الثلاثاء، 20 يوليو 2010

في نقد الخطاب السلفي : محمد حسان نموذجاً ( 2 )..

في نقد الخطاب السلفي : محمد حسان نموذجاً ( 2 )..

محمود الفقي :: بتاريخ: 2010-02-03


في قريتي شاب مجدول الخلق عظيم البسطة كان معروفاً بعنف وسطوة وسوء سلوك شديد بلغ حدا لا يطاق. لم تكن تراه إلا حاملا مطواة أو سنجة أو جنزيرا حيث تتكرر معاركه في موقف السيارات في المدينة ، وحيث يدخل بعدها السجن مرات.

كل هذا وأكثر ربما نراه عاديا ومتكررا في بعض الأوقات لكن الذي لا يسعني هضمه هو أن يعتاد ضرب والديه. وقد أعطاه الله قوة جسمانية لا تتوفر لثور إلى حد أن خلع مرة باب الدار وجرى وراء أبيه في الشوارع ، والأب يستغيث حتى كاد يرديه قتيلا بعدما ضربه فسالت منه الدماء.

حضر هذا الشاب قدرا خطبة الجمعة في مسجد التوحيد ومقر الدعوة السلفية في المدينة ، وسبحان مغير الأحوال. لقد كانت خطبة الشيخ ومشهد الملتحين وبكاؤهم سببا عظيما في هدايته وتحوله من القاع إلى القمة.

لقد تحول الوحش الكاسر والمدمن الفاشل إلى طالب علم يدرس الفقه والتفسير والحديث والتجويد ويهتم بعمله ويبر والديه ويسعى للزواج ، وأقسم بالله العظيم أني أخشع لله ويزيد إيماني بمجرد النظر إلى هذا الوحش الكاسر الذي روضه السلفيون فاستحال نسمة رقيقة وعامل بناء لا معول هدم ، وطاقة من الحب والجمال والإنتاج ، وليس معولاً من الهدم أو القبح أو البطالة.

هذا النموذج وغيره آلاف تجعلنا نقدر الدعوة السلفية تقديرا عظيما ، وندعو لها من القلب فقد ثبتت في نفوس الناس جوهرة الإسلام وهي التوحيد ، وجعلت حتى أصحاب المهن البسيطة مثل النقاش والنجار والعربجي والسباك يفقهون دينهم ويسعون لتحصيل العلم الشرعي وهذا إنجاز عظيم.

لقد أصبح الآن في حكم المعتاد أن تجد أصحاب الدبلومات الفنية الذين ما أفادوا من هذه الدبلومات سوى أنها شهادة محو أمية يسألونك بعد ذكرك لحديث ما: ما درجة صحته؟ بينما منذ خمسين عاما مثلا وقبل ظهور الدعوة السلفية في مصر بهذه القوة ربما تجد الكثير من كبار الشيوخ يستشهدون بالضعيف والموضوع. بل سأقول لك عجبا: والله الذي لا إله إلا هو لقد سمعت بأذني ورأيت بعيني وكيل الأزهر الشيخ محمود عاشور يجيب على سؤال عن السيدة آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: هي آمنة بنت وهب بن منبه!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !



أظن الأمر لا يحتمل السهو ، ووالله لو أن الأمر بيدي لعاقبت الشيخ بأن أعيده إلى الوراء ليبدأ من جديد الدراسة في المرحلة الابتدائية قبل أن يكون وكيلا للأزهر. نفس الشيء كنت سأفعله مع الأخ خالد الجندي الذي حصل على لقب: "من علماء الأزهر" بقوة الذراع ، فالرجل له أخطاء بشعة ومضحكة تثبت أنه تذبب قبل أن يتحصرم. فقد سمعته بأذني يقول: مختار الصحاح بتشديد الصاد المفتوحة لا المكسورة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!

والأخطاء كثيرة ، لكن ثمة أخطاء تنبيء عن ضحالة ، وتفضح جهالة لا يمكن تفويتها منها أن الأخ خالد عبد الله في قناة الناس وفي أثناء حصول سيد القمني على التقديرية جاء على الشاشة يسأل الشيخ الحويني: ما حكم من يقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم كذا وكذا؟ أجاب الشيخ: كافر ، فرد خالد: لقد قال ذلك في رواية الحزب الهاشمي. لكن الحزب الهاشمي ليس برواية يا أخ خالد ، وهذا أكبر دليل أنك ما قرأته ، وتلك كارثة أوقعت الشيخ فيها أيضاً.

غير أن هذا ينبغي لنا أن نقيسه من جانب المقارنة بطبائع السلفيين. فالطبع لا يتغير بالالتزام أعني أن البخيل ربما يظل بعد تدينه بخيلا ، وكذلك الجبان مثلا. لكن الذي يظهر أن بعضهم متجهم الوجه وعر الجانب ، تكاد يد السماحة لو مسحت وجهه تعلق بها جهامته. لم يعرف الإسلام يوما مذهبا واحدا في الفقه أو التفسير أو النحو حتى شاعت كلمة طريفة: لولا الحذف والتقدير لفهم النحو الحمير ، ولا أدري أهي مزية أم عيب أن تخلق في دراستي الأزهرية قدرة كبيرة على التأويل والتقدير والخروج من كل المشكلات بحل. وأبرز مثال على هذا ما يتكرر في كتب الفروع (أي الفقه) من كلام المصنف (أي المؤلف) عن مسألة ما: فيها قولان؟

السلفيون لا يعرفون من الفقه إلا مذهب الإمام أحمد وكلام ابن تيمية وابن القيم وشيوخهم فقط ، وأنا في قرارة عقلهم أشعري ضال ، والأدهى أن يتحدثوا عن قامات عظيمة مثل النووي وابن حجر وابن حزم وغيرهم بطريقة غير لائقة أبسطها: إنهم يخطئون في الأسماء والصفات لأنهم يؤولون. لكني مرة أخرى لم أشأ أن أدخل هذا المعترك وأتحدث عن المجاز والتفويض والتأويل حتى لا أسبب فتنة واضطرابا نحن في غنى عنه.



ولما أكدت أن الشيخ محمد حسان واعظ وداعية وليس بعالم أو محقق أو باحث أو فقيه بدليل أخطائه في علم الحديث ، فإني أرجو ألا يظنني أحد مبالغا ، وإلا فليسعك تحقيق بنت الشاطيء لمقدمة ابن الصلاح وهو كتاب عمدة في علم أصول الحديث قد بذلت فيه جهدا جبارا فضلا عن تحقيقها لمسائل نافع ابن الأزرق لابن عباس في التفسير ولغتها الطيعة وبيانها الرائق ومؤلفاتها العظيمة ، وهي امرأة يا أخ محمد ممن ترى ويرى الشيخ الحويني والشيخ ياسر برهامي أن العلم ليس لهن!!

وعود على بدء أقول: هل كنت مبالغا في المقال السابق لأني نقدت في الشيخ محمد حسان تناسيه لغزة؟ طيب أيقارن حسان بناشطي حقوق الإنسان الفرنسيين وغيرهم من الأوروبيين المرفهين الذين باتوا في الشوارع في البرد القارص وتحملوا السحل والضرب لأجل إنقاذ الناس في غزة وإيصال المواد الغذائية لهم. أحسان خير أم جالاوي؟ هل يخشى حسان أمن الدولة؟ سبحان الله ما باله لو لم يكن بهذه الشهرة والثراء؟ هل يتغافل حسان وأصحابه عن جزء كبير جدا في سيرة ابن تيمية الذي يستشهد بكلامه ربما أكثر من الآيات والأحاديث.. هذا الجزء الكبير كله جهاد وعمل وإخلاص لله تعالى في كلمة الحق عند سلطان جائر فعاش الرجل حياته في السجن وما تزوج أربعا من النساء ولا عاش في فيلا ولا رأت عيناه الكاميرات ولا سلطت عليه الأضواء ، وقرع صيته الأسماع؟ لماذا نذهب بعيدا؟ من يكون ابن تيمية هذا بجانب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيسكت عن حال أهل غزة لو وقف على نفس المنبر الذي وقف عليه الأخ محمد حسان؟ أتخشى الفتنة والحاكم يا حاج محمد؟ إبراهيم عيسى وغيره مئات بل وأصغر المدونين يعارضون النظام بشراسة ، ويشتمونه صباح مساء ، ولا تمس شعرة منهم ، ولم أطلب منك سوى أن تدعو لأهل غزة كما دعوت لمن دعاك إلى هناك ، وقدم لك أطايب الطعام ، وجعل تحت قدميك أفخم السيارات يا حاج محمد؟

الشيخ له حس إعلامي مرهف وممتاز في تسويق نفسه فهو خريج كلية الإعلام ، والعجيب أنه وهو سلفي يفرد محاضرة كبيرة ساعة موت ديانا في حادث السيارة الشهير وعنوان محاضرته التي حضرتها بنفسي وسمعته ورأيته فيها كان هو: "فتاة العصر وسيدة القصر" حكى فيها تاريخ حياة ديانا وكونها فاجرة عاهرة ، وعند هوجة موضوع الشفاعة كان يسدد اللكمات لمصطفى محمود لكن بالشتائم وأقلها: ماذا يقول هذا الغبي؟! وقبل ذلك كان يسدد الشتائم لوجدي غنيم وهذا المطرب وذاك الممثل فهل من هدي النبي صلى الله عليه وسلم السباب يا أخ محمد سيما وأن الرجل لم ينكر الشفاعة وإنما كان له فهم قاصر في المسألة فقط ؟ ولماذا صار خطابك الآن هاشا باشا لينا ناعما دبلوماسيا بعدما صرت نجما في سماء الفضائيات؟ الرجل يتحرش بالمطربين والمطربات ويكيل النقد لأم كلثوم فلماذا حلال له هذا ومباح ومعذور هو ألا يتذكر غزة والفلسطينيين؟! وأنا بدوري أسأل: مالنا ومال ديانا أو أم كلثوم؟ الله سيحاسب أم كلثوم وهو واسع الرحمة يا شيخ محمد ثم إن أم كلثوم كانت تدعم الجيش لأجل حرب العبور وكانت ترسل إلى فقراء قريتها سيارات نقل محملة بالبطاطين في الشتاء والطعام والشراب فمن من شيوخ السلفية يفعل هذا؟ أقول بملء في: حسبنا الله ونعم الوكيل.

الإعلام فتنة عظيمة وقع في شركها السلفيون ولو شئت أن تستيقن من كلامي بسيطة: اذهب ليوتيوب واسمع وشاهد بنفسك الشيخ النجم محمد عبد الملك الزغبي – الذي يتحدث اللهجة الخليجية ويحب الاستعراض- وهو يتصل برشيد في قناة الحياة التنصيرية ويمتدحه طالبا منه أن تكون المناظرة بينه وبين زكريا بطرس في قناة كبيرة جدا تليق باسم محمد عبد الملك الزغبي مثل قناة الجزيرة أو في استاد القاهرة ، والحال أن زكريا بطرس بطل من ورق ومريض نفسي وأبسط دليل على هذا أنه يبشر بدينه من خلال البذاءة والسفالة فضلا عن ضحالته علما وفكرا ولغة ، والأخ محمد الزغبي لا يهمه في الأمر سوى قناة تليق باسمه! والأدهى أن يكذب ويصر على الكذب قائلا: لقد شتمتهم وقلت لرشيد أنت قزم ، اخسأ يا قزم بينما يطرب رشيد لهذا الفخ الذي أوقع فيه الشيخ لأنه عرف نقطة ضعفه وكونه محبا للظهور فقال اسمعوه بأنفسكم يمتدحني ويطلب أن تكون المناظرة في قناة تليق باسمه!!
لكن الحق أن هناك من شيوخ السلفية من ركل الدنيا خلف ظهره ولم يفتنه الإعلام وأبرز نموذج على هذا هو العالمان الجليلان أبو إسحاق الحويني والشيخ مصطفى العدوي وعن تجربة وقرب منهما بارك الله فيهما وفي شيوخ الأسكندرية الذين ما فتنتهم الأضواء والمال.

ولربما يظن البعض أني من الإخوان المسلمين ولهذا أنقد الخطاب السلفي ، والحقيقة التي يشهد الله تعالى عليها أني لست من الإخوان المسلمين بل وإني لشديد النقد والهجوم على هذه الحركة في تعاطيها مع السياسة لكني لن أنسى ما حييت أن لحم كتفي من خير الإخوان المسلمين فلم يكن يطرق بابنا بعد موت أبي ونحن نقاسي الفقر والجوع والبرد وننام بغير عشاء ليالي طوال سوى الإخوان المسلمون الذي كانوا يأتوننا بالطعام والشراب والبطاطين والكساء ومصروفات الدراسة ليس أنا فقط بل وآلاف الأيتام في مصر والعالم الإسلامي بطوله وعرضه بينما دابت كعوبنا جريا وراء معاش السادات الاستثنائي وهو ثمانون جنيها لا غير من حكومتنا المجرمة فأنا فداء لهذا الجانب الاجتماعي من حركة الإخوان المسلمين.
وليذهب العلم إلى الجحيم لو جعت ، ولو مت ظمآنا فلا نزل القطر ، ولا أزود الطير عن شجر قد بلوت المر من ثمره ، فالجوع حادي الكفر. لتذهب الحكمة إلى الجحيم لو تصدعت أركان الدولة بالظلم يا حاج محمد فكل الثورات والاضطرابات والفتن منشؤها الظلم والفقر ، وإذا كنت إمامي فكن أمامي.

الشيخ محمد تعود أن يبكي المصلين جميعا بصوته العذب ومواعظه المؤثرة حتى تسمع نحيبا وتشنجا وصوتا بالبكاء عاليا يغلب أصوات النساء الثكلى ويخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم في دفع البكاء وإخفائه ، ثم ما الثمرة: صفر.


نعم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان واعظا لكنه كان أيضا قائدا وناصرا للحق ومدافعا ضد الظلم وكان زاهدا وكان وكان ، ولم يكن يجيد الوعظ فقط. وفي شريط "وفاة الرسول" تسمع بكاء طوال الشريط يتخلله كلام ...أصل الشيخ محمد يحب النبي صلى الله عليه وسلم حبا شديد وقد استحضر ذكريات وفاته صلى الله عليه وسلم وهنا لا تملك إلا أن تخشع. طيب وأين العلم وأين الدروس المستفادة وأين وأين؟ يا أخي أو لم يكفك أنك تنحيت من المسجد جانبا فبكيت؟!


عيب آخر هو أن السلفية قد علموا الناس أننا خير أمة ونسوا بقية الآية والشروط الواجب توافرها حتى نكون خير أمة فتولد عن هذا هوس ديني عظيم يهوى إقصاء الآخر وشيطنته ولو كان من جملة أهل السنة أيضاً فأنا الأزهري مثلا أشعري ضال عندهم. الظاهرة العجيبة هي السلفية على الإنترنت بتعليقاتهم المتعالية المتعالمة في مجملها والأسوأ أنها بذيئة!! العجيب أن أختا من السلفية قد تخطت الخمسين من عمرها تعلق في كل شيء وعن أي شيء بدء من الأهلي والزمالك وممثلة الجنس والإغراء الأمريكية جين فوندا وانتهاء بابن عبد الوهاب وابن تيمية والشيوعيين وكل شيء وأي شيء ، والعجيب أنها تقضي جل وقتها على الإنترنت فتعليقاتها في الصباح والمساء وتتحدث عن نفسها وأمورها الشخصية كثيرا وتناطح هذا وتناكف ذاك وفي الآخر كله عند السلفية صابون.


الأخطر من هذا هو الطريقة الدوجماتيكية بمعنى أن تكون لديك عقيدة في أن الجميع مخطيء وأنت الوحيد المحق والدليل أن شيخا من السلفية يؤمن يقينا ويؤكد أن غزو أمريكا للعراق لم يكن إلا لتنصير المسلمين ولما تعجبت من هذا سيما وأنه نفسه قد عاش في أمريكا أكثر من عقدين من الزمان وناقشته لم يكن لديه من جواب سوى: أنت يا بني تحتاج مسافة وعمرا طويلا من القراءة حتى تعلم هذا الذي أعلمه! ويستدل بهذا الفيديو (فيديو لقناة ألمانية على يوتيوب بعنوان: خطة تنصير العراق) ولما سألت أمريكيا مسلما كان مسيحيا أجابني بعد أن ضحك:
هذا محال فالدين ليس من أولويات السياسة بل هو ألعوبة في يدها والاقتصاد هو المحرك وهناك عوامل كثيرة أبسطها أن جورج بوش الابن كان يريد الانتقام لوالده الذي حاول صدام اغتياله قبل ذلك وما عبارة الشيخ إلا مما نسميه: عبارات استنهاض الهمم والإثارة الدينية Sensational statements وهكذا فالعالم كله يفكر حوله ونحن نفكر في شرنقة الذات الضيقة.

وهكذا يثمر الهوس الديني انغلاقا رهيبا يصل إلى حد القطيعة والخصومة البينة بين العلم الشرعي وبين علوم الدنيا حتى يفسر العلم على أنه حديث وفقه وحسب. والدليل على هذا أن بعضا من طلاب الطب والصيدلة يتحولون إلى دعاة وهذا لا خطر فيه وإنما الخطر أنهم لا ينصرون الإسلام في هذه الثغور التي يتلقى فيها المسلمون الهزائم تلو الهزائم. أعرف شيخا سلفيا كان معيدا في كلية الصيدلة أخلاقه عظيمة ويشهد الله أني أحبه في الله لاستقامته وكونه قدوة في سلوكه لكن علمه الشرعي قليل. ترك الكلية وسافر إلى الولايات المتحدة وعمل مفتيا بمركز إسلامي فيها بأجر كبير وعاد فلا هو أفاد الإسلام والمسلمين في مجال الدواء ولا هو صار عالما شرعيا نحريراً. المشكلة ليست هنا وإنما أنه وجد أن الدعوة عملية مربحة جدا وقد سمعته بنفسي يطمئن أحد زملائي ممن اختارهم ليسافروا مكانه في شهر رمضان إلى أحد المراكز الإسلامية هناك: لا تقلق فقط عليك بالمكث داخل المسجد بعد صلاة العيد لأنه لا أحد يصلي أصلا في المقاطعة ويحضر هنا إلا في الأعياد وبعد صلاة العيد يتفق إداريوا المركز على أن يجمعوا من الحاضرين مبلغا ماليا على سبيل الهدية للشيخ وأنت وحظك فقد يحضر ألفان حيث يمر مظروف على كل واحد منهم فيدفع الواحد منهم إما عشرة أو عشرين دولارا فضلا عن الهدايا. بالفعل عاد صاحبي بملابس أنيقة وأحذية غالية وساعات وتليفونات ومال وفير وظل يحدثني كثيرا وبطريقة متبتلة عن أن الدعوة بدون الإخلاص لا شيء. بالطبع أنا لا أشكك في إخلاصهم على العكس فإني ما رأيت منهم إلا كل خير وخلق نبيل لكني أسأل: إذا كنتم تهيمون بالدعوة ، وتشعرون بالإخلاص فيها فلماذا لم تتوجهوا نحو مجاهل أفريقيا وهي أولى بالدعوة خاصة والتنصير والفقر والجهل فيها أسوأ ما يكون ، وساعتها لن تكونوا بأقل من المبشرين الأوروبيين المرفهين الذين يتركون النعيم في بلادهم ويذهبون إلى مجاهل أفريقيا يداوون ويطعمون الناس ويعطونهم نسخا من الإنجيل!!!!!!!!!!!!!


إنها كلمة قالها رب العالمين سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم الذي هو حبيب الرحمن:
"يا أيها النبي اتق الله"
وللمرة الثانية أقول:
يا ورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله.

ليست هناك تعليقات: