الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

نظرة الزيدية إلى الرافضة .....

(بحث)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين .
اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و على جميع الصحابة و امهات المؤمنين.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
نظرة الزيدية إلى الرافضة
محمد بن محمد المهدي


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آل بيته وصحابته أجمعين وبعد:
فهذا بحث كان لا بد أن أساهم به نصيحة لله ولرسوله للأئمة المسلمين وعامتهم، وكنت قد كتبته في عام (1423هـ) في مقدمة كتاب (نظرة الإمامية الاثني عشرية بين حقيقة الأمس وتقية اليوم) الذي زبره يراع الأخ/ محمد الخضر - بارك الله فيه - ([1])، والتي سنسلط فيه الضوء على جملة من الأمور، التي تتعلق بموضوع يهم أبناء هذا البلد، الذي يسعى أتباع الفرق المنحرفة - وبخاصة الروافض - إلى غرس مفاهيم تتنافى مع المعتقدات الراسخة والمبادئ التي سار عليها أهل اليمن - سواءً كانوا زيدية أو سنية - من التمسك بالكتاب والسنة.

ذلك أن أصحاب تلك الفرق وجدوا من يتلقاهم بالترحاب من بعض الزيدية، الذين خُدعوا بزيف الشعارات التي يرفعها أولئك كحب آل البيت وغيرها من الشعارات الخادعة، وفات هؤلاء حقيقة نظرة الروافض إليهم قديماً وحديثاً، كما أنه فاتهم حقيقة الصراع بين الفرقتين وبدايته وسببه، وحقيقة نظرة أئمة الزيدية إلى الروافض وهو ما سنسلط عليه الضوء في هذا المبحث.

بداية الصراع بين الفريقين:
بدأ الصراع بين جناحين شيعيين، أحدهما غالٍ والآخر معتدل في حكمه على مخالفيه وفي نظرته إلى قضية الإمامة - قياساً على الجناح الآخر المتشدد والموغل في الخرافة - لقد وقع الانشقاق ثم طال الافتراق بعد رفض الإمام زيد - رحمه الله - البراءة من الشيخين - أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - عندما اشترط عليه الغلاة شرطاً قاسياً لكيما يجاهدوا معه جيوش هشام بن عبد الملك ([2]).

لقد طلبوا منه أن يتبرأ من الشيخين وما كان لزيد ولا غيره من آل بيت النبوة أن ينسلخوا من حلف رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وصحبه وآله فجده رسول الله، وجده علي رضي الله عنه وآل بيته رضوان الله عليهم كانوا عنهما راضين ولهما موالين.

فمنذ أن رفضت تلك الفئة الحاقدة على الصحب والآل نصرة زيد، سُمُّوا الرافضة، ومنذ مرقت بعد النواصب، بدأت الأحكام تصدر منها على الأمة بالتكفير، ولم يسلم منهم معتدلوا الشيعة كالزيدية، بل حتى لم يسلم زيد بن علي بن الحسين رحمه الله من تكفيرهم.

فبعد أن فرغ الرافضة من تكفير الأصحاب والأمة كاملة، عادوا نهمين إلى زيد وأتباعه، فحكموا عليهم بصنوف من الأحكام القائمة على الظلم، فهم عندهم نواصب أو شبههم ونزّلوا فيهم النصوص التي ينـزلونها على أهل السنة، وهي أدلة لا يجوز إنزالها على المسلمين من السنة والزيدية وغيرهم.

وأسرف الرافضة في الحكم على الزيدية ظلماً وعدواناً بصنوف من الأحكام، حتى أنكروا تشيعهم، وجرَّحوا رواتهم، ويكفي لجرح الراوي عند الرافضة كونه زيدياً، وحكموا عليهم بالكفر الصريح حتى قال المجلسي: "كتب أخبارنا مشحونة بالأخبار الدالة على كفر الزيدية وأمثالهم" ([3])، وكفروهم مرات؛ لقولهم بصحة الإمامة في غير الاثني عشر، وكفروا زيداً بخروجه مطالباً بالإمامة لنفسه ([4]).

وأما كلام علماء الزيدية عبر العصور في الرافضة فأكثر من أن يحصر وسوف يرى القارئ بعض هذه النقولات عن الإمام زيد والهادي والمنصور بالله ويحي بن حمزة والمهدي أحمد بن يحيي المرتضى وغيرهم من أئمة آل البيت - رحمهم الله -.

وأرى والله أعلم أن المطلع على كلام الرافضة في هذا الكتاب في الإمام زيد بن على والزيدية والناظر في هذه المقدمة على كلام أئمة الزيدية في الرافضة سيدرك الهوة السحيقة بين المذهبين وسلامة مذهب الزيدية من كثير من الافتراءات التي نسبت إليه بحجة أن الزيود روافض، وسيدرك بهتان أهل الرفض على المسلمين وفضيحة أتباع ابن سبأ في دعوى أن الخلاف بينهم وبين المذاهب الإسلامية إنما هو في الفروع.

أقوال أئمة الزيدية في الفرقة الرافضية:

- كلام الإمام زيد بن علي - رحمه الله - (ت 122 هـ) في الرافضة:
"اللهم اجعل لعنتك ولعنة آبائي وأجدادي ولعنتي على هؤلاء القوم الذين رفضوني وخرجوا من بيعتي كما رفض أهل حروراء على بن أبي طالب - عليه السلام - حتى حاربوه" ([5]).

والسبب في هذا اللعن هو أنهم طلبوا منه أن يتبرأ من أبي بكر وعمر فأبى ذلك فرفضوه فقال: "أنتم الرافضة وقال: الرافضة مرقوا علينا" ([6]).

- كلام القاسم بن إبراهيم (ت 246 هـ):
قال - رحمه الله - في معرض رده على الرافضة بشأن الوصية والأوصياء: "... وما قالت به الرافضة من هذا فقد تعلم أن كثيراً منها لم يقصد فيه لما قصد، أو يعتقد من الشرك بالله في قوله به ما اعتقد، إلا وأن كل ما قالوا به في الله، أشرك الشرك بالله، فنعوذ بالله من الشرك في ربوبيته، والجهل بما تفرد به من وحدانيته هذا، إلا ما أتوا به من الضلال، بقولهم في الوصية، وما أعظموا على الله ورسوله في ذلك من الدعوى والفرية، التي ليس بها في العقول حجة ولا برهان، ولم ينـزل بها من الله وحي ولا فرقان. وما قالت به الرافضة من الأوصياء من هذه المقالة، فهو قول فرقة كافرة من أهل الهند يقال لهم البرهمية... إلخ" ([7]).

- كلام الهادي يحيى بن الحسين (تـ 298 هـ):
أما كلام الإمام يحيى بن الحسين الملقب بالهادي وناشر المذهب الهادوي الزيدي في اليمن في آخر القرن الثالث فهو كثير وطويل في الرافضة إلى حد الحكم عليهم بالكفر والمروق واتباع الشهوات وأنهم حزب الشيطان.

فقد قـال في مسألة من طلق ثلاثاً معاً ومن طلق على غير السنة: إن طلاقه يقع بلا خلاف ثم قــال: "ثم اختلفوا في معنى الطلاق وكيفيته، فقالت شرذمة مخالفة للحق في كل المعاني من الكتاب والسنة، وهي هذه الإمامية الرافضة من طلق زوجته على غير طهر من غير جماع أو طلق ثلاثاً معاً لم يكن ذلك طلاقاً، وكانت زوجته على حالها" ([8]).

وقال: "ولا أعلم أحداً خالف ما روي وقيل به من ذلك غير هذا الحزب حزب الشيطان الخاسر الهالك (الرافضة) عند الله الجائر المحل للشهوات المتبع اللذات المبيح للحرمات الآمر بالفاحشات الواصف للعبد الذليل بصفة الواحد الجليل"، وبعد وصفهم بالتشبيه وإنكار التوحيد وإبطال ما أثبته الله واتباع المثل والفسق قال: "حزب الإمامية الرافضة للحق والمحقين" ([9]).

والهادي - رحمه الله - يسِم الرافضة بتعطيل الجهاد وصدق فلا جهاد عندهم حتى يظهر مهديهم "وقول هؤلاء الإمامية الذين عطلوا الجهاد وأظهروا المنكر في البلاد والعباد" ([10]).

وقال: "وقول هذا الحزب الضال، مما لا يلتفت إليه من المقال لما هم عليه من الكفر والإيغال، والقول بالكذب والفسوق والمحال، فهم على الله ورسوله في كل أمر كاذبون ولهما في أفعالهما مخالفون، وقد جاهروهما بالعصيان وتمردوا عليهما بالبغي والطغيان، وأظهروا المنكر والفجور وأباحوا علانية الفواحش والشرور، وناصبوا الآمرين بالحسنات المنكرين للمنكر والشرارات الأئمة الهادين من أهل بيت الرسول المطهرين.

وهتكوا – يا لهم الويل - الحرمات وأماطوا الصالحات، وحرضوا على إماتة الحق وإظهار البغي والفسق وضادوا الكتاب، وجانبوا الصواب، وأباحوا الفروج، وولدوا الكذب والهروج، وفيهم ما حدثني أبي وعماي محمد والحسن عن أبيهم القاسم بن إبراهيم صلوات الله عليهم أجمعين عن أبيه عن جده عن إبراهيم بن الحسن عن أبيه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبيهم على بن أبي طالب عليهم وعليه السلام عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((يا علي يكون في آخر الزمان قوم لهم نبز يعرفون به يقال لهم الرافضة، فإن أدركتهم فاقتلهم قتلهم الله فإنهم مشركون))" ([11]).

وقال في تحريم المتعة في النكاح من كتابه الأحكام:
"وأبطل الإمامية المستحلون للمتعة ذلك كله، وردوا كتاب الله - سبحانه - رداً وعاندوا الله في حكمه عناداً، وقالوا شرط الإنسان أوجب من حكم الرحمن، فأبطلوا الأنساب بين الوالد والولد والمواريث بينهما، وقالوا لا يتوارث الوالد والولد فأبطلوا بذلك حكم الواحد الأحد الصمد ثم قالوا: لا تورث زوجة من زوجها إن نزل به موت ولا يورث زوج من زوجته إن نزل بها موت، ولا يلزمها عدة تعتدها من ماء زوجها كما حكم الله بذلك عليها فنقضوا الكتاب، وخالفوا في كل الأسباب، فأحلوا ما حرمه وحرموا ما أحله"([12])، وقال في بيان معتقده في رسالة بعثها إلى صنعاء: "وإلى الله أبرأ من كل ثنوي رافضي غوي، ومن كل حروري ناصبي، ومن كل معتزلي غال، ومن جميع الفرق الشاذة، ونعوذ بالله من كل مقالة غالية ولا بد من فرقة ناجية، وهذه الفرق كلها عندي حجتهم داحضة"([13]).

والحق أن الهادي - رحمه الله - أقوى وأصرح في الحكم على الرافضة من أتباعه بالمروق.

فهم كما يرى؛ مستحلون الحرمات كافرون مشركون خارجون على أئمة أهل البيت مساعدون مناصرون لأئمة الجور معطلون للجهاد مفسدون في البلاد.

وهنا أُذَكِّر كل أخ زيدي خدعه الروافض بأساليب تقيتهم ومكرهم أن يراجع نفسه ويعرف حقيقة أتباع (ابن سبأ) كما عرفهم الهادي - رحمه الله -.

- كلام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (تـ 614 هـ)

أما العلامة عبد الله بن حمزة فهو أطول نفسا من غيره في تضييق الخناق على الرافضة.

فقد رد عليهم بالمئات من الصفحات وناقش كل أباطيلهم وترهاتهم وفند أساطير أتباع عبد الله ابن سبأ اليهودي ([14]) وربطهم به.

وأبطل ادعاءهم بورود النص الجلي لتعيين أمير المؤمنين على - رضي الله عنه - أميراً ([15])، وفنَّد أدلتهم في دعوى عصمة الأئمة الاثني عشر ([16]).

وكتاب المجموع المنصوري رقم (1) وهو يربو على (400) صفحة كله يدور حول شذوذهم وانحرافهم ورد ذلك بعلم وعقل فقد أبان انحرافاتهم في شتى مسائلهم، ومنها:
دعوى الإمامة وحصرها في اثني عشر إماماً ([17])، ودعوى العصمة ([18])، ودعوى علم الغيب للأئمة ([19])، ودعوى وجود مهدي في السرداب ([20])، والتقية ([21])، والبداء ([22])، وزندقتهم في دعوى تحريف القرآن ([23])، وتحريف معاني القرآن في تفاسير بعضهم وبيان تناقضهم ([24])، وغير ذلك.

ومما قاله في الرد على قولهم بالرجعة:
"وأما ما ذهبوا إليه من الرجعة فمما لا دليل عليه ولا يجوز لمسلم اعتقاده، ولا يجدون عليه دليلاً يوصل إلى العلم وأما الدليل على بطلانه فلأن المعلوم من دين النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أن من مات فميعاده يوم البعث ولا حياة قبله إلا ما وردت به الآثار في عذاب القبر، فحكم ذلك حكم الآخرة، فإن المعلوم ضرورة من دين النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - خلاف ما ذهب إليه القوم في هذه المسألة فتلحق بالكفريات ويبعد أن يكون خلافاً بين أهل الإسلام" ([25]).

وقال في نفي نسبة تحريف القرآن إلى آل البيت:
"فإنهم رووا عن أهل البيت - عليهم السلام - الذين ادعوا أنهم أئمة سابقون، وأهل البيت - عليهم السلام - لذلك نافون، كما قد منا أشياء تدل على التشبيه الذي نزههم الله عنه، وأشياء تدل على أنهم فسروا كتاب الله بما لا يوافق تحقيقه اللسان العربي، ولا بمجازه، ومثل ذلك لا يعجز العادلين عن الله، والمحرفين لكتابه، وإلى (مثل ذلك) ذهبت الباطنية الملاحدة وكفّرها بذلك جميع الزيدية وكافة الأمة"([26]).

ثم ذكر نماذج من التحريف لمعاني القرآن الكريم عندهم فقال:
"قد صنف التريقي تفسيراً سماه كتاب (التحريف والتنزيل)، فكل ما في القرآن من ذكر الظالمين جعله على ظالمي آل محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، وكل خير جعله الولاية وكل شر جعله أبا بكر وعمر إلا القليل، وكذلك في نوادر الحكمة لأبي جعفر القمي.

وما ينسب إلى رواية الجعابي يرويه بإسناده إلى أبي جعفر محمد بن على الباقر - عليه السلام -، وهذا التفسير الذي زعموا أنه يرويه المهلبي في قول الله - تعالى -: (فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون)، قال: نزلت في علي يوم بدر.

(ادخلوا هذه القرية) قال يريد ولاية علي، (وإذ أخذنا ميثاقكم)، قالوا أبو جعفر: هي الولاية، (ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة)، قال: قد دعوناكم إلى ما دعاكم إليه الرسول ورفعنا فوقكم العذاب لننظر طاعتكم فإن لم يفعلوا قذفنا يعني أمير المؤمنين عليكم.

(ومن يبتغ غير الإسلام ديناً)، يطيع غير علي، (قال عفريت من الجن)، قال: عمر.. الخ.

ثم رد عليهم وعلى تفاسيرهم التي تعني التحريف فقال:
"وهذا قليل من كثير مما هو موجود في تفاسيرهم المنسوبة إلى الأئمة - عليهم السلام -، والله - تعالى -ينـزههم من هذه الأقوال الواهية، والترهات المتلاشية، فكيف يطعن في التفاسير المروية عن العلماء المصححة بالأدلة، ويوجب الرجوع إلى التفاسير التي يضيفونها إلى الأئمة - عليهم السلام - ومعاذ الله أن تكون هذه أقوال أئمة الهدى ومصابيح الدجى" ([27]).

وعند الكلام على المهدي في عدة مواضع من كتابه أثبت خروجه في آخر الزمان من الأحاديث الواردة في أمهات السنة، وأنه سيأتي وأنه يختلف عن مهدي الرافضة بالأوصاف، وأنه لا مكان له يعلم كما يدعي الروافض وهذا المسلك نفس مسلك أهل السنة في ظهور المهدي، ولكن دون تحديد زمن معين لخروجه، وهذا المهدي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، بخلاف مهدي الرافضة الذي يعيد الله له الصحابة ونساء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم – ليقتلهم، والذي يهدم الكعبة ويحكم بحكم داود - كما زعموا -، وكلام المنصور بالله لا يختلف كثيراً عن كلام عامة أهل السنة في خروج المهدي آخر الزمان ([28]).

- كلام الإمام يحيى بن حمزة (ت 749 هـ) - رحمه الله -:
قال الإمام يحيى بن حمزة: "اعلم أن الناس مختلفون في حكم من خالف هذه النصوص على مذاهب خمسة أولها: من قال: إن قصد الرسول - صلى الله عليه وسلم - معلوم بالضرورة فالمخالف فيها يكفر هذا رأي الإمامية والروافض".

ثم ذكر الأربعة الأقوال الأخرى وبعضها أكثر رداءة من بعض، ثم قال: "فهذه الفرق كما ترى مختلفون في أمر الخلفاء، والذي يقضي به الشرع عندنا ونحب أن نلقى الله - تعالى –عليه، ونأمر من وقف على كتابنا هذا وهو طريق السلامة لكل منصف هو أن مخالفتهم لهذه النصوص، وإن كانت قاطعة لا توجب في حقهم كفراً ولا فسقا ً ولا خروجا ً عن الدين، ولا توجب قطع الموالاة فإن إسلامهم صحيح ويدل على صحة ما اخترناه في ذلك - وهو الذي عليه أكابر أهل البيت والمخلصين في اتباعهم وشيعتهم - مسالك"([29]).

ثم ذكر مسالك تبرر اختياره لهذا المذهب الأسلم في أوساط الشيعة خلاصتها:

الأول: أن التكفير أو التفسيق لا يكون إلا بدلالة قاطعة، والإجماع منعقد على ذلك ولم يقم هنا برهان شرعي على ذلك التكفير والتفسيق.

الثاني: أننا نعلم بالقطع والضرورة صحة ديانتهم، وسلامة إيمانهم واستقامتهم على الدين، ومحبتهم لله ورسوله وموالاتهم ونصرتهم.

الثالث: ما جاء عن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - من الثناء عليهم وتبشيرهم بالجنة.

الرابع: ما كان من ثناء أمير المؤمنين على - رضي الله عنه – عليهم، وزجر من تكلم فيه، ثم إن آل البيت من الحسن والحسين وزين العابدين وزيد والباقر والصادق وغيرهم لا يحصون كانوا يثنون عليهم ([30]).

ثم قال الإمام يحيى مبينا المراد الذي لأجله ذكر ما سبق فقال:
الغرض الأول: أن يعلم أن أمير المؤمنين وأكابر أهل البيت السابقين منهم والمقتصدين غير قائلين في أحد من الصحابة بكفر ولا فسق مع مخالفتهم لهذه النصوص القاطعة، وأن مخالفتهم لا تقطع موالاتهم ولا تبطلها.

الغرض الثاني: أن يكون الناظر على فقه من أمره، وبصيرة من دينه في الإقدام على التكفير والتفسيق من غير بصيرة فإن الخطأ في مثل هذا عظيم والإثم فيه كبير.

قال المؤيد بالله - عليه السلام -: ولو قيل لأحد من مدعي التكفير والتفسيق في حقهما أرني أحداً من أئمتنا أنه تبرأ من الشيخين لم يمكنه ذلك أصلاً ولا وجد إليه سبيلاً فضلاً عن القول بالكفر والفسق.

(فحصل) من هذه الروايات التي نقلناها عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعن أمير المؤمنين وأولاده السابقين التولي والمحبة للصحابة - رضي الله عنهم -، وأن أحداً من أهل البيت لم ينقل عنهم بتكفير ولا تفسيق لهما - أي الشيخين -، وهذا هو الأوثق من حال الأئمة السابقين أهل الآراء الصائبة والأذهان الثاقبة، ثم إن لهم بعد القطع بعدم التكفير والتفسيق مذهبين:

(الأول): من صرح منهم بالترحم والترضية عليهم، وهذا هو الأشهر من أمير المؤمنين كما حكيناه ومن زيد بن علي وجعفر الصادق والناصر للحق والسيد المؤيد وغيرهم -، وهذا هو المختار عندنا ونرتضيه لأنفسنا مذهبا، ودللنا عليه وهو أنا ذكرنا أن إسلامهم مقطوع به لا محالة وإيمانهم، وعروض ما عرض من مخالفة النصوص ليس فيه إلا مجرد أنه خطأ في النص، فأما أن يكون هذا الخطأ كفراً وفسقاً فلم تقم عليه دلالة ولا برهان، فإن قيل فأنتم تقطعون بأن هذا الخطأ كبيرة أو تقطعون بكونه صغيرة أو توجبون التوقف فيه)، قلنا: المعاصي ثلاثة أوجه؛ منها ما دل عليه الشرع بكونه كبيرا وهذه (هي)المعاصي التي عليها الحدود..

ومنها: ما لم يرد الشرع فيه بكونه صغيراً ولا كبيراً، فما هذه حاله يقطع بكونه خطأ ولا يقطع بكونه كفراً ولا فسقاً ثم ما هذا حاله، فإنه لا يقطع الموالاة ولا يطرق خللاً في أصل الدين والإسلام بل الموالاة واجبة مع القطع بكونه خطأ.. الخ.

(الثاني): وذكر بعد ذلك مذهب من توقف عن الترضي والدعاء للخلفاء، وكذا من نهى عن تكفيرهم وتفسيقهم ونسب هذا المذهب إلى الهادي ([31]).

وكلام الإمام طويل ومتين، ويدل على ورع وعلى تبحر في العلوم الشرعية والعقلية، وقد عرفت عنه العدالة في حكمه.

وكلامه وهو الإمام الذي قل فن من الفنون إلا وصنف فيه في الرد على الرافضة والجارودية وغيرهما من الفرق ينأى بالمذهب الزيدي وآل البيت من تلك الأكاذيب المنسوبة إلى آل البيت من اللعن والتكفير لخيرة الأصحاب.

ولسنا معه - رحمه الله - في قطعية النصوص على إمامة أمير المؤمنين على - رضي الله عنه - وكذلك لا صراحة في النصوص في اختيار أبي بكر - رضي الله عنه - وإنما اختاره المسلمون إماماً لهم.

فالإمام ابن حمزة أعرض صفحاً عن مذهب الرافضة في الأصحاب والجارودية وغيرهما وأخذ بمذهب آبائه الكرام وصاحب البيت أدرى بما فيه.

يتبع....





اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدين حرباً ، اللهُمَّ فأبطل بأسه.ونكِّس رأسه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوف نُعاسَه. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذناً فصُمَّ أُذنيه. ومن كان عليهِم يداً فشُلَّ يديه.ومن كان عليهم رِجلاً فاقطع رِجليه.


حفيد الصحابة1
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن جميع مشاركات حفيد الصحابة1

#2 11 09 2010, 10:47 PM
حفيد الصحابة1
عضو تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,176





بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين .

اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و على جميع الصحابة و امهات المؤمنين.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.



- كلام مجد الدين المؤيدي (معاصر):
قال وهو يشرح خروج الإمام زيد بن على بن الحسين على الأمويين: "ولم يفارقه إلا هذه الفرقة الرافضة التي ورد الخبر الشريف بضلالها" ([32]).

وقال: "فإن الأمة أجمعت على أن الرافضة هم الفرقة الناكثة على الإمام زيد بن علي"، وقال: "واقتدت هذه الفرقة بسلفها المارقة الحرورية" ([33]).

أما كلام مجتهدي الزيدية من القدماء والمعاصرين فطويل جداً حول الرافضة والجارودية وانحرافهما. وهناك آخرون من العلماء ردوا على الرافضة كابن الوزير والأمير الصنعاني والشوكاني وغيرهم، ويكفي كتاب (محمد بن إبراهيم الوزير) العواصم ومختصره الروض الباسم، وأما الصنعاني الأمير فكلامه مبثوث في نثره وشعره وفي رسائله وهما من آل بيت النبوة، وأما الشوكاني فكلامه طويل الذيول ولو لم يكن له إلا (إرشاد الغبي إلى مذهب آل البيت في صحب النبي) لكفى.

وكم في الزيدية عبر التاريخ من محطمين للرفض والجارودية كالعلامة يحيي بن الحسين بن القاسم في مؤلفاته مثل: الرد على الإمامية، والرد على من زعم أن القرآن ذهب بعضه، والإمام المرتضى محمد بن الهادي يحيى بن الحسين الذي ألف كتاباً سماه (الرد على الرافضة)، و(روضة المشتاق فيما بين الزيدية والاثني عشرية من الافتراق) لأبي القاسم الحميري و(الرد على الرافضة من أصحاب الغلو) للإمام القاسم الرسي، و(الرد على الرافضة) للإمام القاسم العياني، و(الصراط المستقيم في تمييز الصحيح من السقيم) و(الفوارق بين الزيدية والاثنى عشرية) لجعفر بن عبد السلام، و(صيانة العقيدة والنظر عن سب صحابة سيد البشر) لأحمد السياغي ([34]).

وأما المعاصرون: كأصحاب الفضيلة العلماء: أحمد سلامه، ويحيى الفسيل، وحمود الذارحي، والقاضي محمد بن إسماعيل العمراني، والقاضيين محمد وإسماعيل ولدي علي الأكوع، والدكتور عبد الوهاب الديلمي... وغيرهم فكلامهم في متناول اليد وهؤلاء الأصل فيهم أنهم زيود، ولكن خرجوا عن دائرة التعصب، وعرفوا خطر المذهب الإمامي الاثني عشري، واتبعوا ما عرفوا من الدليل، وعلى هذا فالزيدية مجمعون على ذم الرفض إلا من ابتلي منهم فهو المدافع عنه.

وأكتفي هنا بنقل جزء من كلام المقبلي - رحمه الله - يكشف فيه عن خبث الرافضة وتسامح الزيدية وعليه فقس جميع المجتهدين من الزيدية.

قال - رحمه الله -: "رجعنا إلى ذكر الرافضة قال الإمام الأعظم زيد بن علي: (الرافضة حربي وحرب أبي في الدنيا والآخرة مرقت الرافضة علينا كما مرقت الخوارج على علي).

ثم رأيناهم إذا وفد إمامي على هذه الدولة المباركة في اليمن الآن هشوا إليه، وأجهشوا وعشعشوا، وانتعشوا، وقلت للخطيب المشار إليه في خطبة هذه الأبحاث لأنه الذي استقر عليه أساس ذلك المعنى فيما لغيره منه المغنى، أراكم يفد على هذه الدولة المباركة الرجل من الإمامية فكأنما وفد عليكم ملك ومن أصولهم البراءة منكم ومن سائر الفرق الإسلامية، المنكرين للنص على أئمتهم لأنهم أنكروا ما علم من الدين ضرورة بزعمهم، وأن أئمتكم منذ زيد بن علي إلى يومنا هذا رؤساء الضلال والكفر - صانهم الله - تعالى - ويسمون من خالفهم كافراً ومنافقاً، وإذا جاءكم الرجل من أهل المذاهب الأربعة فكأنما رأيتم شيطاناً، ومن أصولهم وأمهات المسائل عندهم ألا يكفر أحد من أهل القبلة، فأخبرني ما هذا؟ فما وجد من الجواب إلا أن قال: الإمامية لم يشتغلوا بنا ولا بأذيتنا وهؤلاء يرموننا بالابتداع، فقلت: أيهما أعظم الرمي بالبدعة مع الشهادة لكم بالإسلام أم الرمي بالكفر واستحلال دمائكم وسبي نسائكم وأبنائكم واغتنام أموالكم؟ فألجم.

ثم قال: ولقد يسري داء الإمامية في الزيدية في هذه الأعصار حتى تظهر جماعة مذهب الإمامية وهو تكفير الصحابة ومن تولاهم صانهم الله وانتموا إلى بعض أولاد الدولة لأنه لا اعتراض عليه وترى ذلك هيناً عند مدعي الفضل، وما هو بهين - والله - بل تراهم من ذَكَر الصحابة عندهم بخير، وإن لم يتظاهروا بكراهيته يلوح عليهم ذلك كما يفعله مقابلهم من سائر المذاهب في حق أهل البيت - عليهم السلام - فإن الشيطان وجدها فرصة إلى التفريق بينهم، ونَقْص فضلاء الأمة من الصحابة والقرابة حتى قل الجمع بينهم بخالص الولاء، وهذا في الفضلاء، وأما الحمقى فيصرحون ويجعلون النصب تولي الصحابة كما جعل أولئك الرفض تولي أهل البيت" أ. هـ كلام المقبلي - رحمه الله - ([35]).

تعليق على كلام المقبلي:

1 - يذكّر كلامه بالعداء التاريخي بين الزيدية والرافضة من أيام الإمام زيد ومن بعده من آل البيت، فقد ذكر بقول الإمام زيد في الرافضة: الرافضة حربي وحرب أبي في الدنيا والآخرة وأن الرافضة كالخوارج في المروق.

2 - وضوح منهج الرافضة في الحكم على الإمام زيد وأتباعه أنهم من أئمة الكفر والضلال.

3 - تعاطف بعض الزيدية مع الإمامية ولعل هؤلاء المتعاطفين من الزيدية ممن مردوا على الجارودية والرفض لا ممن سار على منهج زيد - رحمه الله -، وقد وُجد من وقَع في الرفض من أدعياء الزيدية قوم لهم في العلم والأدب نصيب كالقاضي أحمد المسوري، والحسن الهبل، والمخلافي، ويحيى بن الحسين بن المؤيد، ومحمد بن صالح السماوي الملقب بابن حريوه.

4 - إن جواب الزيدية المتعاطفين مع الإمامية أن الرافضة لم يصيبوهم بأذى، وإنما الأذى من غيرهم هي تقية من الرافضة لسحب البساط من تحت المسلمين سنة وزيدية.

وهذا وللأسف هو جواب بعض الزيدية اليوم، تغافلاً أن الرافضة يكذبون تديناً، ولكن مذهبهم هو هدم المذهب الزيدي والسني، ولأن هناك من أهل السنة من يرد على الزيدية مع عدم شكه في إسلامهم.

وجواب المقبلي قديماً هو جوابنا حديثاً إن الرافضة يكفرون الزيدية وأهل السنة يحكمون لهم بالإسلام وإن انتقدوهم في مسائل.

5 - إن داء الرفض إذا أصاب عبداً لا يكاد يطيق سماع الأصحاب إلا وغشي عليه.

6 - وكذلك النواصب إذا ذُكر لهم أهل البيت امتعضوا ودارت عليهم الدوائر.

7 - ومذهب الفريقين حمق وفضاضة فقد قنع الجهال وهم الروافض أن ولاء الأصحاب نَصْب، كما فهم النواصب أن ولاء آل البيت رَفْض والحق هو ولاء الصحابة والقرابة - رضي الله عنهم أجمعين -.

رقدة زيدية ودهاء رافضي:

وعلى الرغم مما سبق بيانه إلا أن الروافض استطاعوا اختراق الصف الزيدي على حين غفلة من أهل السنة والزيدية في اليمن واشتغال الناس بمعاشهم، وما بقي من وقت عند الصادقين منهم صرفوه في مواجهة الشيوعية والمخربين وصنوف المشككين في الشريعة، ثم تعليم الأمة أمور دينها، فاستغل الرافضة أسلوب الخداع عندهم "التقية" والطيب عند الآخرين فما أن نجحت ثورتهم حتى أخذوا يصدرون خرافاتهم إلى الآفاق باسم الثورة الإسلامية.

والحق أنه قد تأثر بها بعض أهل السنة فضلاً عن الزيدية.

فقد اختلطت الأوراق في الأوساط الزيدية وعلى مستوى كثير من الأُسَر الهاشمية فصار مفهوماً عند البعض أن هناك تلازماً بين حُب الآل وبُغض الأصحاب وأن التشيع ليس فيه أقل من سَب الأصحاب وبغض أهل السنة والمسلمين عموماً.

واستغلت هذه الغفلة سفارات الدولة المصدِّرة لثورتها وملحقاتها الثقافية ومراكزها الطبية في عِدَّة دول، واستغلت المحتاجين فساعدتهم، واستدعت الطلاب إلى جامعاتها وحوزاتها ودرستهم مذهبها، واستغل أئمة الرفض في أكثر من بلد من عرب وعجم شباب الزيدية المهاجرين، فعادوا من رحلاتهم من تلك الديار كالعراق ولبنان، بل وفي أمريكا وأروبا داعين إلى ولاية الفقيه والاثني عشر والعصمة لهم، والتقية.. الخ تلك الضلالات، وهي مصطلحات غريبة عن الفكر الزيدي فضلاً عن الفكر السَُني.

لقد نجح ذلك الاختراق نجاحاً ملموساً أثره باعتراف الزيدية أنفسهم ([36])، وتجلى ذلك الاختراق في مظاهر متعددة في أوساط الزيدية وللأسف ومنها:

1 - تفشى الغلو في سب الصحابة والسلف، وقد أشار قديماً إلى هذا المقبلي في العلم الشامخ، وأما حالاً فهناك غلو عجيب في جرح الصحابة والسلف ([37]).

2 - دعوى حصر الإمامة في الاثني عشر ونسف التأريخ الزيدي في الإمامة، وإلغائه تماماً.

3 - إنكار قصة عبد الله بن سبأ في أوساط الزيدية إتباعاً لمنكريها من الرافضة، ومن نحى نحوهم، مع أنها ذكرت في مصادر أهل السنة والزيدية والإمامية، وما ذلك إلا عندما شعر الرافضة بأن عبد الله بن سبأ هو قدوتهم ـ وبئس القدوة ـ، فقام المتأخرون منهم ينكرون ما أثبته المتقدمون فتأثر بعض الزيدية ([38]) بذلك، فأنكروا وجود عبد الله بن سبأ اليهودي.

4 - إنكار دفاع الإمام زيد عن الشيخين حتى حكم بعض الكتاب الزيود على القصة التي وردت في ذلك بالوضع ([39]).

5 - التمجيد الزائد لأئمة الرفض قديماً وحديثاً من آيات الكيد والمكر المدعوين بآيات الله والثناء المستمر على الخميني الذي لا شك في تكفيره للمسلمين من السنة والزيدية كغيره من أئمة الرفض ويكفي في ذلك الرجوع إلى كتابه (الأربعون حديثاً) الذي ذكر فيه أن الإيمان بإمامة الاثني عشر شرط في قبول الإيمان حيث يقول: "والأخبار في هذا الموضوع وبهذا المضمون كثيرة، ويستفاد من مجموعها أن ولاية أهل البيت - عليهم السلام - شرط في قبول الأعمال عند الله، بل هو شرط في قبول الإيمان بالله والرسول الأكرم، ولا يستفاد كونها شرطاً في صحة الأعمال، كما يستفاد ذلك من الروايات المذكورة في باب عدم وجوب قضاء المخالف عبادته إذا استبصر، عن أبي عبد الله - عليه السلام - في حديث قال: "كل عمل عمله وهو في حال نصبه وضلالته، ثم من الله عليه وعرف الولاية فإنه يؤخر عليه إلا الزكاة فإنه يعيدها؛ لأنه وضعها في غير موضعها؛ لأنها لأهل الولاية، وأما الصلاة والحج والصيام فليس عليه قضاء".

وفي رواية أخرى عن محمد بن حكيم قال: "كنت عند أبي عبد الله - عليه السلام - إذ دخل عليه كوفيان كانا زيديين فقالا: إنا كنا نقول بقول، وإن الله من علينا بولايتك فهل يقبل منا شيء من أعمالنا؟ فقال: أما الصلاة والصوم والصدقة فإن الله يتبعكما ذلك ويلحق بكما، وأما الزكاة فلا لأنكما أبعدتما حق امرئ مسلم، وأعطيتماه غيره) ([40])، والشاهد اشتراط الإيمان بالاثني عشر في قبول العمل، والزيدية والسنة يرون صحة الإمامة في غير الاثني عشر فما حكم أعمالهم الصالحة، وليس هذا فحسب بل الإيمان بالاثني عشر شرط عندهم لقبول الإيمان، ويعني هذا عدم صحة الإيمان بغير الاثني عشر، وفي خبرهم الثاني رجوع رجلين زيديين عن اعتقاد إمامة الإمام زيد - رحمه الله -، هذا هو حكم الخميني في الزيدية وفي غيرهم.

والحقيقة أن نظرة أئمة الرافضة إلى الزيدية في هذا العصر لا تختلف عن نظرة غلاتهم وقدمائهم، وليس الخميني هو المنفرد بذلك من المعاصرين.. بل يشاركه علماؤهم وآياتهم فها هو المولى الحاج/ ميرزا عبد الرسول الأحقاقي الحائري يقول: "الغسل: مسألة (1127) يجب على المسلمين سيما على من هو أولى بالميراث كفاية تغسيل المؤمن الاثني عشري، ومن بحكمه من الأطفال والمجانين.

مسألة (1128) ليس على المسلمين تغسيل الكفار بجميع أقسامهم ومنهم الغلاة والنواصب.

مسألة (1129) المخالف وسائر الفرق الباطلة من الشيعة كالزيدية والواقفية والفطحية والكيسانية وغيرهم فهم كالكفار، لكن الأحوط وجوب غسلهم) ([41]).

ويقول عن الفرق المخالفة الذي عددها صاحبه (.. فالأظهر أنهم كالكفار.. ) ([42]).

6 - انحدار الصحيفة المعبرة عنهم إلى حضيض الإسفاف في الهجوم الذي لا يشبهه إلا هجوم الرافضة على علماء المسلمين، ومصادرهم كالصحيحين وغيرهما، وهذه الصحيفة لو دعت إلى منهج الزيدية لقلنا معبرة عن المذهب؛ أما أن تتفق مع الرافضة ومع العلمانية، ومع الصوفية، بل ومع الباطنية في وقت واحد في عداء أهل السنة والجماعة فغير مفهوم لدينا.

فهل صار هذا هو المذهب الزيدي العقلاني الخارج على الظلمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟!

هل صار عند إخواننا هؤلاء الحكم المسبق أن يتفقوا دائماً في مواجهة إخوانهم أهل السنة ولو كان عدوهم عدواً للإسلام والمسلمين؟!.

انظر كيف تتهم المسلمين بالإرهاب مجاراة للإعلام الغربي الذي لا يفرق بين سُني وشيعي، وبالتطرف كما يقول الغرب وأعدادها مليئة بذلك.

إن الخرافة الصوفية، وأعظم من ذلك خرافات الروافض التي لا تحصى، وأشد من هذا وذاك مذهب الباطنية الذي لم يتردد حكام اليمن وعلماء الزيود في تكفير منتحليه وقتالهم.. أصبحت تلك الخرافات مقبولة عند هذه الصحيفة عند ما يكون هجوم الجميع على أهل السنة والجماعة.

نرجوا الله أن يرد القائمين عليها إلى الصواب، وأن لا يجعل للرافضة عليهم سبيلا ([43]).

لقد حرَّضت هذه الصحيفة على الدعاة إلى الله كل القوى، حتى صارت مجلة النور الإمامية ([44]) أرحم منها بأهل السنة، وفتحت صفحاتها لمنكري النَّسخ في القرآن ومنكري أحاديث الصحيحين بل للمخالفين للمذهب الزيدي نفسه.

والعجب أنها تحاول الجمع بن خرافة الصوفية والإمامية، وعقلانية المعتزلة والزيدية، وذلك شبه مستحيل إن لم يكن مستحيلاً.

إننا ندعو الأخوة القائمين عليها أن يرحموا أنفسهم ويتركوا هذا الشَّغَب على الدعاة إلى الله إن كانوا كما نظن فيهم يعبرون عن مذهب الزيدية في اليمن، أو يعبرون عن الإسلام، وما هو التطرف؟! وما هي الأصولية؟! وما هو الإرهاب الذي يعنيه الغرب؟ هل هو إلا الإسلام فقط؟! ولماذا تدافع الصحيفة عن حزب الله اللبناني وهو إرهابي عند أمريكا؟!! وهل اتفقنا مع الغرب على مصطلح الإرهاب والأصولية والتطرف؟!!!

وأخيراً أذكر الأخوة في الصحيفة بقول الله - تعالى -: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).

6 - الخلط في مسألة الصحابة بين الرافضة، والزيدية، وطمس معالم المذهب الزيدي فيهم، وهم القائلون بعدم جواز سب الأصحاب، والشيخين بدرجة خاصة.

حتى عندما سئل الشيخ / حمود بن عباس المؤيد ـ نائب مفتي اليمن السابق الشيخ أحمد زبارة - عن حكم سب الصحابة، بما فيهم أبو بكر وعمر وأم المؤمنين عائشة - رضي عنهم - قال: إنه لا يعلم الحُكْم.

هذا مع وضوح كلام الإمام يحيى بن حمزة في الرسالة الوازعة ([45]) وآل البيت من قبله في مدح الشيخين، وأن آل البيت لا يطعنون في الصحابة، وأنهم يعتقدون بصحة إمامة الشيخين مع تفضيل علي عليهما، وهذه من مميزات الزيدية على غيرهم من الشيعة، فهل صار السيد / حمود عباس المؤيد - وهو من أكبر المراجع الزيدية في اليمن - يجهل مذهب جده علي، وإماميه الحسن والحسين، وإمام مذهبه زيد.. في الشيخين وفي أمهات المؤمنين حتى يجهل تحريم الطعن فيهم.

وهذا السكوت خطوة خطيرة نحو الرفض ولم يبق إلا خطوة اللعن والسب للحاق بالإمامية ([46]).



يتبع...




اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدين حرباً ، اللهُمَّ فأبطل بأسه.ونكِّس رأسه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوف نُعاسَه. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذناً فصُمَّ أُذنيه. ومن كان عليهِم يداً فشُلَّ يديه.ومن كان عليهم رِجلاً فاقطع رِجليه.


حفيد الصحابة1
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن جميع مشاركات حفيد الصحابة1

#3 11 09 2010, 10:51 PM
حفيد الصحابة1
عضو تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,176





بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين .

اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و على جميع الصحابة و امهات المؤمنين.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.



يقظة زيدية محمودة بعد طول رقاد:

وأخيراً وبعد كل ما حصل من اختراق نتج عنه مظاهر ذكرنا جانباً منها تنبَّه عدد من العلماء والدعاة والشباب في أوساط الزيدية إلى خطورة الرفض في أوساطهم، وسرعة تأثر بعضهم بذلك فبدءوا ببيان معالم مذهبهم وإظهار مكامن الضعف في مذهب الإمامة، ولنترك أحد هؤلاء الزيدية يحدثنا عن الأمر حيث يقول: "ولكن منذ فترة قصيرة بدأ الإمامية محاولة جادة في نشر مذهبهم بين صفوف الزيدية في اليمن وقد نجحوا نجاحاً ملموسا أثره ولكن محدود الانتشار" ([47]).

ثم بدأ يوضح حقيقة مذهب الرفض في الحكم على الزيدية، وغيرهم من المسلمين، فقال: "ثم إن غرورهم اقتصر على بعض الجهلة الذين لا يفقهون، ولعلمنا المسبق بأن الإمامية يرون بأن أئمة أهل البيت وشيعتهم من الزيدية بل كل الأمة الإسلامية كفار.. الخ" ([48]).

وهو بيان تأخر عن وقته ولكن ذلك أهون من ترك البيان، واسمع إلى ما يعلم الزيدية عن الرافضة "لا سيما حينما يعلم أن الإمامية كانوا من أشد الناس على أهل البيت" ([49]).

استقر الاتفاق بين الإمامية على كفر وفسق الزيدية ومن معهم من آل البيت وبقية المسلمين، وجاء قول الخوئي إمام الرافضة في العراق في العقود الماضية: "وإن كان جميعهم في الحقيقة كافرين، وهم الذين سميناهم بمسلم الدنيا وكافر الآخرة" ([50]).

ويتحدث آخر فيقول - أثناء سرده لما أُلف في زيد بن علي - رحمه الله -: (6 ـ زيد الشهيد: تأليف عبد الرزاق الموسوي المقرحم، وهو كسابقه حاول أن يجعل الإمام زيد من الشيعة الإمامية، ومن عسكر جعفر الصادق، وهذا منطق المعتدلين من الإمامية أما قدماء الإمامية وغلاتهم فقد كفروا زيداً وأتباع زيد وكل من قال بالخروج على الظالم، واتهموا كل أئمة الزيدية وأفاضل العترة النبوية الذين خالفوهم القول بإمامة الاثني عشر ([51]).

لقد تطاول الرافضة في اليمن على قلتهم على علماء الزيدية قديماً وحديثاً أحياءً وأمواتاً، حتى اضطر علماء صعدة للتحذير من اثنين من الشباب وُصفا بنقض العهود، وتدريس كتب مخالفة وسب العلماء. وذانك الشابان زيديان، انتحلا الرفض في أوساط الزيدية في صعدة ([52]).

وحتى طعن بعض من انتحل الرفض من بني الأكوع في حوار له مع الشيخ عبد الله صعتر بالمفتي زبارة والدكتور المرتضى المحطوري الزيديين.

لقد بدأت اليقضة في أوساط الزيدية مؤخراً، ولها مظاهر كثيرة منها:

1 - إقامة المراكز العلمية.

2 - نشاط مدارس التحفيظ.

3 - تدريس الفقه.

4 - إقامة الدورات الصيفية

5 - إنشاء المكتبات والتسجيلات الإسلامية.

6 - تأليف الكتب لتبيين موقفهم من الفرق.

7 - طبع كتب أسلافهم من الزيدية.

8 - الرد على الرافضة رداً صريحاً أو مبطناً، وغير ذلك من مظاهر الصحوة الزيدية.

ونأمل أن لا تخترق هذه المحاضن، وتلك الأنشطة من الإمامية، فلو فعلوا لملؤوا القلوب أحقاداً وحولوها إلى أنشطة للرفض، ومحاضن للغلو، ومراكز فرقة بين المسلمين.

دعوة الأخوة الزيدية إلى الحوار:

إننا وبحكم قربنا من إخواننا الزيود، وبحكم دراستنا لمؤلفات محققيهم، قد تبين لنا أن عندهم صدقاً في الحوار، وبعداً عن التقية والكذب الموجود عند الروافض، لندعوا الأخوة أتباع المذهب الزيدي إلى فتح باب الحوار مع أهل السنة، وفي ذات الوقت أدعو أهل السنة إلى التفريق بين الزيدية والرافضة في هذا الباب، فعـند الزيدية كما أسلفنا صدق في الحوار، وبعد عن التقية، والكذب الذي خدع الروافض به قطاعاً من أهل السنة فترة تزيد على خمسين عاما بما سمي بدار التقريب في القاهرة، والتي أطلق عليها العلامة محب الدين الخطيب دار التخريب، والتي لم يكن من ورائها طائل سوى تقريب بعض أهل السنة نحو الرافضة، مع حصول الروافض على فتاوى من شيخ الأزهر شلتوت - غفر الله له - ومن غيره بصحة التعبد على المذهب الجعفري.

بينما الرافضة لم يتزحزحوا خطوة واحدة عن مذهبهم، وما فتئوا ينشرونه في أوساط أهل السنة، ويصدرون الكتب القائلة بتحريف القرآن، وتكفير السلف، وتمزيق الصفوف.

أما الحوار مع الزيدية فلا خطر منه مع التزام الصراحة، وحصر المسائل المطلوب حلها، خاصة والجميع لا يرى التقية في هذا الموقف.

كما أنني أدعو الجميع إلى البعد عن الغلو، والجرح بدون مبرر، وإلى تحديد المسائل التي ينبغي الحوار حولها، وإلى الابتعاد عن الحكم المسبق، وإلى أن يتعالى الجميع عن أساليب التعالي والتجهيل وأن يسمو عن الالتفاف الحزبي المهين، وأذكرهم بأن الحوار مشروع حتى مع غير المسلمين (وجادلهم بالتي هي أحسن..)، (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن..)، فمن باب أولى بين المسلمين بعضهم مع البعض الآخر، وذلك حتى تعود الرافضة إلى جحرها بعد هتك سترها.

تنبيـه!!:
وهنا أذكر الطيبين من السنة والزيدية المخدوعين بحيل الرافضة الزاعمين حرصهم على جمع الكلمة ونبذ الفرقة مع نشرهم مذهبهم بين الزيود والسنة أقول: "إذا كان الإمامية صادقين مع أهل السنة أو الزيدية، فليسمحوا لكلا الفريقين بفتح مراكز لتدريس علومهما هناك في إيران".

فهل يوجد في طهران أو قُم أو شيراز، أو مشهد.. مركز باسم الإمام زيد أو الهادي أو المنصور بالله، أو غيرهم من أئمة المذهب الزيدي، أو المذاهب السنية؟!.

وهل يوجد في مراكز الشيعة في غير إيران كالنجف، وجبل عامل، و الهند... وغيرها مراكز للسنة، أوللزيدية لتدريس الفقه الهادوي، أو الشافعي، أو الحنبلي، أو المالكي، أوالحنفي؟!.

لقد أصبحت الزيدية في بلاد فارس أثراً بعد عين، وذابت الملايين من أهل السنة هناك، وألغيت مراكزهم وهدمت بعض مساجدهم، واعتقل شيوخهم بتهمة الوهابية، والله المستعان.

هذا وإني أجد من المناسب هنا الإشارة إلى بعض الفروق بين الروافض والزيدية ليتضح الأمر و(ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة).

بعض الفوارق بين الزيدية والرافضة:
بعد ذلك العرض المختصر لجانب من الصراع بين الروافض والزيدية كان لزاماً علينا أن نذكر بعض الفروق والاختلافات بينهما حتى يتبين لجماهير الزيدية الهوة السحيقة التي تفصل بين الرافضة من جهة و بقية المسلمين بما فيهم الزيدية من جهة أخرى.

وحتى لا يتم استدراج أبناء المذهب الزيدي إلى الرفض تحت الشعارات المجردة التي يرفعها الروافض وحتى يتضح لجماهير من أهل السنة أنه لا يجوز النظر إلى المذهب الزيدي لمجرد التشيع كما ينظر إلى الروافض الغلاة.

ونحن هنا لا ندعي الإحاطة بجميع الفروق، فالفوارق كثيرة جداً لكن حسبنا أن نذكر أهمها: فمن تلك الفروق:

أولاً: القول بتحريف القرآن:

الزيدية كبقية المسلمين يقولون بأن القرآن الموجود بين أيدينا هو كتاب الله، سالم من التحريف ومن الزيادة والنقصان ([53])، بينما الروافض يقولون بأنه حُرِّفَ وبُدَِل وزيد فيه وأنقص منه، وأن اعتقاد التحريف من ضروريات المذهب، وأنه لو تطرق الشك إلى الروايات القائلة بالتحريف لتطرق الشك إلى بقية أخبار الشريعة.

وكتب القوم طافحة بذلك، حتى أن أحد كبارهم - وهو: (النوري الطبرسي) - ألف كتاباً أسماه (فصل الخطاب بإثبات تحريف كتاب رب الأرباب) جمع فيه أقوال أئمتهم حول هذا الموضوع، مع ذكر المصادر والأئمة والمراجع وقد طبع الكتاب وطار كل مطار.

ثانياً: القول بكفر الصحابة:
يكفر الروافض الصحابة أجمعين كأبي بكر وعمر وعثمان وأمهات المؤمنين وغيرهم، ولا يستثنون إلا خمسة فقط، وأقوال أئمتهم في ذلك أشهر من أن تذكروأكثر من أن تحصر ([54]).

أما الزيدية فعامتهم لا يكفرون الصحابة، ويقولون بصحة إمامة الشيخين، وإن كانوا يطعنون في نفر من الصحابة كمعاوية وعمرو بن العاص وأبي موسى - رضي الله عنهم أجمعين - ويترضون عن عموم الصحابة ([55]).

ثالثاً: القول بعصمة الأئمة:
الروافض يقولون بعصمة الأئمة الاثني عشر، بل ويقولون بتفضيلهم على الأنبياء والمرسلين ([56]).

أما الزيدية فلا يقولون بعصمتهم، وإن كان بعضهم يقول بعصمة علي - رضي الله عنه - ([57]).

رابعاً: حصر الإمامة بالاثني عشر:
حصر الروافض الإمامة في الاثني عشر إماماً المعروفين، وقالوا بكفر من لا يؤمن بولايتهم، وبكفر من ادعاها من غيرهم كائنا من كان، ولذلك اتفقوا على أن زيد بن علي - رضي الله عنهما - إن كان قد خرج داعياً لنفسه فهو كافر، و إن كان خروجه للدعوة إلى الرضا من آل محمد فليس بكافر.

ومما هو معلوم أنه - رضي الله عنه - خرج داعياً لنفسه ([58])، وعلى هذا فهو كافر على مذهبهم.

أما الزيدية فلم يحصروا الإمامة في أولئك الاثني عشر.

وإنما أجازوها في كل علوي فاطمي من البطنين إذا توفرت فيه الشروط ودعا إلى نفسـه ([59]).

خامساً: رفض إمامة الشيخين - أبي بكر و عمر -:
لم يقتصر الروافض على إنكار إمامة الشيخين بل تعدوا ذلك إلى القول بكفرهما ولعنهما، وزعموا أن من مهمات مهديهم إقامة الحد عليهما([60]).

أما الزيدية فمعظمهم يقولون بصحة إمامتهما مع كونهم يفضلون علياً ويقدمونه عليهما ([61]).

سادساً: التقية:
اعتبر الروافض التقية واجباً من الواجبات بمنـزلة الصلاة لا يجوز لأحد تركها قبل خروج مهديهم المزعوم، كما أنهم اعتبروا من لا تقية له لا دين له واعتبروا ممارستها دين سواءً في السراء أو الضراء وكتبهم مملوءة بذلك ([62]).

والروافض في ذلك يخالفون بقية المسلمين بما في ذلك الزيدية الذين لا يعتبرون التقية إلا في الحالات الضرورية التي يسوغ فيها ارتكاب بعض المحرمات لدفع الهلاك عن النفس ([63]).

سابعاً: المهدي الذي في السرداب:
بين الروافض وبقية المسلمين في قضية المهدي بون واسع وفرق شاسع؛ فالروافض يقولون: بأن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري الإمام الثاني عشر عندهم والذي زعموا أنه ولد عام 255 هـ، ودخل السرداب في غيبة صغرى استمرت قرابة 69 عاماً، ثم دخل في غيبة كبرى من عام 329 هـ واستمرت إلى عصرنا هذا، وأنه سيخرج ومعه القرآن الكامل ليقيم الحد على الصحابة، ويقتل ذراري قتلة الحسين ويحكم بحكم داود، ويهدم البيت الحرام وغير ذلك، مع العلم أنه ثبت تاريخياً أن هذا المهدي المزعوم فرية بلا مرية وأنه لم يولد للحسن العسكري ولد وقد اعترف بذلك بعض مفكري الشيعة ([64]).

بينما الزيدية كبقية المسلمين يقولون بخروج المهدي الذي تواترت فيه الأحاديث والأخبار، وأنه سيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً في آخر الزمان وبدون تحديد لوقته كما هو قول أهل السنة، فلا هو موجود في السرداب ومهمته تختلف عن مهمة مهدي الرافضة، فمهدي السنة والزيدية يملأ الأرض عدلاً، ومهدي الرافضة يملئها فساداً ([65]).

ثامناً: مصادر الاستدلال:
تقدم قول الروافض في القرآن الكريم وطعنهم فيه بزعمهم أنه حرف وبدل ونقص وبالنسبة للسنة فهم لا يأخذون بها، ولا يرجعون إليها ويطعنون في مصادرها كالبخاري ومسلم وبقية أمهات الحديث، وبالنسبة للإجماع فلا يعتبرونه حجة إلا إذا كان فيه الإمام المعصوم، فلو اجتمعت الأمة كلها بدون الإمام المعصوم لما كان لاجتماعها حجة.

أما الزيدية فكما سبق لا يطعنون في القرآن، ويأخذون من كتب السنة - وإن كان لهم مصادر أخرى كمسند زيد وبعض الأمالي -، ويقولون بإجماع الأمة، وإن كان إجماع آل البيت عند بعضهم حجة ([66]).

تاسعاً: تكفير المخالف لهم من المسلمين والقول بنجاسته واستباحة ماله ودمه:
الروافض يقولون بتكفير كل من خالفهم من المسلمين وبنجاسته، واستباحة ماله ودمه ([67]).

أما الزيدية كغيرهم من المسلمين فلا يكفرون غيرهم إلا بمكفر إذا توافرت الشروط وانتفت الموانع، ولا يقولون باستباحة دمائهم وأموالهم، ولا يقولون بنجاسة المخالف، وإن كان لبعضهم غلو في هذا كما بينه علامة الآل محمد بن إبراهيم الوزير كما في العواصم، ووجد في بعضهم تأثر بأهل الاعتزال القائلين بالمنزلة بين المنزلتين في حق العصاة.

عاشراً: إباحة زواج المتعة:
انفرد الروافض من بين جميع الفرق بالقول بجوازها ومشروعيتها ([68])، وخالفهم في ذلك جميع طوائف ومختلف الفرق حتى الباطنية، وممن خالفهم الزيدية وجميع المذاهب، وكلام الإمام الهادي في الأحكام - على الرافضة وأنهم أحلوا ما حرم الله في المتعة ونقضوا الكتاب، وقد شنع عليهم - واضح جلي ([69]).

الحادي عشر: التحالف مع أعداء المسلمين ضد المسلمين:
تاريخ الروافض مليء بمظاهرة أعداء الإسلام ضد المسلمين، ولك أن تنظر في التأريخ لتجد ذلك جلياً واضحاً في موقف الطوسي وابن العلقمي، والتحالف مع التتار ضد الخلافة العباسية، وما فعلته الدولة الصفوية من خذلان وطعن للمسلمين من الخلف أيام حروب الخلافة العثمانية مع النصارى في الغرب، وحال أهل السنة في إيران تنادي بأعلى صوت على صدق ذلك، كما في الجزء الثاني من كتاب (وجاء دور المجوس)، وكذلك ذبح حركة أمل للفلسطينيين الأمر الذي عجز عنه حكام اليهود في فلسطين ونصارى لبنان، بل وتعاونت أحزاب الرافضة - وحكومة الرافضة - ضد المسلمين السنة في افغانستان مع كل القوى المعادية للإسلام من صليبية ويهودية وهندوسية وبوذية وما ذلك عن الأبصار بمحجوب.

أما الزيدية فلا يفعلون ذلك، ولا ينسى التاريخ الموقف المشرف من الإمام يحيى بن حميد الدين في رفضه التعاون مع الإنجليز ضد الأتراك في الحرب العالمية الأولى رغم الترغيب والترهيب.

الثاني عشر: من المرجحات عند الروافض مخالفة أهل السنة:
بمعنى أنه إذا كان لديهم قولان في مسألة ما فالراجح عندهم القول الذي يخالف القول المعمول به عند أهل السنة ([70]).

أما الزيدية فلا يقولون بذلك، بل يرجعون إلى طرق الترجيح المعروفة عند الأصوليين.

الثالث عشر: ومن الفروق قول الرافضة بالمسح على الرجلين ([71]):
وكما أشرنا أننا لم نستوعب جميع الفروق فهي كثيرة ومن ذلك على سبيل الإجمال القول بالبداء حيث يقول به الرفض وينكره الزيدية، وكذلك ما يفعله الروافض من سجود لقبر الحسين وضرب الرؤوس بالسيوف والسلاسل حيث ينكر جميع ذلك الزيدية ومن ذلك نظرية الانتظار للمهدي الذي في السرداب ثم نظرية ولاية الفقيه، وتعطيل الجهاد وترك الخروج على الظالم حتى يخرج القائم الذي دخل السرداب مما لا يقول به الزيدية.

تنبيه:
ومما نريد أن نشير إليه هو أننا بذكر الفوارق بين الروافض والزيدية لا نعني أن الزيدية موافقون لأهل السنة في كل شيء لا.

بل الذي نعنيه هو أن على أتباع المذهب الزيدي التنبه إلى الخطر الرافضي وخطر مبادئه ومعتقداته، وأنه يجب عليهم عدم الارتماء في أحضانهم تحت الشعارات الجوفاء - كالدفاع عن المذهب وحب آل البيت الذي هو بالنسبة للروافض شعار فقط وستار لا غير يرومون من وراء رفعه جر الزيدية نحو الرفض.

ونعني أيضاً أن المسافة بين الزيدية وأهل السنة أقرب من المسافة بين الزيدية والروافض.

وإن كان الخلاف حاصلاً أيضاً بين أهل السنة والزيدية في أمور أهمها أن جمهور الزيدية معتزلة في معتقداتها ([72])، وأنهم يقولون بتقديم علي على الشيخين، وأن معظمهم يطعنون في بعض الصحابة (كمعاوية، وعمرو بن العاص، وأبي موسى وغيرهم.... )، وغير ذلك.

ومع ذلك كله فنحن نرى أنهم ظُلِموا بنسبتهم إلى الرفض وعدم التفريق بينهم وبين الروافض، وأنهم ظلَموا أنفسهم وظلَمهم بعض علمائهم المعاصرين بعدم البيان - رغم الحاجة إليه - بالتبرؤ من الروافض ومعتقداتهم، وإنما فعلوا العكس من ذلك حيث تبنى بعضهم كثيراً من أطروحات الروافض في صحفهم وبعض كتاباتهم.

يتبع...





اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدين حرباً ، اللهُمَّ فأبطل بأسه.ونكِّس رأسه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوف نُعاسَه. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذناً فصُمَّ أُذنيه. ومن كان عليهِم يداً فشُلَّ يديه.ومن كان عليهم رِجلاً فاقطع رِجليه.


حفيد الصحابة1
مشاهدة الملف الشخصي
ابحث عن جميع مشاركات حفيد الصحابة1

#4 11 09 2010, 10:55 PM
حفيد الصحابة1
عضو تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,176





بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين .

اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و على جميع الصحابة و امهات المؤمنين.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.





فوائد الرد على الرافضة وبيان حقيقة المذهب الزيدي:

1 ـ براءة المذهب الزيدي مما لصق به من التشويه بجعله كالباطنية أو الرافضة عند البعض جهلاً منهم.

2 ـ قفل الباب على الرافضة الذين يتخطفون عوام الزيدية لظنهم الاتفاق بين المذهبين.

3 ـ اتضاح المعالم للسواد الأعظم من الأمة - وهم أهل السنة -، وتبيُّن حقيقة المذهب وأنه بريء من مذهب أهل الرفض.

4 - المشاركة في رد الباطل المتفق عليه بين أهل السنة و الزيدية، وغيرها من الفوائد.

مكانة آل البيت عند أهل السنة والجماعة:

أن نذكر نبذة مختصرة عن مكانة آل البيت عند أهل المنهج الوسط - أهل السنة والجماعة* - وذلك كما قرره أئمتهم، وذلك قطعاً لطرق المزايدين الذين يدعون حب آل البيت، وهم أكثر من جر الويلات عليهم وجلب المتاعب لهم فنقول:

معنى الآل في اللغة ـ أصلها من أول والأول ـ الرجوع، آل الرجل أهله، والتزمت العرب إضافته فلا يستعمل مفرداً إلا نادراً، والتزموا إضافته إلى الظاهر فلا يضاف إلى مضمر إلا نادراً.

وإذا قيل آل فلان فهل يدخل فيهم فلان أم لاـ قال ابن القيم إن أفرد دخل فيه المضاف إليه كقوله - تعالى -: (ادخلوا آل فرعون أشد العذاب)، وأما إن ذكر الرجل ثم ذكر آله لم يدخل فيهم ففرق بين المجرد والمقرون.

-• اختلف في آل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على عدة أقوال - واحتوى كل قول على أقوال - و الصحيح منها: أنهم الذين حرمت عليهم الصدقة ثم أزواجه وذريته من بعده.

- هل أزواجه - صلى الله عليه وسلم - من آله، فيه خلاف والصحيح أنهن من آله بدلالة القرآن والسنة.

خصائص أهل البيت ومناقبهم:

أولا: خصائصهم:

1) تحريم أكل الصدقة عليهم فقد ورد في مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: ((إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس، وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد)).

2) إعطاؤهم خمس خمس الغنيمة، وخمس الفيء: قال تعالى: (واعلموا أن ما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى..).

قال ابن عاشور (وذلك إكراماً من الله لآل بيته لأن الله حرم عليهم الصدقات فلا جرم أنه أغناهم من مال الله).

3) أنهم لا يرثون النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: فقد جاء في الصحيحين أن فاطمة - رضي الله عنها - أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها، فقال لها: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: ((لا نورث، ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال)) - يعني مال الله ".

4) فضل النسب وطهارة الحسب:

وذلك بمقتضى اختيار الله لهم كما قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم)).

ثانياً: مناقبهم:

أ) المناقب العامة:

1) تخصيصهم بالصلاة عليهم كما في الصلاة.

2) وصية الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - كما في قوله: ((أذكركم الله في أهل بيتي)).

ب) مناقب وفضائل خاصة ببعض أهل البيت:

جاء في فضائل علي - رضي الله عنه - وفي فضائل أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن - وفي فضل فاطمة والحمزة والحسن والحسين والعباس وجعفر - رضي الله عن الجميع -، ومن ذلك على سبيل المثال:

أولا: ما ورد في فضل أمير المؤمنين علي -رضي الله عنه-:
روى البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال يوم خيبر: ((لأعطين الراية غداً يفتح الله على يديه؛ يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله))، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، قال فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كلهم يرجوا أن يعطاها، فقال: ((أين علي بن أبي طالب))؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينه قال: ((فأرسلوا إليه))، فأتى فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال: ((انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)).

ثانيا: فاطمة - رضي الله عنها -:
روى البخاري في باب مناقب فاطمة - رضي الله عنها -: عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: ((فاطمة سيدة نساء أهل الجنة)).

ثالثا: الحسن والحسين - رضي الله عنهما -:
روى الترمذي بسنده إلى البراء بن عازب -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أبصر حسناً وحسيناً فقال: ((اللهم إني أحبهما فأحبهما)).

وروى أحمد بإسناده إلى أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)).

رابعاً: علي بن الحسين - رحمه الله تعالى -:
قال عنه يحيى بن سعيد: "هو أفضل هاشمي رأيته في المدينة" ([73]).

وقال الزهري: "لم أر هاشمياً أفضل من علي بن الحسين" ([74]).

وقال محمد بن سعد: "كان ثقة مأموناً كثير الحديث عالياً رفيعاً ورعاً" ([75]).

خامسا: محمد بن على (الباقر) - رحمه الله -:
قال ابن سعد: "كان كثير العلم والحديث" ([76]).

وقال الصفدي: "هو أحد من جمع بين العلم والفقه والديانة" ([77]).

وقد اتفق الحفاظ على الاحتجاج به كما نص على ذلك الذهبي ([78]).

سادساً: زيد بن علي بن الحسين - رحمه الله -:
قال عنه الذهبي: "وكان ذا علم وجلالة وصلاح.."([79]).

سابعاً: جعفر بن محمد (الصادق) - رحمه الله تعالى -:
قال عنه أبو حنيفة: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد ([80]).

وقال أبو حاتم: ثقة لا يسأل عن مثله([81]).

وقال الذهبي: جعفر بن محمد الصادق سيد العلويين في زمانه وأحد أئمة الحجاز لم يلحق الصحابة ([82]).

ثامناً: موسى بن جعفر(الكاظم) - رحمه الله -:
قال فيه أبو حاتم الرازي: "ثقة صدوق إمام من أئمة المسلمين"([83]).

وقال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية: "وموسى بن جعفر مشهود له بالعبادة والنسك"([84]).

وقال الذهبي: "كان من أجواد الحكماء ومن العباد الأتقياء" ([85]).

تاسعاً: علي بن موسى (الرضا) - رحمه الله -:
قال عنه الذهبي: "كان من العلم والسؤدد بمكان".

عاشراً: محمدبن على (الجواد) - رحمه الله -:
كان يعد من أعيان بني هاشم وهو معروف بالسخاء والسؤدد ([86]).

وقال البغدادي: "وقالوا (أي أهل السنة) بموالاة جميع أزواج رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - واكفروا من أكفرهن أو أكفر بعضهن، وقالوا بموالاة الحسن والحسين والمشهورين من أسباط رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كالحسن بن الحسن، وعبد الله بن الحسن، وعلي بن الحسين زين العابدين، ومحمد بن علي بن الحسين المعروف بالباقر وجعفر بن محمد المعروف بالصادق، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى الرضا، وكذلك سائر أولاد علي من صلبه كالعباس، وعمر، ومحمد بن الحنفية، وسائر من درج على سنن آبائه الطاهرين) ([87])، وغير ذلك مما لا تتسع هذه الإشارة إلى سرده، ويمكن الرجوع إليه في كتب السنة كالبخاري ومسلم وبقية كتب الحديث وكتب التفسير والتأريخ وغيرها من مؤلفات أئمة أهل السنة والجماعة.

وعليه فيمكن القول أن أهل السنة والجماعة يحبون آل البيت ويجلونهم ويرون أن المؤمن منهم له حقان: حق الإيمان، وحق القرابة من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، ويتبرؤون من طريق الروافض الذين يغلون فيهم، ومن طريق النواصب الذين يؤذونهم، ويحفظون فيهم وصية نبيهم ويعظمون قدر زوجات النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -.

خاتمة:
وفي نهاية هذه المقدمة أحب أن أنبه على أمرين اثنين:

الأمر الأول: ستقابل هذه الرسالة من قبل البعض بأن في نشرها نشراً للفرقة والطائفية والمذهبية، وهؤلاء القائلون بهذه المقالة ضربان من الناس:

الضرب الأول: العلمانيون المتخمون في التهام أفكار الغرب والمقصرون في فهم الإسلام والواجب على هؤلاء أن يقبلوا على أنفسهم، ويصلحوا وضعهم، ويصححوا تصوراتهم ونظرتهم إلى الإسلام والمسلمين قبل أن يتندروا بذكر اختلاف المذاهب والجماعات.

والضرب الثاني: الموغلون في الرفض والداعون إليه بشتى الوسائل ليلاً ونهاراً سرّاً وجهاراً إلا في الحالات الداعية إلى التقية.

وهذا الضرب يقال له: إنك أنت الذي كنت من أعظم الأسباب في نشر الخلاف وطبع الكتب لبيان الصواب.

فها أنتم أولاء تقتحمون حصون أهل السنة والزيدية على حين غرة وطيب نفوس وسلامة صدور منهم وتحلون محلهم، وأنتم الناشرون لكتب الرفض والباطنية، فانصحوا أنفسكم قبل نصح المدافعين عن بنيانهم، ثم كيف تنتقدون الرد وأنتم سبب الفرقة والردود.

الأمر الثاني: قد يتوهم بعض القراء أن كاتب المقدمة استخدم أسلوب استعطاف للزيدية، وهوّن من الخلاف بين الزيدية وأهل السنة في مقابل الرافضة.

ولهؤلاء أقول: إنني معروف لدى الجميع أنني من أهل السنة، وأرجو الله القبول، ولست في واد أراوغ فيه زيدياً أو سنياً، ولست بحاجة إلى شهادة أو تزكية حتى أقول ما أعتقده من هذا أو ذاك.

وإنني أمقت أشد المقت أسلوب التقية والمراوغة الحزبية، وأنحى باللائمة على الغلاة في رفض الحوار سواءً من الزيدية أو ممن يرفض الحوار معهم بحجة أن بيننا وبينهم خلافات.

والحق أن تصدر الغلاة هنا وهناك سوف يغلق باب التفاهم ويضع بين المسلين ألف حجاب.

إن خلافنا مع المعتزلة خلاف حاصل لا مجال لإنكاره، ولكن أن نلتقي معهم ونجاهد معهم الكفار لا غبار عليه، بينما لا نأمن الحوار مع الروافض لوجود التقية والكذب والخداع، ولا نأمن معهم القتال للكفار إذ عودونا الطعن من الخلف عبر التأريخ من لدن ظهورهم إلى يومنا هذا.

وعلماء الجرح والتعديل عندما تكلموا في الرواة والشهود لم يجعلوا أسباب الجرح متساوية بل متفاوتة، فهناك مجروح ببدعة مكفرة، وهناك بدعة مفسقة، وهناك داع إلى البدع، وهناك مبتدع ليس بداع، وهناك مبتدع ينتحل الكذب كالرافضة والخطابية، وهناك من يروي ليقوي بدعته فله حكم خاص به.

وبالرجوع إلى الميزان ولسانه، وتهذيب التهذيب وسير أعلام النبلاء، وتوضيح الأفكار وشروح ألفية العراقي في المصطلح في باب الجرح والتعديل، وتدريب الراوي وشروح مقدمة ابن الصلاح والكامل لابن عدي، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم وغيرها مما كتب قديماً وحديثاً حول الجرح والتعديل - بالرجوع إلى تلك المصادر يهون على المعترض ما طرحت ويدرك مسلك أهل الحديث والأثر في التعامل مع فرق الأمة، وأن هناك تفصيلاً في التعامل مع المخالف وإعطاء كل ذي حق حقه، فما الذي يدعو إلى التزلف للزيدية أو يدعو إلى ترك الحوار معهم، وعلى كل حال هذه نظرتي ومبلغ اطلاعي على كتبهم، واحترامي لعلمائهم وأئمتهم، وهو القدر الذي يجب شرعاً لكل مسلم على أخيه، وإن خالفه في مسائل، وما أنا بحاجة إلى إخفاء سلفيتي وسنيتي، ولكن أرجو من الله أن يرزقني العمل بما عمل به السلف الصالح، وأن آخذ الحق من أهله وأرد الخطأ على ذويه.

وكما سبق أن أسلفنا: البون واسع جداً بين أتباع الإمام زيد والاثني عشرية، والدول الزيدية التي قامت منذ وصول الهادي إلى اليمن تـ(298هـ)إلى نهاية حكم الأئمة عام(1382 هـ) دول قامت بالإسلام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومدت يدها للمسلمين هنا وهناك للتعاون معهم، ولم تعرقل الفتوحات الإسلامية، وكان من الشروط المطلوب توفرها فيمن يتولى الحكم فيها شروط عظيمة من العلم حتى مرتبة الاجتهاد مع الشجاعة والعدل، وإن وقع آحادهم في الظلم.

هذه الدول تختلف عن الدول الرافضية: والدولة الصفوية مثال لذلك؛ حيث أجبرت الناس على تبني الرفض وحاربت الدولة العثمانية وأخرت الفتوحات الإسلامية.

ودول الرافضة ووزراؤهم في الخلافة العباسية وأحزابهم وفصائلهم كانوا وراء إسقاط الخلافة. وأحزاب الرفض وفصائله في تحالف مع أعداء الله، وما حرب أمريكا للعراق وأفغانستان، وموقف الروافض على مستويات أحزابهم ومعارضيهم وأنصارهم في التحالف عنا ببعيد.

فالزيدية إلا من انتحل الرفض منهم في منأى عن هؤلاء وأمثالهم.

أفلا يسوغ بعد ذلك الحوار معهم والأخذ والرد؟! إن هذا لشيء عجاب.

نعم قد أشرت إلى أن جمهور علماء وأئمة الزيدية اختاروا الاعتزال وعطلوا الصفات وغلبت عليهم العقلانية، وهذا مردود لأنه مخالف لمنهج السلف، وقد أشرت إلى وجود خلاف بيننا ولم أنكر ذلك أبداً، وإنما يحمد للزيدية مزايا متعددة في مذهبهم، وهل الروافد السلفية في اليمن في العصور المتأخرة إلا من الزيدية بعد التحرر من ربقة التقليد.

والحمد الله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وصحبه.

ــــــــــــــــــــــ

بتصرف يسير.

([1]) نشر هذا الكتاب مركز الإيمان الخيري للشريط الإسلامي ـ إب ـ اليمن عام 1423هـ [الطبعة الأولى] قبل ظهور فتنة الحوثي في صعدة بسنتين.. قامت بنقله بعض الصحف اليمنية أثناء ظهور التمرد الحوثي في مدينة صعدة على حلقات متتالية.

([2]) المنية والأمل للإمام المهدي أحمد بن يحيي المرتضى (ص 100- 103) ـ تحقيق الدكتور محمد جواد مشكور ـ طبعة دار الندى.

([3]) بحار الأنوار 37 / 34.

([4]) مرآة العقول للمجلسي: الجزء الثاني ص277 ما نصه: (ولا شك أن الزيدية يعتقدون أن الإمام زيداً خرج داعياً إلى نفسه، وخرج على الظلمة كما يقولون في القاعدة فهو على هذا المذهب كافر).

([5])رسائل العدل والتوحيد 3/76 نقلا عن التحف شرح الزلف.

([6])سير أعلام النبلاء 5 / 389.

([7])نقل بنصه و بحروفه من (الرد على الرافضة ـ رسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي) تحقيق ودراسة إمام حنفي عبد الله ص 94 ـ دار الآفاق العربية ـ الطبعة الأولى 1420 هـ ـ 2000 م.

([8]) الأحكام في الحلال والحرام للهادي 1/444.

([9]) المصدر السابق 1/ 454.

([10]) المصدر السابق 1/ 454.

([11]) المصدر السابق 1 / (445 ـ 455).

([12]) المصدر السابق 1 / 354.

([13]) تعليقات على الإمامة عند الاثني عشرية ص 100 لعبد الله بن محمد إسماعيل وهذه الرسالة أرسلها الهادي - رحمه الله - إلى أهل صنعاء، وانظر كلام المرتضى في شرح المنية والأمل عن الرافضة ص (100-102).

([14]) العقد الثمين ص (46 ـ 47).

([15]) المصدر السابق(48 ـ 54).

([16]) المصدر السابق ص (147 ـ 156).

([17]) المصدر السابق ص (112 ـ 118) ـ تحقيق الأستاذ عبد السلام الوجيه.

([18]) المصدر السابق ص (147 ـ 156).

([19]) المصدر السابق ص ( 161 ـ 167).

([20]) المصدر السابق ص (194 ـ 119).

([21])المصدر السابق ص (305 ـ 307).

([22]) المصدر السابق ص (184ـ 194).

([23]) المصدر السابق ص (158 ـ 168)، ومن ص (311 ـ 319).

([24])المصدر السابق ص (394 ـ 300 و 334 و 333 و 345) وقد ذكر تناقضاتهم في مسائل متعددة تتعلق بالإمامة وما يدور حولها وأظهرهم بعقول سخيفة.

([25]) المصدر السابق ص (180).

([26]) المصدر السابق ص(311).

([27]) في المصدر السابق ص 194 ـ 119.

([28]) المرجع السابق 194/225.

([29]) الرسالة الوازعة للمعتدين عن سب صحابة سيد المرسلين بشرح الشيخ مقبل الوادعي - رحمه الله - ص(90 ـ 103)، والمراد بالنصوص التي يريدها المؤلف الأدلة الشرعية المحددة الإمام علياً - رضي الله عنه - أميرا للمؤمنين كما يرى الشيعة.

([30]) المصدر السابق 103 ـ 184.

([31]) المصدر السابق 186 وهناك في رسالة الهادي إلى أهل صنعاء قطعة نثرية يقول فيها: "ولا أنتقص أحداً من الصحابة الصادقين والتابعين بإحسان المؤمنات منهم والمؤمنين أتولى جميع من هاجر ومن آوى منهم ونصر فمن سب مؤمنا عندي استحلالاً فقد كفر ومن سبه استحراماً فقد ضل عندي وفسق" الخ سجعه، وانظر (تعليقات على الإمامة عند الاثني عشرية) ـ عبد الله محمد إسماعيل ـ ص (100) (فهو يوالي المهاجرين والأنصار الذين ماتوا على الإيمان) كما في بقية كلامه.

([32]) التحف ص (68).

([33]) المصدر السابق.

([34]) ذكرها وغيرها.. الأستاذ عبد السلام الوجيه في تراجم أصحابها في كتابه أعلام المؤلفين الزيدية.

([35]) العلم الشامخ: ص 106.

([36]) تعليقات على الإمامة عند الاثني عشرية. تأليف عبد الله محمد إسماعيل: ص 2.

([37]) وقد ظهر هذا في صحف محسوبة على المذهب الزيدي مثل: صحيفة (الأمة) الصادرة عن حزب الحق، وصحيفة (البلاغ) التي يرأسها عبد الله بن إبراهيم الوزير.

([38]) وانظر على سبيل المثال تعليق الأستاذ عبد السلام الوجيه على(العقد الثمين) ص (46 ـ 47) فقد أنكر قصة بن سبأ جريا وراء الرافضة ومن لف لفهم، مع أن المهدي - رحمه الله - ذكر أن سبب تسمية الرافضة بهذا الاسم لكونهم رفضوا نصرة زيد، أو لتركهم نصرة النفس الزكية، وانظر المنية والأمل ص (24)، وقصة عبد الله بن سبأ مذكورة في كتب أئمة الزيدية التي حققها الأستاذ عبد السلام الوجيه نفسه، وهي كذلك في عشرات المصادر الشيعية (ذكر السيد حسين الموسوى في كتابه لله ثم للتأريخ (10ـ13) عشرين مرجعاً شيعياً تؤكد وجود عبد الله بن سبأ منها: معرفة أخبار الرجال للكشي 70ـ 71، وفرق الشيعة للنوبختي32ـ44، وتنقيح المقال للماقاني2/182ـ184، والمقالات والفرق للقمي20، ومن لا يحضره الفقيه للصدوق1/229، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد5/5، والأنوار النعمانية2/234، وغيرها، وكذلك في عشرات المراجع السنية، وقد ذكر المهدي كذلك دفاع زيد - رضي الله عنه - عن الشيخين - رضي الله عنهما -، وتسميته للرافضة بهذا الاسم في شرح المنية والأمل ص (100- 101).

([39]) الأستاذ عبد السلام الوجيه في تحقيقه للعقد الثمين ص (112).

([40]) الأربعون حديثا ص 632، 633 ـ الإمام الخميني ـ تعريب: محمد الغروي ـ سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق.

([41]) أحكام الشريعة المجلد الأول في العبادات. الطبعة الثانية. لجنة النشر والتوزيع. جامع الإمام الصادق - عليه السلام -. دولة الكويت ص 223.

([42]) أحكام الشيعة المجلد الأول الجزء الأول والثاني في العبادات. لجنة النشر والتوزيع. جامع الإمام الصادق - عليه السلام -. دولة الكويت ص181.

([43]) المراد بالصحيفة هي صحيفة الأمة وانظر بعض الأعداد (148، 68، 153، 154، 138، 158، 132، 124،.. الخ).

([44]) وهي مجلة شهرية تصدرها مؤسسة الخوئي في لندن والقائمون عليها إمامية عراقيون.

([45]) الرسالة الوازعة ص (90 ـ 100).

([46]) وهذه الفتوى نشرتها صحيفة الثقافية في عدد(15) وقد رد عليها العميد/ محمد الأكوع في نفس العدد في 19رجب 1420هـ.

([47]) تعليقات على الإمامة عند الاثني عشرية (ص 2) ـ عبد الله محمد إسماعيل.

([48]) المصدر السابق ص 6.

([49]) المصدر السابق ص6.

([50]) النصب والنواصب ـ نقلا ً عن تعليقات على الإمامة عند الاثني عشرية ـ ص (8 ـ 9).

([51]) الأستاذ عبد السلام الوجيه ـ أعلام المؤلفين الزيدية ص443 ـ مؤسسة الإمام زيد

([52]) البيان أصدره ما يزيد على عشرة من علماء الزيدية في صعدة ووافق عليه وأيده كل من بدر الدين الحوثي، ومجد الدين المؤيدي. لدينا نسخة منه، والشابان معروفان.

([53])انظر كلام عبد الله بن حمزة - رحمه الله - في العقد الثمين ص 158( 161 311- 119).

([54])ومن ذلك ما جاء في مرآة العقول للمجلسي(28 /488)، وما جاء في تفسير العياشي (2 / 83) والمجلسي في بحار الأنوار (8 / 308) و(27 / 58) و(23 / 306). و(26 / 213). و الأنوار النعمانية (2 /244) منشورات الأعلمي بيروت ـ لنعمة الله الجزائري. (1 /53) وغير ذلك الكثير الكثير).

([55]) الرسالة الوازعة ـ للإمام يحيى بن حمزة ص (90، 103، 186) وغيرها.

([56]) وأنظر ذلك أن شئت (الشيعة في عقائدهم وأحكامهم) ـ لشيخهم السيد أمير محمد الكاظمي ص73، والحكومة الإسلامية ص52 ـ منشورات المكتبة الإسلامية الكبرى ـ للخميني، والأنوار النعمانية للجزائري (1 / 20 ـ 21) وكذلك الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم (1 / 20) ـ طبعة المطبعة الحيدرية نشر المكتبة المرتضوية للبياضي. و (1/101، 105، 241، 107) من المرجع المذكور، وعقائد الإمامية ص (91) ـ دار الصفوة لمحمد رضا المظفر، والحكومة الإسلامية للخميني ص (91)، وأصل الشيعة وأصولها لمحمد الحسين آل كاشف الغطا ص(59)، وكذلك (عقائد الاثني عشرية للصدوق(2 / 157) ـ طبعة الأعلمي. وغير ذلك.

([57]) العقد الثمين (147 158).

([58]) رسالة الاعتقادات للصدوق ص (103) مركز نشر الكتاب إيران 1370، بحار الأنوار للمجلسي (27 / 61 ـ 62). و(23 / 390). والحدائق الناظرة في أحكام العترة الطاهرة ـ ليوسف البحراني (18 / 153) دار الأضواء بيروت، و منهاج النجاة ـ للفيض الكاشاني ـ ص (48) ـ طبع الدار الإسلامية بيروت 1987. وجواهر الكلام ـ لمحمد حسن النجفي (6 / 262) ـ دار إحياء التراث العربي بيروت. ومرآة العقول للمجلسي (2 / 277).

([59]) العقد الثمين ص (65- 70).

([60]) ولك أن تنظر في (المهدي من المهد إلى الظهور) ـ ص 541 ـ للسيد محمد كاظم القزويني ـ مؤسسة الإمام الحسين لندن، و الرجعة ص (186 ـ 187)، وحياة الناس (ص50) ـ لعلامتهم أحمد زين الدين الأحسائي. والرجعة ـ للميرزا محمد مؤمن الإسترابادي ص 118 ـ دار الاعتصام ـ قم ـ إيران. وغيرها...

([61]) الرسالة الوازعة ص (90) وما بعدها.

([62]) ويكفيك أن تنظر (رسالة الاعتقادات للصدوق) ص 104ـ ط مركز نشر الكتاب ـ إيران 1370. والكافي للكليني ـ باب التقية (2 /) 217. ووسائل الشيعة للحر العاملي (11 /)466. والرسائل للخميني (2 / 175).

([63]) كما ذكره المنصور بالله في العقد الثمين (305 307).

([64]) وانظر إن شئت (الغيبة لشيخهم النعماني) ص 381. والأنوار النعمانية (2 / 63) ومرآة الأنوار (ص)36 ـ دار التفسير ـ قم، وتاريخ ما بعد الظهور ص 728 ـ 810 ـ الطبعة الثانية ـ دار التعارف بيروت ـ لمحمد بن محمد صادق الصدر و ص 115 من نفس المصدر، والخلاص في ظل القائم المهدي ص 391 ـ الطبعة السابعة 1991 م ـ دار الكتاب اللبناني ـ بيروت. المهدي من المهد إلى الظهور ص 334.

([65]) راجع كلام المنصور الممتع في العقد (194 222).

([66]) والإجماع عند الزيدية كما في متن الكافل: اتفاق المجتهدين العدول في أمة محمد صلى الله عليه وسلم على أمر ما وذكر الخلاف في إجماعات الشيخين والخلفاء الأربعة وأهل البيت كما في ص (13- 14) ـ تحقيق الدكتور المرتضى المحطوري ـ والمتن لمحمد بهران المتوفى عام 957 هـ. وانظر مغني ذوي العقول ص (24) ـ للطبري ـ، ومرقاة الوصول ـ للإمام القاسم بن محمد (13-17).

([67]) وانظر في ذلك: مستمسك العروة الوثقى ـ لآيتهم العظمى محسن الحكيم (1 / 392 ـ 393) ـ الطبعة الرابعة ـ مطبعة الآداب ـ النجف 1392، و مرآة العقول للمجلسي (2 / 272)، وعلل الشرايع للصدوق ص(601) ـ طبع النجف، و تحرير الوسيلة (1 / 352)، وتهذيب الأحكام لأبي جعفر الطوسي (4 /122)، والوافي للفيض الكاشاني (6 / 43) ـ دار الكتب الإسلامية طهران وغيرها.

([68]) يكفي أن تنظر في هذا أصل الشيعة وأصولها ص (100) ـ لكاشف الغطاء ـ، وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ـ كتاب النكاح ـ باب (4) (14 / 446 447)، ومستدرك الوسائل للنوري (باب عدم تحريم التمتع بالزانية وأن أصرت). وغير ذلك كثير.

([69]) الأحكام (1 / 353 354).

([70]) وانظر في ذلك: وسائل الشيعة للحر العاملي (18 / 34)، الرسائل للخميني (2 / 83).

([71])فالرافضة يقولون بالمسح على الرجلين ويمنعون المسح على الخفين والزيدية بخلاف ذلك، انظر الأحكام (1/78-80) وتوجد عشرات المسائل الفقهية خالف فيها الرافضة الحق عند الزيدية والسنة. ومن ذلك جواز إتيان المرأة في دبرها، فالرافضة يبيح كثير منهم إتيان النساء في أدبارهن.

([72]) وانظر مذهبهم في المنزلة بين المنزلتين في كتاب (عدالة الرواة والشهود) ص (153، 154) ـ للدكتور المرتضى بن زيد المحطوري، وأصول المعتزلة الخمسة هي جزء من منهج الزيدية تأريخيا، وانظر ثناء المهدي - رحمه الله - في شرح المنية والأمل ص (128 210) ـ عليهم واحتفاءه بهم وكذلك في المنية ص (29 35).

* ـ أهل السنة والجماعة هم أهل النهج الوسط بين فرق الأمة كلها فهم في الأسماء والصفات وسط بين المجسمة والمعطلة، وهم في القدر وسط بين الجبرية والقدرية وهم في الصحابة والقرابة وسط بين الروافض والخوارج والنواصب، وهكذا في كل الأبواب.

([73]) (الحلية (3/ 138).

([74]) (الحلية 3/141 وتهذيب التهذيب 7/305)

([75]) (الطبقات الكبرى 5/222).

([76]) (الطبقات الكبرى 5/324).

([77]) (الوافي بالوفيات 4/102).

([78]) (سير أعلام النبلاء 4/413).

([79]) (السير 5/389).

([80])(تذكرة الحفاظ 1/166).

([81]) (الجرح والتعديل 2/487).

([82]) (مختصر العلو 148).

([83]) (الجرح والتعديل 4/193).

([84]) (منهاج السنة (4/ 57).

([85]) (ميزان الاعتدال 4/202).

([86]) (منهاج السنة 4/68).

([87])(الفرق بين الفرق360).
المصدر:http://www.almhdy.com



منقول





اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدين حرباً ، اللهُمَّ فأبطل بأسه.ونكِّس رأسه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوف نُعاسَه. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذناً فصُمَّ أُذنيه. ومن كان عليهِم يداً فشُلَّ يديه.ومن كان عليهم رِجلاً فاقطع رِجليه.


حفيد الصحابة1

الأحد، 12 ديسمبر 2010

البرلمان الموازي

أقول للنواب المعارضين

الذين خرجوا من العملية الانتخابية ،التي شابها التزوير المتعمد: لماذا كل هذا الغضب علي عدم الدخول ..؟!!!
اقول لكم : إن أكبر وسام لكم أن لاتشاركوا في أعمال برلمانية سوف تضر بمصالح الشعب المصري في المستقبل.
وإذا كنتم داخل المجلس لن تستطيعوا فعل شيئ - كما كنتم في الدورة السابقة.. ألا ترضوا أن تحفرأسماؤكم في عقول وقلوب الشعب المصري بصفتكم أنتم من ضمن شرفاء هذا الشعب المصري الذين تم إقصاؤهم من هذا المجلس، حتي لاتكونوا شهداء زور وغش علي أعمال سوف يذكرها التاريخ علي أنها أعمال مهينة لفاعليها .
إن التاريخ لن يرحم أحدا أخطأ في حق هذا الشعب ولم يحترم إرادته، بل سوف تكرههم الأجنة في بطون ألأمهات ...
لا تغضب ياسيادة النائب السابق محمد العمدة، وياسيادةالنائب سعد عبود، وسيادةالنائب الأستاذ مصطفي بكري، وياسياد الأستاذ حمدين الصباحي ، وياسيادة الأستاذ الكتتاني، وياسيادة المهندس عبدالحليم هلال، ياسيادة الأستاذة الدكتورة مني هانم مكرم عبيد، ياحفيدة العظيم مكرم باشا عبيد، و ياكريم الخلق الأستاذ منير فخري عبدالنور .....
ياشرفاء الأمة المصرية ياأحفاد عرابي ومحمدفريد وعبد الناصر .....
الأمة المصرية بخير مادامت ضمائركم بخير، وما دام نور أفكاركم يسطع في سماء مصر... مصر التي قهرت أعتي الغزاة علي مر التاريخ..
كونوا علي يقين أن أغلب الشعب المصري يحترمكم ويقدركم ، وسوف يذكركم بكل احترم وتقدير....
يا أحفاد مصطفي كامل، أنتم نخيل وأشجار مصر، التي تعطي دون انتظار مقابل..
تحياتي لكم /من ابن مصر
أحمدقاسم
محامي مصري
قنا ابوتشت
نجع الجربة