الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

أهم الكتب الأصولية المؤلفة في المذاهب الأربعة1

مقدمة. كان الصحابة رضي الله عنهم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم – يرجعون إليه في بيان أحكام الحوادث التي تنزل بهم، فلما توفي صلى الله عليه وسلم كان الصحابة يأخذون حكم حوادثهم ونوازلهم من الكتاب والسنة ، فإذا لم يجدوا حكمها فيهما ، اجتهدوا وأخذوا الحكم عن طريأهم الكتب الأصولية المؤلفة في المذاهب الأربعة ق الاجتهاد بأنواعه، ونهج التابعون ذلك، وزاد أخذهم بفتاوى الصحابة واجتهاداتهم. ثم بعد ذلك كثر الاجتهاد، وكثرت طرقه، ثم أصبح لكل إمام قواعد قد اعتمدها في الفتوى والاجتهاد، وهؤلاء الأئمة لم يدونوا تلك القواعد التي اعتمدوها في اجتهاداتهم سوى الإمام الشافعي، فقد دونها في كتابه الرسالة، فنبه الشافعي أنظار العلماء والباحثين إلى متابعة البحث في هذا العلم، حتى أصبح علم أصول الفقه علما مستقلا، رتبت أبوابه، وحررت مسائله، وجمعت مباحثه، وألفت فيه المؤلفات على اختلاف في الطرق التي اتبعوها في التأليف. وإليك ذكر طرق التأليف في هذا العلم ومميزات كل واحدة. الطريقة الأولى: طريقة الحنفية، وتتميز بأنها تقرر القواعد الأصولية على مقتضى ما نقل من الفروع والفتاوى الصادرة عن الحنفية المتقدمين كأبي حنيفة، ومحمد بن الحسن، وأبي يوسف وابن أبي ليلى، وزفر. وسميت هذه الطريقة بطريقة الفقهاء، لأنها أمس بالفقه وأليق بالفروع، ومن أهم كتب هذه الطريقة: الفصول في الأصول للجصاص، وتقويم الأدلة للدبوسي، وأصول البز دوي. الطريقة الثانية: طريقة الجمهور- وهم المالكية، والشافعية، والحنابلة، والمعتزلة، وتتميز بالميل الشديد إلى الاستدلال العقلي، والبسط في الجدل والمناظرات وتجريد المسائل الأصولية عن الفروع الفقهية، ومن أهم كتب هذه الطريقة: 1- كتب مالكية: التقريب والإرشاد للباقلاني، وأحكام الفصول للباجي ... 2- كتب شافعية: الرسالة للشافعي، اللمع للشيرازي، البرهان للجويني... 3- كتب حنبلية: العدة لأبي يعلى، الواضح لابن عقيل، ... 4- كتب ظاهرية: الإحكام لابن حزم، والنبذ له. 5- كتب على مذهب المعتزلة: العمد للقاضي عبد الجبار ، والمعتمد لأبي الحسين البصري. الطريقة الثالثة: الجمع بين طريقة الحنفية وطريقة الجمهور ، حيث إن من سار على هذه الطريقة حقق القواعد الأصولية، وأثبتها بالأدلة النقلية والعقلية، وطبق ذلك على الفروع، ومن أهم كتب هذه الطريقة: بديع النظام لابن الساعتي، وتنقيح أصول الفقه، وجمع الجوامع لتاج الدين السبكي. الطريقة الرابعة: تخريج الفروع على الأصول، وهي طريقة: ربط الفروع بالأصول، ومن أهم كتب هذه الطريقة: تخريج الفروع على الأصول للزنجاني، التمهيد للأسنوي، مفتاح الوصول لتلمساني. الطريقة الخامسة: وهي طريقة عرض أصول الفقه من خلال المقاصد والمفهوم العام الكلي للتكليف، ومن أهم كتب هذه الطريقة الموافقات للشاطبي. وفي هذا العرض سنتعرض لذكر أهم المؤلفات الأصولية وفق الخطة التالية: مقدمة المبحث الأول: أهم كتب الأصول في المذهب الشافعي: المبحث الثاني: أهم كتب أصول الفقه عند الحنفية المبحث الثالث: أهم كتب الأصول في المذهب المالكي: المبحث الرابع: أهم كتب الأصول في المذهب الحنبلي أهداف العرض: إعطاء لمحة موجزة عن طرق التأليف في علم الأصول. التعريف بأهم الكتب الأصولية المؤلفة في كل المذهب . إبراز الجانب المنهجي و الخصائص و القيمة العلمية لأهم الكتب المؤلفة في كل مذهب. المبحث الأول: أهم كتب الأصول في المذهب الشافعي: ويشتمل على وثلاثة محاور: المحور الأول: جرد لمجموعة من الكتب التي ألفت في المذهب الشافعي في أصول الفقه بصورة مجملة المحور الثاني: الحديث بشيء من التفصيل عن أهم كتب الشافعية. تحدثت في هذا المحور عن: 1. التعريف بالمؤلف 2. بيانات الكتاب 3. نبدة مختصرة عن الكتاب 4. المؤلفات الأصولية لصاحب الكتاب 5. منهج الكتاب المحور الثالث : -جرد ببليوغرافي لكتب أصول الفقه بالمكتبة القديمة للكلية -جرد ببليوغرافي لكتب أصول الفقه الموجودة بسجل الكتب المهداة من طرف الدكتور عبد الوهاب التازي سعود بالمكتبة الجديدة للكلية الطابق الثالث . مدخل: نشأة أصول الفقه وطرق التأليف فيه. كان الصحابة رضي الله عنهم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم – يرجعون إليه في بيان أحكام الحوادث التي تنزل بهم، فلما توفي صلى الله عليه وسلم كان الصحابة يأخذون حكم حوادثهم ونوازلهم من الكتاب والسنة ، فإذا لم يجدوا حكمها فيهما ، اجتهدوا وأخذوا الحكم عن طريق الاجتهاد بأنواعه، ونهج التابعون ذلك، وزاد أخذهم بفتاوى الصحابة واجتهاداتهم. ثم بعد ذلك كثر الاجتهاد، وكثرت طرقه، ثم أصبح لكل إمام قواعد قد اعتمدها في الفتوى والاجتهاد، وهؤلاء الأئمة لم يدونوا تلك القواعد التي اعتمدوها في اجتهاداتهم سوى الإمام الشافعي، فقد دونها في كتابه الرسالة، فنبه الشافعي أنظار العلماء والباحثين إلى متابعة البحث في هذا العلم، حتى أصبح علم أصول الفقه علما مستقلا، رتبت أبوابه، وحررت مسائله، وجمعت مباحثه، وألفت فيه المؤلفات على اختلاف في الطرق التي اتبعوها في التأليف. وإليك ذكر طرق التأليف في هذا العلم ومميزات كل واحدة. الطريقة الأولى: طريقة الحنفية، وتتميز بأنها تقرر القواعد الأصولية على مقتضى ما نقل من الفروع والفتاوى الصادرة عن الحنفية المتقدمين كأبي حنيفة، ومحمد بن الحسن، وأبي يوسف وابن أبي ليلى، وزفر. وسميت هذه الطريقة بطريقة الفقهاء، لأنها أمس بالفقه وأليق بالفروع، ومن أهم كتب هذه الطريقة: الفصول في الأصول للجصاص، وتقويم الأدلة للدبوسي، وأصول البز دوي. الطريقة الثانية: طريقة الجمهور- وهم المالكية، والشافعية، والحنابلة، والمعتزلة، وتتميز بالميل الشديد إلى الاستدلال العقلي، والبسط في الجدل والمناظرات وتجريد المسائل الأصولية عن الفروع الفقهية، ومن أهم كتب هذه الطريقة: 6- كتب مالكية: التقريب والإرشاد للباقلاني، وأحكام الفصول للباجي ... 7- كتب شافعية: الرسالة للشافعي، اللمع للشيرازي، البرهان للجويني..
. 8- كتب حنبلية: العدة لأبي يعلى، الواضح لابن عقيل، ... 9- كتب ظاهرية: الإحكام لابن حزم، والنبذ له. 10- كتب على مذهب المعتزلة: العمد للقاضي عبد الجبار ، والمعتمد لأبي الحسين البصري. الطريقة الثالثة: الجمع بين طريقة الحنفية وطريقة الجمهور ، حيث إن من سار على هذه الطريقة حقق القواعد الأصولية، وأثبتها بالأدلة النقلية والعقلية، وطبق ذلك على الفروع، ومن أهم كتب هذه الطريقة: بديع النظام لابن الساعتي، وتنقيح أصول الفقه، وجمع الجوامع لتاج الدين السبكي. الطريقة الرابعة: تخريج الفروع على الأصول، وهي طريقة: ربط الفروع بالأصول، ومن أهم كتب هذه الطريقة: تخريج الفروع على الأصول للزنجاني، التمهيد للأسنوي، مفتاح الوصول لتلمساني. الطريقة الخامسة: وهي طريقة عرض أصول الفقه من خلال المقاصد والمفهوم العام الكلي للتكليف، ومن أهم كتب هذه الطريقة الموافقات للشاطبي. المحور الأول: جرد لمجموعة من الكتب التي ألفت في المذهب الشافعي في أصول الفقه بصورة مجملة: الرسالة لمحمد بن إدريس الشافعي 204-150للهجرة تحقيق وشرح: أحمد محمد شاكر، دار الكتب العلمية بيروت لبنان،عدد الأجزاء 1، بدون طبعة. اللمع في أصول الفقه، أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي 476-393للهجرة الناشر دار الكتب العلمية، سنة النشر: 1405 للهجرة – 1985م. مكان النشر: بيروت، عدد الأجزاء: 1 البرهان في أصول الفقه: لعبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني 478-419ه دراسة وتحقيق: صلاح بن محمد بن عويضة، الناشر:دار الكتب العلمية بيروت لبنان، الطبعة الأولى: 1418 ه-1997م،عدد الأجزاء اثنان. المستصفى في علم الأصول، محمد بن محمد الغزالي أبو حامد 505-450 الطبعة الأولى: 1356ه، 1937م، مطبعة مصطفى محمد،عدد الأجزاء اثنان المحصول في علم أصول الفقه، فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين الرازي 606-544 للهجرة. دراسة وتحقيق: د.طه جابرفياض العلواني، عدد الأجزاء ستة، بدون طبعة. الإحكام في أصول الأحكام، علي بن محمد الآمدي631-551 طبعة: 1387ه-1968م، دار النشر: دار الاتحاد العربي للطباعة،الكتاب يحتوي على مجلدين كل مجلد يحتوي جزئين. التحصيل من المحصول، سراج الدين محمود بن أبي بكر الأرموي 682-594 دراسة وتحقيق: عبد الحميد علي أبو زيد، مؤسسة الرسالة بيروت لبنان، ط/1: 1408ه-1988م ، عدد الأجزاء اثنان. التمهيد في تخريج الفروع على الأصول، جلال الدين أبي محمد بن الحسن الإسنوي 776-704للهجرة، تحقيق: د. محمد حسن هيتو، مؤسسة الرسالة بيروت، ط/1: 1400ه -1980م ط/1401:2ه- 1981م، عدد الأجزاء:1 جمع الجوامع في أصول الفقه، تاج الدين السبكي 771-727للهجرة دار الكتب العلمية بيروت لبنان، الطبعة الثانية: 2003م- 1424هجرية،عدد الأجزاء:1 إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول، محمد بن علي الشوكاني تحقيق وتعليق: أبي حفص سامي بن العربي الأثري، دار الفضيلة للنشر والتوزيع، ط/1: 1421ه- 2000م. المحور الثاني:الحديث بشيء من التفصيل عن أهم كتب الشافعية في الأصول وجعلتها في ثلاثة هي: الرسالة للإمام محمد بن إدريس الشافعي المستصفى للإمام حجة الإسلام أبي حامد الغزالي الإحكام في أصول الأحكام لعلي بن محمد الآمدي الكتاب الأول: الرسالة للإمام محمد بن إدريس الشافعي التعريف بصاحب الكتاب هو الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي ولد سنة 150للهجرة بغزة الفلسطينية توفي سنة 204 ھ. أقوال الأئمة والأعلام فيه : قال أحمد ابن حنبل رضي الله عنه ماعرفت ناسخ الحديث ومنسوخه حتى جالست الشافعي، وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: ما رأيت رجلا قط أكمل من الشافعي. وحكى الخطيب في« تاريخ بغداد » عن ابن عبد الحكم قال: لما حملت أم الشافعي به رأت كأن المشتري خرج من فرجها حتى انقض بمصر، ثم وقع في كل بلد منه شظية، فتأول أصحاب الرؤيا أنه يخرج منها عالم يخص علمه أهل مصر ثم يتفرق في سائر البلدان. والشافعي أول من تكلم في أصول الفقه، وهو الذي استنبطه، وقال أبو ثور. من زعم أنه رأى مثل محمد بن إدريس الشافعي في علمه وفصاحته ومعرفته وثباته وتمكنه فقد كذب. ولد سنة 150ھ في غزة، وحمل من غزة إلى مكة وهو ابن سنتين فنشأ بها وقرأ القرآن الكريم، وقدم بغداد سنة 195ھ فأقام بها سنتين، ثم خرج إلى مكة، ثم عاد إلى بغداد سنة 198ھ فأقام بها شهرا ، ثم خرج إلى مصر ، وكان وصوله إليها في سنة 199ھ وقيل 201 ھ للهجرة، ولم يزل بها إلى أن توفي يوم الجمعة آخر يوم من رجب سنة 104 ھ للهجرة، ودفن بعد العصر من يومه بالقرافة الصغرى. وقد اتفق العلماء قاطبة من أهل الحديث والفقه والأصول واللغة والنحو وغير ذلك على ثقته وأمانته وعدالته وزهده وورعه ونزاهة عرضه وعفة نفسه وحسن سيرته وعلو قدره وسخائه. نبذة عن الكتاب الشافعي رحمه الله لم يسم الرسالة بهذا الاسم في أول الأمر بل كانت تسمى الكتاب أو يقول كتابي أو يقول كتابنا، ويظهر أنها سميت الرسالة في عصره بسبب إرساله إياها لعبد الرحمن بن مهدي. وكتاب الرسالة أول كتاب ألف في أصول الفقه بل هو أول كتاب ألف في أصول الحديث أيضا قال الفخر الرازي في مناقب الشافعي:كانوا قبل الإمام الشافعي يتكلمون في مسائل أصول الفقه ، ويستدلون ويعترضون، ولكن ماكان لهم قانون كلي مرجوع إليه في معرفة دلائل الشريعة . وفي كيفية معارضاتها وترجيحاتها، فاستنبط الشافعي علم أصول الفقه، ووضع للخلق قانونا كليا يرجع إليه في معرفة مراتب أدلة الشرع .فثبت أن نسبة الشافعي إلى علم الشرع كنسبة أرسطو طاليس إلى علم العقل. منهج الإمام الشافعي في الرسالة بيان أنَّ أي علم شرعي لا بد أن يدور على فلك نص مأخوذ من الكتاب أو السُنَّة. ثم أكَّد أهمية وحجية حديث الآحاد، وكان قد ظهر في عصر الشافعي من يدَّعي أنه يأخذ بالقرآن الكريم وحده ويدع العمل بالحديث الآحاد، فردَّ عليهم الشافعي رداً مفحماً وسمّيَ بذلك نصير السُنَّة النبوية. ثم عقد الشافعي باباً سمّاه الدلالات أي كيف تدل النصوص على معانيها سواء كان المفهوم الموافق أو المفهوم المخالف وكيف نستخرج قواعد القياس على نص في كتاب الله تعالى. وأوضح البيان، أي كيف يمكن أن يكون القرآن بعضه بياناً لبعض وأنّ النص قد يكون عامّاً وقد يكون خاصاً وقد يكون مطلقاً وقد يكون مقيَّداً. والنص المطلق يمكن أن يأتي نص آخر في المعنى ذاته فيقيِّده و يفسِّره. وأوضح أيضاً فيما إذا كان يمكن للسُنَّة أن تخصص القرآن العام أو أن تقيِّده وهل يصح العكس. وخص الجزء الثالث من الكتاب عن مبحث الحجة في تثبيت خبر الواحد، وتكلم عن مباحث لازمة عن أصل الكتاب والسنة التي هي : الإجماع والاجتهاد والقياس والاستحسان، وأقوال الصحابة لحاجتها في التشريع لما يستجد من أحكام ووقائع وبسط بابا سماه الاختلاف ضمن هذا الجزء من الأدلة . الكتاب الثاني : المستصفى للإمام أبي حامد الغزالي . هو الإمام محمد بن محمد بن محمد ابن أحمد الطوسي أبي حامد الغزالي ،ولد سنة 450 وتوفي سنة 505للهجرة.لم يكن للطائفة الشافعية في آخر عصره مثله . اشتغل في مبدأ أمره بطوس على أحمد الراذكاني ، ثم قدم نيسابور واختلف إلى دروس إمام الحرمين أبي المعالي الجويني، وجد في الاشتغال حتى تخرج في مدة قريبة ، وصار من الأعيان المشار إليهم في زمن أستاذه ، وصنف في ذلك الوقت ، وكان أستاذه يتبجح به ، ولم يزل ملازما له إلى أن توفي. فخرج من نيسابور إلى العسكر لقي الوزير نظام الملك فأكرمه وعظمه وبالغ في الإقبال عليه، ثم فوض إليه الوزير تدريس مدرسة النظامية بمدينة بغداد ، فجاءها وبشار إلقاء الدروس بها، ثم ترك جميع ماكان عليه من ذي القعدة 488ھ، وسلك طريق الزهد والانقطاع وقصد الحج. من مصنفاته المفيدة: كتابه الوسيط، والبسيط، والوجيز، والخلاصة في الفقه، ومنها إحياء علوم الدين وهو من أنفس الكتب وأجملها وله في أصول الفقه المستصفى، وله المنحول والمنتحل في علم الجدل، وتهافت الفلاسفة، ومحك النظر ومعيار العلم والمقاصد و «والمظنون به على غير أهله » و «المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى » «ومشكاة الأنوار»و «المنقذ من الضلال ». نبذة مختصرة عن الكتاب يعتبر كتاب المستصفى لأبي حامد الغزالي من أهم كتب أصول الفقه، بل يعتبر ركنا من أركان التأليف في هذا الفن . ولذلك نجد كل الذين يكتبون عن أصول المتكلمين –الشافعية- يستعينون بكلام ابن خلدون في مقدمته، حيث قال: إن أحسن ماكتب فيه المتكلمون: كتاب البرهان لإمام الحرمين، والمستصفى للغزالي، وكتاب العهد لعبد الجبار والمعتمد لأبي الحسين البصري، وكانت الأربعة قواعد هذا الفن وأركانه. كما تنبع أهمية المستصفى من صنيع الرازي والآمدي، حيث اعتمد في كتابيهما المحصول والإحكام في أصول الأحكام على الكتب الأربعة السالفة الذك، ومنها المستصفى . ولاشك أننا نلاحظ كثرة النقول عنه في كتب الأصول بشكل عام. حيث مثل رافدا من روافد مؤلفات الأصول قاطبة. كما أن أهميته تظهر لكونه آخر كتب الغزالي الأصولية، حيث يشير فيه إلى جميع كتبه الأصولية ويحيل عليها. وأهمية المستصفى تتأكد من الترتيب العجيب الذي رتب به صاحبه كتابه، وتتجلى أهميته أيضا في حرية الفكر الموجودة فيه. فلم يكن الغزالي ذلك المقلد الذي يتبع ماكان عليه الآباء والأجداد، إلا بعد الفحص والفقه والتأمل. مؤلفات الغزالي الأصولية: تهذيب الأصول أساس القياس المنخول شفاء الغليل في بيان الشبه والمخيل ومسالك التعليل كتاب المستصفى منهج الإمام الغزالي في كتابه المستصفى قسم الغزالي كتابه المستصفى إلى مقدمة وأربعة مباحث، يقول في كتابه: اعلم أن هذا العلم الملقب بأصول الفقه قد رتبناه وجمعناه في هذا الكتاب وبنيناه على مقدمة وأربعة أقطاب . أما القطب الأول: فهو الثمرة ويقصد بها الحكم الشرعي. أما القطب الثاني: فهو أدلة الأحكام، أما الثالث فهو كيفية استثمار الأحكام من مثمرات الأصول أما القطب الرابع: فهو في حكم المستثمر وهو المجتهد. ومما يجمل ذكره، اهتمام الغزالي الكبير بتحقيق مواضع الخلاف، دون ترديد لمقالات سابقيه، إذ في غير مرة يلاحظ أنه يخرج من الخلاف بألا خلاف هنالك، وأحيانا يقوده التحقيق إلى تغيير النقطة التي يجب أن يكون عليها الخلاف. الكتاب الثالث : الإحكام في أصول الأحكام لعلي بن محمد الآمدي التعريف بصاحب الكتاب: هو الإمام أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد بن سالم التغلبي الملقب بسيف الدين الآمدي، ولد في مدينة آمد سنة 551للهجرة وتوفي في دمشق سنة 631 للهجرة. كان رحمه الله أصوليا، منطقيا، جدليا، متكلما، حكيما. ولد بآمد وأقام ببغداد ثم انتقل إلى الشام ثم إلى الديار المصرية. ثم عاد إلى الشام ونزل بحماة ثم تحول إلى دمشق ودرس بالعزيزية مدة ، ثم عزل عنها لسبب اتهم فيه ، وأقام بطالا في بيته حتى مات في 8صفر وله ثمانون سنة ، ودفن بجبل قاسيون. شيوخه وتلامذته: قرأ القراءات على عمار الآمدي ومحمد الصفار ، وتفقه على ابن المنى وسمع من ابن شاتيل وغيره ، ثم صحب ابن فضلان وبرع عليه في الخلاف. وأخذ عنه القاضيان ابن سني الدولة صدر الدين ومحي الدين ابن زكي. ثناء العلماء عليه: يحكى عن ابن عبد السلام أنه قال: ماسمعت من يلقي الدرس أخسن من السيف، كأنه يخطب وكان يعظمه ، ولو ورد على الإسلام متزندق يشكك فيه ما تعين لمناظرته غيره. وقال سبط بن الجوزي: لم يكن في زمانه من يجاريه في الأصلين وقال الذهبي: قد كان السيف غاية، ومعرفته بالمعقول نهاية، وكان يتوقد ذكاء. مؤلفاته: له نحو من عشرين تصنيفا، منها: أبكار الأفكار في الكلام ودقائق الحقائق في الحكمة. ومنها في أصول الفقه: مؤلفاته الأصولية منتهى السول في علم الأصول الإحكام في أصول الأحكام كتاب الترجيحات منهج الآمدي في كتابه الإحكام قسم الآمدي كتابه إلى أربع مسائل : المسألة الأولى: في مفهوم أصول الفقه ومبادئه وموضوعه وغايته تناول فيه المبادئ الكلامية واللغوية، وأقسام اللفظ ودلالاته، كما بحث موضوع الحقيقة والمجاز والفعل وأقسامه والحرف وأصنافه وعرض لنشأة اللغة وأصلها. المسألة الثانية : في مفهوم الدليل الشرعي وأقسامه وما يتعلق به من أحكام، فبحث مسائل شرعية مختلفة تخص الكتاب الكريم والسنة المطهرة بالخصوص فبحث الخبر،والخطاب وأقسامه فعرض للأمر والنهي وبسط القول فيهما، كما تناول موضوع العموم والخصوص وأدلة التعميم والتخصيص، كما أسهب القول في الإطلاق والتقييد والإجمال والإضمار والتأويل. المسألة الثالثة: في أحكام المجتهدين وأحوال المفتين والمستفتين. المسألة الرابعة: في الترجيحات الواقعة بين الحدود الموصلة إلى المعاني المفردة التصورية والحدود الموصلة إلى التصديقات، تحدث فيها كذلك عن القياس والاجتهاد.

ليست هناك تعليقات: