السبت، 3 يناير 2009

غزة وأطماع إسرائيل في المنطقة



غزة وأطماع إسرائيل في المنطقة


الذي لا شك فيه أن إسرائيل دولة استيطانية توسعية ، وما يحدث في فلسطين المحتلة شاهد على أن أطماع إسرائيل لا آخر لها، وربما ظن البعض خطأ أنها ستكتفي بالتهام غزة ولا تفكر في أراضي جديدة تفتحها، فهي دولة قامت على الصراع والتوسع، من النيل إلى الفرات وما أبعد من الفرات ، والمشكلة ليست في أطماعها وإنما في عدم المبالة التي أصابت دول المنطقة، فالكل ينتظر دوره على المذبح بشكل يدعو إلى الدهشة والاستنكار!
قد يكون السبب في ذلك حالة التشرذم والتقوقع والفرقة ، بالإضافة إلى ضعف الحس الوطني والقومي وضياع الخصوصية والذاتية، فالشعوب والحكومات العربية لا ينقصها شيء من عوامل القوة؛ لكي تتخذ موقفا سياسيا وعسكريا رادعا في مواجهة الغطرسة والانفلات الصهيوني، والذي دعاها لضرب غزة وإبادة شعبها أمام الجميع فلا الشرعية الدولة لها قيمة عندها ولا الأمم المتحدة وقراراتها لها وزن فضلا عن شعوب وحكومات المنطقة، وإن كان هناك من الحكومات أو القيادات من أعطاها الضوء الأخضر لإبادة شعب غزة انتقاما منه لاختياره حماس لتكون ممثلة شرعية له في المرحلة الحالية، وليس لديه الصبر والحيلة السياسية والتأييد الشعبي الكافي لإزاحة حماس بطريقة ديمقراطية وشرعية عن المشهد السياسي،أقول فالدور عليه هو الآخر، لأن فاتورة غزة من الضخامة والجسامة بحيث أن الدول العربية والإسلامية مجتمعة قد لا تستطيع دفع ثمنها، لا الآن ولا لفترة بعيدة من الزمن، فقد تتجمد قضية فلسطين لأجل غير منظور، وعلى غير المتوقع لبعض الحالمين في حل القضية بعد سقوط حماس أو نزولها من المسرح السياسي.

فالخريطة العربية في طريقها للتغيير والتعديل، على طريقة تفتيت المفتت وتجزيء المجزأ، بالانتقال من الصراع المذهبي إلي الصراع الطائفي مرورا بالصراع الدولي، ويبدو أن علينا الانتظار لعدم قدرة العرب مجتمعين في صنع القرار ولا حتى المشاركة في تحديد المصير وتعديل المسار!
د.إمام حنفي سيد عبد الله
كاتب إسلامي
com:drimam9@gmail.com

ليست هناك تعليقات: