الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

العوا يطالب بمحاكمة الأنبا بيشوي على تصريحاته وإخضاع الأديرة للتفتيش

العوا يطالب بمحاكمة الأنبا بيشوي على تصريحاته وإخضاع الأديرة للتفتيش

قال أن من سلموا المسلمات للكنيسة سيحاكمون وملفاتهم جاهزة .. العوا يطالب بمحاكمة الأنبا بيشوي على تصريحاته وإخضاع الأديرة "المليئة بالأسلحة" لرقابة الدولة


كتبت مروة حمزة (المصريون): | 16-09-2010 01:14



أكد المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا أن المسؤولين الذين تورطوا في تسليم وفاء قسطنطين والمسلمات الأخريات إلى الكنيسة بالمخالفة للقانون والدستور ستتم محاكمتهم وإن طال الأمد ، مؤكدا أن "جهات رسمية" أعدت ملفات تلك القضايا وجهزتها انتظارا ليوم القانون ، مؤكدا أن الجرائم التي ارتكبت في هذا الموضوع لا تسقط بالتقادم ، وطالب العوا في حديثه الذي بثته قناة الجزيرة القطرية على الهواء أمس الأربعاء بمحاسبة الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس، والرجل الثاني داخل الكنيسة الأرثوذكسية على تصريحاته "الخطيرة" التي وصف فيها الأقباط بأنهم "أصل البلد وإن المسلمين ضيوف عليهم"، وقال إن تصريحاته "لابد ألا تمر مرور الكرام بل يجب أن يحاسب لمصلحة هذا الوطن".

وندد العوا في مقابلة مع فضائية "الجزيرة" بثتها مساء الأربعاء بتصريحات الأنبا بيشوي التي اعتبر فيها أن البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية "خط أحمر" والكنيسة "خط أحمر"، وعقب قائلا: و"كأنه يعلن على الملأ أن الكنيسة والبابا شنودة فوق القانون".

وتساءل: كيف يقول إن المسلمين ضيوف على أرض مصر بينما يشكلون 96 في المائة من سكان مصر ويعيشون على أرض مصر منذ 14 قرنًا، داعيًا الأنبا بيشوي إلى سحب تصريحاته حتى لا تشتعل نيران لن تنطفئ في مصر.

واعتبر أن التصعيد في لهجة الخطاب المسيحي دليل على أن مصر أصبحت "دولة ضعيفة في إطار كنيسة قوية"، مستنكرا تغييب الدستور والقانون في قضية كاميليا شحاتة زوجة كاهن دير مواس، التي تحتجزها الكنيسة في مكان غير معلوم منذ أواخر يوليو الماضي، بعد أن تسلمها من أجهزة الأمن عقب توجهها إلى الأزهر لتوثيق إسلامها.

واستطرد: الأنبا بيشوي تحدث باستعلاء واستقواء خطير، فكيف استطاع أن يقول بجرأة إنه لن يطبق الأحكام التي تصدر عن القانون المصري، وكيف يكون البابا شنودة "خطًا أحمر" بينما رئيس الجمهورية بنفسه ينتقد في الصحف ولا يوجد أي شخصية في مصر فوق القانون فكيف تصبح الكنيسة أعلى من الدولة؟

وكان الأنبا بيشوي رفض الدعوات لإخضاع الأديرة تحت رقابة الدولة، أسوة بالمساجد، ملوحًا بـ "الاستشهاد" فى مواجهة سيناريو من هذا النوع. وعقب العوا: "للأسف ضعف موقف الدولة في مواجهة الكنيسة يثير غضب المسلمين، فلا يحق للدولة بأجهزتها تفتيش الأديرة والكنائس بينما تنتهك حرمات المساجد كل يوم وكل ساعة".

ودلل بقضية ضبط سفينة تحمل مواد متفجرة قادمة من إسرائيل لصالح جوزيف بطرس نجل وكيل مطرانية بورسعيد في إطار مطالبته بتفتيش كل الأديرة، لأنها "مليئة بالأسلحة كما تفتش المساجد وتنتهك حرماتها في هذا البلد"، بعد تلويح الأنبا بيشوي بالاستشهاد لو أشرف المسلمون على الكنائس.

واعتبر أن كلام الأنبا بيشوي يعني أنهم "يعدون لحرب ضد المسلمين"، وقال إنه يجب على الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن يرد على تصريحات الأنبا بيشوي "الذي يستعد لحرب ضد المسلمين"، على حد قوله.

وحول تأييد الكنيسة للرئيس حسني مبارك في الانتخابات الرئاسية القادمة أو نجله جمال لخلافته في الحكم، قال العوا: "علمت أن المجمع المقدس عقد برئاسة البابا شنودة وحضره جميع المطارنة والأساقفة داخل مصر وخارجها من جنوب إفريقيا وسويسرا وأمريكا وكينيا وقرروا تأييد الرئيس مبارك ونجله".

وأضاف: أنا أرى أن هذا حق لكل مصري، وهناك حملة لدعم جمال مبارك، لكن لا يصح أن يصبح الانتخاب كنسيًا، والتأييد دينيًا، فهذا الأمر يفسد الدولة المدنية، فكيف وهم أنفسهم يقولون ما لقيصر لقيصر وما لله فلله، فهل هم ينتقدون أنفسهم".

لكنه يرى أن تأييد الأقباط للرئيس ونجله نابع من اعترافهم بأن عهد الرئيس مبارك أزهى العصور للأقباط، واستدرك: "أنا أسألهم طالما هم في أزهى عصورهم لماذا يصرخون ويولولون طوال 24 ساعة ليقولوا إنهم مضطهدون، لكن المراد هو الفتنة التي ستأتي على الأخضر واليابس"، على حد قوله.

وطالب العوا بمساواة المسلمين بالأقباط في الحقوق والواجبات، مستنكرًا الضجيج الذي يثار عند حالات دخول مسيحيين إلى الإسلام بعكس حالات الارتداد عن الإسلام إلى المسيحية، مشيرا إلى كتاب للدكتور نبيل لوقا بباوي عضو مجلس الشورى عن المسلمين المتنصرين والمسيحيين المتأسلمين.

ففي هذا الكتاب يتساءل بباوي: لماذا حينما يتحول المسيحي للإسلام تشتعل النيران ولا تهدأ، بينما يكون الأمر موثقًا من الأزهر وبشكل رسمي وقانوني، والعكس حينما يتحول مسلم للنصرانية يكون الأمر سريًا وليس له أوراق رسمية ولا تشعل الحرائق"، وهو ما أيده فيه العوا مبديًا تضامنه معه في الرأي.

واتهم العوا البابا شنودة والأنبا بيشوي بأنهما سبب تأزم العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر، وطالب بضرورة احترامهم للقانون وأن يكون اختيار العقيدة حرية شخصية لا يتدخل فيها لا البابا شنودة ولا شيخ الأزهر ولا أي إنسان على وجه الأرض.

وضرب مثلا بحالة وفاء قسطنطين المحتجزة التي تم تسليمها إلى الكنيسة منذ ست سنوات ولا يعلم أحد أين هي، معتبرا أن هذا إن دل فإنما يدل على ضعف موقف الدولة تجاه الكنيسة، وهذا أمر في منتهى الخطورة، وهذا السيناريو يتكرر مع كاميليا شحاتة، وتابع متسائلا: أين دور الدولة ولماذا لا تحمي أبنائها؟.

وأشار إلى أن الحكومة المصرية تتعرض لضغوط من الكنيسة مما يجعلها في موقف الضعيف، لافتا إلى أجهزة الدولة تعلم مكان قسطنطين ومصير شحاتة، لكنها تأخذ موقفًا صامتًا ضد قوة الكنيسة، ونقل عن الأنبا بيشوي القول إنه كان طرف أساسي في قضية وفاء قسطنطين ونفس الشيء في قضية كاميليا شحاتة، قائلاً إن المسيحيين هم الذين يتحدثون والمسلمون صامتون.

وحول كيف يتم وأد الفتنة وإعادة العلاقة إلى مجراها الطبيعي، قال من "الضروري أن نعود لصوت العقل لا لصوت الاستقواء، وأدعو رجال الكنيسة إلى العودة لصوت العقل والحكمة لصد المصائب التي قد تأتي على هذا البلد".


صحيفة المصريون:http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=39158

مصر: الأزهر يستنكر تصريحات الأنبا بيشوي بشأن القرآن

مصر: الأزهر يستنكر تصريحات الأنبا بيشوي بشأن القرآن
ندد شيخ الأزهر في مصر أحمد الطيب بتصريحات الأنبا بيشوي احد قساوسة الكنيسة القبطية التي أعرب فيها عن اعتقاده بأن بعض الآيات في القرآن أضيفت إليه بعد وفاة النبي محمد.

وقال احمد الطيب ان هذه التصريحات تضر بالوحدة الوطنية. جاء ذلك بعد اجتماع ترأسه رئيس جامعة الازهر لبحث تصريحات الانبا بيشوي الذي قال بعد تصريحاته انه لم يقصد التهجم على الاسلام.

وأعلن مجمع البحوث الاسلامية بالازهر في بيان ان الشيخ احمد الطيب "صدم لما نشر من تزييف للقرآن الكريم" عبر الانبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس القبطي.

وأضاف البيان أن "مثل هذه التصرفات غير المسؤولة تهدد في المقام الاول الوحدة الوطنية في وقت نحن اشد ما نكون في حاجة لصيانتها".

وحذر شيخ الأزهر من "اننا نرصد هذه التصرفات غير المسؤولة من واقع الحرص على أمن الوطن بمسلميه ومسيحييه ومواجهة الفتن التي يمكن ان تثيرها هذه التصرفات".

وأشار الأنبا بيشوي خلال اجتماع عقد مؤخرا مع سفير مصر في قبرص وحضره صحفيون أشار الانبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس في مصر إلى أن آيات محددة فى سورة المائدة بشأن المسيحيين قد أضيفت في وقت لاحق في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان.

لكن صحيفة "المصري اليوم" نقلت عن بيشوي قوله "إن سؤالي عما إذا كانت بعض آيات القرآن قد اضيفت بعد وفاة الرسول ليس انتقادا أو اتهاما".



وأضاف بيشوي، حسبما نقلت المصري اليوم "إنه مجرد سؤال عن آية محددة أعتقد أنها تعارض العقيدة المسيحية".

وقال في محاضرة "لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن أن يحول ذلك إلى هجوم على الإسلام"، مؤكدا على أن تعليقاته قد أخرجت من سياقها.
توتر طائفي


لكن تعليقات بيشوي أثارت موجة من الغضب من قبل رجال دين مسلمين ومسيحيين على حد السواء، حيث أعربوا عن قلقهم من أن تؤدي إلى توتر طائفي.

وذكرت وسائل إعلام مصرية أن البابا شنودة الثالث أجرى اتصالات بشخصيات إسلامية وسياسية "لاحتواء الموقف".

ما نقلت وسائل إعلام مصرية عن وكيل وزارة الأوقاف المصرية سالم عبد الجليل قوله إن "عقيدة المسلمين خط أحمر لا يمكن بأي حال أن يناقشه غير المسلمين".

يذكر أن مصر شهدت العديد من أحداث التوتر الطائفي بين المسلمين والأقباط خلال الأعوام القليلة الماضية.

ويضمن الدستور المصري حرية التعبير الا ان حساسية شديدة تحيط بمسالة الاديان. ويشكل الأقباط بحسب تقديرات 10% من سكان مصر البالغ عددهم نحو 80 مليون نسمة.

تصريحات الأنبا بيشوي وجذورها الكاشفة

تصريحات الأنبا بيشوي وجذورها الكاشفة
كتبت الدكتورة/ زينب عبد العزيز:

ان التصريحات التى أدلى بها الأنبا بيشوى وكل ما بها من إهانات وفريات وإتهامات جارحة فى حق الدولة والوطن والقانون، والتى تضع الكنيسة القبطية فى تصنيف الخيانة والتواطؤ مع الغرب المسيحى المتعصب والرضوخ لمخطط الفاتيكان ضد مصلحة أمن الدولة والتعايش السلمى بين أبناء الوطن، ليست وليدة الأمس وإنما سبق للأنبا يوحنا قلتة، ممثل الكنيسة الكاثوليكية، أن أعلنها صراحة فى كتابه المعنون "المسيحية والألف الثالثة" والذى تناولته بالرد عليه آنذاك فى اكتوبر 2003 .. وهو كتاب يكشف الى اى مدى الفاتيكان بات يتحكم ويقود الكنائس التى كانت منشقة ويخرجها من عقائدها وتجميعها لإقتلاع الإسلام، وفيما يلى المقال المشار اليه:

المسيحية والألف الثالثة!

إلى أخ في الوطن وزميل في اللقب العلمى،

إلى المواطن المصرى الدكتور/ الأنبا يوحنا قلتا ..

قرأت كتابك الذى يحمل عنوان نفس هذا الرد، والصادر عن دار مصر المحروسة، وهزنى ما في بعض عباراته من صدق وأنين..نعم، على حد قولك، فلنطو صفحة الفى سنة مضت، ولنفتح صفحة جديدة لألف سنة عنوانها: "مسلمون ومسيحيون لمستقبل أفضل" كما تقول، وأضيف إلى ما أنهيت به كتابك: "فمصر لكل المصريين" .. لذلك أمد يدى إلى يدك الممدودة في أخوة لنتعاون جميعا على صد تلك الهجمة الشرسة التى يحيكها لنا الغرب المتعصب، فكلنا على حافة الهاوية، والقذيفة حين تسقط لا تميّز بين قبطى ومسلم ..

وتابعت تأملاتك ـ كما تطلق عليها ـ وهزنى ذلك الحزن المتردد بين صفحات تحمل العديد من القضايا المطروحة، وإن كان بكثير من المواربة أو عدم الوضوح، وأخرى يشار إلى نتائجها فحسب، الأمر الذى لا يسمح للقارئ بفهمها أو فهم أسبابها، وبالتالى فلن يمكنه الإسهام في حلها أو في تخطيها، وإذا ما استثنينا تلك المساحة الواسعة من الكتاب، والتى تندرج تحت بند التعريف والتبشير الواضح بالمسيحية - ولعل ذلك يرجع إلى مهنتك الكهنوتية بالطبع، فإنه يمكن تقسيم القضايا المطروحة إلى عدة مجموعات حتى يسهل تناولها تباعا وهى: نغمات نشاز؛ خلافات عقائدية مسيحية؛ الإسلام؛ قضايا الساعة؛ والحوار ..

وأبدأ بالنغمات النشاز، لا لأهميتها فحسب، ولكن لاستبعادها من المناقشة هنا حيث أن حيز المقال لا يسمح بتناولها بشئ من التفصيل، ولأنها قُتلت بحثا.. ومن هذه النغمات النشاز:

تكرار أن مصر بأسرها كانت قبطية أيام الفتح الإسلامى، وأن عدد الأقباط كان آنذاك أربعة ملايين نسمة، ولوم المؤرخين على "إسقاط العصر المسيحى" من تاريخ مصر، والتأكيد على أنه قد إمتد ستة قرون: "سته قرون سادت فيها المسيحية وسيطرت الكنيسة" أو "حكمت" .. والإصرار على عبارة "مصر القبطية"، و"الشعب القبطى" وعلى أن كلمة "مصر" تعنى " قبط " وإن القبط وحدهم هم المصريون الحقيقيون وهم سلالة المصريين القدماء أصحاب البلد، وإن المصريين المسلمين دخلاء، بل والقول بأن كل المنطقة العربية كانت مسيحية بما في ذلك شبه الجزيرة العربية ومكة والمدينة، وأنها قد دخلت الإسلام بسبب الخلافات العقائدية المسيحية أو بسبب انتشار الإسلام بالسلاح وفرض الجزية قهرا..

وتكرار أن العرب أو أعراب شبه الجزيرة عبارة عن قبائل من "الجياع والعطشى" قد احتلوا البلدان المسيحية، و"تحول حال المسيحيين من أغلبية إلى أقلية وسط بحر زاخر من المسلمين" وأن الإسلام قد أخذ عن القانون الساسانى الفارسى، وإثارة قضية خلق القرآن أكثر من مرة، وما إلى ذلك من القضايا التى لا يؤدى إثارتها إلا إلى المساس بمصداقية الكاتب وأمانته العلمية.. وهنا سأكتفى بسؤال واحد: تُرى هل يفقد الإنسان جنسيته لتغيير عقيدته؟ ..

وإن أمكن الرد في عجالة لأوضحت لك أيها الأخ الكريم إجمالا أن مصر بأسرها لم تكن قبطية في أى وقت من الأوقات، لا كمرحلة إنتقالية بين العصر الفرعونى والإسلامى، ولا أيام الفتح الإسلامى، بل و لم يحدث فى التاريخ أن كان الأقباط يمثلون الأغلبية فى أى وقت من الأوقات، فقد كان هناك المستعمر اليونانى والرومانى بجلياتهما التى كانت تمثل الطبقة الحاكمة بجنودها وجيشها، وجاليات اليهود والوثنيين والمصريين القدماء الذين استمرت معابدهم إلى ما بعد الفتح الإسلامى، فالمسيحية كانت تحارب بضراوة حتى عام 381 عندما أعلنها قسطنطين ديانة رسمية هناك.. فكيف يمكن أن يصل عدد أقباط مصر إلى أربعة ملايين آنذاك في حوالى قرنين؟!

وبمناسبة تكرار تساؤلك حول تعداد مسيحيي الشرق وتعداد أقباط مصر ومسيحييها، وأنه "لا توجد إحصائية تحدد ذلك" فيمكنك الرجوع إلى ما أعلنه الفاتيكان من أن عدد المسيحيين في الشرق الاوسط إثنا عشر مليونا، منهم أربعة ملايين نسمة تقريبا في مصر ( كتاب الجغرافيا السياسية للفاتيكان)، وهى نفس الأرقام الواردة بأحدث المراجع، ومنها "موسوعة تاريخ المسيحية" الصادرة في ابريل عام 2000.

وهنا إسمح لى بتعليق بسيط كأخت لك في هذا الوطن الجريح بسبب عدد من الذين يتخذون نفس موقفك، فأيا كان عدد المسيحيين المصريين بمختلف عقائدهم، فإن ذلك لا يضيرهم في شئ إطلاقا ولا يمس كرامتهم أو كيانهم في أى شئ، ومن حقهم كمصريين أن يعيشوا ويسهموا في تقدم مصر ورخائها وفى الدفاع عنها وسط إخوانهم المسلمين كأسرة واحدة وأمة واحدة.

وذلك سواء أكان عددهم، كما هو حاليا، حوالى أربعة ملايين أو حتى أربعة أشخاص! وتلك هى سماحة الإسلام الحقة.. وإثارة نغمات نشاز من هذا القبيل لا تعنى في الواقع سوى ترديد مطالب الغرب السياسية المتعصبة الذى يسعى حثيثا إلى تقسيم العالم العربى والإسلامى ليسهل تنصيره وحكمه كما يعلنون وكما هو واضح جلى من مجرى الأحداث.. فهذا أمر مرفوض أساسا ولا يليق بمن في مثل مكانتك العلمية أو اللاهوتية.

وهنا أضيف في عجالة أيضا وللعلم، أن اسم مصر Egypt مشتق من كلمة "كمت" الهيروغليفية وتعنى "الأرض السوداء"، وأن كلمة "قبط" مشتقة من اسم مدينة "قفط" بالصعيد وكان اسمها coptos أيام اليونان والرومان، ولا تزال الخرائط القديمة تحمل هذا الاسم، ومن المعروف أن أوائل المسيحيين المصريين كانوا يهربون من المذابح اليونانية والرومانية إلى أقاصى الصعيد وتجمعوا في مدينة قفط وضواحيها وصار منها اسم قبط ..

وملحوظة أخيرة حول هذه النغمات النشاز: إن الإسلام لم ينتشر بالسلاح والقهر والاستبداد وإنما التعصب الكنسى هو الذى مارس ذلك، والتاريخ الدموى للكنيسة معروف في صراعه على السلطة منذ بداية تكوينها حتى يومنا هذا، والإنقسام الجذرى الذى اشرت إليه والذى وقع في القرن الحادى عشر، ثم ذلك الذى وقع في القرن الخامس عشر لم يكن إلا نتيجة لذلك الصراع الدائر بين السلطة الكنسية والسلطة المدنية، ولم تقم فرنسا أيام الثورة الفرنسية بالفصل بين السلطتين من فراغ، وهو ما قامت به ثانية عام 1905 عندما لم يرتدع التعصب الكنسى.. وما أكثر ما كُتب في هذا المجال.. فتلك المجازر هى التى أدت بالغرب المسيحى إلى الإلحاد والعلمانية إضافة إلى كل ما كشف عنه التقدم العلمى من تعديل وتبديل في ترجمة النصوص المسيحية والأناجيل.. فلننتقل إلى نقطة الخلافات العقائدية في تلك المسيحية ..

لقد اشرت يا أخى طوال كتابك إلى تواريخ معيّنة وإلى مجامع بعينها كما أشرت إلى خلافات محزنة، كما تقول، وإلى الإنشقاقات الناجمة عنها، دون أن توضح ما الذى حدث تحديدا. ولكى نكون منصفين، إن كنا نود أن نضع حدا لكل ما يوجد من خلافات سواء بين المسيحيين بعضهم بعضا أو بين المسيحيين والمسلمين، فمن الأمانة الموضوعية أن نقول بإيجاز شديد ما الذى دار في هذه المجامع أو تلك التواريخ التى اكتفيت بالإشارة إليها، حتى يكون القارئ على بيّنة من الأحداث، خاصة بعد أن قال موريس بوكاى عن حق: "إن أغلب المسيحيين لا يعرفون أن المسيحية قد تم تحريفها عبر المجامع على مر العصور، كما أنهم لا يعرفون إن الأناجيل التى بين أيديهم لم يكتبها أولئك الذين هى معروفة باسمائهم" (الإنجيل والقرآن والعلم).

والمجامع التى اشرت اليها هى: مجمع سنه 49 في اورشليم، ومجمع نيقية الأول سنه 325، ومجمع القسطنطينية سنه 381، وأفسوس سنه 431، وخلقيدونيا سنه 451، والقسطنطينية الثانى سنه 553، والثالث سنه 681، ثم انتقلت فجأة وبلا مقدمات إلى اتفاق تم حول "طبيعة المسيح أو شخصه القدوس"، وتم حسم هذا الخلاف يوم 22/2/1988 بين البابا يوحنا بولس الثانى والبابا شنودة، عن طريق لجنة الحوار المشتركة بين الكنيستين، وأوردت نص الإتفاق الذى يقول:

"نؤمن أن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الكلمة المتجدد هو كامل في ناسوته، و جعل ناسوته واحدا مع لاهوته بغير اختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير ولا تشويش وفى نفس الوقت نحرّم كلا من تعاليم نستور وأوطيخي" (صفحة 79).

والجملة الأولى في هذا النص اللاهوتي بين الكنيستين "نؤمن أن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح" وما كررته كثيرا من "أن المسيح هو الله" أو "المسيح الإله" أو "الله الثالوث المقدس" أو "المسيحية هي الإيمان بالمسيح الإله" ، أو "الله المتجسد في المسيح" كل هذه العبارات وكثير غيرها لا تتفق وما تحاول نفيه من شرك بالله أو من نفى للتعددية فى المسيحية.. وهي نقطة جوهرية أو هي النقطة الجوهرية الأساسية في الخلاف بين الإسلام والمسيحية، وسوف نعود إليها فيما بعد. ولنواصل التواريخ والمجامع التي أشرت إليها.

فقد أشرت بعد ذلك إلى مجمع 1054 الذي "قسم المسيحية إلى شرقية وغربية" ثم "ثورة الإصلاح"، ثم أشرت إلى مجمع الفاتيكان الأول عام 1869، ومجمع الفاتيكان الثاني عام 1965، إضافة إلى الإشارة إلى اسمين أو ثلاثة بمرارة شديدة هما أريوس ونستور وأوطيخي الذين تواصل الكنيسة حرمانهم حتى يومنا هذا.