجج العقلية . ثانيا : اهتمامه بتعريف المصطلحات الأصولية في بداية كل بحث ، وغالبا ما يضمنها العنوان ، وحيثما توجد جوانب متفق عليها بين العلماء ،وأخرى مختلف فيها ،فإنه يبدأ بتقرير المتفق عليه بين العلماء ، ثم يتبع هذا أقوال العلماء ومواقفهم في المختلف فيه ، من ذلك الموضوع ، في صورة مجملة، ثم يعود إلى ذكرها بشكل مفصل ،مع عرض مختلف وجهات نظر أصحابها ،واستدلالاتهم ،ثم موقفه من كل منها، ونقض ما لا يراه في عرض مسهب وتحليل تام . ثالثا : اهتمامه كثيرا بالتعريفات الفقهية ،تمثيلا، واستشهادا للمسائل الأصولية المعروضة ، فما ينتهي من فرع تفصيلا وتحليلا حتى ينتقل إلى فرع آخر مشابه، وكثيرا ما يقوده العرض لبعض الفروع ،إلى المقارنة فيما بينها وبين موضوعات أخرى ،في صورة تسلسلية . رابعا : تركيزه على تحليل محل النزاع ، عندما يتشعب الخلاف على غير مورده، وتتوارد الأدلة على غير نقطة النزاع . خامسا : إيجاده تفسيرات وتعليلات منطقية معقولة للأحكام الكلية ،والمسائل الفقهية ،وكل ما يمكن أن يسمى "فلسفة الفقه " أو "الفقه التعليلي" ويدخل في شكله العام "حكمة التشريع"حيث يجعل للحكم مفهوما يعقله كل واحد ، فيسهل عليه فهمه وأداؤه على وجهه. سادسا : عنايته الخاصة بنقل آراء علماء وأئمة الأحناف السابقين ، وتوضيح موقفهم من كل مسألة تعرض لها ، سواء كان رأيا فرديا لواحد منهم ،أو منسوبا لهم بصورة جماعية ، ويتم هذا العرض بتوضيح موقفه لترجيح الصحيح منها في نظره . سابعا : لم يكن دأبه جمع آراء علماء وأئمة الأحناف السابقين فقط ،بل دأب في كتابه على تقويمها وتحريرها ، وإبداء جوانب الصحة أو الخطأ فيها

ليست هناك تعليقات: