الخميس، 1 يناير 2009

دماؤهم تطهرنا

دماؤهم تطهرنا
د.إمام حنفي سيد عبد الله
كاتب إسلامي
لا شك أن ما يحدث في أرض فلسطين بلاء وابتلاء من الله ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين:(فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)العنكبوت/3،الذين صدقوا في إيمانهم ونجحوا في اختبارهم.
فقد خلق الله الحياة للابتلاء والاختبار، قال تعالى:(خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا).
وقال تعالى:( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)، فقد أحسن الصادقون في جهادهم العمل ونجوا بشهادتهم من رجس ونجس وبلاء
الحياة الدنيا.
وهي سنة لله ماضية وليس المؤمنون بدعا في ذلك ، فقد حدث لهم ما حدث للذين من قبلهم،فصبروا على الأذي والمصائب، قال تعالى(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم، مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله، ألا إن نصر الله قريب)آل عمران/214.
ولقد نصروا الله ورسوله والذين آمنوا:( ولينصرن الله من ينصره)،والنصر حليف المظلوم وحتما الله ناصره، قال تعالى :( إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور، أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله علي نصرهم لقدير) الحج/38،39.
لقد اختاروا فأحسنوا الاختيار وآثروا ما عند الله على هذا الكذب والغرور والوهم، قال تعالى:( إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله، والله غفور رحيم) البقرة/218.
فلاشك أنهم الأبرار وأنهم الأطهار وأنهم الناجون، وهم الذين في روضات يحبرون ، فهنيئا لهم ،
هم أولئك الذين بشرهم ربهم بجنات تجري من تحتها الأنهار، وهم أولئك الذين في رحمة من ربهم وفضل، وهم أصحاب الفوز العظيم، قال تعالى:(وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله اكبر ذلك هو الفوز العظيم) براءة/72.
إن شهداء غزة اختارهم الله فأحبهم وأسبغ عليهم نعمه العظمى فخصهم بالشهادة ،لما علموا فضل المجاهدين بأموالهم وأنفسهم في الآخرة،قال تعالى: (يأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم،تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم، وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب)الصف/10-13.
فليبشر أهل غزة وفلسطين بنصرهم المبين على اليهود أحفاد القردة والخنازير وعبد الطاغوت، فلن ينالوا منهم سوا ما قدر الله لهم ثم يأتي نصر الله ووعده المحقق، قال تعالى:( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)الأحزاب/23.
وهل هناك أفضل أو أحسن من عظيم ثواب الله لمن جاهد في سبيله: (فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا على الآخرة، ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نأتيه أجرا عظيما) النساء/74.
دماء هؤلاء الأطهار تطهرنا، دماؤهم تحيي النفوس التي تدنست واختارت الذي هو أدني على الذي هو خير ، دماؤهم تغسلنا من نفاقنا وكفرنا ، نحن الذين عبدنا العجل ، وسجدنا له، نحن الذين عبدنا المال وكنزناه ، نحن الذين عبدنا النساء والفروج، واستبحنا الحرام وحرمنا الحلال وأخلدنا إلى الأرض، نحن الذين أسأنا الاختيار ورسبنا في الاختبار ووقع علينا العذاب!.
قال تعالى: (يأيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا،وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا،ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما)النساء/71-73.
دماؤهم جاءت لتطهرنا ، دماؤهم لعنة الله على كل ظالم ومنافق وكذاب وكفار أثيم، دماؤهم جاءت في الوقت المناسب لتحيي مواتنا وتوقظ الغافلين.
من بائع ومن مشترى أيها المؤمنون بالله ورسوله ، والمصدقون بوعد الله
ووعيده ، أيها الراغبون فيما عند الله ولم يخلدوا إلى الأرض بأوساخها وأرجاسها
وأنجاسها.
من يرد أبناء صهيون عن إخواننا بغزة وله الجنة، من ينصرهم بنفسه وماله وله الجنة، من يدفع ويدافع عنهم وله الجنة، من من!.
ألا من عمر وخالد وعمرو، ألا من على وطلحة والمقداد،ألا من محب وراغب، ألا من لروحه ونفسه وماله ودمه لله واهب.

ليست هناك تعليقات: