الاثنين، 31 يناير 2011

قصيدة "ارحل" لفاروق جويدة


إرحل كزين العابدين وما نراه أضل منك
إرحل وحزبك في يديك
ارحل فمصر بشعبها وربوعها تدعو عليك
إرحل فإني ما ارى في الوطن فردا واحدا يهفو إليك
لا تنتظر طفلا يتيما بابتسامته البريئة أن يقبل وجنتيك
لا تنتظر اما تطاردها هموم الدهر تطلب ساعديك
لا تنتظر صفحا جميلا فالخراب مع الفساد يرفرفان بمقدميك
إرحل وحزبك في يديك
إرحل بحزب إمتطى الشعب العظيم
وعثى وأثرى من دماء الكادحين بناظريك
ارحل وفشلك في يديك
إرحل فصوت الجائعين وإن علا لا تهتديه بمسمعيك
فعلى يديك خراب مصر بمجدها عارا يلوث راحتيك
مصر التي كانت بذاك الشرق تاجا للعلاء وقد غدت قزما لديك
كم من شباب عاطل او غارق في بحر فقر وهو يلعن والديك
كم من نساء عذبت بوحيدها او زوجها تدعو عليك
إرحل وابنك في يديك
إرحل وابنك في يديك قبل طوفان يطيح
لا تعتقد وطنا تورثه لذاك الابن يقبل او يبيح
البشر ضاقت من وجودك. هل لإبنك تستريح؟
هذي نهايتك الحزينة هل بقى شىء لديك
ارحل وعارك أي عارْ
مهما اعتذرتَ أمامَ شعبكَ لن يفيد الاعتذارْ
ولمن يكونُ الاعتذارْ؟
للأرضِ.. للطرقاتِ.. للأحياءِ.. للموتى..
وللمدنِ العتيقةِ.. للصغارْ؟!
ولمن يكونُ الاعتذارْ؟
لمواكب التاريخ.. للأرض الحزينةِ
للشواطئِ.. للقفارْ؟!
لعيونِ طفلٍ
مات في عينيه ضوءُ الصبحِ
واختنقَ النهارْ؟!
لدموعِ أمٍّ لم تزل تبكي وحيدا
فر أملا في الحياة وانتهى تحت البحار
لمواكبٍ العلماء أضناها مع الأيام غربتها وطول الانتظارْ؟!
لمن يكون الاعتذار؟
**
ارحل وعارك في يديكْ
لا شيء يبكي في رحيلك..
رغم أن الناس تبكي عادة عند الرحيلْ
لا شيء يبدو في وجودك نافعا
فلا غناء ولا حياة ولا صهيل..
مالي أرى الأشجار صامتةً
وأضواءَ الشوارعِ أغلقتْ أحداقها
واستسلمتْ لليلِ في صمت مخيف..
مالي أرى الأنفاسَ خافتةً
ووجهَ الصبح مكتئبا
وأحلاما بلون الموتِ
تركضُ خلفَ وهمٍ مستحيلْ
ماذا تركتَ الآن في ارض الكنانة من دليل؟
غير دمع في مآقي الناس يأبى ان يسيلْ
صمتُ الشواطئ.. وحشةُ المدن الحزينةِ..
بؤسُ أطفالٍ صغارٍ
أمهات في الثرى الدامي
صراخٌ.. أو عويلْ..
طفلٌ يفتش في ظلام الليلِ
عن بيتٍ توارى
يسأل الأطلالَ في فزعٍ
ولا يجدُ الدليلْ
سربُ النخيل على ضفافِ النيل يصرخ
هل تُرى شاهدتَ يوما..
غضبةَ الشطآنِ من قهرِ النخيلْ؟!
الآن ترحلُ عن ثرى الوادي
تحمل عارك المسكونَ
بالحزب المزيفِ
حلمَكَ الواهي الهزيلْ..
***
ارحلْ وعارُكَ في يديكْ
هذي سفينَتك الكئيبةُ
في سوادِ الليل تبحر في الضياع
لا أمانَ.. ولا شراعْ
تمضي وحيدا في خريف العمرِ
لا عرش لديكَ.. ولا متاعْ
لا أهلَ.. لا أحبابَ.. لا أصحابَ
لا سندا.. ولا أتباعْ
كلُّ العصابةِ تختفي صوب الجحيمِ
وأنت تنتظرُ النهايةَ..
بعد أن سقط القناعْ
البلد في عينيكَ كان مغارة للنهب.
والدنيا قطيعٌ من رعاعْ
الأفق يهربُ والسفينةُ تختفي
بين العواصفِ.. والقلاعْ
هذا ضميرُ الشعب يصرخُ
والشموعُ السودُ تلهثُ
خلفَ قافلةِ الوداعْ
والدهر يروي قصةَ السلطانِ
يكذبُ.. ثم يكذبُ.. ثم يكذبُ
ثم يحترفُ التنطُّعَ.. والبلادةَ والخداعْ
هذا مصيرُ الحاكمِ الكذابِ
موتٌ.. أو سقوطٌ.. أو ضياعْ
***
ما عاد يُجِدي..
أن تُعيدَ عقاربَ الساعاتِ..
يوما للوراءْ
أو تطلبَ الصفحَ الجميلَ..
وأنت تُخفي من حياتكَ صفحةً سوداءْ
هذا كتابك في يديكَ
فكيف تحلم أن ترى..
عند النهايةِ صفحةً بيضاءْ؟
الأمسُ ماتَ..
ولن تعيدَك للهدايةِ توبةٌ عرجاءْ
وإذا اغتسلتَ من الذنوبِ
فكيف تنجو من دماء الأبرياءْ
وإذا برئتَ من الدماءِ..
فلن تُبَرئَكَ السماءْ
لو سالَ دمعك ألفَ عامٍ
لن يطهرَكَ البكاءْ
كل الذي في مصر
يلعنُ وجهكَ المرسومَ
من جوع الصغارِ وقهرة الاباء
أخطأتَ حين ظننتَ يوما
أن في التاريخ أمجادا
لبعضِ الأغنياءْ الاغبياء
***
ارحلْ وعاركَ في يديكْ
ما عاد يُجدي
أن يفيقَ ضميركَ المهزومُ
أن تبدي أمامَ الناسِ شيئا من ندمْ
فيداكَ غارقتانِ في سلب ونهب ونهم
ووجه الكونِ أطلالٌ.. وطفل جائعٌ
من ألفِ عامٍ لم ينمْ
جثثٌ النخيل على الضفافِ
وقد تبدل حالُها
واستسلمتْ للموتِ حزنا.. والعدمْ
شطآن نيل كيف شردها الخرابُ
ومات في أحشائها أحلى نغمْ
وطنٌ عريق كان أرضا للبطولةِ..
صار مأوىً للرممْ!
الآن يروي الهاربونَ من الجحيمِ
حكايةَ الذئبِ الذي أكل الغنمْ:
كان الجميع مكبلا من أمنه
وتضخمت في حزبه تلك القوافل
كل قافلةٍ يزينها صنمْ
يقضون نصفَ الليلِ في وكرِ البغايا..
يشربونَ الوهمَ في سفحِ الهرمْ
الذئب طافَ على الشواطئ
أسكرته روائحُ الزمنِ اللقيطِ
لأمةٍ عرجاء قالوا إنها كانت -وربِّ الناس-
من خير الأممْ..
يحكون كيف تفرعنَ الذئبُ القبيحُ
فغاصَ في دم القناة..
وهام في ارض تباع..
وعَاثَ فيهم وانتقمْ
سجنَ الصغارَ مع الكبارِ..
وطاردَ الأحياءَ والموتَى
وأفتى الناسَ زورا في الحرمْ
قد أفسدَ الذئبُ اللئيمُ
طبائعَ الأيام فينا.. والذممْ
الأمةُ الخرساءُ تركع دائما
للغاصبين.. لكل أفاق حكمْ
لم يبق شيء للقطيعِ
سوى الضلالة.. والكآبةِ.. والسأمْ
أطفالُ بلدي يرسمونَ على
ثراها ألفَ وجهٍ للرحيلِ..
وألفَ وجهٍ للألمْ
الموتُ حاصرهم فناموا في القبورِ
وعانقوا أشلاءهم
لكن صوتَ الحقِ فيهم لم ينمْ
يحكون عن ذئبٍ حقيرٍ
أطلقَ الفئرانَ ليلا في المدينةِ
ثم أسكره الفساد
مضى سعيدا.. وابتسمْ..
في صمتها تنعى المدينةُ
أمةً غرقتْ مع الطوفانِ
واستلقت سنينا في العدمْ
يحكون عن زمنِ النطاعةِ
عن خيولٍ خانها الفرسانُ
عن وطنٍ تآكل وانهزمْ
والراكعون على الكراسي
يضحكون مع النهاية..
لا ضميرَ.. ولا حياءَ.. ولا ندمْ
الذئب يجلسُ خلف قلعته المهيبةِ
يجمع الحراسَ فيها.. والخدمْ
ويطلُ من عينيه ضوءٌ شاحبٌ
ويرى الفضاء مشانقا
سوداءَ تصفعُ كل جلادٍ ظلمْ
والأمةُ الخرساءُ
تروي قصةَ الذئبِ الذي
خدعَ القطيعَ..
ومارسَ الفحشاءَ.. واغتصبَ الغنمْ
******
الآن إرحل غيرَ مأسوفٍ عليكْ
في موكبِ التاريخِ
سوفِ يطلُ وجهك
بين تجارِ الفساد وعصبةِ الطغيانْ
ارحل وسافرْ..
في كهوفِ الصمتِ والنسيانْ
فالأرضُ تنزع من ثراها
كلَّ سلطان تجبر.. كلَّ وغْدٍ خانْ
الآن تسكر.. والنبيذ الأسود الملعونُ
من دمع الضحايا... من دم الجوعانْ
سيطل وجهك دائما
في ساحةِ الفقر الجبانْ
وترى النهايةَ رحلةً سوداءَ
سطرها جنونُ الجشعِ.. والعدوانْ
في كل عصر سوف تبدو قصةً
مجهولةَ العنوانْ
في كل عهدٍ سوف تبدو صورةً
للزيفِ.. والتضليلِ.. والبهتانْ
في كل عصرٍ سوف يبدو
وجهك الموصومُ بالكذبِ الرخيص
فكيف ترجو العفو والغفرانْ
قُلْ لي بربكَ..
كيف تنجو الآن من هذا الهوانْ؟!
ما أسوأَ الإنسانَ..
حين يبيع سرَّ اللّه للشيطانْ
***
ارحلْ و حزبك في يديك وخذ وليدك ذلك الظمآن
لقصرك العالي بيوم ايها السلطان
سيزورك القتلى بلا استئذانْ
وترى الجياع الراحلينَ
شريط أحزانٍ على الجدرانْ
يتدفقونَ من النوافذِ.. من حقولِ الموتِ
أفواجا على الميدانْ
يتسللونَ من الحدائقِ.. والمخابئ
من جُحُورِ الأرضِ كالطوفانْ
وترى بقاياهمْ بكل مكانْ
ستدور وحدك في جنونٍ
تسألُ الناسَ الأمانْ
أين المفر وكل ما في الأرضِ حولكَ
يُعلن العصيانْ؟!
والآن لا جيش.. ولا بطش.. ولا سلطانْ
وتعود تسأل عن رجالك: أين راحوا؟
كيف فر الأهلُ.. والأصحابُ.. والجيرانْ؟
يرتد صوتُ الشعب يجتاح المدينَةَ
لم يَعُدْ أحدٌ من الأعوانْ
هربوا جميعا..
بعد أن سرقوا المزادَ.. وكان ما قد كانْ!
ستُطِلُّ خلف الأفق قافلةٌ من الأحزانْ
أطلالُ بلدتنا الحزينةِ
صرخةُ امرأةٍ تقاومُ خسةَ السجانْ
صوتُ الشهيدِ على ضفاف قناتنا..
يقرأ سورةَ الرحمنْ
وعلى امتدادِ الأفقِ
مئذنةُ بلونِ الفجرِ
في شوقٍ تعانق مريم العذراءَ
يرتفع الأذانْ
الوافدونَ أمامَ بيتكَ
يرفعون رءوسهم
وتُطل أيديهم من الأكفانْ
مازلتَ تسأل عن ديانتهم
وأين الشيخُ.. والقديسُ.. والرهبانْ؟
هذي أياديهم تصافحُ بعضَها
وتعود ترفُع رايةَ العصيانْ
يتظاهرُ الشرقى.. والغربي
والقبطي والنوبى
ضد مفاسد الشيطانْ
حين استوى في الأرض خلقُ اللّه
كان العدل صوتَ اللّه في الأديان
فتوحدت في كل شيء صورةُ الإيمانْ
وأضاءت الدنيا بنور الحق
في التوراةٍ.. والإنجيلِ.. والقرآنْ
اللّه جل جلاله... في كل شيء
كرم الإنسانْ
لا فرقَ في لونٍ.. ولا دينٍ
ولا لغةٍ.. ولا أوطانْ
الشمسُ والقمر البديعُ
على سماء الحب يلتقيانْ
العدلُ والحقُ المثابر
والضميرُ.. هدى لكل زمانْ
كل الذي في الكون يقرأ

Down with Mubarak

Wronged you in praying and might at betrayal and for your country.
You are not interested only in yourself and your advantage.
Did you see the president killed people??!!
Now go phones and the Internet, so as not to continue the people in the world, and then seeks the help peoples and leaders, noble and fair elections; for mercy from your hands, this is evidence of extreme fear and Rabk.
You are not worthy of the prestige that put you where the Egyptians.
There was nothing to concern you is the Chair, as well as the billions in your hands, and look to the States; because you are a tyrant dictator, overcome its abroad, America and Israel on the people??!!
But now all is lost because of the wronged and kill the people in the demonstrations.
Killed many of the aspirations of youth unemployment
Do you know what the apostle: "you is a shepherd and you is responsible for his flock."
And you, Hosni is not responsible for your flock, does not help to be responsible for the people of Egypt.

يسقط يسقط حسني مبارك.

أرهقنا ظلمك وجبروتك وخيانتك لبلدك.
إنك لا تهتم إلا بنفسك ومصلحتك.
هل رأيت رئيسا يقتل شعبه؟؟!!
والآن تقطع الهواتف والانترنت، وذلك حتى لا يتواصل الشعب بالعالم، ومن ثم يستغيث بالشعوب الشريفة والقيادات النزيهة؛ ليرحموه من بين يديك، هذا دليل على خوفك ورعبك الشديد.
أنت غير جدير بالمكانة التي وضعك فيها المصريين.
فليس هناك شيء يعنيك غير كرسي الرئاسة، وكذلك المليارات التي بين يديك، ومظهرك أمام الدول؛ لأنك ديكتاتور مستبد، تستقوي بالخارج وأمريكا وإسرائيل على شعبك؟؟!!
لكنك الآن تخسر كل شيء بسبب ظلمك وقتلك للشعب في المظاهرات.
قتلت طموحات شباب كثيرين بالبطالة
الم تعلم ما قاله الرسول : "كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته".
وأنت يا حسني غير مسئول عن رعيتك، ولا ينفع أن تكون مسئولا عن شعب مصر.

الأحد، 30 يناير 2011

الداعية محمد حسان من قلب الحدث فى مظاهرة مصر

مضي عهد الاستبداد

مَضى عَهدُ الاِستِبدادِ وَاِندَكَّ صَرحُهُ وَوَلَّت أَفاعيهِ وَماتَت عَقارِبُه

حافظ إبراهيم


مَا الَّذي أَخْرَجَ الشَّجَاعَةَ مِنْ حَيْ ثُ طَوَتْهَا قُرُونُ الاِسْتِبْدَادِ

فَإِذَا أُمَّةٌ أَبِيَّةُ ضَيْمٍ مَا لَهَا غَيْرُ حَقِّهَا مِنْ عَتَادِ

نَهَضَتْ فَجأْةً تُنَافِحُ فِي آ نٍ عَدُوَّيْنِ أَسْرَفَا فِي اللِّدَادِ

أَجْنَبِياً أَلْقَى المَرَاسِيَ حَتَّى تُقْلِعَ الرَّاسِيَاتُ فِي الاطْوَادِ

وَهَوَاناً كَأنَّمَا طَبَعَ الشَّعْ بَ عَلَيْه تَقَادُمُ الإِخْلاَدِ

حَلْبَةٌ يُعذَرُ المُقَصِّرُ فِيهَا وَالخَوَاتِيمُ رَهْنُ تِلْكَ المَبَادِي

لَيْسَ تَغْيِيرُ مَا بِقَوْمٍ يَسِيراً كَيْفَ مَا عُوِّدُوهُ مِنْ آمَاد


غَيْرَ أَنَّ الإِيمَانَ كَانَ حَلِيفاً لِقُلُوبِ الطَّلِيعَة الانْجَاد

فَاسْتَعَانُوا بِه عَلَى مَا ابْتَغُوْهُ غَيْرَ بَاغِينَ مِنْ بَعِيدِ المُرَاد

سَفَهٌ جَرَّأَ العَبِيدَ المَنَاكِي دَ عَلَى مُعْتَقِيهِمِ الأَجْوَادِ
كلَّمَا ازْدَادَتِ الصِّعْابُ أَبَوْا إِلاَّ كِفاحاً وَعَزْمُهُمْ فِي ازْدِيَادِ


هَلْ يُنَجِّي شعْباً مِنَ اليَاس إِلاَّ حَدَث مِنْ خَوَارِقِ المُعْتادِ

هَذِهِ مِصْرُ الفَتِيَّة هَبتْ فِي صُفوفٍ فَتِيَّةٍ لِلذيَادِ

عَهْدُ نُورٍ مِنَ الحِفَاظِ وَنَارٍ بَعْدَ طُولِ الخُمُودِ وَالإِخْمَادِ

خليل مطران

الاستبداد .. يوقظ الشعوب ..ويسقط الطغاة

وَإِذا الشُعوبُ بَنَوا حَقيقَةَ مُلكِهِم جَعَلوا المَآتِمَ حائِطَ الأَفراحِ

يَبني كَما تُبنى الخَنادِقُ في الوَغى تَحتَ النِبالِ وَصوبِها السَحّاحِ

كَم تاجِ تَضحِيَةٍ وَتاجِ كَرامَةٍ لِلعَينِ حَولَ جَبينِهِ اللَمّاحِ

اللَهُ أَلَّفَ لِلبِلادِ صُدورَها مِن كُلِّ داهِيَةٍ وَكُلِّ صُراحِ

صَوتُ الشُعوبِ مِنَ الزَئيرِ مُجَمَّعاً فَإِذا تَفَرَّقَ كانَ بَعضَ نُباحِ


يَنهارُ الاِستِبدادُ حَولَ عِراصِهِ مِثلَ اِنهِيارِ الشِركِ حَولَ صَلاحِ

اِلتامَتِ الأَحزابُ بَعدَ تَصَدُّعٍ وَتَصافَتِ الأَقلامُ بَعدَ تَلاحي


قُل لِلبَنينِ مَقالَ صِدقٍ وَاِقتَصِد ذَرعُ الشَبابِ يَضيقُ بِالنُصّاحِ

أَنتُم بَنو اليَومَ العَصيبِ نَشَأتُمو في قَصفِ أَنواءٍ وَعَصفِ رِياحِ

مَن صَيَّرَ الأَغلالَ زَهرَ قَلائِدٍ وَكَسا القُيودَ مَحاسِنَ الأَوضاحِ

إِنَّ الَّتي تَبغونَ دونَ مَنالِها طولُ اِجتِهادٍ وَاِضطِرادُ كِفاحِ

سيروا إِلَيها بِالأَناةِ طَويلَةً إِنَّ الأَناةَ سَبيلُ كُلِّ فَلاحِ

وَخُذوا بِناءَ المُلكِ عَن دُستورِكُم إِنَّ الشِراعَ مُثَقِّفُ المَلّاحِ

فرعون يا فرعون... أنت وحدك ...ليس لك نصير ولا ظهير


سحرة فرعون وقفوا مع السلطة وأمام الشعب في مواجهة مع موسى وأخيه - عليهما السلام - بل وتعلق بهم أمل فرعون مصر أن ينصروه على من جاء ليثبت لهم بطلان عقيدتهم ويسلبهم ملكا عظيما توارثوه كابرا عن كابر بل ويثبت للأقباط - أي ساكني مصر - أن ملكهم سخيف لا عقل له ولا رأي وأنه مغرور بملكه وأنه بحماقته سيضيع ملكه ويحل بقومه البوار والخراب وأنه سيسترد من مصر بني إسرائيل الذين هم بمثابة العبيد لفرعون وأتباعه من أجل ذلك التقى الفريقان :
فريق الباطل ويمثله فرعون ووزراؤه وجنوده يتقدمهم سحرة مهرة من كل واد وهم أهل العلم في هذا الزمان ومحل ثقة السلطان وموطن أمله المنشود .
وفريق الحق ويمثله موسى وهارون عليهما السلام وليس معهما أحد ولا يقف خلفهما أحد حتى بني إسرائيل ربما منعهم الخوف من إظهار تأييدهم لنبي الله موسى وأخيه هارون - عليهما السلام -
يقول صاحب الظلال - يرحمه الله - في سياق حديثه حول هذه الآيات بتصرف يسير :
وقد خافوا أن يغلبهم موسى وبنو إسرائيل على أرضهم لو اتبعتهم الجماهير حين ترى معجزتي موسى وتسمع إلى ما يقول أشاروا عليه أن يلقى سحره بسحر مثله ويبدأ المشهد هادئا عاديا إلا أنه يشير منذ البدء باطمئنان موسى إلى الحق الذي معه ; وقلة اكتراثه لجموع السحرة المحشودين من المدائن المستعدين لعرض أقصى ما يملكون من براعة ووراءهم فرعون وملؤه وحولهم تلك الجماهير المضللة المخدوعة يتجلى هذا الاطمئنان في تركه إياهم يبدأون قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون وفي التعبير ذاته ما يشير بالاستهانة ألقوا ما أنتم ملقون بلا مبالاة ولا تحديد ولا اهتمام وحشد السحرة أقصى مهارتهم وأعظم كيدهم وبدأوا الجولة باسم فرعون وعزته فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ولا يفصل السياق هنا ما كان من أمر حبالهم وعصيهم كما فصله في سورة الأعراف وطه ليبقى ظل الطمأنينة والثبات للحق وينتهي مسارعا إلى عاقبة المباراة بين الحق والباطل ; لأن هذا هو هدف السورة الأصيل فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون ووقعت المفاجأة المذهلة التي لم يكن يتوقعها كبار السحرة ; فلقد بذلوا غاية الجهد في فنهم الذي عاشوا به وأتقنوه ; وجاءوا بأقصى ما يملك السحرة أن يصنعوه وهم جمع كثير محشود من كل مكان وموسى وحده وليس معه إلا عصاه ثم إذا هي تلقف ما يأفكون ; واللقف أسرع حركة للأكل وعهدهم بالسحر أن يكون تخييلا ولكن هذه العصا تلقف حبالهم وعصيهم حقا فلا تبقي لها أثرا ولو كان ما جاء به موسي سحرا لبقيت حبالهم وعصيهم بعد أن خيل لهم وللناس أن حية موسى ابتلعتها ولكنهم ينظرون فلا يجدونها فعلا عندئذ لا يملكون أنفسهم من الإذعان للحق الواضح الذي لا يقبل جدلا وهم أعرف الناس بأنه الحق .
ولي هنا وقفة مهمة :
ولما ظهر الحق واندحر الباطل وانتصر موسى بالحق الذي جاء به على الباطل الذي كان في مواجهته ، ظهرت معجزة موسى عليه السلام وابتلعت الحبال والعصي التي جاء بها السحرة ، وانكشف الباطل وظهر الحق وصارت الغلبة للقلة المؤمنة والهزيمة للكثرة الكافرة واتجهت الأنظار للسحرة ماذا أنتم فاعلون ؟ وماذا أنتم قائلون ؟ أتتركون موسى وهارون ينتصران على فرعون مصر ؟ هل تحاولون مرة أخرى ؟ هل تفعلون شيئا لنصرة سيد البلاد وحاكمها ؟ يا أيها السحرة أجيبوا ؟
فكان جوابهم العملي أن خروا لله ساجدين ليعلنوها أمام الجميع بالعمل لا بالقول وبالفعل لا بالكلام .
فألقي السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون وهم قد كانوا منذ لحظة مأجورين ينتظرون الجزاء من فرعون على مهارتهم ولم يكونوا أصحاب عقيدة ولا قضية ولكن الحق الذي مس قلوبهم قد حولهم تحويلا لقد كانت هزة رجتهم رجا وخضتهم خضا ; ووصلت إلى أعماق نفوسهم وقرارة قلوبهم فأزالت عنها ركام الضلال وجعلتها صافية حية خاشعة للحق عامرة بالإيمان في لحظات قصار فإذا هم يجدون أنفسهم ملقين سجدا بغير إرادة منهم تتحرك ألسنتهم فتنطلق بكلمة الإيمان في نصاعة وبيان آمنا برب العالمين رب موسى وهارون وإن القلب البشري لعجيب غاية العجب فإن لمسة واحدة تصادف مكانها لتبدله تبديلا وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسم - " ما من قلب إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه " وهكذا انقلب السحرة المأجورون مؤمنين من خيار المؤمنين على مرأى ومسمع من الجماهير الحاشدة ومن فرعون وملئه لا يفكرون فيما يعقب جهرهم بالإيمان في وجه الطاغية من عواقب ونتائج ولا يعنيهم ماذا يفعل أو ماذا يقول ولا بد أن كان لهذا الانقلاب المفاجئ وقع الصاعقة على فرعون وملئه فالجماهير حاشدة وقد عبأهم عملاء فرعون وهم يحشدونهم لشهود المباراة عبأوهم بأكذوبة أن موسى الإسرائيلي ساحر يريد أن يخرجهم من أرضهم بسحره ويريد أن يجعل الحكم لقومه ; وأن السحرة سيغلبونه ويفحمونه ثم ها هم أولاء يرون السحرة يلقون ما يلقون باسم فرعون وعزته ثم يغلبون حتى ليقرون بالهزيمة ; ويعترفون بصدق موسى في رسالته من عند الله ويؤمنون برب العالمين الذي أرسله ويخلعون عنهم عبادة فرعون وهم كانوا منذ لحظة جنوده الذين جاءوا لخدمته وانتظروا أجره واستفتحوا بعزته وإنه لانقلاب يتهدد عرش فرعون إذ يتهدد الأسطورة الدينية التي يقوم عليها هذا العرش أسطورة الإلوهية أو بنوته للآلهة كما كان شائعا في بعض العصور وهؤلاء هم السحرة والسحر كان حرفة مقدسة لا يزاولها إلا كهنة المعابد في طول البلاد وعرضها ها هم أولاء يؤمنون برب العالمين رب موسى وهارون والجماهير تسير وراء الكهنة في معتقداتهم التي يلهونهم بها فماذا يبقى لعرش فرعون من سند إلا القوة والقوة وحدها بدون عقيدة لا تقيم عرشا ولا تحمي حكما إن لنا أن نقدر ذعر فرعون لهذه المفاجأة وذعر الملأ من حوله إذا نحن تصورنا هذه الحقيقة ; وهي إيمان السحرة الكهنة هذا الإيمان الصريح الواضح القاهر الذي لا يملكون معه إلا أن يلقوا سجدا معترفين منيبين عندئذ جن جنون فرعون فلجأ إلى التهديد البغيض بالعذاب والنكال بعد أن حاول أن يتهم السحرة بالتآمر عليه وعلى الشعب مع موسى قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين آمنتم له قبل أن آذن لكم لم يقل آمنتم به إنما عده استسلاما له قبل إذنه على طريقة المناورات التي يدبرها صاحبها وهو مالك لإرادته عارف بهدفه مقدر لعاقبته ولم يشعر قلبه بتلك اللمسة التي مست قلوبهم ومتى كان للطغاة قلوب تشعر بمثل هذه اللمسات الوضيئة ثم سارع في اتهامهم لتبرير ذلك الانقلاب الخطير إنه لكبيركم الذي علمكم السحر وهي تهمة عجيبة لا تفسير لها إلا أن بعض هؤلاء السحرة وهم من الكهنة كانوا يتولون تربية موسى في قصر فرعون أيام أن تبناه أو كان يختلف إليهم في المعابد فارتكن فرعون إلى هذه الصلة البعيدة وقلب الأمر فبدلا من أن يقول إنه لتلميذكم قال إنه لكبيركم ليزيد الأمر ضخامة وتهويلا في أعين الجماهير ثم جعل يهدد بالعذاب الغليظ بعد التهويل فيما ينتظر المؤمنين فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين إنها الحماقة التي يرتكبها كل طاغية حينما يحس بالخطر على عرشه أو شخصه يرتكبها في عنف وغلظة وبشاعة بلا تحرج من قلب أو ضمير وإنها لكلمة فرعون الطاغية المتجبر الذي يملك تنفيذ ما يقول فما تكون كلمة الفئة المؤمنة التي رأت النور إنها كلمة القلب الذي وجد الله فلم يعد يحفل ما يفقد بعد هذا الوجدان، القلب الذي اتصل بالله فذاق طعم العزة فلم يعد يحفل الطغيان ، القلب الذي يرجو الآخرة فلا يهمه من أمر هذه الدنيا قليل ولا كثير . قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين لا ضير لا ضير في تقطيع الأيدي والأرجل من خلاف لا ضير في التصليب والعذاب لا ضير في الموت والاستشهاد لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون وليكن في هذه الأرض ما يكون فالمطمع الذي نتعلق به ونرجوه أن يغفر لنا ربنا خطايانا جزاء أن كنا أول المؤمنين وأن كنا نحن السابقين يا لله يا لروعة الإيمان إذ يشرق في الضمائر وإذ يفيض على الأرواح وإذ يسكب الطمأنينة في النفوس وإذ يرتفع بسلالة الطين إلى أعلى عليين وإذ يملأ القلوب بالغنى والذخر والوفر فإذا كل ما في الأرض تافه حقير زهيد هنا يسدل السياق الستار على هذه الروعة الغامرة لا يزيد شيئا ليبقى للمشهد جلاله الباهر وإيقاعه العميق وهو يربي به النفوس في مكة وهي تواجه الأذى والكرب والضيق ويربي به كل صاحب عقيدة يواجه بها الطغيان والعسف والتعذيب فأما بعد ذلك فالله يتولى عباده المؤمنين وفرعون يتآمر ويجمع جنوده أجمعين .
والخلاصة :
أن سحرة فرعون كانوا في مقدمة الكفر والضلال وكانوا هم أمل فرعون ووزرائه وجنوده في هزيمة موسى فلما تبين لهم الحق كما وضحنا كان لزاما أن يعلنوا أنهم أول المؤمنين في هذا الموقف العصيب ويعلنوها صرخة مدوية رغم أنف الباطل وإن تزعمه فرعون ومن معه اسمع يا فرعون : نحن أول المؤمنين اليوم برب العالمين ، نحن أول المؤمنين اليوم بأن موسى مرسل من رب العالمين ، نحن أول المؤمنين اليوم بأن عصا موسى معجزة عظيمة أيده بها رب العالمين ، نحن أول المؤمنين بأن الحق ما جاء به موسى وهارون وأنك يا فرعون على الباطل فاقض ما أنت قاض إنما تقض هذه الحياة الدنيا .
وبهذا لا يكون هناك تعارضا في الآية فهي بيان بأن أول من أعلن إيمانه في يوم الزينة يوم أن حشر الناس لمواجهة أعظم مباراة بين الحق والباطل .
وهناك كلمة أخيرة حول هذه الشبهة فلو قلت لكم الآن من كان منكم موافقا لي ومؤيدا لرأيي فليرفع يده الآن فرفعتم أيديكم وبعدها قلت لأحدكم معاتبا له : يا فلان ما منعك أن ترفع يدك ؟ هل أنت مخالفا لي في قولي ؟ أم متكبرا عليَّ ؟ فقال لي : سبحان الله يا أخ صبري أنا أول من رفع يده . فقلت له جزاك الله خيرا .

هذا هو الفرعون في القرآن الكريم

صورة معبرة لموقف فرعون من الحق
وتصدي مؤمن آل فرعون للباطل وعدم خشيته من فرعون ودعوته للناس أن يؤمنوا وينتفضوا على سلطة واستبداد فرعون وبطانته وأتباعه المظاهرين له
بسم الله الرحمن الرحيم
وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ (31) وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34) الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40) وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (47) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48) وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50) إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53) هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (54) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55) إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56) لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57) وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58)

تمزيق صور حسنى مبارك وسط اعتقالات وسقوط مصابين

نسألك الرحيلا

..نسألك الرحيلا ..أرحل يا جبان.. أرحل بغير سلام ..أهنت الإنسان .. وخربت الأوطان .. أرحل..

السبت، 29 يناير 2011

فلسفة السؤال والتساؤل عند أبي حيان التوحيدي

أ.د. حامد طاهر(*)
السؤال رغبة فى العلم ، أما التساؤل فهو أسلوب فى التعلم . ولا يكاد يوجد مفكر عربى وصلتنا مؤلفاته مملوءة بالأسئلة والتساؤلات مثل أبى حيان التوحيدى ، صحيح أن الحارث المحاسبى (ت 243هـ) وضع كتابه "الرعاية" فى صورة سؤال منه وإجابة من شيخه (المجهول) ، وصحيح أيضًا أن الحكيم الترمذى (ت 285هـ) قد طرح بدون إجابة (155) سؤالا حول موضوع الولاية ، وظلت أسئلته مطروحة على الجميع إلى أن أجاب عنها محيى الدين بن عربى (ت 638هـ) فى موسوعته الكبرى "الفتوحات المكية" . لكننا مع التوحيدى نلتقى بنزعة غالبة فى طرح الأسئلة ، وإثارة التساؤلات، بل بفن متكامل يمكن أن نطلق عليه "فن السؤال والتساؤل". ومن المقرر أن لكل فن أصولاً وقواعد ، كما أن له غاية وأهدافاً ، وهو دائمًا مرتبط بفلسفة عامة يصدر عنها ، ويتحرك فى إطارها .
وإذا كان السؤال يعبر عن استفهام مباشر يطرحه التوحيدى على أحد أساتذته أو زملائه ليتلقى عنه إجابة محددة ، كما فعل مع مسكويه (421هـ) فإن التساؤل يتم طرحه على النفس ، أو كما فعل التوحيدى على أحد أساتذته الذين لا يمكننا أن نتأكد تمامًا من أنهم قد أجابوه عنه ، أو حتى نتأكد من أنه قد طرح عليهم أساسًا تلك الأسئلة، كما فعل مع السجستانى (ت حوالى 38.)(1) .
وأنا أميل إلى الشك فى أن التوحيدى قد سأل السجستانى بالفعل كل هذه الأسلة ، كما أشك فى أن السجستانى قد أجابه عنها بتلك الصورة ، وأذهب إلى أن كلاً من الأسئلة والإجابات معًا هى من صنع التوحيدى . ومن أقوى الأدلة على ذلك ما نجده من نضج فى الأسئلة ، يتجاوز مستوى التلميذ الذى يسأل لكى يعرف ، بل إنها أقرب إلى أسئلة الصحفى المخضرم الذى يكون على دراية تامة بالموضوع ، ثم يختار شخصية مشهورة لكى يجعلها تنطق بما يريد(2). كذلك فإن الملاحظة الدقيقة للغة السؤال والإجابة تكشف عن نقاط تشابه كثيرة . تؤكد كلها أنها من صنع شخص واحد (وأنا هنا أدعو إلى إجراء دراسة أسلوبية تهدف إلى استخراج البصمة اللغوية للتوحيدى ، ومقارنتها بأساليب الشخصيات التى أورد لها أقولاً فى مؤلفاته) .
المعروف أن السؤال يطرحه الإنسان على ذوى الخبرة والمعرفة ليجيبوه عنه ، وأن التساؤل هو السؤال الذى يطرحه الإنسان على نفسه ، إما مندهشًا أو متحيرا أو أحيانًا متهكمًا – وقد استخدم التوحيدى الأسلوبين معًا . أما السؤال فكان مع فيلسوف الأخلاق مسكويه(3) . ومسكويه فيلسوف معروف ومشهور . وآراؤه مبسوطة فى كتبه التى وصلتنا بعضها . وأما التساؤل فقد استخدمه التوحيدى باسم السجستانى(4) ، وكان من هؤلاء المثقفين الكبار الذين يميلون إلى إشاعة التنوير عن طريق الجلسات والمنتديات أكثر مما يركزون على تأليف الكتب والرسائل ، وربما كانوا أكثر علمًا وثقافة من المؤلفين المحترفين(5) .
ويبدو لى أن التوحيدى قد استغل اسم هذه الشخصية الثقافية الكبيرة ليقدم من خلالها تصوراته وآراءه ووجهات نظره فى شتى مجالات المعرفة والثقافة فى عصره ، إلى جانب أخلاقيات المجتمع وسلوكياته. وذلك مثلما فعل أفلاطون عندما قدم آراءه ونظرياته من خلال أستاذه سقراط . وهكذا فإن أسئلة التوحيدى – التى طرحها بصفة خاصة على السجستانى – ليست أكثر من تساؤلات أى أسئلة مطروحة على النفس ، استخدم فيها اسم السجستانى كما استخدم أفلاطون فى محاوراته اسم سقراط(6) .
لماذا يلجأ المفكر إلى أسلوب السؤال والتساؤل ؟ هناك عدة أسباب ، ويمكن أن تكون كلها أو بعضها وراء ذلك . فهناك أولاً : حساسية الدهشة المفرطة لدى بعض المفكرين الذين يقفون من الكون والأحداث والبشر موقف الاستغراب ، أو محاولة الوصول إلى حقائق الأشياء ، وعللها البعيدة(7) . وهناك ثانيًا : الشعور بالخشية من مواجهة الجو السائد فى المجتمع ببعض الآراء التى تخالفه ، أو تصدمه ، وبالتالى تثير الغضب على صاحبها . وهناك ثالثًا : الرغبة فى تعليم الآخرين ، والأخذ بأيديهم من حالة الجهل واللامبالاة إلى حالة المعرفة والاهتمام ، ثم هناك أخيرًا : إحداث الصدمة الضرورية فى بيئة تسيطر عليها المقولات الجامدة ، والخطاب القاطع الوحيد .
إن الثقافة عندما تنتشر فى مجتمع ما قد تتحول فى لحظة معينة، وبفعل عوامل محددة ، إلى حالة من الاستقرار الذى يكرس الثبات والتقليد والنمطية . وهنا لابد من أن تجدد الثقافة نفسها ، بظهور بعض المفكرين الذين يفتحون فى هذا الجدار السميك ثقبًا ، أو يلقون فى تلك البحيرة الراكدة بحجر . وفى هذه لحالة ، يعتبر كل من السؤال والتساؤل مدخلاً ضروريًا لتحريك السكون ، ودفع الواقفين إلى مواصلة المسير ، وإقلاق راحة الواثقين !
لقد دارت أسئلة التوحيدى وتساؤلاته حول النفس البشرية ، وأسرار الوجود ، وخفايا اللغة ، كما لمست أخلاق الناس ، وتعرضت لمناهج التفكير ، وتناولت علاقة الفلسفة بالدين ، وصلة الأصيل بالوافد ، أو المحلى بالعالمى . وفى هذا الإطار قد لا تكون الإجابات مهمة بنفس القدر الذى ينبغى أن تكون عليه الأسئلة والتساؤلات ، وذلك لسبب بسيط هو أن الإجابات تختلف فى قوتها وضعفها ، وتتفاوت فى صحتها واستمرارها ، ولكن الأسئلة والتساؤلات تظل محتفظة بقيمتها، وخاصة عندما تدور حول القضايا الرئيسية المتصلة بالإنسان والكون والمصير .
لقد اشتهر التوحيدى بما سبق أن أطلقه عليه ياقوت فى معجم الأدباء بأنه أديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء ، وتنازعه الدارسون فى مجالى الأدب والفلسفة. والواقع أن التوحيدى يمثل فى الثقافة العربية نموذجًا يوجد أمثال له فى الثقافات الأجنبية . وقد حاول الباحث الموسوعى الكبير عبد الرحمن بدوى أن يقيم علاقة تشابه بين التوحيدى وكافكا فى مجال التشاؤم ، والنزعة العدميه(8) . ولكننى أختلف معه فى ذلك . فالتوحيدى يدور فى إطار بينما كافكا متحرر من أى إطار ، والتوحيدى مؤمن يحيره الشك أحيانًا ، ولكن قلب كافكا فارغ من الإيمان ، وأخيرًا فإن التوحيدى يرتكز على مجموعة من المبادئ الأخلاقية والاجتماعية فى حين أن كافكا يسعى إلى هدمها من الأساس .
وفى حدود معرفتى بالثقافة الفرنسية ، أقول باطمئنان إن دور التوحيدى فى الثقافة العربية يتشابه إلى حد كبير مع دور ميشيل دى مونتانى M.ntagne فى الثقافة الفرنسية(9) ، وهو الدور الذى يتمثل فيما يمكن أن نطلق غليه "إعادة النظر" فى كل ما يحيط بالإنسان ، مع الغوص فى أعماقه للبحث عن أصل الوجود ، وأسرار الكون ، وختام الحياة . ومن الواضح أن "إعادة النظر" تتطلب عينًا تتوقف أمام المألوف على أنه غريب ، وأمام العادى على أنه نادر مدهش ، كما أنها ليست عينًا بطيئة الحدقة ، تنظر فى اتجاه واحد ، بل هى عين واسعة الرؤية تنتقل بين العديد من الأشياء ، وبسرعة كبيرة ، وأحيانًا خاطفة .
كيف يمكن للمثقف الجاد أن يعيد النظر فيما حوله ؟ بوسائل متعددة ، من أكثرها فعالية استخدام طريقة السؤال والتساؤل ، التى كان يتقنها التوحيدى ، موظفًا طاقته الأدبية فى حسن الصياغة ، وتشقيق الكلام ، وحشد المترادفات التى تمتلئ بها لغة غنية مثل اللغة العربية . يقول التوحيدى : "يا هذا ! قد صرفت لك القول فى فنون من العبارة ، على ضروب من الإشارة"(1.) وعدم التنبه لذلك هو الذى أدّى بكثير من الباحثين إلى تصنيف التوحيدى فى مجال الأدب ، مع أنه لا يستخدم الأدب وأدواته المتاحة فى عصره إلا كوسيلة للتعبير عن أفكاره الفلسفية ، أو بمصطلح أدق : نزعته الفكرية والأخلاقية .
لقد كان التوحدى بدون شك يملك نفسًا متطلّعة إلى المعرفة ، وروحًا موسوعية تهدف إلى الإلمام بكل شئ ، ولعل هذا هو السبب الذى جعله ينفر – فى مطلع حياته من العزلة التى هى طابع المفكرين المتأملين ، ويسعى بكل نشاط إلى المشاركة فيما يمكن أن نطلق عليه "الصالونات الأدبية" التى ازدهرت فى عاصمة الخلافة ، خلال القرن الرابع الهجرى (11). وميزة هذه الصالونات أنك تلتقى فيها بالثقافة الحيّة ، والأفكار التى تشغل الناس فى حياتهم اليومية . لكنها من ناحية أخرى تضم إلى جانب رجال الفكر الرفيع : أدعياء العلم . والمتفيهقين بالمعرفة ، وأصحاب المنصب والثروة الذين يرغبون فى استكمال وجاهتهم الاجتماعية برعاية الفنون والآداب . وهنا يجد المثقف الجاد نفسه فى مأزق حقيقى : فإما أن يجارى الزيف ، والنفاق ، والمظهرية ، وإما أن ينسحب من الميدان تاركًا كل شئ . وهذا ما فعله التوحيدى فى آخر حياته .
لقد قيل إنه قد انتهى من رحلة الرغبة العارمة فى المعرفة ، والشك والحيرة ، والسؤال والتساؤل – يانسًا أو مستسلمًا ، والدليل على ذلك ما نقرأه فى آخر مؤلفاته "الإشارات الإلهية"(12) – الذى هو عبارة عن أطول مناجاة بشرية لله تعالى فى اللغة العربية ، وربما فى سائر اللغات الأخرى . وفيه يقول : "إذا ضللت عن حكمة الله فقف عند قدرته ، فإنه إن فاتك من حكمته ما يشفيك ، فلن يفوتك من قدرته ما يكفيك(13) ويقول أيضًا : "ويحك ! كيف تحكم بـ لم على خالق لم ؟ أم كيف تحتج بالحجة على مظهر الحجة ؟ أم كيف تدل بالعقل على منشئ العقل ؟ أم كيف تباهى بالعلم واهب العلم ؟ .
ولكننا هنا ينبغى أن ننبه إلى أمر هام ، وهو أن حالة الاستسلام عن إدراك الحقيقة ، أو إجابة الأسئلة والتساؤلات التى تظهر بوضوح تام عند التوحيدى فى آخر مؤلفاته – لا يصح تعميمها على "المعرفة الإنسانية" بكل فروعها . فهو يقول بصراحة "إن الله وهب لك هذا الإحساس (جمع حس يعنى حاسة) لتعتبر بها فيما ترى ، وتسمع ، وتذوق ، وتشم ، وتلمس"(15) وإذن فالمقصود من الاستسلام هو العجز البشرى عن الاحاطة بأبعاد القدرة الإلهية فى سموها وتعاليها . يقول التوحيدى : "من توجه إلى الله استسلم"(16) وهذا ما نجده عند كبار فلاسفة الصوفية على مر العصور .
فإذا انتقلنا بعد ذلك إلى دراسة أولية لأسئلة التوحيدى ، وجدنا أهم مؤلفاته فى هذا الصدد ، وهو كتاب (الهوامل والشوامل)(17) الذى طرح فيه (175) سؤالاً على مسكويه . وأول ما نلاحظه على تلك الأسئلة هو مدى التنوع الشديد فيما بينها . فهى تدور حول الإلهيات والطبيعيات والإنسانيات . وتلك هى الدوائر الثلاث ، التى إذا أضيف إليها دائرة الرياضيات تمثلت أمامنا الموسوعة الفلسفية فى إطارها الكلاسيكى ، التى وصلت إلينا من الإغريق .
وكما تختلف أسئلة التوحيدى فى مجالاتها السابقة ، فإنها تتراوح بين البساطة والعمق . فهناك الأسئلة السهلة التى يمكن أن ينشغل بها عامة الناس ، وإذا سمعها أى إنسان تطلع إلى معرفة الإجابة عنها (بل من الممكن جدًا أن تستغلها حاليًا ، أى مجلة معاصرة لتجذب بإثارتها القراء) ومن ذلك مثلاً :
1-لماذا تواصى الناس بكتمان الأسرار ، وتحرجوا من إفشائها ، ومع ذلك لم تنكتم ؟
2-ما السبب فى اشتياق الإنسان إلى ما مضى من عمره ؟
3-لم قبح الثناء فى الوجه ، وحسن فى المغيب ؟
4-لم صار بعض الناس إذا سئل عن عمره نقص فى الخبر ، وآخر يزيد على عمره ؟
5-لم صار البنيان إذا لم يسكنه الناس تداعى عن قرب ، وما هذا هو إذا سكن واختلف فيه ؟
6-لم صارت غيرة المرأة على الرجل أشد من غيرة الرجل على المرأة ؟
وإلى جانب أمثال هذه الأسئلة البسيطة ، أو التى تبدو كذلك ، نلتقى بأسئلة أخرى تؤدى مباشرة إلى ما نطلق عليه "التفلسف" ، أى تأمل أحداث الحياة من منظور فكرى يسعى للفهم ، ومحاولة إزالة الغموض أو التناقض عن المعنى الكلّى للحياة والكون ، ومن ذلك :
1-ما وجه الحكمة فى آلام الأطفال ، ومَنْ لا عقل له من الحيوان ؟
2-ما علة كثرة غم من كان أعقل ، وقلة غم من كان أجهل فى الأفراد والأجناس .
3-لم كلما شاب البدن شبّ الأمل ؟ وهل اشتمل الأمل على مصالح العالم ؟ وإن كان مشتملاً فلم تواصى الناس بقصر الأمل ، وقطع الأمانى ؟
4-لم اشتد عشق الإنسان لهذا العالم حتى لصق به ، وآثره ، وكدح فيه ، مع ما يرى من صروفه ونكباته وزواله بأهله ؟
5-لم كان فرح الإنسان بنيْل ما لم يحتسبه ويتوقعه أكثر من فرحه بدرك ما طلب ، ولحوق ما زال ؟
6-لم صار اليقين إذا حدث وطرأ لا يثبت ولا يستقر ؟ والشك إذا عرض أرسى ورض (أى استقر) ؟
ثم إن هناك مجموعة من الأسئلة ، تتجه إلى تفسير الظواهر والتغيرات الطبيعية ، وتستدعى بالتالى نوعًا من المعرفة التجريبية ، وحثًا عليها . ومن ذلك :
1-ما الحكمة من وجود الجبال ؟
2-لم صار البحر فى جانب من الأرض ؟
3-لم صارت مياه البحر ملحًا ؟
4-لم كان صوت الرعد إلى آذاننا أبطأ وأبعد من رؤية البرق إلى أبصارنا ؟
5-على ماذا يدل انتصاب قامة الإنسان من بين سائر الحيوان ؟
وأخيرًا ، هناك مجموعة من الأسئلة تشير – بصورة غير مباشرة – إلى نقد اجتماعى ، وتعبر بذاتها عن موقف أبى حيان نفسه من بعض الظواهر والمفارقات التى تحدث فى المجتمع ، وتنتشر فى الحياة الثقافية ، ومن ذلك :
1-ما بال أصحاب التوحيد لا يخبرون عن البارى إلا بنفى الصفات ؟
2-ما الفرق بين العرافة والكهانة والتنجيم والطرق والعيافة والزجر ؟ وهل تشارك العرب فى هذه الأشياء أمة أخرى ؟
3-ما علة كراهية النفس الحديث المعاد ؟ وما سبب ثقل إعادة الحديث على المستعاد ؟ وليس فيه فى الحال الثانية إلا ما فيه فى الحالة الأولى ؟ فإن كان بينهما فارق فما هو ؟
4-لم صار الإنسان إذا صام أو صلى زائدًا على الفرض المشترك فيه حقر غيره ، وتكبر حتى كأنه صاحب الوحى ، أو الواثق بالمغفرة والمنفرد بالجنة ، وهو مع ذلك يعلم أن العمل معرض للآفات التى تحبطه وتجعله هباء منثورًا ؟
ولعل من أوضح الأمثلة فى هذه المجموعة ما نجده فى السؤال التالى ، وما ألحقه به التوحيدى من تعليق حاد ، يكاد يصادر به على الإجابة المطلوبة ، إن كان الأمر – من وجهة نظره – يحتاج إلى إجابة :
5-ما الذى سوّغ للفقهاء أن يقول بعضهم فى فرج واحد : هذا حرام ، ويقول الآخر فيه بعينه هذا حلال ؟ وكذلك المال والنفس ؟ كلام هذا يوجب قتل هذا ، وصاحبه يمنع من قتله . ويختلفون هذا الاختلاف الموحش ، ويتحكمون هذا التحكم القبيح ، ويتبعون الهوى والشهوة ، ويتسعون فى طريق التأويل ، وليس هذا من فعل أهل الدين والورع ، ولا من أخلاق ذوى العقل والتحصيل . هذا وهم . يزعمون أن الله قد بين الأحكام ، ونصب الأعلام ، وأفرد الخاص من العام ، ولم يترك رطبًا ولا يابسًا إلا أودعه كتابه ، وضمّنه خطابه !
والذى يعيد تأمل هذه المجموعات التى سبقت من الأسئلة سوف يلاحظ قاسمًا مشتركًا بينها جميعًا ، وهو أن السؤال يتجه إلى محاولة التعرف على (علة) الشئ ، أو (حكمته) ، ولذلك يستخدم فيها أداة الاستفهام (لم) ، وحتى عندما يستخدم أداة أخرى مثل (ما) فإنها تلحق مباشرة بكلمة (علة) أو (حكمة) . ومن المعروف أن البحث عن العلة كان وما يزال هو الطابع (العام) للفلسفة ، بينما اتجه العلم إلى البحث عن الكيفية ، أى خصائص الشئ وصيرورة هذه الخصائص من أجل الاستفادة المباشرة منها .
لكن السؤال الفلسفى ، من ناحية أخرى ، حين يتجه إلى البحث عن العلة ، لا يكون عامًا فى كل الأحوال . فهناك العلة القريبة والمباشرة والعلة البعيدة أو الغائبة . والفيلسوف حين يطرح أسئلته لمعرفة العلل القريبة فإنه يقدم خدمة جيدة للعلم ، وخاصة فى مجال نشأة الظواهر ، وتتابعها ، أو اتصال بعضها ببعض .
كذلك فإن هناك من الأسئلة الفلسفية ما يعد نوعًا من (التحليل العقلى) الذى يساعد فى التعرف على بعض جوانب الظاهرة أو جزئياتها ، وذلك بالإضافة إلى أن معظم الأسئلة الفلسفية تهدف إلى (التركيب العقلى) أى وضع الإجابات الصغيرة والمبعثرة حول ظاهرة ما فى إطار كلى شامل .
ويبقى أن السؤال الفلسفى يحمل فى ذاته دعوة إلى البحث ، والتعرف ، والاكتشاف . وهو بذلك كله يمهد البيئة المناسبة للبحث العلمى الذى يمكنه أن يسترشد بعلامات الاستفهام الفلسفية ليحدد الأرض التى يقيم عليها بناءه .
من هنا ، ينبغى أن ندرك قيمة الدور التمهيدى الكبير الذى آداه التوحيدى للثقافة العربية عن طريق استخدام السؤال والتساؤل ، وما يمكن أن يحدثه ذلك من تحريك السكون ، وغربلة المتوارث ، وفتح آفاق جديدة ومتجددة للمعرفة .
لقد كان على العلماء – حينئذ – أن يبدأوا العمل من تلك البيئة الجديدة التى أعدها لهم التوحيدى، وكان على من أتى بعده من المفكرين أن يكونوا أكثر جرأة واقتحامًا ، وكان من الضرورى أن يستمر إنتاج الأسئلة وطرح التساؤلات حتى لا يخيم شبح الركود ، والمسلمات القطعية التى لا تقبل نقاشًا ، ولا تتحمل إعادة النظر !
لكن ماذا حدث للثقافة العربية بعد التوحيدى ؟
عادت الغلبة لاستقرار الحلول السابقة التى أبدعها الأجداد فى ظروف مختلفة ، وتكونت هالات التقديس حول كثير من الأسماء غير المعصومة من الخطأ ، واستعان كثير من العلماء بالسلطة الزمنية لفرض آرائهم على مجرى الحياة ، بدلاً من أن يتركوا تلك الآراء لقانون التجربة ، وما يفرضه من معايير الصواب والخطأ . وفى مجال التعليم الذى يسبق الثقافة ويمهد لها – صار التلقين والحفظ والشرح والتلخيص هى الأعمدة الأساسية التى يقوم عليها صرح الثقافة العربية . وإذا كانت المقدمات تؤدى دائمًا إلى نتائجها ، فقد كان من أهم هذه النتائج : اختفاء الإبداع ، ومحاربة التجديد ، وغياب روح الدهشة ، وضمور فن السؤال والتساؤل .
* *

من الذي سيرحمكم من غضب الشعب؟!

يارجال الامن
يارجال الفزع
يامن قتلتم الشعب بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع يامن اهدرتم دماء اخوانكم
قولوا لي
بالله عليكم من يحميكم من الشعب اليوم؟!!!!!!!!!!!!!!!!!
الناس يبحثون عنكم في كل مكان
ويقتصون منكم
في السويس
وفي القاهرة
ياكل ضابط وياكل مخبر وشرطي
وامين شرطة
جعلتم من انفسكم كلابا وعبيدا للنظام المتفرعن واستعبدتم الشعب وحكمتموهم بالحديد والنار
جعلتم من انفسكم سادة وفراعين
هذا هو الجزاء الوفاق والقصاص العدل
(وماربك يظلام للعبيد)
ولكم في القصصاص حياة يا اولي الالباب

من الذي سيرحمكم من غضب الشعب؟!

مسؤول رفيع بالحزب الوطني يطالب الرئيس مبارك بالخروج الى الشعب للاعلان عن اصلاحات واستقالة الحكومه

حمل مصطفى الفقي القيادي في الحزب الوطني ورئيس الشؤون الخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى (الشعبة الثانية من البرلمان) بشدة على الحكومة المصرية وطالبها بتقديم استقالتها وقال الفقي في حوار مع التلفزيون الرسمي المصري إنه كان يتوقع من الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء أن يقدم استقالته للرئيس مبارك ويقول له "لقد أوليتنا الثقة ولكن يبدو أننا لم نكن على مستوى هذه الثقة"، وأعرب عن استغرابه أن يخرج مسؤول في الحكومة ليقول في هذه الظروف إن تعيين الخريجين ليس من مسؤولينتنا، معربا عن دهشته من أن يعلن رئيس الحكومة أن بيان وزارة الداخلية يعبر عن حكومته، متسائلا "هل أصبحت الحكومة بمثابة مديرية أمن؟".

كما حمل بشكل غير مباشر على أمين التنظيم في الحزب الوطني أحمد عز وقال إنه لم يكن من الصواب أن يسيطر الحزب الوطني على معظم مقاعد مجلس الشعب في الانتخابات الأخيرة، مشيرا إلى أنه كن من الأفضل أن يحصل على نسبة لا تتجاوز 70%، وأضاف عندما لم يعد هناك مجال للتعبير عن الرأي الآخر تحت القبة أصبح البديل هو الشارع على نحو ما نراه الآن.



كما طالب الدولة باحترام ةالطعون التي قدمت بشأن انتخابات مجلس الشعب، وقال أنه شخصيا تعرض لطعون في نتخابات مجلس الشعب قبل الماضية، ولو ثبت أن هناك تزوير لكان قد أعلن انسحابه، ولكن ترك الأمر للقضاء الذي أثبت أن هناك أخطاء عادية شابت عميلة النتخابات.


وفي أول اعتراف من مسؤول في الحزب الوطني قال الدكتور الفقي- الذي شغل في فترة سابقة منصب سكرتير الرئيس مبارك للمعلومات- أنه شاهد شباب يخرج لأول مرة في المظاهرات مما يعني أن ليس هناك أيادي خارجية وراءهم، وقال إنه من الطبيعي أن يشارك في المظاهرات بعض المنتمين للإخوان أو الجهات الأخرى، لكن هذا لا ينفي أن معظم المشاركين في المظاهرات خرجوا بشكل عفوي تعبيرا عن مشاكل يعانونها.


وفي لهجة غير مسبوقة خاطب مصطفى الفقي الرئيس مبارك قائلا أنه حانت اللحظة لتخرج إلى الشعب وتعلن عن إصلاحات، وأن الشعب لن يصدق أحدا إلا أنت شخصيا، فأنت رجل صاحب تاريخ وكنت قائدا للقاوات الجوية في حرب أكتوبر، وقائدا لمعركة طابا السياسية، وكثيرا من الإنجازات، كما أنك الشخص الوحيد المنتخب الآن، وطالب الرئيس بالاستجابة لمطالب الشعب قائلا أن هذا لا يقلل أبدا من هيبة الدولة، واصفا الحكومة الحالية بأنها حكومة غير مسيسة، وأن "إدارة الأوطان ليس مثل إدارة الشركات".

هذا وقد تم قطع خدمة الإنترنت بالكامل عن مصر اعتبارا من منتصف الليل بتوقيت القاهرة وهناك توقعات بقطع خدمة الهاتف المحمول خلال نهار الجمعة 28-1-2011.

38 قتيلا وألفي مصاب في تظاهرات الجمعة في مصر



اثنان من المصريين أمام سيارة محترقة تابعة للشرطة
29/01/2011 11:59
قالت مصادر رسمية في وزارة الصحة المصرية إن 38 شخصا قد قتلوا وأصيب قرابة ألفين في التظاهرات التي عمت أنحاء مصر الجمعة للمطالبة باسقاط نظام الرئيس حسني مبارك.

وأوضحت المصادر أن 12 شخصا قد قتلوا في القاهرة وواحدا في الجيزة وثلاثة في بورسعيد وثمانية في الإسكندرية و12 في السويس واثنين في المنصورة.


وذكر التليفزيون الرسمي أن الجيش قد قرر تمديد حظر التجوال ليبدأ من الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي بدلا من السادسة ويستمر حتى الثامنة صباحا.


وأكد الجيش في بيان له حرصه على عدم استخدام العنف ضد المواطنين كما حذر من استمرار الفلتان الأمني في البلاد، وذلك بعد حدوث عمليات سلب ونهب متفرقة في مناطق من العاصمة.


وقال شاهد عيان يدعى اشرف محمد نبيل من سكان حي عين شمس شرق القاهرة لـ"راديو سوا" إن ثمة حالة من القلق الشديد في صفوف المواطنين بعد انسحاب أجهزة الشرطة من الأقسام وقصر مهام الجيش على حماية المؤسسات ووسط القاهرة.


وأضاف أن ثمة حالات سرقة ونهب في بعض الضواحي إلا أنها محدودة حتى الآن.



عندما يشعـل التحـفـيز الإداري .. الجـذوة لدى المرؤوس


من البديهيات أن الإدارة ليست علماً نظرياً جافاً، بل تتعدى ذلك لتشكّل فنّاً تطبيقياً يحتاج لمن يقوده لمهارات وقدرات تفوق المسألة النظرية البحتة.

وفي أي مجال عمل يكون فيه رئيس ومرؤوس، من الصعب أن تجد بيئة إدارية يكون فيها الجميع رؤساء فقط أو مرؤوسون فقط، وهذا يستدعي ممن يقود فريق العمل أن تكون لديه مهارات وقدرات في الإدارة تجعله قادراً على قيادة فريق العمل.
ولكننّا نجد في الكثير من الأحيان شكوى المرؤوسين من رؤساءهم، أقصد هنا المدراء أو المسئولون المباشرون عن المرؤوس، وهذا قد يرجع سببه إما لتقصير من المرؤوس في جوانب متعددة من العمل، وهذا من وجهة نظر الرئيس، وإما قصور من جانب الرئيس في استخدام هذا الفن.

الإدارة بالحـب :
عندما نقول الإدارة بالحب لا نعني بذلك أن يجلس الرئيس إلى جانب مرؤوسه ويتسامران، أو أن يردّدان معاً مقطوعة موسيقية، بل أقصد بالحبّ تقدير الجانب الإنساني في العمل، وعدم التعامل مع قوالب وقوانين جامدة تستبعد اللمسة التي تترك ردّة فعل إيجابية يصعب نسيانها من قبل المرؤوس، وتعطيه دفعة نحو جعله شعلة من النشاط والحيوية، وهو ما يسمى أحياناً مبدأ "التحفيز"، وهو ليس بالضرورة أن يكون تحفيزاً بالمال، بل حافزاً معنوياً، بحيث يديم الرئيس الثناء على المرؤوس كلّما رآه قد وفّق في أداء مهمته، ويفوّض في الأعمال، ولا يجعلها حكراً عليه وحده، ويكافؤه بكلمة طيبة، ويذكّره دوماً أنّه أهل ليكون في أفضل الأماكن، وأهل لإنجاز أعظم المهام، ولو تكلّل هذا الثناء بمكافأة مالية لإنجاز مهمة معينة يكون نوراً على نور، وهذا الكلام ليس من صنيع عقولنا أو درباً من الخيال، بل نلمسه في منهج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عندما يقول: "والكلمة الطيبة صدقة".

ويقيناً بأن هناك ممن يعملون مع الرئيس من يستحقون هذا الثناء وهذا التحفيز، وليس بالضرورة أن يكون الرئيس هجومياً ودكتاتورياً، ويناصب فريق العمل لديه العداء، من أجل أن يحقّق مطالبه، كما أنه ليس صعباً أن يصل الرئيس للمرؤوس من مكان يجعله رهن إشارته، وكما يقول أجدادنا في المثل: "كل قلب وله مفتاحه"، والرئيس الحذق يبحث عن هذا المفتاح ليكسب قلوب فريق العمل لديه، فيصبح شغلهم الشاغل هو البحث عن رضا هذا الرئيس، وبذل الجهد من أجل القرب منه، بل والتضحية بالجهد والوقت ليثبت المرؤوس أنه أهل لتحمل المسؤولية، وهذا ليس عيباً طالما أنه يصب في النهاية لمصلحة العمل مع المحافظة على النسيج الإداري السليم.

وختاماً أودّ القول: إنّ العمل بروح الفريق الواحد، واعتماد مبدأ تفويض المسئوليات والمهام، والبعد عن المركزية المقيتة، والروتين القاتل، واعتماد علاقة الرئيس بالمرؤوس على اعتبار علاقة الإنسان بالإنسان، وليس علاقة كبير القوم بخادمه؛ لا شكّ أنها المدخل لنجاح وتألّق أي رئيس في مجال عمله وهذا ما أسمّيه "الإدارة بالحب".

الأستاذ/ أشرف فرج مقداس
العلاقات العامة - الجامعة الإسلامية
غزة - فلسطين



قيادة التـغــيير بنجـاح .. في مؤسسـة تعليـمـيـة


يسرى حسين عبدالهادي ـ الرياض :

انطلاقا من الأهمية البالغة والدور الحيوي للإدارة والقيادة التربوية للارتقاء بالمؤسسة التربوية والنهوض بها بمختلف مستوياتها ومجالات عملها ، تتضح ضرورة تطويرها وتحديثها فلسفة وتنظيما وأداء ، باعتبارها الأداة القادرة على صنع التربية المستقبلية وتجويد نوعيتها ، مثلما تتضح أهمية متابعة النظم التربوية في الدول العربيةللتطورات والنماذج والتجديدات العالمية المتميزة في مجال الإدارة والقيادة التربوية ، ومواكبة مستجداتها وتقنياتها
ولغايات إحداث نقلة نوعية ملموسة في أداء الإدارة والقيادة التربوية ، لابد من الإطلاع ودراسة التجارب والنماذج المتميزة عالماي في مجال الإدارة والقيادة التربوية التي حققت نجاحا ملموسا في الدول المتقدمة ومنها قيادة التغيير التي تؤكدها أبرز التوجهات العالمية باعتبارها النمط القيادي الضروري لتحقيق التعايش الفاعل للمؤسسات التربوية في القرن الحادي والعشرين والاستجابة بشكل أفضل لمتطلباته وتحدياته وتقنياته

وبما أن الهدف الأساسي لكل قائد ناجح في عصرنا هذا هو إتقان المعارف والكفايات والاستراتيجيات الضرورية لإحداث التغيير الإيجابي وتطبيقها بنجاح في مؤسسته التعليمية، فإن اطلاع القادة التربويين على أبرز الأفكار المرتبطة بقيادة التغيير وممارستها الناجحة يغدو أولوية ملحة.



تعريف عام بقيادة التغيير:
إن العملية الإدارية ليست مجرد تسيير للأعمال أو ممارسة للرئاسة، بل هي عملية قيادة بالدرجة الأولى، فالسلطة الإدارية وحدها قد ترغم العاملين في المؤسسة على الطاعة، ولكنها لا تلهمهم ولا تحفزهم ولا تبعث فيهم الحماس والانتماء والإبداع والتفاني.
كما أن الإدارة التربوية بالوقت نفسه هي ممارسة أخلاقية تلتزم بمجموعة من القيم والفضائل التي لا يمكن الاستغناء عنها أو التفريط بها(1).


أي أن الإدارة التربوية في جوهرها هي عملية قيادة بالمقام الأول، وقدرة على التأثير في الآخرين وحفزهم لإنجاز أهداف المؤسسة التربوية وأولوياتها والسعي الدائم لتطويرها، فالعمليات الإدارية وحدها لا تتغير ولا تتطور وإنما الناس هم الذين يعلمون ويتعلمون، ويغيرون ويتغيرون، ويطورون، ويتطورون، لذا ينبغي التركيز على البشر باعتبارهم الأساس والمحرك للنمو والتطور والارتقاء والتأكيد على أن القيادة هي عملية تعلّم تعاونية مشتركة تسهم في دفع المؤسسة التربوية إلى الأمام، ومراعاة أن العصر الحالي (عصر ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات) يتطلب هندسة العلاقات إضافة إلى هندسة العمليات. وهذا ما يفرض تحديًا رئيسًا يتمثل بتطوير القيادة التربوية ضمن إطار فكري حديث، يراعي قابلية القيادة للتعلم والتطوير وإعادة الصياغة بما ينسجم مع متطلبات العصر ومستجداته وتقنياته، وذلك انطلاقًا من أن القيادة هي عملية صناعة يمكن إعادة اختراعها والتفكير فيها وتشكيلها، مما يمكنها من إدارة مؤسسات المستقبل بكفاية وفاعلية(2).

تعد القدرة على قيادة التغيير جوهر عملية التنمية الإدارية بأبعادها المختلفة، فقيادة التغيير تعني: «قيادةالجهد المخطط والمنظم للوصول إلى تحقيق الأهداف المنشودة للتغيير من خلال التوظيفالعلمي السليم للمواردالبشرية والإمكانات المادية والفنية المتاحة للمؤسسة التعليمية».

وتتطلب قيادة التغيير توافر خصائص عدة لدى القائمين عليها، ومن أبرزها:
1 - إرادة جادة قادرة على التحول إلى قيادة جادة تسعى لإحداث التغيير من منطلق استيعابها الواعي لمعطيات الحاضر واقتناعها بضرورة التغيير ومسوغاته.
2 - امتلاك القدرة على المبادأة والإبداع والابتكار لإحداث التغيير والتطوير في عناصر المؤسسة التعليمية وفعالياتها كافة: بنيتها، وأساليب قيادتها، وطرائق عملها، وأنماط السلوك الإداري السائدة فيها.
3 - القدرة على توفير المناخ الملائم للتغيير ووضع استراتيجيات فاعلة لإحداثه، وتطبيقها ومتابعة تنفيذها من خلال الاستفادة الفضلى من الموارد: البشرية والمادية والفنية المتاحة، بهدف الارتقاء بالأداء المؤسسي وصولاً إلى تحقيق الغايات المرجوة منه.
4 - الارتقاء بقدرات المؤسسة وأدائها لتكون قادرة على مواجهة المستجدات المتلاحقة واستيعاب متطلباتها والتعامل معها بإيجابية(3).
وباختصار تؤكد قيادة التغيير على صنع القرار التشاركي، وتعتمد على نوع مختلف من القوة لا يفرض من الأعلى أو من فوق، وإنما يبرز من خلال العمل الجماعي مع الآخرين، ومساعدتهم على إيجاد معنى أكبر وأعمق لعملهم، واستثمار إمكاناتهم الفردية والجماعية بشكل أفضل وحل المشكلات المدرسية بصورة تعاونية.


مجالات عمل قيادة التغيير
تشمل جهود قيادة التغيير جانبين رئيسيين في المؤسسة التربوية هما: الجانب التنظيمي والجانب الثقافي والانفعالي وذلك على النحو الآتي:
1 - الجهود الرامية إلى إعادة بناء وهيكلة التنظيم المؤسسي، وتتضمن إحداث التغييرات في البناء الرسمي للمدرسة، بما فيها: التنظيم المدرسي والجدول المدرسي، والأدوات الوظيفية… إلخ، التي تتضمن تأثيرًا غير مباشر على التحسين والتطوير في العملية التعليمية - التعلمية.
2- الجهود الرامية إلى إعادة بناء النسق الثقافي في المؤسسة التعليمية، وتتضمن إحداث التغييرات في الأنظمة المتصلة بالنماذج، والقيم، والدوافع، والمهارات، والعلاقات التنظيمية مما يؤدي إلى تعزيز أساليب ووسائل جديدة للعمل الجماعي التعاوني ينعكس أثرها مباشرة في إحداث فرق ملموس في عمليتي التعلم والتعليم داخل المدرسة.
إن جهود إعادة بناء النسق الثقافي باعتبارها تستند إلى العلاقات بشكل رئيس، فإنها تتطلب تدخلاً مباشرًا لتعزيز الجانب الانفعالي سواء من القائد أو العاملين معه أو المعنيين بالعملية التربوية كافة. وتسهم هذه الجهود في زيادة المرونة ودرجة التكيف لدى الأفراد والجماعات نحو التغيير، وتساعد العاملين على مواصلة جهودهم التطويرية بالرغم من الصعوبات التي قد يواجهونها أثناء التطبيق.
وتتضمن مجالات عمل قيادة التغيير: الغايات أو الأهداف، والثقافة المؤسسية، والناس، والبنية التنظيمية أو الهيكلية.
طبيعة قيادة التغيير في المؤسسة التربوية وأبرز ملامحها:
يحرص قادة التغيير بصفة عامة على صياغة رؤية مشتركة للمدرسة، وتنمية الالتزام بتنفيذها وتعزيزه لدى جميع الفئات المعنية بالعملية التربوية من داخل المدرسة وخارجها بصفتهم شركاء مساهمين فيها، انطلاقًا من اعتبار التعليم «قضية مجتمعية مشتركة». ويسعى قادة التغيير إلى تطبيق الاستراتيجيات المناسبة لتحقيق هذه الرؤية، وترسيخ القيم والاتجاهات الجديدة والتجارب التطويرية داخل ثقافة المؤسسة التربوية.
ولقد اقترح (Sergiovanni,1987) تسع قيم أساسية ينتهجها ويطبقها القادة الناجحون الذين يتفهمون الحاجة إلى التنسيق بين الجوانب التنظيمية وتلك المعنية بالثقافة المؤسسية لتحقيق التغيير الناجح في المؤسسة التربوية والتي تسهم بفاعلية في تقديم فكرة ملخصة ومركزة حول قيادة التغيير في قطاع التربية والتعليم وتوضيح طبيعتها وأبرز ملامحها، وهي على النحو الآتي:
أ - القيادة بالغايات والأهداف:
وتشمل جميع السلوكات والممارسات القيادية التي تسعى إلى نقل وإيصال كل المعاني المهمة وذات القيمة والمرتبطة بأهداف التنظيم المدرسي للعاملين في أنحائه كافة. إن توضيح الغايات يساعد الناس على إدراك المغزى والهدف من وراء عملهم وتقدير أهميته، ويسهم في تحفيزهم وإثارة دافعيتهم لمواصلة أدائهم بنجاح وتميز.
ب - القيادة بالتمكين:
تتمثل بإتاحة الفرص والوسائل والآليات المناسبة أمام هيئة العاملين في المدرسة للمساهمة في صناعة القرارات التربوية، فعندما يشعر الناس بأن لديهم القوة والقدرة لاتخاذ قرار ما بخصوص أمر يهمهم، وأنهم يحظون بالثقة غالبًا ما يؤدون هذه المهمة على النحو الأفضل. وعندما يستثمر قادة المدارس الكفايات التي يتمتع بها العاملون معهم بشكل مناسب، ويعدونهم ويؤهلونهم للمساهمة الفاعلة في تحقيق أهداف التنظيم المدرسي، فإن العائد التربوي غالبًا ما يكون عظيمًا.
ج - القيادة كقوة دافعة للإنجاز
تؤكد دور القائد كداعم ومحفز ومسهل للأداء والإنجاز، فقادة المدارس الذين يتسمون بالفاعلية لا يحكمون مدارسهم من خلال إصدار الأوامر والتعليمات وباستخدام سلطة الثواب والعقاب، وإنما بالتركيز على ما يمكن أن يحققه العاملون معهم من نجاح فيدعمون جهودهم ويوفرون لهم المناخ المناسب للإنجاز والتميز، وهذا ما يعكس وجهة نظر إيجابية لاستخدام السلطة وتوظيفها في المسار الصحيح.
د - القيادة بنشر السلطة وتفويضها:
ترتبط بالتمكين، وتتضمن نشر الأدوار والمهام والصلاحيات القيادية بين العاملين في المدرسة، فمثلما يستطيع المدير أن يمارس دور المعلم، فإن المعلمين يمكن أن يتحملوا بدورهم مسؤوليات قيادية وفقًا لمجالات تخصصهم، مما ينعكس إيجابًا على تطوير العملية التربوية بمختلف أبعادها ومجالاتها.
هـ - القيادة بالرقابة النوعية:
تختلف الرقابة بالمدارس عن الرقابة في الشركات مثلاً، فهي تتجاوز الاهتمام بالبرامج والضبط والقواعد والأوامر، لتغدو أكثر اهتمامًا بمواقف المعلمين تجاه عملهم واتجاهاتهم نحوه، فالرقابة النوعية تعنى بمعتقدات الناس وكيفية تطابقها وانسجامها مع أدوارهم ومهماتهم، وتسعى إلى تعرف مدى الرضا الذي يشعرون به أثناء إنجازهم لأهدافهم وتحقيقهم لغاياتهم.
و - القيادة بالتحويل والتطوير:
تلخص جهود قيادة التغيير الرامية إلى تحويل العاملين في المدرسة الذين يتصفون بالتزامهم المحدود تجاه غايات المدرسة وأهدافها وتغييرهم ليصبحوا مهنيين ملتزمين يشاركون في صياغة الرؤية العامة للمدرسة، وفي تحديد أهدافها وأولوياتها، ويتسموا بالحماس والدافعية والمساهمة الفاعلة والتأثير الإيجابي على مخرجات التنظيم المدرسي ونواتجه.
ز - القيادة بالبساطة والوضوح:
تتضمن الابتعاد عن تعقيد الأمور وتجنب المبالغة في الإجراءات والأنظمة والتعليمات.
ح - القيادة بالالتزام بالقيم العليا للمؤسسة التربوية:
يتضمن هذا المفهوم التأكيد بشكل قوي على القيم المؤسسية، وينص ببساطة على مجموعة القيم العليا الجوهرية التي بنيت عليها المؤسسة التربوية والتي لا تقبل المساومة بشأنها. وبعد أن يتم إعلان هذه القيم وتوضيحها والتأكيد عليها في أنحاء المؤسسة تتاح هنالك مجالات عدة مناسبة وفرص متعددة لتطبيق هذه القيم من قبل المهنيين والمختصين في المدرسة من خلال برامجهم التربوية المتنوعة، وإبراز طاقاتهم وتميزهم في هذا المجال. والمطلوب هو الالتزام بهذه القيم العليا، وإذا ما تم تبديلها أو إساءة التعبير عنها، فإن القائد يتدخل ويعمل على إحداث التغيير في الاتجاه الصحيح.
ط - القيادة بالتفكير المتعمق المركب:
تنظر للقيادة باعتبارها تتطلب تفكيرًا متعمقًا ينعكس على الأداء، وتصف القادة الناجحين بأنهم يتميزون بأسلوب التفكير المركب الذي يؤكد أنهم يعملون ضمن إطار متعدد الأبعاد، فعندما يستخدمون أسلوب حل المشكلات فهم يأخذون مختلف الظروف المحيطة بعين الاعتبار، وذلك بعكس القادة الذين لا يتميزون بالتفكير المركب، فهم يميلون إلى اتخاذ القرارات بسرعة كبيرة والتفكير بنمط خطي ثابت، ويتجاهلون نقاطًا عدة مهمة ذات علاقة بالموضوع قيد البحث.
خصائص قائد التغيير الفعال:
أشارت نتائج الدراسات والبحوث التربوية إلى أن القائد الفعال ينبغي أن يكون قائدًا للتغيير في مؤسسته التربوية، وتناولت هذه الدراسات والبحوث أهم الخصائص المميزة لقائد التغيير الفعال والتي تشمل: المواقف وطرق التفكير والمعارف والمهارات، وهي على النحو التالي:
أ- مواقف قائد التغيير الفعال:
- يوفر دعمًا إيجابيًا للعاملين معه ولا يخذلهم.
- يعامل أعضاء الهيئة العاملة معه بالمساواة، ويستمع إليهم بفاعلية.
- يتصف بالحماسة والدافعية، والاهتمام بقضايا التربية والتعليم وأولوياتها.
- يتميز بالالتزام في أداء الأعمال وتنفيذ المهام على النحو الأفضل.
- يتسم بالمثابرة، ولا يبالغ في ردود أفعاله، بل يكون عقلانيًا إذا ساءت الأمور بعكس ما هو منشود.
- لا يحاول فرض وجهة نظره بالقوة، ولا يسعى للانفراد بالحوار دائمًا.
- لديه الاستعداد للتجريب والتغيير.
- لديه دائرة اهتمامات أوسع من مجرد العمل.
- لديه استعداد ورغبة للتعلم من أخطائه ومحاولاته.
- يتقبل التغيير والإصلاح والتطوير كأمور حتمية.
- يعتمد على التوجيه من خلال العمل، ويلتزم بالقيادة من خلال تقديم الأمثلة العملية والسلوك الأنموذج.
ب- طريقة تفكير قائد التغيير الفعال:
- يرى كل موقف كقضية متفردة بذاتها، ويدرك إمكانية وجود فرص للتشابه مع مواقف أخرى مماثلة سابقًا.
- يعد للتغيير ويديره عن طريق استخدام قوائم للتشخيص والمطابقة والتعديل، ثم تطويرها بشكل مناسب لأغراضها.
- لديه قدرة على التخيل والتصور، ويمتاز بالمرونة ويشجع استمرار التفكير ومتابعته أثناء فترة تطبيق التغيير، مما يمكن أن يؤثر بفاعلية على سير العمل والتطوير.
- لديه قدرة على التفكير المتعمق في الأمور، ودراستها وتحليلها، واستنتاج نقاط الاتفاق أو التلاقي بين البدائل والاحتمالات المختلفة.
- يمكنه الوصول إلى جوهر المشكلة وكنهها، ولديه القدرة على توقع المشكلات المحتملة.
- يستطيع أن يتعلم من خلال مروره بالخبرة أو التجربة.
- لديه القدرة على توجيه تعلمه الذاتي، ومتابعة نموه المهني المستمر.
ج- المعارف والمهارات المطلوبة من قائد التغيير الفعال:
- يتفهم ديناميكية عملية التغيير ويستطيع التعامل معها، والعمل بموجبها بكفاءة ونجاح.
- يعرف النقاط والعناصر الرئيسة التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار في كل موقف من مواقف التغيير.
- يتفهم طبيعة برامج التعلم والعمليات المرتبطة بتصميمها وتطبيقها وتقويمها، إضافة إلى إدراك أساليب التعزيز المنظم وكيفية استخدامها.
- يتفهم ديناميكة البحث الإجرائي وأساليبه وآليات توظيفه.
- يعرف كيفية توثيق نواتج البرامج والجهود التطويرية ونشرها، وذلك على النحو الأفضل.
- يستطيع التطلع قدمًا نحو الأمام والتفكير للمستقبل، مثلما يستطيع إدراك الحاضر وتفهمه والانطلاق منه للتخطيط المستقبلي.
- يمتلك مهارات متنوعة تساعده على الاندماج والتفويض الملائم لهم باعتبارهم الأعضاء الرئيسين في عملية التغير، سواء كان ذلك عن طريق اللقاءات الفردية، أو أثناء العمل في المجموعات الصغيرة، أو من خلال الاجتماعات الرسمية.
- يمتلك حصيلة من مهارات الاتصال الملائمة للمواقف الرسمية وغير الرسمية، ويشمل ذلك الانضمام إلى الجمعيات أو التنظيمات أو الشبكات المحلية.
- يستطيع بناء مناخ عمل إيجابي مساند وتعزيزه.
- لديه أساليب ووسائل للتواصل المستمر مع المعارف والخبرات والتجارب الجديدة في مجالات تخصصه، لإثراء حصيلته منها وجعلها متنامية بصورة مستدامة.
- يتفهم طبيعة عمل وأبعاد عمليتي التعلم والتعليم، ويمتلك حصيلة واسعة من الآليات التي تساعده على تحقيق تعلم فعال.
- يستطيع استخدام التقنيات المناسبة التي تساعده على رفع كفاءته في جميع جوانب العمل ومجالاته.
- يتفهم طبيعة وآليات تحقيق النمو المهني المستدام ذاتيًا.
أبعاد قيادة التغيير:
يمكن توضيح الأبعاد الرئيسة لقيادة التغيير فيما يأتي:
- تطوير رؤية عامة مشتركة للمدرسة:
يتضمن هذا البعد السلوكيات القيادية الهادفة للبحث عن رؤية وآفاق مستقبلية للمدرسة وأن يعمل القائد التربوي على بث هذه الرؤية لدى العاملين معه، ويخلق الحماس لديهم للتغيير والتطوير.
- بناء اتفاق جماعي بخصوص أهداف المدرسة وأولوياتها:
يتضمن هذا البعد السلوك القيادي الهادف إلى تشجيع التعاون بين العاملين في المدرسة وجعلهم يعملون معًا من أجل صياغة أهداف مشتركة، واضحة قابلة للتحقيق، وتتضمن تحديًا حقيقيًا لهم لكي يسعوا لإنجازها.
- بناء ثقافة مؤسسية مشتركة تعنى بالقيم التنظيمية:
يتضمن هذا البعد السلوكيات القيادية الهادفة إلى بناء الثقافة المدرسية المشتركة التي تشمل القواعد السلوكية والقيم والقناعات التي يشترك فيها كافة الأعضاء في المدرسة، وعادة ما تسهم الثقافة المدرسية المشتركة والمتينة في دعم المبادرات التطويرية والإصلاح المدرسي.
- نمذجة السلوك/ تقديم نموذج سلوكي يحتذى به من قبل القائد:
يشمل هذا البعد سلوك القائد الذي يتمثل في كونه يضرب مثالاً حيًا لمعلميه لكي يحذوا حذوه ويتبعوه، بحيث يعكس هذا المثال القيم التي يتبناها القائد ويتمثلها في سلوكه، مما يجعله رمزًا بالنسبة لهيئة العاملين معه في المدرسة.
- مراعاة الحاجات الفردية للعاملين والعمل على تلبيتها:
يتضمن هذا البعد درجة اهتمام القائد التربوي بالحاجات الفردية للعاملين في المدرسة، والاستجابة للفروق الفردية فيما بينهم فيما يتعلق بالحاجة إلى النمو المهني، وحفزهم وتشجيعهم والإفادة من خبراتهم التربوية ومهاراتهم المهنية.
- التحفيز الذهني أو الاستثارة الفكرية للعاملين:
يتضمن هذا البعد السلوك القيادي لمدير المدرسة باعتباره قائدًا للتغيير يتحدى المعلمين لإعادة النظر في ممارساتهم ومراجعتها وتقويمها وتطويرها، ودفعهم للتفكير في كيفية الأداء بشكل أفضل وتعزيز أسلوب التفكير العلمي لديهم.
- توقع مستويات أداء عليا من العاملين:
يظهر هذا البعد السلوك القيادي المرتبط بتوقعات القائد لدرجة التميز والأداء النوعي العالي الجودة من قبل العاملين في المدرسة، وحفزه وتعزيزه.
- هيكلة التغيير ومأسسته وترسيخه في ثقافة المؤسسة:
يتضمن هذا البعد السلوكات الهادفة لتوفير فرص مناسبة لأعضاء التنظيم المدرسي للمساهمة في عملية صنع القرارات المتعلقة بقضايا تهمهم وتؤثر عليهم، ودفعهم نحو التغيير والتطوير على المستويين الفردي والمدرسي.
- التأكيد على التعلم المؤسسي المستمر (مجتمع التعلم).
- التوازن بين الجانبين الانفعالي والمعرفي.
- الاهتمام بالنمو المهني المستمر للعاملين وتمكينهم من عملهم.
- تعزيز أساليب حل المشكلات وفق منهجية علمية.
- الانفتاح على الأفكار والممارسات الجديدة ودعمها.
- نشر السلطة والمعلومات بصورة واسعة في أنحاء التنظيم.
- تفصيل العلاقة مع المجتمع المحلي.
مقترحات خاصة بتفعيل قيادة التغيير في المؤسسة التعليمية:
إدراكًا لأهمية قيادة التغيير باعتبارها النمط القيادي الضروري لقيادة مؤسساتنا التعليمية في عالم القرن الحادي والعشرين ومواكبة تحدياته ومستجداته، وانطلاقًا من خلاصة الدراسات والتجارب العملية للمؤسسات الإدارية عامة والمؤسسات التربوية خاصة التي نجحت في قيادة التغيير داخلها والتغلب على مقاومة العاملين له وحفزهم لدعم جهودها التطويرية، يمكن أن نلخص المقترحات الآتية:
- التأكيد على قيادة التغيير بدلاً من إدارته، ويتضمن ذلك السعي لبناء وتطوير رؤية مستقبلية مشتركة للمؤسسة التربوية، وغرس التغيير في ثقافة المؤسسة وتجذيره.
- الحصول على دعم واضعي السياسة التربوية وصانعي القرار التربوي لعملية التغيير في المؤسسة التربوية، إذ إن مساندتهم لجهود التغيير والتطوير وتعزيزهم لها يضمن للتغيير الاستمرارية وتحقيق نتائج أكثر فعالية ضمن إطار مؤسسي متكامل.
- التركيز على تنمية قادة للتغيير في المؤسسة التربوية يمتازون بمهارات وكفايات تخصصية: عقلية، وتصورية عليا (إدراكية) وإنسانية، وفنية، ترتبط بعملية التغيير، مما يساعدهم على تكوين إطار فكري ورؤية واضحة عن ماهية التغيير ودوافعه وعملياته ونواتجه.
- السعي الجاد لتوفير التسهيلات المادية والفنية والتقنية المساعدة في التهيئة لعملية التغيير وتنفيذها.
- التأكيد على تنمية الموارد البشرية بصورة متكاملة في المؤسسة التربوية بالعمل على تنمية الأنماط القيادية الفاعلة والمنتجة التي تمتاز بالقدرة على الإبداع والابتكار.
- تعزيز نظم مشاركة العاملين في الإدارة، من خلال مشاركة مختلف الأفراد الذين سيتأثرون بالتغيير في تشخيص مشكلات المؤسسة التربوية ورسم أهداف التغيير والتخطيط له.
- توفير الحد الأقصى من البيانات الكمية والنوعية للعاملين كافة، فيما يتعلق بماهية التغيير ومحتواه ومسوغاته، وتوضيح كيفية تنفيذه ومراحل إنجازه.
- التركيز على تنمية جماعات العمل التي تسودها روح الفريق التعاوني داخل المؤسسة التربوية والعمل على دعم الجهود التطويرية التشاركية.
معوقات التغيير
إن قيادة التغيير ليست عملية سهلة أو بسيطة، وإنما هي عملية متشابكة في عناصرها متداخلة في مكوناتها، وتتطلب الإبداع والابتكار في ممارساتها، ويعتمد نجاحها بالدرجة الأولى على العنصر الإنساني الذي يتمثل في جانبين رئيسين هما: حماس قادة التغيير من جهة، والتزام المتأثرين بالتغيير بتنفيذه من جهة أخرى.
إن عملية التغيير في المؤسسات، سواء تضمنت (الهندرة) أي إعادة هندسة نظم العمل، أو إعادة هيكلة بنية المؤسسة، أو برنامجًا طموحًا ومستمرًا لإدارة الجودة الشاملة، أو تجديدًا تربويًا أو ثقافيًا، هي عملية معقدة ونشيطة ومركبة، وقد تواجه بمعوقات عدة. كما قد لا تحقق النجاح المنشود منها، بالرغم من الجهود الجادة التي يبذلها المديرون في هذا المجال، فما هو السبب؟
إن السبب الرئيس في فشل العديد من جهود التغيير في المؤسسات المختلفة هو الإفراط في ممارسة الإدارة وغياب الدور القيادي، فمعظم المديرين يتقنون دور المدير بصورة جيدة، ولكنهم لا يمارسون دور قائد التغيير بشكل فعال، فهم يقومون بعملية التخطيط، ووضع الموازنات، والتنظيم، وإدارة شؤون الأفراد، والرقابة، وحل مشكلات العمل اليومية، أي ممارسة جميع المهمات التي تدخل في صلب العملية الإدارية التي تحقق الأهداف على المدى القصير. أما عندما يتعلق الأمر بقيادة برامج التغيير والتطوير فقد لا تسعفهم هذه المهارات الإدارية في تحقيق النجاح المأمول
.
وفيما يلي مجموعة من الأخطاء التي تقع فيها بعض المؤسسات عندما تطبق التغيير داخلها، فتؤدي إلى فشل هذه الجهود في تحقيق النتائج المستهدفة، ومن أبرز هذه الأخطاء ما يأتي:

- الرضا المبالغ فيه عن الوضع الحالي للمؤسسة، فالمؤسسة الراضية عن ذاتها وعن إنجازاتها لا تبذل الجهود المناسبة لإحداث التغيير.
- غياب التحالف القوي بين الإدارة والأفراد، إذ يحتاج نجاح التغيير إلى وجود تحالف قوي وفعال بين الناس الذين يملكون السلطة والقوة من خلال مواقعهم وخبراتهم وعلاقاتهم والناس الذين ينفذون عملية التغيير ذاتها ومتطلباتها.
- الافتقاد لوجود الرؤية أو ضعف القدرة على توصيلها فدون وجود الرؤية الواضحة حول أهمية ماهية التغيير ومبرراته ونواتجه المتوقعة وكيفية تحقيق ذلك، تبقى جهود التغيير مقتصرة على وجود قائمة من المشروعات المتفرقة وغير المنسجمة التي تتطلب وقتًا وجهدًا ومالاً، وقد تسير في اتجاهات مضادة أو متعارضة. كما أن نجاح التغيير يتطلب أناسًا راغبين في التطوير والتجديد، ولكنهم لن يفعلوا ذلك إذا لم يفهموا بوضوح سبب التغيير ومغزاه، ودورهم في إنجاحه وأثره على مصلحة المؤسسة وأهدافها، وعلى أهدافهم الخاصة.
- وجود مجموعة من العقبات الإدارية ومنها البيروقراطية السائدة في المؤسسة ونظامها القائم، ووجود مراكز قوى داخل المؤسسة أو خارجها ذات نفوذ كبير تعارض التغيير كونه يتعارض مع مصالحها وغاياتها الخاصة.
- عدم تحقيق نجاحات ونواتج ملموسة على المدى القصير أو بشكل سريع.
- عدم وصول التغيير إلى جذور ثقافة المؤسسة، فإذا لم يتم تأصيل التغيير وترسيخه في جذور الثقافة المؤسسية ويصبح جزءًا منها، فإن الجهود المبذولة لإحداث التغيير والتطوير لن تحقق النجاح المنشود وستنتهي في مهدها.
- مقاومة الناس للتغيير ومعارضته وإعاقة الجهود المبذولة لإحداثه لأسباب عدة، من أبرزها:
- الارتياح للمألوف والخوف من المجهول.
- الميل للمحافظة على أنماط السلوك والعادات والتقاليد المألوفة.
- عدم القدرة على إدراك نواحي الضعف، والقصور في الوضع الحالي، أو عدم القدرة على إدراك جوانب القوة أو مزايا الوضع الجديد الذي سينجم نتيجة لعملية التغيير.
- خوف العاملين من الخسارة المادية أو المعنوية، والخشية من فقدان السلطة أو المصالح المكتسبة المرتبطة بالوضع الحالي القائم.
- سوء فهم العاملين للآثار المرتقبة للتغيير، أو إحساسهم بأنه قد تم استغلالهم أو أنهم مجبرون على عملية التغيير.
- الخوف من مخالفة معايير أو مستويات معينة من السلوك أو الأداء تفرضها قيم المجموعة، والخوف من مطالبتهم بتطوير علاقات عمل وأنماط سلوكية جديدة نتيجة لإحداث التغيير.
- اعتياد العاملين على تصريف شؤون العمل بطريقة معينة والأداء ضمن مستوى معين من الإنجاز، والخوف من ارتفاع مستوى الأداء الذي قد تتطلبه عملية التغيير.

الهوامش
1 - تعليم الأمة العربية في القرن الحادي والعشرين 1991، ص 129.
2 - عزت جرادات ومنى مؤتمن، 2000م، التجارب العالمية المتميزة في الإدارة التربوية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس، ص7.
3 - منى مؤتمن، 1995، إدارة التغيير: جوهر عملية التنمية الإدارية، رسالة المعلم، مجلد 36، عدد4، ص 45 - 52.

http://www.almarefh.org/news.php?action=show&id=825
منقول

عشرات القتلى والجرحى في شوارع السويس والوضع خارج السيطرة ليل 26 يناير



دماؤكم غالية


تحية للشهداء والذين بذلوا دماءهم من اجل الحرية والعدالة والكرامة والتغيير ، ولن يضيع دماؤهم هباء ، فلن نرضي بديلا من رحيل النظام وسقوطه، بعد ثلاثين عاما من الاضطهاد والاستبداد والسلب والنهب المنظم لثروات البلاد




ينبغي المحافظة على الامن


اناشد الشرفاء والجيش تشكيل دوريات لحماية الشعب والممتلكات والمنشأت العامة والبيوت والمحلات الخاصة ، يا جنود مصر ابرؤا من ضباط الشرطة ورجال الامن الذين خلعوا ملابسهم واخذوا في السلب والنهب والحرق ، ونقول لهم هل هذا المنتظر منكم؟؟
!!

بالصور .. مظاهرات غاضبة في مصر ضد توريث الحكم







محيط - خاص
في ذروة الجدل المتصاعد حول ما إذا كان جمال مبارك يمثل بديلا لوالده الرئيس حسني مبارك الذي يحكم مصر منذ 30 عاما والذي لم يعلن حتى الآن نيته للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2011 ، قامت الشرطة المصرية يوم الثلاثاء الموافق 21 سبتمبر / أيلول بتفريق مظاهرتين في القاهرة والإسكندرية ضد توريث الحكم .

وكان المتظاهرون الذين يمثلون قوى سياسية معارضة من أبرزها "كفاية" و"شباب من أجل العدالة والحرية" و"شباب 6 إبريل" و"حزب الغد" و"حملة أيمن نور رئيساً لمصر" وحملة "مصر كبيرة عليك" اضطروا إلى الانتقال بموقع إقامة مظاهرة القاهرة إلى شارع التحرير بدلاً من حي عابدين هرباً من قوات الأمن التي حاصرت الميدان الشهير ومنعت المتظاهرين من دخوله.

وردد المتظاهرون ومن بينهم النائب حمدين صباحي وأيمن نور عبارات تقول "لا ، لا للتوريث ، لا لمبارك ، لا لجمال ، لا لعلاء" ، في إشارة لنجلي الرئيس مبارك .

وترددت أنباء عن قيام الشرطة باعتقال عدد من قيادات الحركات المعارضة السابقة من أبرزهم الإعلامية والناشطة جميلة إسماعيل ، كما ترددت أنباء حول أن عددا من المتظاهرين تعرضوا للضرب بالهراوات كما تمت مصادرة الأفلام من كاميرات مصوري قناة "الجزيرة" وقناة "بي بي سي" العربية واقتيد مراسل الـ"بي بي سي" للتحقيق معه.

ومن جانبه ، أعلن الدكتور أيمن نور مؤسس حزب الغد المعارض أن سبب اختيار ميدان عابدين لتنظيم وإقامة المظاهرة جاء بسبب أنه الميدان نفسه الذي شهد وقفة الزعيم المصري الراحل أحمد عرابي أمام الخديوي توفيق قبل 129 عاماً عندما قال له : "لقد خلقنا الله أحراراً ولن نورث ولن نستعبد بعد اليوم" .

وفي تصريحات أدلى بها لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية "، أضاف نور قائلا :" الخديوي توفيق كان أكثر ديمقراطية من (الخديوي مبارك) فعلى الأقل توفيق لم يغلق الميدان في وجه المتظاهرين ويعتقلهم".

وتابع " واجهنا معوقات وتحديات كثيرة مع الأمن المصري للوصول إلى موقع المظاهرة في حي عابدين ، إضافة إلى أننا وضعنا تحت المراقبة الأمنية من قبل سيارات أمن يتخفى ركابها بملابس مدنية ودراجات نارية كذلك ويسيرون خلف سياراتنا، فيما حاصرت قوات الأمن منزلي في حي الزمالك ومقر حزب الغد".

واللافت للانتباه أن المظاهرات السابقة نظمت في ذكرى رحيل الزعيم المصري أحمد عرابي وذكرت الحركات المصرية المعارضة المشاركة فيها على موقع "فيسبوك" الاجتماعي أن قوى المعارضة الوطنية وجموع الشعب المصري بكل فئاته دعت لإحياء نداء الزعيم الوطني الراحل الضابط الفلاح أحمد عرابي الذي وقف في وجه "الديكتاتور" مدافعا عن كرامة الشعب المصري وصارخا بعبارته الشهيرة "لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقارا".

ويتوقع البعض تزايد وتيرة المظاهرات في الفترة المقبلة خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في نوفمبر /تشرين الثاني المقبل والانتخابات الرئاسية العام القادم.

ومن جانبها ، ذكرت صحيفة "القدس العربي" أن المعارضة المصرية لم تتمكن بعد من إظهار قوتها على تنظيم احتجاجات حاشدة في بلد يبلغ عدد سكانه 78 مليون نسمة لفرض التغيير على حكومة تحت يدها قوات أمنية ضخمة ، مشيرة إلى أن قوات الأمن عادة ما تسارع باحتواء المحتجين بقوات كبيرة العدد بهدف الحد من عدد المحتجين وبحيث لا يزيد العدد عن بضع مئات.

يذكر أن الرئيس حسني مبارك "82 عاما" والذي يتولى الرئاسة منذ عام 1981 لم يحدد ما إذا كان سيخوض الانتخابات المقررة في عام 2011 ، لكن الشائعات المستمرة عن حالته الصحية دفعت البعض للإشارة إلى احتمال قيامه بتسليم السلطة لنجله جمال "46 عاما" القيادي في الحزب الحاكم وهو ما نفاه بشدة الرئيس مبارك ونجله جمال أكثر من مرة.


المنظومة المتكاملة للنهوض باللغة العربية الفصحى

أ. د. حامد طاهر(*)
تقديــم :
وصلت حالة اللغة العربية الفصحى على ألسنة أصحابها إلى مستوى لم يعد يحسن السكوت عليه ، ولا يقتصر هذا فقط على أولئك الذين درسوها دراسة عابرة ، وإنما يسرى أيضًا على غالبية المتخصصين فيها ، والمشتغلين بها ، ممن تتطلب مهنتهم ضرورة استخدامها كالمعلمين، والمحامين ، والإعلاميين وغيرهم ، بل إن الكتابة نفسها باللغة العربية الفصحى قد أصبحت هى الأخرى تعانى من الهبوط ، فقلما تقرأ كتابا أو مقالاً أو حتى تقريرًا باللغة العربية دون أن تجد صاحبه يقع فى أخطاء متعددة ، لا تتصل بضعف الأسلوب فحسب ، وإنما قد تؤدى أحيانًا إلى قلب المعنى تمامًا .

وليس يعنى هذا أن حالة اللغة العربية الفصحى حاليا هى أسوأ من حالتها فى القرن أو القرون الماضية ، فنحن نعلم أنها قد تعرضت لفترة طويلة من الإهمال ، الذى نتج عنه فصلها أو شبه فصلها عن ميادين الحياة العامة ، مع غلبة اللهجات العامية عليها ، بالإضافة إلى ما وفد إليها من اللغات الأجنبية ، واندفاع عدد كبير من أصحاب العربية إلى إجادة هذه اللغات ، وإهمال لغتهم الأصلية ، ومما لا شك فيه أن انتشار التعليم فى أنحاء الوطن العربى خلال القرن العشرين قد زاد من شيوع اللغة العربية الفصحى ، ولكنه شيوع لا ينهض على أساس متين من المعرفة الصحيحة بها ، واستخدام الطاقات الهائلة الكامنة فيها .
والملاحظة التي يؤكدها الواقع المشاهد أن المتحدث باللغة العربية الفصحى يعانى معاناة شديدة : أولاً من خشيته من الوقوع في الخطأ (أي ما يخالف القواعد التي يعرفها بالفعل ، وأحيانًا لا يعرفها) وثانيًا من صعوبة إيجاد المفردة الصحيحة للمعنى الذي يقصده ، وفى أحيان كثيرة لا يوفّق فى ذلك (مثل جمع أكفاء بتشديد الفاء للمفرد كفء) ، وثالثًا من عدم صحة تركيب الجملة العربية لكي تؤدى معنى أو فكرة محددة ، ومن الواضح أن جوانب هذه المعاناة تنعكس مباشرة على تفكيره الذي ينبغي أن يوصله للآخرين من خلال اللغة ، وهنا نرى أنه بدلاً من أن تصبح اللغة وسيلة سهلة لنقل الأفكار وتبادلها تتحول إلى عقبة مروعة يسعى المتحدث إلى تجاوزها ، ومحاوله التغلب عليها .
أما بالنسبة إلى اللغة التي يستخدمها الخطباء والوعاظ فهي لغة قديمة ، تجمدت معانيها في قوالب شبه محددة ، ولم يعد على المتحدث بها إلا حفظها عن ظهر قلب ، ثم إعادة إلقائها على المستمعين بصورة رتيبة ونغمة مكررة ، دون أن يراعى حالة التواصل الحي التي ينبغي أن تكون بينهم وبينه . ولا نريد أن نستطرد فى أن أحد أهم الآثار المترتبة على انعدام هذا التواصل ما نراه من انفصال الشباب عن المفاهيم الدينية المعتدلة ، التي كان ينبغي أن تسود في المجتمع من خلال لغة قريبة من مداركهم .
والخلاصة أن حالة اللغة العربية الفصحى لا تسر محبا لها ، أو حريصًا على النهوض بها لكي تقف بكفاءة بين لغات العالم الآخذة في الانتشار ، مع أن اللغة العربية كانت أحق من غيرها بالحركة والذيوع حتى تستجيب للمحتاجين إليها فى شتى أنحاء العالم ، ممن يهمهم معرفتها باعتبارها مفتاح التراث العربي الإسلامي ، فضلاً عن إمكانية استخدامها فى مؤتمراتهم ولقاءاتهم الدولية .
ومما يزيد الحاجة إلى النهوض باللغة العربية الفصحى ما يبدو حاليا من رغبة جمهوريات إسلامية بأكملها ، خرجت من سيطرة "الاتحاد السوفيتي" على مقدراتها ، في أن ترتبط بالتراث العربي الإسلامي ، ولا تجد وسيلة لذلك أفضل من اللغة العربية ولدينا بالفعل طلبات كثيرة من هذه الجمهوريات لمساعدتهم فى تعلم اللغة العربية .
إن الوعي بأهمية المشكلة ، والإحساس الصادق بضرورة إيجاد حل لها كانا من أهم دوافعنا للتفكير في بحث أسبابها ، والوقوف على عوامل تدهور المحاولات والتجارب السابقة أو ضعفها ، مع الاستفادة من كل جوانبها الإيجابية ، والخروج من ذلك بنتيجة جديدة تكون قابلة للتطبيق العلمي ..
من خلال وضع "منظومة"متكاملة للغة العربية الفصحى تكون دليلاً عمليًا ، ومرجعًا مفيدًا لكل من المعلمين والمتعلمين معًا ، ولأصحاب اللغة أنفسهم أولاً ولغير الناطقين بها ثانيًا .
لقد توصلنا إلى أن الخطأ الرئيسي الذي كان يوقف أو يضعف كل محاولات تيسير تعلم اللغة العربية – يرجع أساسًا إلى تناول اللغة العربية بصورة منقوصة ، حيث تركزت كل المحاولات السابقة تقريبًا على إصلاح القواعد النحوية ، مع أن هذه القواعد لا تمثل فى مجال تعلم اللغة – أى لغة – إلا جزءًا واحدًا منها ، وتظل هناك أجزاء أخرى متعلقة بالمعجم ، والأفعال ، والأدوات ، والأساليب المتنوعة ، التى تكوّن الثروة اللغوية اللازمة لمتعلم اللغة العربية الفصحى .
كذلك توصلنا إلى أن المصطلحات الفنية المستخدمة فى قواعد اللغة تقف عقبة دون الوصول إلى الهدف الحقيقي ، وأنه مع الاستعانة ببعض تجارب اللغات الأجنبية الأخرى يمكن التغلب على هذه العقبة (كما هو الحال فى وضع قاموس للأفعال ، وآخر للأدوات) .
ومما لاحظناه أيضًا أن معلمي اللغة العربية الفصحى يركزون فى أغلب الأحيان على "تعليل" القواعد ، فضلاً عن تعليل الأساليب التي تخرج عن هذه القواعد .
وقد وجدنا أن التعليل الذي قد يكون من اهتمام المتخصصين لا ينبغى أن يصحب تعلم اللغة أصلاً ، وخاصة في مرحلتها الأولى والأساسية .
إننا مقتنعون تمامًا بأن هذه المنظومة التي نقدم مشروعها اليوم كفيلة بالقضاء على معظم الأخطاء التي وقعت فيها المحاولات السابقة التي تمت في مجال تعليم اللغة العربية الفصحى ، كما أنها الوسيلة الناجعة لتمكين الراغبين في تعلمها من السيطرة عليها ، وإجادتها ، سواء مع وجود معلم أو بدونه .
وأخيرا لابد من الاعتراف بأن تعلم أي لغة لا يكتمل إلا من خلال الممارسة في وسط يتحدث بها فعلاً ، كما أن الرغبة في تعلم اللغة إنما تقوى بإحساس المتعلمين بمدى الفائدة التي تعود عليهم منه . وقبل هذا وذاك لابد من أن يتوافر بين يدى المتعلم مثل هذه المنظومة المتكاملة التي نقترحها .
1- قاموس عصري المفردات
على الرغم من الجهود السابقة في هذا المجال فإنها لا تفي بحاجة أبناء اللغة العربية أو الراغبين في تعلمها ، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب أهمها :
1- الترتيب : فمازال يتبع النظام العربي القديم بالاعتماد على الجذر اللغوي ، وهذا يقتضى من الباحث عن كلمة مثل "استحضار" :
أ- تجريدها من حروف الزيادة .
ب- ردها إلى جذرها اللغوي .
جـ- البحث عنها فى مادة "الحاء" .
وإذن فالباحث في القاموس العربي عليه أولاً أن يكون ملمًا بعلم "الصرف"، وهو ليس في متناول المبتدئين لصعوبته .
2- التركيز على الكلمات الميتة: فهذه القواميس مازالت تترسم خطى القواميس القديمة فى اشتمالها على كلمات انتهى استعمالها أو قل ، لأنها كانت ترتبط بقبائل معينة أو ظروف معينة .
3- الحشو بالشواهد : تمتلئ القواميس العربية بالكثير من النقول والاستشهاد الشعرية التي تعتبر في كثير من الأحيان من الشواذ اللغوية التي لا تمثل قاعدة ولا تفيد المتعلم المعاصر .
4- لا تتواكب القواميس الحالية مع لغة الحياة المعاصرة الجديدة التي أصبحت تتطلب معرفة وشرحًا تمهيدًا لدقة استخدامها . من ذلك مثلاً كلمة "سحب" التي تعنى "جر" لابد أن يوضع بجانبها مثال "سحب شيكا" أو "سحب من الرصيد" وهى لغة بنكية ، وليس فى المعجم الوسيط مثلاً – الذي أخرجه مجمع اللغة العربية – الفعل "برمج" الذي يعنى "وضع برنامجًا" ، أو صممه في حين أن كلمة "برنامج" موجودة به !!
5- تستخدم القواميس الحالية فى الشرح لغة غير مفهومة أحيانًا للقارئ المعاصر ، فمثلاً نقرأ في المعجم الوسيط فى مادة (أهل) كلمة "استأهل" : أخذ الإهالة وائتدم بها ، واستأهل الإهالة : أهلها .
لذلك تبدو الحاجة ملحة إلى عمل قاموس جديد يكون معاصرًا بمعنى الكلمة بحيث يحتوى على اللغة العربية الفصحى الحية ، ويفيد منه القارئ العادي بأسرع وسيلة ممكنة ، وبأسهل منهج ، وقد رأينا أن يقوم هذا القاموس على مجموعة من الأسس أهمها :
1- ترتيب الكلمات ألفبائيًا بصرف النظر عن الجذر اللغوي لها ، فيوضع كل اسم أو فعل أو أداة في موضعها كما تنطق وتكتب بالفعل . وبذلك يمكن الرجوع بسهولة إليها في ترتيبها المعهود فى المعجم دون بذل أى جهد فى البحث عن جذرها الاشتقاقي .
2- الاقتصار على كلمات اللغة العربية الفصحى المعاصرة من ناحية ، ومن ناحية أخرى اللغة القديمة التي مازالت تستخدم بالفعل .
3- يراعى في الشرح ضرورة استخدام لغة أبسط وأسهل من الكلمة المراد شرحها . وبذلك نتجنب عيبًا أساسيا يسرى في كل القواميس العربية التي ظهرت حتى اليوم .
4- العناية بالدلالات الجديدة التي اكتسبتها ألفاظ اللغة العربية عبر تطورها فى العصر الحاضر .
5- يراعى في إيراد الأمثلة أن تكون مستمدة بالفعل من نصوص عربية مستخدمة : قديمة أو حديثة ، وعدم اللجوء إلى الأمثلة المصطنعة أو المخترعة ، كما حدث في المعجم الوسيط عندما اخترع واضعو المعجم كلمة (ملبنة) للإناء الصغير الذي يوضع فيه اللبن ، ويقدم مع الشاي للضيوف ؛ في حين أن اسمه الذي يطلق عليه بالفعل هو (لبانة).
6- ضرورة التخفيف من كل الاستطرادات والتفريعات حول كل مادة حتى يؤدى القاموس المقترح الغرض منه بأسرع وسيلة ممكنة ، وفى أقصر وقت ممكن.
7- تزويد القاموس بالصور "الفوتوغرافية" وليس بالرسوم ، حتى تساعد القارئ على المعرفة المباشرة للشيء .
2- قاموس الأفعال
الأفعال في اللغة العربية الفصحى تمثل جزءًا أساسيًا من بنية الجملة ، فهى التى يتوقف عليها عنصر الزمن الماضي والحاضر والمستقبل ، ولغتنا العربية من أغنى لغات العالم في هذا المجال .
ومن المعروف أن هناك علمًا متكاملاً يختص بتصريف الأفعال ، واشتقاقاتها هو علم "الصرف" ، وهو علم يقوم – في جزء كبير منه – على القياس (أي وضع قاعدة وتطبيقها على كل ما يندرج تحتها) ، ولكن المتحدثين باللغة العربية يصعب عليهم إتقان هذا العلم ، فضلاً عن دراسته، أو الإلمام بقواعده الأساسية ، ولذلك فإنهم يلجأون إلى السماع والمحاكاة , وهنا يأتي الخطأ ، وتتعدد الأغلاط إما فى التصريف ، أو فى ضبط أوزان الأفعال ، أو حتى في الاشتقاق .
لذلك رأينا أن يتم وضع قاموس مخصص لكل أفعال اللغة العربية المستخدمة بالفعل ، وعمل مجموعة من "نماذج" هذه الأفعال التي تندرج تحت كل منها مجموعة كبيرة جدًا من مثيلاتها.
وسيتم وضع الأفعال مرتبة ألفبائيًا فى فهرس يشير كل رقم أمامه إلى (الفعل – النموذج) الذي يتبعه .
وبذلك يمكن لأي قارئ عادى لم يطلع على علم الصرف إطلاقًا أن يستفيد من هذا القاموس بمعرفة تصريف الفعل إلى (ماض – مضارع – أمر) ، وإسناده إلى الضمائر المختلفة (المتكلم – المخاطب – الغائب) ، والفعل المسند إلى (المفرد – المثنى – الجمع) ، وإلى (المذكر – المؤنث) ، والفعل المبنى للمجهول – مع تحديد حالة الفعل في مواقع (الرفع – النصب – الجزم) . (مرفق أمثلة من هذه النماذج) .
الصـــور
3- قاموس الأدوات
تقوم الأدوات في اللغة العربية بدور رئيسي ؛ فهي التي تربط بين أجزاء الجملة الواحدة ، وبين الجملة وغيرها ، كما أنها تقوم بدور أساسي فى استقامة معنى الجملة ، وتحديد دلالتها على المقصود منها . كما أن هناك عددًا كبيرًا من أفعال اللغة العربية ترتبط دائمًا بأداة معينة فى استخدامها ، وهناك مجموعة أخرى من الأفعال يتغير معناها بتغير الأداة الملحقة بها مثل (رغب فى : التى تعنى أقبل على الشيء ، ورغب عن : التى تعنى أعرض عن الشيء) .
ومن الملاحظ أن استخدام الأدوات على ألسنة المعاصرين لم يعد يتميز بالدقة أو التحديد اللازمين ، وكثيرًا ما نجد خلطًا فى استخدام الأدوات للربط بين مفردات الجملة ، وعدم الدقة فى الربط بين الجمل ، ويمكن القول بأن هذا المجال يتعرض لفوضى بالغة .
ولا يقتصر سوء استخدام الأدوات على اللغة الشفهية وحدها ، وإنما يسرى – مع الأسف – فى اللغة المكتوبة أيضًا ، ولا يستثنى من ذلك الكثير من المقالات الصحفية والتقارير والكتب العلمية .
لذلك كان من اللازم التفكير فى وضع قاموس مخصص للأدوات واستخداماتها فى اللغة العربية ، يتم ترتيبه ألفبائيًا لسهولة الاستفادة منه ، ويستطيع أي قارئ عادى أن يتعرف على معنى أى أداة واستخداماتها المختلفة ، مشفوعة بأمثلة توضيحية يمكن بسهولة أن يقيس عليها .
ومن الجدير بالذكر أن هذه المحاولة تعتبر هى الأولى من نوعها فى مثل هذا المجال (مرفق أمثلة من الأدوات) .
(لا) معانيها واستخداماتها :
1- تكون نافية
مثل : لا يتفوقُ الكسول .
2- تكون ناهية
مثل : لا تتحركْ من هنا .
3- تأتى إجابة بالنفي :
مثل : هل لديك وقت فراغ ؟ - لا .
4- تكون نافية للجنس
مثل : لا رادَّ لقضاء الله .
5- قد تأتى للنفي وللعطف معا
مثل : أخافُ اللهَ ، لا للناسَ .
(ما) معانيها واستخداماتها :
1- تكون نافية للجملة الفعلية
مثل قوله تعالى : }مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ{ .
2- تأتى نافية للجملة الاسمية
مثل قوله تعالى : }وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ{ .
3- تأتى شرطية
مثل قوله تعالى : } ما تفعلوا من خيرٍ يُوَفَّ إليكم{ .
4- تأتى بمعنى الموصول لغير العاقل
مثل : لم يعجبني ما فعلتَ .
5- تأتى بمعنى المصدر
مثل : أدهشنى ما قمت به .
6- تأتى استفهامية
مثل : ما موقعُنا من الاقتصادِ العالمى ؟
4- كتاب القواعد الأساسية
تتمثل الصعوبة الأساسية بالنسبة لقواعد اللغة العربية فى علم النحو. وأبرز ما يمثل هذه الصعوبة هو المصطلح النحوى القديم الذى لم يتطور حتى الآن مثل قولنا (منصوب على نزع الخافض) ، وقولنا (مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر أو الثقل) ، وقولنا (مبنى على الفتح المقدر) ومن الواضح أن مثل هذه العبارات عندما يفاجأ بها متعلم اللغة العربية فإنه لا يستوعب معناها الذى يحتاج إلى شرح مطول لفلسفة بناء النحو العربي .
وهناك صعوبة أخرى تتمثل فى التعامل مع المكملات والأمور الفرعية فى النحو العربي مثل الأساسيات ، بل أحيانًا تأخذ هذه الأمور الفرعية اهتمامًا أكثر ، مما يؤدى إلى تقلص دور الأساسيات ، وعدم ظهورها بصورة واضحة للمتعلم المبتدئ .
ومن الصعوبات التى تقابل متعلم اللغة العربية ما ينتشر فى القواعد مما يسمى بـ (الشواهد النحوية) ، وغالبيتها يعتمد على أبيات من الشعر لا تتكرر كثيرًا فى اللغة العادية ، فضلاً عن أن الشعر له لغته الخاصة التى يمكن التجاوز فيها بخلاف اللغة العادية .
ومن أهم الصعاب التى تعترض سهولة النحو العربى ما يشيع من اهتمام مبالغ فيه بـ (الإعراب التقديري) الذي لا يظهر أثره الملموس للمتعلم المبتدئ .
وعلى الرغم من ظهور محاولات متعددة – وبعضها جيد – لتيسير النحو العربى ، فإن القواعد النحوية مازالت تتبع الأسلوب القديم نفسه ، ولا تأخذ بأىِّ من هذه التطورات .
لهذا كله وجدنا من المناسب أن يتم عرض قواعد اللغة العربية بلغة معاصرة تعتمد على المادة اللغوية المستعملة بالفعل ، سواء فى التراث العربى أو فى العصر الحاضر مع تجنب كل السلبيات التى أشرنا إلى بعضها فيما سبق ، والتركيز – فى الوقت نفسه – على أساسيات الجملة العربية .
وسوف ينحصر كتاب القواعد الأساسية للغة العربية فى ستة أجزاء رئيسية تضم كل أبواب النحو العربى على النحو التالى :
1- الجملة الاسمية .
2- الجملة الفعلية .
3- المرفوعات .
4- المنصوبات .
5- المجرورات .
6- التراكيب اللغوية الخاصة .
5- كتابا النماذج والمختارات
من أهم الأمور فى مرحلة تعلم اللغة العربية الفصحى توافر مجموعة كافية من النصوص النثرية والشعرية التى تمثل الثروة اللغوية الأساسية لدى المتعلم ، والتي يمكن – على أساسها ومع الاستعانة بها – أن يطبق ما يتعلمه من قواعد ، ويشاهد من خلالها مباشرة تنوع الأساليب، وتعدد الدلالات .
ومما يلاحظ على النصوص التى تقدم حاليا أنها تقتصر على بعض العبارات النثرية ، وبعض الشواهد والأمثلة الشعرية التى ترتبط عادة بظواهر لغوية ونحوية شاذة أو قليلة الاستعمال أو غير قياسية ، ويترك المتعلم لكى يقرأ بمفرده ما تيسر له حسب طاقته وثقافته ، وبهذا يغيب عن المتعلم مصدر أساسى وغنى للغة العربية الفصحى .
لذلك رأينا أن تضم المنظومة كتابين ، يختص أحدهما بنماذج مختارة بعناية من النثر العربى القديم والمعاصر ، ويختص الآخر بمختارات من روائع الشعر العربى عبر عصوره منذ النشأة حتى الوقت الحاضر .
ومما لا شك فيه أن عنصر الاختيار له دور هام للغاية فى تصميم هذين الكتابين ، ولكى نصل إلى أعلى مستوى من حسن الاختيار ، رأينا من المناسب أن يتم بصورة جماعية ولا ينفرد به شخص واحد ، حتى تتاح الفرصة لتنوع الأذواق وتعدد الرؤى والاختيارات .
ويتم هذا الاختيار عن طريق استخدام منهج علمى يقوم على الخطوات التالية :
1- تكلف مجموعة من الباحثين باختيار النماذج .
2- يطرح كل نموذج على عدد من المتخصصين فى اللغة والأدب لتقييمه وإعطائه درجة معينة .
3- تجمع درجات كل نص وتختار النصوص الحائزة على أعلى الدرجات. وبذلك نضمن جودة الاختيار وتنوعه .
ومن الجدير بالذكر أن وجود هذين الكتابين سيكون ضروريا جدا للمتعلم المبتدئ لأنه من ناحية سوف يطلعه على أروع وأجمل نماذج اللغة بقصد أن يحببه فيها ويقربه منها ، ومن ناحية أخرى سوف يحال إليها فى بقية أجزاء المنظومة وبخاصة الكتب رقم (2 ، 3 ، 4) .
أ- نماذج من النثر العربى
جرت العادة فى اختيار النصوص التى تقدم لمتعلمى اللغة العربية أن تكون من مجال الأدب ، دون أن تضم المجالات الأخرى مثل العلوم ، والاجتماع ، والاقتصاد ، والتاريخ ، والحضارة ... إلخ . وقد أدى الاقتصار على مجال الأدب وحده إلى فصل المتعلم عن تلك المجالات التى ترتبط ارتباطًا مباشرًا بحركة الحياة فى المجتمع .
ومن الملاحظ أن لغة الأدب تحتوى أحيانًا على بعض الظواهر اللغوية التى لا تخضع تمامًا لقواعد اللغة ، إلى جانب احتوائها على بعض التغيرات المبتكرة أو الأساليب الخاصة التى ترتبط بكل كاتب على حده .
يضاف إلى هذا وذاك أن كتب المختارات النثرية لم تواكب تطور اللغة العربية الفصحى حتى العصر الحاضر ، واكتفت فى الغالب بالوقوف عند النصف الأول من القرن العشرين ، ولم يظهر منذ ذلك الوقت أى كتاب يمكن الاستفادة منه فى هذا المجال .
لذلك فإن الحاجة أصبحت ماسة إلى وضع كتاب يضم نماذج من النثر العربى فى مختلف عصوره من ناحية ، وفى مختلف مجالات الحياة من ناحية أخرى ، بشرط أن تكون هذه النماذج المختارة جذابة للقارئ وغنية بالمعاني والمضامين ، وبعيدة عن التقعر والتكلف .
وبذلك يسهل على المتعلم محاكاتها والنسج على منوالها من ناحية، وتطبيق القواعد التى يتعلمها على هذه النماذج من ناحية أخرى .
(ب) مختارات من الشعر العربى
قيل إن "الشعر ديوان العرب" ، والواقع أن هذه المقولة مازالت صادقة حتى الآن . فالشعر له تأثيره القوى على الوجدان ، كما أنه يستقر فى الذاكرة نتيجة لما يحتوى عليه من وزن وقافية ، وقد ثبت بالتجربة أن الشعر مفيد جدًا لمتعلمى اللغة وخاصة عندما يكون سهل الألفاظ ، رقيق المعاني ، عذب الموسيقى ، والدليل على ذلك ما تقوم به الأغاني والأناشيد من دور مهم فى تعليم اللغة للأطفال .
ومن المعروف أن هناك العديد من كتب المختارات الشعرية التى وضعت فى العصور القديمة (حماسة بن تمام – مفضليات الضبي – الأصمعيات) ، وفى العصور الحديثة (المنتخب من أدب العرب) .
ومن الملاحظ أن المختارات الشعرية السابقة خضعت لذوق فرد واحد فى الغالب ، وعندما كان يتم تأليف جماعي فقد كان يجرى بأسلوب فردى تبعًا لتقسيم العمل بين المؤلفين .
وقد أصبحت الحاجة ماسة إلى وضع كتاب شامل فى مختارات الشعر العربى (القديم والحديث والمعاصر) بشرط أن يتم جمعه وانتخاب نصوصه على أساس جماعي يشترك فيه أكبر عدد من المتخصصين والمتذوقين للغة ، تبعًا للمنهج الذي أشرنا إليه فيما سبق .
خاتمة :
إن هذه المنظومة التى أقدمها اليوم للمسئولين عن تعليم اللغة العربية الفصحى فى المدارس والجامعات ومراكز التدريب أو تعليم العربية لغير الناطقين بها .. لم تنشأ من فراغ ، ولا وليدة فكرة سريعة ، وإنما جاءت بعد طول تأمل ، وممارسة فعلية ، وتجارب متعددة .
وبالتالي فإن المرجو والمأمول أن تسارع إحدى الجهات بتبنيها والقيام على تنفيذها، وإلا فإن الزمن يمر ، ومشكلات تعليم اللغة العربية سوف تزداد ، والشكوى منها سوف تتفاقم ، والجميع يتمنى ويرجو .. دون أن يتحقق شيء ملموس . والله ولى التوفيق ،،،
* *








حوار بين الكتاب والإنـترنت - بين الدسم و الوجبات السريعة

حوار(غير تقليدي) بين البعير والسيارة
أقصد بين الكتاب و (الانترنت و التلفاز)

وإن شئت فـ سمّــه حوار بين : ثقافة (منزوعة الدسم)
( الوجبات والسندويشات السريعة ) و ( الخلطات مسبقة الصنع )
.. المسلية .. اللـذيـذة .. المقرمشة (للمستعجل)
(التلفاز = الجريدة = المذياع = الحاسوب = ..الخ)
والثقافة (كاملة الدسم) .. حيث سحب المعلومة بـ ثني الركب .. و(قوة) الساعد ..
وربما .. (عسر هضم ) المعدة ..
أقصد في مقابل ( الكـتـاب .. كركيزة أساسية ) .. ( للتثقيف الجيد ..)
إنّ الهامش الفاصل بين التسلية .. والتثقيف الحق .. ضـيّـق ملتبـس .. للغاية ..
فمن السهل أن يكون ما نستمع إليه (مذياع) ونشاهده (تلفاز ) أو نتفاعل معه ( انترنت )
ضرباً من ضـروب التسلـيـة .. ومـفـيـد .. في آن واحـد ..
إلا أنه من المحـزن أن (نظـن) طوال تلكم الساعات – وقد السنوات- أننـا نتـعـلـم !

الـفـرق بينـهـمــا //ـــــــــــــــــــــــ
1) الكتــاب نمارس فيه حريتنا الكاملة في الاختيار …
مقابل ( وسائل الإعلام المقولبة .. بدءا من الدعايات وانتهاء بالسياسات )
2) لا يحتاج إلى آلات مساعدة لجلب المعلومة .. أو جلسة ( كالانترنت) ..
ويكفي فيه حتى ( كتاب جيب ) في طابور ( خبز )
3) يتم فيه الارتقاء إلى الأعلى .. حيث كان صاحبه ( من نخب عقول المجتمع )
بخلاف الـ(انترنت) الذي ربما في بعض الإحصائيات .. أن أكبر رواده -
وأكثر مادته من صنع : المراهقين أو صغار السن - الفارغين - ذوي المؤهلات الوسطى
*والشات .. دليل ..
*إحصائية 90% من استعمالات الشبكة العنكبوتية (جنس)
بينما الـ10% الأخرى (سائر مناحي الحياة: اقتصاد- سياسة- ثقافة -..)
دليل ثانٍ ..
4) كان الكتاب .. ومازال .. الأرخص ثمنا أمام الوسائل الأخرى ..

ــــــــــــــــــــــــــــ ولا بأس بأن أخرج قليلا

لا تـعـتـمـد على أي منتدى كوسـيـلة تثـقـيـف .. ولا من انترنت عموماً .. إلا بعض ما يُستـثـنـَـى
لنعـد للكتاب .. وسيلة للجـادين فقــط …
صـدقـوني : إن المذياع والتلفاز والانترنت … الخ (نعم: دفـَقـاً معلوماتـيـاً هـائـلاً) ..
إلا أنهـا .. معلومات متشـظـّـيـة ..كثـيـفـة .. غير مترابطة الأجزاء ..
يـرتـبـك عـقـل – إنسان مستمتع غير جاد – عن أن يجمع شتاتـه .. ويحـلّـل أطـرافـه ..

فـلا يـعـدو حيـنـئـذ .. أن يكون وسيلة :
توعية معلوماتية = ثقافة متناثرة = استنارة عامة .. لرجل الشارع لا أكـثـر ..
مع - ضريبة - تخدير في جوانب أخرى..( لا يتسع لها المقام )
وقـتـل للإبـداع .. دون بذل لـجهد .. سوى الاندهاش بما يعرض .. وإنْ كان علميا ..
فـلم نعهد يوماً براءة اختراع من خلال مشاهدة سلبية .. خاملة .. لتلفاز وإنْ كانت مادته ..( إبداعاً )..
إلا أنها ليس إبداعنا .. جماهـير المستهـلـكـين … بل لصانعي محتواه ..!
ومن اتـّكـل على زاد غـيره .. طــال جـوعُـه ..

أخي //ـــــــــــــــــــــــ
خـمّـن في عالم (الانترنت) ماذا سيكون المستوى الثقافي الذي تود التلاقح الفكري معه !
للإرتقاء بالنفس والعقل !!
إنمـا هـي أقـاصـيـص قصّـاص .. وأحاديث ليل يمحوها النهـار .. ولا مـيزان !
سأل رجلٌ (سيفـويـه القاص) : ما الغـسـلـين ؟؟
فقال سيفويه : على الخبـيـر سـقـطـتَ ..
سألـتُ عـنـه شـيخـاً من فقـهـاء الحجـاز ..
منذ أكـثر من سـتـين سـنـة ..
فقال الشـيخ : لا أدري !!

وهـكــذا فـطـريق الجـاهـل .. مســتـقـيـمٌ في نـظــره !
وإذا لم نـعـلم أين نـذهـب .. فكـلّ الطـرق سـتـفـي حينـهــا بالغـرض !!
والأعمـال التي لا تنـتـهـي .. هي التي لا صـعـوبـة فيها ..
حيث لا هـدف نسـعـى لتحـقـيـقــه !!!
لا أقـول هـذا إنقـاصـاً لشأن بعضنا البعض.. حـاشــا وكـلا :

إلا أني تعلمت من مدرسة الحياة :
أنّ الخـبـرة :
هي المشـط الذي تعطيك إياه الحياة ..
عندما تكون أحياناً .. قد فقـدت شعـرك !
عـودي أخي //ـــــــــــــــــــــــ
لمـدمـنـي الانترنت.. واعترافاتهم بأسـى يشبه اعترافات :
مدمني المخدرات أو (علماء الكلام الأوائل) قبيل وفاتهم !!
حيث : يـعـلّـمـنـا التـاريـخ دومـاً ..
أنّنــا لا نـسـتـفــيد من التــاريــخ

فــلا أنـا.. ولا أنت .. ولا كتـّاب المدونات . المنتديات - في الأعم الأغلب –
وكـلّنـا أمام نقـاد المحـدثـين الأوائل .. معرّفات لـ(لمجاهيل) لا تثبت أمام النقد العلمي
أقـول كلنـا .. لا نستطيع الزعـم لعقولنا ..
أننـا أصحاب ريادة .. في صياغـة فـكـر الأمـّة المنـهـكـة بـ(غثـائيتـهـا ) ..
دون المؤلفين والعلماء والأكاديميين ..

إن لم نتـذوق .. العلقـم الذي شربوا //ـــــــــــــــــ
ونجـهـد كـمـا جـهـدوا ..
حيث كـان أثـبـت حـجـرٍ في البـنــاء .. أوطـأ حـجـرٍ في الأســاس ..
هـذا إن أردنا الوصول.. لواحة العلم ..
وزيادة .. الحصول على جائـزتـه .. لــذتـه .. في النهايـة :
( تلـذذنـا بالعـلـم .. حتى خشـيـنــا ألا نـُؤجـرعليه)
الإمام احمد
فـلـذة نيـوتـن - الجـاد - بـ… وجدتها …
لن يـتــذوقهـا شباب التلفاز والإنترنت – المسترخي
هـذا بــ===>>( تفاحة الجاذبية )
وهـؤلاء بــ===>>(جاذبية البرتقالة )
فـبهـم تـنـهـض الأمـم .. وبحـرق أعمارهـم في أهـداف مـحـددة
.. اسـتـنـارت أممـهـم ودولهـم :
ومن كـانـت بـدايـتــه (مُـحـرِقـة ) …
كـانـت نـهـايـتــه ( مُـشـرِقـة )


أمثـلـة .. نـتـاج الارتقاء المـعـرفـي الجـــاد //ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وبمثل جـلَـدهـم ..
كان الزهـراوي أول من قام بتفـتـيت الحـصوة في المثـانـة !
وألّـف السرخـسي كتاب (المفصوص) في 16جـزءاً .. وهو محبوساً مكتـّفاً في طي بـئر !
وألّف الحاكم ( المستدرك على الصحيحين ) من ذاكرته بعد أنْ جاوز التسـعـين !
وألّف ابن عقيل البغدادي كتاب ( الفنون ) في أربعمائة 400 مجلد !!
(لم يصنف في الدنيا أكبرمنه) الذهبي رحم الله الجميع
وصنع القوم بوصلة ( توازي ماجلان الآن ) !!
وأوليّـات ..
أبي القاسم / عباس بن فرناس كثيرة ، فقد صنع (الميقاتة) و الزجاج !!
وهو أول من صـنـع مركـزاً علمياً بمنزله كهيئـة السـمـاء بنجومها وغيومها ورعودها
بينما اقـترن اسمه .. بآخـر ما مات عليه .. ( الطـيران ) !!

خـلاصـة .. ما أردتـه //ـــــــــــــــــــــــــ
حيث كانت أعمارنا محدودة .. وليـس لأيـامنا أكـثر من سـ24ــاعة ..
فلا ينبغي لنا إذن تضيعـهــا : في ( مصادر معلومات ) متـدنيـة المستوى ..
على حساب المصدر الرئيس ( الكتاب )
بل .. والكتـاب المختـار بعنـايــة … في المجال الذي نريد :
فكـم من كـتــاب .. أفصــح ما فــيـــه : بـيـــاضـــه
فضلا عن الجريدة .. المجلة .. فغثـائيـة الأمـّـة فيهما واضحـة ..
( بل أنتم يومئذ كثير .. ولكنكم غثاء كغثاء السيل )

اسـتـدراك .. للإيضـاح //ـــــــــــــــــــــــ
لست مع هذا أميل إلى التقليل من شأن تلكم المصادر ..
إنما أدعـو لأن تكـون دوماً .. أهـدافـنـا في التثـقـيف .. والارتقاء المـعـرفـي .. واضحـة ..
ثم لـنـبحـث - بعدهـا - عن الأدوات والوسـائـل التي تبـلّـغـنـا إيـاهــا .. سواء في الإنترنت أو غيره ..
لا .. أنْ تكـون ( المتـعـة ) هـي قـائـدنـا الرئيـس .. في الحـصـول على المـعـرفـة ..
ولكي نصـل فعلينـا ألا نبحث عن ( أكـبر ) لـذة .. بل عـن ( أرقـى ) لـذة
وأخـيرا //ـــــــــــــــــــــــ
فلسـت أرى خـلافـي معـك .. خلاف تـضـاد ..
بل خـلاف تـنـوع ..
ولـقـد كـانـت نـيّـتـي تـدويـن مـتـصـفـّح ( للورّاقـين )
فتراجـعـت..
لقـلّـة القـراء والمشاركـين في مثل تلكم المواضيع .. حيث كان العنـوان ( كتـابـاً )
وعـلـيــه فإنـي .. أتـحـدى .. من مـتـصـفـّحـي هـذا ..
أن تـنـجـح ( مدونة الورّاقـين ) .. للتـعـريف بالكـتب الرائعـة .. لو تم فـتـحـهــا ..
مع تـمـنـّيـاتـي .. من القلب .. أنْ أخـســر التـحـدي ..
وقـانـا الله وإيـاك .. شـر من لـم يـقـرأ .. إلا كـتــابــاً واحــدا ..
ويـلٌ لأمّــــة ..
تـلـبـسُ مما لا تـنـسـج ..
وتـأكــل ممــا لا تـــزرع ..
وتشــــربُ مما لا تـعـصـــر !!
منقول